اللغة والعالم . بقلم م.سمير روهم

اللغة والعالم (1)… بقلم م. سمير روهم
سلام ومحبة
سوف أتحدث اليوم عن اللغة التي زاد الحديث فيها وتشعبت الأفكار والأراء بها فكل يجر اللحاف لصوبه .
اللغة هي كالشجرة تكون بذرة ثم نبة فشجرة وإن اعتنى بها الشعب تنمو وتكبر وتزداد فيها الأغصان والأوراق وإن توقف الشعب عن الأعتناء بها تتساقط الأوراق ثم تجف من أعلاها إلى جذرها وتزول من الوجود .
لكل شعب لسانه وليس بالضرورة أن يكون له أي أبجدية ثم يخترع أبجدية او يستعير من غيره ويطورها كما تناسب لسانه وعندما يكون لهذا اللسان الحرف يصبح أسمه لغة ولكن بشكل عام الكل يستخدم كلمة لغة بدلا عن اللسان .
في شرقنا الحبيب كانت هناك ألسنة وعندما تكون من أرومة واحدة ندعوها لهجات ومن هذه اللهجات ما تطور وتحول إلى لغة لها كينونتها وحملت أسم لغة خاص بها .


كون البشر لا يعرفون اللسان الأول لهذا العالم فيتخبط في النظريات وإن قلنا الألسنة الأولى التي نطق بها الأنسان الأول أرومات وفي كل مربع من هذا العالم أرومة .
لست باحث لغات لكي أعرف الأرومات الأصلية الحالية في العالم أي هناك لغات تختلف عن لغات أخرى بشكل تام في اللفظ والقواعد والمعاني والمفردات ولا أتكلم عن الحرف يمكن ان نوحد الحروف في كل العالم ونستخدمها في كل الألسنة كما هو حال الموسيقا اليوم .
لكن عندما تتقارب الألسنة كما هو الحال في أوربا وووسط أسيا وشرقها هذا ما يدفع للقول هناك عدد محدد من الأرومات الأصلية بالعالم ومنها تشعبت الألسنة من لهجة ثم تحولت إلى لغة .
لنعد لموضوعنا عن التحدث عن اللغات القديمة وهناك من يتمسك بها برغم أندثارها أو يدعي نسب بعض اللغات الحالية لها أوانها تطور لتلك اللغة ,كما يدعي أبناء الكنيسة السريانية المشرقية من ( آشوريين وكلدان ) بأن لغتهم السريانية الحالية هي آشورية أو كلدانية وأبناء الساحل السوري (لبنان) يتمسكون بفكرة أستمرار اللهجة الفينيقية وتطورت وهي اللغة الحالية ( السريانية) والشعب اليهودي يطلق أسم لغة عبرية على لسانه وهي استمرار العبرية القديمة لليوم مع العلم يستخدم الخط السرياني المتطور عن الخط الفينيقي وهو المربع ولهجته هي خليط من بقايا اللهجة العبرية القديمة مع كامل اللهجة الآرامية الجنوبية وذلك بعد سبيهم وعودتهم لفلسطين .
نرى هذا التنوع والتشعب في اوربا وكذلك في شرق أسيا ولكن لم أسمع بحوارات وصرعات عن من هم الأصل أو ينسب أصول تلك اللغات له وينفرد بنفسه كانه الأصل والبقية هم الفروع ويتباهى بها .
لما شعوب وسط أسيا تتصارع على هذا ؟؟؟؟
علينا الآعتراف بان هناك لغات ماتت وحلت مكانها أخرى ولا يمكن أحياء الميت لكن اللغة المريضة والضعيفة يمكن أن نسعى للنهوض بها من جديد ونعمل على منحها القوة كون هناك شعب مازال يتحدث بها.وأن لا نسعى بالعيش في الخيال والوهم .
بل نقر ونعترف بالأمر الواقع والحقيقة .. يتبع,,,,

اللغة والعالم (2)… بقلم م. سمير روهم

اللغة الآرامية …..

لكل لغة لهجات متنوعة والآرامية حالها كحالهم ….

عندما نتحدث عن اللغة الآرامية التي يعترف العالم أجمع بها كونها لغة الشعب الساكن في سوريا الطبيعية والعراق أي الهلال الخصيب  وأنتشارها في الشرق ووصولها للصين والهند شرقاً ولأيران  وشبه الجزيرة العربية جنوباَ وأثرها في أوربا غرباً .

لدي وجهة نظر بما يخص لغات المشرق وخاصة الآرامية وطال الحديث بها كثيراً

في القرن الخامس عشر عمت اللغة الآرامية غرب ووسط أسيا كلغة شعوب تحدثت بها

ومنها تفرعت عدة لهجات منها اللهجة الشمالية  والجنوبية والتدمرية النبطية كان القسم الشمالي لسوريا يتحدث لهجة شمالية وجنوبها إلى فلسطين وسيناء والأردن والعراق لهجة جنوبية وفي وسط البادية كانت اللهجة النبطية التدميرية الآرامية التي أمتزجت  بالعربية البدوية بتواصلهم مع القبائل المتجولة بحكم التجارة والجوار وبعد مجيئ السيد المسيح لقبت اللغة بالسريانية وتميزت بلهجتين شرقية في العراق وغربية في كل سوريا باستثناء بعض القرى التي حافظت على اللهجة الآرامية القديمة (القلمون) وفلسطين

والعالم كله يعترف بأن السريانية هي الآرامية الحديثة المتطورة وهما وجهان لعملة واحدة ولا يمكن فصلهما وهكذا عمت اللغة السريانية الآرامية بلهجاتها  من 1000 ق م

لغاية 1500 م أي حوالي 2500 عام كانت اللغة السائدة في المنطقة كلها وكانت لمدة 400 عام لغة الديوان الملكي الفارسي قبل الميلاد وبحكم سيطرتها على المنطقة لقد أثرت بلغات الجوار ومن الطبيعي أن تتأثر بهم أيضاً مثل اليونانية والفارسية والعربية ومازالت اللهجة السريانية تسيطر على الشارع السوري برغم محاربتها عبر العصور ودخلت على العربية من الباب الكبير واللهجة التي تدعى سورية هي سريانية بأمتياز لأنها تحوي أكثر من 70 بالمائة من المفردات السريانية والتي لا نجد لها أي معنى في القواميس العربية فكل لهجات سوريا هي سريانية بنكهة عربية .

اللغة السريانية الآرامية أتخذت الأبجدية ( الفينيقية – الكنعانية ) طورتها بما يتناسب مع

اللغة الآرامية وفي 600 م تم أختراع الحركات  الحالية بعد أن أستخدمت النقاط حوالي 400 م في التشكيل والاستغناء عن الحرف كحركة مثل ( ا – و – ي  ) وكون اللغة السريانية تحوي حركات لفظية كثيرة فهي تفوق 11 حركة صوتية .

مختصر عن الشكلات السريانية…….

يعد تعدد الشكلات إحدى السمات المميزة للغة السريانية. وتنقسم هذه بحسب دورها إلى أربع فئات:

  1. نقاط الجمع: وتسمى بالسريانية سيامي (ܣܝ̈ܳܡܶܐ)-̈، وهي نقطتين أفقيتين فوق أو أسفل الحرف ما قبل الأخير من الاسم ليدل على كونه يمثل جمع (اثنان أو أكثر).
  2. التنقيط: ويستعمل للتفريق بين ال”دولث” (ܕ) عن ال”ريش” (ܪ) حيث ترسم النقطة في الأسفل في حالة الدولث وبالأعلى بالريش. وتعتبر مع نقاط الجمع أقدم الشكلات بالسريانية، حيث يعود أقدم ذكر لها لسنة 411م.
  3. الحركات الصوتية، ويمكن تقسيم تطورها إلى مرحلتين:
    1. المرحلة المشتركة، وفيها تطورت الحركات بصورة متماثلة لدى اللهجتين الشرقية والغربية وتمتد هذه الفترة حتى حوالي 600م. استعملت فيها علامات خاصة لتمييز الكلمات التي تشترك بنفس الحروف.
    2. المرحلة الثانية، وفيها بدأت تظهر فروق في علامات التشكيلبين المشارقة والمغاربة، ومن ميزات هذه المرحلة تطوير نظام تنقيطي معقد بشكل انفرادي للإشارة إلى المصوتات. فبدأ اللغويون المشارقة منذ القرن الحادي عشر بتطوير هذا النظام التنقيطي وتوحيده حتى أصبح مع هو عليه في الوقت الحاضر. أما المغاربة فقد طوروا نظاما مختلفا تماما وذلك بتبني حروف يونانية من أجل تمثيل الحركات القصيرة، ويعد يعقوب الرهاوي أول من حاول تطوير هذا النظام وبالرغم من أن أعماله لم تلق قبولا واسعة وقتها غير أن أفكاره اعتمدت بعد تحويرها بحلول القرن الثالث عشر.
  4. علامات التشكيل، وهي علامات في غاية التعقيد تستعمل في الكتابات اللاهوتيةوالليتورجية فقط.

هذه هي اللغة السريانية الآرامية التي ماتزال حية في وجدان الشعب الذي يسكن الهلال الخصيب .