وصليبهُ صارَ مجدا ًوحياة ..!!.؟ شعر / وديع القس
وصليبهُ صارَ مجدا ًوحياة ..!!.؟ شعر / وديع القس
تواضعَ اللهُ للإنسانِ في حببِ  —- فيْ هيئةِ الجّسدِ ، ينموْ مع النسب ِ
منَ الأعاليْ بروحِ اللهِ مُلتهِبٌ—-   وفيْ الولادةِ بانَ السرُّ بالعجبِ
نرى النّبوءات َقدْ حلّتْ على جسد ٍ——-يطهّرُ الإنسَ منْ كفر ٍ ومن سَغَبِ
نبوءةُ العهدِ قد صارتْ بمعلنة ٍ——-سرُّ التجسّدِ بالميلادِ والصَلبِ
شخصٌ تجسّدَ بالإنسانِ معجزةً—–شخصٌ بذاتهِ ينأى عندَ منجذبِ
يأتيْ إلى الأرضِ موهوبا ً بنعمتهِ——ونعمةُ الحبِّ قربانا ً لمنْ وهبِ
وقالها: الشيخُ سمعانَ ،بشيبته ِ—– أطْلِقْ سراحيْ لقدْ أخطأتُ بالصّوب ِ
سكبتَ مجدكَ فيْ الإنسانِ موهبة ً——– بالرّوحِ تنموْ وتسموْ دونمَا تعبِ
وصيةٌ زلزلتْ أركانَ عالمنَا——–  عوالمُ القتلِ والأحقادِ والكذبِ
أِحْبِبْ قريبكَ مثلَ النّفسِ في حببٍ———وثمَّ تصبحُ للأقداسِ مُنتسِبِ
بالرّوحِ قدْ زُرِعَتْ ، بالدمِّ قدْ سُقِيَتْ——-بالحبِّ قدْ زُهِرَتْ ، بالقلبِ في ذوبِ
يا واهبُ الحبِّ كمْ كانتْ مشيئتهُ———–علمُ الحياةِ لمنْ في جهلهِ الأدبِ .؟

ذبيحةُ الحبِّ عنْ أخطائِنَا بُذِلَتْ————-أنتَ البريءُ ونحنُ الخاطىءُ الجَرِبِ
وهبتَ روحكَ قربانا ً لراحتِنَا————-ومنْ جراحكَ صارَ المرُّ بالطيبِ
يا واهبُ الحقِّ والأرواحُ تعبدهُ———-أنتَ الحقوقُ وأنتَ العدلُ بالنّجبِ
ممالكُ الأرضِ تفنى مثلَ صاحبِهَا———-وأنتَ فيْ ملككَ صبحٌ بلا غَرَبِ
أقستْ عليكَ خطايانا وتحمِلُهَا———–حِملاً ثقيلا ً معَ الآلامِ والنّوبِ
تحمّلَ الإثمَ عنّا في براءتهِ————إكليلُ شوكٍ وبالأسواطِ مُنضرَبِ
وتاجُ شوكه ِ دام ٍ وهوَ منغرسٌ———–وصارَ عزّا ً وبالإخلاصِ منذوِبِ
دماؤهُ ، نَبَعَتْ ماءَ الحياةِ هِبَا ً————وفيْ العظامِ بقتْ أوتارهُ ، نصبِ
وجربوهُ بذاتِ الجرمِ في ضلل ٍ————-وسمّروهُ معَ الآثامِ بالخشبِ
ويشربُ المرَّ كالإنسانِ فيْ جسد ٍ—————–وثمَّ يغدوْ بنومٍ هانىءٍ هِيَبِ
عارُ الصّليبِ معَ الإجرامِ ديدنهُ———–فقدَّسَتْهُ دماءُ الطّهرِ بالصّلب ِ
إنَّ التواضعَ رغمَ القهرِ مسلكهُ———–يسامحُ الندَّ غفرانا ً بلا غضبِ
نورُ القلوبِ بهِ ، حلّتْ على هَدَف ٍ————نورُ الطّريقُ إذا ما كنت َ في ذنب ِ
لكنّهُ بجميلِ الخلقِ مُرتبط ٌ———-معَ الإلهِ وبالأمجاد ِمُصطَحِبِ
ربّاهُ في صلبكَ المعهودِ في حقب ٍ———-حرّرتنا منْ قيودِ الذلِّ والكرَبِ
حوّلتَ من خشبِ الصّلبانِ مزرعةً———-فيها الحياةُ ومنها الصّدقُ بالطّيبِ
خافوا عليكَ بداعيْ الخوفِ في وجل ٍ———-وأنكروكَ قُبيلَ الدّيكِ إنْ يهِبِ
من خوضِ معركة ٍ تبقى وحيدا ً بها———ونصرةُ الكونِ فيْ لقياكَ منسحب ِ
أنتَ المليكُ وفيْ التّعبيرِ متّضعٌ———–وراكباً أبنُ أتّان ٍ بلا لجَبِ
سرُّ الحياةِ تجلّى في وساطتهِ———–بينَ الإلهِ وبينَ الإنسِ مقتربِ
سددتَ عنّا ديونَ الموتِ فيْ ألم ٍ————مصالحاً آدمُ الوحشيِّ بالعذب ِ
حطّمتَ إبليسَ والصّلبانُ تسحقهُ———–رغمَ الدّهاءِ فكنتَ النورَ للغلب ِ
ربُّ السّماءِ يقودُ الحربَ معركةً——–بينَ الشّريرِ وبينَ الصّادقِ الوجب ِ
غرستَ مملكةً بالحبِّ قدْ زرعتْ——–ثمارُها من كلامِ الرّوحِ مُكتسبِ
وصارتِ النّفسُ تعلوْ فوقَ محنتِها——نحوَ الحنينِ إلى لُقياكَ مُنجذِبِ
تحرّرتْ منْ أنينِ القهرِ مرتفعا ً——نحوَ السماءِ لتمحو الضّيق َ بالصّوب ِ
وأنتَ وحدكَ تحريرٌ ومُنعتَقٌ——-وأنتَ وحدكَ رمز التاج بالذهب ِ
وأنتَ وحدكَ فيضٌ من مواهبهِ———فاضتْ ينابيعُ حبٍّ دونما عطبِ
مسحتَنَا بدهونِ الرّوحِ وادعة ً——–فرزتنا لحسابِ الملكِ والنّسبِ
جراحهُ أشفتْ الأسقامَ والألما———–وفيْ القيامةِ صارَ الموتُ مُنغَلَبِ
وهو البريءُ وفي أخطائِنَا سببٌ——-وهوَ القديرُ على شقِّ السَّمَا دُرُبِ
عندَ الصّليبِ تبانتْ روحنَا فرقَا———إمّا جحيما ً وإمّا جنّةٌ عذِبِ
وصرتَ في عرفِنَا برّا ً تزيّنهُ———-وصيّةُ الحبِّ بعدَ الصُلبِ لمْ تخِبِ
إنجيلهُ عصمٌ ، والحكمُ في كَرَم ٍ———-وصيةٌ قُطعتْ بالحبِّ والعجب ِ
صارَ الطّريقُ وصارَ الحقُّ والقيما———-صارَ الحياةُ وصارَ العونُ بالأرب ِ
خطفتَ عنَّا وصايا الموتِ مُنقِذُنَا——-منْ قوّةِ الشرِّ سحقا ً فوقهَا رهبِ
رفعتَنَا عنْ ترابِ الأرضِ تجمعُنَا——-روحُ المحبّةِ بالإخلاصِ والرّغِبِ
غرستَ أثمارَ حبٍّ دونهُ عدمٌ——–مُسيّجٌ بصخورِ المجدِ في هِيَبِ
فتحتَ بابَ السّما ، والقلبُ منطلقٌ——-ونحوَ حضنكَ تكريماً بمرتحب ِ
خلّصتنَا من عميقِ الجبِّ ترفعنا——إلى الأعاليْ معَ الأقداسِ مصطحب ِ
عريسُ أفراحِنَا فيْ كلِّ مرحلة ٍ——منذُ الولادةِ حتّى سيرةَ الشِبِ
وفيْ الوصيّةِ أنغامٌ وننشِدُهَا——-ولحنُ أوتارهَا بالطّاعةِ الهيَبِ
وطاعكَ البحرُ والأمواجُ سادلةٌ——–منْ خوفِ ناظرِهَا تدنوْ كمرتعب ِ
وتحرقُ الإثمَ والأحزانَ والغضبا——–ولا مجالَ لإنكار ٍ ولا هرب ِ
ذبيحةٌ أحرقتْ أفكارِنَا الضّللا———تبدّلتْ بجديدِ الحكمِ والصّوَبِ
أرويتَ أعماقنَا بالخمرِ فيْ غدقٍ——-خمرُ القداسةِ بالنّيرانِ مُنسكبِ
وليخترِقْ سهمكَ النّاريُّ مشتعِلا ً——–ضمنَ النّفوسِ طريقا ً شعَّ كالشّهب ِ
مسحتَ عنْ كاهلِ المغبونِ دمعتهُ——-بالحبِّ أخترتهُ ، صيّادَ مَنْ وهب ِ
نشلتَ أحزاننَا من عمقِ هاوية ٍ——–أنتَ الفداءُ ونحنُ الذّنبُ بالرّيب ِ
وسبّحتْ باسمكَ الأفواهُ ممتلئةْ————بنعمةٍ منْ وحيدِ الآبِ مُنسكِبِ
بوقُ الملاكِ بتسبيح ٍ يمجّدهُ——-ربُّ الحياةِ على الأخشابِ في صلب ِ
غباوةُ الجّهلِ قدْ دُقّتْ بعجرفة ٍ——–تلكَ المساميرُ نحوَ المجدِ بالعجب ِ
أسقوهُ خلّا ً ومرّا ً وهو مجترعٌ——تحتَ الحمولةِ منهوكا ً على ضرب ِ
طريقُ جلجثة ٍ ، و الحملُ في تعب ٍ——-والسّاخرونَ له ، بالبصقِ والشّجبِ
تمجّدَ الخشبُ ، من لمسةِ لصقتْ——-وصارَ عدلا ً وحقّا ً دونهُ الحقبِ
ما أجملَ الحبُّ قربانا ً لمعجزة ٍ——–ما أجملَ الصدقُ قرباناً لمنْ وهبِ..؟
عدالة ُ اللهِ قدْ بانتْ برحمته ِ——-منذُ الولادةِ حتّى سيرةَ السّحبِ
ما أجملَ الله فيْ إكرامِنَا شفقَا——-يحمّلُ الإبنَ آهاتٍ مع الذّنب ِ .؟
منْ حربة ٍ فتحتْ بالطّعنِ مفترقَا ً——بينَ الحبيبِ وبينَ الأنسِ والنّسبِ
تمَّ الخلاصُ معَ الإنسانِ أكملهُ——بقوّةٍ منْ شهيدِ الكونِ مُنجذِبِ
والعتمُ قدْ شقّهُ الأنوارَ مخترقا ًوهيكلُ القدسِ قدْ شُقتْ بمنتحِبِ
وصارتِ الأرضُ كالبركان ِ ثورتها——–وصارتْ الشمسُ عتما ًثمّ في غضبِ
أقامَ مملكةً ، ضمنَ القلوبِ نَمَتْ———وصارَ مرتفِعا ً كالنّسرِ في خلب ِ
وصوتهُ ، ألهبَ الإنسانَ محتفيا ً——-فيْ لذّةِ القلبِ والأحشاءِ بالطّيب ِ
من الجروحِ وقدْ أهديتنا نعما ً——–نحوَ الصّعودِ لقاءُ اللهِ بالسّحبِ
أقامَ مذبحهُ ، بالقلبِ يسعدنَا——وأشرقتْ شمسهُ ، بالقلبِ في رحبِ
وصارَ في ضيقِنا أفراحُ هائمة ٍ——-نحوَ الرّجاءِ وصارَ السّجنُ مغترَبِ
ينبوعُ ماءٍ لعطشانٍ وجدولهُ——خبزُ الحياةِ لجوعانٍ على وهب ِ
نورُ القيامةِ يجلينَا بمدفنهِ——-وفيْ العمادِ تراها سرَّ منتسِبِ
بالرّوحِ والحقِّ صارتْ في دواخلِنَا—-مدينةُ اللهِ بالأقداسِ والطّيبِ
ياواهبَ العمرِ تجديدا ً برحمتهِ——أنزِلْ بداخلِنَا ، ناراً لتلتهِبِ
ربّيْ تحنّنْ وقد أقسيتَ مبتعِدا ً——لمْ يبقَ غيركَ ياربِّيْ بهِ،النجبِ
نطلبُ حنينا ً إلى لقياكَ مُسترِقَا ً——أنتَ العليمُ بحالِ المرءِ والسببِ
ربِّيْ بموتكَ صارَ العزُّ ملحمة ً——وفيْ قيامكَ صارَ الموتُ مُنغلَبِ
تدحرجَ الحجرُ ، والجّندُ فيْ هلع ٍ—–ما للحجارةِ تشكوْ دونمَا خطبِ
وشقَّ قبرهُ والأكفانُ تبتعدُ——-وقامَ مُنتصِراً ، كالشّمسِ منتصبِ
راعيْ الخرافِ وإنْ ضاعتْ سيعرفُهَا——–والصّوتُ مندمج ٌ فيْ لحنهِ العَذُبِ
صليبهُ ، صارَ عكّازا ً لمحنتِنَا—–وصارَ فيْ ضعفِنَا أقوى من العَجَبِ ..!!
وديع القس