“لفظة روم لم تعن يوما اليونانيين”

“لفظة روم لم تعن يوما اليونانيين”
المطران جورج خضر

هل يتحدر الروم الملكيون من اليونانيين أم من السريان الآراميين ؟
هنري بدروس كيفا
كثيرون من رجال الدين الروم مثل سيادة المطران خضر يؤكدون
“أننا عند مجيئ رسل المسيح الى بلاد الشام أو الهلال الخصيب كنا آراميين” و يقول أيضا “أن الطقس المعروف بالبيزنطي كان يؤدى فترة طويلة من الزمن باللغة السريانية …”
على القارئ ألا ينغش بإنتشار أسماء يونانية للكثير من المدن في شرقنا
الحبيب فمدينة طرابلس إسمها يوناني يعني ” ثلاث مدن ” و لكن هذا
الإسم اليوناني لا يعني أن سكان طرايلس كانوا من اليونانيين !
لقد كانت عادة اليونانيين أن يطلقوا تسميات يونانية على المدن الشرقية
مثلا مدينة أجدادي الرها أصبحت Edessa على اسم عاصمة مقدونيا.
و مدينة منبج ( مبوغ بالسريانية ) اصبحت Heliopolis و أستيطع أن
أؤكد لك أن جميع سكان هذه المدن كانوا آراميين !
لقد سيطر اليونانيون على الشرق لمدة ثلاثة قرون من ٣٣٣ الى ٦٢ ق٠م و قد كان لهم عدة أسر حاكمة في سوريا و مصر !
نحن لا نستطيع أن نعرف عدد اليونايين نسبة الى الآراميين و الإسرائليين و الأقباط : صحيح أن عددا كبير من المدن تحمل أسماء
يونانية و لكن اليونانيين كانوا أقلية ضئيلة فيها . لقد حكمت عائلة محمد
علي باشا الألباني حوالي ١٥٠ سنة و لكن نسبة الألبان كانت أقل من
واحد بالألف من سكان مصر العرب و الأقباط …
للأسف لا يوجد عدد كبير من المؤرخين المتخصصين حول تاريخ
اليونانيين في شرقنا و أغلب المعلومات منقولة من مؤرخين كتبوا في
القرن التاسع عشر …
ملاحظة مهمة : لقد إنتشرت فكرة خاطئة تردد أن السريان و الأرمن
و الأقباط قد كرهوا اليونانيين و أرادوا الإنفصال عنهم . و أصحاب
هذه الأفكار هم من أشهر مؤرخي الإمبراطورية البيزنطية و كانوا
غير مطلعين على مصادرنا السريانية . و كانوا يعتقدون بوجود جيوب
أو مناطق ذات أكثرية يونانية في سوريا أو فلسطين ! و قد إدعوا
أن مؤيدي مجمع خلقيدونيا هم من اليونانيين و معارضي هذا المجمع
هم الشعب السرياني و القبطي و الأرمني !
إنني من خلال دراساتي و بإعتمادي على المصادر السريانية وجدت:
أ – أن أغلبة سكان الشرق كانوا من السريان الآراميين .
ب – ان عددا كبيرا من الكتاب في اللغة اليونانية كانوا ينتمون الى
السريان و الأقباط و إن حملوا اسماء يونانية . لقد أعطى اليونانيون
الحرية لسكان الشرق و كانوا بحاجة الى هذه الشعوب فأعطوهم المناصب
الإدارية و الجيش و كان من الطبيعي أن يحملوا أسماء يونانية .
ج – إن مؤيدي مجمع خلقيدونيا لم يكونوا من الشعب اليوناني في
سوريا و فلسطين و لكن من الشعب السرياني الآرامي : المصادر
السريانية كانت تسمي الخلقدونيين ” السريان الملكيون ” أي السريان
الذين تبعوا تعاليم ملك بيزنطيا .
د – لقد إنفصلت كنيسة السريان الموارنة عن السريان الملكيين في
نهاية القرن السابع الميلادي في ايام المطران يوحنا مارون : جميع
الرسائل التي تركها هذا المطران كانت باللغة السريانية و عندما
تخلى السريان الملكيون عن اللغة السريانية في ليتورجيتهم و صاوا
يستخدمون اللغة اليونانية أطلق عليهم العرب تسمية ” الروم ” و هي
مشتقة من الرومان ! إخوتنا أبناء كنيسة الروم ليس لهم جذور رومانية
و لا يونانية و لا عربية .
ه – لا أحد ينكر تاريخ القبائل العربية المسيحية التي كانت متواجدة
بكثرة قبل مجيئ الإسلام ولكن إختفى ذكر تلك القبائل العربية في عهد
الفتوحات الإسلامية العربية لإن الإسلام حارب الإنتماء القبلي و منع
أهل الكتاب في دخول جيش المسلمين ! للأسف كثيرون من إخوتنا
يرددون بأنهم عرب أقحاح يتحدرون من تلك القبائل العربية و بدون
أي تحقيق و يتجاهلون أن ذكر تلك القبائل قد إختفى لأنها أسلمت !
( ملاحظة لماذا لم تتكون كنيسة عربية مستقلة مثل بقية الشعوب ؟
و لماذا لا يوجد ليتورجية عربية و لكن ليتورجية معربة أصلها سرياني
أو يوناني أو قبطي ؟ )
و – المصادر العربية القديمة تؤكد أن فلول جيوش الروم قد إنسحبت
مع عيلهم و لا يوجد أي ذكر لوجود ” شعب يوناني ” في سوريا و
فلسطين : لقد إعتمد معاية على المسيحيين في دمشق و كانوا من
عائلات سريانية تجيد اللغة اليونانية . مدينة دمشق كانت آرامية
بسكانها منذ أن بناها الآرامون في القرن العاشر ق٠م و قد حافظ
سكان هذه المدينة على ذكرى ملوكهم الآراميين حتى القرن الثاني
ق٠م و لا يزال سكان معلولا و بخعة و جبعدين تتكلم اللغة الآرامية
حتى اليوم !
الخاتمة
تحدر إخوتنا ” الروم ” من السريان الآراميين يعني :
* أن الموارنة و الروم و السريان يتحدرون من شعب آرامي واحد و إن
الهوية الآرامية توحدهم بينما الإنتماء الطائفي يقسمهم و يضعفهم !
* الهوية الآرامية تسمح لهم جميعا في التأكيد بأنهم أقدم شعب يعيش
في الشرق و تاريخ أجدادهم يعود الى أكثر من ٤٠٠٠ سنة و إن أقدم
ممالكهم تعود الى حوالي ٣٢٠٠ سنة !
* الهوية الآرامية تؤكد بأنهم سكان الشرق الأصيلين و الإدعاء بجذور
يونانية خاطئة يعني بأنهم دخلاء و لا أهمية لهم

غلبتني أيها الجليلي

غلبتني أيها الجليلي

بقلم
بنت السريان

لأول مرة في تاريخ الإنسانية يتقدم إنسان ليصارع الشيطان ويخرج غالبا وليس مغلوبا،
صراع خطير بكل ما في الكلمة من معنى،
وكأني بآدم الأول ملقى على أرض الخطيئة يتلوى وجعاً،
فهناك شوكة مثلثة الرؤوس مغروسة في جنبه، وهو موشك على الموت.
صمت عم البشرية في رهبة موت بطيء،
وحيرة مذهلة أفاقت على صوت بكاء،
حواء تبكي فعلتها،
و لات ساعة بكاء،
وآدم يندم، و لات ساعة مندم،
فقد حل القضاء وابتلى ادم بالداء، ولابد من إيجاد الدواء .
آدم يحتاج لطبيب، فأين الطبيب المداوي ؟
ومن ذا الذي يجرؤ ان يتقدم لينقذ آدم ويدرأ عنه الخطر؟..
فعلى مقربة من آدم أسد يزأر ..
شيطان أرعن،
ومن يتقدم لابد أن يخوض غمار معركة حياة او موت !!.
مرت لحظات خلت فيها أن الزمن انتهى وما هناك من أمل،
وتساءلت:
ترى أين راعي البشرية ؟
بل أين خالق آدم؟..
الصمت قاتل مرير .. أما من معين ؟.
عندها ووسط الحيرة هذه هب نسيم ريح معبق بقدسية العماذ،
ويسوع قادم، اعتلى جبل التجربة منقادا بالروح،
تنفست البشرية الصعداء،
إذن ها هو أحد أبطال المعركة،
وما سيحدث أمر عجيب غريب،
فالهدوء يسبق العاصفة ..
الكل متأهب لرصد مجرى أحداث معركة مصيرية حاسمة ولابد من بدء المعركة
فآدم ينزف .
ظهر يسوع بوداعة وهدوء بعد أن صام أربعين يوما وأربعين ليلة،
وأخيرا جاع
مبينا ضعف الإنسانية ليستدرج ذاك الذي طعن آدم إلى مسرح العملية
-عملية إنقاذ ادم من أسر الخطية-
وفجأة ظهر الجاني،
وقف قبالة يسوع قائلا:
إن كنت ابن الله قل لهذه الحجارة أن تصير خبزاً.
أجابه يسوع:
ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله،
وفي المرة الثانية قال الشيطان ليسوع:
ارم نفسك من فوق جناح الهيكل،
مكتوب أنه يوصي ملائكته بك ليحفظوك في كل طرقك،
لئلا تصطدم بحجر رجلك،
أجابه يسوع:
مكتوبٌ لا تجرب الرب إلهك،
وفي المرة الثالثة طلب الثلاب من يسوع أن يسجد له مغرياً بكل ممالك الأرض،
أجاب يسوع:
مكتوبٌ للرب إلهك وحده تسجد وله وحده تعبد…
وهنا دوّت صرخة فرح شقت عنان السماء ..
سقطت الشوكة عن جسم آدم وقام معافى..
وهرب الشيطان خائبا صارخا: غلبتني أيها الجليلي!!.
هكذا يعلمنا يسوع أن لا نخوض غمار الجدل والحوار مع الشيطان،
بل في كل تجربة نلتجىء للرب يسوع،
كلمة الله، ونهرع لأحضانه فهو كفيل بن يحارب عنا ويغلب،
ففي كل جولة سدد للشيطان ضربة قاضية ..
وغلب.
معركة تاريخية مصيرية لحساب البشرية المتألمة،
خاضها ربنا لوحده، واتى بالنصرة للإنسانية دون تفريق ..
للكل سواسية .. فالمسيح جاء لأجل خلاص العالم.
لكن مهلا عزيزي القارئ !!
فللمعركة بقية ..
فآدم لازال تحت ناموس الخطية،
وأبواب الملكوت لا زالت أمامه موصدة..
هناك صك مكتوب على آدم،
محرر بالدم .. موسوم بالموت..
فالموت أجرة الخطيئة..
وادم أخطأ ولابد أن يموت !!
فكيف ستحل القضية؟..
إنها لازالت متداولة بين عدالة الله ورحمته في إنقاذ البشرية
من موت الخطية،
هذا ما سنراه لاحقا في موضوعنا القادم،
لنرى كيف ستنتهي فصول المسرحية.
رجائي أن تاتي كلمتي هذه
لكل قارئ بمنفعة روحية،
مع الشكر.

لما يرمز بيض عيد القيامة ومتى ظهرت العادة؟

لما يرمز بيض عيد القيامة ومتى ظهرت العادة؟


‎معلومة جميلة ومهمة للي يتبعون التقليد
بدون مايعرفون المعنى والسبب الرئيسي
‎بيض الفصح هو البيض المزين الذي يتم عمله ضمن تقاليد الاحتفال بعيد الفصح ..
‎في عيد الفصح حيث كانت البيضة ترمز الى بداية الحياة على سطح الارض حسب المعتقدات .
يذكر التقليد الارثوذكسي المسيحي .. بعد صعود المخلص سافرت مريم المجدلية كمواطنة رومانية الى روما ودخلت بلاط الامبراطور طيباريوس قيصر واصفة ظلم محاكمة بيلاطس على صلب المسيح معلنة قيامة المسيح من بين الاموات حاملة بيدها بيضة وقائلة : (المسيح قام) فسخر منها الامبراطور قائلاً : ان امكانية قيامة انسان من بين الاموات هي كمثل تحول لون هذه البيضة الى الاحمر .

وهذا ماحصل فعلاً فقد تحول لون البيضة
الى الاحمر . وتابعت المجدلية اعلان البشرى السارة الى الحاشية الامبراطورية .
‎واتبعت الكنيسة هذا التقليد بصبغ البيض على الفصح تأكيداً على قيامة المسيح . لذا في بعض الاحيان ترسم مريم المجدلية في الايقونة حاملة في يدها بيضة حمراء … وشاع هذا التقليد بين المؤمنين ان يصبغوا البيض باللون الاحمر وليس بألوان اخرى وزخرفات لامعنى لها .
‎رمزت البيضة الى الخلق والحيوية كمصدر للحياة الجديدة . والفصح المسيحي أضاف معنى جديد الى رمزية البيضة فـ كما ان قشرة البيضة القاسية تنكسر لتنبثق منها حياة جديدة هكذا

ما هي لغة بيروت في القرن السادس الميلادي ؟

آثارات مدرسة الحقوق الرومانية قرب كاتدرائية القديس جورج في
بيروت : هذا ما تبقى من المدرسة الشهيرة التي تعرضت لزلزال كبير
سنة ٥٥١ م ثم لحريق سنة ٥٦٠ منع إعادة بنائها !

ما هي لغة بيروت في القرن السادس الميلادي ؟
هنري بدروس كيفا
طلب مني أحد الأخوة أن أعلق حول هذا الموضوع :
” يايسوع الحياة … ترتيلة رومية شهيرة … من كتبها ؟
كتبها ، باللغة الرومية – اليونانية ، القديس “الحمصي” “رومانوس المرنم” ، في القرن السادس . وعنوانها باليونانية “الحياة في قبر ، i zoi en tafo” . وقد خدم رومانوس شماساً في “بيروت” حيث كان يكتب أشعاره ويتكلم باللغة الرومية-اليونانية فقط مع روم بيروت الناطقة آنذاك بالرومية ( اليونانية ) فقط … وقد تمت ترجمتها فيما بعد إلى اللغات
الأخرى بما فيها العربية بعدما تعرب الروم المشرقيون إثر الاحتلال العربي ، فيما بقيت ترتل بالرومية في اليونان وقبرص حتى اليوم.
ما رأيك
هل اهل بيروت كانوا يتكلمون اليونانية فقط ؟”
أولا – من هو القديس رومانوس ٤٧٠ ؟- ٥٣٠ م
١- هذا القديس من الأرجح ان هذا القديس قد ولد في حمص
حوالي سنة ٤٧٠ لأننا نعرف إنه إنتقل من بيروت الى القسطنطينية
حوالي سنة ٤٩٢ م .
٢- طبعا أن إسمه رومانوس لا يعني أنه روماني و ولادته في حمص
السريانية الآرامية قد تشير الى أنه سرياني آرامي ينتمي الى عائلة تعمل في الإدارة البيزنطية و تجيد اللغة اليونانية أو متحدر من بقايا اليونانيين
و كانوا أقلية ضئيلة في سوريا .
٣- لقد إنتشر إسم هذا القديس في سوريا و لبنان و فلسطين و شرقي
الأردن خاصة بين أخوتنا أبناء كنيسة الروم : من يحمل اسم رومانوس
اليوم لا يؤكد بأنه يتحدر من بقايا اليونانيين لأننا نعلم اليوم أن الشعب
السرياني الآرامي قد إنقسم بعد مجمع خلقيدونيا بين فريقين :
* السريان الملكيون ( اليوم إسمهم روم ) و قد عرفوا في المصادر
السريانية ب ” الخلقيدونيون ” أو ” أتباع المجمع ” و ” السريان الملكيون” لأنهم تبعوا أوامر الملك البيزنطي …
* السريان المناهضون لمجمع خلقيدونيا ( السريان الأرثودكس ) و قد
عرفوا ب ” أصحاب الطبيعة الواحدة” و ” اليعاقبة ” …
ملاحظة مهمة هي أن ” أتباع دير مار مارون ” كانوا من السريان الملكيين ” أي خلقيدونيين و بعد إحتلال العرب لسوريا و هرب بطريرك
إنطاكيا الخلقيدوني , إستقلت الكنيسة السريانية المارونية .
٤ – لا شك أن هذا القديس قد عاش في فترة صعبة جدا حيث إنقسمت
الكنيسة بين مؤيد و رافض لتعاليم مجمع خلقيدونيا . لا شك أن أغلبية
ساحقة من المسيحيين كانوا من المزارعين ” بسطاء القلب ” لا يفهمون
الخلافات العقائدية التي عصفت بالكنيسة الواحدة . القديس رومانوس
قد عاش حوالي ٤٠ سنة في القسطنطينية في عهود الأباطرة :
* أناستاسيوس الأول ( ٤٨١-٥١٨ ) و كان مناهضا لتعاليم خلقيدونيا.
*يوستين الأول ( ٥١٨- ٥٢٧ ) مؤيد لمجمع خلقيدونيا.
*يوستنيان الأول ( ٥٢٧-٥٦٥) مؤيد لمجمع خلقيدونيا.
ثانيا – ما هو الفرق بين لغة محكية و لغة رسمية في بطريركية إنطاكيا؟
١ -لا شك أن القارئ المهتم يعرف أن التقسيمات الكنسية للمطرانيات
في بطريركية إنطاكيا قد إتبعت التقسيمات الإدارية للامبراطورية الرومانية و فيما للإمبراطورية البيزنطية.
٢- في القرون الأربعة الأولى كانت معظم الولايات في أسيا للصغرى و البنطس تابعة إداريا و كنسيا لإنطاكيا و لكن في القرنين الخامس و السادس كانت هذه لبطريركية تتألف من ١١ ولاية و كانت كيليكيا الأولى
و الثانية إيصوريا تقع جغرافيا خارج سوريا الآرامية .
٣- لا شك أن اللغة اليونانية هي اللغة المنتشرة في هذه الولايات الثلاث
أما في بقية الولايات : سوريا الأولى و سوريا الثانية و فينيقيا الساحلية
و فينيقية اللبنانية و منطقة الفرات و أسروهين ومسوبوتاميا و العربية
( شرقي الأردن ) فإن أكثرية ساحقة من السكان كانوا من السريان أي
الآراميين . و لغتهم الأم و اللغة المحكية و اللغة الطقسية هي اللغة
السريانية.
٤- اللغة الرسمية في الإمبراطورية البيزنطية كانت اللغة اليونانية
و هذه اللغة كانت محكية ضمن أقلية من بقايا اليونانيين و من قبل
الجنود و الموظفين في الإدارة . اللغة اليونانية كانت شبه محصورة في
العاصمة إنطاكيا و بعض المدن في سوريا . هنالك عدة مصادر سريانية
و يونانية تؤكد لنا أن أغلبية سكان المدن لا يفهمون اللغة اليونانية و كان
على الشماس أن يترجم المواعظ الى اللغة السريانية.
٥- لقد أعطى اليونانيون إسماء يونانية لجميع المدن في سوريا و لكن
هذا لا يعني أن سكان لك المدن كانوا يونانيين أو يتكلمون اللغة اليونانية.
مدينة مبوغ الآرامية ( منبج اليوم ) أصبحت هليوبوليس ! و مدينة حلب
أصبح اسمها بيروا . لك شك ان القارئ يعرف أن اسم مدينة طرابلس
هو يوناني Tripolis و يعني ” ثلاث مدن ” و لكن إسم طرابلس ليس
برهانا على أن سكان الثلاث مدن كانوا من اليونانيين !
٦ – اللغة الرسمية في بطريركية إنطاكيا كانت اللغة اليونانية و لكن اللغة
المحكية فهي اللغة السريانية الآرامية . إنطاكيا عاصمة ولاية سوريا
الأولى كانت تستخدم اللغة اليونانية بحكم إنها عاصمة الشرق و لكن
جميع السكان في ولاية سوريا الأولى كانوا يتكلمون اللغة السريانية
لأنها لغتهم الأم .
ثالثا -ما هي لغة بيروت في القرن السادس الميلادي ؟
١ – كانت بيروت مدينة أو بلدة صغيرة ضمن فينيقيا الساحلية و لم تكن
تلعب دورا مهما في التاريخ القديم .
٢- بعد إحتلال الرومان لبيروت سنة ٦١ ق٠م و تحويلها الى مستعمرة رومانية و قاعدة لهم سوف سوف تبدأ هذه المدينة في النمو و الإزدهار .
خاصة بعد بناء مدرسة الحقوق الرومانية حيث تقاطر طلاب الحقوق
من كل أنحاء الإمبراطورية الرومانية خاصة من القسم الشرقي !
ملاحظة مهمة : هنالك إختلاف بين الباحثين حول تاريخ بناء هذه المدرسة فمنهم من يؤكد بداية القرن الأول و منهم من يؤكد أواخر القرن
الثاني و أول كتابة تتكلم عن هذه المدرسة تعود لسنة ٢٣٩ م.
٣- لا شك إن لغة التعليم في مدرسة الحقوق كانت اللغة اللاتينية لأنها
كانت اللغة الرسمية في الإمبراطورية الرومانية . إنتشار اللغة اليونانية
في القسم الشرقي من الإمبراطورية الرومانية قد سمح لها أن تبقى لغة
رسمية الى جانب اللغة اللاتينية !
٤- في القرنين الثالث و الرابع أصبحت اللغة اليونانية – لغة الإدارة – بحكم الواقع في القسم الشرقي من الإمبراطورية الرومانية و قد تعالت
بعض الأصوات تطالب بأن تكون اللغة اليونانية هي لغة التعليم في مدرسة الحقوق في بيروت .
بعض الباحثين يؤكدون أنه في أوائل القرن الخامس الميلادي بأن اللغة
اليونانية قد أصبحت لغة التعليم في مدرسة الحقوق . إنني شخصيا أشك
في ذلك لأننا نعرف من خلال المصادر السريانية بأن زكريا البليغ قد
دون حياة البطريرك ساويروس و ذكر كيف عرف عليه في مدرسة بيروت في أواخر القرن الخامس و هو يذكر أن لغة التعليم كانت اللاتينية.
٥ – لا شك أن اللغة اليونانية كانت اللغة الرسمية في مدينة بيروت
و لغة التخاطب بين طلاب مدرسة الحقوق القادمين من كل أنحاء الإمبراطورية البيزنطية . و لكن اللغة المحكية في بيروت بين عامة
الناس ظلت اللغة السريانية الآرامية .
٦- للأسف أغلب اللبنانيين يعتقدون بأن سكان فينيقيا الساحلية كانوا
يتكلمون اللغة الفينيقية و يستشهدون بالإنجيل و كيف زجر سيدنا يسوع
المسيح المرأة الكنعانية .
* اللغة السريانية الآرامية كانت قد محت كل اللغات الشرفية من أكادية
و كنعانية ( فينيقية ) و عبرية حوالي ٤٠٠ سنة قبل مجئ المسيح !
يسوع و كل الرسل قد بشروا باللغة الآرامية !
* ” فينيقيا الساحلية ” و عاصمتها مدينة صور هي تسمية رومانية
لا تؤكد إستمرارية الشعب الفينيقي لأننا نعلم أن ولاية ” فينيقيا اللبنانية”
و عاصمتها دمشق أي أن جميع سكان هذه الولاية هم آراميون في الهوية
و اللغة .
* ” فلسطين الثانية ” هي تسمية إدارية رومانية قد أطلقت على منطقة
شرقي الأردن أي بلاد الانباط و هم آراميون بالهوية و التاريخ و اللغة
و ليس لهم أي علاقة مع شعب الفلستو القديم !

النعوت التاريخية للمصطلحات الكنسية، ج١

موفق نيسكو

النعوت التاريخية للمصطلحات الكنسية، ج١

النصرانية، الجامعة، النسطورية، الأوطاخية، الخلقيدونية واللاخلقيدونية، الديوفيزية والمونوفيزية، مجمع اللصوص ومجمع الأثمة أو الذئاب، الروم الملكيين،، الأرثوذكسية والكاثوليكية، اليعقوبية

يختلط الأمور على كثير من الكُتَّاب باستعمال مصطلحات وألقاب ونعوت كنسية متداولة في التاريخ دون معرفة معناها، أو متى، أو كيف أطلقت، وهذا الأمر يشمل كثير من الكتاب المسيحيين أيضاً، لذلك نوضح بعض هذه المصطلحات:

(النصارى، الجامعة أو الكاثوليكية): النصارى كلمة أطلقها اليهود في بداية المسيحية على أتباع السيد المسيح من اليهود الذين اعتنقوا المسيحية حصراً، نسبة إلى مدينة الناصرة التي عاش فيها المسيح وفق التقاليد الشرقية بانتساب الشخص لمدينة نشأته، وحاول اليهود المتعصبون الذين اعتنقوا المسيحية إحداث مشاكل بتميز أنفسهم عن المسيحيين من الأمم الأخرى كاليونان والرومان والفرس وغيرهم، وعَدُّوا أنفسهم أن لهم حق السيادة والرئاسة على المسيحيين جميعاً، وامتنعوا عن الاختلاط مع المسيحيين من أصل غير يهودي، واستعملوا إنجيل متى فقط المكتوب بالسريانية، وكانوا يُسمُّونه إنجيل العبرانيين، وفرضوا شروطاً على المؤمن المسيحي مثل أن يُمارس المسيحي الناموس الموسوي القديم كحفظ السبت والختان، وتحريم بعض المأكولات، والاتجاه بالقبلة إلى أورشليم عند الصلاة بدل قبلة المسيحيين التي هي الشرق، وغيرها، وهؤلاء اليهود المتنصرين هم الذين يُسَمَّون نصارى، وهم يختلفون عن المسيحيين، وقد حدثت بينهما مشاكل كثيرة عُقد على أثرها مجمع كنسي سنة 51م (بعض المصادر 49م) لحل المشاكل، لكنه لم ينهي الخلاف بالكامل، وقد تحدث بولس الرسول عن ذلك الخلاف الذي وصل بينه وبين بطرس حيث اتهم بولس بطرس بالرياء ولامه لأنه جامل اليهود المتنصرين على حساب المسيحيين من الأمم الأخرى (رسالة بولس 2 إلى غلاطية، إصحاح 2: 11-14)، ونتيجة الخلاف اضطر بطرس أن يرسم في أنطاكية أسقفين هما أفوديوس للأمم من غير اليهود، وإغناطيوس النوراني +107م للمسيحيين من أصل يهودي، توفي أفوديوس سنة 68م وبقي إغناطيوس الذي حَلَّ المشاكل بين الطرفين وعمل اتحاداً بينهما وأعلن لأول مرة أن كنيسة أنطاكية السريانية هي كاثوليكية، أي جامعة لكل الأمم، ولا فرق بين مسيحي من أصل يهودي أو من الأمم الأخرى، وأنَّ المعمودية هي المميز الأساسي للمسيحي وليس الختان..إلخ (ملاحظة مهمة: لا علاقة لكلمة كاثوليك هنا بكنيسة روما التي اسمه في التاريخ كنيسة روما فقط، واقترن اسمها بكاثوليك في القرون الأخيرة لغرض تميزي كما سيأتي)، والجدير بالذكر إن كلمة نصارى أُطلقها العرب قبل الإسلام على المسيحيين من أصل يهودي ومنهم السريان الشرقيين النساطرة (الكلدان والآشوريين الحاليين الذين يُسمون أنفسهم نصارى لدلالة أنهم ينحدرون من أصول يهودية)، وبعد الإسلام شاع استعمالها لتعني مسيحي، واستعملها بعض الكُتَّاب المسيحيون بهذا المعنى أيضاً، باستثناء النساطرة حيث استعملوا كلمة نصراني للتأكيد على أنهم ينحدرون من بني إسرائيل.

(النسطورية): نسطور، سرياني ولد سنة 378م في قرية مرعش وترهَّبَ في دير أوبريبوس على باب أنطاكية، ورُسم كاهناً لإحدى كنائس أنطاكية، ولذكائه ولباقته اختير بطريركاً للقسطنطينية سنة 428م، وكانت لديه آراء عقائدية أخذها عن أستاذه تيودورس الأنطاكي أسقف مصيصة المعروف بالمصيصي ومُلخَّصها، أن السيد المسيح كإله متجسد، هو طبيعتان وأقنومان، إلهية وإنسانية، والسيدة العذراء لم تلد إلهاً مُتجسِّداً، بل ولدت إنساناً فقط، وهذا الإنسان حلَّت فيه الطبيعة الإلهية أو لبسَهَا أو سكنها أو اقترن بها..إلخ، وأصبح إلهاً، وفي مجمع إفسس المسكوني (العالمي) سنة 431م تم حَرمْ نسطور بسبب أفكاره، وأصبحت لنسطور عقيدة خاصة تُسَمَّى، العقيدة النسطورية، تَبنَّتها كنيسة المشرق السريانية فقط (الكلدان والآشوريون حالياً)، ولهذا دُعيتْ بالنسطورية، علماً أن أتباع كنيسة الكلدان حالياً هم السريان النساطرة الذين انشقوا عن الكنيسة النسطورية واعتنقوا الكثلكة سنة 1553م فسمتهم روما كلداناً، وثبت اسمهم في 5 تموز1830م، بينما بقي القسم الآخر إلى اليوم نساطرة وهم الذين سَمَّاهم الإنكليز آشوريين سنة 1876م، وثبت اسم أحدى كنائسهم فقط، آشورية، في 17تشرين أول 1976م، أما الشق الآخر النسطوري فلا يزال يرفض التسمية الآشورية.

(الأوطاخية): نسبة إلى كاهن القسطنطينية أوطيخا الذي حَرَمته الكنيسة في مجمعي القسطنطينية 448م، وخلقيدونية 451م، لأنه على عكس نسطور،أي أنه ألغى الطبيعة الإنسانية للمسيح وقال بطبيعة واحدة إلهية ذابت فيها الطبيعة الإنسانية واختلطت وامتزجت وتبلبلت خواصهما، ولا يوجد في التاريخ طائفة تبنَّت العقيدة الأوطاخية.

(خلقيدونية، ولاخلقيدونية): نسبة لمجمع خلقيدونية الشهير سنة 451م الذي بسببه انقسمت المسيحية إلى اليوم، فخلقيدونية تعني الذين قبلوا قرارات مجمع خلقيدونية، وتشمل الكنيسة الكاثوليكية وكذلك الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية كاليونان، روسيا، بلغاريا، رومانيا، صربيا..إلخ، أيضاً كنيسة السريان الملكيين أي الروم..إلخ، ومصطلح لاخلقيدونية، تعني الذين رفضوا مجمع خلقيدونية، وتشمل كنائس الأرثوذكس: (السريان وبضمنها الهند، الأقباط وبضمنها أثيوبيا وأرتيريا، والأرمن)، والحقيقة إن هذا المصطلح هو الصحيح للتفريق بين أهم نقطة في العقيدة المسيحية، وليس مصطلحا، الكاثوليكية والأرثوذكسية، فكنيسة روما الكاثوليكية، وكنيسة القسطنطينية الأرثوذكسية التي تشمل (اليونان، روسيا، بلغاريا..إلخ)، كلاهما خلقيدونتيان، أي أن الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، الروسية، البلغارية..إلخ، هي مطابقة لعقيدة الكاثوليك، وتختلف عن عقدة الأرثوذكس اللاخلقيدونيين، أي السريان والأقباط والأرمن.

(الديوفيزية والمونوفيزية، وأحياناً بالسين، ديوفيست، مونوفيست): كلمات يونانية الأولى تعني أصحاب الطبيعتين، أي الخلقيدونيين (الكاثوليك والأرثوذكس البيزنطيين)، والثانية تعني أصحاب الطبيعة الواحدة أي اللاخلقيدونيين (السريان، الأقباط، الأرمن، والأحباش)، وهذان اللقبان صحيحان إذا استعملا بحسن نية، أي إذا كان المقصود بالمونوفيزين من يؤمنون بالطبيعة الواحدة من اتحاد طبيعتين، فهو استعمال صحيح، أمَّا إذا كان المقصود بها العقيدة الأوطاخية المحرومة من الطرفين، للدلالة على (السريان، الأقباط، الأرمن، والأحباش) فهو استعمال خاطئ، أو أن استعماله من الخلقيدونيين على اللاخلقيدونيين هو مُتعمَّدْ وبسوء نية لغرض الاستهجان بهم. وفي نفس الوقت فإن استعمال كلمة الديوفيزية على الكاثوليك والأرثوذكس الخلقيدونيين، هو صحيح إذا كان المقصود منه أنهم يؤمنون بطبيعتين في أقنوم واحد، أمَّا إذا كان المقصود به أنهم يؤمنون بطبيعتين وأقنومين بحسب عقيدة نسطور المحروم من الطرفين، فهو خطأ، أو أن استعماله من اللاخلقيدونيين على الخلقيدونيين هو مُتعَمَّدْ وبسوء نية لغرض الاستهجان بهم، فاللاخلقيدونيون والخلقيدونيون يحرمون أوطاخي ونسطور، وتعبير الطبيعة الواحدة للكلمة المتجسد استعمله الخلقيدونيون مراراً بدءاً من مجمع القسطنطينية سنة 553م، واللاخلقيدونيون يؤمنون بطبيعة واحدة للكلمة المتجسد من طبيعتين ويستعملونه مراراً، فالطرفان متفقان في المعنى ومختلفان في التعبير، وكل ما في الأمر أن اللاخلقيدونيين يُركِّزون على كلمة واحدة خوفاً من تقسيم المسيح إلى اثنين كما قال نسطور، والخلقيدونيون يُركِّزون على كلمة اثنين خوفاً من اختلاط الطبيعتين بطبيعة واحدة كما قال أوطيخا.
وفي التاريخ وإلى اليوم هناك من استعمل ويستعمل المونوفيزية والديوفيزية بحسن نية، إمَّا للاختصار أو لكتابة الكلمة العربية بلفظها اليوناني، أو استعمالها بغير قصد، أي لا يعرف الحقيقة خاصة من العرب والمسلمين الذين أخذوا هذه الألقاب واستعملوها، وعموماً تم استعمال اللقبين من الكُتَّاب المسيحيين وهم يعرفون الحقيقة، وكل طرف استعملها استهجاناً بالآخر، و والملاحظة المهمة التي يجب الانتباه إليها هي أن أي كاتب يستعمل لقبي المنوفيزيين والديوفيزيين على الطرفين معاً، هو أمر طبيعي، أمَّا إذا استعمل الكاتب لقباً واحداً على فئة من دون الأخرى فيعني أنه مُتعَّمِد ومُنحاز ويستهجن الآخر، فإمَّا أن يستعملهما على الطرفين معاً، أو يستعمل تعابير أخرى مثل الخلقيدونيين واللاخلقيدونيين، أرثوذكس وكاثوليك..إلخ، مع ملاحظة أن كلمة الديوفيزية تشمل العقيدة النسطورية أيضاً، لأن النسطورية هي أيضاً ديوفيزية، ولكن هناك فرق بين العقيدة الديوفيزية النسطورية، ولعقيدة الديوفيزية الخلقيدونية (الكاثوليكية والأرثوذكسية البيزنطية)، فالنسطورية هي الديوفيزية المتطرِّفة التي تُقسم المسيح إلى أقنومين واضحين، بينما الديوفيزية الخلقيدونية تقول إن في أقنوم المسيح الواحد طبيعتان، ولذلك فمصطلح النسطورية هو الدارج في التاريخ على العقيدة النسطورية، وقلما يُطلق عليها الديوفيزية النسطورية لأنه بمجرد قول النسطورية فهو واضح.

(مجمع اللصوص ومجمع الأثمة أو الذئاب): مجمع اللصوص، يُطلقه الخلقيدونيون على مجمع إفسس الثاني 449م لأنهم يرفضون المجمع وقراراته، أمَّا مصطلحات مجمع: الأثمة، الذئاب، المشؤم، الضالين..إلخ، فيُطلقها اللاخلقيدونيون على مجمع خلقيدونية 451م، وعلى الذين قبلوا به، واللقبان اللصوص والأثمة أو الذئاب، استعملا من الطرفين استهجاناً أحدهما بالآخر أيضاً.

(الروم، الملكية): الملكية، كلمة سريانية أطلقها السريان اللاخلقيدونيون على السريان الذين قبلوا قرارات مجمع خلقيدونية 451م استهجاناً بهم لأنهم رفضوا إيمان آبائهم السريان وقبلوا قرارات المجمع الذي انعقد بأمر ملك الروم مرقيانوس، فسَمَّوهم، الروم الملكيين أو منفرداً، الروم أو الملكيين، أي كنيسة ملك الروم في القسطنطينية، ولقب الروم أو الملكيين أُطلق عموماً في البداية على الجميع أي على كنيستي روما والقسطنطينية، كليونان والروس والبغار ورومانيا، وصربيا..إلخ، لكن بعد الإسلام أُطلق تحديداً على السريان الذين قبلوا مجمع خلقيدونية، أي على (روم أنطاكية الأرثوذكس والكاثوليك)، وأُطلق أيضاً على رعية بطريركية أورشليم المستقلة غير المرتبطة بروما أو اليونان، وأُطلق لقب الملكية بدون كلمة الروم على الأقباط الذين قبلوا بمجمع خلقيدونية ولكنهم مستقلون أي لم ينتموا لكنيسة روما أو غيرها. (انظر أسد رستم، كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى، ج1 ص389. والأب يوسف الشماس المخلصي، خلاصة تاريخ الكنيسة الملكية، ص19، 126-128، 146. والمسيحية عبر تاريخها في المشرق، ص295).

(أرثوذكسية وكاثوليكية): كلمات يونانية، فكاثوليكية تعني العامة أو الجامعة لكل الأمم، وقلنا أن أول من أطلقها هو بطريرك أنطاكية إغناطيوس النوراني +107م، لجمع اليهود المتنصرين والمسيحيين من الأمم الأخرى تحت سلطة وعقيدة واحدة، وأرثوذكسية تعني مستقيم الرأي، والحقيقة أن هذان المصطلحان اقترنا بأسماء الكنيسة بعد مجمع خلقيدونية 451م، فشاع استعمال الأرثوذكسية للكنائس الشرقية اللاخلقيدونية فقط: أي كنائس أنطاكية السريانية ومعها كنيسة الهند التابعة لها، وكنيسة الاسكندرية القبطية ومعها أثيوبيا وارتيريا، وكنيسة الأرمن، ثم بعد الانقسام الكبير بين روما والقسطنطينية سنة 1054م شاع استعمال كلمة أرثوذكسية على كنائس القسطنطينية البيزنطية (اليونان، روسيا، بلغاريا..إلخ)، وبالمقابل شاع استعمال الكاثوليكية على كنيسة روما وأصبح يقترن بها خاصة في بريطانيا بعد انقسام الكنيسة الأنكليكانية عن كنيسة روما في القرن السادس عشر، أي اسم الكاثوليك المقترن بروما دائماً أو المستعمل لوحده للدلالة عليها حصراً هو حديث نسبياً.
وكنيسة أرثوذكسية وكاثوليكية، هي كلمات تميزية فقط، فجميع الكنائس الأرثوذكسية تفتخر وتقول إنها كاثوليكية، أي جامعة لكل الأمم، وتُقرُّ بقانون الإيمان الذي يقول، وبكنيسة واحدة جامعة أي كاثوليكية)، والكنيسة الكاثوليكية أيضاً بدورها تفتخر وتقول إنها أرثوذكسية، أي مستقيمة الرأي، وفي مجمع خلقيدونية 451م، سَمَّت روما كنيستها أرثوذكسية، وإيمانها أرثوذكسي، وسمَّت البابا لاون عمود الأرثوذكسية، بل أن كلمة كاثوليكية استعملت في التاريخ أحياناً مرادفة لأرثوذكس أي بمعنى، قويم المعتقد (مجموعة الشرع الكنسي، أعمال مجمع خلقيدونية، ص366-367، وبعدها، وانظر المطران بولس بهنام، خمائل الريحان أو أرثوذكسية مار يعقوب السروجي الملفان، ص41).
وشكراً/موفق نيسكو- يتبع الجزء الثاني

ܝܘܣܦ
Urfa Valisine Ziyaret

Urfa Valisine Ziyaret

 Urfa, bölgemizin efsunlu bir şehridir. Süryani literatüründe ‘‘Kalath Bethnahrin / Mezopotamya’nın Gelini’’ ismiyle bilinen bu şehir, kendimi bildim bileli beni cezp etmektedir. Toplumsal algılamanın ötesinde, çok farklı çağrışımlarla çevrelenmiş, tarihin katmanlarında adeta gezintiye çıkmış gibi oluyorum Urfa gibi önemli bir şehrin kültürel hazinelerini düşündüğümde ve yakından gördüğümde..

Değerli dostlarımızla birlikte dün yani 1 Nisan 2022 Cuma günü, Urfa Valisi Sayın Abdullah Erin’e bir nezaket ziyareti yaptık. Bu ziyaret vesilesiyle Sayın Valimize yeni yayınlanan ‘‘Süryani Mistisizmi’’ isimli kitabımı da takdim etme fırsatı buldum.

Süryani kültürüne aşina olan sayın valimizle Urfa başta olmak üzere, Süryani kültürünün bölgedeki tarihsel özgül ağırlığını ilgilendiren alanlarda fikir alışverişinde bulunduk. Bu hoş ve verimli sohbetten tekrar anladım ki, her başarı, kendi içinde başka bir başarının anahtarını barındırır. Hayattaki her başarı, çaba, azim ve büyük emeğin doğal bir sonucudur. Bir atasözünün dediği gibi; ‘‘Geleceğin bütün çiçekleri bugünün tohumları içindedir.’’  

Görünen ve görünmeyen özgünlüklerin ve farklılıkların yüksek farkındalığıyla ve büyük tevazuuyla görevini ifa eden Sayın Valinin Urfalıların gönlünde taht kurmasının nedenleri de aslında burada yatmaktadır. Çünkü samimi niyetle geleceğin yararı için yapılanlar, toplumsal huzura ve yaşama pozitif katkı sunmaktadır. Bu nedenle sorumluluk bilinciyle davranan samimi devlet yöneticilerinin ve özellikle valilerin başarısı toplumda takdir toplamaktadır.

Çünkü rasyonel beyinler, insana “insan” olduğu için değer verir ve hizmet eder. Ancak sosyal bir düşünürün deyişine göre, “İnsanı insan yapan olaylar o kadar ciddi tecrübeler ve fırtınalardır ki, ya yolun sonundaki kapıyı bulursunuz ya da bu yol bir labirente dönüşür ve siz de o labirentte kaybolur, yok olursunuz. Elinizi tutup sizi kaldıracak sıcak bir temas ararsınız. Bazen çok yakınınızda olur göremezsiniz, bazen de o el sizi bulur ama siz onun kıymetini bilmezsiniz…!”

Hayatın akışı içinde çoğu kez, o yol da, o labirent de, o temas da, o el de, o anahtar da orada… Kendi içimizdedir. Bize düşen oraya girip bulmaktır. Bulduğumuzda kıymetini bilmek ve farkındalıkla hizmet etmek ve  geliştirmektir.

Yoğun çalışma mesaisi içinde bizi kabul ettiği için sayın valimizin nezaketine cani gönülden teşekkür ederim. Sağlık ve başarı dileklerimi sunarım.

Saygılarımla.

Yusuf Beğtaş

Süryani Dili-Kültürü ve Edebiyatı Derneği Başkanı / Mardin