الفنان السرياني إدوار شمعون وتر العود السادس…

الفنان السرياني إدوار شمعون وتر العود السادس…
القامشلي زالين أيام زمان… وذكريات إدوار شمعون وتر العود السادس… بقلم سمير سمعون.
حكاية من القامشلي زالين … ادوار شمعون المخترع الباحث الملحن والكاتب السرياني..الملقب بكنارة اور.
امتلك كل حدائق، الرقة والشفافية والرومانسية واللطافة والصدق ونظافة الفكر وبياض السمعة ، تمسك بكل الاخلاق، احب بدون تمييز، أعطى بدون تمييز، وأيضاعند الرحيل، كان ذلك اليوم، في قمة التمييز .
كان قد اخترع كمان هيروشيما، وهذا الكمان موجود الآن في متحف هيروشيما، وكان قد كتب على خشبه، إن حضر من يفتش علينا في سوريانا، فسوف يرى إشعاعاً، ولكن إشعاع الحضارة إشعاع العلم وإشعاع جلجامش،
وإشعاع الأدب إشعاع الشعر، لاإشعاع لوس آلاموس وأمريكا والإشعاع الذري، فنحن لسنا الذين قصفنا هيروشيما وناغازاكي بالقنابل الذرية، وإنما نحن الذين أنرنا الدنيا بإشعاعنا السورياني ذلك،” هذه هي الكلمات التي القاها في إحدى المناسبات، الباحث والملحن والمخترع السورياني إدوار يعقوب شمعون، فمن هذا المخترع السوري؟؟؟.


ولد إدوار في ديريك (المالكية) بمحافظة الحسكة عام 1939، من ام ازخينية عشيرة العمنوكية، ووالد آزخيني من عشيرة النوردونكية، حصل على إجازة في الفلسفة، من جامعة دمشق 1988م.
وهو باحث وكاتب وعازف عود وملحن ومخترع ، وعضو في نقابة الفنانين، وكان المسؤول عن الاغنية الاهزوجة في نقابة الفنانين، شارك في العديد من المؤتمرات الموسيقية العربية في القاهرة وبغداد ، وفي بغداد كان قد القى محاضرة ، وبعد عودته لسوريا بشهر، اتصلوا معه واخبروه، بأن الرئيس صدام حسين سمع تسجيل المحاضر، ويريد ان يلتقيه ليكرمه، ولكن حرب العالم على العراق، أحال حدوث اللقاء والتكريم.
أهدى عود محمد عبد الوهاب، إلى المتحف المسمى باسم الموسيقار الكبير في مصر، ونال شهادة تقدير.
ابتكر اثنتي عشرة آلة موسيقية عربية وترية، ومنها الة سماها الة العروبة (عود وربابة )، يمكن لكل عازف على العود، أن يعزف عليها بالريشة والقوس، لأنها بلمسات العود وتوزيعات علاماته الموسيقية.
وأهم الآلات التي ابتكرها: العروبة، الكمان السوري، شآم، عود وديع الصافي، عود فريد الأطرش، عود أسمهان، عود عبد الوهاب، وكمان أم كلثوم، وكمان فيروز، وكمان هيروشيما، والقيثارة السورية (نغم) وهي بحجم العود العادي، وأوتارها مفردة وعادية غير فولاذية، وتقوم مقام الغيتار الأوربي.
ولولا الأبجدية السوريانية، لما كان هناك شيء في العالم اسمه تاريخ، فهي التي كتب فيها، التاريخ والعلوم والفنون والآداب والقانون والديانات وغيرها، وهي جزء من مفاخر عطاءات، سوريانا الحضارية التاريخية في العالم.
حائز على العديد، من الجوائز وشهادات براءة اختراع، أهمها جائزة الأمم المتحدة الوايبو الدولية،
وهو كان القائل أن سوريا هي أم النور، مليكة الدنيا، الطالعة منذ الأزل، شمساً على ممالكها، الجالسة حكمة وحسناً على عرش عروشها، وإن كل كاتب وشاعر وموسيقي مدين لسوريتنا ومار افرامها السرياني ، بأبجدية كتابته وأوزان شعره وألحان موسيقياه، وغيرها الكثير الكثير من الذي يستحيل حصره وذكره.
هذه كانت رسالة الاستاذ ادورار شمعون للعالم … وهذه كانت ثقافته ….وهذه كانت أخلاقه، التي شربها من بيت عائلة، نشأت على ثقافة اللاآت العشرة، فكانت دستور لمسيرته بالحياة، حتى توافاه الله عام (١٥-٨ -٢٠١٤)، فكتبت له هذه الكلمات:
رحل من أحب بردى والماء
رحل من غنى قاسيون والهواء
فيا كنارة دمشق العزيزة الشماء
تركتناورحلت هذا اليوم للسماء
وكان مثلك يوم انتقالك عظيما
مع انتقال الولدة السيدة العذراء
نعم رحل اخي ادوار… إلى الحدود التي لم اكن اراها… والتي لا شيئ بعدها… سوى الأثر والسيرة.
نعم سأعود يوما لذلك المكان حيث ترقد… سأعود مرة اخيرة… سأقرع كل طبول الفخر والإعتزاز السريانية… ونسهر معا ونغني معا ونفرح معا … في سهرة الوداع حتى الصباح … ونشرب نخب تاريخنا العظيم… ونرفع كأس زالين منتهى الحضارات … وعند الصباح ساقبل وجهك كنارة أور… وسأكتب لك قصيدتي الأخيرة… وسأوشم على الأرض …. هنا يرقد بالرب: الرجل الشهم السرياني الآزخيني … الباحث المخترع الملحن الموسيقي السرياني إدوار يعقوب شمعون ………………………. وأرحل.
٢٣_٨_٢٠١٨