10 اختراعات من بلاد ما بين النهرين

10 اختراعات من بلاد ما بين النهرين
Matta Georges
10. الطوب
كان سكان بلاد ما بين النهرين أول من أنتجوا الطوب بكميات كبيرة، مما سمح لهم ببناء أعظم حضارة شهدها العالم حتى الآن.
وتعود أقدم الأمثلة على هذا الاختراع في بلاد ما بين النهرين إلى الألفية السابعة قبل الميلاد، عندما شكَّل سكان ما يُعرف الآن بشمال العراق مستوطنات بها مبانٍ مبنية من كتل من الطين، شُكلت يدوياً وجُففت في الشمس.
9. المدن
مع كل هذه الأحجار، كانت إمكانات البناء في بلاد ما بين النهرين عملياً لا نهاية لها، وقد طبقوها على نطاق لم يسبقه مثيل من قبل.
قد تبدو المدن الآن كأنها جزء طبيعي وواسع الانتشار من حياة الإنسان، لكنها لم تظهر إلى الوجود إلا عندما أجبرت التحولات الطبيعية الشعوب البدوية والشعوب مختلفة الأصول على الاختلاط معاً في مجموعات أكبر.
من هذه الضرورة وُلدت ليس فقط المستوطنات نفسها ولكن أيضاً العديد من زخارف الحياة الحضرية التي لا تزال قائمة حتى اليوم.
هذه المجموعات الأكبر التي استقرت معاً نظمت تدريجياً الحكومات، وسنت القوانين، وبدأت في تشكيل التسلسل الهرمي الاجتماعي.
وأصبحت المدن نفسها أكثر من مجرد مجموعات من المنازل، فقد بُنيت المعابد والحدائق العامة والأماكن التجارية والمراكز الإدارية، مع استخدام الأراضي المحيطة بشكل أساسي في الزراعة لتزويد السكان بالطعام.
وكانت أعظم مدينة في بلاد ما بين النهرين بلا شك، مدينة بابل، التي يعود تاريخها إلى نحو عام 1800 قبل الميلاد، وبعد فترة وجيزة وسَّعت حدودها لتصبح دولة مدنية قوية للغاية.
وقد اشتهرت بحدائقها المعلَّقة، التي بناها نبوخذ نصر الثاني لزوجته، والتي كانت واحدة من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم.
8. الجعة ( البيرة)
من السجلات المكتوبة، نعلم أن مدن بلاد ما بين النهرين كانت موطناً للنُّزل والخمارات والحانات، حيث اجتمع المسافرون والمقيمون بالمدينة معاً للتواصل الاجتماعي وتناول الطعام والشراب.
وكانت هذه المشروبات هي الجعة، التي كانت متوافرة بشكل متنوع، فكان منها الذهبي والداكن والأحمر والمصفى.
وصنع هذا الاختراع في بلاد ما بين النهرين بقاعدة الشعير المخمر نفسها، مع تعديل المذاق بإضافة القمح المر، أو شراب التمر، أو عدد من النكهات الأخرى.
في الواقع، يأتي أقدم دليل على الجعة من قرص حجري قادم من بلاد ما بين النهرين عمره 6 آلاف عام، والذي يُظهر المحتفلين يشربون من وعاء كبير من خلال قشة شرب طويلة.
7. الألعاب اللوحية
لعبة أور الملكية/ المتحف البريطاني
ابتكر سكان بلاد ما بين النهرين عدداً من الأنشطة الترفيهية الجديدة، من ضمنها ألعاب الشرب والعروض الموسيقية والراقصة والألعاب اللوحية. وعُثر على دليل على هذا الأخير في عشرينيات القرن الماضي، عندما اكتشف عالم آثار بريطاني يدعى السير ليونارد وولي، العديد من الأمثلة المحفوظة جيداً للعبة لوحية قديمة في بعض مقابر بلاد ما بين النهرين.
صُنعت لعبة أور الملكية في منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد، وتعتبر أول لعبة لوحية استراتيجية في العالم. وكان يلعبها لاعبان يتسابقان لإيصال عملتهما الرمزية الخاصة بهما إلى نهاية الدورة، وهما يحركانها في كل مرة يرميان فيها النرد ويحاولان التقاط عملة بعضهما البعض عن طريق الهبوط على المربع نفسه.
6. الإبحار بالشراع
شكلت المراكب البدائية والسفن العائمة وسائل أساسية للنقل والسفر طالما كان البشر يتحركون حول العالم، لكن بلاد ما بين النهرين هي التي أحدثت ثورة في السفر المائي من خلال اختراع الأشرعة.
وكانت أهمية نهري دجلة والفرات تعني أن من مصلحة بلاد ما بين النهرين إيجاد طريقة للتنقل فيها بسرعة وكفاءة.
في حين كانت الهياكل لا تزال مصنوعة من الخشب وتُشيَّد في تصميم مماثل للقوارب بالماضي، كانت سفن بلاد ما بين النهرين تحتوي على إضافة لا مثيل لها من الأشرعة، وهي مربعات كبيرة من القماش كانت تصدُّ الرياح وتدفع السفينة إلى الأمام.
إضافة إلى تسهيل التجارة من خلال السماح بنقل البضائع الثقيلة، مكنت المراكب الشراعية أيضاً بلاد ما بين النهرين من تطوير ممارسات صيدٍ أكثر تعقيداً.
وإلى جانب الفرص التجارية المتزايدة، أدى ذلك إلى ازدهار وتحسين نوعية حياة أولئك الذين يعيشون في بلاد ما بين النهرين القديمة. وكانت المراكب الشراعية مهمة جداً للثقافة لدرجة أنها أعطيت إلهها الخاص، وهو شمش.
5. رسم الخرائط
مع تنامي قوة المجتمعات الفردية أكثر من أي وقت مضى، وسفر الناس إلى أبعد ما يمكن، بدأ سكان بلاد ما بين النهرين في النظر إلى العالم ككل ومكانهم فيه.
ونتج عن هذه التأملات أول خريطة للعالم تعود إلى القرن السادس قبل الميلاد وتُظهر العالم كقرص ثنائي الأبعاد محاط بحلقة من الماء.
وحُدد عليها العديد من المدن والمناطق الجغرافية، وضمنها بابل وآشور، وكذلك العديد من الجبال ونهر الفرات العظيم، الذي اكتُشف اللوح بجانبه بعد ألفي سنة ونصف.
4. الزمن
بعد أن اكتشفوا كيفية التقاط مفهوم الفضاء ونقله فيما بينهم، انتقل سكان بلاد ما بين النهرين إلى الزمن.
طوَّروا النظام الستيني الذي تُقسم بواسطته الوحدات الزمنية إلى 60 جزءاً وعواملها، والتي أعطتنا في النهاية الدقيقة 60 ثانية والساعة 60 دقيقة.
ومن بلاد ما بين النهرين أيضاً ورثنا 24 ساعة في اليوم و12 برجاً، والتي تتوافق مع الأشهر القمرية. ولجعلها تتناسب مع عدد الأيام في السنة الشمسية، لم يضف سكان بلاد ما بين النهرين أياماً كبيسة بل شهوراً كبيسة!
3. الكتابة والأدب
يمكن القول إن اختراع بلاد ما بين النهرين الأكثر أهمية في التاريخ كان تقديم وتطوير الكلمة المكتوبة، التي تعود أصولها إلى النصف الأخير من الألفية الرابعة قبل الميلاد.
فقد اخترع السومريون الكتابة المسمارية، التي يشير اسمها إلى الأدوات المستخدمة لكتابة الحروف على سطح الكتابة. وفي البداية بدأت هذه الكتابة كنظام تصوير، حيث يمثل كل رمز شيئاً معيناً أو شخصاً أو فعلاً أو فكرة، لكنه تطور لاحقاً إلى مزيج من الرموز الأبجدية والمقطعية والتصويرية.
ويُعتقد أن الكتابة المسمارية قد أثرت لاحقاً على الكتابة الهيروغليفية المصرية.
وقد كشفت الحفريات الحديثة عن أكثر من مليون لوح مسماري، معظمها أكبر حجماً بقليل من جهاز iPhone، ولم يُقرأ أو يُترجم أو يُعرض سوى جزء صغير منهم.
وتعد ملحمة غلغامش أشهر النصوص المسمارية والتي دُرست على نطاق واسع، وهي قصيدة عظيمة تعتبر بشكل عام، أقدم أعمال الأدب الباقية.
2. الإدارة والمحاسبة
لم تُصمم الكتابة المسمارية بقصد مباشر لإنتاج بعض أعظم القِطع الأدبية في العالم. عكس ذلك، كانت القوة الدافعة وراء اختراع الكلمة المكتوبة هي الحاجة إلى الاحتفاظ بسجلات دقيقة لمبيعات الأغنام.
مع تزايد فرص السفر وتوسع التجارة في وقت لاحق، احتاج التجار والمزارعون طريقةً أكثر موثوقية لتتبُّع منتجاتهم. وباستخدام قلم على شكل إسفين ولوح مصنوع من الطين أو الحجر أو المعدن أو الشمع، كان التجار الأوائل يدوّنون منتجاتهم ومبيعاتهم، مع سرد ما تم بيعه والكمية والتاريخ والمشتري.
1. العجلة ( الدولاب)
الشيء الأكثر إثارة للدهشة في اختراعات بلاد ما بين النهرين، وهو العجلة، إذ صُممت في البداية لتكون أفقية.
فبدلاً من وضعها بشكل قائم أسفل عربة أو مركبة، وُضعت العجلة الأولى بالفعل على جانبها واستُخدمت لمساعدة الحرفيين على تشكيل الفخار.
وترجع أصول عجلة الفخار إلى الوقت نفسه الذي نشأت فيه الكتابة المسمارية، في النصف الأخير من الألفية الرابعة، مما يثبت أن هذه كانت فترة من الإبداع الهائل في الفكر والتصميم البشري.
لا بد أن تكون إمكانات العجلة قد ظهرت لسكان بلاد ما بين النهرين على الفور تقريباً، فسرعان ما اخترعوا أولى المركبات ذات العجلات على شكل عربات خشبية بدائية. وكانت العجلات أيضاً مصنوعة من الخشب، لكنها تطورت تدريجياً لتصبح أكثر كفاءة.
في النهاية، صنعوا أيضاً المحور، الذي وفَّر قدراً كبيراً من الوقت والطاقة، من خلال تدوير كلتا العجلتين في وقت واحد.
ومن عربات بسيطة، تمكن سكان بلاد ما بين النهرين من صنع مركبات، مما جعلهم قوة هائلة في النزاعات العسكرية. وهناك العشرات من الاختراعات الأخرى مثل المحراث وحجر السنج وهو حجر بركاني كان يستخدم بصناعة الحلي والمجوهرات .