ماما في رأسي نار تحرقني…يسوع يجري عمليةجراحية خلال القداس

ماما في رأسي نار تحرقني…يسوع يجري عملية جراحية خلال القداس ويشفي فدريكو من سرطان قاتل وسط ذهول أمه والجسم الطبي

الطفل فديريكو يبلغ من العمر 4 سنوات، وهو يذوي على مرأى أمّه سابينا. ففديريكو الصغير مصاب بسرطان الدماغ الذي يقضي عليه بسرعة. فالجلسات المنهكة من الأشّعة والعلاجات الكيماوية المتتالية لم تأتِ بنتيجة. هناك ثلاثة من الأورام  الستّة لا يمكن إجراء عمليّة جراحية لها: فالمشرط لا يمكنه بلوغها دون إحداث أضرار لا تعوّض. في معهد معالجة السرطان في ميلانو وهو الأفضل في كل أنحاء إيطاليا، يتابع المختصّون المسألة عن كثب.

 

من وجهة بشرية، لا أمل يُرجى. وفديريكو الصغير رغم أوجاعه الكثيرة، كان يقول لأمّه بين نوبة وأخرى من الألم:

“سوف ترين، ماما، سوف ننجو!”

كان على سابينا أن تلجأ عند ذاك الى غرفة الحمّام، وهي المكان الوحيد حيث تستطيع إعطاء الحرّية لدموعها ولتنهّداتها البائسة.

لم تكن سابينا مؤمنة، أو بالأحرى لم تعد مؤمنة وابتعدت عن الكنيسة. غير أنّ صديقتها واسمها سابينا أيضاً، التي تشارك في جماعة صلاة حارّة، أخذت على نفسها الإهتمام بفديريكو الصغير وأطلقت حملة صلاة.

طيلة تسعة أيام متتالية، سيقوم كل كل عضو في الجماعة بساعة سجود أمام القربان المقدّس على نيّة الولد، متوسّلاً يسوع أن يهدّئ روع والدته التي عانى قلبها مؤخراً انفصالها عن زوجها.

في نهاية التساعية، كان المرض يتابع سيره بلا رحمة. هل للرب مشروع آخر لفديريكو غير الشفاء؟ لم تستسلم سابينا لأنّ لديها خطّتها: في الواقع، كان الأب أنطونيللو، وهو كاهن إيطالي مرسل الى البرازيل، يقطن ميلانو في تلك الأيام ويحتفل “بقدّاس شفاء” في كنيسة القديس أنطونيوس. دعت سابينا صديقتها سابينا الى المشاركة في القدّاس مع صغيرها. نفرت سابينا الأمّ من فكرة الذهاب الى الكنيسة. لكنها وافقت على مضض. هي لا تخدع نفسها: لا الإيمان ولا الرجاء ينفعانها، بل اليأس! ثم هي لن تخسر شيئاً! وإذا كان ذلك لن يجدي نفعاً فهو لن يضرّ.

 

 

الواقع أنها فور بدء القدّاس، شعرت بالتعاطف نحو الكاهنين المحتفلَين اللذين ظهرا فرحين بشكل خاص وأنيسين ورقيقي القلب.

جلس فديريكو على ركبتيها، كان من جهة نائماً ومن جهة أخرى يراقب الكاهنين، لأنه لاحظ أنهما خلال العظة كانا ظريفين. وعندما كان الجمهور يضحك، كان هو بدوره يضحك بصوت أعلى من الآخرين، حتى لو لم يفهم شيئاً مما يضحكهم.

بعد القدّاس ، عرض الأب أنطونيللو القربان المقدّس على المذبح وأحيا صلاة سجود. ثمّ أمسك بالقربان وحمله عالياً في زياح داخل الكنيسة المكتظّة في ذلك المساء. كان الأب أنطونيللو يبارك كل مجموعة من الحضور بالقربان الأقدس، ملتمساً من يسوع أن يلمس قلب وجسد كل واحد منهم. لاحق الصبي الكاهن بعينيه وسأله أمّه:

“لماذا يحمل الكاهن الشمس وما هذا الأبيض في وسطها؟”

لدى وصوله الى محاذاة سابينا، لاحظ وجود الصبي الصغير بدون شعر، هزيلاً ومتلصقاً بأمّه. اقترب الأب أنطونيللو وبارك الطفل ووضع فعلاً القربان على جبينه. انهار فدريكو وطلب أن يتمدّد على الأرض. لم تفهم سابينا شيئاً مما يجري غير أنّ فديريكو رقد نائماً . فتركته أمّه ينام فيما كانت الصلاة تستمرّ في الكنيسة.

بعد مضيّ ساعة، وفيما كان الكاهن ينهي الزياح وينشد لحن الختام، استيقظ الصغير وهتف لأمّه:

“أمّاه، كم هو ظريف هذا الكاهن! إنه يحرق حين يلمس!… أشعر يا أمي بنار في رأسي!”

غير أن سابينا لم تعر اهتماماً لكلمات ابنها. ولكنّها دُهشت لرؤيتها فديريكو يكرّر الشيء نفسه خلال الليل وفي اليوم التالي:

“أمّي، إنّ النار تتأجّج في رأسي. ثمّة نار في رأسي!”

عند ذاك خافت سابينا، حتى مع تأكيد فديريكو لها أنّ ذلك لا يسبّب له ألماً. قرّرت العودة الى معهد السرطان حيث خضع الصبي للتصوير الشعاعي من جديد. عندما عاين عامل الأشعّة الفحوصات، اضطرب جداً وسأل الأمّ:

“سيّدتي، ماذا فعلتِ؟ من أجرى جراحة لهذا الولد؟

“لكن يا دكتور، لم تُجرَ له أي جراحة.”

“لقد أُجرِيت جراحة لهذا الصبي، هذا واضح!”

في الواقع دلّت الفحوصات الشعاعية أن الأورام الستّة قد زالت تماماً! لكنّها لم تتلاشَ بسحر ساحر: ففي موضع كل ورم من الأورام الستّة، ثمّة ندبة مع نقاط تقطيب تُثبت أن يد جرّاح ماهرة قد عملت على استئصال تلك الأورام. والحال أنّ ثلاثة من تلك الأورام كانت غير قابلة للإستئصال وفي موضع من الدماغ شديد الليونة بحيث يتعذّر تقطيبه!

أدركت سابينا، أخيراً ما جرى… وليفكر الطبيب ما يحلو له. فيما يخصّها لقد فهمت! استعادت في ذاكرتها كلمات فديريكو خلال الساعات الثماني والأربعين الأخيرة، منذ بركة الكاهن: “أمّي، ثمّة حريق في رأسي. ثمّة نار داخله.” لم تكن تعلم أن يسوع، خالقها، هو الأبرع بين الجرّاحين…

اليوم فديريكو عمره 6 سنوات، هو يلعب، يركض، يقفز، ويرتكب حماقات… ويتمتّع بصحّة جيّدة! لامسه يسوع من خلال القربانة الصغيرة البيضاء وسط “الشمس”!

أما سابينا فقد أخلت دموع اليأس مكانها لدموع الفرح وقالت:

“شعرت بأنّ يسوع حيّ وأنّه معناوأنّه شفى ابني. أشكر الله كل يوم من أجل فديريكو الذي استعاد صحّته وقواه. حالياً هو في السادسة من عمره، يطفح سعادة. يرفع كل يوم عينيه نحو السماء، ويرسل من يده الصغيرة القُبلات الى يسوع، كأنه يعرفه منذ الأزل! يسوع صديقه المفضّل. أشكر يسوع أيضاً والروح القدس لطول صبرهم نحوي. أتاحوا لي هذا الإختبار العسير كي أتحقّق أنّهم الى جانبنا وأن الكنيسة هي نحن!”

أين هي ” مواطن أجدانا الآراميون” و ما هي أهميتها اليوم؟

أين هي ” مواطن أجدانا الآراميون” و ما هي أهميتها اليوم؟

هنري بدروس كيفا

هنالك مشكلة كبيرة تتعرض للباحثين في التأريخ وهي رفض الكثيرين

لإكتشافاتهم بحجة إنهم تعلموا في صغرهم و أحبوا التاريخ و صار عندهم

مفاهيم عديدة حول هويتهم و تاريخهم .

بكل تواضع و بحكم إحتصاصي و خبرتي قد كشفت و صححت عددا كبيرا من ” المفاهيم الخاطئة ” حول تاريخنا و جغرافية (مواطن )

أجدادنا الآراميين . لا شك هنالك عددا كبيرا – من الأخوة السريان المناضلين في الأحزاب السريانية المدعية بالتسمية الأشورية المزيفة أو

و السريان المنخدعين بالفكر القومي السوري و حتى بعض مسيحيي لبنان

الذين لا يريدون الإعتراف بهويتهم السريانية الآرامية – يدافعون عن

طروحاتهم التاريخية من خلال مفاهيمهم التاريخية الخاطئة .

قراءة المزيد

القديس البار أفرام السوري (+373م)

القديس البار أفرام السوري (+373م): تعيد له الكنيسة في28 كانون الثاني:

كثيرون من القدامى تحدّثوا عن البار أفرام أو امتدحوه. أبرز هؤلاء القدّيس غريغوريوس النيصصي في مديحته الخاصة به. باسيليوس الكبير شهد له وكذلك الذهبي الفم . بلاديوس وثيودوريتوس وسوزومينوس امتدحوه. فوتيوس الكبير اعتبره معلّم المسكونة الإلهي و القدّيس سمعان المترجم كتب سيرة حياته. غريغوريوس النيصصي أسماه “القديس أفرام” ولقبه بـ “فرات الكنيسة الروحي” ودعاه “أبانا العظيم” و”قدّيسنا المشهور” و”النبي الفائق” و”المعلم أفرام”، وتجرّأ فجعله بجانب “أعظم المولودين في النساء” و”وسيط عهد الناموس والنعمة”.

 

قراءة المزيد

ܟܰܪܝܐ ܚܠܝܼܨܐ ܝܰܘܣܶܦ ܒܶܓܬܰܫ

ܟܰܪܝܐ ܚܠܝܼܨܐ

ܝܰܘܣܶܦ ܒܶܓܬܰܫ

ܟܰܪܝܐ ܚܠܝܼܨܐ [1]

ܟܰܪܝܐ ܚܠܝܼܨܐ’ ܩܛܝܼܦ ܡ̣ܢ ܪܶܥܝܳܢܐ ܡܰܬܠܳܝܐ ܕܡܪܝ ܓܪܝܓܘܪܝܣ ܝܘܚܢܢ ܒܪܥܒܪܝܐ ܡܦܪܝܢܐ ܕܡܕܢܚܐ (1226 – 1286)ܗ݁ܘ ܡܰܚܟܘܡܬܐ ܘܨܰܥܢܐ[2] ܪܒܐ ܕܝܳܪܬܘܬܐ ܘܣܶܦܪܝܘܬܐ ܣܘܪܝܝܬܐ. ܘܣܘܼܟܠܐ ܡܰܠܝܐ ܘܚܰܠܝܐ ܕܝܕܥܬܐ ܘܝܘܠܦ̈ܢܐ ܡܣܝܼ̈ܡܳܢܐ. ܘܬܐܓܘܪܬܐ ܕܝܘܬܪ̈ܳܢܐ ܘܝܘܪ̈ܬܳܢܐ. ܘܚܰܝܠܐ ܡܚܰܟܡܢܐ ܘܫܪܳܓܐ ܡܰܢܗܪܢܐ ܥܰܬܝܪ ܕܶܠܩܳܐ. ܘܡܰܦܪܝܢܐ ܕܟܘܼܗܳܢܐ ܘܡܘܼܠܳܝܐ ܒܥܰܡܠܐ ܫܚܝܼܩܐ ܘܕܘܼܒܳܪܐ ܥܡܝܼܠܐ ܕܟܰܐܝܢܘܬܐ[3] ܘܬܽܘܟ̣ܳܦܳܐ.[4] ܓܒܰܪ ܓܘܫܐ ܘܛܘܠܝܩܐ ܕܒܘ̈ܥܕܰܘܗܝ ܘܣܝ̈ܡܰܘܗܝ. ܘܪܘܼܚܳܢܝܐ ܕܦܘܼܪܫܳܢܐ ܕܰܒܠܥ ܓܕ̈ܕܐ ܥܰܙܝ̈ܙܐ ܘܰܡܪܳܪ̈ܐ ܬܰܙܝ̈ܙܐ ܒܥܘܼܟܳܪ̈ܐ[5] ܡܰܚܨ̈ܦܳܢܐ ܘܩܘܛܠ̈ܒܐ[6] ܡܰܠܙܳܢ̈ܐ.

ܠܦܘܬ ܡܰܕܥܐ ܪܒܐ ܕܒܪܥܒܪܝܐ܆ ܥܪܝܼܡܘܬ ܣܘܼܟܳܠܐ ܩܰܢܝܐ ܚܘܼܠܦ̈ܝܗ݁ ܘܬܘܼܟ̈ܝܗ݁. ܐܠܐ ܗܝܼ ܗ̱ܝ ܕܝܳܗܒܐ ܫܘ̈ܟܳܢܐ ܪ̈ܒܐ ܕܐܳܙܠܺܝܢ ܠܢܘܼܦܳܩܐ ܘܙܘܼܪܳܙܐ ܕܢܰܦܫܐ ܘܫܘܼܥܒܳܕܐ ܕܫܘܼܥܠܳܝܐ ܘܩܘܼܦܳܚܐ ܕܫܘܼܦܪܳܚܐ[7] ܘܡܫܩܠܘܬܐ ܕܠܒܐ ܘܟܘܼܢܳܫܐ ܕܬܪܥܝܬܐ. ܘܐܠܘܠܐ ܡܰܥܒ̈ܕܳܢܘܳܬܗ݁܆ ܠܐ ܡܬܕܝܫܝܢ ܥܘܩ̈ܣܐ ܕܢܦܫܐ ܙܥܘܪܬܐ. ܘܠܐ ܡܫܬܪܝܢ ܟܶܒ̈ܠܐ ܕܰܚܣܳܡܐ ܘܦܘܼܚܳܡܐ ܘܫܪܟܐ ܕܥܘܪ̈ܙܳܠܰܝ ܐܢܳܢܳܝܘܼܬܐ. ܘܠܐ ܡܬܪܰܥܥܝܼܢ ܦܟܳܪ̈ܐ ܕܣܳܩܘܼܪܘܬܐ. ܘܠܐ ܡܬܦܰܟܟܝܢ ܦܘܼܪ̈ܟܳܠܐ ܕܕܝܼ̈ܢܐ ܘܕܘܼܪ̈ܟܳܢܐ ܓܰܘ̈ܳܝܐ. ܘܐܦܠܐ ܡܫܬܰܡܠܝܢ ܣܘ̈ܟܳܝܐ ܡܠܝܼ̈ܠܐ. ܐܟܡܐ ܕܠܐ ܡܫܬܰܟܢܝܼܢ ܣܘܼ̈ܝܳܥܐ ܘܥܘܼܕܪ̈ܢܐ ܐܝܟ ܕܥܳܕܪܐ ܒܰܙܒܢ ܓܠܝܼܙܘܬ ܐܝܳܠܐ.

ܩܳܒܶܝܢ ܓܝܪ ܡܰܬ̈ܠܐ ܘܦ̈ܠܐܬܐ ܥܘ̈ܒܳܕܐ[8] ܘܦܘܼ̈ܥܳܠܐ[9] ܡܥܝܼܪ̈ܳܢܐ. ܘܩܳܢܝܢ ܚܰܝܠܐ ܙܳܩܘܼܬܳܢܝܐ. ܘܡܨܛܰܠܠܝܼܢ ܘܢܳܕܪܝܢ ܡ̣ܢ ܪܰܘܡܐ ܣܦܝܼܪܐ ܘܢܗܝܪܐ. ܘܒܟܰܪܝܐ ܘܰܩܦܝܼܣܐ܆ ܣܘܼܟܳܠܐ ܐܪܝܼܟܐ ܘܡܰܠܝܐ ܒܳܕܩܝܢ ܘܪܳܡܙܝܢ…

 

قراءة المزيد

تَخبُّط روما، جدول المطران المتكلدن سرهد جمو

تَخبُّط روما، جدول المطران المتكلدن سرهد جمو

 

تَخبُّط روما باسمي الكلدان والآشوريين المُنتحلين، الجزء الأخير، جدول المطران المتكلدن سرهد جمو

 

منذ أن تُسَمَّى السريان النساطرة بالاسمين الجديدين المنتحلين (كلداناً وآشوريين)، دخلوا في مشاكل كثيرة فيما بينهم ولا يزالوا، وأصبح الاسمان مصدر إلهام لبعض رجال دين مثقفي الكنيسة السريانية الشرقية بشقيها فانطلقت أقلامهم تُمجِّد تاريخ الآشوريين والكلدان القدماء وربط تاريخهم الحالي مع القدماء على افتراض أنهم أحفادهم وتسقيط كل التاريخ على أساس قومي وسياسي حديث، وأصدروا عدة كتب، وحوَّلوا البحث من تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية إلى تاريخ الآشوريين والكلدان القدماء، واستبدلوا كلمة السريان الشرقيين أو النساطرة من المصادر التاريخية والقواميس كل من جانبه إلى كلمة الآشوريين أو الكلدان، فترى إذا ألَّف آشوري كتاب، نقل كلمة سرياني أو نسطوري من المصدر التاريخي أو القاموس، وكتبها آشوري، أمَّا إذا كان المؤلف كلداني، فنقل نفس الكلمة من نفس المصدر، وكتبها كلداني، وبدأ الآشوريون يكتبون أن عمر السنة الآشورية 6768 سنة، وجميع ملوك العراق القديم من السومريين كنارم سين والأكديين كأسرحدون، هم آشوريون، أمَّا الكلدان، فيكتبون نفس السنين والملوك، لكنهم كلداناً.

 

من ضمن الذين ركبوا الموجة وتكلدنوا فعلاً هو مطران كاليفورنيا سرهد جمو، الزعيم السياسي بلباس ديني للكلدان الجدد، ومع أنه أكثر المتكلدنين تشدداً وحاول جاهداً وثيقة واحدة من مكتبته وبلغته تقول أنه كلداني، أو دون إثبات علمي ربط اسم الكلدان الحالي المُنتحل بالقدماء، والأمر المضحك أنه مرة أراد أن يثبت وجود الكلدان، فترك تراث آبائه ومكتبته الفارغة من اسم الكلدان واستشهد بأحد الرحالة الغربيين الذي أسوةً بالسريان والعرب وغيرهم أطلق كلمة كلدان على الوثنيين ومنهم الذين في حرَّان، وسنة 1993م وقبل أن يتكلدن البطريرك لويس ساكو أيضاً بعد سنة 2015م تحت ضغط القوميين المتكلدنين، ردَّ البطريرك ساكو (كان كاهنا) على سرهد جمو الذي كان يسعى جاهداً لاتخاذ اسم الكلدان هوية قومية سياسية بعقد مؤتمرات ولجان: كنيستنا ليست طائفية عنصرية حيث كانت تضم شعوباً متعددة، سريانياً عرباً فرساً تركاً صينيين هنوداً وغيرهم، والمسألة التي يود آباء المجمع الكلداني دراستها، آمل أنها ليست هويتنا الكلدانية (؟)،وكيف يمكن تأوين الهوية التي ورثناها بغلاف مشرقي (وليس كلدانياً أو آشورياً)، والسؤال المطروح على المؤتمر ولجانه: هل يريد الإبقاء على الطابع اليهودي السائد على طقوسنا وريازة (تصميم) كنائسنا وتعابير لاهوتية (مجلة بين النهرين 1993م، ص82-83. مع ملاحظة أن علامة الاستفهام في (ليست مسالة هويتنا الكلدانية (؟)، وعلامة القوسين (وليس كلدانياً وآشورياً) هي حرفية في المتن (وقول ساكو إن كنيستنا طابعها يهودي لأن ساكو يُقر أن الكلدان والآشوريين الحاليين الجدد هم من أصول يهودية من الذين سباهم العراقيون القدماء، وله مقالات في الموضوع، بل يفتخر بذلك، قائلاً إن لم نكن نحن من أسباط إسرائيل، فمن إذن غيرنا؟).

 

ولأن المطران جمو لا يملك وثيقة واحدة تقول إنه كلداني، لذلك اعترف عن مضض بالحقيقة الدامغة مجبراً أن تسمية الكلدان والآشوريين حديثة، وقال: إن سياج العزلة أحاط بكنيسة المشرق أجيالاً عديدة ثم جرت بعض الاتصالات مع روما منذ القرن الثالث عشر، وأوضاع الكنيسة إلى القرن السادس عشر غارقة تماماً في دياجير المحن وانعدام الوثائق يقف المؤرخ أمامها فارغ اليدين، فكنيستنا هي كنيسة أجدادنا المُلقبة أحياناً بالنسطورية، والمُسَمَّاة لاحقاً، الكنيسة الكلدانية والأثورية، وهذه الأسماء انبثقت حديثاً منتصف القرن السادس عشر بعد سنة 1553م، فاستقر الاسم الكلداني على الفئة المتحدة بروما، بينما تَبنَّى الأنكليكان اسم الأثوريين في مداولاتهم مع الفئة الغير متحدة بروما، ويُدرج خارطة كنيسة المشرق تُسَمَّي جنوب العراق، بيت الآراميين، وليس بيت الكلدان أو الآشوريين، وتظهر في الخريطة أمم باسم بيت الآراميين والعرب والجرامقة والماديين وقردو (الكورد) وحدياب والموصل ونينوى، باستثناء، الآشوريين والكلدان (سرهد جمو، مجلة بين النهرين 1996م، كنيسة المشرق بين شطريها، ص182-183، 187- 188-190، 195، 200-201، والخارطة التي استعملها جمو هي نفسها عند كل الآباء الكلدان مثل يوسف حبي والبير أبونا وغيرهم)، وندرج خارطتهُ:

https://f.top4top.io/p_1472hl5qc1.png

 

وفي محاضرة له بتاريخ 19 /10/ 2013م، قال جمو: إن أور الكلدان هي أكدية، ولأن العهد القديم كُتب في عصر متأخر أيام الدولة الكلدانية (612-539 ق.م.)، فسَمُّوها أور الكلدانيين، كمن يقول إن كريستوف كولمبس اكتشف أمريكا، بينما لم يكن اسمها أمريكا حين وصلها كولمبس.

 

ويضيف المطران جمو عن تخبط روما باسمي الآشوريين والكلدان المُنتحلين، قائلاً: اعتقدت روما بناءً على ما عُرض عليها أن رئيس الدير (أول من تكثلك في العراق) يوحنا سولاقا +1555م انتُخبَ خلفاً للبطريرك النسطوري شمعون برماما على أساس أن الأخير قد توفي، فظنَّت روما أنها أبرمت الاتحاد القانوني مع كنيسة المشرق قاطبةً، وإذ ثبت لدى روما لاحقاً أن برماما (النسطوري) لا يزال حياً يُرزق، وجدت نفسها أمام واقع جديد هو انقسام المشرق إلى مجموعتين، عائلة أبونا النسطورية، والمجموعة الكاثوليكية برئاسة خلفاء سولاقا، وكانت تلك الفترة صراع حاد بين سلالتين، لذلك في آذار 1610م كتب البطريرك إيليا النسطوري إلى البابا إلى بولس الخامس يُسَمَّي نفسه، إيليا بطريرك بابل، ويعتقد المطران جمو أن هذه أقدم وثيقة فيها ذكر بابل. (مصدر سابق، ص197-198)، ثم يُدرج جدول سلسلة جثالقة كرسي المشرق يُبيِّن فيها التخبط والاختلاط بين السلالتين، ولأن الاسمين الجديدين كلدان وآشوريين مُنتحلين، فليس روما فقط من تتخبط بهما، بل غالبية الكُتَّاب ومنهم رجال دين أيضاً، والمطران سرهد جمو نفسه أخطأ في الجدول، فقمتُ بتوضيحه وتصحيحه، وعدا خطأه في الجدول فقد حاول متعمداً البداية من سنة 1497م هروباً من الحقيقة الدامغة أن كنيسته سريانية في التاريخ وسُميِّت كلدانية حديثاً، وندرج جدول المطران وتصحيحه

جدول المطران سرهد جمو

 

https://e.top4top.io/p_1472etjea1.png

جدول المطران سرهد جمو بعد تصحيحي

https://f.top4top.io/p_1472i6pjs2.png 

 

والتصحيح والتوضيح هو:

1: إضافة كلمة السريانية إلى العنوان الرئيس للجدول الذي هو (سلسلة جثالقة كرسي المشرق)، لتصبح كرسي المشرق السريانية.

2: المطران جمو بدأ بسلسة أساقفة المدائن من شمعون الرابع الباصيدي 1497م، ونحن أضفنا تاريخ كنيسة المشرق منذ سنة 104م إلى زمن الباصيدي، وقلنا:

من 104- 300م: هم أساقفة أربيل خاضعين لبطريركية أنطاكية السريانية

فافا الآرامي المتوفى سنة 329م: هو أول أسقف للمدائن خاضع لبطريرك أنطاكية السرياني

شمعون بن الصباغين +343م: أول مطران للمدائن

مار إسحق 410م: أول جاثليق للمدائن

497م: اعتناق كنيسة المشرق النسطرة وانفصالها عن أنطاكية السريانية الأرثوذكسية (كنيسة اسمها المشرق السريانية النسطورية).

3: أضفنا كلمة النسطورية إلى قول المطران جمو، السلالة التقليدية.

4: أضفنا كلمة الكاثوليكية إلى قول المطران السلالة المتحدة بروما.

5: توضيح انشقاق بطاركة اليوسفيين في ديار بكر عن الإيليين في دير الربَّان هرمز في ألقوش بسهم رفيع وطويل من البطريرك إيليا التاسع مار أوجين (1660-1700).

6: توضيح اتحاد بطاركة اليوسفيين في ديار بكر بعد البطريرك أوغسطين الهندي (1803-1828م) بالبطريرك بمطران الموصل يوحنا الثامن هرمز (1830-1838م)، بسهم صغير وعريض، وتشكيل أول بطريركية كلدانية كاثوليكية في التاريخ في 5 تموز 1830م، في الموصل برئاسة يوحنا هرمز الذي تم رسامته بطريركاً على الطرفين.

7: شرح بسيط عن بعض البطاركة وإيمانهم مقابل أسمائهم.

8: تفصيل وتوضيح جلوس البطريرك شمعون 13 دنحا، فالمطران جمو خلط جلوسه كنسطوري وكاثوليكي معاً (1662-1700م)، والحقيقة أنه كاثوليكي من سنة (1662م- 1670م)، ونسطوري (1670-1700م).

9: المطران جمو خلط بطريركين باسم برماما، وجعلهما واحداً بشخص شمعون برماما السابع (1538-1558م)، والحقيقة هما اثنان، شمعون السادس إيشوعياب ماما كوريال (1538-1551م)، وشمعون السابع حنانيشوع مرقس ماما كوريال (1551–1558م) هو برماما أيضاً، مع ملاحظة أنه رُسم بطريركاً ولم يتجاوز عمره ثمان سنين، وسُمِّي (حنانيشوع) باسم أخيه الذي كان ولياً لعهد عمه البطريرك شمعون السادس لكنه توفي سنة 1545م، وهذا البطريرك هو الذي حرض على قتل البطريرك المتكثلك يوحنا سولاقا، ويُسَمَّى أيضاً (برماما).

10: إضافة انشقاق الكنيسة النسطورية سنة 1968م إلى قسمين، الأول اتخذ اسم (الجاثليقية القديمة)، ويرفض التسمية الآشورية بشدة، والثاني سَمَّاه البطريرك دنحا الرابع في 17 تشرين أول 1976م، آشورية، علماً أن البطريرك دنحا هو الرابع، وليس الثالث أو الرابع كما ذكر المطران جمو.

وشكرا/ موفق نيسكو