مسيحيو العراق والرحَّالة نيبور

مسيحيو العراق والرحَّالة نيبور

https://f.top4top.io/p_1639ifkyx1.png
في كتابي السابق: السريان الاسم الحقيقي للآراميين والآشوريين والكلدان، وكتابي اللاحق: اسمهم سريان لا آشوريين ولا كلدان، استشهدت بقول أكثر من 100 رحَّالة من مختلف البلدان وبلغات عديدة، لإثبات أن الكلدان والآشوريين الحاليين لا علاقة لهم بالقدماء، بل هما اسمان حديثان منتحلان لأغراض سياسية عبرية وطائفية، والأهمية رحلة نيبور وأسلوبه الشيق والممتع كتبت عن الرحلة فصلاً مستقلاً، علماً أن هوامشي التوضيحية، وضعتها (نيسكو: بين قوسين، ثم الشرح).

تُعدُّ رحلة الدنمركي الألماني الأصل البروتستانتي المذهب كارستن نيبور (1733–1815م) التي أمر بها ملك الدنمرك فريرديك الخامس (1723–1766م) أهم الرحلات إلى البلاد العربية، وقد دخل نيبور إلى العراق عن طريق البصرة في 2 آب 1765، ثم بغداد، كركوك، الموصل، وغادر الموصل إلى ماردين التي وصلها في (25 نيسان 1766م)، وسُمِّيت رحلتهُ “البعثة الدنمركية إلى بلاد العرب”، ولأهميتها ودقة المعلومات التي فيها (عدا أمور بسيطة جداً)، واحتوائها على خرائط جغرافية ومعلومات تاريخية وأثرية وزراعية واجتماعية، وأسماء مدن وعدد سكانها، وأسماء أمرائها وعشائرها وعادات الشعوب وأديانهم وأزيائهم، دُرِّست الرحلة في بعض المعاهد والجامعات واعتمدت معلوماتها من الباحثين، وسُمِّي القسم الخاص بالعراق “رحلة نيبور في القرن الثامن عشر إلى العراق” وترجمها عن الألمانية الدكتور محمود حسين الأمين، ولخَّصنا ما ورد في الرحلة بما يتعلق بالمسيحيين خاصة النساطرة قبل أن ينتحل لهم الإنكليز اسم، آشوريين، والقسم الذي تكثلك منهم الذي انتحلت لهم روما اسم الكلدان، وكيف استغل الغرب الناس البسطاء فاصطادوا السمك من المقلاة، لا من الترعة، وحوَّلوهم من مذهب لآخر، وانتحلوا لهم أسماء تاريخية قديمة من حضارات العراق لأغراض سياسية عبرية وطائفية، فصدَّق الناس البسطاء أنهم أحفاد نبوخذ نصر وآشور بانبيال.

يقول نيبور: وصلتُ بغداد في خريف 1765م وكان فيها رهبان كرمليون أوربيون، وقد مضى زمان على رحيل المبشرين الفرنسيسكان والكبوشيين، وكل هؤلاء المبشرين لم يأتوا إلى هنا ليجعلوا من المسلمين مسيحيين، لأن هذا العمل سيؤدي بهم إلى الاستشهاد في سبيل الدين ويجعل منهم شهداء وقديسين، بل جاؤوا ليُدخلوا المسيحيين في المذهب الذي يعترف أن بابا روما (الكاثوليكية) هو رئيس وسيد الكنيسة الأعلى، ومن الطبيعي أن رؤساء الطوائف المسيحية الأخرى لا ترضى بالعمل الذي يقوم به المبشرون، وإذا تذمروا واشتكوا لدى الحكومة التركية على أعمال المبشرين، يقوم المبشرون بدفع رشوة بكميات لا بأس بها من المال لقاء سكوت السلطات التركية عنهم، وقد تمكن المبشرون من إدخال عدد كبير من مسيحيي الشرق في مذهبهم، حتى أنهم تمكنوا أن يحملوا النساطرة والمسيحيين المتدينين الأصليين في هذه البلاد على ترك كنائسهم، وشاهدت في بغداد مسجد العالم المشهور معروف الكرخي المُشيّد سنة 1215م، ويقول المسلمون إنه ولد لأبوين مسيحيين لكنه كان يمتنع عن قول، باسم الآب والابن والروح القدس، بل يقول، بسم الله الرحمن الرحيم، فغضبت أمه عليه وحبسته في سرداب أربعين يوماً ثم طردته، فالتجأ إلى جامع موسى الكاظم واعتنق الإسلام وأصبح من علمائهم المشهورين. (نيسكو: ولد أبو محفوظ معروف بن فيروز الكرخي لعائلة مسيحية نسطورية، درس مع أخيه عيسى في مدرسة الكنيسة واستعمل البسملة، بسم الله الرحمن الرحيم، التي تعلَّمها من زملائه الأطفال المسلمين، فشكاه الكاهن إلى أهله، توفي سنة 815م ودفن قرب دير الجاثليق النسطوري الواقع غرب بغداد عند باب الحديد الذي يُسَمَّى بالسريانية، دير كليل يشوع، أي إكليل يسوع).

غادرت بغداد في 3 آذار 1766م ووصلت كركوك في 10 آذار، وفيها نحو أربعين كلدانياً أو نسطورياً ينتمون إلى كنيسة روما فما كادوا يسمعون بقدومي حتى هرعوا لزيارتي فوراً وفرحوا لأنهم شاهدوا رجلاً قادماً من بلاد القديس بطرس (يقصد من روما)، وفي حديثي معهم أبدوا لي تذمرهم وامتعاضهم من بقية مسيحيي الشرق لتمسكهم بالخرافات القديمة وعدم إيمانهم أن البابا هو خليفة المسيح على الأرض (نيسكو: لاحظ أن نيبور يقول كلدانياً أو نسطورياً، فهو لا يُفرِّق بين الكلدان والنساطرة، لأن الانشقاق كان لا يزال حديثاً، فيُسمِّي النساطرة كلداناً، قبل أن ينتحل الإنكليز للنساطرة اسم الآشوريين سنة 1876م، ويسمي الكلدان النساطرة المهتدين للكثلكة، أو غير الضالين، كما سنرى).
لقد نصحت هؤلاء الناس الطيبين بالصبر وأن يكونوا واسعي الصدر مع المسيحيين الآخرين من دون أن أجعلهم يشعرون بأنني لستُ كاثوليكياً من مذهبهم، ومن الجدير بالذكر أنني وجدت مسيحيي الشرق متفاهمين فيما بينهم، إلاَّ أنهم لا يميلون إلى مسيحيي الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، كذلك وجدت أن المسيحيين الذين اهتدوا على أيدي الرهبان والبعثات التبشيرية التابعة لهم (يقصد السريان النساطرة الذين اعتنقوا الكثلكة وسَمَّتهم روما كلداناً)، أعداءً ألدِّاء لمن بقى على عقيدته ولم يتبعهم من إخوانهم في المذهب السابق (يقصد السريان الذين بقوا نساطرة، ولاحقاً سَمَّاهم الإنكليز سنة 1876م، آشوريين).

في 16 آذار سافرت إلى الموصل عن طريق أربيل، وعند الزاب الكبير نزلت في قرية عبد العزيز التي يسكنها الأيزيديون أو الدواسن (داسني كلمة كوردية تعني الأيزيديين)، هؤلاء لهم مزار بين عقرة والموصل يُسَمَّى شيخ عادي، فيه بركة ماء يرمي فيها الأيزيديون قطعاً من الذهب والفضة تكريماً لواليهم، وقد أغرت هذه الأموال أحد النساطرة القاطنين بالقرب من المزار، فانسلَّ ليلاً ونزل في حوض الماء ليأخذ الذهب والفضة، وصادف أن جاءت ابنة سادن المزار لتأخذ ماء، فرأت شخصاً وسط البركة، ولاعتقادها الأكيد أن لا أحد يجرؤ أن يأتي ليسرق هذا المكان المقدس، اعتقدت بأن الشيخ عادي قد ظهر لها، فهرعت إلى والدها لتخبره، وانتشر الخبر بين الأيزيدية وفرحوا جداً، أمَّا النسطوري فقد هرب وتنعَّم بما غنِم من الأموال.

في 17 آذار وصلت كرمليس ويتراوح عدد بيوتها من (60–70) بيتاً، وجميع سكانها إلى ما قبل سنوات قليلة خلت كانوا من النساطرة (نيسكو: في زمن نيبور كان أغلب سكان كرمليس لا يزالون نساطرة، وفيهم قلة تكثلكوا وأصبحوا كلداناً)، واستقبلني مختار ووجهاء القرية، وبعد الانتهاء من عبارات الترحيب سألني أحدهم فيما إذا كان البابا هو رئيس الكنيسة الرومانية الكاثوليكية فقط وليس رئيس الكنائس المسيحية الأخرى، ولم أكن أشكُّ أبداً أنه من الواضح لدى هذه الجماعة أن الأرمن واليونان والأقباط وغيرهم لهم بطريركياتهم الخاصة كما هو الحال عند النساطرة، وجميعهم لا يعترفون برئاسة البابا وسلطاته، وبادرني أحدهم بالسؤال قائلاً: أوليس البابا خليفة القديس بطرس؟، وقد أظهر لي بسؤاله هذا أنه ليس نسطورياً، إنما كلدانياً مهتدياً، فأجبته: إن جميع المسيحيين عندهم الإنجيل ويعتقدون بتعاليم المسيح التي بشر بها بطرس، والله لا يفرِّق بين كلداني ونسطوري وبقية المسيحيين، ثم سألني إن كنتُ أوربياً أم يونانياً، فأكّدتُ له أنني أوربي لكن نصف أوربا لا تعترف بسلطة البابا منذ مئتي سنة، وكان الجميع مستمعين لي فتقدم بعض النساطرة للاشتراك في الحديث وبادرني أحدهم قائلاً: كان الأجدر بك أن تحافظ على دين آبائنا وأجدادنا ولا تَعمَدْ إلى تغيير دين إخواننا وأهل مذهبنا، لقد قُمتَ أنت والآخرون من الأوربيين بالدعوة ضد بطريركنا، فوصمتموه بشتى التُهم ونصَّبتم بدله أوربياً رئيساً للكنيسة، ثم تأتِ أنت وبصفتك أوربياً لتقول إنك لا تعترف بالبابا الأوربي رئيساً للكنيسة.

لقد آلمني جداً أنني أزعجتُ الطرفين، وحاولت أن أشرح لهم أنه من الأفضل ترك حرية الاختيار لكل شخص وبذلك تبقون أصدقاء أحباء، لكن كلامي لم يرق للقس الكلداني الذي ردَّ عليّ قائلاً: (البعثة التبشيرية الأوربية في الموصل أكّدت لي أن جميع أوربا تعترف بسلطة البابا)، لذلك شَكَّ أنني أوربي وأخرج من جيبه كتاباً صغيراً مكتوباً باللاتينية مع ترجمة بالسريانية أو الكلدانية (النص الفرنسي، بالسريانية أو العربية Niebuhr, Voyage en Arabie et en d’autres pays circonvoisins ، طبعة أمستردام 1776م، ص284)، قائلاً لي: لو كُنتَ أوربياً لقرأتَ هذا ولعلِمتَ أني على حق، وفتح الكتاب وأشار إلى المكان المكتوب فيه (أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي)، فأجبته: إن هذه الجملة ليست موجودة في كتابك فقط، بل موجودة في كل كتب المسيحيين، وقد تجادل حولها أعظم العلماء، ولسنوات طويلة، ولم يصلوا إلى اتفاق بخصوص مضمونها، لذلك كلانا لا نستطيع الوصول بجدالنا إلى حل مرضٍ، ثم بدأت أُغيِّر مجرى الحديث بمواضيع أخرى كالزراعة وغيرها، إلى أن حان وقت صلاة الغروب، فذهبنا وصلينا في ضريح القديسة بربارة، ويوجد هناك تل قريب يُعتقد أن قصر والد القديسة بربارة كان مبنياً فوقه.(نيسكو: إن بطرس الرسول أسس كرسي أنطاكية الذي ينتمي إليه القس الكلداني، ومسألة تبشير بطرس لروما وتأسيسه كرسياً أسقفياً رسولياً ليست صحيحة، فمثلاً الرسول بولس قال في رسالته إلى أهل روما (20:15)،”وكنت حريصاً أن اُبشّر لئلا أبني على أساس غيري”، وغيرها، وسبب الاعتقاد أن بطرس هو مؤسس كرسي روما من الكاثوليك هو، لأنه صُلبَ هناك سنة 67م بأمر نيرون).

يقع دير مار أو شيخ متى فوق جبل عال يبعد ثلاث ساعات شمال شرق كرمليس وهو دير تقع بالقرب منه قرية (ميركي)، يقطنها مسيحيون يعاقبة (سريان أرثوذكس)، والمعتقد أن هناك بعض الآثار، وتقع شمال هذا المكان وعلى بعد ثلاث ساعات قرية بحزاني، وعلى بعد ساعة شمال غرب كرمليس تقع قرية برطلة وجميع سكانها يعاقبة، وبمسافة ميل واحد باتجاه الجنوب الغربي تقع بلدة قره قوش وجميع سكانها يعاقبة.

وصلت إلى الموصل في 18 آذار 1766م، ويسكنها نحو ألف ومئتي بيت مسيحي، ربع هذا العدد تقريباً هم من النساطرة والكلدان غير الضالين، والبقية يعاقبة يقيم بطريركهم في ديار بكر، أمَّا والي الموصل أمين باشا الجليلي، فهو حفيد الجد الأكبر عبد الجليل الذي له منزلة كبيرة عند النساطرة (نيسكو: أسرة الجليليين مسيحية نسطورية الأصل جاء جدها عبد الملك الحفصي نحو سنة 1600م من ديار بكر لغرض التجارة، كانوا يُسَمُّونه بالسريانية (ملكون)، توفي سنة 1640م، ودفن في كنيسة شمعون الصفا في الموصل، ودُفن الأب فرنسيس طورياني الدومنيكي +1767م بجواره، ثم نُقل قبر عبد الملك في 2 آب سنة 1966م قرب محطة تلفزيون الموصل، واعتنق ابنه الشاب عبد الجليل (1620–1681م) الإسلام فلقَّبوه بالمهتدي، وحسب روايات الموصليين فسبب ذلك هو مضايقة المسلمين له دوماً، كان آخرها إجباره من قِبل أحدهم على إخلاء الطريق له استناداً إلى الحديث الإسلامي، إذا لَقيتم النصارى في الطريق فاضطروهم إلى أضيقه).

يتكلم سكان قرى الموصل اللغة السريانية، لكن اللغة السريانية أو الكلدانية التي يتكلم بها سكان القرى (نيسكو: يقصد اللهجة السريانية التي يتكلم بها الكلدان، وتُسَمَّى السورث، أنظر تعليق الدكتور محمود حسين، مترجم رحلة نيبور إلى العراق في القرن الثامن عشر 2006م، ص123، حيث يقول: الكلدان يتكلمون، السورث، وهي لهجة سريانية مُكسَّرة، تسمَّى فليحي. (نيسكو: وسورث هي مختصر، سور بائيث، ومعناها، اللهجة السريانية المحكية، ومعنى فليحي، لهجة الفلاحين)، وتختلف عن اللغة السريانية الأصلية التي كتبَت بها الكنائس، كما هو الحال بين اللغة العربية الحديثة والقديمة، فقد دخلت على اللغة السريانية الحالية كثير من الكلمات الغريبة، وجميع المسيحيين بمن فيهم التجار والباعة والقساوسة يكتبون بالخط الكرشوني، وهو خط مختلط من الحروف الهجائية العربية والسريانية أو الاسطرنجيلية (نيسكو: الكرشوني ليست كتابة مختلطة، بل هي كتابة اللفظ العربي بحرف سريانية، والاسطرنجيلي هو أحد الخطوط السريانية الرئيسة القديمة، ومعناه خط الإنجيل، مثل ما يقال خط الرقعة)، أمَّا كتب كنائسهم فهي مكتوبة باللغة القديمة، وقليل من المسيحيين المولودين في مدينة الموصل يعرف اللغة السريانية الدارجة المستعملة بين سكان قرى الموصل، وهم يتكلمون العربية التي هي لغة آبائهم وأجدادهم، وهي اللغة المعتمدة في هذه البلاد، والمسيحيون المختلطون بالأجانب يتكلمون الكوردية والتركية، وعند وصولي إلى الموصل، كنت أحمل رسالة إلى اثنين من رهبان البعثة التبشيرية الدومنيكية في الموصل لكي يساعداني على إيجاد بيت لي في محلة يسكنها المسيحيون، لكن حالما عرف هذان الراهبان، أنني بروتستانتي دانمركي لم يرتاحا لقدومي، فامتنعا عن مساعدتي، فاضطررت لاستجار غرفة في خان (نيسكو: استعمل نيبور مع الرهبان الدومنيكان صيغة ألمانية تُستعمل لغرض الاشمئزاز والتهكم).

صادف وصولي إلى الموصل في وقت الصوم الكبير للمسيحيين، فالنساطرة واليعاقبة يمتنعون عن أكل اللحم والحليب والبيض والزبد حتى وإن كانوا في أشد حالات المرض، ويشددون على الصوم أكثر من المسلمين، فلا يأكلون ولا يشربون شيئاً ولا يدخنون ابتداءً من شروق الشمس حتى الظهر، والدومنيكان أنفسهم يصومون في الموصل أو على الأقل يتظاهرون بالصيام لأن المسيحيين يَعدُّون الصيام من أهم الواجبات التي يجب التمسك بها، ولو نبهني أحد القسس المحترمين منذ البداية إلى ذلك لأخذت بمشورتهم واقتديت بهم، ولصمتُ أنا أيضاً محافظة على سمعة الأوربيين، لكنني اعتقدت بأن لا أحد يكترث إليَّ أسوةً ببقية سكان البلدان التي مررت بها، ولكن خبر عدم صيامي انتشر بسرعة بين الأهالي، وكان هناك عدد من الرهبان النساطرة الذين اهتدوا (إلى الكثلكة) على أيدي الدومنيكان، واعتقد هؤلاء كبقية أصحابهم في كرمليس أن جميع الأوربيين ينتمون إلى كاثوليك روما، ولهذا أخذوا يستفسرون ويسألون عن هويتي ومذهبي من الرهبان الدومنيكان، لكن الدومنيكان أخذوا يشنعون بي ويقذفون بالمذهب البروتستانتي ويتهمونني بالإلحاد حتى صار كل المسيحيين ينظرون إليَّ كأحد الكفرة والملحدين عدا قليل من التجار الذين كانوا محتكين بالإنكليز، وعن طريق أحد الأصدقاء الكلدان اسمه إلياس إسحق كان يعمل مترجماً، استطعت إقامة علاقة مع الوالي الذي دعاني عنده، وعلى إثر ذلك زرت مفتي المسلمين والرؤساء الروحانيين للكلدان والنساطرة واليعاقبة، ثم أصبحت صديقاً ومحبوباً من الجميع في مدينة الموصل.

في الموصل زرت جامع الأحمر وجامع النبي جرجيس الذي كان فيما مضى كنيسة مسيحية، وجامع يحيى القاسم الذي يقول المسيحيون أنه كان كنيسة يوحنا الأزرق، ويقع ضريح يوحنا باتجاه الشمال الشرقي والجنوب الغربي، وقام المسلمون بتغيير اتجاه ضريحه نحو القبلة، وقد أخذ والي الموصل بدر الدين لؤلؤ (1233–1259م) هذا القبر وأضافه إلى البنايات الإسلامية الأخرى، وللمسيحيين في مدينة الموصل نحو عشر كنائس، وقد سمح لهم الوالي ببناء كنائس أخرى وترميم القديمة منها، لأن المسيحيين اشتركوا في الدفاع عن مدينة الموصل أثناء حصارها الأخير سنة 1743م (حصار نادر شاه)، وقد شيَّد النساطرة لهم كنيسة وكذلك فعل اليعاقبة، وهاتان الكنيستان جميلتان خاصة كنيسة النساطرة التي شُيَّدت سنة 1744م التي ليس لها مثيل في جميع بلدان الشرق. (نيسكو: يوحنا الأزرق هو أسقف الحيرة النسطوري، عاصر الجاثليق النسطوري صليبا زخا (714–724م) وحضر انتخاب الجاثليق فثيون (731–740م)، وتنسب إليه المصادر التاريخية أنه وضع أو جدد صوم نينوى عندما طلب أحد أمراء الحيرة أربعين بنتاً عذراء من المسيحيات لإلحاقهن بزوجاته، فاجتمعوا إليه في إحدى الكنائس وصلّوا معه لمدة ثلاثة أيام، فاستجاب الله لهم وتوفي الأمير).

أمَّا منطقة حكاري فهي إحدى مناطق كوردستان الجبلية الوعرة المسالك وتقع في الجهة الشرقية من العمادية إلى تخوم منطقة وان التركية، ويسكنها النساطرة ولهم فيها بطريرك اسمه على الدوام شمعون، وهو مستقل عن إلياس بطريرك ألقوش القريبة من الموصل (يقصد البطريرك إيليا الحادي عشر 1722–1778م)، ولا يمتثل بطريرك النساطرة لأوامر بطريرك ألقوش، ولا يخضع احدهما للآخر، وتحت سلطة البطريرك النسطوري نحو ثلاثمئة قرية من المحتمل أن كثيراً منها لم يعد فيها مسيحيون حالياً، ويقول السكان المحليون إن والي المنطقة الكوردي له مندوب إلى النساطرة يُسَمَّى (بيك) يسكن قرية كوميري، لكن النساطرة لا يعيرون له أهمية بل يبدون له الخضوع ظاهرياً لأنهم واقعون تحت حكم المسلمين، فلا يتجاسرون على قطع الصلة معه تماماً، ونساطرة حكاري لا يرغبون بقدوم التجار المسلمين إليهم لشراء منتجاتهم، ولا يسمحون لأي مسلم أن يسكن بينهم.

في الجهة الشرقية لنهر دجلة تقع قرية البساطلية وفيها دير لليعاقبة (مار بهنام)، وكرمليس وقره قوش يسكنها يعاقبة (نيسكو: في عصر نيبور كان دير مار بهنام في الخضر والبساطلية قرب النمرود لايزال بيد اليعاقبة أي السريان الأرثوذكس، ثم استولى عليه السريان الكاثوليك سنة 1839م، بمساندة عائلة الجليلي في الموصل، وأول دخول للكثلكة بين السريان في العراق كان سنة 1761م.)، أما تعدُّ قرقوش (الحمدانية) فتعدُّ أكبر قصبة مسيحية وسريانية في الشرق الأوسط، وتسَمَّى عين السريان، وكانت أرثوذكسية إلى نحو سنة 1800م، والآن بحدود90 بالمئة من سكانها، سريان كاثوليك، والباقي سريان أرثوذكس، وقد حظيت كثلكة السريان بمساندة قوية من أسرة الجليلين، وسنة 1839م، أصبح دير مار بهنام بحوزة السريان الكاثوليك).

وخزنة وبرطلة يقطنها المسيحيون، وبحزاني وبعشيقة يسكنها المسيحيون والأيزيديون، وبعويزة وبيسان يسكنها عدد من الأرمن والبقية مسلمون، وتللسقف وباقوفة يقطنها النساطرة، وباطنايا قرية كبيرة معظم سكانها مسيحيون، وبينهم عدد غير قليل يعتقد أن البابا هو رئيس الكنيسة الأعلى، وبالقرب منها دير مار أوراها القديم للنساطرة، وتلكيف عدد بيوتها بين ثلاثمئة وأربعمئة، وقد انضم نصف سكانها إلى البابا، أمَّا البقية فهم نساطرة.
وشكراً/ موفق نيسكو

كيبورد سرياني سرطو
طريقة الكتابة أي لغة بالحرف السرياني

طريقة الكتابة أي لغة بالحرف السرياني
تستاتور سرياني

تستاتور لاتيني سرياني

المثلث الرحمات البطريرك أفرام الأول برصوم

Fadi Hanna

فخر الشرق في زمانه
العلامة الكبير
المؤرخ الشهير
الأديب القدير
الشاعر المبدع
الراعي الصالح
أبي الإصلاح
هذه بعض ألقاب المثلث الرحمات البطريرك أفرام الأول برصوم الذي انتقل في مثل هذا اليوم ٢٣ حزيران من العام ١٩٥٧ الى الأمجاد السماوية

مؤلف اللؤلؤ المنثور الذي يعد بحراً من أي النواحي جئته، سهل الغوص، ميسور الصيد من لآلئ الألفاظ الفصيحة وفنون البيان وضروب المعاني، والبديع المستملح السائغ دونما تكلف أو معاناة، فهو معجم بذاته فريد، ودائرة معارف سريانية زاخرة.

كان واعظاً بليغاً كيوحنا الذهبي الفم، مؤثراً في سامعيه كيوحنا المعمدان. يأتي بالابن الشاطر إلى بيت الآب السماوي، وبالخروف الضال إلى حظيرة الخراف. ويثبّت المؤمنين على التمسك بالعقيدة القويمة والفضائل المسيحية السامية التي كان هو ذاته يتحلّى بها.

بطل من أبطال الإيمان، وأحد فطاحل السريان، وركن متين من أركان الدين والعلم والوطن. خطّ بأحرف من نور أول صفحة مجيدة في سجل تاريخ كنيسة السريان الأرثوذكس الحديث، بعلمه الغزير وأعماله الراعوية الصالحة.

عاش سبعين عاماً كانت بمثابة سبعمائة عام عوّض خلالها كنيسته ما خسرته في الحقبة الزمنية الواقعة بين أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن العشرين، أي منذ فقدت العلامة ابن العبري وحتى ظهوره.
وهبه اللّه ذكاءً خارقاً، وجلداً على الدرس والتحصيل، فكان منكبّاً على ذلك بياض نهاره وسواد ليله، وكان خصب الإنتاج الأدبي والديني فمن اطّلع على ما تركه من مؤلفات بلغات شتّى أقرّ بما كان عليه من عبقرية فذة، فهو كان حقاً وحيد دهره، وفريد زمانه، ونسيج وحده.

————————–
‏syrian-orthodox-com

صلاته مع جميع طالبيها

سوريا فساد في زمن الإصلاح

سوريا فساد في زمن الإصلاح
علي سليمان العلي
في عام 2013 و بينما كانت سوريا منشغلة
بحرب طاحنة ضد الأرهاب ..
قام المهندس عماد محمد ديب خميس بشراء توريدات أساسية و ضرورية أثر التخريب ضد قطاعات الكهرباء و قدرت حينها صفقات التوريدات بملايين الدولارات
و أستمر التوريد إلى عام 2016
وتمت كل الصفقات دون رقابة مذكورة …
بسبب الحرب و فساد الرقابة و التفتيش و لجان التدقيق .. ولكن التسريبات التي وصلت لاحقا إلى هيئة الرقابة والتفتيش #كانت_صادمة ..
فقد قدر حجم النهب من المال العام مبلغا
يفوق 50 مليون دولار
قسمت ما بين عماد خميس و الأسعد مدير عام الجمارك
و الموردين … و سرعان ما أرسلت الظروف المختومة سراً إلى مكتب أمنه الشماط و من دون معرفة جهة المرسل….
الشماط المتسترة على فساد ضخم لعماد خميس
و شريكه فواز الأسعد مدير عام الجمارك
بدأت بالتوتر والقلق
سيما أن الظروف أرسلت أيضا إلى أفرعة أمنية ..
و بدأ السعي لسد الصدع
لم تهدأ الأتصالات حتى لفلف الموضوع …
و تجمد التحقيق بالفعل و كما وعدها الأسعد
(( بلفلفة كل شيء )) وكان ذلك
و مضت الأمور كيفما أرادوا …
قراءة المزيد

ܝܘܣܦ
التواضع حسب الثقافة السريانية

التواضع حسب الثقافة السريانية
التواضع حسب الثقافة السريانية

” الشخص الذي يدرك ضعفه يصل إلى قمة التواضع ”

ماراسحاق النينوي(613-700)

“Makāku” إذا كانت هذه المفردة تنحدرمن اللغة الأكادية, فلها دلالات متعددة منها الرحابة والاتساع, والانتشار والتمدد, وكذلك بمعنى النمو والقيادة. ‘Makaḫu’ إذا تم قبول الكلمة على هذا الأساس, فإنها تتفرع دلالياً إلى معان متعددة, منها الإحاطة والاحتضان بمعنى المجاورة والحماية. حرف الكاف كحرف صامت يتقارب صوتياً من مخارج الحروف التالية القاف والخاء والحاء وحتى الهاء في اللغة الأكادية.

وهذه الظاهرة تستمر في اللغة السريانية من خلال ست حروف وهو ما يعرف بأحرف (البجد كبت) وذلك بالتقسية والتليين(قوشيو,روكخو) بحيث تتحول هذه الأحرف عن طريق التليين إلى( البغذ خفث) وهي ظاهرة الحرف الواحد بشكل صوتي مختلف في اللفظ.’makû’, ‘māku(m) ‘makiûte’

لهذا السبب إن معاني هذه الكلمات تعني: المحروم الفقير الذي يعاني من النقصان, المحتاج كذلك بمعنى المعدوم الذي لا يملك شروى نقير, وهذه هي المعاني التي يمكن اشتقاقها إيتمالوجياً من هذا الجذر وتلك هي القرابات الدلالية لهذا الجذر. “makû (m)” و”makûtu” . لأن هذه الكلمات تعني غياب شيء / أو غياب شيء ما، حالة الغياب. بشكل أكثر وضوحا، تتبلور معانيها في ثنايا التناخ وفي مقاطع وأسفار العهد الجديد.’saqoᵓ wᵊ-qeṭmoᵓ moᵓ(y)eḵ leh’ ܣܰܩܳܐ ܘܩܶܛܡܳܐ ܡܳܐܟ ܠܗ ) و (ܕܢܰܡܶܟ ܐ̱ܢܳܫ ܢܰܦܫܗ) سفر إشعيا 58( . ‘maḵ’ إن هذا الفعل ذو الجذر الثنائي والثلاثي واشتقاقاته تدل على معنى أحنى برأسه وهذا لجدير بالاهتمام لدرجة أنه في مزمور 44:26 ܡܛܠ ܕܡܶܟ݂ܰܬ݁ ܥܠ ܥܰܦܪܐ ܢܰܦܫܰܢ. ܘܕܶܒܩܰܬ ܟܰܪܣܰܢ ܠܐܪܥܐ ” ننحني/ ترقد نفوسنا على التراب, وتلامس أجسامنا الأرض” في هذه العبارة التي سنترجمها إلى “الأرض” التعبير المجازي، التمرغ بالأرض، دلالة على النقص، تعطي معنى خصوصية التواضع.

دون الخوض في الكثير من أصول الكلمات، دعنا ننهي هذا العنوان وننتقل إلى الموضوع الرئيسي من خلال ذكر كلمة أخيرة في سياق العلاقة بين الأكادية والسريانية. في اللغة الأكادية الكلمة المنتهية بحرف الهاء “ماه, ماح” كذلك الحرف الأوسط (حيث) في الكلمة السريانية “محيلو” يشتركان في نفس المعنى: ضعيف، مريض, منهك القوى .

على الرغم الوجود العديد من الكلمات التي يمكن مقارنتها بين الأكادية والسريانية أود القول في هذه المقالة إن لفظة هي مشتقة من الجذر الأكادي (ماك)mûkoḵo” ܡܽܘܟܳܟܳܐmakîḵûṯo ܡܰܟܺܝܟܽܘܬܐ التواضع .”

هذا المفهوم هو أحد المفاهيم الأكثر استخدامًا وتعبيراً في المواضيع ذات المستوى الرفيع في الأدب الاجتماعي السرياني.

يكمن أصل الكلمة الإيتمولوجي في الأعماق التاريخية لبيت نهرين القديمة (بلاد ما بين النهرين)، كما أوضحنا أعلاه. كما يتبين، تصبح التقاليد ذات معنى من خلال استمرار الترابط بعضها ببعض. وبالمثل، ماكيو (ܡܰܟܺܝܟܽܘܬܐ) هو استمرار لكلمة “ماكو”، ” ماكيو” ، ” ماكوتو” في الأكادية .

مع المعنى المضاف والعديد من المعاني الإضافية للغطرسة، الكبرياء، الغرور، العظمة، التفوق، التفاخر، الاشمئزاز والطبقات الدلالية الناشئة عنها وعولمة الكلمة كمفهوم والمغامرة التاريخية الإيتمولوجية سواء بوعي أو دون وعي لا يعني البتة أن يستحوذ علينا المفهوم السلبي لهذا الموضوع ونفتقر للمغزى الدلالي للكلمة.

إن هذ الطاقة المعنوية والروحية تمثل ثروة تعكس التردد الروحي الداخلي. في الوقت نفسه، تمتلك هذه الحالة أدوات يمكنها أن ترتقي بالأنا وبقيمها الأخلاقية العالية. كما يقال، “تمامًا كما يكشف الظلام عن النور، وكذلك التواضع يكشف أيضًا أنوار السماء في الشخص.”

“كل مفهوم كل كلمة ” …

مثل الروح البشرية، فإن اللغة لها روح خاصة بها تشكل بها روح الكلمات. المفاهيم في اللغة هي جذور العالم المعنوي والثقافي. كما يقال؛ “كل مفهوم وكل كلمة تفتح نافذة على الثقافة. ”

إذا كان ولابد يمكن لنا التأكيد على المقولة الاجتماعية؛ “أولئك الذين أوجدوا الكلمة ولا يمكنهم الوصول إلى المعنى لا يمكنهم فهم الكلمة أو المعنى أيضاُ.”

كما هو واضح، في اللغة السريانية القديمة، هناك تاريخ طويل وعميق وتراكم ثقافي وجد معناه في الحياة يكمن وراء مفاهيم المحتوى الاجتماعي.

أحيانًا تقف هذه (المعاني) في صمت أمامنا، لأن في ظل هذا التراكم الثقافي يصبح المعنى غير مفهوم. على هذا النحو، يصبح من الصعب إدراك وفهم الكلمة ومعناها.

لذلك، من الممكن فهم عالم المعنى للكلمة في الثقافة السريانية من خلال فهم المغامرات التاريخية للكلمات / المفاهيم في اللغة.

يتطلب فهم معاني اللغة والثقافة القديمة مثل السريانية, إلى حد ما, يشبه كيفية الوصول إلى لب ثمرة الجوز من خلال تكسير القشرة ونزعها، لننزل إلى عمق المعنى في وراء الكلمات / المفاهيم في هذه اللغة.

لدينا الفرصة للحفاظ على عالم الفكر/ بشكل معنوي مناسب وقوي، وذلك إلى الحد الذي يمكننا من خلاله إعطاء المعاني للكلمات / المفاهيم وعمقها الخاص.

لا تكن شغوفاً “بالأنا”

إن فهم ومعرفة ما هو التواضع في الثقافة السريانية هو موضوع بحث في حد ذاته. هذا الموضوع، الذي يتطلب قوة داخلية ورأس مال روحي، كذلك هو موضوع للبحث العلمي.

ومع ذلك، ليس من السهل على الإطلاق وضع تعريف نهائي للمفهوم النسبي لـ “التواضع”. لأن هذا المفهوم محدد بعدة طرق مختلفة.

إن كلمة “إذا كان الشخص الذي تم خلقه من التراب ليس لديه تواضع مثل التراب، هو خارج عن انسانيته أصلاً” هي الكلمة الأكثر ملائمة للتذكر حول التواضع بشكل عام.

في المصادر السريانية، نجد طرقًا عديدة لتوليد معان خاصة بالتواضع: أولاً وقبل كل شيء، التواضع هو الشرط الاساسي للرفعة. وهو دعوة إلى المرونة وعبور تعقيدات الحياة.

إنه مثل الترفع عن الشغف “بالانا”، الخروج من سيطرة الأنا يعني إعطاء القيمة للجوهر، وليس التباهي. وهو مؤشر على الحشمة والأدب.

من أجل أن يجد المفهوم مساحة معيشية لنفسه في الحياة اليومية، يجب على المرء أولاً تطوير الوعي الذاتي بنقصه وهذا يعتمد على الوعي وتصرفاته.

لذلك، يقول مار اسحاق النينوي (613 – 700) ، “الشخص الواعي لضعفه يصل إلى قمة التواضع”. لقد كتب هذ الكاتب الغزير الإنتاج الكثير عن التواضع لدرجة أنه يفصل ويشرح بطريقة لا تتعارض مع منطق ومنهج هذه الأيام.

الإدراك الواعي والإدراك الرحيم

يوصف “التواضع” في المصادر السريانية بأنه فهم لطيف وناعم للحياة, ضروري في كل إطار وفي كل مجال من مجالات الحياة.

إنه أعظم الفضائل الإنسانية والأكثر تفضيلاً بين المقومات الأخلاقية.

وهو نهج يجسد معنى ضروريًا وصادقًا للحفاظ على الأصالة البشرية وتنميتها بالإضافة إلى الإدراك الواعي والإدراك الرحيم..

وفقًا لعالم التواضع، لا يمكن تحرير أولئك الذين لا يمكنهم التحرر. والذات الغير ثرية كذلك أيضاُ لا يمكن أن تتحرر.

لأن وجود الشخص في ذاته وقدرته على العيش / تكمن في قدرة الذات على أن تجعل جوهرها أكثر ثراءً.

يجد الإنسان معنى وهدف الحياة فقط عندما يجعل جوهره أكثر ثراء وإدراكاً. سيكون سعيدا. لأنه مبدع وخلاق. ويتقاسم جوهره مع الآخرين. هذا الجوهر هي الشموع التي أشعلها التواضع. إنها الحقيقة!

تقدم الأعمال الأدبية للثقافة السريانية معلومات غنية عن التواضع. وفقًا لهذه الأعمال، ” التواضع هو فكر طاهر تمامًا مرتبطً بالقيم الإلهية وهو في اتصال حيوي معها. الشخص المتواضع يعرف الشر ويستطيع القيام به بحرية ولكن ينأى بنفسه عن ذلك. ”

“لأسمعك علي أن أصمت”

التواضع والانضباط بارزان في الأعمال السريانية كذلك في تعاليم المسيح، لذلك يتم تفسيرالتواضع على أنه حالة الخروج عن سيطرة الأنا أي عدم الرضوخ لها.

إنه مرادف لامتلاك أنوارداخلية. غالبًا ما يتم التأكيد على أنه مزين بالفضائل والحكمة كأساس للخير.

إذا كانت الحرارة / درجة الحرارة مرغوبة ضد برودة الروح، فيجب إعداد مكان مناسب / مريح في أعماق القلوب / النفوس. لأن الحكمة والفضيلة دائما رفيقتان للتواضع.

كما يمكن فهمه من هذه التعريفات، فإن التواضع هو شكل حقيقي من الفهم والاستيقاظ الذي يتطور مع حب الذات. وهي أيضًا قوة توازن بين “الشخصية” والروح .

” من أجل سماعك” علي أن أصمت، لإبقاء الأنا في دائرة النور. يجب لجم الأنا إلى حدودها. يجب أن تعرف حدودها .

إنه احترام لك وللآخرين وللكائنات كلها. إنه تحقيق الإنسان لذاته. إنها دعوى لفناء الأنا.

التواضع ليس تقليل قيمتنا الخاصة، بل تقديرالآخرين. هو فتح باب القلب لكل الكائنات بإفناء أنفسنا.

يجب على المرء أن لا يختال بتفوقه، غير فخور، لا يتباهى، بغض النظرعن العرق، الطبقة / المركز والتمييز في الهوية، يعرف المرء نفسه على أنه مكافئ للآخرين وحتى المخلوقات الأخرى.

إنه سماع الهمس الإلهي الفريد الذي يحيط بالكون، ويبحر في أعماق نفسه، داخليًا، ويؤوب إلى ذاته.

تتمازج الروح المتواضعة مع اللطف والرحمة. لذلك، حيثما يوجد الاستغلال / الإساءة؛ لا يمكن للتواضع أن يعيش ويتطور في مكان الاستغلال / الإساءة.

لأن روح الشخص المتواضع سلمية للغاية ومتماهية مع نفسها لذلك، يصبح متحداً مع كل ذرة في الحياة.

يسعى جاهداً لمساعدة ومد يد العون للكائنات كلها بروح متناسقة. إنها مستوحاة من الحياة، والناس الآخرين، والكون كله ويحاول إلهام الآخرين قدرالإمكان.

وفقًا للثقافة السريانية، فإن التعرف على نفسك يتطلب التواضع. لهذا السبب يقول العزيز أنطونيوس (251-356) “يجب أن تعرف نفسك أولاً لتعرف الله” (من عرف نفسه عرف ربه)

لأن طريقة الحصول على المفاتيح السحرية للتواضع، والتي هي تعبير تعاوني للقوى الإيجابية في الإنسان، هي من خلال معرفة أنفسنا والتعرف على أنفسنا. العزيز مار إفرام النصيبيني (306-373) يؤكد على الأهمية الحيوية لذلك من خلال دعم هذا النهج، قائلاً: “يجب عليك دائمًا اتخاذ مواقف متواضعة حتى لا تفقد ثمار الأعمال الصالحة! ”

يجب أن تتخذ موقفا متواضعا! ويؤكد على الأهمية الحيوية لذلك.

بينما الحكيم أفراهاط الفارسي (260-345) ، الذي يعتبرمن أوائل الكتاب المهمين بالثقافة السريانية يقول مدققاُ بتفاصيل الموضوع: “التواضع بيت العدالة وهي أس الفضائل كلها” موضحاُ بذلك رفعة التواضع, بينما يقول العزيز مار إسحاق النينوي: “التواضع ثوب إلهي ة ….. ، التواضع قوة لا يمكن تفسيرها باللغة ولا يمكن اكتسابها بالقوة البشرية.

وفي ذات المضمار يعبر مار إسحاق الأنطاكي المتوفى491 م, وهو أحد النجوم الساطعة في سماء الثقافة السريانية عن أضرار الغطرسة والتكبر شعرا فيقول: “ترك الفلاح خلفه في الحقل كومتين من التراب, بدأ التناحر بينهما لمعرفة من هو الأقوى. أنهال عليهما مطر غزيرمنهياُ بذلك صراعهما المرير وأصبحت الكومتين كالعدم اليسير. كذلك هو جنس البشر حينما يمتطيهم الغرور, ويعتقد بأنه انتصر يتلقفه الموت ويسجنه في القبر.”

في الثقافة السريانية، تسيطر على الأذهان الحكمة القائلة “الأقرب إلى الله هو الذي يخدم البشرية بتواضع”

ومع ذلك، يكون أحيانًا أكثردقة أن نتصرف بدافع العناية الذي لا يخالجه الاستغلال / لنكون محصنين ضد خيبات الأمل. رمز التواضع العزيزمارأفرام 303 -370 حينما توجد أرضية لذهنية البقرة الحلوب بين البشر والمجتمعات, ستكون هناك تجارب للتواضع يساء فهمها وتقديرها.

” إذا تصرفت بشكل متواضع، فإنهم يعتقدون أنك غير لائق” هذا تنبيه تاريخي هام, بهذا المعنى، هو في الواقع فعل حب أن تتصرف بإحساس بالتواضع بعيد عن سوء المعاملة والاستغلال، وتجنب الأذى أو الأشياء الضارة. إنه الحب الذي نمتلكه لذواتنا.

” المفتاح أيضاً هو ال ا تواضع ”

كما يتضح، فإن التواضع أمر أساسي في حقيقة الحياة وفي مركز الكون. إذا فقدت معاني التواضع، المصفاة من القيم الإلهية، معناها وتأثيرها، فإن كل شيء في حياة الإنسان سيفقد معناه مع مرور الزمن.

لأن التواضع هو مفتاح داخلي يفتح الناس على الناس والعالم. من أجل فتح أبواب مغلقة بشريط الجمال يتم استخدام هذا المفتاح، يحتاج المرء إلى معرفة وفهم نفسه. لا يمكن للشخص المنغلق على نفسه / لا يعرف نفسه أن يعرف ويفهم الآخرين. يؤكد خبراء الاختصاص (علماء الاجتماع، علماء النفس، الأطباء النفسيون) هذه الحقيقة أيضًا.

ليس من السهل على الإطلاق فهم الحياة وإدراكها بدون فهم نفسك والآخرين. عندما يتعرف الإنسان على نفسه، يدرك نوره الداخلي.

عندما يستطيع أن يضيء طريقه الخاص وطريق الآخرين بالضوء، يكون لديه المفاتيح السحرية لتواضعه.

تختلف سلطة “الكبر / المجد / العظمة” التي يمكن للناس الوصول إليها وفقًا لمعدل التواضع والغطرسة في الشخص.

لأن الغطرسة والتواضع تتناسبان عكسياً. كلما زاد معدل التواضع، انخفض معدل الغرور. كلما زاد معدل الغرور، انخفض معدل التواضع.

الإعجاب بالذات هو الخطوة الأولية للغطرسة والعظمة. يصبح الشخص الذي يكون كذلك غير قابل للتعلم أو التطور.

لذا، لا يمكن لمثل هذا الشخص أن يكون لديه تواضع ولا أن يكون صاحب مفاتيح سحرية للتواضع.

بالتوازي مع ذلك، توضح التفسيرات العلمية أن التواضع يؤثرعلى بنية الدماغ البشري وجميع العمليات النفسية المتعلقة بعمله. يشرح الكتاب المعاصرون الذين يخلقون أفكارًا اجتماعية, هذا بطريقة مؤثرة و بأبعاد مختلفة.

المفكرالألماني غيرهارد أولينبروك، الذي تنبأ بأن التواضع هو مفتاح للتعلم والنمو والتطور، كتب، “التكبر يمنع التعلم، والتعلم يمنعك أن تكون متعجرفاً”.

ينقل ولفجانج فون جوته (1749-1832) فكرة “أنه لا تظن بأنك شيء كبير، في الواقع هذا الظن أكبر منك.”

المفكر الفرنسي أنطوان دو سان أوكسيبري (1900-1944) يشرح التواضع بطريقة جميلة جداً فيقول: “الحياة لا تتطلب الخضوع, بل الانفتاح وهذا هو مفتاح التغيير, عندها فقط يمكنك الأخذ والعطاء.”

وفقا للكاتب الإنجليزي جون روسيكن (1819-1900) ، وهو عالم اجتماع بارز، “إن الرجل المتواضع ليس شجاعًا فحسب، بل أيضًا لديه وعي رفيع ومتسقً وحكيم. الاختبار الأول على طريق أن تصبح شخصًا مؤهلاً هو التواضع. ما أعنيه بالتواضع ليس أن المرء يشك في قوته الخاصة أو لا يخشى أن يقول رأيه، ولكنه يفهم الرابط بين ما يمكنه قوله والقيام به.”

هذا يدل على أنه، حيث التواضع، تكون الأدوات الأخلاقية أكثر تعقيدًا. الحكمة والاجتهاد والإيثار والإخلاص والجدية والتضحية والفضيلة والاتساق والصدق والمشاركة تصبح حتمية.

كما يتبين، فإن العادات السيئة والأنماط التقليدية والعدوى الفكرية / العقلية والعدوى الروحية تجعل الحياة صعبة …

من ناحية أخرى، فإن نور التواضع الذي يسهل الحياة كوسيلة للتخلص من هذه الأنماط والعدوى العقلية / الروحية, يشبه الجسم المضاد والترياق ضد التسمم في جسم الإنسان..!

لذلك، بينما يستمر الشخص المتواضع في طريقه بنور الحكمة المنبثق من التواضع، فإنه دائمًا ما يضع في اعتباره الكلمات التالية “السنبلة الكاملة مائلة، السنبلة الفارغة منتصبة”.

هناك اعتقاد بأن ذوي التفكيرالمرن، أثناء الإبحار في طريق الحياة، عندما يقابله شخص ما، إذا كان بإمكانه إضافة أي شيء إلى شخص يمر بالطريق الذي يمشي فيه، إذا كان بإمكانه تقديم أي مساهمة لذلك الشخص، فيمكنه الحصول على سلام دائم. هذا هو النجاح الحقيقي في الحياة للشخص المتواضع.

لأنه يدرك أن عدم العطاء من القلب هو مرض عقلي، فإن اليوم الذي يتوقف فيه عن بذل نفسه من أجل الآخرين هو اليوم الذي يبدأ فيه الموت.

كلما زاد تقديرنا للتواضع الذي يعتبرعاملاً في جميع مراحل الحياة الانتقالية، كلما ترقينا بسلوكنا النبيل، كلما زادت الظروف الإيجابية, ستكون هناك مساهمة بشكل إيجابي في التفاعل البشري والسلام الاجتماعي.

لهذا السبب، مع التأكيد على التواضع الصادق، وهو بزوغ الحب والحشمة، “الذين يكبرون يصبحون أصغر، أولئك الذين يصغرون يتمجدون. كل من يريد أن يكون الكبير بينكم، فليكن خادماً للجميع ” (متى 20:26 ) .

ملفونو يوسف بِكتاش

ܝܘܣܦ
ܫܘܼܬܐܣ̈ܐ ܪ̈ܘܼܚܳܢܳܝܐ ܝܰܘܣܶܦ ܒܶܓܬܰܫ

ܫܘܼܬܐܣ̈ܐ ܪ̈ܘܼܚܳܢܳܝܐ
ܐܝܟܢܝܘܬܐ ܕܪܝܼܫܬܐ ܕܪܚܫܐ ܒܚ̈ܝܐ ܝܘܡ̈ܝܐ ܘܒܪܘܚܐ ܕܙܒܢܢ܆ ܣܰܚܝܼܚܘܼܬܐ ܒܳܥܝܐ ܘܥܒܘܿܕܘܼܬܐ ܬܒܥܐ. ܘ ܡܢܨܚܐ ܠܦܬܝܼܚܘܬܐ ܕܫܘ̈ܬܐܣܐ ܪ̈ܟܝܟܐ ܘܪ̈ܡܝܼܣܐ ܝܬܝܪ ܡܢ ܗܿܢܘܢ ܕܡܬܒܝܢܢܘܬܗܘܢ ܦܟܝܼܪܐ܆ ܘܘܠܝܬܗܘܢ ܦܘܪܢܣܝܬܐ ܣܟܝܼܪܐ ܠܡܨܥܝ̈ܐ ܕܡܨܝܒܝܢ ܚܝܠܐ ܘܡܳܙܓܝܢ ܚܘܒܐ ܕܡܨܠܚܢܘܬܐ ܘܝܘܬܪܢܐ ܡܛܠ ܡܬܗܒܒܢܘܬܐ ܘܡܫܬܘܫܛܢܘܬܐ ܕܫܘܬܐܣܐ ܘܓܘܐ ܘܥܡܐ. ܕܚܫܝ̈ܫܘܳܬܐ ܕܪ̈ܢܝܬܐ ܕܪ̈ܕܝܢ ܘܙܳܪ̈ܒܢ܆ ܠܐ ܝܳܗܒ̈ܢ ܐܬܪܐ ܠܡܬܰܚܡܘܼܬܐ ܕܡܬܚܰܫܒܐ ܘܡܬܚܰܒܨܐ ܒܠܚܘܕ ܒܫܘܼܬܐܣ̈ܝܳܬܐ.

ܐܟܡܐ ܕܡܫܰܚܩܳܢܝܐ ܘܡܣܰܪܕܳܢܝܐ ܦܟܝܼܪܘܼܬܐ ܓܰܘܳܝܬܐ ܕܒܪܢܫܐ܆ ܗܝܼ ܗܟܘܬ ܡܫܰܚܩܳܢܝܐ ܘܡܰܩܢܛܳܢܝܐ ܦܟܝܼܪܘܼܬܐ ܫܘܼܬܐܣܳܝܬܐ. ܫܘ̈ܬܐܣܐ ܕܩܢܝܢ ܚܰܘܪܐ ܒܰܪܳܝܐ ܒܗܠܝܢ ܕܓܰܘ̈ܝܬܐ ܡܬܢܨܚܝܢ ܘܡܬܪܡܪܡܝܢ. ܐܠܐ ܗܠܝܢ ܕܚܣܝܼܟܝܼܢ ܟܐܡܬ ܕܩܢܝܢ ܚܘܪܐ ܓܰܘܝܐ ܒܒܰܪ̈ܳܝܳܬܐ܆ ܡܬܥܪܙܠܝܢ ܘܡܬܒܠܗܝܢ ܥܕܡܐ ܠܗܿܝ ܕܠܐ ܢܬܡܨܘܢ ܢܛܪܘܢ ܐܝܩܪܗܘܢ ܝܳܬܢܳܝܐ.

ܘܫܪܝܪܘܬܐ ܗܕܐ ܛܒ ܐܠܨܝܬܐ ܗ̱ܝ ܡܛܠ ܫܘܬܐܣ̈ܐ ܪ̈ܘܼܚܢܳܝܐ ܗܿܢܘܢ ܕܢܝܼܫܐ ܡܳܪܢܳܝܐ ܣܝܼܡ ܠܗܘܢ ܢܘܼܛܪܐ ܕܪ̈ܘܼܚܢܝܬܐ ܘܗܿܘ ܡܐ ܕܐܣܝܼܪ ܒܣܘܼܬܪܐ ܘܡܚܝܢܘܼܬܐ ܕܝܰܡܝܼ̈ܢܝܳܬܐ. ܚܝܠܐ ܓܝܪ ܕܒܪܢܫܐ ܬܠܐ ܗ̱ܘ ܒܫܰܪܝܼܪܘܬܐ ܘܰܬܪܝܼܨܘܼܬܐ ܕܝܠܗ ܓܰܘܳܝܬܐ ܘܒܟܠ ܡܐ ܕܝܳܗܒ ܘܡܫܟܢ ܠܚܝ̈ܐ ܡܼܢ ܚܘܒܐ ܘܚܢܢܐ ܘܛܒ̈ܬܐ ܘܫܪܟܐ ܕܡܣܝܼܡ̈ܢܝܳܬܐ. ܘܚܝܠܐ ܘܝܘܩܪܐ ܕܓܰܘܐ ܠܐ ܡܬܬܚܡ ܘܡܬܬܩܨ ܒܰܟܡܳܝܘܼܬܐ ܕܡܢܝܢܐ ܕܢܦܫ̈ܬܐ ܣܓܝ̈ܐܬܐ. ܐܠܐ ܡܬܡܫܚ ܘܡܬܬܩܠ ܒܐܝܢܳܝܘܼܬܐ ܕܐܘܝܘܬܐ ܘܡܣܬܟܠܢܘܬܐ ܘܡܣܬܡܟܢܘܼܬܐ ܪܘܼܚܳܢܳܝܬܐ ܕܛܡܝܼܪܐ ܘܫܟܝܼܚܐ ܒܝܢܬ ܗܕ̈ܡܘܗܝ ܕܓܰܘܐ. ܘܒܗܢܐ ܣܘܼܟܠܐ ܚܝܠܐ ܘܝܘܼܩܪܐ ܕܫܘܼ̈ܬܐܣܐ ܬܘܒ ܬܰܠܝܐ ܗ̱ܘ ܒܐܘܝܘܬܐ ܘܡܣܬܡܟܢܘܼܬܐ ܘܩܘܒܠܛܝܒܘܬܐ ܕܡܫܬܟܚܐ ܠܗܘܢ ܒܝܢܬ ܓܰܘܐ ܘܥܡܐ܆ ܘܒܡܬܚܰܦܛܢܘܼܬܐ ܘܡܼܬܥܰܙܝܢܘܼܬܐ ܕܡܚܘܝܢ ܒܬܫܡ̈ܫܬܐ ܡܣܝܼܡ̈ܢܝܳܬܐ ܘܡܗܒ̈ܒܢܝܬܐ ܕܡܨܝ̈ܒܢ ܘܡܩܪ̈ܒܢ ܠܘܬ ܨܰܘܒܐ ܘܰܚܢܳܝܐ ܕܢܝܫܐ. ܘܐܝܟ ܟܠܗܘܢ ܫܘ̈ܬܐܣܐ܆ ܐܦ ܗܠܝܢ ܪ̈ܘܼܚܢܝܐ܆ ܠܐ ܙܕܩ ܕܢܬܠܘܢ ܐܬܪܐ ܕܰܬܒܘܪ ܚܩܠܐ ܕܡܕܒܪܢܘܬܐ ܩܨܬ ܣܦܝܼܩܘܬܐ ܘܪܚܝܼܩܘܬܐ. ܕܙܩܝܼܦܐ ܕܡܫܐܠܘܼܬܐ ܘܢܝܼܪܐ ܕܐܠܨܝܘܬܐ ܣܝܡ ܥܠ ܟܬܦ̈ܬܗܘܢ ܠܡܫܡܠܝܘ ܣܘܼܥܪܢܐܝܬ ܘܚܠܝܼܨܐܝܬ ܟܠ ܡܐ ܕܐܣܝܼܪ ܗ̱ܘ ܒܡܬܥܠ̈ܠܢܘܳܬܐ ܕܐܝܬܘܼܬܗܘܢ ܘܐܘܣܝܐ ܕܫܟܝܼܚܘܬܗܘܢ ܒܪܗܛܐ ܕܚܝ̈ܐ.
قراءة المزيد