7 تشرين الأول هو تذكار الشهيدين مار سركيس ومار باكوس
7 تشرين الأول هو تذكار الشهيدين مار سركيس ومار باكوس
القديسان سركيس وباخوس ويعرفان أيضًا عند العرب باسم سرجيس وباكوس هما قديسان وشهيدان بحسب معتقدات الكنائس الجامعة الأرثوذكســــية والكاثوليكية ، كانا جنديين رومانيين في القرن الثالث، ضمن جيش الإمبراطور غاليريوس مكسيميانوس برتبة ضابط ، وقد اعتنقا المسيحية سرًا في فترة الاضطهادات الرومانية للديانة المسيحية ، والتي كانت تصل عقوبتها للإعدام بعد افتضاح أمر عقيدتهما تعرض سركيس وباخوس للتعذيب بهدف دفعهما للجحود بالإيمان المسيحي ، غير أنهما رفضا رغم التعذيب العودة عن إيمانهما وتقديم الذبائح للآلهة الرومانية فماتا تحت التعذيب ولقبّا بـ “الشهيدين العظيمين” و”أعظم شهداء الشرق” تم بناء العديد من الكنائس والأديرة على اسم سركيس وباخوس، سيّما في العراق وسوريا ولبنان وتركيا وشبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، وكذلك الحال في روما والقسطنطينية أما مزارهما الرئيسي فوقع في مدينة الرصافة على نهر الفرات ضمن حدود سوريا حاليًا، ويقع عيد تذكارهما في 7 أكتوبر، الكتابات التاريخية تظهر علاقة قويّة بين الرجلين، ويعتبران من القديسين الذين يذكران الواحد مع الآخر،
السيرة الذاتية للشهيدين :
أقدم الروايات وأقدم المراجع التي تتكلم عن القديسين سركيس وباخوس هي نص يوناني معروف باسم “آلام سركيس وباخوس”، ووفقًا للنص فقد كانا مواطنين رومانيين وضابطين رفيعي المستوى في الجيش الروماني، وتم اكتشاف مسيحيتهما عندما رفضا مصاحبة مسؤول روماني إلى معبد وثني مع سائر حرسه الشخصي، والاستمرار في رفض تقديم الأضاحي لكوكب المشتري الذي يعتبر الإله الشخصي للإمبراطور غاليروس، وردًا على ذلك تم تعريضهما لإذلال علني، منها تقيدهما بالسلال وإجبارهم على ارتداء ملابس النساء والطواف بهما في جميع أرجاء المدينة. عندما سمع الإمبراطور بقصتهما، طلب أن يحاكما أمام أنطيخوس القائد العسكري في بلاد الشام ، وكان أنطيوخس صديقًا قديماً لسركيس، غير أنه فشل في جعلهما يرتدان عن دينهما، وتعرض باخوس للضرب والتعذيب حتى الموت في مدينة صور، وفي اليوم التالي لوفاة باخوس ظهرت “روحه” لسركيس وشجعته على البقاء قويًا في احتمال الآلام حتى يكونا معًا إلى الأبد كما يذكر النص، وخلال الأيام القليلة التالية، نقل سركيس من صور إلى الجزيرة الفراتية حيث تعرض “لتعذيب وحشي” انتهى بإعدامه بقطع الرأس في *الرصافة .
التكريم :
مع بداية القرن الخامس تحديدًا عام 425 بنيت كاتدرائية الرصافة على اسم القديس سركيس، ولكن لا توجد أدلة ثابتة على انتشار تكريمه كقديس قبل هذا التاريخ، وقد بنيت الكاتدرائية بطلب من الأسقف ألكسندر أسقف منبج مطران المنطقة. في عام 518 تم تجديد البناء والمواد المستخدمة في التشييد، وقد زار الكاتدرائية عدد من الشخصيات الهامة أمثال الإمبراطور جستنيان والملك كسرى الثاني من بلاد فارس وعدد من حكام المناذرة وكذلك عدد من حكام وأمراء الغساسنة , وقد كان للغساسنة والمناذرة دور هام في نشر إكرام القديس سرجيس ودفع القبائل العربية في أنحاء المنطقة إلى الحج إلى قبره وتعظيم ذكره كما ذكر لويس شيخو، فضلاً عن بني تغلب . انتشر تكريم القديسين سركيس وباخوس بسرعة كبيرة في وقت مبكر من القرن الخامس، وذكرا دوماً على أنهما من “شهداء الإيمان” في الجيش، وأمر الإمبراطور جستنيان الأول ربما في عام 527 بتشييد كنيسة دير كبيرة على اسمهما في القسطنطينية، وكان الغساسنة في الفترة نفسها إذا خرجوا إلى القتال وضعوا راية أيقونة للقديس سركيس على أعلامهم.
وبنتيجة هذه الأهمية أصبحت الرصافة أسقفية خاصة، وتحولت إلى مركز من مراكز الحج المسيحي في الشرق . ومنها انتشرت كنائس أخرى في سوريا والعراق على اسم سركيس أو سركيس وباخوس، وبنيت كنيسة في روما على اسمه بطلب من البابا سرجيوس الأول في القرن التاسع، ويبدو أن القبائل العربية المسيحية في بادية الشام وصحراء العراق وشبه الجزيرة العربية اعتبروهما شفعيهما الخاصين.
وفي عام 434 حولت الرصافة إلى مركز أسقفية ودعيت “سرجيوبوليس” أي “مدينة سرجيس” تخليدًا له، وقد ظلّ الدير قائمًا حتى القرن العاشر حين نهبه البدو، وبعد الغزو الإسلامي زار الدير عدد من الخلفاء ودعيت الرصافة باسم “رصافة سرجيس” تكريمًا له. من الأديرة القديمة المشيدة على اسمهما دير قرب دمشق في سوريا لا يزال قائمًا إلى الآن ويرجع عهد بناءه إلى القرن الرابع ودير آخر في عكار وعدد من الرعايا والكنائس الأخرى. في العراق ولبنان ومصر علمًا أن ذكرهما وصل لأرمينيا وينصّ السنكسار الأرمني أن سركيس وباخوس هما جنرالين مسيحيين في الجيش الروماني، نتيجة عقيدتهما المسيحية، ويسبق العيد في الطقس الأرمني ثلاث أيام من الصيام.
لتكن صلاتهما معنا وسوراً حصيناً لجمعنا.
وكل عام وكل من تسمى على اسم هذين القديسين بالف خير.

Samir Zako

———————–
*الرصافة وتسمى باليونانية سرجيوبوليس لؤلؤة بادية الشام في سوريا، وتقع الرصافة على بعد ثلاثين كيلومترًا من مدينة الرقة في شمال سورية على نهر الفرات، وقد كان لها تاريخ وحضارة عريقة عبر العصور.
المصدر : من عدة مصادر على النت.
كتاب بيعً وديراً في نصوص سريانية وكرشونية وعربية وأجنبية