من أين جاءت تسمية سوريا؟
إلى كل قارئ مهتم لمعرفة من أين جاءت تسمية سوريا؟
هنري بدروس كيفا Henri Bedros Kifa

-لقد ترك ملوك أشور كتابات أكادية عديدة و نرى إنهم كانوا يطلقون على “سوريا القديمة” هذه التسميات: “بلاد حاثي” و “بلاد عمورو” و “بلاد آرام “.

ملاحظة مهمة جدا:
الأشوريون لم يطلقوا إسم ” بلاد أشور” أو ” بلاد سور أو سوريا ” -كما يردد بعض السريان المضللون- على “سوريا القديمة”!
٢ – بكل تأكيد الشعب الأشوري لم يستوطن لا في الجزيرة و لا في بلاد آرام (سوريا القديمة) و على القارئ المثقف أن يعرف أن القبائل الآرامية قد إستوطنت في بلاد أكاد و صارت تشكل أكثرية السكان فيها!
علماء الآثار قد ذكروا الشعب البابلي و ها هي كتب التاريخ في المناهج المدرسية علمتنا (و لا تزال تعلمنا معلومات خاطئة) حول شعب بابلي و لغة و حضارة بابلية مع أن سكان بلاد أكاد في الألف الأول ق٠م كانوا بأكثريتهم الساحقة من الآراميين.
هؤلاء الآراميين قد حافظوا على أسمهم القومي و الجغرافي لأكثر من ١٥٠٠ سنة و كانوا يسمون بلادهم “بيت آرامايا” أي بلاد الآراميين !
٣- لقد قضى الفرس سنة ٥٣٨ ق٠م على الإمبراطورية التي إصطلح علماء الأثار في القرن التاسع عشر على تسميتها “البابلية الثانية”؟
و هي في الحقيقة آرامية.
و قد إستولى الفرس على بلاد مصر و وسعوا إمبراطوريتهم شرقا و غربا حتى وصلت بلاد اليونان .
٤- لقد ترك الفرس عدة كتابات و نقوش تذكر أسماء المرزبانات أي الولايات التي كانت تضمها إمبراطوريتهم الواسعة. هذه الكتابات تذكر ولاية إسمها “أسورستان” و ولاية جديدة إسمها “بابل “!
٥ لا شك إن إسم سوريا مشتق من إسم الولاية الإدارية الفارسية “أسورستان” و ليس من شعب أشوري كان يسكن في سوريا القديمة كما يردد بعض السريان المخدوعون بالتسمية الأشورية المزيفة .
٦ – قد يطرح أحد القراء هذا السؤال ” لماذا أطلق الفرس إسم بابل على بلاد أكاد القديمة؟
و خاصة لماذا أطلقوا إسم “أسورستان” على الشرق القديم و من ضمنه إسرائيل و جزيرة قبرص؟
و أغلبية سكان هذه المنطقة هم من الآراميين ؟
نحن لا نملك اليوم نصوص أو كتابات تشرح لنا “الأسباب التي دفعتهم الى إستخدام هذه التسميات” و لكنني أعتقد أن الفرس قد عانوا من جبروت الإمبراطورية الأشورية و قد أطلقوا إسم “أسورستان” على كل المنطقة التي كانت خاضعة للأشوريين, و بعد سنوات أطلقوا تسمية” بابل ” على بلاد أكاد القديمة أي وسط و جنوب العراق !
٧ – لقد أخذ قدامى اليونان إسم سوريا من التسمية الإدارية أسورستان و خلال أكثر من ٢٠٠ سنة كانوا يطلقون إسم Assyria أو Syria على الشرق القديم .
و لقد أخذ قدامى اليونان التسمية البابلية من التسمية الإدارية الفارسية و صاروا يكتبون عن شعب و لغة بابلية و للأسف لنا أن علماء الآثار لا يزالون حتى اليوم يستخدمون هذا التعبير ” بابلي “بمعنى شعب بابلي حقيقي و هذا خطأ تاريخي عظيم.
٨- بعد إحتلال الإسكندر للشرق و خاصة بعد تأسيس سلوقس لمملكة” سوريا ” فإن الإسم سوريا قد أصبح محددا جغرافيا و تاريخيا.
و قد جرت بين السلوقيين و البطالسة ملوك الإسكندرية عدة حروب عرفت في المصادر اليونانية “بالحروب السورية” !
و كان السلوقيون يحكمون مناطق واسعة و لكن ضعفهم قد أدى الى إنحسار مملكتهم الى سوريا الحالية.
٩ – لقد طلب بطليموس من اليهود في الإسكندرية أن يترجموا أسفار التوراة من اللغة العبرية القديمة الى اللغة اليونانية.
هذه الترجمة ستعرف بالترجمة السبعينية و هي من بداية القرن الثالث ق٠م و هي مهمة جدا لنا.
فبلاد آرام في اللغة العبرية تترجم الى بلاد سوريا و الشعب الآرامي قد ترجم الى الشعب السرياني !
١٠ – من المدهش إننا وجدنا في تواريخ يوسيفوس المشهور بأنه قد إستخدم تعابير ” سوريا العليا ” و” سوريا السفلى ” و ” سوريا كولن” و لا شك إن القراء يعرفون جيدا ما معنى العليا و السفلى !
و لكن العلماء حتى بداية القرن العشرين لم يعرفوا ما معنى “سوريا كولن”؟
لأن لفظة “كولن” هي غير يونانية !
و لكن بعد إكتشاف نصوص سفيرة الآرامية عرف العلماء أن تعبير “سوريا كولن” هو ترجمة حرفية ل” كول آرام”! أي جميع المناطق الآرامية !
الخاتمة
١ -إن مصدر إسم سوريا ليس لغزا و لا يسمح للمغامرين أن يطلقوا نظريات مضحكة من نوع ” إسم سوريا هو باللغة ” السنسكريتية وتعني الشمس” !
٢ – إن إسم سوريا و منذ القرن الثالث قد أصبح مرادفا لإسم أجدادنا الآراميين و إن كان مشتقا من إسم سورستان الفارسي الإداري !
٣ – نحن مسيحيو هذا الشرق مع قسم كبير من إخوتنا المسلمين نتحدر من الآراميين و هذا يعني-بكل بساطة نحن أقدم شعب لا يزال يعيش في أوطانه التاريخية .
٤ – ردي هنا حول إشتقاق الإسم سوريا ليسا رأيا أو مغامرة جديدة و لكنه بحث أكاديمي مبسط و كل أخ يريد أن يستفسر فنحن مستعدون لتزويده بالمراجع العلمية و الدراسات الأكاديمية .
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏تحتوي على النص '‏إن الآر الآراميين هم الذين أعطوا إسم سوريا و إن كان مشتقا من التسمية الإدارية أسو :رستان النصوص اليونانية القديمة كانت تستخدم تعبير سوريا" کولن" كلمة كولن غير موجودة في اللفة اليونانية و قد عرف العلماء بعد إكتشاف نصوص سفيرة-أن أن سوريا كولن هي الباحث ترجمة ل" کلآرام !" آرام هنري بدروس كيفا شبيبة السريان_لÛ‏'‏‏