متى اطلق على الآراميين اسم السريان؟
متى اطلق على الآراميين اسم السريان؟
هنري بدروس كيفا
شكرا على هذا السؤال، إن مجرد طرحه بهذا الشكل يثبت لنا إنك تعرف تاريخ أجدادك أكثر من بعض السياسيين ألسريان ألذين يجهلون تاريخ ألسريان.
لقد أجبت على هذا السؤال مرارا، باختصار لقد أطلق الفرس تسمية – أسورا – على جميع المناطق ألتي استولوا عليها بعد قضائهم على الدولة الكلدانية ربما لأن الآشوريين كانوا محتلين بعض المناطق ألفارسية و لا شك أن صيتهم قد اشتهر في كل الشرق .

قراءة المزيد

ܝܘܣܦ
الحياة والقواعد

الحياة والقواعد

دون معرفة قواعد المروربغض النظرعن تجهيزات السيارة وبغض النظرعن حالة الطريق إذا تم استخدام السيارة، فستكون الرحلة مزعجة وصعبة. في بعض الأحيان حتى هذا لا يكفي. من الضروري المضي قدمًا من خلال مراعاة سرعة المركبات المتحركة.

يجب النظر في سيارتك والمعدات التقنية وظروف الطريق إذا تم استخدام السيارة، ستكون الرحلة آمنة. هذا هو مبدأ أساسي من حركة المرور. لا يُعفى من هذا أي شخص يقود مركبة. يجب على كل سائق الامتثال لهذا المبدأ. العكس هو الخطأ.

وينطبق الشيء نفسه على حياة صحية ويملؤها الرضى. إذا تم تعلم معرفة الحياة، التي تتكون من قواعد، واتباعها بصدق، تصبح الحياة سعيدة وممتعة.

الحياة لها معاني عقلانية وقواعد أساسية ثابتة. يعتمد بقاء الحياة وإثرائها المادي والروحي على فهم هذه المعاني واستكمال القواعد. الأخلاق، وهي الشكل المحوّل للمعرفة إلى عمل، بينما تنفخ الروح والحيوية في الحياة، تخدم استمراريتها من خلال مراعاة هذه المعاني والقواعد. قراءة المزيد

القس بولس الخوري الكفرنيسي الراهب اللبناني الماروني(1888- 1963)

القس بولس الخوري الكفرنيسي الراهب اللبناني الماروني(1888- 1963)

Henri Bedros Kifa

القس بولس الخوري الكفرنيسي الراهب اللبناني الماروني
(1888- 1963)
استاذ اللغة السريانية في مدرسة الرهبانية اللبنانية المارونية سابقاَ
مؤلف كتاب
غرامطيق اللغة الآرامية السريانية
( طبع في بيروت 1962)
ننشر هنا مقدمة كتاب غرامطيق اللغة الآرامية السريانية لاهميتها القومية في توحيد طوائف وفرق الشعب الآرامي;
اذ يعتبر الكتاب المذكور من أهم المصادر والكتب لدراسة قواعد السريانية الآرامية.
ويعتبر مؤلف الكتاب الاب بولس الكفرنيسي اللبناني الماروني من اساطين الارامية والفكر القومي الآرامي.
قد آثرنا ان نضع هذه اللمحة التاريخية في صدر هذا الكتاب تذكرة لا بناء وطننا الاعزاء بشرف اصلهم وترغيباً لهم في المحافظة على لغة ابائهم ومآثرهم الغراء فنقول:
الآراميّون هم بنو آرام بن سام.
وكانوا امّة كبيرة مشهورة.
الشاعر السوري “فاليروس بابريوس /VALERIUS BABRIUS

الشاعر السوري “فاليروس بابريوس /VALERIUS BABRIUS

Ferdaous Raya

الشاعر السوري “فاليروس بابريوس /VALERIUS BABRIUS “ولد في مدينة أفاميا في القرن 2 قبل الميلاد.في العصر الهلنستي الذي امتد من (332 ق.م بعد احتلال الاسكندر المقدوني سوريا في معركة “إيسوس ” إلى عام 30 ق.م حتى سقوط ملكة مصر البطلمية كليوباترا على يد الرومان حيث كانت سوريا تتبع لمصر .رغم انتشار اللغة اليونانية في المراكز الهللنيستية ولكن بقيت اللغة الفينيقية مسيطرة على الساحل واللغة الآرامية في الداخل وهي اللغة الشعبية والمحكية . اختص فاليروس في نظم الحكم الفلسفية والأخلاقية على ألسنة الحيوانات والنباتات والجمادات ضمن قصائد يقال لها ” حكايا خرافية “
قلده في هذا النوع من القصص ” إيسوب ” الذي كتب اللاتينية و “ابن المقفع ” الذي كتب بالفارسية والعربية و “لافونتين “الذي كتب بالفرنسية الذي ترك بعض عناوين قصائد فاليروس كماهي مثل قصيدة “الصرصار والنملة “
من هو الأهم لنا وللغتنا وثقافتنا وانتمائنا السرياني؟
من هو الأهم لنا وللغتنا وثقافتنا وانتمائنا السرياني؟
هل هو “مار اكيتو”، أم مار نرساي ومار فيليكسينوس المنبجي ومار يعقوب السروجي ؟,
اعتاد البعض من افراد شعبنا السرياني، وخاصة اؤلئك الذين لا ثقافة لديهم، ان يكتبوا في وسائل التواصل الاجتماعي عند مجيء شهر نيسان، ويعايدوا انفسهم وغيرهم بما يسمى بعيد “اكيتو”، ويحاولون بشتى الوسائل فرضه على غيرهم من الاهل والاصدقاء واخرين لقبوله كعيد قومي/وطني لهم. وكأنه اهم حدث في تاريخ السريان لا بل وكأنه أهم عيد لهم يستمدون منه معنى وجودهم.
لكن هل ذكرى “اكيتو” المستمدة من الاساطير العراقية القديمة هي اهم من ذكرى حلول المناسبات والاعياد المرتبطة بوجود الشعب السرياني، ومن المناسبات والرموز المرتبطة مباشرة بلغته وثقافته ووجوده؟
هل ما يسمى “اكيتو” الذي لا نعرف عنه شيئا الا القشور هو أهم من الادباء السريان العظماء من امثال برديصان (توفي عام 222م) ومار افرام (توفي عام 363م) ومار فيلكسينوس المنبجي (توفي عام 523م) ومار يعقوب السروجي (توفي عام 521م) ومار يعقوب الرهاوي (توفي عام 708م)، وغيرهم؟ هل “مار اكيتو” اهم منهم؟
اننا اذا افتخرنا بوجودنا وتاريخنا كشعب سرياني، فاننا نفتخر بوجود هؤلاء الادباء ومؤلفاتهم السريانية الارامية لانهم رموزنا ورموز وجودنا ورموز لغتنا وثقافتنا. ان هؤلاء الكُتَّاب السريان لهم كل الفضل في استمرارية اللغة السريانية الفصحى التي نتمجد بها ونفتخر بها، وعلى الاغلب لا نعرفها او نعرف منها القشور فقط. ان هؤلاء الافراد من السريان يعرفون متى يأتي يوم”اكيتو” فيتنشطون ويفرحون ويهللون، لكنهم بنفس الوقت لا يعرفون شيئا عن الادباء السريان، فلا يعرفون مثلا متى تحل مناسبة ذكرى (عيد) هؤلاء الادباء السريان العباقرة الذين لولاهم لما كنا سريانا، ولم يكن هناك لغة سريانية؟
كما بدأ بعض الاخوة من سوريا بمحاولة فاشلة لربط “اكيتو” بتاريخ سوريا القديم، فاطلقوا عليه زوراً اسم “رأس السنة السورية”، رغم ان رأس السنة السورية القديمة واضحة جدا لانها تبدأ في بداية تشرين الاول وليس في بداية الربيع. ولا زالت الكنيسة السريانية الارثوذكسية منذ القديم ولغاية اليوم، تحتفل بطقوسها الدينية ببداية تشرين بعيد رأس السنة السريانية (السورية القديمة). ويبدو أن بعض السوريين إثر العهد الداعشي وبسبب جهلهم في تاريخ سوريا قد بلعوا الطعم واخذوا يحتفلون بأكيتو.
في العام الماضي حلت ذكرى مرور 1800 سنة على الاديب والموسيقار والفيلسوف السرياني برديصان الرهاوي. لكن مَن مِنَ السريان المثقفين والجاهلين انتبه لذلك الحدث الهام وكتب عنه او ارسل معايدته لاصدقائه في هذا المجال ؟ .
ومَن مِنَ السريان (خاصة السريان المشارقة الذين يسمون انفسهم “كلدان” و “اشوريين”) احتفل السنة الماضية بذكرى حلول 1520 سنة على رحيل الشاعر العملاق مار نرساي الذي هو العمود الفقري في طقوس الكنيسة السريانية الشرقية (النسطورية) بفرعيها الكلداني والاشوري؟ لقد حلَّ عيد الشاعر الكبير مار نرساي وزال بسرعة ولم يحتفل الناس به ولم يتذكروه وكأنه نكرة.
كما صادَفَتْ قبل سنتين ذكرى مرور 1500 سنة على رحيل الشاعر السرياني الاعظم مار يعقوب السروجي، الذي يتكوّن ديوانه الشعري من خمسة مجلدات ضخمة، وكل مجلد يضم حوالي الالف صفحة. مَن مِن هؤلاء الافراد الذين ملأوا الفيسبوك بمعايدتهم بمناسبة “اكيتو”، عايد اصدقائه بذكرى مرور 1500 سنة على هذا الشاعر العظيم الذي هو فخر الامة السريانية بمختلف طوائفها، وان بعض اشعاره لا زالت تُستعمل كصلوات في طقوس السريان الارثوذكس والسريان الموارنة والسريان الكاثوليك. للاسف ان ما يسمى “اكيتو” هو بالنسبة للسرياني الجاهل اهم من اللغة السريانية واهم من هذا الشاعر العملاق الذي لولا وجوده ووجود اصدقائه الشعراء والادباء السريان لا وجود للغة سريانية ولا وجود للسريان.
وتحل في هذه السنة ايضا، اي سنة 2023، ذكرى مرور حوالي 1520 سنة على رحيل اديب سرياني عظيم جدا اشتهر بكتابة النثر السرياني الجميل، وهو مار فيليكسينوس المنبجي، لكن كم شخص سرياني يعلم ذلك او ينتبه الى ذلك، او يفضل ان يحتفل به وبذكراه على ما تسمى اسطورة “كيتو”؟ انه يعرف “اكيتو” لكنه من المحقق لم يسمع اسم الاديب السرياني العظيم مار فيليكسينوس المنبجي.
اذا كان “اكيتو” يلبّسنا ثوب الخرافة والاسطورة التي ربما لا تربطنا بها شيئا لانها لم تُكتَب بلغتنا السريانية ولا علاقة لاكيتو بها، ولم يدوَّن “اكيتو” في كتب تواريخ الآباء والاجداد، ولم تُختزن ذكراه في عقول وافكار ابائنا واجدادنا عبر تاريخنا الطويل، فمن اين هو ولماذا بدأ البعض يتمسكون به مؤخراً ؟. إن هؤلاء الشعراء والادباء الذين ذكرناهم اعلاه، نستمد منهم عناصر وجودنا السرياني من خلال مؤلفاتهم الممتازة ومن لغتهم السريانية التي نزايد بمحبتنا لها لكننا لا نستطيع قراء جملة واحدة بها. هذا منتهى النفاق والضياع. وبدلاً من ان يقوم المثقف السرياني بتصحيح الوضع وفرض الثقافة على الجهل، وقيادة الجاهل ليرسم له خريطة الطريق ليسيّره في السراط المستقيم كي لا يضيع وتضيع معه لغتنا وثقافتنا، يقوم هذا المثقف وللاسف باتباع خطى الجاهل في جهله فيسير هو خلفه، على طريقة القول المصري (الجمهور عاوز كده). فبدلا من ان يقوم السرياني المثقف ليقنع السرياني الامي بان الاولوية هي للاهتمام بلغتنا وادبنا وثقافتنا، وتسليط الاضواء على شعراء وادباء وكتّاب السريان عبر العصور كي نستمد منهم روح الاعتزاز والفخر فنسير على خطاهم، ونوجه اولادنا للمسير بهذه الطريق، يقوم المثقف وبكل اسف باتباع خطى السرياني الجاهل فينقاد خلفه في التعلق بالاولويات غير المجدية. هذا للاسف حال السريان الضائعين. فهل بالامكان تصحيح المسيرة ليأخذ المثقف دوره في التركيز على الاولويات الهامة التي نستمد منها عناصر وجودنا وثقافتنا قبل فوات الاوان ؟.
نينوس اسعد
ستوكهولم
موفق
بطرك الآشوريين، وأكيتو المنتحل، والأمة النينوية

موفق نيسكو

بطرك الآشوريين، وأكيتو المنتحل، والأمة النينوية

يَحتفل من يُطلق على أنفسهم اليوم كلداناً وآشوريين بعيد أكيتو المنتحل في الأول من نيسان، وقد ذكرت سابقاً قصة هذا العيد المسروق من حضارات العراق القديم، والخُدع التي يستعملها رجال دين وسياسيو الآشوريين والكلدان الحاليين الجدد، ففي كل عام يأتون بخُدعٍ جديدة ليزوِّرا تاريخ العراق وتاريخ المسيحية فيه، ويغشوا الناس البسطاء لأغراض سياسية، ومن هذه الخُدع رسالة بطرك الآشوريين آوا الثالث هذه السنة لرعيته، مستعملاً مصطلحاً سياسياً جديداً هو: (الأمة النينوية، ويجب أن نتحد كأبناء وبنات أمة نينوية واحدة)، ناسياً أن الآشوريين والكلدان الحاليين لا علاقة لهم بالقدماء ولا بنينوى، إنما هم سريان آراميون ينحدرون من الأسباط العشرة التائهة من بني إسرائيل الذين سباهم العراقيون القدماء، ونتيجة انقسامات الكنسية، سرق لهم الغرب (روما والإنكليز) بعد القرن السادس عشر الميلادي، اسمي كلدانٍ وآشوريين القديمين، وسَمَّوهم بهما، ثم قام مطران الكلدان أدي شير سنة 1912م باختراع اسم مزور جديد لربط الاسمين معاً هو، كلدو وأثور، والادعاء أنهم سليلو الآشوريين والكلدان القدماء، لكن محاولته خاصة بعد سنة 2003م، أثبتت فشلها في كل شيء، إلاَّ في أمر واحد هو أن الكلدان والآشوريين الجدد، هم أعداء كما كان الكلدان والآشوريون العراقيون الحقيقيون القدماء، حيث تحوَّل الطرفان إلى أعداء حقيقيين في مسالة فرض الاسم الآشوري على الكلدان، وبالعكس، فالآشوريون يُعيِّرون المتكلدنين، أنكم آشوريون سمَّتكم روما كلداناً، والكلدان يُعيِّرون المتأشورين أنكم كلدانٌ سمَّوكم الإنكليز آشوريين.

والحقيقة إن الآشوريين والكلدان الحاليين الجدد، في كل تاريخهم ووثائقهم، تبدأ سنتهم في الأول من تشرين الأول، وكلمة تشرين نفسها في قواميسهم ولغتهم السريانية، تعني البداية، وسنذكر وثائق نهاية المقال، منها جديدة، وعلماء العرب والمسلمين كانوا مستقلين، ولم يكونوا مسيحيين أو سرياناً، فكتبوا ما موجود في عصرهم من أعياد المسيحيين، ومنهم السريان النساطرة أي الآشوريون والكلدان الحاليون، فسمَّوها، أعياداً وسنيناً وشهوراً سريانية، فالبيروني الخوارزمي في القرن العاشر ذكر بوضوح تواريخ وأعياد المسيحيين الموجودة في زمنه، وأن السنة السريانية تبدأ في شهر تشرين الأول، علماً أنه ذكر أعياد شهر نيسان، لكنه لم يذكر وجود عيد اسمه أكيتو (الآثار الباقية عن القرون الخالية، ص70، 119-123، 255-288)، ويؤكد محمد بن عبد المنعم الحميري أن السنة السريانية تبدأ في تشرين أول، ويقول: يجمع الصابئة في مواقيت صومهم ومناسكهم بين الشهور الشمسية والقمرية، ويُسَمَّون الشهر الهلالي بما يتفق أن يقع فيه من شهور السريانيين، فيقولون: هلال تشرين الأول، هلال تشرين الثاني (الروض المعطار في خبر الأقطار، ص192).

إن أكيتو هو عيد سومري لاستسقاء المطر، وجزء من شعائره الموجهة للإله ننكال كانت مخصصة للشاذين جنسياً (راجحة خضر عباس النعيمي، أعياد حضارات وادي الرافدين، ص73)، ويبدو أنه كان مخصصاً لمدينة أور فقط، وأقدم ذكر لنواة معبد أكيتو هو في عهد أمار سين (2046-238 ق.م.)، ثالث ملوك سلالة أور الثالثة، ولا يُعرف معنى كلمة أكيتو ولا أصلها بالضبط إن كانت سومرية أو أكدية أو غريبة، كما اختلف توقيت شهر ويوم الاحتفال بأكيتو، ثم أخذ البابليون أكيتو ونظمُّوه بصلوات موجهة للإله مردوخ، بعدها غزا الملك الآشوري توكلتو ننورتا الأول 1208 ق.م. بابل وسرق تمثال مردوخ كغنيمة، واحتفل به إرضاءً للبابليين لبسط سيطرته عليهم، وليس تقديساً له، وانتهى ذكرالعيد قبل الميلاد، ولم يُحتفل به مطلقاً بعد الميلاد، لا من المسيحيين، ولا من غيرهم، وبعد قيام الإنكليز بتسمية السريان النساطرة، آشوريين، ونزوح العديد منهم في الحرب العالمية الأولى من إيران وتركيا إلى العراق الذي آواهم، خانوا العراق وتنكروا للجميل، وبدؤوا يطالبون بدولة آشور معتبرين أنفسهم زوراً سليلي الآشوريين القدماء، يساندهم قلة من الكلدان، وبتشجيع من الإنكليز بعد ثلاثة أشهر من وعد بلفور وفي 28 كانون الثاني 1918م أعطاهم الكابتن كريسي وعداً بإقامة كيان آشوري، وضعت نقاطه في بيان المندوب السامي البريطاني السير هنري دوبس في 31 أيار 1924م، وحدث نزاع الآشوريين مع الدولة العراقية، انتهى بفشلهم سنة 1933م في سميل، ونُفي بطركهم إيشاي إلى أمريكا.

منذ خمسينيات القرن الماضي شكَّل السريان المتأشورون أحزباً سياسية كثيرة في أمريكا والمهجر، ولأن كل عمل سياسي مبني على خدعة، يحتاج لخُدع تعزز فكرته وموقفه مثل: علم، عيد، رموز، شعارات..إلخ، فقد غاصوا في بطون كتب تاريخ العراق، ووجدوا ضالتهم في عيد أكيتو، وسنة 1968 قرر حزب الاتحاد الآشوري العالمي AUA، في استراليا، ألاحتفال به باعتباره رأس السنة الآشورية، واحتفلوا به رسمياً لأول مرة سنة 1970م، لكن المتكلدنين لم يُعيروا له أهمية ويحتفلوا به في البداية، وبعد الاحتلال سنة 2003م، بدأ المتكلدنون أيضاً الاحتفال به نكاية بالمتأشورين، لكن باسم كلداني وبابلي، وبعد 2003م بدأ بطاركة الآشوريين توجيه رسالة تهنئة لرعيتهم في العيد، ناسينَ أنه عيد وثني ومن الصدف أنه مرتبط بكذبة نيسان، تبعهم سنة 2018م، بطرك الكلدان ساكو بتوجيه رسالة تهنئة لرعيته، وقد توقفوا سنتين عن توجيه رسالة عندما وجهت أنا لهم رسالة انتقاد سنة 2016م، لكنهم عادوا بتوجيه رسائل تحت ضغط المتعصبين الذين عيَّروهم بأنهم خضعوا لكاتب مثلي.

نتيجة لردة الفعل القوية من الكلدان والسريان برفض الاسم الآشوري الذي كان يُلمح به رجال دين الآشوريين دائماً، معتبرين الجميع آشوريين، فقد ابتدع بطرك المتأشورين هذه السنة مصطلحاً جديداً لدغدغة مشاعر المسيحيين وخداعهم، فشرح لهم تاريخ نينوى القديم عاصمة الآشوريين، المدني والديني، معتبرها عاصمته أمته المقبلة، وأن كل السريان والكلدان والآشوريين هم أبناء أمة نينوية واحدة، قائلاً: (واضح وجلي أن الآشوريين والكلدان والسريان أبناء أمّة نينوية واحدة، ويجب أن نتحد كأبناء وبنات أمة نينوية واحدة)، وبذلك اعتقد انه قد حلَّ المشكلة بتبديل اشوريين إلى نينويين، ولأن هذا البطرك وغيره من رجال الدين على شاكلته يخدعون شعبهم، وهم سياسيون بثوب ديني، ويرأسون كنيسة هي حزب سياسي، وليس كنيسة مسيحية، فهؤلاء جاهلون بتاريخ كنيستهم، فمع الاعتزاز بمدينة الموصل، نينوى العريقة، لكنها آخر مدينة عراقية دخلتها المسيحية حيث دخلتها في القرن السادس، وكانت نينوى إلى عصر دخول الإسلام قرية صغيرة فيها محلتان واحدة للفرس والثانية للجرامقة الآراميين، ثم بُنيت الموصل في عهد الخليفة عمر بن الخطاب بالقرب من نينوى القديمة (مطران الكلدان أدي شير، التاريخ السعردي، ج2 ص308)، وأول ذكر لأسقف نينوى في تاريخ كنيسة من يُسمُّون أنفسهم اليوم كلداناً وآشوريين هو آحودامة في مجمع يوسف سنة 554م وكانت أسقفية نينوى تابعة لمطرانية حدياب، أربيل التي كانت مرتبتها في الكنيسة السريانية الشرقية (أي كنيسة الكلدان والآشوريين الحاليين)، هي السادسة حسب القانون 21 لمجمع إسحق 410م، وعندما أصبحت الموصل كبيرة بعد الإسلام، أصبح فيها مطران سنة 828م، لكنها بقيت تابعة لحدياب ولم تستقل كأبرشية إلى سنة 1188م، ومنذ القرن 16 بدأت أبرشية الموصل تظهر أكثر من أربيل عندما انفصل السريان الشرقيون عن النساطرة وشكلوا كنيسة باسم كلدانية، واتخذوا الموصل مقراً لهم في سنة 1830م، أمَّا الذين بقوا نساطرة وسَمَّاهم الإنكليز فيما بعد آشوريين، فوجودهم كان ضعيفاً جداً في الموصل إلى الأيام الأخيرة مقارنة مع وجودهم في الشمال بين الكورد، ويقول مطران الكلدان أدّي شير: عندما اكتسبت الموصل أهمية كبيرة، قُسمت أبرشية حدياب إلى قسمين، أربيل والموصل، واتحدتا فقيل أبرشية حدياب وأثور (تاريخ كلدو وأثور، ج2 المقدمة، ص15)، علماً أن الآباء السريان فرَّقوا بين نينوى والموصل، وأطلقوا اسم نينوى على المنطقة الكنسية المحيطة بالموصل، واسم الموصل أو أثور على مركز مدينة الموصل.
أما مقر بطركية المشرق التي ينتمي لها البطرك آوا صاحب بدعة الأمة النينوية، فلقبه الرسمي هو بطرك أو جاثليق ساليق وقطسيفون، كما يرد في التاريخ وعند انتخاب بطاركتهم إلى اليوم، وجاثليقية أو بطركية كنيسته تأسست في المدائن (ساليق وقطسيفون) سنة 310م وبقيت أربعة قرون حيث انتقلت إلى بغداد وبقيت خمسة قرون 780-1283م، وبسبب حرب المغول وغيرها انتقلت إلى مراغا جنوب أورميا في إيران ثم أربيل 1318م، وكرمليس قرب الموصل 1332م، والموصل بعد 1364م، وجزيرة ابن عمر- تركيا 1497م، ودير هرمز- ألقوش 1504م، ولفترات متقطعة، سلماس وخسرو آباد وأرومية- إيران، وقوجانس هكاري- تركيا، أربعة قرون 1600-1920م، وأمريكا 1933-2015م، والعراق 2015- الآن.

من الأمور الطريفة التي لا يعلمها هؤلاء الآراميون السريان، المتأشورون والمتكلدنون الحاليون، عن أكيت، أولاً: إن الآشوريون القدماء توقفوا عن الاحتفال بأكيتوا عدة مرات بسبب الثورات والضغط الآرامي تحديداً (طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، ج1 وادي الرافدين، ص464، راجحة النعيمي، أعياد حضارات وادي الرافدين، ص38-84)، ثانياً: المتأشورون الحاليون يعتبرون كل تاريخ العراق منذ الخليقة بملوكه ككلكامش ونرام سين وسرجون الأكدي وحمورابي الأموري ونمرود الحامي، وغيرهم، آشورياً، فسنتهم الآشورية لهذه السنة 2023م، هي (6773 آشورية)، أمَّا المتكلدنون الحاليون، فكل تاريخ العراق منذ الخليقة بنفس ملوكه المذكورين أعلاه يعتبرنه، كلدانياً، وسنتهم أطول (7323 بابلية او كلدانية)، وهذا مخالف للعلم، فالآشوريون القدماء أقوم أكدية نزحت من الصحراء العربية-السورية غرب الفرات، وسكنت جنوب العراق، ثم نزحوا حوالي سنة 2500 ق.م.، واحتلوا شماله الذي كان اسمه بلاد سوبارتو، ولم يبرز اسم الآشوريين بوضوح إلَّا بحدود 1500 ق.م.، وإلى آخر ملك آشوري 612 ق.م. كانت البلاد تُسَمَّى سوبارتو، أمَّا دولة الكلدان فعمرها 73 سنة فقط، ويقول طه باقر إن عمرها هو عصر نبوخذ نصر 43 سنة فقط، وما قبلها هو، بابلي، لا كلداني، والنبي دانيال هو الذي سمَّاها كسدانية وليس كلدانية، ثم سنة 280 ق.م. تغير الاسم في الترجمة السبعينية اليونانية إلى من كسديم إلى كلدانية، وحتى اسم بابل هو حديث منذ زمن حمورابي، وقبله كان اسمها (كا. دنكر. را.كي،Ka. Dingir. Ra. Ki). والحقيقة إن هذه السنين عبارة عن أساطير مثل كذبة نيسان، سواءً كانت منسوبة للعلم، أم للدين، فالأكثر طرافة وأهمية أن ما يقول هؤلاء البطاركة مخالف للكتاب المقدس الذي من المفروض أن يكونوا حراساً له، فحسب العهد القديم العبري الأصلي، إن عمر آدم على الأرض سنة 4004 ق.م.!.