الآثارات الآرامية في الأردن!

الآثارات الآرامية في الأردن!
هنري بدروس كيفا
١ – هنالك كتابة آرامية قديمة و مهمة جدا في موجود في الأردن و معروفة في دير علا .
٢ – إن أشهر أثارات الأردن هي آرامية و هي جميع المعابد و المباني
و الكتابات التي تركها الأنباط : مشكلتنا هي أن الأنباط كانوا آراميين
هوية و لغة و قد ورد ذكرهم في عدة كتابات أكادية تؤكد إنتمائهم الآرامي. و لكن الأنباط سوف يختلطون مع العرب في القرون الأخيرة
قبل مجيئ الإسلام ثم يختفي ذكرهم من التاريخ .
المشكلة هي كبيرة جدا لأن أغلب العلماء اليوم المتخصصين في تاريخ
الأنباط يرددون أنهم من العرب القدامى مع أن المصادر العربية القديمة
هي نفسها قد أطلقت التسمية النبطية على السريان الآراميين و على اللغة
السريانية الآرامية .

قراءة المزيد

نشاطات المركز الثقافي بالقامشلي في الستينات !

نشاطات المركز الثقافي بالقامشلي في الستينات !

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٥‏ أشخاص‏، ‏‏‏‏أشخاص يعزفون على آلات موسيقية‏، ‏أشخاص على المسرح‏‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏

مرحبا بكم أعزائي ألاصدقاء الكرام .

قال الشاعر :

ومن لم يمت بالسيف مات بغيره —- تعددت الأسباب والموت واحد !

اليوم الأربعاء في 2020-02-26 تناقلت الأخبار في الفيس بوك للتواصل الإجتماعي في عدة مواقع للاصدقاء حول وفاة الفنان الكردي الشهير وعازف البزق القدير المرحوم سعيد يوسف بعد ان تجاوز من العمر ما فوق السبعين عاماً ، وانا شخصياً لم اره منذ اكثر من اربعون عاماً من ايام القامشلي العزيزة .

واحب أن أبدأ عن الخلفية والجو العام الذي نشأ به الفنان المرحوم سعيد ، لأنني كنتُ اعرفه منذ أن كنتُ طفلاً صغيراً في فترة الستينات من القرن الماضي هو ومجموعة من الشباب الهواة للموسيقا والمسرح والفن بشكل عام ، وكلهم كانوا يعشقون الفن والتمثيل ويشحنون مشاعرهم بالتداريب الموسيقية وبقيادة الموسيقار المرحوم كبرئيل أسعد الذي كان يشغل وظيفة مدير لقسم الفنون ( موسيقا ومسرح ) في المركز الثقافي القديم وتحت سينما شهرزاد الصيفية بالقامشلي في الفترة ما بين 1959 ولغاية بداية 1968.

اخبرني صديقنا القديم العزيز الموسيقي الدكتور محمد عزيز زازا عندما قدّم وشجّع المرحوم سعيد يوسف في الإنضمام الى فرقة اصدقاء المركز الثقافي حوالي سنة 1964 والمواظبة في التداريب الموسيقية مع مجموعة كبيرة من الشباب الهواة للموسيقا ورفاق الصِبا .

قراءة المزيد

تاريخ طور عابدين البطريرك مار أغناطيوس أفرام الأول برصوم

تاريخ طور عابدين البطريرك مار أغناطيوس أفرام الأول برصوم

تاريخ طور عابدين البطريرك مار أغناطيوس أفرام الأول برصوم

البار والشاعر الألمعي المعروف : توما كورية نهرويو !الحلقة الثانية عشرة ( 12 )

– ( سلسلة الأصدقاء ) .

الحلقة الثانية عشرة ( 12 ) . تطوّر فكرة تلحين ملاحم السيفو ܣܝܦܐ !

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏‏نظارة‏ و‏بدلة‏‏‏‏

اهلاً وسهلاً بكم أحبائي ألاصدقاء الكرام .

هناك من الشعوب والامم في التاريخ العريق في القِدم من حيث التراث الشعبي والأدبي الذي بقي محفوراً ومحفوظاً على الحجر في النقوش المسمارية ، وناطقاً بفكر الإنسان القديم وفلسفته في الحياة وتعبّده للآلهة القديمة وفكرة خلود النفس واستمرارية الحياة واستبعاد فكرة الموت المحتوم .

نذكر هنا من اهم تلك الملاحم القديمة التي نُقشَت بالأكادية ملحمة كلكامش السومرية في اوروك Uruk ( الوركاء – العراق ) ونصوص الإهرام في مصر القديمة وكذلك ملحمتي الألياذة والأوديسّا لهوميروس الذي جمعها لتلك الأشعار وصاغها باليونانية الكلاسيكية ، واخيراً في القرن العاشر الميلادي ملحمة الشاهنامة الفارسية التي بلغت ابياتها الشعرية الى 60,000 بيت شعري .

لذلك تطوّر معنى الملاحم الشعرية على مدى المئات من السنين وخاصة ما بعد القرن الخامس عشر الميلادي عصر النهضة الأوربية الرينيسانس Renaissance والتطور في كافة العلوم ومنها الفن والموسيقا وصولاً الى القرن السادس عشر وتحديداً ما بين الشعوب الناطقة بالألمانية ، وتلحين السيمفونيات الكلاسيكية والاوبيريتات وهكذا تطوّرت الافكار الشعرية الى افكار Theme موسيقية وبناء درامي Structure يعالج المشاعر والعواطف الإنسانية من خلال الموسيقا والشعر الملحن في اعمال الاوبيرا التي تطوّرت في المانيا وخصوصاً في إيطاليا.

قراءة المزيد

ما هي ألعلاقة بين ألتسمية ألسريانية و ألتسمية ألأرامية ؟

ما هي ألعلاقة بين ألتسمية ألسريانية و ألتسمية ألأرامية ؟
هنري بدروس كيفا

لا يتوفر وصف للصورة.
لقد ورد ذكر برديصان في تاريخ (Eusebius (22 ، كتب هذا ألمؤرخ أن ” برديصان ألسرياني ” له كتابات عديدة بلغته ألوطنية ألتي يسميها ” لغة ألسريان “.
لقد رأينا أن مار أفرام قد يكون أول من سمى برديصان بألأرامي كما أنه يسمي لغتنا بألأرامية .
هل لغة أفرام ألأرامية مختلفة عن لغة برديصان ألسريانية ؟
أليست ألتسمية ألأرامية مرادفة للتسمية ألسريانية ؟
سوف أذكر بعض ألنصوص ألسريانية ألتي تثبت أن ألعلماء ألسريان إستخدموا ألتسميتين ألسريانية و ألأرامية كتسميتين قوميتين مترادفتين
. a – نشر ألعالم NAU F نصا لساورا سابوخت من ألقرن ألسابع ألميلادي جاء فيه ” و لكن ايضا من بعض السريان المتعمقين في الديانة المسيحية نقصد برديصان الذي عرف بالفيلسوف الارامي ” ألتسمية ألسريانية مرادفة للأرامية و ليس للمسيحية !
(23) b – لقد ذكر يعقوب ألرهاوي ( 633- 708 م)
” ܘ ܐܦ ܠܘܬܢ ܐܪ̈ܳܡܳܝܶܐ … ܗܳܟܰܢܳܐ ܐܶܬܩܪܝܺܬ ܡܶܢ ܥܰܬܝܩܳܐ ܒܢܰܝ ܐܪܡ ” ألترجمة:̣ وأيضا عندنا ( نحن ) الأراميون… وهكذا سميت من قبل ألقدامى من أبناء أرام . ( 24 ) كما ورد في أحد ميامره ( 25 )
” ܗܘ ܗܟܘܬ ܐܳܦ ܚܢܰܢ ܐܪܡܝܐ ܐܘ ܟܺܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ ”
و هكذا عندنا نحن ألأراميين أو ألسريان .
c – نشر و ترجم ألعالم AMAR ,J.P قصيدة مار يعقوب ألسروجي عن مار أفرام حيت وردت ألتسميتان مترادفتين .
” ܗܢܐ ܕ ܗܘܐ ܟـܠܺܝܠܳܐ ܠܟܠܗ ܐًܪܡًܝܘܬܐ ܗܳܢܳܐ ܕ ܗܘܳܐ ܪܗܝܛܪܐ ܪܰܒܳܐ ܒܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ ”
هذا ألذي صار إكليلا للأمة ألأرامية جمعاء هذا ألذي صار خطيبا كبيرا بين ألسريان .
أخيرا أن العلماء الأجانب في القرن التاسع عشر قد فضلوا إستخدام
تعبير ” اللغة الآرامية ” للغة القديمة و تعبير ” اللغة السريانية ” للهجة
إديسا التي ستنتشر أكثر مع إنتشار الديانة المسيحية بين الآراميين.
فالآرامية و السريانية هما وجهان لعملة واحدة و إسمان مترادفان للغة
و هوية و ليتورجية واحدة !

لا يتوفر وصف للصورة.
معلولا فلذة القلب ومفرق الطريق/مقدمة من رفيق شامي

معلولا فلذة القلب ومفرق الطريق/مقدمة من رفيق شامي

ومساهمة هامة جدا من د. اليان مسعد إبن معلولا الشجاع.

مرة ثانية بعد الألف معلولا، ويعود غربان جبهة النصرة لتهديم ما بقي من هذه البلدة الجميلة. بين كر وفر مع قوات النظام لن يترك حجراً على حجر. معلولا هنا رمز كما كانت البلدة الحصينة عليه لآلاف السنين. رمز ليس فقط للشجاعة والكرم، ليس فقط للتعايش مع الآخر لقرون بل هي بنفس الوقت رمز لما هو آت. ما يحدث الآن في معلولا برهان على ما شرحته نظريا قبل أشهر في أكثر من مقابلة صحفية ومقال باللغة الألمانية ونشرته بعد دراسة متأنية في صفحات سورية تحت عنوان لاعب الدمى والفهلوي… وهناك في حواري مع القارئ الذكي “نورس” كتبت في 6.11.2013 ما يلي: وأنا لا أتنبأ إنما أقول ملخص ما خبرته في تجارب شعوب ثانية، أن خطة لاعب الدمى هي تقوية فريق عسكريا ومعلوماتيا وإقتصاديا سرا او علنا حتى يكاد يقضي على الفريق الآخر، وفجأة يتكرم لاعب الدمى بتقديم اسلحة نوعية ( طلعت روحنا ونحن عم ننتظرها) يدحر بها الفريق الأول ويتقدم عليه ويحرر ما إستولى عليه الأول حتى يكاد يهزمه وفجأة تنقطع المساعدات عن الفريق الثاني…وهكذا دواليك إلا أن لا يبقى حجر على حجر في البلد ولا تبقى عائلة واحدة بدون جراح.هذه هي مأساة معلولا وهي كرمز لما سيحصل على طول وعرض الوطن.لكن لمعلولا رمز آخر خطير جداً وهو أن هذه القرية كانت مربيتي الأولى ليس فقط جسديا وإنتماء للأقلية الآرامية المسيحية، بل أيضا ربتني على كشف الخداع فيما يسمى كتاب التاريخ. وهذا بدوره منحني مناعة قوية ضد أبواق الدعاية مهما علا صوتها…معلولا واهلها أصدق من كل كتب التاريخ. وارجو الا يُقرأ هذا على أنه مديح لمدينة جريحة. إنه الواقع.

قراءة المزيد

تعليقات تاريخية على مقال ” سوريا ليست عربية “

تعليقات تاريخية على مقال ” سوريا ليست عربية ”
هنري بدروس كيفا
لقد نشر أحد الإخوة الغيورين على صفحتي هذا البحث للكاتب الأب حبيب دانيال و قد طالعت هذا المقال و أحببت أن أوضح بعض النقاط المهمة في تاريخ سوريا القديم .
لقد نشر الدكتور روجيه شكيب الخوري تعليقا قيما أشار فيه الى
أن العرب المسلمون لا يشكلون ٨٠ بالمئة من المسلمين في العالم
كما ذكر الأب حبيب دانيال . و قد شرح الدكتور روجيه إختلاف
العلماء العرب أنفسهم في التعريف بالعرب و الهوية العربية !
كتب الدكتور روجيه ” تحديد العروبة او العرب كانت غامضة وما زالت ولا أحد يقنع الآخر بما تعنيه كلمة عربي…وكلّ يغنّي على ليلاه وحتّ العرب مختلفون على أي معنى لها !! ؟؟!”
إنني أفضل التمييز بين ” عربي ” و ” عروبي ” و ” مستعرب بمعنى
يتكلم اللغة العربية “! فالعربي هو كل إنسان ينتمي تاريخيا الى الشعب
العربي الأصيل و نحن نرى أنه لمن الطبيعي أن يفتخر العربي بمنجزات
أجداده ! أما ” العروبي ” فهو كل إنسان يدعي بإنتمائه الى العرب !
و ما أكثرهم خاصة بين المسيحيين المشارقة !
أخيرا شكرا للدكتور روجيه شكيب الخوري على ملاحظته بأن الأب
حبيب دانيال لم يذكر الآراميين في سوريا مع أنهم سكان سوريا الأصيلين
الذين شكلوا فيها أكثرية ساحقة منذ حوالي ١٢٠٠ سنة قبل الميلاد
إلى مجيئ الفرنج أي لفترة طويلة جدا حوالي ٢٥٠٠ سنة !
أولا – غموض غير مقصود في العنوان !
أ- عندما يطلع القارئ على العنوان ” سوريا ليست عربية ” سيظن
أن الأب دانيال يتكلم عن سوريا التاريخية و لكنه في الواقع يقصد
سوريا المعاصرة .
ب – يقوم بعض العروبيين في ترويج نظريات خاطئة ( غير علمية )
حول الشعوب الشرقية القديمة مثل الأكاديين و العموريين و الكنعانيين
و الآراميين مدعين بأنهم من العرب القدامى .بالنسبة لهم سوريا هي
عربية قبل الإسلام بألوف السنين !

قراءة المزيد

New Concepts المفاهيم الجديدة د. يوسف بكتاش Yusuf Beğtaş
New Concepts المفاهيم الجديدة
د. يوسف بكتاش Yusuf Beğtaş
كلّ مفهوم جديد نتعلّمه، أي لا وجود له في اللغات التي نعرفها، يتبوّأ منزلة جديدة،
وكلّ معنى جديد بمثابة أُفْق جديد. يزداد فهمُنا لكلّ مفهوم جديد، ولكلّ معنىً جديد
يلجان عالَم تفكيرنا واهتمامنا، نحصل عليه، نتبنّاه في عالمنا الفكري، نمنحه
الاستمرارية؛ وبمرور الوقت سيُثري طريقةَ تفكيرنا المتميّزة، وسيُضيف وعيًا جديدا.
تلك الإضاءة للإثراء والوعي الفكريين، هي دفاع ضد الاضمحلال والضياع؛ إنّها تعمل
كجهاز المناعة ضدّ الڤيروسات، الجراثيم الطفيليات، التي تدخل بُنية تفكيرنا لتسمّمَ
الحياة ولتبطل النموّ الجديد. لأنّ الهدف الفريدَ من نوعه في الحياة، معناه تقريب أغلى
ما نملِك، أي أفكارنا، إلى الحقيقة المطلقة. إنّ الفكرَ القريب من الحقيقة المطلقة، هو
الفكر الأخلاقي. ولكي يكون الشخص ذا أخلاق، عليه زلّا يؤذي أحدًا لا بالقول ولا
بالفعل.
الأخلاق هي عكس ما يُفترض أن تكون أحيانًا، إنّها لا تعتمد على عَلاقة الإنسان
بالآخرين، بل بالأحرى على علاقة الشخص مع ذاته هو. وعليه يُقال في الثقافة
السريانية : مَن يخدُِم الإنسانَ أوِ الإنسانية يكون الأقربَ إلى الله، وتلك هي القوّة
الربّانية. الترجمة من الإنچليزية: د. إشراق نبعة و السيّد أسد خليل
تدقيق لغوي: أ. د. حسيب شحادة شباط ٢٠٢٠
———————-

قراءة المزيد

التواضع والاستغلال Humility and Exploitation    Yusuf Beğtaş
التواضع والاستغلال Humility and Exploitation    Yusuf Beğtaş
التواضع والاستغلال
د. يوسف بكتاش
إنّ التواضعَ فضيلةٌ إنسانية عظيمة؛ وفي الثقافة السريانية منطق بصدده: الشخص الذي يخدُم بني البشر بتواضع يكون الأقربَ من الله. هذه الفكرة، لم تحظَ بمكانة في أوساط شتّى شرائح مجتمعنا، وجغرافية هذا المجتمع بمثابة مصدر خصب ودائم للحضارة، وتلك الفكرة، تحتقر التواضع وتستخدمه أحيانًا وسيلةً للاستغلال.
يُعتبر القِدّيس مار أفرام النصّيبيني/السرياني (٣٠٣-٣٧٣م.) نموذجًا يُحتذى به للتواضع، وفي الوقت ذاته، مرجعية عالمية في كلّ من الثقافة والأدب السريانيين. وقد توصّل من خلال تجربته الحياتية، إلي حقيقة مفادها أنّه في الأماكن والمجتمعات، التي يتبنّى الناس فيها عقليّةَ البقرة الح ( ܐܢܗܘ ܕܐܬܡܟܟܬ ܚܫܒܘܟ ܕܠܐ ܫܘܪܐ )أي: إنْ تواضعت اعتقدوا أنّك بلا عقل.
كما حذّر مفكّر القرن الرابع عشر، ابن خلدون (١٣٣٢-١٤٠٦ م.) من استغلال التواضع قائلًا: نتيجة التواضع المُفْرط تجعلك في آخر المطاف تُصغي لمشورة بعض الأشخاص العاديين. إلّا أنّ التواضع، في الواقع، أساسُ الحياة الحقيقية فهو يكشف لنا العالَم. القول الأكثر ملائمة عن مفهوم التواضع الذي نحتاج لتذكّره هو: إنّ الإنسان المخلوق من التراب وغير المتواضع كالتراب، يكون في الواقع قدِ ٱنفصل عن أصله وعن إنسانيته.
إنّ التصرّف وَفق منطق التواضع، بدون الإساءة والاستغلال، تجنُّب الضرر وتجنّب الأمور التي تؤدّي إليه، هو في الواقع عمل محبّة؛ إنّها المحبّة التي نشعر بها تجاهَ أنفسنا.
التواضع هو القوّة التي بها تنتظم شخصيّتنا مع روحنا؛ ومن الممكن تسمية هذه القوّة بالحقيقية، الأصيلة. التواضع هو تصوّر ذهني ”لكي أُصْغي إليك عليَّ أنْ أُسكتَ الأنا في داخلي، أي تحجيم الأنا ووضعها في نطاق حدودها“.
التواضع لا يعني تقليصَ أو انتقاص قيمتنا، بل إنّه إعطاءُ قيمة للآخرين. والتواضع يعني أيضًا أن نفتح قلوبَنا للخليقة جمعاء بإزالة الغرور من الطريق. التواضع لا يعني التظاهر بالفوقية، لكنّه بالأحرى معرفة نقيض التوازن بين الذات والآخرين، حتّى بين الذات والمخلوقات الأُخرى. إنّ التواضع سمةُ الشخص الذي يضع الذات في المكان الصحيح. وهذه الخاصية ليست مسألة تتبع الذات بل الإصغاء إلى الهمس الإلهي الذي لا يُضاهى والمحتضن للكوْن، وأن تراجع ذاتَك.
كما قال أحد الحكماء ”كما يُظهر الظلامُ النورَ، كذلك يكشف التواضع أنوارَ الفردوس الكامنة في الإنسان“. يحظى الإنسان المتواضع بالإلهام من الحياة، من الآخرين ومن العالَم برمّته؛ وحينما يُصبح متمكّنًا يكون ملهمًا للآخرين. إنّ الروحَ المتواضعة، تنقل ذاتَها إلى مقاليد حُسن التصرّف والرحمة. وعليه فإنّ خدمةَ البشرية تُعدّ قضية شرف بالنسبة لذلك الشخص.
ترجمة من الإنچليزية إلى العربية:
د. إشراق نبعة والسيّد أسد خليل
تدقيق لغوي: أ. د. حسيب شحادة
شباط ٢٠٢٠
———————————–
Humility and Exploitation   
Humility is a great human virtue.
Syriac culture has a logic to it: the one who serves human beings/humanity, with humility, is the one who is most near to God.
A thought which has not found its essence, among various social sectors in our geography -ever always a fertile source of civilization- which despizes humility, negatively evaluates it, and uses it as a tool for exploitation, from time to time, appears
Saint Afrem of Nisibis (303-373), both an exemplar of humility and at the same time a universal authority in Syriac culture and literature, tested by his life-experience the fact that in places and communities where people take on the mentality of the milk cow, they have wrong ideas about humility.
And so he warns us: ‘‘ܐܢܗܘ ܕܐܬܡܰܟܟܬ ܚܰܫܒܘܼܟ ܕܠܐ ܚܰܘܪܐ enhu dethmakkakht, haşbukh dlo havro / when you behave humbly, they think you are imprudent.”
The fourteenth century thinker Ibn Khaldun (1332-1406) also warns against the exploitation of humility in this manner: “The outcome of too much humility is that you end up listening to the counsel of some mediocre individual.”
But actually humility is fundamental to a true life. Humility opens up the world to us.
The most appropriate saying we need to remember about humility, is: “If man, who was made from the dust of the ground, is not humble like the dust, he has actually departed from his origin/from his humanity.”
To behave with the logic of humility, excluding abuse and exploitation, fleeing from damage and things that do damage, is truly an act of love. It is the love we feel toward ourselves.
Humility is the power that lines up our personality with our spirit. We can call this genuine power. Humility is a form of perception. “To hear you, is to silence the ‘I’ in me. It is to keep the ‘I’ within limits.”
Humility is not to reduce our own value, it is to give value to others. Humility is to open the doors of our heart to all existence, by taking our ego out of the way. It is not to pretend to be superior, but rather to know the counter-poise between self and other people, and even between self and other creatures. It is the quality of a person who puts the self in just the right place. It is to not pursue the case for the self. It is to listen to the incomparable divine whisper that embraces the universe and to pull the self back.
As a wise man said: ‘just as the darkness makes the light to stand out, so also humility makes the lights of paradise within the person, clear.’
The humble person recieves inspiration from life, from other people, from all the universe, and when he/she is able, inspires others. The humble spirit transposes itself into the keyes of good manners and mercy. For this reason to serve human beings is a matter of honor (for him).
Yusuf Beğtaş