قصة قصيرة : حب الدنيا

قصة حب الدنيا
عاش رجل مؤمن يخاف الله في بلدة لا تخاف الله الكل غارق في ملذات الحياة وهجر الصوم والصلاة ولا يهاب عقاب المحرمات فكان هذا الرجل يخدم الجميع وكان ذا سيط ونفوذ, فالرب وهبه نعمة الحكمة, وأغناه في الدنيا ولكن كلما زادت النعم عليه فكان يشكر الرب ويتقرب منه أكثر, حتى أصبح كأنه خليل الله لا يفارقه أبداً يذكره ليل نهار ويشكره على نعمه وهو بدوره كان ينعم على الآخرين بما أكرمه الله به ولحب الرب له وهبه حرية تحديد ساعة الموت فأرسل له ملاكاً بينما كان يصلي في منتصف الليل ظهر له الملاك بنور شع في كل أرجاء الغرفة فخاف الرجل منه لكن الملاك قال له: لا تخف أيها الأمين لقد وجدت نعمة في عين الرب .
فقال الرجل : ألايكفيني ما وهبني أياه الرب ويمن عليَّ بالمزيد فأنا لا أستحق كل هذا
فأجابه الملاك : بلا لأنك تحب الرب وتخافه وتطيعه في بلد كله فساد وخطايا وبقيت محافظاً على تعاليم الرب لذا سمح لك بأن تحدد أنت موعد أنتقالك من هذا العالم الفاني إلى الحياة الثانية
فسر الرجل بهذا القول وقال : هذا يعني أنا من يحددها ومتى أريد ؟
أجابه الملاك : أجل وكان موعد رحيلك غداً إن أحببت ؟
أجابه الرجل : أرجو أن يسمح الله لي بالعيش أكثر لأنني لم أشبع من جمال الدنيا بعد .
فقال الملاك: ليكن لك كما أذن الرب وسأعود بعد سنة في مثل هذا اليوم لأسمع قرارك ثانية
فأختفى الملاك وكأن ما حدث حلم تابع الرجل صلاته كالعادة ثم خلد للنوم وفي صباح اليوم التالي باشر بعمله اليومي في العمل وتوزيع الخيرات على المحتاجين ويطلب من كل من
يساعده أن يشكر الرب على نعمه فكانت ترفع صلوات شكر من أفواه المحتاجين كما كانت تخرج السيئات من أفواه الآخرين وهكذا مرت سنة بسرعة ولم يشعر بها لأنشغاله بالعمل
فحضر الملاك كما في السابق وسأله هل تريد الرحيل غداً لنرسل من يأخذك من هذه الفانية
فترجاه الرجل أن يمهله الرب سنة أخرى فقال له الملاك ليكن لك هذا بقول الرب لكن سوف تمرض وحالك سوف تسوء كثيراً ربما لن تتحمل عذابات الدنيا فقال له الرجل سوف أتحمل
لأشبع عيني من الدنيا وجمالها .فقال له الملاك لقد أخبرتك وسوف أعود بعد سنة في مثل اليوم
وكالعادة في صباح اليوم التالي أردا النهوض من الفراش لكن لم يستطع فقد شلت أقدامه فقال
الحمد لله.. فالمصاب في قدميَّ وليس في عيوني ولساني …
عيوني لأرى مجد الرب فيما خلق من أبداع في الكون
ولساني لأمجده وأشكره وأسبحه على هذا العطاء والأبداع
فكان يعاني من عدم الحركة لكن البسمة لم تفارق وجنتيه وتابع صلاته وكان يحاول القيام بعمله كالسابق ليتمجد أسم الرب وهكذا مرت السنة في عذاب مرير لكن حبه للخالق فاق ألمه
وحان موعد الملاك في ليلة قمراء أضاء نور الملاك في عليته فرحب به الرجل أهلا برسول الرب فقال له الملاك يقول لك الرب أنه يعرف مدى حبك له لكن يقول ألم يحن موعدك .؟.
فقال الرجل لا.. بل أريد سنة أخرى إن سمح الرب فقال له الملاك هناك الكثير من المتاعب تنتظرك فيما بعد وربما لن تقوى على تحملها فقال الرجل الحياة حلوة وجميلة برغم مرارة العذاب فقال له الملاك: ليكن لك ما تريد سأعود بعد سنة . ورحل الملاك وما هي لحظات حتى أصيب الرجل بالعمى فقال الحمد لله لأن لساني مازال سليم لأشكر الرب وأدعو الناس لشكره وكانت تمر الأيام بعذاب كبير لكن البسمة لم تفارقه وكلمات الشكر تصعد للرب بكل لحظة..
فأستغرب الكثير من أهل بلدته بما أصابه وما زال يشكر الرب ويحاول بكل الطرق فعل الخير
ليتمجد أسم الرب ومرت سنة أخرى وجاء الملاك قائلاً ألا يكفيك من الدنيا فلم يبق لك فيها غير العذاب فقال الرجل برغم العذاب فهي حلوة وأرجو أن يسمح الرب لي بسنة أخرى
فقال الملاك لم يبق لديك المال لتوزعه على الناس وليخدمك الآخرون سوف يتخلى عنك الجميع فقال الرب معي وهذا يكفيني فعاد الملاك ومرت الأيام على الرجل المسكين كان يستجدي الخبزمن الآخرين وكان يشكر الله على كل شيئ وبعد أيام قليلة أرسل الرب جوقة من الملائكة إلى الأرض وهي تنشد التسابيح وتهبط رويداً رويداً فسمع الرجل صوتها فحاول بكل ما لديه من قوة ليخرج ويسمعها فزحف للخارج والدماء تنزف منه وأخيراً وصل للهدفه وليسمع الملائكة تنشد أعذب الألحان وتعزف على القيثارات فقال آه ما أعذب هذه الألحان ليتها تقترب مني أكثر فجاءه ملاك فقال هي لا تستطيع النزول أكثر لما لاتصعد أنت لها وهنا وافق الرجل على الصعود ليستمتع بهذه الألحان العذبة فأخذ الملاك روحه وأصعدها مع ترانيم الملائكة إلى السماء …..

أبن السريان 23.05.2010

قصة الثعالب والدجاج

قصة الثعالب والدجاج
منذ الخلق وجدت العداوة بينهما مثل بقية الحيوانات فيما بينها
لكن هذه العدواة متأصلة لن تتغير أو تتبدل عبر الزمن .
لكم قصة الحيوانات في أحدى الغابات
يحكى كان ملك يحكم بالعدل في أحدى الغابات ويحمي الضعيف من القوي في مملكته ويعطي كل ذي
حق حقه كان هذا الملك من عائلة الأسود التي سكنت تلك الغابة وحكمتها برغم قلتها ويعيش في تلك
الغابة عائلة الذئاب بشكل كبير تشكل 60 بالمئة من سكان الغابة وإلى جانبهم عائلة الثعالب التي
كانت تشكل 10 بالمئة ما لبثت تزداد لتصبح تشكل 20 بالمئة مقابل عائلة الدواجن التي كانت تشكل
نسبة كبيرة قبل تواجد الذئاب و الأسود فيها
وقدوم الثعالب من الجبال البعيدة التي فتك الجميع بها إلى أن أستقر الحال على حكم الأسود
وأستقرار المنطقة لكن هذا لم يمنع غدر وخيانة الثعالب وخاصة بقتل الدواجن بسبب العداء المتأصل
ومرت الأيام لحين ظهور ممالك أخرى قوية ولم يعجبها الأستقرار في تلك الغابة خوفاً على نفسها
وبسط نفوذها في تلك الغابة فنشرت فكرة الديمقراطية وبدأت تشن حروباً على الكثير من الغابات
وتحتلها وتسرق خيراتها ومن هنا بدأت قصتنا
أعتقد بعض الديوك والدجاج من عائلة الدواجن بأنهم سيأتي يوماً ويحكمون بدلاً من الأسود
ويتعايشون مع الثعالب وينتهي الصراع الدائم بينهم بممارسة الديمقراطية لكن نسيوا أن الطبع لا
يتغير والغريزة لن تموت بجرة قلم أو أتفاق على ورق .
وهنا بدأ الثعالب يتوددون للدواجن وبعض الذئاب لتغير الحكم وسلبه من الأسود بالتعاون مع تلك
القوى لتحقيق أهدافهم وبناء مملكة الثعالب والآخرون مملكة الذئاب وأعتقدت الدواجن سينوبها
البعض من ممارسة الحكم في تلك الدول ولا يعرفون بأنهم خلقوا ليكونوا طعاماً لهؤلاء هل يصبح
الديك نسراً أم الدجاجة لبوة والصوص ثعلباً .. ظن البعض بأنهم من حقهم حكم الغابة مثل غيرهم
ويجب أن يرفع الدجاج علم أجدادهم في الغابة معتقدين بأن الثعالب سوف تغير جلدها وتتعايش معها
بسلام لن أطيل عليكم في أحدى الغابات القريبة حدث التغير أجل حدث أصبحت الثعالب تحكم وتحولت
الغابة لساحة قتال مفتوحة وكل ينهش في الكل فنرى الذئاب تقتل في الدواجن وبعض الثعالب
والنمور والثعالب تختفي في وكورها وعلى الجبال لكن يجب قول الحق لقد آوت عندها بعض
الدواجن لتقول للعالم ها أنا أمنحها بعض الحق في حكم الغابة لتظهر حسن النية لكن ليست هذه
هي الحقيقة بل آوتها لتكون لها في المستقبل القريب وجبات غذاء فاخرة لها ولضيوفها ولغباء
الدواجن المساكين صدقوا هذا وهللوا للثعالب ويشكرونهم على حسن أستقبالهم لهم في أوكارهم
والجبال التي كانت يوماً أرضهم عبر الزمن من غرائب الزمن نرى ونسمع بأن الذئب أو الثعلب يهمه
أمر الدواجن ويخاف عليهم من غدر الزمان ولكن الحق هو الأحتفاظ بهم لمناسبات دسمة .وهكذا
راح ضحية الديمقراطية الكثير من الدواجن ومنها فر لغير غابة طلباً الأمن والأستقرار والباقي ينتظر
مصيره ولا يعرف متى يقتل ويقدم على وليمة الثعالب أو النمور أوالذئاب.هذا حال من أتكل على
الآخرين ووثق بهم ونسي الطبع والطبيعة والأصل ومن يخفي الشمس بيده .
لنعود لغابتنا التي فيها نرى الدواجن يمارسون حقوقهم الثقافية بحرية من تعليم لغة وطقس وثقافة
وكذلك الثعالب والذئاب كل له حق ويمارسه ولا يرفع غير علم الأسود بالطبع هذا لا يسر خاطر القسم
الأكبر من الذئاب والثعالب لأنهم يشكلون نسبة أكبر من الأسود ويحلمون في حكم الغابة وتشكيل
مملكة لهم وينضم لهم بعض الأغبياء من الدواجن كما قلنا أعتقاداً بأنهم سيحكمون مع الثعالب أو
الذئاب لكن الحقيقة واضحة وجلية من تجربة الآخرين ربما يعود الرشد لتلك الدواجن ولا تقع في
خطأ الآخرين لأنها ستفقد ما تملكه الآن من حقوق وحرية …أبن السريان 10.2010

الراهب والمشاكس الشرس

الراهب والمشاكس الشرس
كانت بلدة تعم بالأمن والسلام وجاءهم ضيف من الغرب وحل به الترحال في ديارهم
وتحدث عن عظمة بلاده وتطورها ويعم الخير الجميع والكثير من المزايا الحسنة
وبعد أيام عدة عاد الضيف لبلاده ودبت الفوضى بين أهل البلدة والجميع أراد الهجرة
لتلك البلاد فجمعهم الزعيم وطلب من رجل حكيم أن يشير عليهم ما العمل ؟
فقال الرجل الحكيم لنرسل راهب وآخر من أصحاب السوابق لتلك البلاد ولنعرف صدق
هذا الضيف بما قاله فسأله الزعيم لما هذان وليس غيرهم .
أجاب الحكيم لأن الراهب سيصدق بقوله وإن لم يصبه مكروه يعود باليقين أما إذا أصابه
مكروه لأنه مسالم ولا يقوى الدفاع عن نفسه فسيعود هذا الرجل لأنه يستطيع كيف يتدبر
أمره وكذلك الدفاع عن نفسه وهكذا سيعود أحدهم وإن عادا الأثنان فيكون ذلك أفضل
فسأله الملك وإن لم يعد أي منهما ؟؟
أجاب الحكيم إذاّ سيكون الجواب بأن تلك البلاد هي مكمن الشر .
قال الزعيم صدقت أيها الحكيم هيا أيهاالراهب الموقر وأنتم أختاروا أشرس رجل وأخطرهم
وفي الصباح التالي حضر الراهب وأشرس رجل في البلدة وقال لهما الحكيم يجب أن تكونا صديقان في الطريق لتصلا بأمن وسلام ولكي لا تضيعا عن بعضكما .
قال الكاهن سأكون له خير صديق وأجاب الرجل وأنا خير ذراع لتحميك.
وودعهم أهل البلدة وزعيمهم على أمل اللقاء فيما بعد .
وسافر الأثنان في رحلة طويلة حتى وصلا البلد الذي جاءهم الضيف منه فهو كما وصفه ببنائه العالي والطرق المزفتة وغيرها وهنا قررا الأثنان السير كل واحد في طريق والتلاقي بعد شهر ثم العودة للبلد وها هي الأيام تمر عليهم بسرعة أما أهل البلد فكان كل يوم بشهر
وقلوبهم تحترق شوقاً لما يحملانه من أخبار ..وجاء اليوم الذي يلتقيان ويعودان للبلد .
لقد حضرالراهب مع شروق الشمس للمكان وبدأ ينتظر صديقه ومرت ساعات ثم حضر
سأله الكاهن لما تأخرت يا بني يجب أن نعود للبلد فقال كنت غارقاً في السعادة فلم أشعر بالوقت هيا يا أبتاه لنعود ولنخبرهم بما عشناه وشفناه فقال الكاهن هيا وعادا الأثنان معاً .
ومرت الأيام حتي لمحهما أحد أبناء البلدة فركض ليخبر أهل البلدة والزعيم .وبأنتشار الخبر في البلدة تجمعوا كلهم عند الزعيم ينتظرون وصولهما فكانت تمر الثواني كأنها ساعات وأخيراً وصلا الأثنان وألقيا التحية على الزعيم والجمع . فطلب الزعيم منهما الجلوس للراحة
وكما طلب جلب ما يشربان ويأكلان قبل التحدث عن رحلتهما .بينما الجموع تتجاذب أطراف الحديث ويخمنون ما جرى معهما وبعد الاستراحة والطعام فطلب الزعيم أخبار
الجميع بما علما من تلك البلاد فتحدث أولا الراهب قال يا زعيم البلاد وأهلي الأحبة لم أجد أفضل منها أنها بلاد التعبد والصلاة ومخافة الرب والاحترام لا نظير له ..وسكت فقال له الزعيم هذا كل مارأيته هناك أيها الراهب الموقر أجاب الراهب أجل هذا كل شيئ ..فقال الزعيم دعونا نسمع ما عرفه هذا الرجل هيا أخبرنا بما تعرفه أجاب الرجل أنها بلاد المتعة واللذة فيها الحانات والمراقص وكل ما تطيب له شهوة البشر ومن يدخلها لا يحب أن يتركها
وهنا علا صوت الناس ما هذا التناقض في القولين أيهما هو الصادق لم نعد نعرف فطلب الزعيم منهم السكوت ليتقصى الحقيقة من الأثنين وهنا تدخل الحكيم وقال للزعيم
أيها الزعيم الأثنان صادقان ولم يكذب أي منهما فقال الجموع كيف هذا ؟
أجابهم: الراهب ذهب وبحث عن دور العبادة وأماكن الصلاة والتعبد وهذا ما وجده هناك
أما أخونا الثاني فذهب وبحث عما تحبه نفسه فوجده أيضاً من مراقص وغيرها .
وهنا عم الصمت على الجميع ودهشوا من حكمة الرجل و قال لهم في كل بلد يوجد اللونين من الحياة فمن يبحث عن ربه يلاقيه ومن يبحث عن ملذاته فيلاقيها ولكم الحرية في البقاء أو الهجرة ومنذ ذلك الحين هناك من يهاجر ليبحث عن أحد ألوان الحياة وهناك من يبقى
ويعيش أحد ألوان الحياة في موطنه …
أخوكم أبن السريان

غني في الآخره قصة وعبرة

غني في الآخره

أستيقظ رجل غني بعد نوم هنيئ في سرير من عاج وفراش من حرير في عالم آخر غير عالمه أنهم قوم كانو قد رحلوا من هذه الدنيا فعلم أنه في عالم السماء وأنه قد فارق الحياة فبدأ التعرف على المتواجدين هناك فمنهم من يعرفه ومنهم لا يعرفه ومرت ساعات وتعايش بسرعة مع الحياة الجديدة ومر الوقت سريعاً بعد التعارف حان موعد الطعام فجلس كل منهم على كرسيه المخصص له والمعد مسبقاً ينتظر طعامه .
فجاء الطعام ووزع على كل الحاضرين بكميات متفاوتة فمنهم أتخمت طاولته بماطاب ولذ
من أنواع الطعام ومنهم أقل وهكذا لكنه هو كان وضعه مختلفاً عنهم فقد وضع على طاولته
قطعة لحم بعجين ملوثة بطين ومحترقة وبلا ماء ليبل ريقه وعندما حضر كبير الموزعين وسمح لهم بالمباشرة في الطعام هنا وقف الغني محتجاً على حاله فليس عدل أن يقدم له هذا الطعام وهناك من طاولته متخمة..
فقال: يا سيدي لما لم أحصل على نصيبي من الطعام وغيري كما ترى عنده فائض .
فقال له الخادم الأمين : كل ينال ما خزنه وجمعه في حياته على الآرض .
فقال الغني: وأنا جمعت المال الكثيرو تركته لأسرتي وأهلي ألا يكفي هذا ؟
فقال له الخادم : أنت قلت المال ونحن هنا لا نوزع أموال بل أعمال
فقال الغني : أي أعمال تقصد ؟
أجابه الخادم: أيها السيد أنك لم تقم بفعل الخير كما قيل لك في الكتاب المقدس
فقال الغني :و أنا لم أضر أحداً بشيئ ؟
أجابه الخادم : لأجل هذا أنت هنا ولست في مكان آخر .
فقال الغني : إذاً ما هي قصة هذا الطعام المحروق والملوث بالطين ؟
فقال الخادم: ألا تذكر أنك بيوم عندما كنت تحضر الطعام من الفرن وسقطت واحدة على الأرض وتلوثت بالوحل بينما كان رجل فقير يطلب منك واحدة لأنه جائع فقدمتها له وها هي التي خزنتها بحياتك على الأرض تقدم لك .
وهنا ضرب الغني على رأسه بما جناه على حاله فقال يا سيدي هل سأكل هذا الطعام دوماً؟
أجابه الخادم : أجل هذا هو طعامك إلى الأبد وليس غيره هيا تناوله وأنتهى النقاش معك.
وهكذا سيمضي الغني بيقة الحياة مع هذا الطعام وغيره يستمتع بما لذ وطاب .
أخي القارئ .. لا تكن مثل الغني لكي لا تندم حيث لا يفيد الندم
أخوك: أبن السريان مايو 18, 2010

النحات والخياط والراهب قصة وعبرة

النحات والخياط والراهب
يحكى أنه في قديم الزمان سافر نحات ماهر وخياط ماهر وراهب في رحلة إلى بلد لطلب المزيد من العلم والمعرفة وبينما هما في الطريق أعياهم التعب فجلسوا لقضاء ليلتهم في العراء على ضفة واحة وتقاسموا
الحراسة خوفاً من وحش أو ضبع يهجم عليهم وهم في رقادهم وربما لن يشعروا به من شدة تعبهم لذا أقترعوا
على الحراسة فكان الأول النحات ثم الخياط فالراهب .
بدأت نوبة النحات بالحراسة فقال لنفسه لو بقيت هكذا ساكتاً ربما أنام لأفعل شيئاً ما فتجول في المنطقة وكانت الليلة مقمرة ويعكس القمر نوره على سطح الماء فلمح من بعيد جذع شجرة فتخيل له أمرأة فهرع نحوه وجره خلفه
إلى موضع رفاقه وأخرج عدته وجلس ينحت فيه فصنع منه أمرأة فمن خلال عمله أراد أن يظهر لرفاقه بأن ماهر بعمله وفنان وبعد أن أنتهت نوبته بالحراسة كان قد أنتهى من العمل فوضعها في مكان مقابل لموضع جلوسهم ثم جاء ليوقظ رفيقه الخياط لينوب عنه بالحراسة فقام الخياط ليحرس رفاقه ورقد النحات على أمل أن يستقظ في الصباح البكر على صوت رفاقه وهم مندهشون مما صنع .
بدأ الخياط حراسته في رسم مستقبله بعد زيادة معرفته وعلمه بعلوم الخياطة فبدأ يتجول في المنطقة فلمح أمرأة واقفة كأنها تنادي عليه فأعتقد بانها هلوسة التعب فرك عيونه لكن الصورة بقيت مكانها فتقدم نحوها وإذ بها أمرأة
متناسقة الجسد وجميلة الوجه كأنها تحفة فعلم بأن صديقه هو من قام بصنعها ليظهر لهم عبقريته وفنه بالنحت
وهنا بدأ التنافس بينه وبين النحات فقرر أن يخيط لها ثوب ويكسي جسدها ليعطيه الجمال الكامل ويظهر فنه بعمله
فأخذ من جعبته بعض الأقمشة التي جلبها معه وبدأ بخيط ثوب لها وبعد ان مرت الساعات كان منتهي من عمله
وبعد أن فرغ من عمله أنتهت نوبته من الحراسة فطلب من الراهب أن يقوم بدوره بحراستهم بعد أن ترك الفتاة الجميلة في الشكل والمظهر كأنها تنطق فخلد الخياط لنومه من جديد ليستيقظ على أندهاش رفاقه ويتميز عليهم بمهارته ولم يترك النحات يضع عليه نقطة أو ينتصر بهذه الجولة .
بعد أن قام الراهب لحراسة رفاقه بدأ في صلواته لله عز جلاله وقرر أن يصلي مدة حراسته خوفاً من أن ينام ويغدر بهم وحش كاسر بعد مدة شعر بالنعاس يغزو عيونه فقرر التجوال في المنطقة وبينما هو يتجول لمح أمرأة ممشوقة القوام بزي رائع فظن بأنه الشيطان قد تمثل بصورة أمرأة فلعنه وبدأ يصلي لكن المرأة بقيت في مكانها لم تذهب وهنا أقترب منها وبدأ يحدثها من أنت ومن إين قدمت فلم تجبه ولم تتحرك أقترب أكثر منها وكانت المفاجأة كبيرة له فهي عبارة عن لعبة صنعها النحات فأبدع بصنعها وكساها الخياط بثوب رائع فأبدع بتصميمه وهنا علم بأن كل منهما قام بأظهار مهارته وهنا أصابته الصدمة فهو لا يعرف غير التعبد والصلاة فكيف يظهر لهم بأن عمله مقبول لدى الله وصلاته يسمعها الرب فطلب من الله أن يحيي هذه اللعبة ولتدب فيها الروح فتنطق وبدأ في الصلاة مدة حراسته وفي لحظات بزوغ النور والشمس تنشر أشعتها الذهبية على سطح الأرض سمع الله صلوات الراهب فنطقت المرأة تلقي السلام عليه صباح الخير يا سيدي لقد سمع الله صلاته وهنا أسرع ليوقظ رفاقه ليخبرهم بان الله سمعه الآن وكان يسمعه طوال حياته .أستفاقا الأثنان على صراخ الراهب فكل منهما أعتقد بأنه أذهل بما أبدع في صنعه أعتقد النحات بأنه فاز بهذه الجولة وكذلك الخياط ولكن لم يتوقعا بان تكون المفاجأة بأن الراهب لم يسيلم بل قام بمبارزتهم بأن الله مستجيب للصلوات ويسمعه وبعد أن تناولوا الفطور دخلوا في سجال لمن تعود ملكية هذه المرأة ونشب صراع بينهم فقال النحات لولا صنعي لما كانت هذه بموجودة والخياط قال لولا ثوبي لكانت عارية ولما ظهرت بهذا المظهر أم الراهب فقال وانا صليت للرب ليضع فيها الروح .وهنا كانت المرأة في حرية لمن ستكون فالجميع لهم فضل في وجودها بينهم فقررت أن يحتكمو لحاكم البلدة التي سوف يصلون لها قريباً فوافق الجميع على طلبها وبما يقرر الحاكم يطيعون .
وصلوا الأربعة إلى البلدة وبعد ترحيب من الحاكم لهم وتناول طعامهم دعاهم لسماع مطالبهم ولما قدموا لبلدته فحضروا جميعاً بدون المرأة التي أختلفوا عنها فسمع لحججهم وهنا بدأ يفكر وبعد فترة تفكير وقف وطلب جلب المرأة لمجلسه فجاءت فكانت في غياة الجمال والروعة والحسن والجمال قال الحاكم لقد أبدعتما أيها النحات والخياط بما قمتما وأما الراهب كان فكانت صلاته مسموعة لله عز جلاله والعدل يقضي بأن يأخذ كل واحد منكم ما قام به كانت فرحة النحات كبيرة لأنه أعتقد بانه المنتصر وكذلك الخياط وأما الراهب أحتار في أمره كيف يأخذ ما وهبه الله فقال الحاكم أيها الخياط خذ الثوب وأستروا المرأة بقماش أبيض فخاب ظن الخياط لكن النحات أعتقد لهذه اللحظة بانه الرابح وهنا طلب الحاكم من الراهب أن يصلي لربه ليرجع ما وهبه فصلى الراهب والدموع تنهمر من عيونه وبعد صلاته رفعت الروح لمن وهبها فتحولت المرأة إلى لعبة خشبية فقال له الحاكم خذ أنت أيها النحات لعبتك الخشبية فيكون مصيرها النار بعد مدة وثوبك أيها الخياط يصيبه الأهتراء والتلف فلم ولن يبق غير الروح فالروح خالدة .فعاد الجميع بعد أن علما مهما زاد الأنسان علماً يبقى بحاجة للمزيد والحياة أكبر مدرسة وكل شيئ فاني في الحياة والخالد هو الروح التي يهبها لنا الله عز جلاله . لنعمل لأجل الروح وليس الجسد والمظهر فهذا كله زائل .أخوكم أبن السريان الجمعة يناير 06, 2012

رحلة كائن فضائي قصة قصيرة

رحلة كائن فضائي
الجميع يعلم بأننا لسنا وحدنا في هذا الكون فهناك الكثير ولم نعرفه بعد وذات ليلة مقمرة بينما كنت أدخن سيجارتي و أسامر النجوم وأحدث القمر عن أيام رحلت وتركت ذكراها في قلبي وعقلي وفجأة لمع في السماء جسم غريب كأنه شهب متجه نحو الأرض كم كنت أتمنى أن أتعرف على هذا الجسم الغريب وكم تمنيت أن ينزل بقربي وهذا من باب الفضول كأي كائن بشري ولم تمضي ثواني فشعرت بأنه متجه نحوي فخفت كثيراً ثم أصبت بفقدان الوعي ولا أعرف كم من الزمن مضى علي في غيبوبة لقد أستيقظت من الغيبوبة وأنا طريح على سرير داخل تلك الجسم الطائر الغريب فكانت الأنارة قوية جداً فلم أستطيع مشاهدة ما في الداخل لكن سمعت صوتاً بل شعرت بحوار كأنه يخاطب عقلي وليس أذني وهم يتحدثون عن كوكب بأسف شديد وحزن هذا ما بدا من نبراتهم فقالأحدهم آه لو كان كوكبنا مثل الأرض لجعلناه جنة فيه السماء والبحار والأشجار فقال الثاني والرياح التي تلطف الجو والغيوم والغابات الخضراء فأجاب الثاني لكن للأسف إن سكان الأرض يحرقون كل شيئ فهم يقطعون الغابات ويلوثون المياه التي هي نبع الحياة أجابه الآخر أنهم لا يعلمون بهذا العمل يسعون لنهايتهم وتدمير الكوكب الجميل الذي لم نرمثله في كل المجرة خلال رحليتنا .
لقد أنعم الخالق عليهم بكوكب رائع لكن لا يعلمون مدى عظمته فقال الثاني أخاف في المستقبل يغزون كوكبنا بعد أن يتدمر كوكبهم
أجابه الآخر لا تهتم فأنهم غارقون في حروبهم وسوف يدمرون أنفسهم ولن يجدوا الوقت الكافي لغزونا أو غزو غيرنا .
فالشعب الذي يتقاتل مع بعضه لا خوف منه وهل تعلم بان عقولهم برغم ما يملكون من ذكاء فهي صغيرة أمام الطمع وحب الذات
فطمعهم وأنانيتهم سوف تدمرهم والمحبة ستمحى من بينهم .لكن حزني كبير على هذا الكوكب الرائع أن يدمره أغبياء
فقال له الآخر ما العمل لننقذ الكوكب فقال ربما بحمايتنا له إن أقنعنا زعيمنا وأهلنا لكن البعد هو المشكلة ولكن سوف نحاول
فقال الثاني وماذا سنفعل بهذا قال نأخذه كدليل لما شاهدناه وهو يحدث أهلنا عن كوكبه ثم نستضيفه عندنا أحلى ضيافة تليق به
أخاف أن يصيبه الخوف أو لن يستطيع التحدث . وهنا أعدت قوتي وشجاعتي لأنني علمت بانهم دعاة سلام وخير فصرخت بأعلى
صوتي لكي يسمعوني فجاء أحدهم وقال لماذا تصرخ فنحن نشعر بك ونفهم ما تقول بدون صوت فقط فكر وهنا خجلت من نفسي
لكن قال لي أحدهم لاعليك نحن نقدر ظرفك وستكون ضيفاً عندنا وبعدها نعيدك إلى وطنك وأهلك .
ما هي لحظات حتى أقتربنا من كوكبهم وكانت المركبة تسير بسرعة هائلة أعتقد بسرعة الضوء لم أمتلك الشجاعة لسؤالهم عنها
خوفاً من الظن بي بأنني أتجسس عليهم .لقد لمحت كوكباً أحمر اللون من البعيد مقفر كأنه لهب نار وما هي ثواني حطت بنا المركبة على أرض قفراء جرداء ليس فيها لا ماء وشجر ولا بشر ثم أستقرت المركبة على فتحة كأنها فوهة بركان ثم نزلنا سلم متحرك كأنه المصعد إلى أن وصلنا إلى عمق لا أعرف كم من الأمتار وهناك فتحت أبواب عدة إلى أن وصلنا لساحة ومنها خرجنا فكان المشهد مذهلاً جداً أنها مدينة منظمة بشكل رائع وهناك آليات تسير بدون صوت وسكان الكوكب يتحركون بنظام دقيق كأنهم آليون
فقلت لأحدهم هل هؤلاء رجال آليون فقال لا أنهم مثلي ولكن هناك نظام في الكوكب والجميع يسير عليه ولايوجد احتمال لأي خطأ
الجميع يعرف ما له وما عليه والكل يسير في الكوكب بنظام من عمل أو تحرك أو تنقل أووو .فقلت له لماذا تعيشون تحت الأرض
فقال الظروف الصعبة على سطحه جعلتنا نعيش تحته لأننا لا نستطع أن نحمي الكوكب من الشهب والنيازك فكان الحل هنا وكوكبنا
يتعرض للكثير من الشهب والنيازك ….هل علمت لماذا حزنا على كوكبكم الرائع والأمين من كل هذه الكوارث !! . وهنا توقفت مركبة مثل السيارة الصغيرة فركبنا بها وهي تسير لوحدها بنظام مبرمج فقلت له كيف لهذه الآلة أن تأخذنا لوجهتنا فقال لكل خط مركبة خاصة فلها نوع ولن يختلف عن غيرها فهذه تأخذنا إلى قصر الحاكم وسيد البلاد فكل من يريد مقابلته يركبها وتوصله للقصر وما هي لحظات حتى وصلنا إلى القصر أنه يشبه قصورنا لكن دون حراس فقلت له ألايوجد لديكم حراس على المدخل
فقال لي لا لسنا بحاجة لهم لأننا نعرف بكل ما يفكر ولا يمكن لأحد أن يخطط ولا نشعر به لذا فكل شيئ مكشوف للجميع ولتعلم الخائن أو الفاسد لا وجود له بيننا فتمت تصفيته وأهله وكل من يمته بصلة قرابة .هنا خفت كثيراً وقلت في بلادنا السلطات أرحم
فهي لا تحاسب الأهل والأقارب بجرم الآخرين هنا نظر إلي الكائن فقال لي بما تفكر لاتظن بأننا سفاحين لأن كل من يريد أن يكون حاكماً يمكنه أن يحكم بعد أنتهاء مدة الحكم بعد أن يقدم مشروعه للحكومة ويحدد مدة حكمه لتنفيذ مقتراحاته وبعد نهاية حكمه تقرر الحكومة ما نسبة نجاحه إذا كان دون الوسط أي 49% يحكم عليه بالقتل أو الطرد من الكوكب لذا يحق للجميع قيادة البلاد وكل يتحمل نتائج أختياره ولتعلم الجميع له الحق بقول كل شيئ على ان يكون لبناء الوطن وتطويره فنحن نمارس مطلق الحرية في
الحقوق والواجبات والمقصر يحاسب مباشرة دون تردد لذا تجد النظام سائد في كل الكوكب وهان وصلنا إلى مقر الحاكم وأستقبلنا
بحرارة بعد أن أطمئن على سلامتهم سأل عني وكيف كانت رحلتي معهم وكيف وجدت بلادهم .بعد أن أخبرته بكل شيئ بسعرة لمجرد التفكير كانت تصله الفكرة وهنا تحول نظره إلى الشخصين اللذين قاما بجلبي كيف كانت جولتكم وماذا شاهدتم ؟؟
فقال ما لفت أنتباهنا يا سيد الحاكم هو كوكب أزرق في قمة الروعة والجمال تراه من بعيد تخاله الجنة لكن بعد أن تعيش فيه تشعر بأنه الجحيم وأن نهايته لقريبة جداً بسبب سكانه الأغبياء فهم يتصارعون فيما بينهم ويدمرون كوكبهم والغالبية لا تبالي بهذا
أفهم من قولك لا خطر منهم علينا أو على غيرنا أجاب الثاني لا يا سيدي لأن نهايتهم قريبة ولن يفكروا في غزوي أي كوكب
لأنهم لا يملكون التقنية العالية للوصول إلى هنا فهم بدائيون في علومهم برغم أن الخالق وهبهم عقول أكبر مما لدينا .
الآن لما جئتم بهذا الضيف العزيز ؟؟؟ أجابا ليخبر أخوتنا بكوكبهم وبما هم مهتمون وإلى أي مكانة وصلوا من العلوم لأن الغالبية منا يتذمرون من كوكبنا ومن حياتهم فنحن هنا نعيش في محبة وسلام لكن كوكبنا جحيم وحولناه إلى جنة أما هم يا سيدي لديهم كوكب رائع الجمال الجنة بما فيها لكن سكانها أغبياء يحولون الجنة لجحيم ملتهب .وشيئ آخر لنحاول أن ننقذ كوكبهم إن أمكن !!!!
أجاب الحاكم أسمع يا بني لن نتمكن من أنقاذه لأن الخالق أرسل لهم الأنبياء والرسل ولم يسمعوا لهم ونحن إن دافعنا عنه اليوم سيأتي يوم يدمره الآخرون لذا كم من السنين يمكننا حمايته ونحن لنا همومنا ومشاكلنا .دع الأمر للخالق فهو أعلم بهم وأنت أيها الضيف أقم بيننا كما تشاء ومتى أشتقت لوطنك سنعيدك له وأخبرهم بما شاهدت فقل لهم أنتم في نعيم وغيركم في جحيم .وأسعى لأنقاذ كوكبك وربما نلتقي مرة آخرة أتمنى لك طيب الأقامة وخرجنا من قصر الحاكم إلى مقر أقامتي وبعدها قمنا بجولة في المدينة التي هي نسخة كبقية المدن على الكوكب كما قيل لي .ومرت الأيام فكنت أعيش في نظام عجيب يسود الجميع محبة وأبتسامات لا تفارقهم وأمنياتهم لبعضهم بأيام سعيدة وهكذا مرت أيام لم أشعر كم عددها وفي مقارنة سريعة بين هذا الكوكب والأرض هب حنين الشوق في داخلي فقررت العودة فأخبرتهم بقراري فلبوا طلبي بعد أن أستودعت الحاضرين وطلبت منهم نقل تحياتي للحاكم فإذ به
يحضر لوداعي ونقل أمنياته لكوكبنا الجميل البقاء والرجاء لنا بحمايته من الدمار لأن الخالق ميزه عن بقية الكواكب مع تلويح الأيدي ركبنا السيارة العجيبة إلى مكان المركبة ثم صعدنا للمركبة وكان الكائنان سعيدان لأنهما سوف يريان كوكبنا مرة ثانية وأنطلقت المركبة بنا بسرعة هائلة وما هي لحظات سمعت صوتاً يناديني من الداخل أبن السريان أين أنت ؟ماذا تفعل طوال تلك الساعات في الخارج ألم تنتهي سيجارتك بعد؟؟؟ هنا أفقت من حلم عجيب وغريب حلم اليقظة الذي كنت أسمع عنه لكن لم أعشه من قبل والحسرة على كوكب الكل يساهم في تدميره لأجل الأنا والأطماع من أفراد وجماعات ودول ..أتمنى أن تصل الرسالة للجميع لنصون الكوكب من الدمار ..
أخوكم أبن السريان
الأحد يناير 08, 2012

لماذا تبكي الأمهات أحياناً دماً ؟ قصة قصيرة

أمي تبكي دماً بدل الدموع
في مساء هادئ سمعت تنهادات والدتي وهي تبكي في زاوية البيت لتخفي عني بكائها
لكن صوتها الشجي أخترق قلبي قبل سمعي فهرعت لها وجلست بقربها لأعرف سبب البكاء
فعندما شاهدتني مسحت دموعها بمحرمتها الخاصة فتلونت بلون أحمر وهنا زاد أستغرابي
فقلت لها يا أمي قبل أن أعرف السبب عن بكائك أحب أن أعرف لما لون دموعك أحمر وليس كبقية البشر ؟
والحزن يغمر وجنتيها فشعرت بألألم الكبير الذي أستقر مكامنها فظهرت علي أعراض الحزن والبكاء
لما آلت أليه أمي وهنا كعادتها لفتني بذراعيها وضمتني لصدرها لتمنحني الحب و الحنان والأمان كالعادة فقالت بصوت مخنوق لو علمت سبب بكائي لعلمت لما دموعي باللون الأحمر .
فقلت لها أمي الحبيبة أخبريني إذاً وعرفيني به فأنا أتمزق لما أنت فيه
فأجابت ألم تسمع بان أخاك أصبح من المسلحين وهو يعيش في البراري كالوحوش معتقداً بأنه يدافع عن الله ويريد أن يصلح البشر ويحاسبهم متناسياً بأن الله قادر بطرفة عين أن يمحي الكون لا أن يصلحه .
وأخوك الآخر أصبح معارضاً ويثور في الطرقات ويدمر ويحرق ويخرب ويعادي كل من يخالفه الرأي ويظن بأنه بهذا سوف يجبر الناس على التغيير والسير خلفه ولكن الحقيقة فمن كان يحبه بدأ ينفر منه .
وأما أخوك الثالث المهاجر منذ عقود ولم نسمع أخباره أصبحنا نسمعه كل يوم على القنوات ويحرض الناس على تدمير بيتك وبيته كأنه الوصي اليوم على أخوتك وهو من ترككم في أشد الأيام أحتياجاً فهوهرب ليتنعم بمال الغربة واليوم أصبح وصياً عليكم وعلي ويريد أن يتدخل الجيران في قمعنا جميعاً بل ذهب أبعد من ذلك فهو يضع يده بيد أعدائنا للنيل منا .
وأما أخوك الجندي المسكين فوقع بين ناريين نار حبه لبيته والدفاع عنه بحق الواجب وآخر محبته لأخوته وعدم سماعهم لصوته في الرجوع لحضن الأهل والبيت فما كان منه غير حمل السلاح بوجههم لمنعهم من الاستمرار في تدمير البيت وقتل الحب فيه.وأعادة الأمن والأمان للبيت.
وهكذا نشب صراع بين الجميع وأنا أحترق بنارهم .
وأنا يا أمي ماذا عني؟ فقالت يا ولدي المسكين فانت ضائع بين الجميع لكن الحق سوف يظهر وتعلو كلمته لكن كما تعلم قلب الأم فهو يعذبني ويحرق جوفي كالبركان .
أمي لما لا تنسين المسيئ منهم وتتعاطفين مع الصالح فكما ترين أخي الجندي هو من يدافع عنا
هنا مررت يدها على رأسي وقالت أعطيني يدك وأفتحها .ففعلت كما قالت ثم أمسكت أحدى الأصابع
وقالت لو قطعنا هذه الأصبع ألا تشعر بألم ؟ فقلت لها أجل سوف أتألم. ثم أمسكت بآخرى وهكذا الخمسة
فقالت فأنا مثلك لو أصيب أي واحد منكم بسؤ سوف يحترق قلبي عليه وأتألم عليه فكلكم أبنائي ولا يمكن
أن أتخلى عن أي واحد وإن كان مخطئ هل تعلم لماذا ؟
فقلت لها لا أعرف يا أمي أخبريني أنت فقالت لأنني أشعر بأن هناك أمل بأن يستجيب الله لصلاتي ويهدي الله الضال ويعود لطريق الله ولحب أهله ووطنه وبيته .فأملي بالله كبير وقال الله أصلاح خاطئ خير من قتله فقط يا والدي لن أسامح من خان بيته وباع أهله للعدو وتآمر مع العدو على بيته وأهله أما من أخطئ فباب التوبة والعودة مفتوح كما قال الرب .
هل عرفت لما لون دموعي أحمر الآن؟ لأنني أبكي دماً على أخوتك .
فقبلتها وكفكفت دموعها الحمراء وقلت لها سوف أبقى بقربك وأكون مثل أخي مقاتل لأجل الحق والدفاع عن الوطن وسأكون معارضاً لكن أحب الآخرين ومهاجر أعود لأبني وطني لا أسعى لخرابه
وأكون متعصباً لحب بيتي وأهلي وأخوتي وأنشر محبة وسلام الله بكل مكان .
هنا عادت البسمة والأشراق لوجهها فلفتني وقبلتني بحرارة وحب وحنان فقالت هذا هو أملي بكم جميعاً
وأرجو أن يعود أخوتك لرشدهم لأنهم من رحم واحد ومن صدر واحد شربو الحنان والحب مهما حاول الآخرون سوف يعودون لحضن أمهم ولبيتهم ويبنون ما خرب ودمر .
هيا يا ولدي لقد أصبح منتصف الليل هيا لنرقد على أمل أن يكون الغد أفضل ويعم الأمن والسلام قلوبهم
فخلدنا للنوم على أمل أن يكون الغد بعون الله أفضل وأجمل وتعود الفرحة لبيتنا وقلوبنا .بقلم أبن السريان

المصور الأعمى قصة قصيرة

المصور الأعمى
شاب يتجول في أحياء المدينة و معه كاميرته ويلتقط الصور من مدينة لأخرى ومن جبل إلى وادي ومن نهر إلى بحر
وقضى على هذه الحال سنوات مع كاميرته لم تهرب من عدسته فراشة ولا طير ولا حيوان وكان النصيب الأكبر للشجر وكانت متعته عندما ينهي تحضير الصور في غرفته الصغيرة
وهكذا كان يعرف كل شبر من المدن التي زارها .
وذات مرة وهو يأخذ صورة لفراشة تتطير بين أزهار في جزيرة بشوارع المدينة وفجأة يحدث ما لم يكن متوقعاً
تخرج سيارة عن السيطرة وتندفع نحوه بسرعة جنونية فتصدم به وتقذفه أمتار عديدة ويسقط على الأرض ويصطدم رأسه
بحجر الرصيف ويصاب بجروح وكسور ويسعف إلى المشفى ويعالج من أصابته لكن حدث ما لم يكن متوقعاً
لقد شفيت كل الجروح لكنه فقد بصره ومصدر رزقه . كيف له أن يمارس مهنته وهوايته
لقد فقد بصره ورفيقة عمره ودربه كاميرته الغالية التي كان يتحدث معها عن همومه ولم
تفارق يوماً صدره فكانت تشاركه فراشه فقرر أن يتابع هوايته معتمداً على ذاكرته.
بعد أن خرج من المشفى كان يقضي معظم وقته في الحديقة والساحات التي بنى معها
أفضل صداقة فهي لم تتخل عنه بل أحتضنته بحب وشوق .وكان يلتقط الصور كعادته
وذات مرة كانت أحدى القنوات تجري حوارات مع الناس فمرت بالصدفة عليه وكان
يتابعهم بأهتمام مما دفع بالمذيعة التقرب منه والحديث معه فتكتشف أنه أعمى بعد حوار
قصير وأستغربت كيف يقوم بالتصوير فقال لها أنه يعتمد على السمع ويوجه الكاميرا
وهنا أبتكر أسلوب تصويرجديد وطلبت منه معرفة قصته كاملة فأخبرها بكل شيئ .
وطلبت منه ان يأخذها لمنزله لمشاهدة ما نفذه خلال عمله من قبل الحادث وبعده .
فتم تحديد الموعد وأجرت المذيعة حلقة خاصة به وذهبت للمنزل ودهشت بما قام به
وبعد أن أعلنت الحلقة على الناس أعجب بها الكثير فكان له صديقة في الأذاعة عندما
علمت بما جرى معه أسرعت وقابلته في اليوم التالي وطلبت منه أن يعمل في الأذاعة
في برنامج حوار مع المستمعين على الهواء (ساعة على الهوى)
لأنه لم يكن فقط مبدع في التصوير بل كان مبدع في الحوار وسريع البديهة بعد أصرار صديقته
مع أدارة الأذاعة وافقت على تجربة
فخرج على الهواء ليقوم بتجربة بالحوار مع الناس لقد أذهل الجميع بحوار ومعرفته بكل
مواقع المدينة بل البلد بشكل دقيق أذهل كل من أتصل معه .وهكذا أعتمدت الأذاعة برنامجه
بشكل دوري ويومان في الأسبوع أيام العطل الأسبوعية أي السبت والأحد .
أخبركم فقط بحوار له مع أحدهم في برنامجه (ساعة على الهوى).
(ساعة على الهوى)
يرن الهاتف :
المذيع: يقول هنا برنامج (ساعة على الهوى)
المتحدث : أنا سيمون
المذيع: أين أنت الآن يا سيمون ؟
سيمون : أنا في المقهى الفلانية وأحتسي فنجان قهوة
المذيع: أين أنت جالس داخل المقهى أم خارجها
سيمون: خارجها لأن الطقس جميل
المذيع:أنت على الطرف الأيمن من المقهى أم الشمالي؟
سيمون :الأيمن لماذا؟
المذيع: أختيار رائع لأنك تشرف على منظر جميل هل تصفه لي؟
سيمون: أرى مجموعة فتيات وبعض الناس يتناولون مرطبات وسيارات في الطريق
المذيع : ألم تر شيئاً آخر ؟
سيمون : هناك أزهار وأشجار في المنطقة وأطفال يسيرون مع أهلهم
المذيع : ألم تشاهد ما يلفت النظر هناك ؟
سيمون : لا مثل ماذا ؟
المذيع: ألم تر فراشة تطير من زهرة إلى أخرى . ألم تر كيف العشب يعانق ساق الوردة
ألم تر تناسق الألوان بين الأزهار والخضرة ألم تر تنافس الأعشاب في التسلق للقمة
ألم تر الحب بين الزهرة والعشب والشجرة تغمر الجميع بحبها .
سيمون : كم أنت رائع لقد فتحت عيني على أمور لم أكن أشاهدها من قبل شكراً لك
المذيع : هناك الكثير من الحب في الحياة لكن نحن لا نراه ولا نشعر به لأننا نتجاهله.
من هنا كانت الاتصالات تزداد يوماً بعد يوم عليه لمعرفة المزيد مما حولهم.
لذا قررت أدارة الأذاعة أن تخصص له يومان لبرنامجه المباشر .
هل نحن ندرك ونشعر بكل ما يحيط بنا ؟؟؟؟؟؟
ابن السريان29.01.2014

السنونو الوفي قصة قصيرة

السنونو الوفي قصة الأمس واليوم والغد

السنونو الوفي
في بداية صيف كل سنة كانت تحل أسراب طيور السنون بترحالها على سورية
فكانت تمضي فترة الصيف كلها في ربوع سورية وتمارس طقوسها في التزاوج وكانت تبني أعشاشها
على الشجر وبين الحجر وفي أسقف المنازل المسكونة والمهجورة أيضاّ فكانت تعيد لها الحياة بعد هجرها
فيتم التزاوج بينها لتضع بيضها في أعشاشها وبعد أيام تفقس فراخاً رائعة الجمال ذات منقار ذهبي أصفر
وتسمع صوتها وهي تنادي على الوالدين ليطعماها وتجيب الأم بأنها قادمة بالطعام والأب يحلق باحثاً عن طعام
وهكذا تمر الأيام وتكبر هذه الفراخ في موطنها سورية وبعد ان تتمكن من الطيران فتقرر الطيور الترحال
لموطنها الثاني ليكتمل نموها لتعود لموطنها الأصلي سورية لتمارس دورتها الطبيعية في الحياة .
كالعادة بذات سنة قدمت أسراب طيور السنونو لموطنها الذي ولدت فيه لتمضي صيفها فيه وتمارس
طقوسها التي وهبها الله لها ما أن أقتربت من حدود الوطن فاحت عليها روائح الموت والقتل والدماء بدلاً
من رائحة الحياة والطيب من التراب ونسمات الأنهار والبحيرات والجبال والهواء العليل المحمل
برائحة الياسمين والفل والجوري والنرجس والأقحوان .
أستغربت الطيورهل هي بطريقها الصحيح أم ضلته !
فحدثت بلبلة بينها وعلت الأصوات وضاعت بوصلتها الجميع يسأل :
ما هذه الروائح التي لم نعرفها من قبل ومن أين هي قادمة ؟
هل هذه هي حدود سورية أم بلد آخر ؟
لكن لم يدم جدالهم طويلاً فكان الجواب سريعاً برشقات رصاص وقذائف هاون
وصواريخ مختلفة الأنواع أخترقت أسراب الطيور فسقط الكثير منهم بين قتل وجريح ومحترق
وأختلطت دماء السنونو بدماء الشهداء لتسقي تراب الوطن ليزهر في العام القادم وتفوح منه العطور
وأما الطيور التي لم يصبها الموت ولت هاربة مشتتة كل مجموعة هربت باتجاه
لتبحث عن موطن آخر لتمضي فيه صيفها ثم تعود لموطنها الثاني
منها من عاد لموطنها لتخبر أخوانها من الطيور بأن لا تسافرلسورية لأنها أصبحت خطرة
بعد أن كانت بلد الأمن والأمان والسلام وكانت تحل فيها كل طيور العالم فكأنها تزور مكاناً مقدساً
وتحتفل بأيام مقدسة ومباركة .وعندما علمت الطيور بما جرى لسورية بدأت تبحث عن موطن آخر
لتمضي فيه صيفها الكل فكر أي بلد في العالم يشبه سورية لمتضي فيه تلك المرحلة من حياتها
فلم يتمكن أي طير منهم أن يجد بلداً مثل سورية لكن لا مفر لابد من الترحال فالشتاء سيحل عليهم
فقرر كل سرب الترحال باتجاه وبلد وهكذا تشتت الطيور بعد أن كانت سورية تجمعهم .
وفي ذاك الصيف هجرت الطيور سماء الوطن سورية فأصبحت خالية إلا من الرصاص والهاون والصواريخ
وأما في سهولها وجبالها لقد حل مكان السنونو العصابات والجماعات التكفيرية والقتلة والمجرمين
فكانت عصابات الموت تسكنها وتنشر القتل والموت والرعب والدمار كل مكان
بدلاً من السنونو التي كانت تملئ أغانيها سماء الوطن بهجة وفرح وتزين جبالها
وسهولها بلونها الأسود الممتزج بالبياض الناصع يعانق خضرة البلاد وزرقة السماء.
مرت الأيام بصيفها الحارق وشتاء قارص وربيع باهت على غير عادته وها هو الصيف
على الأبوابفقررت الطيور قبل رحيلها أن تتأكد من الأوضاع في سورية فهي لا تعرف
ماذا جرى ويجري لأنها لا تملك قنوات ولا أعلام ليس لها غير غريزتها التي تشدها نحو الوطن
فما كان منها غير أن ترسل بعض الطيور لتفقد الأوضاع وعلى أخبارها تقرر الطيور وجهتها
فطلب زعيم الطيور متبرعين لهذه المهمة فهب الجميع لها وعلت الأصوات وبعد صراع طال
خرج صوت يطلب من الجميع الصمت وأستأذن الزعيم بالحديث فسمح له الزعيم .
قال الطير يا زعيم أرى أن يكون في هذه المهمة طيور لها خبرة في الطيران وتعرف الطريق
وأن تكون قد أخذت نصيبها من الحياة أي أن يكون قد تزوج وأنجب ولم يبق له أحلام بعد .
فوافق الزعيم بل الجميع على مقترحه فطلب الزعيم مجموعة من الطيور لها خبرة .
وومنحها مهلة أطول بأسبوع من رحلة الذهاب والعودة وبعد أنقضاء المهلة وعودتهم
يقرر الزعيم بموجب تقريرهم وفي حال أستشهادهم ليكون القرار بالرحيل لبلد آخر .
وهنا صاحت أنثى على كل زوج يقوم بهذه المهة أن ترافقه زوجته لأننا لن نعيش بدونهم
أما أن نعيش معاً أو نموت معاً فأثنى عليها الزعيم وأما زوجها فحلق في السماء من فرحه
وفخره بزوجته المخلصة فطلب من الزعيم أن يسمح لهما القيام بهذه المهمة من ضمن المجموعة
وهكذا في اليوم التالي ودعت تلك المجموعة أخوتها وطارت نحو سورية الوطن أما الشهادة فيه
أو الحياة والعودة أليه .
مرت الأيام وأقترب أنتهاء المهلة بيوم لاح في السماء أحد أفراد المجموعة وقد أعياه الطيران المتواصل
فسقط بين أخوته في رمقه الأخير وأخبرهم بان الوضع أخطر مما كان فالموت في كل مكان والقتل
والدمار والحرق والاغتصاب فلم يترك الأشرار من شرهم لا حجر ولا شجر ولا بشر.
وأما رفاقه وزوجته لقد قتلهم قاذف هاون كان قد أطلقته المجموعات التكفيرية على الأبرياء المدنيين
بعد أن أوصل الرسالة فارق الحياةمتأثراً بجراحه ليلتحق برفاقه لكن بفارق صغير هم عانقوا تراب الوطن
أما هو فمات غريباً لكن نال شرف الشهادة والبطولة لأتمامه المهمة .وهكذا قرر الزعيم الرحيل لبلد آخر
ومرت الأعوام وهم على هذه الحال .
ذات يوم ذهب أحد الطيور إلى الزعيم وكان قد شاخ وطعن بالسن فقال له الطير
يا زعيمنا ها انت شخت ونحن مثلك لكن نحن ولدنا في سورية لذا لن ننساها لكن من ولد في موطن آخر
فلن يتذكرها وتضيع كل عاداتنا وتقاليدنا التي توارثناها عبر قرون .
فقال له الزعيم صدقت أيها المخلص ما العمل ؟
فقال له أما أن نرحل العام القادم لنعيد تاريخنا ونمارس طقوسنا ونحافظ على أرثنا او نموت جميعاً
لأن الموت أهون من فقدان الوطن .
فقال له الزعيم أصبت بقولك وهذا العام لن نرسل أحداً بل كلنا سيعود للوطن ونعيد أيامنا السابقة .
أما الحياة فيه وممارسة طقوسنا المتوارثة أو الموت فيه ونسقي بدمائنا ترابه المبارك .ليبزغ أمل جديد
فتم تعميم الخبر على الجميع فمن كان يعرف سورية طار وحلق في السماء لفرحه
وأما من لم يعرفها فكان يحلم في معرفتها لأن الحديث عنها كان على كل لسان الطيور
وهكذا قررت طيور السنونو العودة للوطن برغم كل الظروف .
هل سيعود السنونو لسورية وهي تنعم بالامن والخير ؟
هل قرر أبناء سورية العودة للوطن كما قرر السنونو ؟ ابن السريان 17.10.2012

طائرة الأحلام قصة قصيرة

طائرة الأحلام
نام الطفل بعد أن قصت عليه أمه قصة رائعة أدخلت لقلبه السعادة والطمأنينه
كقصة الأميرة النائمة وسندريلا وووو من هذه القصص فغرق الطفل بنوم عميق
ويحلم بحياة ملئها الحب والسعادة بعد يوم قاس وصعب صوت الرصاص يدوي في
كل مكان وقصف هنا وآخر هناك وعلى شاشته الصغيرة لم يعد يشاهد برامجه المفضلة
ولا أفلامه الكرتونية ليتابع ما تبقى منها ليعلم نهاية قصتها ولم يعد يتذكر منها شيئاً
ولم يبق له غير ما تقصه عليه أمه من قصص وردية تحمل بطياتها الأمن والسعادة
وبينما هو غارق في نومه سرقه حلم كأي طفل سوري يحلم بأن تعود أيامه كسابق عهدها
فلم يعد يحلم كأحلام الأطفال الآخرين في بقية دول العالم حيث يحلم الطفل في شراء
لعبة جديدة أو القيام برحلة ليقضي فيها أياماً ليستمتع بما خلقه الله من جمال الطبيعة
وما أبدعه البشر أقتصر حلم الطفل بساعة هدوء وأمن وسلام و بلعب في الشارع بأمان بدون خوف من تفجير أو طلقة طائشة .
أخذه حلمه لعالم آخر فيه الحب والسعادة والأمن والسلام وكان هناك شيخ كبير بلحية بيضاء متسربلة مع ثيابه ويمسك بعصى ذات
لون بني رائع يلمع لكثرة أستخدامها تدلك على السنين التي مرت عليها فقال الطفل للشيخ يا جدي أين أنا فقال له الجد أنت في مدينة الأحلام .
فقال له الطفل وهل هنا تتحقق الأحلام كلها فقال له الشيخ هنا تتحول الأحلام لحقيقة
فكان يظن الشيخ بان هذا الطفل سوف يحلم بلعبة أو رحلة قصيرة أو هدية كغيره من الأطفال
فقال له أحلم بأي شيئ يا ولدي وبلحظة يتحقق فقال الطفل أجل يا جدي
فأغمض عيونه وحلم وبعد برهة فتح عيونه وقال للشيخ لقد حلمت متى يتحقق حلمي هذا .
فقال مستغرباً له لكنك لم تحصل على لعبة أو هدية هل حلمت برحلة سوف نقوم بها بهذه الطائرة
فقال له الطفل وما هذه الطائرة قال هذه طائرة الأحلام تنقلك لأي مكان
ترغب به فقال الطفل هل تحمل معها أحلامي أيضاً لذلك المكان لكي تتحقق هناك فقال
أجل ولكن لم تخبرني بما حلمت يا بني لأنك لم تحصل عليها فقال يا جدي لقد حلمت
كأي طفل سوري بأمن وسلام يحل على وطنه سورية بل على العالم أجمع .
هنا غرقت عيون الشيخ بالدموع لأن هذا الطفل لم يحلم كبقية الأطفال فحلم بأمور بسيطة من حقه أن يعيشها كبقية أطفال العالم
فقال له وهو يمسح دموعه هيا معي لنركب الطائرة ونحمل معنا أحلامك لننثرها على وطنك سوريا فركب الطفل والشيخ الطائرة
وطارت بهم متجهة إلى سورية بعد أن اخترقت الغيوم ووصلت إلى شاطئ سورية هنا صرخ الطفل يا جدي هذه هي سورية
التي أخبرتك عنها فقال الشيخ أعرفها منذ أكثر من 8000 سنة هيا لنطير فوقها وننثر عليها أحلامك ليعود لها الأمن والسلام
وما أن وصلت الساحل السوري سمع صوت الرصاص يدوي في كل مكان فلم تتمكن الطائرة من التحليق على أرتفاع منخفض
فأرتفعت لكي لا تصيبها طلقات فطارت إلى شمال البلاد وشرقة وجنوبه لكن كل المحاولات فشلت فمنعتها الرصاص
ولم تتمكن الطائرة من التحليق فوق سماء سورية لتنثر أحلام الطفل فحزن الطفل كثيراً وبدأ يبكي بكاءً مراً
فتحنن الشيخ عليه فقال له يا بني لا عليك سوف أطير فوق سورية مهما كان الثمن فطارت الطائرة في سماء سورية
ونثرت بعض الأحلام على قسم من سورية فعاد لها
الأمن والسلام ولكن بلحظة غدر أصيبت الطائرة بصاروخ من المسلحين فسقطت
الطائرة على الأرض وأصيب الشيخ المسكين وهو يحاول أنقاذ الطفل فحماه بجسده
فهوت الطائرة على الأرض وطارت الأحلام هاربة من جحيم الحرب وعندما أصطدمت الطائرة بالأرض
أستيقظ الطفل من نومه بسقوطه من سريره لقذيفة أصابت منزل جارهم فصرخ بصوت عالي أمي أمي فهرعت نحوه
وضمت طفلها المسكين وهو غارق بعرقه ويرتجف ويصرخ لقد قتله المسلحين لأنه حمل لنا الأحلام لكن الأم لم تفهم شيئاً
فكانت تعتقد بانه من شدة خوفه يهذي فقالت له لاتخاف يا ولدي أنت الآن معي سوف أحميك
وغداً سيكون أفضل بعون الرب لكنه كان يريد أن يرجع لنومه ليعرف ماذا حصل للشيخ المسكين فأغمض عيونه ليعود ويحلم من جديد.
ابن السريان
18.11.2012