هل كانت اللغة السريانية هي اللغة الأولى لسورية الطبيعية

هل كانت اللغة السريانية هي اللغة الأولى لسورية الطبيعية، وماهو دور اللغة اليونانية في سورية؟

 

هل كانت اللغة السريانية هي اللغة الأولى لسورية الطبيعية، وماهو دور اللغة اليونانية في سورية؟

اللغة السريانية أو بالأحرى في الأساس اللغة الآرامية، كانت لغة الدبلوماسية ولغة التجارة في الشرق الأوسط في العهد القديم، وفي قصر شوشا الفارسي قبل الميلاد، كانت أيضاً لغة الدبلوماسية، واكتشف في مصر عرائض مقدمة للوالي الفارسي أثناء الاحتلال الفارسي لمصر باللفة الآرامية. وبعض العهد القديم مكتوب بالآرامية أيضاً.

اللغة الآرامية هي لغة سورية الطبيعية والعراق ماعدا فلسطين. ولكن بعد السبي البابلي وعودتهم من بابل الى فلسطين، فصارت الآرامية شيئاً فشيئاً هي اللغة العامة والشعبية في فلسطين ولغة الشارع، بينما اللغة العبرية ولكونها لغة الكتاب المقدس اي مقدسة لذا بقيت متداولة فقط داخل الهيكل المقدس ويتحدث بها الكهنة لغة للقراءة الدينية.

لكن هناك تراجم إذ ترجم اليهود العهد القديم الى اللغة الآرامية ليكون بمتناول الشعب كلغة شعبية، فكان النص يُقرأ بالعبرية والشرح بالآرامية، والرب يسوع له المجد تكلم في فلسطين اللغة الآرامية. انما سافر خارج فلسطين على على مانعلم مرتين:

الأولى لما اتى صورصيدا، وصور وصيدا كانتا تتكلمان اليونانية، وفي انجيل مرقس المرأة الكنعانية هي امرأة يونانية اللغة.

الثانية عندما انتقل ايضاً الى المدن العشروشفى هناك الممسوسين، وهذه المنطقة كانت متيوننة اي صارت يونانية وتتحدث باليونانية فقط.

اللغة الآرامية إذاً هي اللغة الأصلية، ولكن عندما جاء بلادنا الاسكندر المقدوني فاتحاً كبيراً، انتقلت مع فتحه اللغة اليونانية الى بلادنا وعمت سورية كلها وآسيا الصغرى وبابل حيث جعلها عاصمته والى العالم بصورة كبيرة جداً، ففي القرن الثاني قبل الميلاد كما يقول العلماء والمؤرخون المعاصرون، قامت سورية مقام أثينا في الآداب والفنون الجميلة، وانتقل الثقل اليوناني الى بلادنا، المدن العشرة المذكورة في الناجيل المقدسة هي دمشق وجرش وعمان شرقاً، وبيشان غربي بحيرة طبريا، والمدن الست الباقيات هي بين البحيرة وخط عمان ودمشق.

القديس يوحنا الدمشقي
القديس يوحنا الدمشقي

هذه المنطقة تيوننت وتكلمت اليونانية في ذلك الحين وتشهد عليها الآثار وماعليها من كتابات يونانية فقط.

في ذلك الحين لما كانت اللغة اليونانية سائدة نرى ان معلم اولاد ملك اليهودية هيرودس  كان نيقولاوس الدمشقي الفيلسوف، الذي ترك ذرية من العلماء والفلاسفة من اثني عشر جيلاً.

كان الناس يتكلمون اللغة اليونانية من آخر كيليكيا بحراً الى اسكندرون، فاللاذقية فطرابلس، فبيروت، وصيدا، وصور، فحيفا،فقيصرية فلسطين، فيافا، فغزة، فالاسكندرية فليبيا.

بلادنا السورية الكبرى ومصر وادي النيل والشمال الافريقي أخرجت علماء وفلاسفة كثيرين باليونانية، المدن الداخلية: حلب وحماة وحمص وبصرى كانت تتكلم اليونانية،إنما كانت القبائل العربية في الصحراءوغالباً من القرن الثاني بعد الميلاد إذ أخذت تتكاثر في بادية الشام. هذه القبائل كانت تتكلم العربية، ولكنها مع الزمان جودت لغتها العربية، وتجويد لغتنا العربية تم ايضاص بالاحتكاك الثقافي.طبعاً لايخلو المر أنهم تعلموا السريانية أو اليونانيةن فعائلة يوحنا الدمشقي عائلة عربية الأصل، اسمه منصور واسم جده منصور، فالاسم عربي، لكننا لانعرف القبيلة التي كان ينتمي اليها يوحنا الدمشقي، ولكنه ليس من تغلب لأن تغلب كانت على المذهب اليعقوبي. فعائلة يوحنا الدمشقي عائلة ثقافة وادب وعلم وفلسفة وزعامة كبيرة في دمشق. فهي عائلة محترمة جداً. المناطق التي كانت تتكلم الآرامية ثم السريانية هي المناطق الريفية. ففي الريف غالباً كان الناس يتكلمون الآرامية. في منطقة نصيين وأورفا (اي الرها اليوم) وتلك المناطق كان الناس يتكلمون السريانية، لكن الاغنياء والميسوري الحال كانوا يعلمون أولادهم اليونانية أيضاً. فنسطوريوس من جرمانيكا مرعش (قرب جبال طوروس شمال سورية) درس في أنطاكية وكتب باليونانية. وهناك من قال إن بروكلس بطريرك القسطنطينية هو من مرعش، ولكن الأغلب هو من القسطنطينية. بولس السميساطي كان من سميساط في الشمال ايضاً وصار اسقفاً على انطاكية وتكلم اليونانية. وكان مسؤولاً عن المالية في قصر زنوبيا في القرن الثالث للميلاد.

التأثير اليوناني واضح على قصر زنوبيا وحضارة زنوبيا وتماثيل زنوبيا في متحف اللوفر بباريس.الحضارة التدمرية حضارة يونانية بنسبة كبيرة وإن كانت زنوبيا عربية الأصل، وفي قصرها كان لونجينوسن وهذا تكلم اليونانية واسمه غير عربي، فتغلغل اللغة والثقافة اليونانية كان واسعاً جداً.

المدن التي أسسها اليونان من الأسرة السلوقية: أنطاكية واللاذقية وأفاميا (في منطقة حماة)، والسويدية او سلفكية (سيليسكيا)، هذه مدن اسسها اليونان وطابعها يوناني وبقيت تتحدث اليونانية حتى بعد رائد التعريب لليتورجيا في الكرسي الانطاكي المقدس الشماس عبد الله ابن الفضل الأنطاكي بأكثر من قرنين، كاللاذقية ومدن الساحل السوري طرطوس وبانياس وارواد وجبلة بقيت تتكلم اليونانية حتى القرن الثالث عشر.

اللاذقية لما مر فيها ابن بطوطة الرحالة العربي الشهير كان مرفأها محاطاً بسلسلتين، واسم السلسلتين عند المذكور كان يوناني. ولاتزال هناك الفاظ يونانية في ساحل اللاذقية وبقية المدن الساحلية في الساحل السوري، واسم الساحل والأمكنة والألفاظ. فإذا الحضارة اليونانية انتقلت الى سورية الطبيعية منذ فتح الاسكندر المقدوني وهو من ادخل اليونانية لغة وفلسفة وثقافة وفن ومجد في امبراطوريته العالمية التي وصلها الى الهند والسند.

وعندما اقام خلفاؤه من بعده الحضارة الهلنستية في سورية آسيا الصغرى، مع اسرة سلوقوس بعاصمتها أنطاكية، وكذلك فعل بطليموس في مصر بعاصمتها الاسكندرية منذ ماقبل الميلاد وتركوا لنا اكبر الشواهد الحضارية والآثار باليونانية ويكفي الترجمة السبعينية للتوراة الى اليونانية وهي الأصل الذي منه تتم الترجمة الى كل اللغات حالياً لموثوقيتها.

القديس افرام السوري
القديس افرام السوري

حتى ان أرباب عصر النهضة في اوربة بعد القرون الوسطى استندوا على هذه الحضارة اليونانية بكل مرافقها الفنية والفلسفية واوابدها ومنها انطلقوا…لعصر تنويرهم الرائد.

في القرن السادس الميلادي كان اسقف غزة يجيد اليونانية مثل افلاطون فسمي أفلاطون المسيحي. وفي كتاباته يهزأ من اليوناني ويقول له السوري في احدى حواراته على طريقة افلاطون: ” أنا أعلمك اللغة اليونانية”. اي كانت غزة باليونانية أقوى من أثينا، وكان اليونانيون يأتون من أثينا الى غزة ليتعلموا اللغة اليونانية. فغزة في آواخر سورية الطبيعية تعلم اللغة اليونانية وهذا شيء مهم كثيراً.

في مصر كانت اللغة اليونانية في الاسكندرية، وأخرجت الفيلسوف الكبير أفلوطين الذي جدد الأفلاطونية فسميت فلسفته بالأفلاطونية الجديدة. وتلميذه هو بورفيروس من صور، لبناني، المتوفي في العام 310مسيحية وهو الذي نشر كتبه ونظمها ورتبها، وترك شيئاً من طابعه الخاص عليها كما يقول الباحثون اليوم.

يقول الاختصاصيون وعلماء التاريخ المنصفون ان كل المدن السورية كانت قلاعاً للفكر والفلسفة والعلم، الخ. في تاريخ الفلسفة البيزنطية لباسيل تاتاكيس المطبوع في باريس بالفرنسية العام 1949 نرى رجال الفكر والفلسفة والعلوم سوريين. ولكن يجب تصحيح ديونيسيوس الأريوباغي الذي كان في ذلك الحين غير معروف بالتمام كسوري، فهذا سوري. وهناك مكسيموس المعترف  في هذا الكتاب الذي يميل البعض اليوم الى اعتباره سورياً من قرية خسفين في الجولان السوري على حوالي منتصف الطريق بين درعا ودمشق غرباً. مكسيموس المعترف داهية الدهاة. رجل فكر عالمي من الطراز الأول. في مخطوطة مارونية موجودة في المتحف البريطاني هو من خسفين. ولكن المخطوطات اليونانية تعود الى القرن العاشر، أما المخطوطة المارونية فتكاد تكون معاصرة له، وتستعمل عبارات متداولة في كتب الموارنة، فهي اقرب الى زمان مكسيموس، ولذلك يوجد خلاف بين العلماء اليوم، ولكن الأغلب أن يكون سورياً، لأن القسطنطينية لم تُخرج لاهوتياً كبيراً الا في القرن التاسع وهو القديس فوتيوس الكبير، المتوفي في العام 891مسيحية. وباسيل تاتاكيس المذكور يذكر أن القسطنطينية لم تستطع ان تنافس القلاع الفكرية السورية. تأسست الجامعة القسطنطينية في العام 425 مسيحية على يد الأمبراطورة زوجة الامبراطور ثيوذوسيوس الصغير، لكنها عجزت عن منافسة المراكز السورية التي اخرجت الكثير في اللاهوت المسيحي، أما أثينا فما اخرجت في البداية إلا أثينا غوراس من المدافعين عن الايمان وشخصاً آخر، بينما نرى الكتاب السوريين يحتلون الساحة. ولاننسى أن كبادوكية كانت تابعة لمملكة أنطاكية، والرومان واليونان يسمون أهالي كبادوكية السوريين البيض. فباسيليوس وغريغوريوس اللاهوتي وغريغوريوس النيصصي وأمفيلوخيوس إّذاً الى حد ما متأثرين بسورية، والقديس باسيليوس الكبير يمتدح أنطاكية مدائح كبيرة، وكان صديقاً كبيراً لأسقفها الشهير ملاتيوس رئيس المجمع المسكوني الثاني (العام 381 مسيحية). وكانت القسطنطينية في مرحلة ما تأخذ البطاركة من سورية الطبيعية. فأولهم نكتاريوس من كيليكيا الذي ترأس المجمع المسكوني الثاني بعد وفاة ملاتيوس، وخلفه يوحنا فم الذهب. وبعد فم الذهب يأتي أخو نكتاريوس، ولدينا نسطوريوس وبروكلوس (وهو تلميذ فم الذهب). وبعده جاء فلافيانوس الذي عقدمجمع  448مسيحية في القسطنطينية وحُكم على أفتيخيوس (أي اوطيخا). وهناك يوحنا من سرمين (قرب ادلب). وهناك سرجيوس في القرن السابع صديق هرقل، وهذا ايضاً كان من سرمين. هؤلاء كلهم ناطقون باليونانية. سرمين اليوم منطقة بسيطة ولكنها أنجبت بطريركين على القسطنطينية، يوحنا فم الذهب أنطاكي، وهو أشهر الشراح ومعلم الكنيسة الكبير، القديسون والكتبة السوريون الذين كتبوا باليونانية مشاهير. مثلاً في الشعر: أكبر شاعر بيزنطي باللغة اليونانية طبعاً هو رومانوس الحمصي باعتراف ميرف عضو الاكاديمية الفرنسية. هذا شاعر لامثيل له ولاهوتي محترم جداً.

ومن جهة اللاهوت لاننسى دمشق أيضاً التي أخرجت صفرونيوس الدمشقي المهول الشهير، بطريرك أورشليم. صفرونيوس هذا هو الذي قاوم هرطقة المشيئة الواحدة التي قال بها سرجيوس القسطنطينية. توفي صفرونيوس في العام 638 مسيحية ولكن في العام 632مسيحية كان رئيس دير في تونس في قرطاجة. وكان يومئذ مكسيموس المعترف راهباً عنده في الدير. ففي قرطاجة نفسها كان رئيس الدير إنساناً يتكلم اليونانية. حتى في روما نفسها كانت الكتابات باللغة اليونانية حتى العام 250 مسيحية.

يوحنا الدمشقي من دمشق وهو لاهوتي وكاتب مهم جداً وكتب باليونانية، وكتب أناشيد دينية بكمية كبيرة جداً. ونظَّمَ الموسيقا البيزنطية. كان وزيراً عند الأمويين،

وترك في ايام يزيد بن عبد الملك، لا في ايام عمر بن عبد العزيز الذي كان صديقه الحميم. وعمر بن عبد العزيز كان صديقاً للمسيحيين والرهبان، ومات ودفن في دير القديس سمعان العمودي في معمرة النعمان، لم يكن عدو المسيحيين كما دس اليهود. هذا كذب، فأمره معروف وكتبت كراسة في هذا الموضوع.

يوحنا الدمشقي عَلمٌّ من أعلام الكنيسة الكبرى، وهو الذي لخص اللاهوت الارثوذكسي، وأصبح كتابه المرجع رقم واحد في تنظيم اللاهوت الأرثوذكسي. أما ديونيسيوس المنتحل، فكما قال لوسكي (العام 1975)، وكتبتُ أنا في العام 1980، فهو الذي نظم تعليم الآباء الكبادوكيين. كان أفلاطينياً جديداً، ولكنه انقلب على الأفلوطينية وصار مسيحياً، متأثراً بإنشاء بلوتينيوس (أفلوطين). ولكن ليس وحده متأثراً بانشاء أفلوطين الرائع.

ماعدا ذلك أين نرى ياترى التأثير اليوناني؟

نرى التأثير اليوناني مستمراً. فثيوذوروس ابو قرة ( المتوفي في العام  825 مسيحية) أسقف حران في شمال سورية كان يجيد اليونانية والسريانية والعربية. نرى الامتداد اليوناني فيما بعد مستمراً، لأن الكنيسة الأرثوذكسية استمرت على استعمال اليونانية، كان دائماً في بلادنا من يجيد اليونانية فقاموا بالترجمة من اليونانية الى العربية. المخطوطات الآبائية العربية المترجمة من اليونانية كمية كبيرة تعجّ بها المكتبات في أوربة واميركا. هؤلاء المترجمون الذين ترجموا في القرن العاشر أو مابعده كانوا جميعاً يجيدون اللغة اليونانية، وهذا يعني أن بلادنا كان فيها أناس يجيدون اليونانية. القديس بطرس الدمشقي (كتابه في الفيلو كاليا)، غالباً من القرن 11أو 12، يذكر أن ليس لديه كتب، فكان يستعير الكتب، هذا يعني أنه في دمشق كانت توجد في تلك الحين مكتبات باللغة اليونانية.

فاللغة اليونانية لم تنقرض من بلادنا بسهولة. ومازال الأرثوذكس حتى اليوم يهتمون باللغة اليونانية لأنها لغة اللاهوت الأرثوذكسي الكبرى، ومراجعنا يونانية وأصل صلواتنا يونانية.

أما بالنسبة للغة السريانية الآرامية فقد استمرت في بلادنا، وهي اليوم لغة محكية في معلولا الارثوذكسية والكاثوليكية وبخعا وعين التينة بالرغم من اسلمة القريتين الأخيريين منذ قرابة ثلاثة قرون وهذه اللغة المتوارثة هي اللغة الآرامية الفلسطينية التي كانت سائدة في فلسطين زمن الرب يسوع وهو تكلم بها، وهي محكية وقام احد اعلام معلولا الاستاذ جورج رزق الله الارثوذكسي بوضع ابجدية لها وفتح معهد لتعليمها تلتها معاهد وتبنتها السلطات المختصة السورية…  وبالامس فوجئت بأن كبار السن ومن المسلمين في يبرود يتحدثون السريانية كأهل معلولا والقريتين الاخريين. بدون خلط بين اللغة السريانية كلغة من لغات سورية وعقيدة الكنيسة السريانية…

هناك السريان ابناء الكنيسة السريانية وخاصة في شرق سورية يتعلمون السريانية ويتحدثون بها فيما بينهم وهي لغة طقسية اساساً تستخدم في ليتورجيا الكنيسة السريانية… واللغة المارونية من اللغة السريانية الكرشونية فهي بدورها لغة طقسية للكنيسة المارونية. لكن العربية غزت بلادنا فحلت محل السريانية واليونانية. أما بالنبة للغة السريانية فقد عرفت مؤلفين كبار. فالقديس افرام السوري من نصيبين

(الذي مات في الرها أو أورفة اليوم) فهو اديب اللغة السريانية وشاعرها الكبير. وهو من الناحية الروحية علم من اعلام  الكنيسة الكبرى، وشهد به كواستن من القرن الماضي ( وهو من كبار الاختصاصيين في آباء الكنيسة) بأن “سحبة” منه تعادل كل ماكتبه الغرب في اللاهوت. وصدر كتاب بالانكليزية لشخص مختص به وبرومانوس الحمصي المرنم يُثبت فيه تأثير أفرام على القديس رومانوس الحمصي، وأن زهديات أفرام تشبه الى حد كبير زهديات فم الذهب، فربما طالع فم الذهب ترجمات القديس أفرام الى اليونانية لأن أفرام كان يُترجم ميامره الى اليونانية، وهو حي بعد. وهو اكبر كاتب سرياني بالنسبة لنا نحن الارثوذكس ومن قديسينا ايضاً، وكذلك القديس اسحق النينوي، الذي كتبه عندنا، وهو مهم جداً. أما انتشار السريانية فلم يقتصر على بلادنا. في كتاب دوفال الفرنسي عن آداب السريانية خريطة تبيّن انتشار الثقافة السريانية شرقاً، ولها مراكز في بلاد فارس هامة حتى آواخر الامبراطورية الفارسية. وقام الآشوريون بنشاط هائل ووصلوا الى الصين ولهم آثار في الصين. ولما اتى هولاكو بلادنا حوالي 1256-1258 كان قائد جيشه الذي فتح دمشق نسطورياً وكانت زوجة هولاكو مسيحية نسطورية واوصت زوجها بمسيحيي دمشق خيراً، وهو دليل على انتشار الثقافة السريانية وعلى النشاط الآشوري، ممايدل على امتداد ثقافي كبير للغة السريانية، اما اللغة اليونانية فهي كما ذكرنا لغة المتوسط الذي كان يتكلم اليونانية وثقافته يونانية بمافي ذلك الاناضول وآسيا الصغرى، حتى بعد قيام الامبراطورية العثمانية كان سلاطينها يسمون انفسهم “سلاطين الروم”، واعتمدوا التاريخ الخاص بهم باسم “التاريخ الرومي”

(الاب اسبيرو جبور بتصرف زيادة)