قصة سمعان الشيخ وترجمة نبوءة إشعياء النبي:
قصة سمعان الشيخ وترجمة نبوءة إشعياء النبي:
وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ. (إش 7: 14)
عندما استولى بطليموس الأول على أورشليم أرسل كثير من الأسرى اليهود إلى مصر وأعطاهم الحرية في ممارسة أعمالهم التجارية. اهتم بعضهم بالفكر الهيليني والثقافة اليونانية، وقاموا بحركة ترجمة لبعض كتبهم الدينية.
أنشأ بطليموس مكتبة الإسكندرية التي ضمت أكثر من نصف مليون مجلد. وجاء عن بطليموس الثاني (فيلادلفي 283-246 ق.م) أنه اهتم بترجمة التوراة من العبرية إلى اليونانية، وهي الترجمة المعروفة بالسبعينية Septuagint وتعتبر أهم ترجمة للعهد القديم من العبرية إلى اليونانية.
أشار بطليموس إلى كاتب يوناني لديه يدعى أرسكاي ليكتب لرئيس الكهنة اليعازر في أورشليم أن يرسل إليه نسخ الأسفار المقدسة وكتب التاريخ مع بعض الخبراء في اللغة العبرية واللغة اليونانية، وقد أرسل إليه هدية فاخرة ووعده بإطلاق سراح آلاف اليهود المقيمين في مصر.
أرسل اليعازار 72 عالماً، ستة من كل سبط وسلمهم نسخة توراة مذهبة للملك، فأكرمهم الملك. وجعل مكان إقامتهم في جزيرة فاروس عند مدخل مرفأ الإسكندرية، التي ألحقت فيما بعد باليابسة وأقيمت فيها المنارة.
قسمهم الملك الى ستة وثلاثين فرقة ووزعهم في أماكن منفردة، وطلب منهم أن يترجموا التوراة، فأقاموا نحو سبعين يوماً حتى أكملوا الترجمة ، فكافأهم بطليموس بالجوائز، وكان ذلك في حوالي سنة 250 ق.م.
اُستخدمت هذه الترجمة في مجامع اليهود في مصر حتى يتمكنوا من قراءة الكتاب المقدس يومياً باللغة التي نشرها الإسكندر الأكبر في كل الشرق. وكان كل ذلك بتدبير إلهي حيث أمكن للعالم بثقافته اليونانية أن يتعرف على النبوات الخاصة بالسيد المسيح عند كرازة الرسل لهم، خاصة وأن الترجمة تمت بواسطة علماء يهود قبل انتشار المسيحية.
ها العذراء تحبل:
كان سمعان من بين المترجمين وخشي أن يترجم كلمة عذراء “تي بارثينوس” (إش 7: 14)، فيسخر به الملك ويهزأ، فأراد أن يستبدلها بكلمة “فتاة”. ويبدو أن الشك دخل إليه، فتساءل: “كيف يمكن لعذراء أن تحبل وتلد؟”
وفي وسط صراعه الداخلي بين ثقته في الكتاب المقدس وأمانته في الترجمة وبين استحالة تحقيق ذلك رأى في حلم من يقول له: “إنك لن تعاين الموت حتى ترى عمانوئيل هذا مولوداً من عذراء”.
عاش سمعان قرابة 300 عام، وجاء إلى الهيكل وحمل السيد المسيح على ذراعيه وأبصر.
يقول مار يعقوب السروجي:
جلس الشيخ في طريق العالم يتفرس لينظر متى يأتي سيد العالم كما وعد. جازت عليه أجيال، وجاز الموت هنا وهناك، ولم يتعرض له، والشيخ قائم ثابت ومستيقظ ليكون شاهداً ببقائه لسيد الأزمان، لأن الكلمة حفظه في الطريق حتى يأتي
يقول القديس يوحنا سابا
لماذا تتوانى؟… قم خذ الطفل من سمعان الشيخ واحمله أنت أيضاً على ذراعيك فتفوح من جسدك المائت رائحة الحياة التي من جسده المقدس.
نعم لقد انفتحت عينا سمعان لرؤية الطفل، وانفتحت معهما بصيرته الداخلية لإدراك سرّ الخلاص، وانفتح لسانه بالتسبيح والنبوة فقال:
الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام، لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب، نور إعلان للأمم، ومجداً لشعبك إسرائيل.
ونحن المسيحيون مختومون بمسحة روحانية وعلى جباهنا إسم ودم الحمل، مخصصين ومكرسين لله.
آمين

Fadi Hanna