” من هم السريان ” Syrian ” في هذا النص ؟ “

” من هم السريان ” Syrian ” في هذا النص ؟ “

هنري بدروس كيفا
رد على السيد المحترم Rabi Gabriel
شكرا لتعليقك ” ليش ما سموا اراميا بدل سوريا ؟؟؟؟؟”
فهو إن دل على شيئ مفيد هو جهلك التام للتسمية الآرامية . إنني أعلم جيدا إنك لن تقتنع و لا تبحث عن هويتنا الحقيقية و لكنني سأنشر ردا قديما
قد يفيد من يريد أن يتعرف على هوية السريان الحقيقية :
” ذا كانت التسمية السريانية تعني الآشوريين وذلك فقط عند اليونان في القرن الخامس ق.م. , فإنها لم تعد صحيحة بعد إستلاء اليونان على الشرق , وخاصة بعدما أصبح لتسمية سوريا معنى جغرافياً وفيما بعد معنى قومياً. كيف نستطيع أن نفسر هذا النص الذي كتبه كسنوفون (14) المؤرخ اليوناني الشهير ” ولكن ملك آشور بعد أن أخضع السريان وهم أمة محترمة ” .
من هم السريان ” Syrian ” في هذا النص ؟
لقد أمضيت أشهر طويلة وأنا أبحث عن الجواب لأهميته البالغة في دراستي التي أعدها عن الشعب السرياني – الآرامي . وقد عثرت على عدة أدلة تثبت بأن المقصود بالسريان هو الشعب الآرامي . ويقول سترابون (15) الجغرافي اليوناني ( القرن الميلادي الأول قبل المسيح) :
” يقول لنا أيضاً بوسيدونيس إن هؤلاء الذين أطلق عليهم اليونان إسم السريان ” Syrian ” فإنهم يطلقون على أنفسهم إسم الآراميين ” .
لا بل إننا نرى في الترجمة اليونانية للعهد القديم , بأن تسمية بلاد آرام تترجم إلى بلاد سوريا ودائما كان يترجم الشعب الآرامي إلى الشعب السرياني . لا يستطيع أحد أن يدعي بأن ” حداد عدري ” ملك آرام كان آشورياً وبالتالي لا أحد يستطيع أن ينكر بأن تسمية السريان قد أصبحت مرادفة للآراميين .
المؤرخ فلافيوس جوزيف (16) , في كتابه الشهير عن اليهود كان يستعمل التسمية الآشورية ليعني بها الأمة الآشورية القديمة , وكان يستعمل التسمية السريانية ليقصد بها الآرامية كقوله : كان لسام أحد أبناء نوح خمسة أبناء : آشور وهو الثاني وقد بنى مدينة نينوى وأعطى إسم الآشوريين (أسيريان) لأتباعه الذين كانوا أغنياء وأقوياء جداً … ومن آرام وهو الرابع يتحدر الآراميون الذين يطلق عليهم اليونان إسم سريان ” .
إن علم التاريخ , في الحقيقة , كعلم قائم بذاته أسوة بالعلوم الأخرى التي تبحث عن الحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة , ولا يعتمد تسلسل الشعوب , حسب ما ورد في التوراة عن سام بن نوح , لأن التوراة في تفسيرها , قد تقصد بها إضفاء نوع من الترابط والتقارب بين الشعوب المتعددة , إذ ليس من المنطق في شيء أن يكون آشور أخاً لآرام , بينما هناك حقبة طويلة من الزمن بين التاريخ الآشوري والتاريخ الآرامي .
-7-
إذاً لا وجود لرابط بين الشعبين الآشوري والآرامي سوى رابط الشعوب السامية فقط وقد أوردت هذا البرهان كي يتأكد القارئ بأن إسم السريان أصبح مرادفاً لإسم آرام .
وإنطلاقاً من أصول وقواعد التاريخ الثابتة أحببت أن أُعرّف ما كان يقوله أجدادنا عن أنفسهم وعن لغتهم .
هل كانوا يقولون عنها سريانية – آرامية أم آشورية ؟
يقول مار يعقوب السروجي (17) ( توفي عام 521 م ) في تقريظة لمار أفرام :
“هذا الذي أضحى إكليلاً للأمة الآرامية جمعاء وبه نالت محاسن روحية ” .
ورد في إحدى كتابات ” مار فيلوكسينوس المنبجي ” ( توفي عام 523 م ) :
” إن تعبر إختلاط , إمتزاج , يوجد في معظم كتب آبائنا إن كان عند الآراميين أو عند اليونان ” .
كذلك عند مار يعقوب مطران الرها (19) (توفي في أوائل القرن الثامن الميلادي).
يقول في أحد الميامر : ” وهكذا عندنا نحن الآراميين أو السريان “.
كذلك نجد في تاريخ مار ديونوسيوس التلمحري (20) (توفي في القرن التاسع الميلادي ) :
ومنذ ذلك الوقت بدأ أبناء هاجر ( العرب ) يستعبدون الآراميين استعباداً مصرياً .
ومن المعلوم أن العرب قد دخلوا بلادنا في القرن السابع الميلادي , تُرى لماذا مار ديونوسيوس يُسمّي سكان سوريا بالآراميين ؟
هل لأنهم آشوريون أم بكل بساطة لأنهم آراميون ؟ !
ولعل أفضل دليل على ذلك هو ما كتبه المؤرخ مار مخايل الكبير (توفي سنة 1199م ) في ملحق خاص ضمن تاريخه يرد فيه على اليونان الذين كانوا يعيّرون السريان بقولهم ” لم يخرج ملك من شعبكم ” .
كتب مار مخائيل (21) :بمساعدة من الله سوف نذكر أخبار الممالك التي أُقيمت في القديم , بفضل أمتنا الآرامية, أي أبناء آرام , الذين أطلقت عليهم تسمية سريان ” أو ” سكان سوريان … ” .
بالطبع القارئ المدقق يستطيع أن يتحقق من صحة هذه المعلومات وما عليه إلا أن يفتح صفحة كل كتاب ورد ذكره في بحثي هذا .
لقد ذُكرت سابقاً أن النصوص الآرامية التي وجدت في سفيرة قرب حلب قد استعملت التسميات التالية : آرام العليا (حلب) آرام السفلى ( دمشق ) وكل آرام أي كل بلاد رام . ومن المعلوم أن المؤرخين اليونان كانوا يستعملون ” سوريا كولن ” مما دعا عدداً من المؤرخين (22) أن يرى في ” كولن ” اليونانية الأسم الآرامي القديم . ولقد وردت هذه التسميات مرات عدة في تاريخ فلافيوس جوزيف وذلك في حديثة عن السريان الآراميين ( وليس الآشوريين ) .
” كان لآرام أربعة أولاد أحدهم عوض وهو البكر … بنى مدينة دمشق الواقعة بين فلسطين وسوريا الملقبة بكولن (23) ” .وفي مكان أخر يستعمل تسمية سوريا السفلى وسوريا العليا (24) . أليس هذا دليلاً على أن إسم سوريا قد أصبح مرادفاً بلاد آرام ؟ .”
——————————————–
صباح الخير / بريخ صفرو
١- في كل يوم و مع كل فنجان قهوة ” نحن سريان آراميون “
٢-تحية من القلب الى كل الأخوة المهتمين الذين يشجعونني في تصحيح كل طرح تاريخي خاطئ …
٣- الملك حزائيل ٨٤٣ – ٨٠٣ ق٠م لم يشرب القهوة و العالم يعقوب الرهاوي من القرن الثامن الميلادي هو أيضا لم يشرب القهوة و لكنهما آراميان مثل أكثرية مسيحي شرقنا و نسبة كبيرة من أخوتنا المسلمين .
٤- إنني أحب كل سرياني أصيل و حتى السرياني الذي يدعي بأنه ” أشوري ” أو إسباني…و لكن المحبة لا تعني بأنني سأقبل كل طرح تاريخي خاطئ .
٥- نحن سريان آراميون إن شربنا القهوة و سنبقى سريان آراميين و إن تشربنا في صغرنا طروحات تاريخية خاطئة !
ملاحظة مهمة جدا : ربما القارئ لا يعرف أن سوريا القديمة كانت بأكثريتها
الساحقة آرامية بين حكم الملك حزائيل ٨٤٣- ٨٠٣ ق٠م و بين العالم يعقوب الرهاوي ٦٣٣-٧٠٨ م أي أكثر من ١٥٠٠ سنة !
مع كل فنجان قهوة يجب أن تتذكر :
* العالم يعقوب الرهاوي يؤكد ” نحن السريان أي الآراميون “!
* كل العلماء السريان من مار افرام الى ابن العبري قد أكدوا أن
هويتنا هي آرامية !
*صحيح أن الفكر الأشوري المبني على طروحات تاريخية كاذبة
و لكن تاريخنا العلمي هو الذي يصحح تلك الطروحات !
*طوبى لكل رجل دين سرياني يؤمن بتاريخنا العلمي لأنه – بكل تأكيد-
سيفتخر بهويتنا الآرامية !
* للأسف بعض رجال الدين لا يزالون يؤيدون الفكر الأثوري المزيف
و يتلاعبون في تفسير التسمية السريانية : عاجلا أم أجلا السرياني
المثقف سيرى تخاذلهم و تفسيراتهم الكاذبة .
*لا شك إن العالم يعقوب الرهاوي قد عاش حياته في ظل الإحتلال
العربي لمواطن أجدادنا و لكن العرب ظلوا أقلية عددية في شرقنا
حتى القرن الثالث عشر الميلادي !
توضيح مهم 😍😍😍
١- إنني أكدت أننا سريان آراميون و هذه حقيقة تاريخية مبرهنة .
٢- لكنني مع فنجان القهوة قد أكدت حرفيا ” العالم يعقوب الرهاوي يؤكد ” نحن السريان أي الآراميون “! بينما هو كتب باللغة السريانية :
ܗܘ ܗܟܘܬ ܐܦ ܚܢܢ ܐܪ̈ܡܝܐ ܐܘܟܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ
أي ” و هكذا عننا نحن الآراميون اي السريان “
٣- إنني إرتكبت هفوة صغيرة و لكنني صححتها و للأسف أغلبية الكتاب
المغامرين لا يتحققون و لا يصححون من مفاهيمهم الخاطئة .