مار فلابيانوس ميخائيل ملكي سنة 1858 – 1915
ذكرى ٧ سنوات على تطويب مار فلابيانوس ميخائيل ملكي سنة 1858 – 1915!
ولد ميخائيل ملكي سنة 1858 في قلعتمرا، قرية في طور عابدين
تعمّد في الكنيسة السريانيّة الارثوذكسيّة…
هو من عائلة كهنوتية، فوالدته ابنة كاهن، وشقيقها كاهن.
ترعرع في جو مفعّم بالايمان وروح الخدمة
في سنّ العاشرة أرسله والده إلى دير الزعفران.
مكث في الحياة الرهبانيّة مدة عشر سنوات.
سنة 1879 رقّاه البطريرك بطرس الرابع إلى رتبة الشماس الإنجيلي.
في نفس العام دخل إلى دير الشرفة نتيجة صداقة تربطه مع القس متى أحمر دقنو.
دخل في الأخوية الافرامي عام 1882.
في 13 أيار 1883 رقّاه البطريرك جرجس شلحت إلى الدرجة الكهنوتية على اسم الاخوية الرهبانيّة.
عينّه البطريرك المذكور مديرًا ومعلمًا للرهبان المبتدئين في دير مار أفرام بماردين.
دعي للخدمة في ديار بكر في فترة الاضطهاد ونجا من الموت بأعجوبة…
وقد استشهدت امّه على يد السفاحين الذين أرغموها على دخول الإسلام قائلة:” وكيف أنكر دينًا قدحافظ عليه آبائي وأجدادي؟
رقّاها لمطران ماروثا بطرس إلى رتبة خورأسقف سنة 1897.
في عام 1899 عاد إلى مسقط رأسه بدعوة من البطريرك أفرام الرحماني.
فاستأجر بيتًا صغيرًا جعل منه مكانًا للصلاة ومدرسة يجمع فيها الأولاد ويلقي عليهم الدروس.
كان يقدم كل ما يحتاجه التلاميذ مجانًا ومن أقواله “لا يمكنني ردّ مطلوبهم ولو وصلتُ إلى آخر مرحلة من العوز:
بعد سنوات عديدة من خدمة النفوس في ديار بكر وقراها، ورغم الصيت العطرالذي تركه حيثما حلّ، شعر الخوري مخائيل بتوقٍ إلى الهدوء والصلاة بعيدًا عن المسؤوليات الراعوية، لذلك وجّه إلى غبطة البطريرك كتابًا يلتمس منه بإلحاح أن يعفيه من خدمته كراع لقطيع المسيح، وطالبًا أن يسمح له بالعيش في دير الشرفة ليعمل في التدريس أو في المطبعة كراهب بسيط.
فيما كان ينتظر الجواب، إذ بكتاب يصله من البطريرك عام 1901 يطلب منه مغادرة مسقط رأسه والتوجّه إلى مدينة جزيرة ابن عمر للقيام بخدمة النفوس وإدارة إكليروسها بصفة نائب بطريركي. بعد تردّد كثير واستلهام روح القدس، ردّ على البطريرك:” مولاي الأثيل، ما لي إلاّ التسليم للأمر الإلهي، فلا أريد مشيئتي بل مشيئة من يرسلني…باسم يسوع وبمؤازرة أدعيتكم المستجابة، ألقي شبكتي هذه”.
وطفق يزور قرى الجزيرة ويتفقّد العائلات للوقوف على أحوالها الاجتماعية والروحيّة. وعلى مثال الراعي الصالح، كان يبّث بإرشاده ونصائحه روح المحبّة والسلام. فيما كان يجاهد لتذليل تحدّيات رسالة الجزيرة، إذ برقيم بطريركي يتسلّمه، يقلّده الوكالة البطريركية على مرعيث ماردين. وقد انتقل إلى ماردين في اوائل سنة 1911 ليباشر مهامه الجديدة. خلال هذه الفترة أتمّ بناء البطريركية الجديدة في ماردين.
وبسبب غيرته وشغفه في الخدمة الكهنوتية اقترح البطريرك رحماني على البابا بيوس العاشر وبصورة استثنائية جعله مطرانًا على كرسي الجزيرة وجرت مراسيم السيامة الاسقفية في كاتدرائية مار جرجس في الخندق الغميق في بيروت عام 1913 واتّخذ المطران اسم الشهيد مار فلابيانوس، رئيس أساقفة أنطاكية (498-512) شفيعًا لأسقفيته.
بعد سنة ونصف من أسقفيته أعلنت الحرب العالمية الأولى، وعندما استلم حزب “تركيا الفتاة” دفّة الحكم في تركيا، أصدر الآوامر بالتخلّص من المسيحيّن. وفي حزيران 1914، ابتدأت مجازر المسيحيين في ماردين وضواحيها، وبعد شهرين، امتدت مأسيها إلى جزيرة ابن عمر.علم المطران أن أجله قد دنا، ولم يرغب في النجاة، لأنّه أراد أن يبقى مع رعيته.
ألقي القبض على المطران ميخائيل ووضع بالسجن،وهناك لم ينقطع عن الصلاة من أجل أبناء أبرشيته كي ثبتوا في الإيمان.وقد أرسل من سجنه سرًا إلى شماسه جبرائيل هندو هذه الأسطر الاخيرة التي خطّها بيده المباركة:
“نشكر الله لا نزال على قيد الحياة، اتكلنا على القلبين الأقدسين. إن متنا وإن عشنا فلله نحن، كما يقول الإنجيل. إنّ العبادة زادت في الجزيرة. أستودعك العناية الربّانيّة يا ابني الحبيب”.
وفي اليوم التاسع والعشرين من شهر أب عام 1915، نزعوا عنه ثيابه، وصليبه الأسقفي الذي كان يزيّن صدره، وعُذّب حتى الموت.فرمي بالرصاص، ثمّ قطع رأسه، وفاضت روحه الطاهرة. فاستشهد، وألقي جسده في نهر دجلة.
مات شهيد الإيمان، لكي يثبّت أبناءه في إيمانهم إزاء الموت…! وكان لسان حاله يردّد قوله الشهير: “أبذل دمي عن خرافي”.

من إعداد المطران يوسف ملكي

Jano Battah

قد تكون صورة ‏شخص واحد‏