مـار تومــــا الرســـــول
مـار تومــــا الرســـــول
تحتفل كنيستنا السريانية في 3 تموز من كل عام بعيد مار توما الرسول
من هو مار توما الرسول ؟
كان مار توما من بلاد الجليل، ولد وشقيقه أدى ـ أحد السبعين ـ توأمين ـ فدعي بالسريانية توما، أي التوأم (يو11: 16و21: 2) ويدعى أيضاً يهوذا، وهو غير يهوذا الإسخريوطي الذي أسلم الرب.
كان مار توما أحد تلاميذ الرب يسوع ، ويُعدُّ السابع بين الاثني عشر (مت10: 3) وبما أنه بشّر في الهند، فإنه يدعى رسول الهند، ولكن معرفتنا بتفاصيل أعماله التبشيرية يسيرة جداً بالمقارنة مع معرفتنا بأعمال مار بطرس ومار بولس وغيرهما من الرسل والمبشرين، ولكننا مع ذلك لا نجهل عنه كل شيء. وبتناولنا ترجمة حياته بالدرس، وحديثنا عنه، نستند إلى الإنجيل المقدس، والتقليد الكنسي السرياني الموثوق به.
هؤلاء هم سفراء المسيح الأبطال الذين تحمّلوا في سبيل تأدية الشهادة السامية صنوف الاضطهادات، والضيقات، والآلام، والعذابات وحتى الاستشهاد.
محبته للرب يسوع:
كانت محبة توما للسيد المسيح عميقة جداً، وخالصة، وصافية، حتى أنه كان مستعداً لأن يموت مع الرب، فقد ذكر الإنجيل المقدس أن الرب يسوع لما عزم على التوجّه إلى بيت عنيا لإقامة لعازر من بين الأموات حذّره تلاميذه مذكّرين إيّاه بمحاولة اليهود قتله، فقال توما لإخوانه التلاميذ: «لنذهب نحن أيضاً لكي نموت معه» (يو11: 16).
وفي العشاء الأخير، لما سمع توما الرب يسوع يتكلّم عن انفصاله عن تلاميذه، بالجسد، وأنّهم سيتبعونه، قال له: «يا سيد لسنا نعلم أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق؟» قال له يسوع: «أنا هو الطريق، والحق، والحياة» (يو1: 5و6) فنحن مدينون لتوما بسؤاله هذا، حيث أن جواب الرب يظهر للعالم حقيقة الدين المسيحي المؤسس على المسيح يسوع الذي هو الطريق، والحق والحياة.
وقد اشتهر مار توما بتشككه بحقيقة قيامة الرب من بين الأموات، وإيمانه بالقيامة بعد رؤيته الرب حياً. حين قال لتوما: هات إصبعك إلى هنا وأبصر يديَّ، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً. أجاب توما قائلاً: ربي وإلهي، فقال له يسوع لأنك رأيتني يا توما آمنت طوبى للذين آمنوا ولم يروا» (يو20: 26 ـ 29).
يقال أن إصبعي توما السبّابة والوسطى ملتصقتين منذ ولادته فانفكتا لما وضعهما توما مكان المسامير في كفي الرب. ويقال أيضاً أن توما لم يجرؤ على أن يضع إصبعه موضع المسامير في كفّي السيد المسيح، ويده في جنبه.(حديث متوارث بالتقليد الكنسي)
مار توما في التقليد الكنسي السرياني:
يذكر التاريخ الكنسي أن توما الرسول أرسل إلى الرها أخاه أدى وهو أحد المبشرين السبعين. وأما هو فقد توجه إلى المشرق حيث دعا إلى الإيمان شعوباً مختلفة، وبشّر الحامية الفارسية المجوسية التي كانت في تكريت، وختم أعماله التبشيرية في الهند على عهد كوندفر البرثي أحد ملوكها.
قصة ذهاب مار توما إلى الهند:
في التقليد الكنسي السرياني قصة شيقة، يعتبر الرسول توما بطلها، وتبدأ حوادثها بمحاولة الرسل اقتسام مناطق العالم المعروفة عصرئذ بينهم، ليذهب كل منهم إلى منطقة ينشر بشارة الإنجيل فيها. فأصابت القرعة الرسول توما للذهاب إلى الهند، فخاف توما كثيراً وارتعب وتردّد بقبول ذلك، بل كان أقرب للرفض منه إلى القبول، فيظهر له السيد المسيح ويقول له: إذا لم تذهب أنت إلى الهند فسأذهب أنا بنفسي إليها وأموت ثانيةً، فأذعن توما للأمر، بعدما نال وعداً من الرب بألاّ يتخلّى عنه تعالى، بل يكون معه حيثما يذهب. وتقول القصة أن تاجراً هندياً اسمه حابان أرسل إلى سورية في تلك الأيام من قبل أحد ملوك الهند لإيجاد بنّاء ماهر يشيد للملك قصراً منيفاً، فباع الرب يسوع تلميذه توما عبداً للتاجر حابان إلى بلاد المشرق بطريقه إلى الهند. واجتاز بلاد العراق فبشّر أهلها.
ويذكر التاريخ أن مار توما وجد في بلاد ما بين النهرين المجوس الذين كانوا قد سجدوا للرب يسوع وهو طفل في بيت لحم، فبشّرهم، معلناً لهم أن الفداء قد تمّ بموت السيد المسيح صلباً ودفنه وقيامته في اليوم الثالث، فآمنوا واعتمدوا، ورسم منهم كهنة وأساقفة، وواصل سفره إلى بلاد الهند فوصل إليها سنة اثنتين وخمسين للميلاد. ويقال أنه بدأ تبشيره بالجنوب ثم واصل العمل إلى الشمال والتقى الملك سيد التاجر حابان، وأخذ منه أموالاً طائلة لتنفق في تشييد القصر المذكور، ولكنه وزّعها على الفقراء والمعوزين. ولما سمع الملك استدعاه إليه وسأله جليّة الأمر، فقال له توما أنه قد بنى له قصراً فخماً في السماء، فغضب الملك كثيراً، وألقاه في سجن عميق وجعله تحت حراسة مشدّدة، وتعذيب مرير، ريثما يردّ إليه المال… وهكذا تحمّل توما الآلام والعذابات وحده… لما كان بطرس في السجن كانت الكنيسة تواصل الصلاة لأجله، فأخرجه ملاك الرب، ولما كان بولس في السجن كان تلاميذه يخدمونه، فكان ذلك عزاء له، أما توما فقد كان وحده في سجنه في بلاد بعيدة اعتبرت في تلك الأيام بلاد الغرائب والعجائب، ولكننا على يقين بأن الرب يسوع كان معه يشجّعه على تحمّل المشقات كجندي صالح. وقد دبّر وسيلة لإنقاذه. ونجاح مهمّته التبشيرية، ذلك أن (جاد) أخا الملك ابتلي بمرض عضال، ومات ونقلت الملائكة روحه إلى السماء حيث شاهد قصراً منيفاً، قيل له أنه القصر الذي شيّده توما لأخيه الملك، ثم أعاد اللّـه (جاد) إلى الحياة، فلما رآه أهله حياً انذهلوا، فقصّ عليهم جاد ما رآه في السماء، وطلب إلى أخيه الملك ليبيعه القصر الذي شيّده له توما في السماء… فصدّق الملك الرؤيا… وأطلق سراح الرسول توما، وآمن بالرب يسوع هو وأهل بيته، وعظماء مملكته، واعتمدوا جميعاً، بل ساعدوا توما في نشر البشارة الإنجيلية فرسم منهم كهنة وأساقفة، وغادرهم ليواصل تبشيره بالإنجيل في مناطق أخرى من بلاد الهند.
خطف توما بالروح ورؤيته العذراء مريم:
ويُحكى عن توما قصص أخرى شبيهة بقصة تشييد القصر في السماء، لا مجال لذكرها هنا، ولكن لا بدّ من التنويه في هذه العجالة بحادثة خطف توما بالروح وذهابه من الهند إلى المدينة المقدسة، للاشتراك بتجنيز السيدة العذراء والدة اللّـه مريم، وتأخير وصوله إلى هناك، ورؤيته وهو في الطريق العذراء تصعد إلى السماء بموكب ملائكي عجيب، وطلبه منها علامة يبرهن بها لإخوته التلاميذ عن صدق حديثه عندما يخبرهم عما شاهده، فأعطته زنارها، وبعدما اجتمع توما بالتلاميذ، وطلب إليهم فتح ضريح السيدة العذراء، ففعلوا ولم يجدوا الجثمان الطاهر، أخبرهم بما رأى، وعاد إلى الهند آخذاً معه الزنار المقدس.
استشهاده:
تحمّل مار توما الرسول العذاب الأليم من الوثنيين في الهند حتى أنهم سلخوا جلده كما يسلخ جلد الحمل الوديع، فوضع جلده على كتفه بصبر عجيب، وجال بين الناس يبشّر باسم السيد المسيح حتى هجم عليه كهان الوثنيين وهو يصلّي وطعنوه بالرماح في جنبه الأيمن، ففاضت روحه الطاهرة في عام 75م في مدينة ميلابور القريبة من مدراس حيث دفن جثمانه الطاهر، واقترن اسمه ببلاد الهند، فهو رسول الهند. قال كيرلس اليسوعي نقلاً عن حوادث البرتغاليين أنّهم وجدوا عند مرورهم بمسيحيي ميلبار (جنوب الهند) أن هؤلاء يقولون في كتب صلواتهم باللغة السريانية ما ترجمته «إن القديس توما اجتذب إلى الإيمان المسيحي الحبشة والصير والعجم» ويعني بالحبشة بلاد الهند، فقد جرت العادة أن يُطلق على جميع الشعوب السود لوناً، اسم الأحباش أو الكوشيين.
نقل رفاته إلى الرها:
في 3 تموز من عام 394م نقلت الجالية السريانية الرهاوية رفات مار توما الرسول من الهند إلى الرها فوصل إليها في 22 آب من السنة ذاتها، وأودع في الكاتدرائية الفخمة التي كان قورا أسقفها، قد وضع حجر أساسها وبدأ بتشييدها سنة 313م، وأنجز بناءها بعده الأسقف سعاد. وهي على اسم مار توما الرسول.
وشُيدت على اسم الرسول توما أديرة وكنائس عديدة في أماكن شتى من العالم،
ومن الكنائس القديمة العهد التي شيِّدت على اسم مار توما الرسول كنيسته في الموصل بالعراق التي ذكرت في التاريخ مركزاً للأبرشية منذ بدء القرن السابع للميلاد، ويعتقد أنها كانت داراً لأحد المجوس الذين سجدوا ليسوع وهو طفل في بيت لحم، وبشّرهم الرسول توما، فأمنوا بالرب، وحوَّل هذا المجوسي داره إلى كنيسة وهي لا تزال عامرة. (للأسف تم تخريبها من قبل عصابات داعش وتركت لحد الان مهملة بدون ترميم)
اكتشاف ذخيرة الرسول توما:
عام 1964 بينما كانت أعمال الترميم تجري في كاتدرائية مار توما الرسول في الموصل على عهد المثلث الرحمات المطران زكا (قداسة البطريرك بعدئذ) اكتشف الذخيرة المقدسة لمار توما وشيّد مقاماً لائقاً في الكاتدرائية ذاتها، ووضعت الذخيرة فيها.
لتكن صلاة الرسول توما معنا جميعاً لننال الطوبى التي أعطاها الرب للذين، وإن لم يروه، آمنوا به مخلصاً ورباً وإلهاً عظيماً، صلب، ومات بالجسد، وقام في اليوم الثالث من القبر حياً ممجَّداً.
وتهنئة قلبية لكل من تسمى على اسم هذا الرسول الجسور (توما , توماس , تومي ) وكل عام وأنتم بخير
نقلت بتصرف
المصدر : رائحة المسيح الذكية – المثلث الرحمات مار اغناطيوس زكا الأول عيواص- 2008

القديس مار إغناطيوس النّوراني 107 +
القديس مار إغناطيوس النّوراني 107 +

ولد القديس مار إغناطيوس النوراني حوالي سنة 35م، وتنصّر في أنطاكية، وتتلمذ على أيدي الرسولين بطرس ويوحنا. وتُرجم اسمه الأصيل باللاتينية «إغناطيوس» إلى السريانية فصار «نورونو» أي النوراني، واتّخذ له اسماً آخر هو «ثاوفوروس» ومعناه «حامل اللـه».
ورُسم أسقفاً بأيدي الرسولين مار بطرس ومار بولس على أنطاكية يوم كانت تجتاز ظروفاً قاسيةً، وهو ثالث بطريرك للكرسي الأنطاكي فأخذ يترجم بالعمل ما كان يكتبه إلى الكنائس وتلاميذه وخاصةً زميله الأسقف بوليقربوس، كما ناهض البدع والهرطقات التي ولَّدت الشكوك بضلالتها، وحاولت عرقلة مسيرة نشر البشارة الإنجيلية. وُشي به إلى حاكم أنطاكية بأنه زعيم المسيحيين وقد جذب عدداً كبيراً من اليهود والوثنيين إلى حظيرة المسيح، فاستقدمه الحاكم، واستجوبه، فاعترف القديس بالإيمان بشجاعة فائقة، فحكم عليه بأن يساق إلى رومية ويُطرح هناك للوحوش الضارية لتفترسه. ثم جمع تلاميذه بإكرام وتبجيل عظامه المقدسة ولفّوها بكتان نفيس وأرسلوها إلى أنطاكية ودفنت ذخائره المقدسة في أنطاكية ثم نقلها الامبراطور ثاودورسيوس الصغير إلى كنيسة بنيت في أنطاكية على اسم مار إغناطيوس وفي القرن السابع نقلت رفاته إلى روما.
مصدر أخر عن سيرة القديس مار إغناطيوس النوراني :
وقف مار إغناطيوس في وجه بدعة الفلسفة الدوسيتية التى تقول بأن المسيح شبه به ولم يصلب وقال بهذا الفيلسوف باسيليدس , وقد أخذ محمد هذه الفلسفة ووضعها فى قرآنه .
القديس إغناطيوس أطلق عليه النورانى ] ثيوفوروس Theophorus ( حامل الإله ) [ وهو ثالث أساقفة أو بطاركة أنطاكية بعد القديس بطرس و أفوديوس الذي توفي حوالي سنة 68 م ، وقد ذكر أبو التاريخ الكنسي أوسابيوس القيصري أن إغناطيوس خلف أفوديوس بشكلا جعل فيه تسلسله الرسولي أكثر قربا .
حيث ذكر بأن القديس بطرس نفسه أقامه على كرسي أنطاكية . ويقول المؤرخون أنه أحد تلامذة الرسولين بطرس و يوحنا . وتعترف جميع الكنائس الرسولية بقداسته ، فكنيستنا السريانية والكنيسة الكاثوليكية الغربية تعيد له في 17 تشرين الأول-أكتوبر .وباقي الكنائس الأرثوذكسية بالإضافة للكنائس الكاثوليكية الشرقية تعيد له في 20 كانون الأول- ديسمبر .
وقد جاء ذكره في الكلندار السرياني في عدة تواريخ تذكاره
ففي الموصل تذكاره يكون يوم الخميس بعد صوم نينوى.
وفي 16 / 11 و 29 / 12 تذكار دفن عظامه و 30 / 12 و 1 / 7

ألقى الرومان القبض على مار إغناطيوس وأرسلوه إلى روما مكبل بالأغلال وفى رسالة مار إغناطيوس إلى أهل روما (5) قال عن رحلته :
{ من سوريا إلى روما حاربت ضد مسوخ متوحشة ، على الأرض وفي البحر ، في الليل والنهار ، ملزوم بالبقاء بين عشرة نمور ، وبرفقة جنود يزدادون سوءا وجفاء كلما حاولوا إظهار اللطف } وخلال رحلته ليحاكم في روما كان مار إغناطيوس يشجع ويعضد المسيحيين الذين كانوا يتوافدون للقائه على طول الطريق ليثبتوا في إيمانهم و كتب في ذلك سبع رسائل لكنائس مر بها وواحدة منها كانت لأحد أصدقائه الأساقفة : *
الرسالة إلى أهل ماجنيسية Magnesia *
الرسالة إلى أهل قيصرية Caesarea *
الرسالة إلى أهل أفسس Ephesus *
الرسالة إلى أهل سميرنة Smyrna *
الرسالة إلى بوليكاربوس أسقف سميرنة
* الرسالة إلى أهل روما Roma *
الرسالة إلى أهل فيلادلفيا Philadelphia
نصوص الرسائل تجدونها في الرابط الموجود في نهاية المنشور ومن أهم ما قام به هو تفسير وشرح وتحديد مهام الأسقف في رعيته . فالأسقف فى رأيه هو ممثل عن الإله فبدون الأسقف لا يوجد كنيسة . ويعتبر مار إغناطيوس أول من استعمل اصطلاح / كنيسة كاثوليكية أي جامعة / للدلالة على الجماعة المسيحية .
وجاء فى رسالة القديس إغناطيوس إلى أهل روما يرجوهم فيه بأن لا يفعلوا أي شئ لإنقاذه من حكم الموت ، فهو مشتاق للشهادة عن إيمانه ولو كلفه ذلك حياته :
“أفضل ما يمكن أن تقدموه لي، هو أن تتركوني أُقّدَّم ضحية على مذبح الرب ….. لأنه ارتضى أن يجد أسقف سوريا أهلاً، فأتى به من الشرق إلى الغرب. خير لي أن أغيب عن هذه الحياة لأستقبل شروق حياةٍ جديدة مع الله”. وفي أحد المسارح الرومانية ألقيّ إلى الأسود في عهد الإمبراطور ترايانوس لأنه مسيحى .
جثا على ركبتيه وصلى لكي يوقف الله موجة الاضطهاد عن الكنيسة، وأن يزيد محبة الإخوة لبعضهم البعض. أخيرًا أسرع به الجند إلى الساحة، وأطلقت الوحوش ليستقبلها بوجه باش، فوثب عليه أسدان ولم يبقيا منه إلا القليل من العظام.
للقديس مار إغناطيوس مكانة مرموقة في كنيستنا السريانية، فهو شفيع الكرسي الرسولي الأنطاكي والجالس عليه، واسمه الكريم يسبق دائماً اسم قداسة البطريرك.
كتب القديس مار إغناطيوس سبع رسائل مشهورة تلت أسفار كتاب العهد الجديد المقدسة بالأهمية، وهو الذي أدخل عادة ترتيل المزامير بين جوقتين أسوة بالملائكة النورانيين الذين ظهروا له برؤيا.

صلواته تكون معنا جميعاً.
————————
المصادر:
– من النت
– رائحة المسيح الذكية – المثلث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس زكا الأول عيواص 

Samir Zako

ألعب وأتعلم اللغة السريانية الآرامية ب 128 لعبة
ألعب وأتعلم اللغة السريانية الآرامية ب 128 لعبة
سلام ومحبة لكم أخوتنا
كما وعدنا نطلق الآن من موقعنا الخاص بالمدرسة السريانية الإلكترونية
ألعب وأتعلم مع 128 لعبة نتعلم فيها اللغة السريانية الآرامية
” المخطوطات السريانية التي نجت من محارق العرب والمغول التتر والأتراك
المخطوطات السريانية التي نجت من محارق العرب فقط عند الفاتيكين مقفول على ٧٠٠٠٠٠ مخطوطة في شتى المجالات وقبرص عندها ٣٠٠٠٠٠٠ ودول بلغارية على ا اعتقد عندها ١٥٠٠٠٠ مخطوطة والله يعلم كم عند الانكليز والامريكان والدول مثل اللمانية والنمسا ؟؟ خزائن الكتب السريانية 1 : خزينة ديرقرتمين . اشتملت على عدة كتب زاد عددها مار شمعون زيته 734 ميلادي مئة وثمانون مجلدا وقفى عليه داود ابن اخته ثم يوحنا مطران دير قرتمين 998 _1034 وابن اخيه الراهب عمنوئيل الذي زينها بسبعين مجلدا نقلها بخطه على الرقوق . وفي سنة 1169 جدد فيها الرهبان كبرئيل ابن بطريق واخوه اليشع موسى الكفرسلطيو مثتين وسبعين مجلدا . 2 : خزينة دير زوقنين : حوت كتبا نفيسة كما ورد في قصة القديس متى الناسك 3 : خزينة كنيسة امد : جمع مار ماري الثالث مطران امد خزينة كتب ومصاحف جليلة نقلت الى امد بعد وفاته 529 4 : خزينة دير تلعدا : تجد من كتبها في لندن عدد 740 كتاب نخب ميامر مار اسحق خط حوالي 570 م واستولى رهبان هذا الدير على كتب مار يعقوب الرهاوي بعد وفاته سنة 708 5 : خزينة دير مار داود : كان ديران باسم مار داود اولهما في جنوبي دمشق مما يقرب من بصرى ويقال ايضا دير حينا , والثاني في مدينة قنشرين وذكرا في الاسناد السريانية ( ص 164 و171 و440 ) وفي النصف الثاني من المثة السادسة . وخزينة الكتب هي لاحدهما ومن جملة مصاحفها كتاب فيلاليتس (محب الحق ) للقديس سويريوس انجز على عهد رئيس الدير دانيال في القرن السادس او السابع وهو في الخزينة الواتيكانية تحت عدد 139 6 : خزينة كتب دير مار يوحنا في بيت زغبا وقد ذكر في الاسناد ثلاثا (ص 163 و171ؤو182 ) في ايام رئيس الدير بولس . وبقي من مصاحفها انجيل قديم نقل سنة 586 وهو في خزينة فلورنسا 7 : خزينة دير مار يوحنا نيرب , ويظن هذا الدير من الديرات التي كانت بالقرب من حلب , تجد من مصاحف خزينته في المتحف البريطاني تحت عدد 730 كتاب رسائل مار فيلكسينوس ومقالاته فرغ من نسخته عام 569 8 : خزينة دير مار موسى في جبل النبك , من مصاحفها المجلد الاخير لمار ايونيس الذهبي فمه انجز في اواسط السادسة وهو في المتحف المذكور انفا تحت عدد 585 9 : خزينة دير مار دانيال في كفربيل في كورة انطاكية وكان الكتبي فيها القس موسى سنة 599 ( خزانة المتحف عدد 17 ) 10 : خزانة دير مار قرياقس بالقرب من التل المقلوب , بقي من مصاحفها ثلاثة , اثنان في المتحف البريطاني تحت عدد 52 و53 نسخا في سنة 616 و617 والثالث في الخزينة الباريسية الوطنية تحت عدد 27 منه عام 720 11 : خزانة دير العمود ذكرت عام 638 في كتاب ميامر القديس يعقوب السروجي على عهد رئيس الدير شمعون وهو في الخزانة الواتيكانية عدد 251 12 : خزانة دير مار متى , ازدادت مصاحفها في القرن السابع وذاع امر مخطوطتها النفيسة في حدود سنة 800 تجد احدها و هو كتاب الايام الستى ليعقوب الرهاوي كتب سنة 822 في خزانة الكلدان بالموصل منقولا من خزانة ديار بكر , وكانت عام 1298 وتشتمل على مصنفات ابن العبري باجمعها كما ورد في مصحف محفوط في خزينة برلين عدد 326 ثم نهبها الاكؤاد في اواسط المثة الرابعة عشرة وفضل منها بقية في منتصف المثة السادسة ثم تبعثرت وفي سنة 1845 فما بعدها جمع فيها زهاء ستين مصحفا . 13 : خزانة دير السريان بمصر : هذا الدير الذي رن صيته في الاقطار في القرن السابع حوى خزينة كتب زادها رئيسه الهمام الجليل الاب موسى النصيبيني (907_ 944 ) مئتين وخمسين مجلدا من انفس الكتب واندر المصاحف واعنقها , وذلك في رحلته من مصر الى بغداد التي طالت ست ستوات وانتهت عام 932 وممن عني بترتيب هذه الخزينة وتجليد مصاحفها الراهب الفاضل العالم برصوم المرعشي بعد سنة 1084 بمديد وكان موجودا وهو قسيس عام 1122 (المتحف البريطاني ع 323 وخزانة باريس ع 27 ) وقرأت في بعض التعاليق انه وجود في هذا الدير من الكتب خمسة عشر حمل بعير بعد نهب الرها وامد وملطية وغيرها , وفي سنة 1624احصى القس توما كتبه فكانت 430 مجلدات ( المتحف البريطاني ع 374 ) فكانت هذه الخزانة اشهر خزائن الكتب السريانية بل الاقدم في الدنيا ,وقد صارت مصاحفها من اواسط القرن السابع عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر الى خزائن الواتيكان وباريس وبطرسبيرج وخصوصا لندن التي بها اغتنت وتاهت على سائر الخزائن .وكان ايضا في دير الانبا بولا خزانه كتب سريانية عديدة ذكرت بعد ايام قسطنطين الاول رئيس دير السريان في القرن الحادي عشر (كتاب اسحق النينوي في المتحف البريطاني ع 690 ) 14 : خزانة دير اسفوليس في ريشعينا . اوقف عليها قسطنطين اسقف هذا الدير وماردين مصاحق عام 724 (المتحف البريطاني ع 4) 15 ” خزانة دير مار برصوم : جمعت منذ صيرورة الدير كرسيا للبطريركية اواخر المثة الثامنة . وكان اثناسيوس السادس (1129 ) جماعة لنفائس الكتب ينقل معه منها حيثما رحل . وزين مار مخائيل الكبير السرياني هذهالخزانة بمخطوطاته الجليلة الوافرة . وذكر يوسف الامدي مطران حمص في مصحف سير القديسين الذي انجزه كتابه عام 1196 ان المكتبه لم يكن يعوزها سوى هذا الكتاب (المتحف البريطاني ) 16 : خزانة ديراتنوس الذي انشاه اثناسيوس النعال مطران ميافارقين بالقرب من تلبسم في كورة ريشعينا في اواسط الرن الثامن ومنه نشأ خمسة عشرة اسقفا من سنة 740 حتى 1042 وذكر حافظها الكتبي انسطاس (المتحف البريطاني ع 943 ) 17 : خزانة دير مار يوحنا قورديس في مدينة دارا , اوقف عليها لعازر مطران بغداد الكتاب المنسوب الى الاريوفاعي بعد سنة 824 بمديدة (المتحف البريطاني ع 625 ) 18 : خزانة دير مار حنانيا المشهور بدير الزعفران شرق ماردين , جمعها مار حنانيا مطران ماردين ( 1165 ) وازداد عدد مصاحفها بعد ان صار الدير كرسيا بطريركيا . وتقلبت بها الاحوال فحوت نيفا وثلثمائة مجلد . 19 : خزانة دير ابن جاجي . من اول امره عني الابنا يوحنا تلميذ مارون بنساخة عدة كتب على ايدي مهرة النساخ من الرهبان فاغنى بها خزانته منذ سنة 990 20 : خزانة ملطية : في كنيساتها الكبرى اضاف اليها يوحنا العاشر ابن شوشان 1072 + ) مخطوطاته الثمينة . 21 خزانة دير مار مرقس المعروف بدير السريان في اورشليم , جمعت مصاحفها في اواخر القرن الخامس عشر وعدد صالح منها من بقايا خزانة دير المجدلية (من القرن الحادي عشر الى الرابع عشر ) ثم ازدادت فبلغ عدد مخطوطاتها السريانية نيفا و350 مجلدا . 22 : خزانة دير قنقرت القريب من دياربكر جمعت في النصف الثاني من المئة الثانية عشرة وزادها المطران يوحنا الامدي عام 1203 (كنيسة باسبرينة وكنيسة مار توما بالموصل ) 23 خزانة الرها في بيعة الرسولين جمعت في الازمنة المتاخرة واشتملت على طائفة من كتب دير مار ابحاي في كركر بعد خلائه وينتهز عددها المئة والثلاثين وهي في حلب ,. امادة مأخوذة من كتاب اللؤلؤ المتثور
المخطوطات السريانية التي نجت من محارق العرب
فقط عند الفاتيكين مقفول على ٧٠٠٠٠٠ مخطوطة في شتى المجالات
وقبرص عندها ٣٠٠٠٠٠٠
ودول بلغارية على ا اعتقد عندها ١٥٠٠٠٠
مخطوطة
والله يعلم كم عند الانكليز والامريكان والدول مثل اللمانية والنمسا
؟؟
خزائن الكتب السريانية
1 : خزينة ديرقرتمين . اشتملت على عدة كتب زاد عددها مار شمعون زيته 734 ميلادي مئة وثمانون مجلدا وقفى عليه داود ابن اخته ثم يوحنا مطران دير قرتمين 998 _1034 وابن اخيه الراهب عمنوئيل الذي زينها بسبعين مجلدا نقلها بخطه على الرقوق . وفي سنة 1169 جدد فيها الرهبان كبرئيل ابن بطريق واخوه اليشع موسى الكفرسلطيو مثتين وسبعين مجلدا .
2 : خزينة دير زوقنين : حوت كتبا نفيسة كما ورد في قصة القديس متى الناسك
3 : خزينة كنيسة امد : جمع مار ماري الثالث مطران امد خزينة كتب ومصاحف جليلة نقلت الى امد بعد وفاته 529
4 : خزينة دير تلعدا : تجد من كتبها في لندن عدد 740 كتاب نخب ميامر مار اسحق خط حوالي 570 م واستولى رهبان هذا الدير على كتب مار يعقوب الرهاوي بعد وفاته سنة 708
5 : خزينة دير مار داود : كان ديران باسم مار داود اولهما في جنوبي دمشق مما يقرب من بصرى ويقال ايضا دير حينا , والثاني في مدينة قنشرين وذكرا في الاسناد السريانية ( ص 164 و171 و440 ) وفي النصف الثاني من المثة السادسة . وخزينة الكتب هي لاحدهما ومن جملة مصاحفها كتاب فيلاليتس (محب الحق ) للقديس سويريوس انجز على عهد رئيس الدير دانيال في القرن السادس او السابع وهو في الخزينة الواتيكانية تحت عدد 139
6 : خزينة كتب دير مار يوحنا في بيت زغبا وقد ذكر في الاسناد ثلاثا (ص 163 و171ؤو182 ) في ايام رئيس الدير بولس . وبقي من مصاحفها انجيل قديم نقل سنة 586 وهو في خزينة فلورنسا
7 : خزينة دير مار يوحنا نيرب , ويظن هذا الدير من الديرات التي كانت بالقرب من حلب , تجد من مصاحف خزينته في المتحف البريطاني تحت عدد 730 كتاب رسائل مار فيلكسينوس ومقالاته فرغ من نسخته عام 569
8 : خزينة دير مار موسى في جبل النبك , من مصاحفها المجلد الاخير لمار ايونيس الذهبي فمه انجز في اواسط السادسة وهو في المتحف المذكور انفا تحت عدد 585
9 : خزينة دير مار دانيال في كفربيل في كورة انطاكية وكان الكتبي فيها القس موسى سنة 599 ( خزانة المتحف عدد 17 )
10 : خزانة دير مار قرياقس بالقرب من التل المقلوب , بقي من مصاحفها ثلاثة , اثنان في المتحف البريطاني تحت عدد 52 و53 نسخا في سنة 616 و617 والثالث في الخزينة الباريسية الوطنية تحت عدد 27 منه عام 720
11 : خزانة دير العمود ذكرت عام 638 في كتاب ميامر القديس يعقوب السروجي على عهد رئيس الدير شمعون وهو في الخزانة الواتيكانية عدد 251
12 : خزانة دير مار متى , ازدادت مصاحفها في القرن السابع وذاع امر مخطوطتها النفيسة في حدود سنة 800 تجد احدها و هو كتاب الايام الستى ليعقوب الرهاوي كتب سنة 822 في خزانة الكلدان بالموصل منقولا من خزانة ديار بكر , وكانت عام 1298 وتشتمل على مصنفات ابن العبري باجمعها كما ورد في مصحف محفوط في خزينة برلين عدد 326 ثم نهبها الاكؤاد في اواسط المثة الرابعة عشرة وفضل منها بقية في منتصف المثة السادسة ثم تبعثرت وفي سنة 1845 فما بعدها جمع فيها زهاء ستين مصحفا .
13 : خزانة دير السريان بمصر : هذا الدير الذي رن صيته في الاقطار في القرن السابع حوى خزينة كتب زادها رئيسه الهمام الجليل الاب موسى النصيبيني (907_ 944 ) مئتين وخمسين مجلدا من انفس الكتب واندر المصاحف واعنقها , وذلك في رحلته من مصر الى بغداد التي طالت ست ستوات وانتهت عام 932 وممن عني بترتيب هذه الخزينة وتجليد مصاحفها الراهب الفاضل العالم برصوم المرعشي بعد سنة 1084 بمديد وكان موجودا وهو قسيس عام 1122 (المتحف البريطاني ع 323 وخزانة باريس ع 27 ) وقرأت في بعض التعاليق انه وجود في هذا الدير من الكتب خمسة عشر حمل بعير بعد نهب الرها وامد وملطية وغيرها , وفي سنة 1624احصى القس توما كتبه فكانت 430 مجلدات ( المتحف البريطاني ع 374 ) فكانت هذه الخزانة اشهر خزائن الكتب السريانية بل الاقدم في الدنيا ,وقد صارت مصاحفها من اواسط القرن السابع عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر الى خزائن الواتيكان وباريس وبطرسبيرج وخصوصا لندن التي بها اغتنت وتاهت على سائر الخزائن .وكان ايضا في دير الانبا بولا خزانه كتب سريانية عديدة ذكرت بعد ايام قسطنطين الاول رئيس دير السريان في القرن الحادي عشر (كتاب اسحق النينوي في المتحف البريطاني ع 690 )
14 : خزانة دير اسفوليس في ريشعينا . اوقف عليها قسطنطين اسقف هذا الدير وماردين مصاحق عام 724 (المتحف البريطاني ع 4)
15 ” خزانة دير مار برصوم : جمعت منذ صيرورة الدير كرسيا للبطريركية اواخر المثة الثامنة . وكان اثناسيوس السادس (1129 ) جماعة لنفائس الكتب ينقل معه منها حيثما رحل . وزين مار مخائيل الكبير السرياني هذهالخزانة بمخطوطاته الجليلة الوافرة . وذكر يوسف الامدي مطران حمص في مصحف سير القديسين الذي انجزه كتابه عام 1196 ان المكتبه لم يكن يعوزها سوى هذا الكتاب (المتحف البريطاني )
16 : خزانة ديراتنوس الذي انشاه اثناسيوس النعال مطران ميافارقين بالقرب من تلبسم في كورة ريشعينا في اواسط الرن الثامن ومنه نشأ خمسة عشرة اسقفا من سنة 740 حتى 1042 وذكر حافظها الكتبي انسطاس (المتحف البريطاني ع 943 )
17 : خزانة دير مار يوحنا قورديس في مدينة دارا , اوقف عليها لعازر مطران بغداد الكتاب المنسوب الى الاريوفاعي بعد سنة 824 بمديدة (المتحف البريطاني ع 625 )
18 : خزانة دير مار حنانيا المشهور بدير الزعفران شرق ماردين , جمعها مار حنانيا مطران ماردين ( 1165 ) وازداد عدد مصاحفها بعد ان صار الدير كرسيا بطريركيا . وتقلبت بها الاحوال فحوت نيفا وثلثمائة مجلد .
19 : خزانة دير ابن جاجي . من اول امره عني الابنا يوحنا تلميذ مارون بنساخة عدة كتب على ايدي مهرة النساخ من الرهبان فاغنى بها خزانته منذ سنة 990
20 : خزانة ملطية : في كنيساتها الكبرى اضاف اليها يوحنا العاشر ابن شوشان 1072 + ) مخطوطاته الثمينة .
21 خزانة دير مار مرقس المعروف بدير السريان في اورشليم , جمعت مصاحفها في اواخر القرن الخامس عشر وعدد صالح منها من بقايا خزانة دير المجدلية (من القرن الحادي عشر الى الرابع عشر ) ثم ازدادت فبلغ عدد مخطوطاتها السريانية نيفا و350 مجلدا .
22 : خزانة دير قنقرت القريب من دياربكر جمعت في النصف الثاني من المئة الثانية عشرة وزادها المطران يوحنا الامدي عام 1203 (كنيسة باسبرينة وكنيسة مار توما بالموصل )
23 خزانة الرها في بيعة الرسولين جمعت في الازمنة المتاخرة واشتملت على طائفة من كتب دير مار ابحاي في كركر بعد خلائه وينتهز عددها المئة والثلاثين وهي في حلب ,.
امادة مأخوذة من كتاب اللؤلؤ المتثور
لغة عربية آرامية أم آرامية عربية سلمان التكريتي

لغة عربية آرامية أم آرامية عربية سلمان التكريتي

77
المجلد األول – العدد )77 2007 – )1
لغة عربٌة آرامٌة أم آرامٌة عربٌة
سلمان التكرٌتً
هذا بحث طرٌف ن لم اكن قادرا على اثبات تحقٌق عربٌة اللغة
اآلرامٌة، او آرامٌة اللغة العربٌة، فانً اكون قد اثرت موضوعا مثٌرا
واستفزازٌا اٌضا جدٌرا بالتامل والتفكٌر والتحقٌق. والغرض من ذلك هو
الوصول الى ركائز العالقات بٌن التكوٌنات الحضارٌة فً المنطقة العربٌة من
ناحٌة وما تلقً من اضواء على العالم أٌضا. وانً ان لم اصل الى الهدف الذي
اقترحه فً العنوان، فال شك اكون قد اثرت وحفزت القرائح لدرس هذا
الموضوع. وغاٌتً االصٌلة فً توخً النقاش، هو اغناء الفكرة، ألستفٌد من
خبرة كل من ٌدلً برأٌه الحصٌف.
عربٌة آرامٌة أم آرامٌة عربٌة
المقدمة
ٌبدو لً كأن السرٌان ال ٌودون ان ٌجعلوا اللغة العربٌة اصال للغة
اآلرامٌة)السرٌانٌة(، او ان ٌجعلوا اللغة اآلرامٌة)السرٌانٌة( اصال للغة
العربٌة، وذلك خوف ان ٌصبح السرٌان عربا، فٌتنكروا للغة اآلرامٌة، او ان
العرب ال ٌودون ان ٌجعلوا اللغة العربٌة اصال للغة اآلرامٌة، او ان اللغة
اآلرامٌة هً اصل اللغة العربٌة أنفة من العرب ان ٌكونوا سرٌانا، او ٌكونوا
آرامٌٌن. ولهذا السبب لم ٌستمر البحث طوٌال وال قصٌرا فً هذا االمر حتى
ضاعت الدالئل، وعبث الدهر بالوثائق. وبذلك استحال تثبٌت الراي الدقٌق
الصائب باصل هاتٌن اللغتٌن وفرح الطرفان بذلك، هؤالء من الخوف واولئك
من االنفة. والذي اقوله انا هو ان اللغة العربٌة واآلرامٌة)السرٌانٌة( أما ان
تكونا من اصل واحد، فتفرقتا بتفرق الجماعات وابتعدتا عن بعضهما نسبٌا،
واما ان تكون احداهما بنت االخرى، ولدت من بطنها، وترعرعت ونشأت
واشتد عودها واستقلت بذاتها.
ان وجود تشابه كبٌر وجذري لٌس بٌن العدٌد من االلفاظ وال المئات،
انما االلوف مع مشتقاتها، سواء كانت أسماء او افعاال، ال ٌدل وال ٌثبت حدوثه
بالمتاخمة والتجاور وإال لدخلت مئات او الوف االلفاظ من الحبشٌة الى العربٌة
Page 1 of 21
Page 2 of 21
لغة عربية آرامية أم آرامية عربية سلمان التكريتي
77
77 المجلد األول – العدد )2007 – )1
ومثلها من العربٌة الى الحبشٌة. وتوجد فعال كلمات عربٌة فً الحبشٌة وكلمات
حبشٌة فً اللغة العربٌة، ولكن لٌس باالالف، كما توجد كلمات عربٌة فً
الفارسٌة وكلمات فارسٌة فً العربٌة بحكم المتاخمة والتجاور اٌضا واٌمان
الفرس باالسالم الذي ٌتطلب تعلم القرآن العربً لكن لٌس بااللوف اٌضا ولٌس
بالقواعد النحوٌة. وبالرغم من هٌمنة الفرس لفترة مدٌدة وبالرغم من هٌمنة
الحبشٌة لفترة تقرب منها على الٌمن، اال ان لغتٌهما ما تركتا التاثٌر اللغوي
فً اللغة العربٌة من أي منهما. لكن تأثٌر اللغة العربٌة فً اللغة الفارسٌة
الكبٌر، ما كان اال ٌوم انضوى الفرس تحت راٌة االسالم، واصبح القرآن هو
عماد الدٌن والشرٌعة االسالمٌة. ولفهم الدٌن االسالمً ال بد من فهم القرآن.
وفهم القران ٌتطلب فهم لغة القرآن، التً هً اللغة العربٌة. وهذا ما عطل
تطور اللغة الفارسٌة والتهامها االلفاظ العربٌة وتاثرها بها. فاهمل الفرس
لغتهم الفارسٌة ولم ٌن ّموها انما نحوا واغنوا اللغة العربٌة. النها لغة القران
ولغة اسالمهم. ولوال العصبٌة العنصرٌة والقومٌة الشوفٌنٌة ال نقرضت اللغة
الفارسٌة وسادت اللغة العربٌة فً بالد فارس.
ٔ( بدء ظهور اللغة
ال ٌمكن ان تكون اللغة العربٌة اقدم من اللغة اآلرامٌة، وذلك الن
االرامٌة هً اقرب الى االصوات البدائٌة، فالبا والفا والكا هً الفاظ طفولٌة،
أي ان الطفل ٌُصّوت بها اول ما ٌنطق… لذلك صٌرها االرامٌون اصواتا
بحروف تامه. وال توجد اصوات صعبة فً اللغة اآلرامٌة التً هً الضاد
والظاء، فهما حرفان صعبا التصوٌت، لذلك لم ٌوجدا فٌها. اما اللغة العربٌة
فانها طورت هذه الحروف فرفضت الحروف الطفولٌة، واخترعت الحروف
الصوتٌة الصعبة. فرفضت البا والفا والكا، واضافت الضاد والظاء. وهذا ٌدل
داللة واضحة على ان اللغة العربٌة استفادت من اللغة االرامٌة. ولو كانت اللغة
اآلرامٌة هً احدث من اللغة العربٌة الستفادت منها فرفضت واضافت. لكن
اللغة اآلرامٌة بقٌت على طفولتها. وما ٌزٌد قناعتنا بطفولٌة اللغة اآلرامٌة، هو
بساطة النحو فٌها، بٌنما نحو اللغة العربٌة معقد. فالكلمة المجردة لها ثالث
حركات فً االخر وهذا غٌر موجود فً االرامٌة. واثباتا وقناعة بحداثة اللغة
العربٌة، ان العرب حٌن اخترعوا التدوٌن لم ٌكونوا قد استقلوا عن الكتابة
اآلرامٌة. فالعدٌد من خطوط الحروف العربٌة قرٌب جدا من خطوط الحروف
اآلرامٌة)السرٌانٌة( مع ان الوسٌط بٌن الخطٌن هو الخط السطرنجٌلً، القرٌب
جدا من الخط الكوفً. ان االلف والباء والدال والطاء والمٌم والشٌن والٌاء
Page 2 of 21
Page 3 of 21
لغة عربية آرامية أم آرامية عربية سلمان التكريتي
77
المجلد األول – العدد )77 2007 – )1
الوسطٌة والقاف والالم والعٌن والواو اآلرامٌة قرٌبة جدا برسمها من الحروف
العربٌة الحدٌثة التً بالتاكٌد كانت تطوٌرا للخط السطرنجٌلً عن طرٌق الخط
المسند والكوفً.
ان الذي نراه بٌن اللغتٌن العربٌة والسرٌانٌة ال نجد له مثٌال فً التأثر والتأثٌر
والتالقح واالقتباس. فعلٌه ال ٌمكن ان تكون كال اللغتٌن السرٌانٌة والعربٌة قد
نشأتا بالجوار والمتاخمة. والظاهر من الدراسات األثرٌة واإلنثروبولجٌة أ ّن
العرب واآلرامٌٌن كانوا فً بدء تطورهم الحضاري قبائل مترحلة، ٌنتقلون من
مواطنهم ٌطلبون القوت إذا أمحلت قراهم، فٌحلون على مرابع اذا أمرعت. وان
هذا الترحل من القرى الممحلة الى القرى الممرعة ٌؤكد لنا توحد اللغة، وإال ال
ٌمكن ان ٌكون الغزاة ٌتكلمون لغة مختلفة، فٌفرضون لغتهم على القوم الذٌن
نزلوا بٌنهم او جاوروهم دون ان ٌجلوهم عن قراهم فسكنوها وحدهم. وما
حدثنا التارٌخ باندثار لغة بفعل الغزاة، سواء كانت لغة المغزوٌن او لغة الغزاة
فالغزو المغولً التتري الشرٌر لم ٌدرس العربٌة، عند عرب العراق، وال
درست اللغة العربٌة لغة المغول والتتر، لكن هؤالء ما تعلموا لغة أولئك، وما
تعلم أولئك لغة هؤالء، وكان بٌنهم المترجمون، مثلما حدث فً الزمن القرٌب
منا، حٌنما بسط العثمانٌون سلطتهم على العرب، فلم ٌدرسوا اللغة العربٌة
باعتبارهم مقهورٌن وال درس العرب اللغة التركٌة باعتبار اهلها منتصرٌن.
وهذا ال ٌعنً ان لم تدخل الفاظ من لغة المنتصرٌن الى لغة المقهورٌن او من
لغة المقهورٌن الى لغة المنتصرٌن، لكنها الفاظ معدودات بالعشرات او المئات،
بااللوف مثلما هً بٌن اللغة العربٌة واللغة اآلرامٌة. ٌمكن ان تدخل الفاظ من
لغة اخرى، كأن تدخل لفظة القطن او الكحول وعشرات او مئات غٌرها من
اللغة العربٌة إلى اللغة أو اللغات االوربٌة وذلك الفتقاد ما تدل علٌه اللفظة فً
لغتهم، فاألوربٌون لم ٌعرفوا القطن ولم ٌزرعوه، لذلك نقلوه مع اسمه وكذلك
الكحول، وال ٌمكنهم ان ٌطلقوا علٌه غٌر ذلك االسم. وكذلك دخلت لفظة
الطماطة والبطاطا من اللغات االروبٌة الى العربٌة وال ٌمكن تبدٌلها، الننا لم
نكن نعرف الطماطة وال البطاطا. فاالسماء ال ٌمكن ابتداعها ان لم تكن موجودة
فً البلد الذي اقتنى مدلوالتها، اال اذا بذلت محاوالت تعصبٌة قومٌة متحدٌة،
كأن نبدل لفظة برودكاست(Broadcat) بلفظة إذاعة ورادٌو بمذٌاع، لكن
الٌورانٌوم ٌبقى ٌورانٌوم. وعندما تكون اللفظة تدل على فعل، فانه من غٌر
المعقول ان ال توجد تلك اللفظة فً كل لغة فً العالم، ألن جمٌع االفعال
موجودة لدى جمٌع الشعوب، وٌجب ان توجد فً جمبع اللغات. لكن اذا
Page 3 of 21
1 of 21
Displaying h- 97- 77 سلمان.pdf.
لغة عربية آرامية أم آرامية عربية سلمان التكريتي
77
المجلد األول – العدد )77 2007 – )1
لغة عربٌة آرامٌة أم آرامٌة عربٌة
سلمان التكرٌتً
هذا بحث طرٌف ن لم اكن قادرا على اثبات تحقٌق عربٌة اللغة
اآلرامٌة، او آرامٌة اللغة العربٌة، فانً اكون قد اثرت موضوعا مثٌرا
واستفزازٌا اٌضا جدٌرا بالتامل والتفكٌر والتحقٌق. والغرض من ذلك هو
الوصول الى ركائز العالقات بٌن التكوٌنات الحضارٌة فً المنطقة العربٌة من
ناحٌة وما تلقً من اضواء على العالم أٌضا. وانً ان لم اصل الى الهدف الذي
اقترحه فً العنوان، فال شك اكون قد اثرت وحفزت القرائح لدرس هذا
الموضوع. وغاٌتً االصٌلة فً توخً النقاش، هو اغناء الفكرة، ألستفٌد من
خبرة كل من ٌدلً برأٌه الحصٌف.
عربٌة آرامٌة أم آرامٌة عربٌة
المقدمة
ٌبدو لً كأن السرٌان ال ٌودون ان ٌجعلوا اللغة العربٌة اصال للغة
اآلرامٌة)السرٌانٌة(، او ان ٌجعلوا اللغة اآلرامٌة)السرٌانٌة( اصال للغة
العربٌة، وذلك خوف ان ٌصبح السرٌان عربا، فٌتنكروا للغة اآلرامٌة، او ان
العرب ال ٌودون ان ٌجعلوا اللغة العربٌة اصال للغة اآلرامٌة، او ان اللغة
اآلرامٌة هً اصل اللغة العربٌة أنفة من العرب ان ٌكونوا سرٌانا، او ٌكونوا
آرامٌٌن. ولهذا السبب لم ٌستمر البحث طوٌال وال قصٌرا فً هذا االمر حتى
ضاعت الدالئل، وعبث الدهر بالوثائق. وبذلك استحال تثبٌت الراي الدقٌق
الصائب باصل هاتٌن اللغتٌن وفرح الطرفان بذلك، هؤالء من الخوف واولئك
من االنفة. والذي اقوله انا هو ان اللغة العربٌة واآلرامٌة)السرٌانٌة( أما ان
تكونا من اصل واحد، فتفرقتا بتفرق الجماعات وابتعدتا عن بعضهما نسبٌا،
واما ان تكون احداهما بنت االخرى، ولدت من بطنها، وترعرعت ونشأت
واشتد عودها واستقلت بذاتها.
ان وجود تشابه كبٌر وجذري لٌس بٌن العدٌد من االلفاظ وال المئات،
انما االلوف مع مشتقاتها، سواء كانت أسماء او افعاال، ال ٌدل وال ٌثبت حدوثه
بالمتاخمة والتجاور وإال لدخلت مئات او الوف االلفاظ من الحبشٌة الى العربٌة
Page 1 of 21
Page 2 of 21
لغة عربية آرامية أم آرامية عربية سلمان التكريتي
77
77 المجلد األول – العدد )2007 – )1
ومثلها من العربٌة الى الحبشٌة. وتوجد فعال كلمات عربٌة فً الحبشٌة وكلمات
حبشٌة فً اللغة العربٌة، ولكن لٌس باالالف، كما توجد كلمات عربٌة فً
الفارسٌة وكلمات فارسٌة فً العربٌة بحكم المتاخمة والتجاور اٌضا واٌمان
الفرس باالسالم الذي ٌتطلب تعلم القرآن العربً لكن لٌس بااللوف اٌضا ولٌس
بالقواعد النحوٌة. وبالرغم من هٌمنة الفرس لفترة مدٌدة وبالرغم من هٌمنة
الحبشٌة لفترة تقرب منها على الٌمن، اال ان لغتٌهما ما تركتا التاثٌر اللغوي
فً اللغة العربٌة من أي منهما. لكن تأثٌر اللغة العربٌة فً اللغة الفارسٌة
الكبٌر، ما كان اال ٌوم انضوى الفرس تحت راٌة االسالم، واصبح القرآن هو
عماد الدٌن والشرٌعة االسالمٌة. ولفهم الدٌن االسالمً ال بد من فهم القرآن.
وفهم القران ٌتطلب فهم لغة القرآن، التً هً اللغة العربٌة. وهذا ما عطل
تطور اللغة الفارسٌة والتهامها االلفاظ العربٌة وتاثرها بها. فاهمل الفرس
لغتهم الفارسٌة ولم ٌن ّموها انما نحوا واغنوا اللغة العربٌة. النها لغة القران
ولغة اسالمهم. ولوال العصبٌة العنصرٌة والقومٌة الشوفٌنٌة ال نقرضت اللغة
الفارسٌة وسادت اللغة العربٌة فً بالد فارس.
ٔ( بدء ظهور اللغة
ال ٌمكن ان تكون اللغة العربٌة اقدم من اللغة اآلرامٌة، وذلك الن
االرامٌة هً اقرب الى االصوات البدائٌة، فالبا والفا والكا هً الفاظ طفولٌة،
أي ان الطفل ٌُصّوت بها اول ما ٌنطق… لذلك صٌرها االرامٌون اصواتا
بحروف تامه. وال توجد اصوات صعبة فً اللغة اآلرامٌة التً هً الضاد
والظاء، فهما حرفان صعبا التصوٌت، لذلك لم ٌوجدا فٌها. اما اللغة العربٌة
فانها طورت هذه الحروف فرفضت الحروف الطفولٌة، واخترعت الحروف
الصوتٌة الصعبة. فرفضت البا والفا والكا، واضافت الضاد والظاء. وهذا ٌدل
داللة واضحة على ان اللغة العربٌة استفادت من اللغة االرامٌة. ولو كانت اللغة
اآلرامٌة هً احدث من اللغة العربٌة الستفادت منها فرفضت واضافت. لكن
اللغة اآلرامٌة بقٌت على طفولتها. وما ٌزٌد قناعتنا بطفولٌة اللغة اآلرامٌة، هو
بساطة النحو فٌها، بٌنما نحو اللغة العربٌة معقد. فالكلمة المجردة لها ثالث
حركات فً االخر وهذا غٌر موجود فً االرامٌة. واثباتا وقناعة بحداثة اللغة
العربٌة، ان العرب حٌن اخترعوا التدوٌن لم ٌكونوا قد استقلوا عن الكتابة
اآلرامٌة. فالعدٌد من خطوط الحروف العربٌة قرٌب جدا من خطوط الحروف
اآلرامٌة)السرٌانٌة( مع ان الوسٌط بٌن الخطٌن هو الخط السطرنجٌلً، القرٌب
جدا من الخط الكوفً. ان االلف والباء والدال والطاء والمٌم والشٌن والٌاء
Page 2 of 21
Page 3 of 21
لغة عربية آرامية أم آرامية عربية سلمان التكريتي
77
المجلد األول – العدد )77 2007 – )1
الوسطٌة والقاف والالم والعٌن والواو اآلرامٌة قرٌبة جدا برسمها من الحروف
العربٌة الحدٌثة التً بالتاكٌد كانت تطوٌرا للخط السطرنجٌلً عن طرٌق الخط
المسند والكوفً.
ان الذي نراه بٌن اللغتٌن العربٌة والسرٌانٌة ال نجد له مثٌال فً التأثر والتأثٌر
والتالقح واالقتباس. فعلٌه ال ٌمكن ان تكون كال اللغتٌن السرٌانٌة والعربٌة قد
نشأتا بالجوار والمتاخمة. والظاهر من الدراسات األثرٌة واإلنثروبولجٌة أ ّن
العرب واآلرامٌٌن كانوا فً بدء تطورهم الحضاري قبائل مترحلة، ٌنتقلون من
مواطنهم ٌطلبون القوت إذا أمحلت قراهم، فٌحلون على مرابع اذا أمرعت. وان
هذا الترحل من القرى الممحلة الى القرى الممرعة ٌؤكد لنا توحد اللغة، وإال ال
ٌمكن ان ٌكون الغزاة ٌتكلمون لغة مختلفة، فٌفرضون لغتهم على القوم الذٌن
نزلوا بٌنهم او جاوروهم دون ان ٌجلوهم عن قراهم فسكنوها وحدهم. وما
حدثنا التارٌخ باندثار لغة بفعل الغزاة، سواء كانت لغة المغزوٌن او لغة الغزاة
فالغزو المغولً التتري الشرٌر لم ٌدرس العربٌة، عند عرب العراق، وال
درست اللغة العربٌة لغة المغول والتتر، لكن هؤالء ما تعلموا لغة أولئك، وما
تعلم أولئك لغة هؤالء، وكان بٌنهم المترجمون، مثلما حدث فً الزمن القرٌب
منا، حٌنما بسط العثمانٌون سلطتهم على العرب، فلم ٌدرسوا اللغة العربٌة
باعتبارهم مقهورٌن وال درس العرب اللغة التركٌة باعتبار اهلها منتصرٌن.
وهذا ال ٌعنً ان لم تدخل الفاظ من لغة المنتصرٌن الى لغة المقهورٌن او من
لغة المقهورٌن الى لغة المنتصرٌن، لكنها الفاظ معدودات بالعشرات او المئات،
بااللوف مثلما هً بٌن اللغة العربٌة واللغة اآلرامٌة. ٌمكن ان تدخل الفاظ من
لغة اخرى، كأن تدخل لفظة القطن او الكحول وعشرات او مئات غٌرها من
اللغة العربٌة إلى اللغة أو اللغات االوربٌة وذلك الفتقاد ما تدل علٌه اللفظة فً
لغتهم، فاألوربٌون لم ٌعرفوا القطن ولم ٌزرعوه، لذلك نقلوه مع اسمه وكذلك
الكحول، وال ٌمكنهم ان ٌطلقوا علٌه غٌر ذلك االسم. وكذلك دخلت لفظة
الطماطة والبطاطا من اللغات االروبٌة الى العربٌة وال ٌمكن تبدٌلها، الننا لم
نكن نعرف الطماطة وال البطاطا. فاالسماء ال ٌمكن ابتداعها ان لم تكن موجودة
فً البلد الذي اقتنى مدلوالتها، اال اذا بذلت محاوالت تعصبٌة قومٌة متحدٌة،
كأن نبدل لفظة برودكاست(Broadcat) بلفظة إذاعة ورادٌو بمذٌاع، لكن
الٌورانٌوم ٌبقى ٌورانٌوم. وعندما تكون اللفظة تدل على فعل، فانه من غٌر
المعقول ان ال توجد تلك اللفظة فً كل لغة فً العالم، ألن جمٌع االفعال

موجودة لدى جمٌع الشعوب، وٌجب ان توجد فً جمبع اللغات. لكن اذا

Page 3 of 21

1 of 21

Displaying h- 97- 77 سلمان.pdf.

حوار مع “سباستيان بروك” أبو الأدب السرياني في هذا العصر
حوار مع “سباستيان بروك” أبو الأدب السرياني في هذا العصر
حاوره: ريمون جرجي ( كلنا شركاء )
البروفسور”سباستيان بروك Sebastian P. Brock “هو بريطاني المولد والجنسية، أكاديمي أحب الآداب السريانية بعد أن تأكد من أنها حضارة خفية، فأخلص لها وقضى سنوات طويلة من عمره باحثاً عن المخطوطات السريانية المفقودة لينشر الدراسات والكتب العديدة عن الآداب السريانية.
في هذا الحوار ” يتحدث لكلنا شركاء في الوطن” عن زيارته لمدينة حلب وولعه بالآداب السريانية، والتاريخ السرياني، ويكشف عن حقائق تاريخية ربما تنشر لأول مرة باللغة العربية للقراء خارج نطاق غرف الاجتماعات واللقاءات الأكاديمية، كما يوجه رسالة إلى كل سريان العالم، ويتحدث عن تأثير العولمة على اللغة السريانية ويتمنى بقاء المسيحية والسريان في المنطقة، ويقترح استثمار الأماكن السياحية، وقد وصفه الكثيرون بألقاب وأوصاف كثيرة نختار منها ثلاثة نُشرت مؤخراً عن باحثين ذوي شأن كبير على الساحة السريانية في العالم المعاصر:
فقد وصفه المطران يوحنا إبراهيم: بأنه ” أبو الأدب السرياني في القرنين العشرين والواحد والعشرين”، وناداه بـ” الملفونو” وتعني الأستاذ باللغة السريانية، فكان بروك مسروراً جداً لهذا اللقب.
وقال عنه د. جورج كيراز( رائد التقانة السريانية في العالم): بأن “سباستيان بروك هو رائد الدراسات السريانية والتراث السرياني في القرن العشرين”، واستبعد أن يُنجب القرن الحالي الواحد والعشرين للعالم السرياني شخصاً يماثل بروك علماً وعطاءً وإنتاجية ووفاء للسريان وقد سُميَّ ابن كيراز البالغ 4 سنوات حالياً اسم “كينورو سباستيان” تيمناً باسم سباستيان بروك ( سباستيان بروك لم يرزق بأطفال)، و زوجة بروك تقول له دائماً : بأنه تزوج السريانية ولم يتزوجها.
و كتب الباحث السرياني هنري بدروس كيفا مؤخراً عنه ” بأن دراسات البروفسور بروك مشهورة حول التراث السرياني و اللغة السريانية المبرهنة بالمصادر السريانية وسوف تبقى مراجع علمية للأجيال القادمة وهو مؤرخ نزيه و أمين للمصادر السريانية “
نص الحوار مع “سيباستيان بروك”:
ملتقى مار يعقوب الرهاوي
إنها لمبادرة رائعة للتعريف عن هذه احتفالية مار يعقوب الرهاوي. حيث لم يسبق أن نظمت أية مؤسسة أخرى لهكذا احتفالية، وقد كنتُ مسروراً جداً لتسلمي الدعوة لحضور هذا الملتقى عن راهب من أهم علماء العالم المسيحي في الشرق في القرن السابع، فمار يعقوب الرهاوي يعبر عن تماذج و اندماج الفكر في أيامه. ففي مؤلفه “الأيام الستة للخليقة” يتحدث عن جميع العلوم كعالم الحيوان والنبات والجغرافيا والفلك. ويستخدم النصوص الكتابية لتقديم أعمال علمية بشكل مركز أكثر من الدراسات الأخرى التي ضمت الأمر نفسه.
بداية الاهتمام بالآداب السريانية
في عام 1960، لم أكن قد تخرجت بعد من جامعة كامبردج، وبدأت بتعلم أدب اللغات اليونانية واللاتينية لسنتين. بعدها درست اللغات العبرية والآرامية، ولم أكن وقتها مهتماً كثيراً بهذه اللغة بل بمواضيع أخرى مختلفة.
سافرت للمرة الأولى إلى الشرق الأوسط والى تركيا وطور عبدين وهناك قابلت أشخاصا من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية وأدركت أن هناك حضارة خفية، فالجامعة لم تقدم لنا عن تلك الفترة أية معلومات عما جرى، بل إن تاريخ هذه الكنائس ينتهي عند مار غريغوريوس يوحنا ابن العبري، ويتوقف بعده كل شيء .
التاريخ السرياني ( بعد حوالي 48 عام من الدراسة)
دائماً تحضرني المفاجآت لأنها مجال ممتع للعمل ومثير للغاية وبالرغم من أن الكثير من هذا الإرث معروف ومطبوع ومنشور ولكن هناك الكثير أيضا من الأعمال لم تطبع حتى الآن وبعضها الآخر لازال غير معروف .
فأهم الكتابات التي نشرتها وجدتها صدفة ضمن مخطوطة في المكتبة البريطانية حيث كان في تلك المكتبة واحد من أقدم فهارس المخطوطات والتي تذكر قليلاً جداً عن حياة ماكسيموس مثلاً. وقد لفت هذا انتباهي وفضولي حينما كنت ابحث عن أمر آخر تماماً، ولكنه تبين لي انه نص هام جداً عن حياة واحد من كبار الأدباء اليونان في القرن السابع “ماكسيموس المعترف” وهذا مصدر أدبي مهم لأنه وبالرغم من انه يتحدث عن تفاصيل ميلاده، فهو يذكر بأنه ولد في سورية (بالقرب من مرتفعات الجولان) بينما يذكر النص اليوناني القديم من انه ولد في القسطنطينية. إذاً هناك اختلاف في المعلومة عن مكان ولادته والتي أخذت حيزاً من نقاش الباحثين حول صحة أيهما، وقد نُشر مؤخراً بحث لأحدهم يقول بان البيئة السورية هي اقرب لحياة ماكسيموس أي أن هذا العالم هو سوري الأصل. وهذا أمر وجدته بالصدفة،
وفي مرة أخرى عندما كنت في اوكسفورد (حيث كنت أعيش هناك) و اعمل في مكتبة، وبعد ملل من العمل الطويل الذي كنت أقوم بعد وهو تجميع وفرز الأوراق بدأت ابحث في مخطوطة غير مفهرسة ولاحظت اسم “اسحق النينوي” (من القرن الرابع) دوّنت بعض الملاحظات حيث أن بعض أعماله مطبوعة . ولكن عندما كنت في المكتبة لم أعلم إذا كان هذا الجزء هو جزء جديد أو الجزء المطبوع. ذهبت إلى البيت لأبحث ووجدت أن هذا القسم هو جديد وهي مجموعة جديدة غير معروفة لأعمال هذا الكاتب الكبير. لقد نسخ راهب سرياني أرثوذكسي بعض أعماله وتُرجم البعض الآخر إلى اللغات الروسية والرومانية والعربية والفرنسية والإيطالية. ومن هنا نتأكد من أهمية النص الذي تم اكتشافه بالمصادفة.
السريان اشتهروا بالأدب والترجمة والشعر أيضاًً
السريان هم مترجمون وأدباء وأيضاً شعراء رائعون، وخاصة قصائد القرون الأولى، و أنا شخصياً أفضل شعر مار افرام السرياني ومار يعقوب السروجي وشعرهما يستحق أن يكون مادةًً للتدريس في الجامعات.
الآثار المسيحية وكيفية استثمارها
إن قلعة سمعان وقلب لوزة ( قرب حلب)هما كنزين رائعين وأقول حافظوا عليها بشكل جيد فهي تجذب السياح، ومن وجهة نظري يجب أن يجسد السريان ويوحدوا هذه المعالم التاريخية من إرث الماضي والذي لا يعلم عنه الكثير من الناس. لقد كانت فكرة إقامة القداس الإلهي في تلعدا فكرة رائعة كما كانت فكرة إعادة الطقوس الليتورجية في دير مار سمعان مؤثرة جداً، وقد رأيت صوراً عن احتفال سبق أن أقيم في كنيسة مار سمعان. وهذه طريقة جيدة لتوعية الناس بها و أن هذا جزء لا يتجزأ من تراثهم، وعلى الرغم من أنها آثار مدمّرة ولكنها شيء يجب أن يفخروا به.
أصدقاؤه في المنطقة
معظمهم من جامعة الروح القدس- الكسليك في لبنان. وحالياً أنا اعمل مع راهب من طائفة الروم الأرثوذكس وهو مهتم بشكل كبير بالجانب السرياني من تراث الروم الأرثوذكس الذي تحول إلى العربية، وهو يعمل الآن على حصر الكتابات السريانية التابعة لتقاليد كنيسة الروم الأرثوذكس حتى القرن السابع عشر، فمن المهم أن نذكر بأنه كان في كثير من المناطق الريفية (خارج المدن الكبرى) كانت اللغة السريانية لغة صلوات الروم الأرثوذكس حتى القرن السابع عشر، وكان لديهم مخطوطات تعود لألف عام لأن المخطوطات الأولى تبدأ في القرن السادس والمخطوطات الأخيرة في القرن السابع عشر. فألف عام من المخطوطات عند كنيسة الروم الأرثوذكس هي باللغة السريانية، وهذا إرث لا يعلم به كثيرون من الروم الأرثوذكس، وقد سمعت شائعات انه أحيانا عندما يرى رهبان الروم الأرثوذكس كتابات باللغة السريانية يعتقدون أنها مغالطات فيحذفونها، ولكنها بالفعل هي جزء من إرثهم هم أيضا. واعتقد انه من المهم (كما أقول دائماً) أن تحاول الكنائس التي تنتمي ليتورجياتها إلى المنطقة السريانية ومن ضمنها كنيسة الروم الأرثوذكس أن تدرك تماماً ماهية الإرث السرياني، فمن خلال هذا الإدراك يمكنهم التقرب من بعضهم بواسطة هذا الإرث المشترك.
رسالة إلى كل سريان العالم
من المهم أن تتعلموا أكثر عن تراثكم، وتفخروا به لأنني أنا أفخر به أيضاً وأنا الذي درست هذا الإرث عن بعد فقط ولكني اشعر به تماماً، واخبروا الجميع عنه لكي تجعلوه معروفاً للآخرين.
لأن جزءاً من المشكلة هو أن القليل جداً من المعلومات الجيدة متوفر. وقد طلب مني المثلث الرحمة المطران عيسى جيجك لأنقح مجلدات ” اللؤلؤة المكنونة The Hidden Pearl”. وعندما كنت أتحدث معه عن كيفية تصميمها قلت له إنني أود أن تكون هذه المجلدات كموسوعة مصغرة عن التراث السرياني، والتركيز الأكثر على السريان الأرثوذكس لأنهم كانوا وراء هذا العمل. فأجابني موافقاً واصفاً الفكرة بأنها رائعة. وأنا آمل أن تقدم هذه المجلدات على الأقل موجز عن المناطق المختلفة التي كان للتقليد السرياني فيه الكثير من المساهمات والتأثير في حضارة العالم آنذاك.
تأثير العولمة على اللغة السريانية
إنها مشكلة صعبة جداً وهي مشكلة لجميع القوميات والجنسيات، فللعولمة جوانب ايجابية وجوانب سلبية مثل غيرها، ونحن بحاجة لأن نستفيد من الجوانب الجيدة ونتجنب الجوانب السيئة. والجانب الايجابي هو عن طريق شبكة الانترنت التي أصبحت توفر المعلومات بشكل أسهل و يمكننا الحصول عليها عن طريق الانترنت ولهذا فمن الضروري جداً أن نتطور مع الانترنت لنوفر مواقع تنشر التراث السرياني من مختلف جوانبه وتكون مواقع معلوماتية دقيقة ومقدمة بشكل جيد.
وجود اللغة السريانية مع المسيحية في الشرق
اعتقد أنا هذا يعود للناس في جيلنا نحن، فعليهم أن يشجعوا الآخرين على تعلم اللغة السريانية واستعمالها. أنا شخصياً شجعني بعض الطلاب من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. فمثلاً جورج كيراز يعلم أولاده اللغة السريانية وهو في أمريكا. وهذا شيء مشجع وحافر للآخرين.
أما بخصوص مستقبل المسيحية في الشرق فأنا آمل أن تستمر المسيحية في هذه المنطقة لأن المسيحية لن تكون يوماً خسارة على المنطقة، ولكن السؤال عن من سيبقى؟.
فشعوب المنطقة سوف تستطيع بذكائها من أن تُدرك ليس فقط أهمية الوجود المسيحي في الشرق بل انه أمر عظيم الأهمية، فإذا ما عدنا للوراء حوالي 100 أو 150 سنة فقط حين كان هناك نشاط كبير للأدب العربي في القرن التاسع عشر من قبل الكتاب المسيحيين واعتقد أن هذا شيء يجب أن نتذكره دائماً ونسجله ونجعل هذه المعلومات متوفرة للآخرين وخاصة المعلومات التي لا تصل إلى الجامعات الأجنبية، فإذا كنتَ تدرس الأدب العربي ستشعر بأن كل الأدب والأدباء هم مسلمون وهذا ليس صحيحاً تماماً (إنه أمر رهيب)، وكان عندي طلاب أجانب درسوا اللغة العربية كمادة أساسية (رئيسية) وعندما كانوا يحضرون محاضراتي بعدها اكتشفوا من أن هناك عرب مسيحيين في الأدب العربي.
اقتراحات للحكومات وللسوريين بشكل خاص
اعتقد أن ما يجب على الحكومات الحديثة في تركيا وسورية هو أن تدرك بأن حضارة الأقليات هي جزء من حضارة بلادها وهي ليست عاملاً إضافيا أو خارجياً بل إن حضارة الأقليات وخاصة في سورية هي جزء لا يتجزأ من تاريخ البلد وليس فقط الجانب السرياني بل التراث الآرامي القديم، فهناك تدمر وهي واحدة من أهم المعالم المسيحية وهي أيضا من الحضارة الآرامية وهناك اوغاريت وإيبلا وهي ليست آرامية طبعاً لكنها ضمن المجال نفسه.
انه مهم لحكومة أي بلد أن تدرك بأن الأماكن الحضارية التي تجذب السياح والغرباء هي أماكن هامة والأشخاص الذين أنتجوا هذه المعالم الأثرية الباقية، وأن الأسلاف الذين عملوا عليها يجب تكريمهم وتقديرهم.
البروفسور سيباستيان بروك في سطور:
-هو من مواليد لندن 1939، درس في جامعة كامبريدج اللغات اليونانية واللاتينية ثم العبرية والآرامية
-قدم أطروحة الدكتوراه عن الترجمة اليونانية للعهد القديم والنص التاريخي في جامعة أكسفورد، وخلالها سافر إلى الشرق الأوسط عدة مرات وقابل العديد من السريان الأرثوذكس وآخرين فبدأ بالاهتمام أكثر لأمرهم.
-انتقل إلى جامعة برمنغهام حيث قام بتدريس اللغة العبرية وتاريخ العهد القديم واليونانية في الكتاب المقدس ومواد أخرى.
وإلى جانب مقر إقامته هناك كانت هناك مكتبة، وفيها مجموعة من المخطوطات ومنها مخطوطات سريانية احضرها “الفونس مينكانا” إلى انكلترا، ممولاً من قبل ” كامبري فير”(صانع الشوكولا الشهير).فكان يقضي اوقاتاً طويلة مستمتعاً في القراءة والبحث في تلك المكتبة، ووجد فيها أمورا ممتعة ومشوقة فجذبته وجعلته مهتماً أكثر. فكان أول كتاب سرياني له نشره من هذه المكتبة ونشر بعدها كتباً أخرى عديدة من هذه المكتبة أيضاً.
-انتقل إلى كامبريدج ودرّس فيها. ثم ذهب إلى جامعة أوكسفورد المكان الوحيد في انكلترا التي تتضمن ” وقفاً خاصاً جاهزاً للتصوير pose ” فقط بالآرامية السريانية فقرر التقدم لها وحصل على الوظيفة، و بقي ثلاثين عاماً وهو يدرّس في جامعة أوكسفورد. حتى تقاعد سنة 2003 (ولكنه لازال نشطاً كعادته).
هو متزوج من ” Helen Hughes-Brock “، درست علم الآثار وهي مختصة بالعصر ” المينوسي من العصر البرونزي Minoan ” في اليونان ( آثارها وأبنيتها من أجمل آثارات جزيرة كريس، وهي تعمل على تحضير كاتالوج ضخم جداً عن ” الأختام الحجرية المينوسية “Minoan Seal Stones في متحف أوكسفورد الذي يملك اكبر مجموعة منها خارج اليونان.
“لفظة روم لم تعن يوما اليونانيين”

“لفظة روم لم تعن يوما اليونانيين”
المطران جورج خضر

هل يتحدر الروم الملكيون من اليونانيين أم من السريان الآراميين ؟
هنري بدروس كيفا
كثيرون من رجال الدين الروم مثل سيادة المطران خضر يؤكدون
“أننا عند مجيئ رسل المسيح الى بلاد الشام أو الهلال الخصيب كنا آراميين” و يقول أيضا “أن الطقس المعروف بالبيزنطي كان يؤدى فترة طويلة من الزمن باللغة السريانية …”
على القارئ ألا ينغش بإنتشار أسماء يونانية للكثير من المدن في شرقنا
الحبيب فمدينة طرابلس إسمها يوناني يعني ” ثلاث مدن ” و لكن هذا
الإسم اليوناني لا يعني أن سكان طرايلس كانوا من اليونانيين !
لقد كانت عادة اليونانيين أن يطلقوا تسميات يونانية على المدن الشرقية
مثلا مدينة أجدادي الرها أصبحت Edessa على اسم عاصمة مقدونيا.
و مدينة منبج ( مبوغ بالسريانية ) اصبحت Heliopolis و أستيطع أن
أؤكد لك أن جميع سكان هذه المدن كانوا آراميين !
لقد سيطر اليونانيون على الشرق لمدة ثلاثة قرون من ٣٣٣ الى ٦٢ ق٠م و قد كان لهم عدة أسر حاكمة في سوريا و مصر !
نحن لا نستطيع أن نعرف عدد اليونايين نسبة الى الآراميين و الإسرائليين و الأقباط : صحيح أن عددا كبير من المدن تحمل أسماء
يونانية و لكن اليونانيين كانوا أقلية ضئيلة فيها . لقد حكمت عائلة محمد
علي باشا الألباني حوالي ١٥٠ سنة و لكن نسبة الألبان كانت أقل من
واحد بالألف من سكان مصر العرب و الأقباط …
للأسف لا يوجد عدد كبير من المؤرخين المتخصصين حول تاريخ
اليونانيين في شرقنا و أغلب المعلومات منقولة من مؤرخين كتبوا في
القرن التاسع عشر …
ملاحظة مهمة : لقد إنتشرت فكرة خاطئة تردد أن السريان و الأرمن
و الأقباط قد كرهوا اليونانيين و أرادوا الإنفصال عنهم . و أصحاب
هذه الأفكار هم من أشهر مؤرخي الإمبراطورية البيزنطية و كانوا
غير مطلعين على مصادرنا السريانية . و كانوا يعتقدون بوجود جيوب
أو مناطق ذات أكثرية يونانية في سوريا أو فلسطين ! و قد إدعوا
أن مؤيدي مجمع خلقيدونيا هم من اليونانيين و معارضي هذا المجمع
هم الشعب السرياني و القبطي و الأرمني !
إنني من خلال دراساتي و بإعتمادي على المصادر السريانية وجدت:
أ – أن أغلبة سكان الشرق كانوا من السريان الآراميين .
ب – ان عددا كبيرا من الكتاب في اللغة اليونانية كانوا ينتمون الى
السريان و الأقباط و إن حملوا اسماء يونانية . لقد أعطى اليونانيون
الحرية لسكان الشرق و كانوا بحاجة الى هذه الشعوب فأعطوهم المناصب
الإدارية و الجيش و كان من الطبيعي أن يحملوا أسماء يونانية .
ج – إن مؤيدي مجمع خلقيدونيا لم يكونوا من الشعب اليوناني في
سوريا و فلسطين و لكن من الشعب السرياني الآرامي : المصادر
السريانية كانت تسمي الخلقدونيين ” السريان الملكيون ” أي السريان
الذين تبعوا تعاليم ملك بيزنطيا .
د – لقد إنفصلت كنيسة السريان الموارنة عن السريان الملكيين في
نهاية القرن السابع الميلادي في ايام المطران يوحنا مارون : جميع
الرسائل التي تركها هذا المطران كانت باللغة السريانية و عندما
تخلى السريان الملكيون عن اللغة السريانية في ليتورجيتهم و صاوا
يستخدمون اللغة اليونانية أطلق عليهم العرب تسمية ” الروم ” و هي
مشتقة من الرومان ! إخوتنا أبناء كنيسة الروم ليس لهم جذور رومانية
و لا يونانية و لا عربية .
ه – لا أحد ينكر تاريخ القبائل العربية المسيحية التي كانت متواجدة
بكثرة قبل مجيئ الإسلام ولكن إختفى ذكر تلك القبائل العربية في عهد
الفتوحات الإسلامية العربية لإن الإسلام حارب الإنتماء القبلي و منع
أهل الكتاب في دخول جيش المسلمين ! للأسف كثيرون من إخوتنا
يرددون بأنهم عرب أقحاح يتحدرون من تلك القبائل العربية و بدون
أي تحقيق و يتجاهلون أن ذكر تلك القبائل قد إختفى لأنها أسلمت !
( ملاحظة لماذا لم تتكون كنيسة عربية مستقلة مثل بقية الشعوب ؟
و لماذا لا يوجد ليتورجية عربية و لكن ليتورجية معربة أصلها سرياني
أو يوناني أو قبطي ؟ )
و – المصادر العربية القديمة تؤكد أن فلول جيوش الروم قد إنسحبت
مع عيلهم و لا يوجد أي ذكر لوجود ” شعب يوناني ” في سوريا و
فلسطين : لقد إعتمد معاية على المسيحيين في دمشق و كانوا من
عائلات سريانية تجيد اللغة اليونانية . مدينة دمشق كانت آرامية
بسكانها منذ أن بناها الآرامون في القرن العاشر ق٠م و قد حافظ
سكان هذه المدينة على ذكرى ملوكهم الآراميين حتى القرن الثاني
ق٠م و لا يزال سكان معلولا و بخعة و جبعدين تتكلم اللغة الآرامية
حتى اليوم !
الخاتمة
تحدر إخوتنا ” الروم ” من السريان الآراميين يعني :
* أن الموارنة و الروم و السريان يتحدرون من شعب آرامي واحد و إن
الهوية الآرامية توحدهم بينما الإنتماء الطائفي يقسمهم و يضعفهم !
* الهوية الآرامية تسمح لهم جميعا في التأكيد بأنهم أقدم شعب يعيش
في الشرق و تاريخ أجدادهم يعود الى أكثر من ٤٠٠٠ سنة و إن أقدم
ممالكهم تعود الى حوالي ٣٢٠٠ سنة !
* الهوية الآرامية تؤكد بأنهم سكان الشرق الأصيلين و الإدعاء بجذور
يونانية خاطئة يعني بأنهم دخلاء و لا أهمية لهم

غلبتني أيها الجليلي

غلبتني أيها الجليلي

بقلم
بنت السريان

لأول مرة في تاريخ الإنسانية يتقدم إنسان ليصارع الشيطان ويخرج غالبا وليس مغلوبا،
صراع خطير بكل ما في الكلمة من معنى،
وكأني بآدم الأول ملقى على أرض الخطيئة يتلوى وجعاً،
فهناك شوكة مثلثة الرؤوس مغروسة في جنبه، وهو موشك على الموت.
صمت عم البشرية في رهبة موت بطيء،
وحيرة مذهلة أفاقت على صوت بكاء،
حواء تبكي فعلتها،
و لات ساعة بكاء،
وآدم يندم، و لات ساعة مندم،
فقد حل القضاء وابتلى ادم بالداء، ولابد من إيجاد الدواء .
آدم يحتاج لطبيب، فأين الطبيب المداوي ؟
ومن ذا الذي يجرؤ ان يتقدم لينقذ آدم ويدرأ عنه الخطر؟..
فعلى مقربة من آدم أسد يزأر ..
شيطان أرعن،
ومن يتقدم لابد أن يخوض غمار معركة حياة او موت !!.
مرت لحظات خلت فيها أن الزمن انتهى وما هناك من أمل،
وتساءلت:
ترى أين راعي البشرية ؟
بل أين خالق آدم؟..
الصمت قاتل مرير .. أما من معين ؟.
عندها ووسط الحيرة هذه هب نسيم ريح معبق بقدسية العماذ،
ويسوع قادم، اعتلى جبل التجربة منقادا بالروح،
تنفست البشرية الصعداء،
إذن ها هو أحد أبطال المعركة،
وما سيحدث أمر عجيب غريب،
فالهدوء يسبق العاصفة ..
الكل متأهب لرصد مجرى أحداث معركة مصيرية حاسمة ولابد من بدء المعركة
فآدم ينزف .
ظهر يسوع بوداعة وهدوء بعد أن صام أربعين يوما وأربعين ليلة،
وأخيرا جاع
مبينا ضعف الإنسانية ليستدرج ذاك الذي طعن آدم إلى مسرح العملية
-عملية إنقاذ ادم من أسر الخطية-
وفجأة ظهر الجاني،
وقف قبالة يسوع قائلا:
إن كنت ابن الله قل لهذه الحجارة أن تصير خبزاً.
أجابه يسوع:
ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله،
وفي المرة الثانية قال الشيطان ليسوع:
ارم نفسك من فوق جناح الهيكل،
مكتوب أنه يوصي ملائكته بك ليحفظوك في كل طرقك،
لئلا تصطدم بحجر رجلك،
أجابه يسوع:
مكتوبٌ لا تجرب الرب إلهك،
وفي المرة الثالثة طلب الثلاب من يسوع أن يسجد له مغرياً بكل ممالك الأرض،
أجاب يسوع:
مكتوبٌ للرب إلهك وحده تسجد وله وحده تعبد…
وهنا دوّت صرخة فرح شقت عنان السماء ..
سقطت الشوكة عن جسم آدم وقام معافى..
وهرب الشيطان خائبا صارخا: غلبتني أيها الجليلي!!.
هكذا يعلمنا يسوع أن لا نخوض غمار الجدل والحوار مع الشيطان،
بل في كل تجربة نلتجىء للرب يسوع،
كلمة الله، ونهرع لأحضانه فهو كفيل بن يحارب عنا ويغلب،
ففي كل جولة سدد للشيطان ضربة قاضية ..
وغلب.
معركة تاريخية مصيرية لحساب البشرية المتألمة،
خاضها ربنا لوحده، واتى بالنصرة للإنسانية دون تفريق ..
للكل سواسية .. فالمسيح جاء لأجل خلاص العالم.
لكن مهلا عزيزي القارئ !!
فللمعركة بقية ..
فآدم لازال تحت ناموس الخطية،
وأبواب الملكوت لا زالت أمامه موصدة..
هناك صك مكتوب على آدم،
محرر بالدم .. موسوم بالموت..
فالموت أجرة الخطيئة..
وادم أخطأ ولابد أن يموت !!
فكيف ستحل القضية؟..
إنها لازالت متداولة بين عدالة الله ورحمته في إنقاذ البشرية
من موت الخطية،
هذا ما سنراه لاحقا في موضوعنا القادم،
لنرى كيف ستنتهي فصول المسرحية.
رجائي أن تاتي كلمتي هذه
لكل قارئ بمنفعة روحية،
مع الشكر.