حكاية الخبز..والملح…

حكاية الخبز..والملح… منقول

بحياة الخبز والملح اللي بيننا يا سوريين اسمعوا هالحكاية…
قال..ورا الرغيف في طحين…ورا الطحين في حجر.. ورا الحجر في طاحونة..ورا الطاحونة في قمح.. ورا القمح في
مطر وشمس..ورا القمح والمطر والشمس في اﻹله دجن .. ورا كل هدول في انتو السوريين..انتو اللي اخترعتوا التنور وصنعتوا رغيف الخبز اللي طعمى كل البشر…
باسطورة عشتار وعقيدة الخصب الزراعية.. ولما انقتل اﻹله تموز (روح الخصب) ..ونزل للجحيم..طلبت اﻵلهة من البشر دفن بقايا جسده ( اﻹله دجن القمح) باﻷرض لتحتضنه وليبعث من جديد.. لكن بعض الناس رفضت فكرة دفنه من شدة حزنهم على اﻹله…وصاروا يدوروا على بقايا الجسد المقدس ليجمعوها..فغضبت عليهن اﻵلهة وحولتهم لطيور تخدم اﻹله دجن ويقضوا عمرهن عم يبحثوا عن بقايا جسده وكل ما لاقوا شوي ياكلوهن ..وهامت هالطيور عا ملى وجها بكل مكان والناس لحتى يمنعوهن انو يلموا القمح من الحقول صاروا يحطوا فزاعات من القش على هيئة اﻹله دجن ليوهموا الطيور انو دجن بعدو موجود وهيك بيحافظوا على حقول القمح.. )
بما انو زراعة القمح وصناعة التنور ورغيف الخبز خلقت بسوريا ( وجدت أقدم بذور للقمح محفوظة بجرار فخارية بوادي المريبط على الضفة اليسرى لنهر الفرات وقدروا عمرها ب 7700 ق. م.. ) فطبيعي انو يكون في حكاية للقمح ويكون فيها اله اسمه دجن (القمح..الخبز ) الو قدسية وهالة رهيبة ارتبطت بمعتقدات دينية وانتشرت بكل زمان ومكان..وبعدو لهﻷ دجن ..الخبز.. مقدس عند السوريين وعملولو طقوس احتفالية وعادات وتقاليد جميلة بكل مراحل حياته من بداية زراعته لحصاده..فتموز يجسده القمر ( روح الخصب )..ودجن يجسده القمح (جسد اﻹله ) ..ومن هالطقوس اللي بعدنا محافظين عليها في القرى السورية انو السوريين بيوم اﻹعتدال الربيعي اللي بيتساوى فيه الليل والنهار وعند أول ظهور للقمر..عند الفجر بيجمعوا حزمة سنابل قمح خضرا وبيعلقوها بمدخل البيت فوق باب الدار قبل ما يفيقوا اهل البيت…منشان لما يشوفوها يعرفوا انو اجا نيسان الخير فبيطلعوا عالبساتين والحقول لياخدوا بركة المواسم وليشكروا اﻵلهة عاخيراتا..وكانوا يسموا هالحزمة ( دقنا نيسان..لحية نيسان ) ..وتقديس القمح تجلى بتقديس رغيف الخبز باعتباره جزء من اﻹله وهو نعمة الاهية تكرموا فيها عالبشر..فمثلا…منشوف السوري اذا شاف شقفة خبز عاﻷرض بيشيلها فورا وبيبوسها وبيحطا عا جبينه نوع من التقديس لدجن وبيقول : حاشاكي يا نعمة الرب وبيحطها بمكان عالي ونضيف.. وكمان يحرم عالسوري يرمي بقايا الخبز مع الفضلات الغذائية ..وبيرفعوا هالبقايا لمكان عالي فيه شمس وهوا حتى تاكلن الطيور (خدم الاله دجن )…
كمات في عادة لزق العجينة فوق عتبة باب البيت وخاصة بيوم العرس كأمنية لديمومة الزواج واستمرار الخير عالدار..
ولما اﻷطفال الصغار بيزوروا اي بيت ﻷول مرة لازم ست البيت فورا تجيب رغيف خبز وتشقفو شقف صغيرة وترميها فوق راس الولد لتباركه وتمنع يصيبوا الأذى والشر ….ومن تقديس السوري للخبز صار يحلف فيه …ودخله بصلواته..( أعطنا خبزنا كفاف يومنا )..كلنا منحلف.وحياة هالنعمة وحياة هالدجن (الخبز ) …. وماعنده الدجن..تعبير عن الفقر والحاجة.. طبعا لسه في كتير امثال وحكم وحكايا عن الخبز….
أما الملح …فمعروف انه بيسحب الطاقة السلبية من المكان اللي بيتواجد فيه..والملح عندو قدرة على حفظ المواد واﻷشياء لمدة طويلة ..متشان هيك هو رمز اﻹستمرارية
فالخبز يرمز للحياة والملح يرمز لﻹستمرارية..
والخبز والملح يعنني اﻷمان والسلام الدائم وتعبير عن الوفاء وصون العهود…وهيك صار السوري يقدم الخبز والملح للناس الغرباء ليعطيهم الامان ..وبالاتفاقيات ليصون العهد… وبالاحتفالات للبركة…و حكايات وقصص الخبز والملح كتيرة يمكن مامنعرفها أو نسيانينها…..بس اللي مانسيناه انو كلنا لسه منحلف…..:
بحياة الخبز والملح اللي صار بيننا..
لا تخونوا الخبز والملح…
ولا تنسوا الخبز والملح….
حفظوا خبزنا وملحنا….
وهﻷ يا سوريين الخبز مابينساكن والملح بعدو بدياركن..
و الحكاية العتيقة عتق الزمان عم تحلفكن بالدجن والخبز والملح اللي ياما صار بيناتكن وياما قدمتوه لغيركن ..وياما كتترلكن خيركن …معقول ما اشتئتوا لطعمتوا تحت سنانكن…. ما حان الوقت تشتاؤاا… للخبز والملح …
لتحيا سوريتكن …. لتحيا سوريا…