مشفى ألتونيان بحلب سنة 1895.
مشفى ألتونيان بحلب سنة 1895.
أسس الدكتور أسادور ألتونيان عند مجيئه إلى حلب نواة مشفى صغير ضمن المنزل الذي كان يقطنه
يتسع هذا المشفى لستة عشر سريراً ،
يستعمل غرفة المعاينة لإجراء العمليات.
أما الكوخ المجاور فكان يستعمله كمختبر لإجراء التحاليل الطبية اللازمة للبول والبلغم والمقاطع النسيجية بالمجهر .
أطلق الناس على هذا البيت اسم مستشفى ألتونيان (الأول) سنة 1895.
غرفة العمليات كانت تتألف من سرير حديدي أجرد كان يوضع تحت تصرف من يجرى لهم العملية،
كان المريض يحضر معه فراشه ويتولى أهله إحضار الطعام والعناية به ،
أما مرافق المريض كان يقوم بإحضار فراشه .. ويستعمله ليلاً في الصباح يدسه تحت السرير .
كانوا الأطباء يرشدونهم ويبدلون جراح المرضى ويعطونهم الدواء .
بدأ الدكتور أسادور ألتونيان ببناء مشفاه الجديد سنة 1908م في محلة العزيزية وانتهى من بنائه سنة 1911م ويتألف من ثلاثة طوابق .
تعود أهمية هذا المشفى كونه احتوى مخبراً يعد الأول من نوعه في المدينة واحتوى أول جهاز تصوير شعاعي .
من المهام الجليلة التي أداها الدكتور أسادور ألتونيان أنه حمل لواء تحديث الطب في حلب فما أن سمع بظهور جهاز أشعة أكس (رونتجن) عام 1895م حتى ذهب إلى بريطانيا ليحضره إلى حلب في العام التالي .
كذلك فإنه أول مشفى يستخدم البنسلين في سورية في أربعينيات القرن الماضي .
كما أسس الدكتور ألتونيان أول مدرسة تمريض في حلب .
أهم الأطباء الذين عملوا في هذا المشفى بالإضافة للدكتور ألتونيان وابنه أرنست الدكتور روبرت جبه جيان وهاروتيون سركسيان ونهران تولجيان .
حول المشفى فيما بعد إلى مدرسة سميت مدرسة الحكمة ثم أغلقت هذه المدرسة وهدمت وهي الآن تجهز لبناء مشروع سياحي .
المصدر :

الطب في حلب خلال مئة عام 1850-1950

Lousin Kerdo

قد تكون صورة ‏شخص أو أكثر‏
تعود أصول أسواق حلب إلى القرن الرابع قبل الميلاد ،
تعود أصول أسواق حلب إلى القرن الرابع قبل الميلاد ،
حيث أُقيمت المحال التجارية على طرفي الشارع المستقيم ، الممتد بين باب أنطاكية ومعبد القلعة ،
يرتقي بناؤها الجديد إلى نور الدين زنكي ،
توسعت في العهد الأيوبي ، ثم في العهدين المملوكي والعثماني ، أُطلق عليها اسم “المدينة” ،
كدليل على أهمية هذه الأسواق ( قبل فتح قناة السويس )
قال أحد الرحالة عنها :
“إن ما كان يباع في أسواق القاهرة ، خلال شهر كامل ، يباع في أسواق حلب في يوم واحد”.
قد امتدت الفعاليات التجارية الصناعية المهنية اليدوية في أسواق المدينة ؛ لتغطي 16 هكتارًا من مساحة حلب بأكملها .
أما طول سوق الشارع المستقيم “بتفرعاته ” يبلغ أكثر من ثمانية كيلومترات ،
يزيد عدد محالّه عن 1550 حانوتاً ،
تؤلف 39 سوقاً ، تُعدّ من أطول الأسواق المسقوفة في العالم ، بطول يبلغ 15 كيلومتراً ،
كانت سقوف الأسواق من الحصُر القصب ،
عندما احترقت عام 1868 ،
أمر الوالي العثماني ببنائها مع نوافذ سقفية ،
سُمّيت غالبيتها نسبةً إلى المنتج الذي تبيعه ، كالحبّال العباءات العطارة ،
في حين اكتسب بعضها اسم مسقط رأس زوارها ،
عُرفت باسم “سوق إسطنبول” “عمان” “الشام” غيرها .
أخذت الأسواق المسقوفة شكلها الأخير مطلع الحكم العثماني ، تمركزت التجارة الحلبية القديمة فيها ؛ فكانت مكاناً مثالياً لبيع كل أنواع البضائع الفريدة ،
كالأقمشة الملابس الأحذية الأشكال المختلفة من القبعات الحلي ،
كما احتلت صناعة تجارة البهارات السجاد مكانة مهمة فيها ،
أما صابون حلب “صابون الغار” ،
هو مشهور جداً في كل أسواق العالم ،
كان يُصدّر إلى بلدانٍ كثيرة .
صُنّفت هذه السوق من أجمل أسواق مدن الشرق الأوسط ،
لما تمتاز به من طابعٍ عمراني جميل ، إذ تتوفر فيها نوافذ للنور والهواء .
تؤمّن جواً معتدلاً لطيفاً
يحمي من حر الصيف
من أمطار وبرد الشتاء على مدار

Lousin Kerdo

قد تكون صورة ‏شخص واحد‏
سفيرة سورية لدى الامم المتحدة ” أليس قندلفت “
سفيرة سورية لدى الامم المتحدة
” أليس قندلفت “الثانية من اليمين
ولدت عام 1895 في “دمشق” لعائلة من عائلاتها العريقة ،
درست في مدارسها،
دخلت بعد الثانوية الكلية البروتستانتية السورية
(الجامعة الأميركية في بيروت حالياً).
رشحت السيدة أليس قندلفت و المناضلة نازك العابد من قبل الرئيس الشهبندر للدراسة في أمريكا بناء على مقابلة جمعت بينه و بين مستر كينغ كراين ممثل الرئيس الأمريكي
في بعثة تقصي الحقائق مطلع 1920 حيث أبلغه قائلاً :
« إنَّ الرئيس ويلسون يُقْرِؤك التحية
يعدك بالاستمرار في الدفاع عن مصالح السوريين ،
يودّ أن يهبك منحتين دراسيتين لطالبين سوريين لتحضير الماجستير في “أميركا”
قد رحب الشهبندر فوراً منطلقاً من حاجة البلاد إلى نساء سوريات يحملن تحصيلاً علمياً عالياً ،
قد عادت “أليس” بعد التخرج لتعمل مع الدكتور “الشهبندر” بعد عودته من المنفى حتى اغتياله عام 1940،
كما عملت كثيراً مع رئيس الوزراء السوري وقتها “فارس الخوري” حتى ما بعد الاستقلال ،
حيث كلفها بتمثيل “سورية” في الأمم المتحدة
لتكون أول امرأة عربية تقود وفد بلادها ،
من أوائل السيدات على صعيد العالم كله .
عبر تاريخها السياسي الحافل لم تنسَ “أليس” اهتماماتها الأدبية التي عرفت عنها ،
فقد أسست صالوناً أدبياً سياسياً في مدينة “دمشق” في فندق أمية القديم عام 1942 ،
يعدّ الأول من نوعه في البلاد
كان يجتمع فيه سياسيو البلد وأدباؤه ،
مثل : “فارس الخوري ، صلاح الدين البيطار ، عمر أبو ريشة ، ميشيل عفلق ، فخري البارودي ، محمد سليمان الأحمد” ،
غيرهم الكثيرون .
من هذا المنتدى انطلقت عدة حركات سياسية كوّنت أحزاباً مؤثرة في الحياة السياسية السورية توفيت رحمها الله في الستينات تاركة خلفها أثراً سياسياً أدبياً ثقافياً
السيدة علية الحمصي
السيدة علية الحمصي

كبرى بنات الشاعر العلامة “قسطاكي الحمصي” ،
استطاعت بفضل ذكائها جرأتها من تخليص أبناء حلب في عام 1916 من المشانق .
زوجة الوجيه المالي والصناعي الحلبي “ألبير حمصي” الذي كان صاحب “بنك حمصي” في “القاهرة” و “حلب” ،
ومن كبار مؤسسي شركة النسيج الآلي بحلب في العام ( 1935) .

السيدة “علية الحمصي” بارعة الجمال كانت ذات مكانة اجتماعية عالية في مجتمعها ، تخبرنا أختها السيدة “زوية الحمصي” عن قصتها في العدد الخاص من مجلة “الكلمة” الصادر في العام ( 1965)
كتبت ذلك باللغة الفرنسية في العام ( 1916 ) :
بينما كانت الأحكام التعسفية على أشدها
أعواد المشانق تنصب في ساحات مدن “دمشق” و”بيروت”،
كانت “حلب” تخشى أن يصيبها سوء طالعهما
لذلك كانت الابتهالات الصلوات ترتفع إلى الله من بين جدران الكنائس الجوامع تتلوها قلوب هلعة واجفة .
في ذلك الحين عُقدت في مدينة “حلب” جلسة هامة لأركان ديوان الحرب الذي كان يضم “جمال باشا” ، “مصطفى باشا” الذي عُرف فيما بعد باسم “أتاتورك” وغيرهما من رجالات الجيش البارزين ،
طلب “جمال باشا” من “ألبير الحمصي” إقامة مأدبة على شرف هؤلاء الأشخاص .
بينما كانت ربة المنزل تراقب استعدادات هذه الدعوة الهامة وجدت نفسها أمام بعض السيدات من معارفها أتينها جزعات يتوسلن إليها أن تلتمس العفو عن أزواجهن المسجونين بتهمة الخيانة العظمى ،
في المساء حين كان فرسان الجنود يحيطون بحي “العزيزية”
كان منزل “ألبير الحمصي” يتلألأ بأنوار المصابيح والضيوف كانت المضيفة تظهر ببشاشتها مهابتها المعهودتين ،
الموقف يحتاج إلى جرأة مرونة للقيام بمفاتحة “جمال باشا”،
ذهبت إليه فاتحته بالموضوع راحت تدافع عن هؤلاء المساكين بكثير من الدراية النعومة حتى أنقذتهم من حكم الإعدام” .
بفضل هذه الوساطة ..
قُدّر لأهل “حلب” أن لا يشاهدوا أعواد المشانق ،
بالمناسبة هناك مثل حلبي شهير يقول: “فلان أو فلانة بتنزّل من المشنقة”، وهذا ما فعلته السيدة “علية الحمصي” أحلى جميلات عصرها ..
الشاعر ميخائيل الصقال قال في جمالها الأبيات الشعرية التالية و الموجودة لدى حفيدها السيد جورج انطاكي :
ماذا أرى! هل هذه الحوراء أم مَلكٌ
على عرش الجمـال قد اســــتوى

هذي العَليةِ بابليٌ عيونها تروي
لنا عــن حســـــنها ســـــــور الهــدى

فاقـرأ بطـرف خاشــــع في وجههـا
ما ضل من عَبَدَ الجمال ولا غوى

يصفها المرحوم الأستاذ “فتح الله الصقال” زوجة صالحة ، أمّاً عطوفة ، زينة المجتمعات ، محسنة كريمة ، مثال للتقوى الفضيلة ،
لها من الباري الرحمة بقدر حسناتها .

كما تقول السيدة “بياظ حمو” هي من حي “الأشرفية” بحلب” :
« قصة السيدة “علية الحمصي” هي قصة امرأة حرة ذكية مؤمنة بكرامة شعبها حقه الطبيعي في مقارعة الاستعمار البغيض طرده من أرض الوطن
كان لها ولغيرها ما أرادوا من حرية واستقلال» .

السيدة “أمينة إبراهيم” من منطقة “الأشرفية” قالت : «تحمل قصة السيدة “علية الحمصي” دلالات وطنية عديدة تتعلق بقدرتها كامرأة متحررة تتوقد ذكاء تحرراً ،
هي ذات شخصية قوية تحتاج إليها كل سيدة في بلدنا ، فقد كانت قادرة على تخليص العشرات من أبناء مدينتها من الإعدام المحقق بسبب وحشية المستعمرين قسوتهم في التنكيل بالشعب وهدر كرامته .

المصدر : حديث المهندس “عبد الله حجار” الباحث الأثري ومستشار جمعية العاديات .
لمدونة وطن eSyria 

Lousin Kerdo

التاجر نعيم جنبرت

التاجر نعيم جنبرت

حلب
صورة نادرة تعود لفترة الثلاثينات
تمثل الكولونيل الفرنسي Rauscher على رأس قطعته العسكرية في مدينة حلب ضمن شارع بارون .
من خلف الكولونيل نرى واجهة محلات التاجر نعيم جنبرت .
السيد نعيم من خيرة التجار في الشهباء
رقمه 1 ضمن السجل التجاري في الشهباء .
يعتبر السيد نعيم أول من أدخل الراديو لمدينة حلب ذلك عام 1930 م و عرضه للبيع .
بداية افتتح السيد نعيم متجره ضمن شارع الناعورة في منطقة الكتَّاب لاحقاً انتقل إلى شارع بارون .
كان وكيل لشركة Royal لصناعة كوشوك دواليب السيارات
أيضا و كيل شركة Solex لصناعة الكاربيراتورات .
هو من أهم أبناء عائلة آل جنبرت
كما الوزير سليم جنبرت الذي يعتبر من مؤسسي غرفة تجارة حلب
أول رئيس لها ،
حيث تعتبر غرفة تجارة حلب الأقدم عربياً .
قد أنجب السيد نعيم إثنا عشر ولداً ،
من بينهم عميد عائلة جنبرت المطران يوحنا جنبرت رئيس أساقفة حلب للروم الملكيين الكاثوليك .
منقول

Lousin Kerdo

ساعة حمص الشهيرة .. ؟؟!!
ساعة حمص الشهيرة .. ؟؟!!

كلنا نعرف من تبرعت بالساعة الجديدة في حمص لكن ليس الكل يعرف تفاصيل عطاءات هذه المرأة السورية الرائعة ..
سيدة (سورية بإمتياز )
بالطبع تعرفونها..
السيدة (كرجية حداد)..؟؟!!
اسم من ذهب ..
اسم سوري عظيم ..
إمرأة سورية جميلة من مدينة حمص ، مُغتربة في مدينة (ساو باولو) البرازيلية ،
فُطرت على حب وطنها منذ صغرها وعشقها اللامحدود له .
زارت بلدها سوريا أول مرة عام ١٩٥١ برفقة السفير السوري في البرازيل الشاعر الكبير العظيم (عُمر أبو ريشة)
تبرعت ببناء نصب تذكاري تعلوه ساعة ضخمة في مدينتها حمص
هو ما يُعرف بالساعة الجديدة التي بقيت رمزاً لمدينة حمص حتى أيامنا هذه .
هناك من يطلق على الساعة اسم (ساعة كرجية)
تبرعت بمبالغ كبيرة للجمعيات المسيحية الإسلامية للأسر المُحتاجة .
تبرعت ببناء مدرسة التجهيز الثانية في دمشق التي سميت باسم زوجها (أسعد عبدالله حداد) ،
تخليداً لذكراه فقد قرر مجلس المعارف السوري في تموز من عام /1951/ تسمية مدرسة تجهيز البنين الثانية في “دمشق” باسم (ثانوية أسعد عبد الله حداد) ،
صدر بهذا المجال مرسوم وقّع عليه الرئيس “هاشم الأتاسي” ورئيس الوزراء “خالد العظم ..
في زيارتها الثانية لسوريا استقبلت استقبالاً رسمياً وشعبياً كان رئيس الوزراء في مُقدمة المستقبلين ، ( ١٩٥٤ ) ،
تبرعت في تلك الزيارة ببناء الطابق الثاني في كلية الطب في دمشق .
خصصته لإنشاء دار للتمريض والقبالة في كلية الطب بجامعة “دمشق”
من تبرعاتها للجالية السورية في المهجر :
بناء ميتم + ودار عجزة للسوريين .
(كرجية حداد) .. اسم من ذهب مثال لكل سيدات سورية الرائعات في الغربة ..
لكل سوري يشعر بأهله في سوريا خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا .
لكن عتبي كبير ..!!
لماذا هذا التاريخ المكتوم ..!!
نحن نحمّل أنفسنا بعض اللوم عن تقصيرنا بحثنا ،
لكن اللوم الأكبر على المدارس وسائل الإعلام .
لكِ فائق الاحترام التقدير العرفان سيدتي (كرجية حداد) .. ليبقى ذكرك خالداً خلود الشُرفاء الذين أحبوا وطنهم قولاً وفعلاً بعيداً عن ساحات النفاق فيروس المظاهر الساذجة .
( لروحك الطاهرة ألف سلام) ..
” كم حاجتنا كبيرة ملحة لأمثالك أيتها السورية العظيمة في هذا الزمن المجنون”

Lousin Kerdo

«المثلث الرحمات مار اوسطاثيوس” قرياقس تنورجي” مطران” الجزيرة” و”الفرات”
«المثلث الرحمات مار اوسطاثيوس” قرياقس تنورجي” مطران” الجزيرة” و”الفرات” السابق حكيم السريان
هو احد أحبار كنيستنا السريانية الأرثوذكسية في مطلع القرن العشرين المميزين ومن الذين كان لهم باع طويل في ميادين مختلفة من حياتهم وتركوا بصمات لا تنسى ولا تمحى، لأنهم سجلوها بل طبعوها بجهودهم المتواصلة وتجاربهم العديدة وخبراتهم المتجددة على الدوام، وأخيراً بالذكريات التي تركوها بين من تعاملوا معهم وخدموهم ونشلوهم من مهاوِ سحيقة، وأنقذوهم من مطبات قاسية، فالمثلث الرحمات المذكور كان واحدا من بين هؤلاء الموهوبين بهذه الصفات .
ولد المطران مار اوسطاثيوس قرياقس في “ماردين” تركيا سنة 1902».
«ينتمي مار اوسطاثيوس قرياقس” إلى عائلة “تنورجي” المعروفة بتقواها وإيمانها وترعرع في مدرسة مدينته ودير مار “حنانيا” “دير الزعفران” على يد المرحوم الراهب “يوحنا دولباني” وغيره من الرهبان والكهنة والشمامسة الذين كانوا يخدمون الأديرة والكنائس آنذاك، وقد عرف منذ نعومة أظفاره بنشاطه، وغيرته ومحبته لكنيسته السريانية الأرثوذكسية وآبائها وعلمائها، لبس الأسكيم الرهباني، ورسم كاهنا بيد المثلث الرحمات البطريرك القديس “الياس الثالث شاكر” الذي لازمه الراهب “قرياقس” في “ماردين” ودير “الزعفران” والقدس وفيها التقى برفيقه الراهب”يشوع صموئيل” مطران الولايات المتحدة وكندا ورافقا المثلث الرحمات البطريرك “الياس” في رحلاته وزياراته بفلسطين وسورية ولبنان والعراق.
أما عن حياته كمطران فقد اقتبل الرسامة الأسقفية في كنيسة السيدة العذراء أم الزنار على يد المثلث الرحمات البطريرك “أفرام الأول برصوم” ودعي باسم مار اوسطاثيوس سنة 1938 وعاش في كنفه كنائب بطريركي نحو خمس سنين وقد لمس فيه البطريرك امائر الذكاء والحكمة والخبرة والفطنة وبعد النظر بتصريف الأمور ما جعله يتوسم فيه الخير والنجاح للكنيسة كما اخذ المطران قرياقس عن البطريرك أفرام قوة الشخصية ومحبة الكنيسة والغيرة على تقاليدها وعاداتها وطقوسها لا سيما الوطنية الصادقة تجاه الأمة العربية وكذلك الحصافة والذكاء في حل المشاكل الطائفية وتكميل حاجات المؤمنين.
وعندما اقتضت الحاجة وطلبته أبرشية “الجزيرة” و”الفرات” مطرانا رسميا لها لم يبخل قداسته به عليها بل تنازل عنه متأثرا ومتألما لابتعاده، وجاء المثلث الرحمات المطران قرياقس إلى “الجزيرة” ومركز أبرشيتها “الحسكة”
وعن المواقف الوطنية التي وصمها المطران “قرياقس” في “الحسكة”
«لم يكن المطران قرياقس بالمثقف تماما بالعلوم واللغات لكنه كان يلم باللغة السريانية والطقوس والألحان وقد أعطاه الله الحكمة والدراية في تصريف الأمور على الوجه المطلوب، وقد تميز بشخصيته التي انطبع بجزء منها من البطريرك أفرام أثناء خدمته في النيابة البطريركية بـ”حمص” وقد فتح صدره وقلبه وعقله لكل أبناء الشعب في الجزيرة بطولها وعرضها ولكل المذاهب والمنتميات والمراجع بالإضافة إلى أبناء شعبه السريان وغيرهم كما خدم العشائر من العرب والأكراد والشيشان واليزيد، وكان الجميع يقصدونه في اقسى الظروف وأحلك الليالي وأصعب الأحوال لهم، فكان يقضي حاجاتهم ويلبي دعواتهم ويفك قيود أسراهم من سجونهم، وينهي مشاكل قتلاهم المعقدة.
ولذلك أطلق عليه تسمية حكيم السريان
وهنا لابد من ذكر حادثة يتذكرها اغلب شعبنا المسيحي في منطقة الجزيرة حين تم اعتقال بعض الشباب ممن كانوا ينتموا الى احدى الأحزاب القومية , فقام بالاتصال بأكبر مسؤول بالبلد وطلب منه الافراج عنهم فوعده باطلاق سراح السريان وفعلاً تم الافراج عنهم .
أين نحن من هؤلاء العظام اليوم ؟
حيث تمر الجزيرة باصعب الاوقات وأبنائها تحت الظلم والاستبداد.

رحمه الرب الاله بواسع رحمته ورحمنا بصلواته

Samir Zako

الشاعر السرياني أبن قيقي البغدادي
الشاعر السرياني أبن قيقي البغدادي
هو إغناطيوس مرقس ابن قيقي البغدادي من أسرة ثرية كان أرخدياقون بيعة الموصل وفي رواية راهباً في دير ابن جاجي أو أنه فيه رسم مفرياناً للمشرق عام 991 وبعد أربع وعشرين سنة وقع في محنة وجحد الإيمان المسيحي سنة 1016 فسقط وذلّ , ثم ارعوى وتاب توبة نصوحا فأنشد وكان أشعر أهل عصره , قوي البراعة , بليغ البيان , فياض القريحة , شائق اللفظ وشيق المعنى , له قصيدة سروجية البحر مطولة من القصائد المختارة رثى بها نفسه باسلوب يكاد يحرك الجماد وهي 164 بيتاً فيها صنعة جميلة وفن بياني موفق استهلها بقوله : لقد عمل الشيطان بمكره عرساً للأثم , دعا إليه الأجيال والعشائر والقبائل ,( نقلها المثلث الرحمات العلامة مار اغناطيوس افرام الأول برصوم عن نسخة فريدة في ((أربو)) بطور عبدين ) وحبَّر أيضاً نشيداً أفرامي الوزن رقيقاً شجياً على الأبجدية وهومستفيض على ألسن الاكليروس أوله : لأبكين وأبكين وأُبكي الناس ( تجد القصيدة أدناه وقد ترجمتها على قدر علمي البسيط في لغتنا الحبيبة )
وأبياتاً أفرامية مقفاة مهذبة خطاباً لبعض أصحابه مطلعها :
وقفت على كتابك أيها الهمام … وينتقل إلى استثقال نير الحكام ثم يوبخ نفسه , ومات بعد أن بلغ من العمر عتياً .
يعد الشاعر ابن قيقي البغدادي من الطراز الثاني لشعراء السريان حيث جاء في الفصل التاسع من كتاب اللؤلؤ المنثور ص 40 في طبقات الشعراء السريان :
تجد بين شعراء السريانيين شعراء العبقرية وشعراء القريحة وشعراء جمعوا في الكثير الغالب بين الموهبتين وشعراء الطبقة الوسطى فالمتأخرين , فمتخلفي الشعراء .
فمن الطراز الأول : مار أفرام الشاعر الخالد الموهوب الذي فاز بإكليل العبقرية
ومن الصنف الثاني : يعقوب الرهاوي وابن العجوز وابن قيقي وابن الصابوني وابن اندراوس الذي يسبك فيحسن السبك ويصوغ فيُحكم الصوغ , والكلام في أبياته مرسل مطبوع ويمشي في كثير منها في الرعيل الأول .
(( هذا ما جاء في كتاب اللؤلؤ المنثور للعلامة المثلث الرحمات البطريرك أفرام الأول برصوم ))
يقال وقد سمعتها من صديق لي وهو أحد تلاميذ المثلث الرحمات المطران اسحق ساكا روى لهم قصة هذا الشاعر والمفريان جاء فيها :
أنه كان مفرياناً للمشرق وذاع صيته في المنطقة وله مكانته في الدولة وفي عهد الخليفة القادر بالله من خلفاء الدولة العباسية عام 1016 م حيث عند زيارته للخليفة كان يقوم الخليفة بأحسن استقبال له ويجلسه بقربه وكثيراً ما كان يستشيره في امور عديدة ومن كثرة الترحيب والاطراء والاهتمام به اصيب بداء العظمة والكبرياء والمجد الباطل فقال في نفسه إن كنت مسيحياً وهذا التعظيم والتبجيل الاحترام الذي أحظى به من لدن الخليفة فكيف لو كنتُ على دينه , فجحد الدين المسيحي وفي أول زيارة له بعد جحوده إلى الخليفة العباسي لم يقم باستقباله كما كان في السابق وحين همّ بالجلوس بقربه قال له الخليفة مكانك هناك في أخير المجلس فتعجب من سوء الاستقبال والنظرة الدونية له فقال له الخليفة : يوم كنت مفرياناً كنت سيد قومك مثلما أنا سيد قومي ولكنك بعد أن تخليت عن منصبك ودينك اصبحت من عامة الناس بل من أتباعي ولا يمكن أن تكون مساوياً لي وبما أنك حديث العهد في هذه الديانة فمكانك يكون في الأخير ويقال قد اهين وذلّ كثيراً فندم وتاب توبة نصوحا وجاء إلى الموصل ويقال أنه كان ينام أمام مدخل باب كنيسة مار توما بالموصل والمؤمنون الداخلون كانوا يدوسون عليه كي يستطيعوا أن يعبروا إلى الكنيسة ولقد حاولوا مرات عديدة أن يقيموه من أمام الباب فكان يرفض وتحلوا له اهانة أبناء جلدته عن غيرهم وفي تلك الفترة صاغ قصيدة (ܐܶܒܟܶܐ ܘܐܶܒܟܶܐ ܘܶܐܒܰܟܶܐ) (لأبكين وأبكين وأبكي الناس) . والتي تعتبر من روائع الشعر السرياني .
هذا ما وجدته في الكتب في بحثي عن هذا الشاعر الفطحل والأديب الهمام .
النبي داؤد بمعصيته عن الله وخطاياه قدم توبة نصوحا وتاب وندم فأجاد في مزاميره , هكذا شاعرنا المفريان ابن قيقي البغدادي قدم توبة نصوحا وتاب وندم عن خطيئته فأجاد شعراً عظيماً .
أتمنى من الآباء الرهبان الذين ليس لديهم دراسة أن يبحثوا في المكتبات العامرة في الدير الكهنوتي وبقية أديرتنا العامرة بقصص مثيلة وسير القديسين وأن يرفدونا بها لنتمثل بسيرهم .
الشماس سمير يونان زكو
فيينا 7 / 7 / 2019
—————————-
بعض أبيات قصيدة (ܐܶܒܟܶܐ ܘܐܶܒܟܶܐ ܘܶܐܒܰܟܶܐ) (لأبكين وأبكين وأبكي الناس) بصوت قيثارة آزخ المرنمة ريا الخوري يوسف البنا Rayia Albanna
—————————–
ܐܶܒܟܶܐ ܘܐܶܒܟܶܐ ܘܶܐܒܰܟܶܐ ؛ ܩܰܕܡܳܝܰܬ ܘܰܥܠܰܝ ܐܶܒܟܶܐ : ܐܶܒܟܶܐ ܒܠܶܠܝܳܐ ܘܒܺܐܝܡܳܡܳܐ ؛ ܥܰܠ ܥܒܳܕ̈ܰܝ ܒܺܝ̈ܫܶܐ ܘܳܝܠܺܝ ܊
ابكي وابكي وإباكي , قَدمويات علاي إبكي , إبكي بليليو وبيمومو, عال عبوداي بيشيه وويلي .
لأبكينَ وأبكينَ وأُبَكِّي (الناس) , بالبداية على نفسي أبكي ، أبكي بالليل والنهار , الويل لي على أفعالي السيئة .
ܒܰܕܡܽܘܬܶܗ ܕܒܰܪ ܚܶܠܰܩܝܳܐ ؛ ܢܒܺܝܳܐ ܓܰܒܝܳܐ ܘܰܐܠܳܝܳܐ : ܐܶܒܟܶܐ ܒܠܶܠܝܳܐ ܘܒܺܐܝܡܳܡܳܐ ؛ ܥܰܠ ܥܒܳܕ̈ܰܝ ܒܺܝ̈ܫܶܐ ܘܳܝܠܺܝ ܊
بَدموثيه دبار حِلَقيو , نبييو كَبيو والويو, إبكي بليليو وبيمومو , عال عبوداي بيشيه وويلي .
وعلى شكل ابن حلقيا , النبي المختار والمولول , أبكي بالليل والنهار , الويل لي على أفعالي السيئة .
ܓܥܳܬܳܐ ܐܶܥܒܶܕ ܕܰܬܒܳܪܳܐ ؛ ܘܰܐܡܛܰܪ ܕܶܡ̈ܥܶܐ ܐܰܟ̣ ܡܶܛܪܳܐ: ܐܶܒܟܶܐ ܒܠܶܠܝܳܐ ܘܒܺܐܝܡܳܡܳܐ ؛ ܥܰܠ ܥܒܳܕ̈ܰܝ ܒܺܝ̈ܫܶܐ ܘܳܝܠܺܝ ܊
كعوثو إعبيد دَتبورو , وَامطار ديمعيه أَخ ميطرو , إبكي بليليو وبيمومو , عال عبوداي بيشيه وُيليه .
صراخ صنعت على هذه المصيبة وكالمطر ذرفت عيناي , أبكي بالليل والنهار , الويل لي على أفعالي السيئة .
ܟܽܠܗܽܘܢ ܪܳܚܡܰܝ̈ ܘܝܳܕܽܘܥܰܝ̈ ؛ ܒܟ̣ܰܪܝܽܘܬܳܐ ܢܶܒܟ̣ܽܘܢ ܥܠܰܝ: ܕܣܰܓܺܝ ܐܰܪܫܥܶܬ ܒܰܥܒܳܕ̈ܰܝ ؛ ܘܰܒܣܽܘܪ̈ܚܳܢܰܝ ܠܺܝ ܘܳܝܠܺܝ ܊
كولهون روحماي ويودعاي , بخَريوثو نيبخون علاي , دساكي أَرشعيت بَعبوداي , وَبسورحوناي لي وُيلي .
كل أحبائي ومعارفي , بالغم يبكون عليَّ ، بأعمال كثيراً أجرمت , وعلى آثامي الويل لي،
ܥܰܝܢܰܝ̈ ܡܶܢ ܕܶܡ̈ܥܶܐ ܡܰܠܝ̈ܳܢ ؛ ܘܥܰܠ ܦܰܪܨܽܘܦܝ̱ ܗܳܐ ܡܶܫܬܰܦ̈ܥܳܢ : ܘܐܺܝܕ̈ܰܝ ܠܰܫܡܰܝܳܐ ܬܰܠܝ̈ܳܢ ؛ ܒܪ̈ܰܚܡܰܝܟ ܚܰܣܳܐ ܠܺܝ ܚܰܘܒܰܝ̈ ܊
عَيناي مين ديمعيه ماليون , وعال فَرصوف هو ميشتافعون, وإيذاي لَشمايو تاليون, برَحمَيك حاسو لي حَوباي .
عيناي من الدموع ممتلئا , وعلى شخصي هي مستفيضة , ويداي للسماء مرتفعة , وبمراحمك اغفر ذنوبي