استقالة بطريرك الكنيسة الآشورية

استقالة بطريرك الكنيسة الآشورية

لأهمية الخبر ولوجود علاقة لي نوعاً ما بالموضوع آثرت نشر هذا المقال قبل الاستمرار في نشر ترجمتنا وتحقيقنا لكتاب البروفسور جون جوزيف.

أعلن كوركيس صليوا بطريرك ما يُسمّى بالكنيسة الآشورية في العراق عن استقالته لأسباب صحية اعتباراً من 22 نيسان القادم، ودعا إلى مجمع كنسي في أربيل في 22-29 نيسان لاتخاذ الإجراءات المتعلقة بذلك، جاء ذلك في بيان نشره أسقف كاليفورنيا آوا روئيل أمين سر مجمع الكنيسة في 19/ شباط/ 2020م، ونود أن نبين خلفية هذه الكنيسة وتاريخها وبطريركها التي هي كنيسة عشائرية وحزب سياسي أقرب من كنيسة مسيحية، وكيف تستغل السياسة لأغراض دينية، نقول: تكلمنا كثيراً عن الكنيسة الآشورية وشقيقتها الكلدانية أنهما كنيسة سريانية نسطورية مركزها المدائن (سلمان باك) التي كانت عاصمة الفرس واعتنقت المذهب النسطوري وانفصلت عن أنطاكية السريانية سنة 497م تحت ضغط الفرس، وحديثا بعد أن انقسمت سنة 1553م اخترع لهم الغرب حديثاً اسمي الآشوريين والكلدان.

لقب رئيس هذه الكنيسة الحقيقي هو جاثليق وليس بطريرك، ومعنى جاثليق، كاثوليكوس (جاثليقوس) أي مطران عام وهو أقل من بطريرك لأنه كان يخضع لبطريرك أنطاكية (ملاحظة: لقب بطريرك الكلدان الحقيقي أيضاً هو جاثليق وليس بطريرك)، وأذكر جيداً أن الشيخ جلال الحنفي كتب سنة 1989م في إحدى الصحف العراقية عندما انتخب روفائيل بيدوايد بطريركاً للكلدان قائلاً: إن لقب بطريرك الكلدان هو جاثليق وليس بطريرك، ويقول  اشهر مؤرخ في العصر الحديث القس بطرس الكلداني: إن جثالقة المدائن لم يحوزوا قط على شرف أو لقب البطريرك بحق قانوني، لكنهم اختلسوا اسم البطريرك والبطريركية واستبدُّوا به، وكرسي المدائن كان متعلقاً دائماً ببطريرك أنطاكية ولم ينزع عنه الطاعة إلاَّ بعد أن اعتنق النسطرة، وكل الأمة السريانية بطوائفها (بمن فيهم الكلدان والآشوريين الحاليين الجدد)، كانت خاضعة لبطريرك أنطاكية (ذخيرة الأذهان في تواريخ المغاربة والمشارقة السريان، ج1 ص21، 28، 40، 52-55). ولا داعي لذكر شواهد كثيرة أخرى لأن بيان قرار استقالة البطريرك كوركيس نفسه أيضاً يرد اسمه الجاثليق البطريرك، ويقدِّم اسم الجاثليق الحقيقي الأصيل على لقب البطريرك الدخيل.

سنة 1318 اعتلى الكنيسة النسطورية الجاثليق (البطريرك) طيمثاوس وهو من أصول إسرائيلية من سبط نفتالي وهم يفتخرون بذلك، أعقبه ثلاثة من نفس العائلة، والرابع هو فرج الباصيدي +497م الذي قرر حصر البطريركية في عائلتهُ فقط استناداً إلى النظرة العبرية التي تؤمن بالرئاسة الدينية والدنيوية معاً مثل ملوك إسرائيل كداود وسليمان، وتماشياً مع التقليد اللاوي اليهودي أن يخلف الجاثليق أخاه أو ابن أخيه..إلخ، ونَصَّ القانون الثاني من قوانين الباصيدي بجعل البطريركية وراثية في عائلته استناداً إلى التوراة المحصورة في سبط اللآويين (سفر العدد 8 :11–19)، وأن يكون البكر أولاً (عدد 3: 12–13)، ونذر الأطفال من بطون أمهاتهم ليصحبوا أساقفة (1صموئيل 1: 11)..إلخ، كما أضيف لقب مار شمعون إلى اسم بطاركة عائلة أبونا، فطميثاوس هو شمعون الأول ثم الثاني فالثالث ثم شمعون الباصيدي الرابع، وهكذا إلى سنة 1973م.فشمعون يُسمَّى لقب أبوي، وشمعون هو بطرس الرسول مؤسس كرسي كنيسة أنطاكية السريانية التي كانت كنيسة المدائن تخضع لها.

لقد سَبَبَ نظام الوراثة في مشاكل كثيرة منها رسامة بطاركة أطفال لعدم توفر عدد كبير في عائلة بونا يقبل أن يصبح أسقفاً، وعلى أثر هذه المشاكل وبتشجيع من روما انفصل القسم الأكبر من النساطرة واعتنقوا الكثلكة، وسمتهم روما كلداناً، واستمر القسم النسطوري يترأسه بطريرك من عائلة أبونا إلى سنة 1973م، وآخر بطريرك هو إيشاي داود الذي استقال سنة 1973م واغتيل سنة 1975م لأنه تزوج من خادمته سراً ثم كشف أمره فأعلن ذلك واستقال.

كان إيشاي وهو شمعون 21، قد نزح من هكاري في تركيا إبان الحرب الأولى، ورُسم سنة 1920م وعمره 12 سنة حيث قُتل عمه البطريرك شمعون 19بنيامين سنة 1918 على يد الأغا الكردي سامكو، وتوفي عمه الآخر البطريك شمعون 20 بولص سنة 1920م في مخيم بعقوبة.

أدناه صورة البطريرك ايشاي عند رسامته وهو بعمر 12 و 14 سنة ومع عائلته

https://h.top4top.io/p_1511xgmnx1.png

ذهب ايشاي إلى بريطانيا التي احتضنته، ثم عاد وقام بالتمرد على الحكومة العراقية سنة 1933م بما يُسمى مشكلة سميل، فسحبت منه الحكومة العراقية الجنسية لأنه ليس عراقي أصيل وقدم قبل سنة 1918م، ونفته مع عمته سورما خان التي كانت وصية عليه واثنان آخران، وذهب أول الأمر إلى فلسطين لأنه من أصل إسرائيلي لكن اليهود لم يستقبلوه لانهم لم يكونوا أقوياء حينها من جهة، ولأن اليهود يعتبرون النسساطرة يهوداً مرتدين من جهة أخرى، فسافر واستقر في شيكاغو /أمريكا، وأيشاي هذا هو مار شمعون الذي ذكره عبد السلام عارف في خطابه الأول في 14/ تموز 1958م.

منذ سنة 1964م دخل إيشاي في مشكلة التقويم حيث قرر بعدها الاحتفال بعيد الميلاد حسب التقويم الغربي في 25/ كانون الأول، بدل التقويم الشرقي في 7 كانون الثاني، فانشقت الكنيسة سنة 1968، وعيَّن القسم الذي بقي يحتفل في 7 كانون ثاني المطران درمو بطريركاً ومقره بغداد، وتوفي سنة 1971م فخلفه البطريرك أدي الثاني الذي لا يزال يترأس الكنيسة التي سمَّاها (الجاثليقية القديمة)، وهو يرفض بشدة تسميتها آشورية، والطريف أن قسم 25 سمَّى قسم 7 (كنيسة سفن آب)، وبدورهم سمَّى أتباع كنيسة 7، كنيسة 25 (كنيسة لحم بعجين).

سنة 1970م دعت الحكومة العراقية إيشاي لزيارة العراق وأعادت له الجنسية العراقية ووعدته بتعويض وإعادة ممتلكات كنيسته ومنها التي أخذها القسم الذي انشق سنة 1968، فوعد الحكومة العراقية أنه يحتاج وقت لترتيب الأمور والعودة، وعاد إلى أمريكا مصطحباً معه فتاة بعمر 24 سنة من عائلة فقيرة لتخدمه وهي السيدة (إمامة ابنة الشماس الإنجيلي شمشون شمعون)، ثم أقام البطريرك علاقة جسدية سرية معها أدت لحملها سنة 1973م، وخوفاً من الفضيحة أرسل إلى أحد كهنته ليزوجه، تفاجأ الكاهن ورفض باكياً، لكن البطريرك أصر على زواجه، فعقد لهما الكاهن الزواج، وفي اليوم التالي 18/8/1973م، أعلن استقالته، ثم قام أحد أتباعه وهو داود ملك ياقو ملك إسماعيل بقتله في 6 تشرين الثاني سنة 1975م في مدينة سان هوزي (توفي داود قبل أشهر قليلة) وعندما توفي كان له طفل وكانت زوجته إمامة حامل 6 أشهر بطفل ثان، ويحاول بعض الآشوريون القول الأحواب الآشورية المتشددة في أستراليا اغتالته لأنه لم يساند المسالة الآشورية بقوة ولم يطلق تسمية آشور على الكنيسة..إلخ، لكن المعروف أن اغتياله هو بسب كسر نذره وزواجه.

خلف إيشاي مطران إيران دنحا الرابع وهو أول بطريرك خارج عائلة أبونا بعد خوالي 700 سنة وأبطل لقب شمعون، والبطريرك دنحا من قرية دربندوكي قرب ديانا التي كان قربها قنصلية للإنكليز تلعب دوراً سياسياً، وقد طلب العراق من إنكلترا أكثر من مرة غلقها لأنها تساند الآشوريين وتزودهم بالسلاح وتساعد على خلق مشاكل للعراق، وكان دنحا صديقاً حميماً للإنكليز (لن استعمل تعابير سياسية)، ونُصِّبَ بطريركاً في 17 تشرين أول 1976م في اجتماع صغير من حوالي خمسة أساقفة اثنان منهما مشكوك فيهما وسبَّبا إحراجاً له، وهما كلالولوديو وجوفاني، وهما روس أرثوذكس انضما إلى الكثلكة، ثم عزلتهما كنيسة روما، فانضما إلى كنيسة المشرق في عهد البطريرك أيشاي، وعقد الاجتماع في إنكلترا في دير ألتون أبي في هامبشير قرب لندن وعند تنصيبه أُطلق على كنيسته تسمية الآشورية لأول مرة في التاريخ، وبدل أن يأتي للعراق ذهب إلى شيكاغو مقر سلفه أيشاي، وهذه صورة دير ألتون أبي في هامبشير قرب لندن.

https://i.top4top.io/p_15117hd3j2.jpg

بعدها شعر البطريرك دنحا بالندم بإطلاق التسمية الآشورية على كنيسته، وفي فصل بعنوان (هوية كنيسة المشرق) ص323-324 لكتاب البروفسور كرستوف باومر (كنيسة المشرق)، الذي باركه البطريرك نفسه في 9 كانون أول 2004م، وأجاب البطريرك على سؤال المؤلف: إن مبشري كنيستهُ في ماضيها المجيد هم السريان الشرقيين، ولغة كنيسته هي السريانية، ويعد هذا البطريرك رجل سياسة بامتياز ولا علاقة له بالدين سوى المظهر، ولم يزر العراق في أقسى المحن خاصة عندما هُجر المسيحيين من الموصل وضواحيها، بينما كان يقوم بزيارة نصب للآشوريين في روسيا والقوقاز (يُقال أن أصله من يهود إيران أو القوقاز)، وبتاريخ 21/8/2014م، وجّهتُ أنا له رسالة له، عبر المواقع قائلاً: إن الأسباب التي دعت سلفك إيشاي للعيش في أمريكا قد زالت، وأنت تدَّعي أنك بطريرك كنيسة آشورية، فماذا تفعل في شيكاغو، ولماذا لا تنقل مقرك إلى مكانه التاريخي والجغرافي الصحيح في العراق، خاصة أنك أول من أقرنَ اسم الآشورية بالكنيسة عندما أصبحتَ بطريركاً، فهل شيكاغو هي أرض آشور التقليدية أم شمال العراق حيث توجد رعيتك؟

توفي البطريرك دنحا في 26 آذار 2015م في شيكاغو، وبعد وفاته أراد الطرفان الوحدة بشرط تنحي بطريرك قسم المنشقين سنة 1968م، أدي الثاني، وانتخاب بطريرك جديد، لكن أدي رفض معتبراً نفسه البطريرك الشرعي، كما أكد أنه في حالة الوحدة يجب إلغاء اسم الآشورية من الكنيسة، فألغيت محادثات الوحدة.

كانت طموحات المطارنة خارج العراق لمنصب البطريرك بدل دنحا على أن يبقى مركزه كبطريرك في نفس أبرشيتهُ خارج العراق، وحلاً للإشكال ودفعاً للحرج، اختار المطارنة في مجمعهم في أربيل صيغة ملتوية، فانتخبوا مطران بغداد كوركيس صليوا الحالي ليقولوا إن بطريركنا في العراق، لكنهم لم يتخذوا قراراً مجمعياً بنقل مقر البطريركية إلى العراق، أي مستقبلاً في حال قدوم بطريرك آخر، ليس بالضرورة أن يبقى في العراق، وهذا البطريرك كوركيس تم انتخابه دفعاً للإحراج لأنه إنسان بسيط جداً، وحدثني أحد الأساقفة الحاضرين معه مع  رئيس الوزراء حيدر العبادي إنه نادى رئيس الوزراء بسيادة المحافظ إلى أن ابلغه أحدهم أنه رئيس وزراء.

فهل سيتخذ المجمع القادم قراراً بنقل مقر الكنيسة الآشورية لا نقول إلى الشرقاط أو الموصل أو أربيل تحديداً وليس بغداد (ملاحظة أربيل في بعض المصادر التاريخية القديمة يرد أسمها آشور)، بل على الأقل يجب أن يكون مقر الكنيسة في العراق أو بغداد، أم ستعاد الكرة مرة ثانية لانتخاب مطران موجود في العراق أصلاً وليس مطران من خارج العراق يترك أبرشيته خاصة من أستراليا أو أوربا أو أمريكا ويأتي إلى العراق الذي يبلغ عدد المنتمين للكنيسة الآشورية فيه العراق حوالي 8000 شخص فقط؟ (الله أعلم).

وشكراً/ موفق نيسكو

هل كانت اللغة السريانية هي اللغة الأولى لسورية الطبيعية

هل كانت اللغة السريانية هي اللغة الأولى لسورية الطبيعية، وماهو دور اللغة اليونانية في سورية؟

 

هل كانت اللغة السريانية هي اللغة الأولى لسورية الطبيعية، وماهو دور اللغة اليونانية في سورية؟

اللغة السريانية أو بالأحرى في الأساس اللغة الآرامية، كانت لغة الدبلوماسية ولغة التجارة في الشرق الأوسط في العهد القديم، وفي قصر شوشا الفارسي قبل الميلاد، كانت أيضاً لغة الدبلوماسية، واكتشف في مصر عرائض مقدمة للوالي الفارسي أثناء الاحتلال الفارسي لمصر باللفة الآرامية. وبعض العهد القديم مكتوب بالآرامية أيضاً.

اللغة الآرامية هي لغة سورية الطبيعية والعراق ماعدا فلسطين. ولكن بعد السبي البابلي وعودتهم من بابل الى فلسطين، فصارت الآرامية شيئاً فشيئاً هي اللغة العامة والشعبية في فلسطين ولغة الشارع، بينما اللغة العبرية ولكونها لغة الكتاب المقدس اي مقدسة لذا بقيت متداولة فقط داخل الهيكل المقدس ويتحدث بها الكهنة لغة للقراءة الدينية.

لكن هناك تراجم إذ ترجم اليهود العهد القديم الى اللغة الآرامية ليكون بمتناول الشعب كلغة شعبية، فكان النص يُقرأ بالعبرية والشرح بالآرامية، والرب يسوع له المجد تكلم في فلسطين اللغة الآرامية. انما سافر خارج فلسطين على على مانعلم مرتين:

الأولى لما اتى صورصيدا، وصور وصيدا كانتا تتكلمان اليونانية، وفي انجيل مرقس المرأة الكنعانية هي امرأة يونانية اللغة.

الثانية عندما انتقل ايضاً الى المدن العشروشفى هناك الممسوسين، وهذه المنطقة كانت متيوننة اي صارت يونانية وتتحدث باليونانية فقط.

اللغة الآرامية إذاً هي اللغة الأصلية، ولكن عندما جاء بلادنا الاسكندر المقدوني فاتحاً كبيراً، انتقلت مع فتحه اللغة اليونانية الى بلادنا وعمت سورية كلها وآسيا الصغرى وبابل حيث جعلها عاصمته والى العالم بصورة كبيرة جداً، ففي القرن الثاني قبل الميلاد كما يقول العلماء والمؤرخون المعاصرون، قامت سورية مقام أثينا في الآداب والفنون الجميلة، وانتقل الثقل اليوناني الى بلادنا، المدن العشرة المذكورة في الناجيل المقدسة هي دمشق وجرش وعمان شرقاً، وبيشان غربي بحيرة طبريا، والمدن الست الباقيات هي بين البحيرة وخط عمان ودمشق.

القديس يوحنا الدمشقي
القديس يوحنا الدمشقي قراءة المزيد
معلولا فلذة القلب ومفرق الطريق/مقدمة من رفيق شامي

معلولا فلذة القلب ومفرق الطريق/مقدمة من رفيق شامي

ومساهمة هامة جدا من د. اليان مسعد إبن معلولا الشجاع.

مرة ثانية بعد الألف معلولا، ويعود غربان جبهة النصرة لتهديم ما بقي من هذه البلدة الجميلة. بين كر وفر مع قوات النظام لن يترك حجراً على حجر. معلولا هنا رمز كما كانت البلدة الحصينة عليه لآلاف السنين. رمز ليس فقط للشجاعة والكرم، ليس فقط للتعايش مع الآخر لقرون بل هي بنفس الوقت رمز لما هو آت. ما يحدث الآن في معلولا برهان على ما شرحته نظريا قبل أشهر في أكثر من مقابلة صحفية ومقال باللغة الألمانية ونشرته بعد دراسة متأنية في صفحات سورية تحت عنوان لاعب الدمى والفهلوي… وهناك في حواري مع القارئ الذكي “نورس” كتبت في 6.11.2013 ما يلي: وأنا لا أتنبأ إنما أقول ملخص ما خبرته في تجارب شعوب ثانية، أن خطة لاعب الدمى هي تقوية فريق عسكريا ومعلوماتيا وإقتصاديا سرا او علنا حتى يكاد يقضي على الفريق الآخر، وفجأة يتكرم لاعب الدمى بتقديم اسلحة نوعية ( طلعت روحنا ونحن عم ننتظرها) يدحر بها الفريق الأول ويتقدم عليه ويحرر ما إستولى عليه الأول حتى يكاد يهزمه وفجأة تنقطع المساعدات عن الفريق الثاني…وهكذا دواليك إلا أن لا يبقى حجر على حجر في البلد ولا تبقى عائلة واحدة بدون جراح.هذه هي مأساة معلولا وهي كرمز لما سيحصل على طول وعرض الوطن.لكن لمعلولا رمز آخر خطير جداً وهو أن هذه القرية كانت مربيتي الأولى ليس فقط جسديا وإنتماء للأقلية الآرامية المسيحية، بل أيضا ربتني على كشف الخداع فيما يسمى كتاب التاريخ. وهذا بدوره منحني مناعة قوية ضد أبواق الدعاية مهما علا صوتها…معلولا واهلها أصدق من كل كتب التاريخ. وارجو الا يُقرأ هذا على أنه مديح لمدينة جريحة. إنه الواقع.

قراءة المزيد

تعليقات تاريخية على مقال ” سوريا ليست عربية “

تعليقات تاريخية على مقال ” سوريا ليست عربية ”
هنري بدروس كيفا
لقد نشر أحد الإخوة الغيورين على صفحتي هذا البحث للكاتب الأب حبيب دانيال و قد طالعت هذا المقال و أحببت أن أوضح بعض النقاط المهمة في تاريخ سوريا القديم .
لقد نشر الدكتور روجيه شكيب الخوري تعليقا قيما أشار فيه الى
أن العرب المسلمون لا يشكلون ٨٠ بالمئة من المسلمين في العالم
كما ذكر الأب حبيب دانيال . و قد شرح الدكتور روجيه إختلاف
العلماء العرب أنفسهم في التعريف بالعرب و الهوية العربية !
كتب الدكتور روجيه ” تحديد العروبة او العرب كانت غامضة وما زالت ولا أحد يقنع الآخر بما تعنيه كلمة عربي…وكلّ يغنّي على ليلاه وحتّ العرب مختلفون على أي معنى لها !! ؟؟!”
إنني أفضل التمييز بين ” عربي ” و ” عروبي ” و ” مستعرب بمعنى
يتكلم اللغة العربية “! فالعربي هو كل إنسان ينتمي تاريخيا الى الشعب
العربي الأصيل و نحن نرى أنه لمن الطبيعي أن يفتخر العربي بمنجزات
أجداده ! أما ” العروبي ” فهو كل إنسان يدعي بإنتمائه الى العرب !
و ما أكثرهم خاصة بين المسيحيين المشارقة !
أخيرا شكرا للدكتور روجيه شكيب الخوري على ملاحظته بأن الأب
حبيب دانيال لم يذكر الآراميين في سوريا مع أنهم سكان سوريا الأصيلين
الذين شكلوا فيها أكثرية ساحقة منذ حوالي ١٢٠٠ سنة قبل الميلاد
إلى مجيئ الفرنج أي لفترة طويلة جدا حوالي ٢٥٠٠ سنة !
أولا – غموض غير مقصود في العنوان !
أ- عندما يطلع القارئ على العنوان ” سوريا ليست عربية ” سيظن
أن الأب دانيال يتكلم عن سوريا التاريخية و لكنه في الواقع يقصد
سوريا المعاصرة .
ب – يقوم بعض العروبيين في ترويج نظريات خاطئة ( غير علمية )
حول الشعوب الشرقية القديمة مثل الأكاديين و العموريين و الكنعانيين
و الآراميين مدعين بأنهم من العرب القدامى .بالنسبة لهم سوريا هي
عربية قبل الإسلام بألوف السنين !

قراءة المزيد

New Concepts المفاهيم الجديدة د. يوسف بكتاش Yusuf Beğtaş
New Concepts المفاهيم الجديدة
د. يوسف بكتاش Yusuf Beğtaş
كلّ مفهوم جديد نتعلّمه، أي لا وجود له في اللغات التي نعرفها، يتبوّأ منزلة جديدة،
وكلّ معنى جديد بمثابة أُفْق جديد. يزداد فهمُنا لكلّ مفهوم جديد، ولكلّ معنىً جديد
يلجان عالَم تفكيرنا واهتمامنا، نحصل عليه، نتبنّاه في عالمنا الفكري، نمنحه
الاستمرارية؛ وبمرور الوقت سيُثري طريقةَ تفكيرنا المتميّزة، وسيُضيف وعيًا جديدا.
تلك الإضاءة للإثراء والوعي الفكريين، هي دفاع ضد الاضمحلال والضياع؛ إنّها تعمل
كجهاز المناعة ضدّ الڤيروسات، الجراثيم الطفيليات، التي تدخل بُنية تفكيرنا لتسمّمَ
الحياة ولتبطل النموّ الجديد. لأنّ الهدف الفريدَ من نوعه في الحياة، معناه تقريب أغلى
ما نملِك، أي أفكارنا، إلى الحقيقة المطلقة. إنّ الفكرَ القريب من الحقيقة المطلقة، هو
الفكر الأخلاقي. ولكي يكون الشخص ذا أخلاق، عليه زلّا يؤذي أحدًا لا بالقول ولا
بالفعل.
الأخلاق هي عكس ما يُفترض أن تكون أحيانًا، إنّها لا تعتمد على عَلاقة الإنسان
بالآخرين، بل بالأحرى على علاقة الشخص مع ذاته هو. وعليه يُقال في الثقافة
السريانية : مَن يخدُِم الإنسانَ أوِ الإنسانية يكون الأقربَ إلى الله، وتلك هي القوّة
الربّانية. الترجمة من الإنچليزية: د. إشراق نبعة و السيّد أسد خليل
تدقيق لغوي: أ. د. حسيب شحادة شباط ٢٠٢٠
———————-

قراءة المزيد

التواضع والاستغلال Humility and Exploitation    Yusuf Beğtaş
التواضع والاستغلال Humility and Exploitation    Yusuf Beğtaş
التواضع والاستغلال
د. يوسف بكتاش
إنّ التواضعَ فضيلةٌ إنسانية عظيمة؛ وفي الثقافة السريانية منطق بصدده: الشخص الذي يخدُم بني البشر بتواضع يكون الأقربَ من الله. هذه الفكرة، لم تحظَ بمكانة في أوساط شتّى شرائح مجتمعنا، وجغرافية هذا المجتمع بمثابة مصدر خصب ودائم للحضارة، وتلك الفكرة، تحتقر التواضع وتستخدمه أحيانًا وسيلةً للاستغلال.
يُعتبر القِدّيس مار أفرام النصّيبيني/السرياني (٣٠٣-٣٧٣م.) نموذجًا يُحتذى به للتواضع، وفي الوقت ذاته، مرجعية عالمية في كلّ من الثقافة والأدب السريانيين. وقد توصّل من خلال تجربته الحياتية، إلي حقيقة مفادها أنّه في الأماكن والمجتمعات، التي يتبنّى الناس فيها عقليّةَ البقرة الح ( ܐܢܗܘ ܕܐܬܡܟܟܬ ܚܫܒܘܟ ܕܠܐ ܫܘܪܐ )أي: إنْ تواضعت اعتقدوا أنّك بلا عقل.
كما حذّر مفكّر القرن الرابع عشر، ابن خلدون (١٣٣٢-١٤٠٦ م.) من استغلال التواضع قائلًا: نتيجة التواضع المُفْرط تجعلك في آخر المطاف تُصغي لمشورة بعض الأشخاص العاديين. إلّا أنّ التواضع، في الواقع، أساسُ الحياة الحقيقية فهو يكشف لنا العالَم. القول الأكثر ملائمة عن مفهوم التواضع الذي نحتاج لتذكّره هو: إنّ الإنسان المخلوق من التراب وغير المتواضع كالتراب، يكون في الواقع قدِ ٱنفصل عن أصله وعن إنسانيته.
إنّ التصرّف وَفق منطق التواضع، بدون الإساءة والاستغلال، تجنُّب الضرر وتجنّب الأمور التي تؤدّي إليه، هو في الواقع عمل محبّة؛ إنّها المحبّة التي نشعر بها تجاهَ أنفسنا.
التواضع هو القوّة التي بها تنتظم شخصيّتنا مع روحنا؛ ومن الممكن تسمية هذه القوّة بالحقيقية، الأصيلة. التواضع هو تصوّر ذهني ”لكي أُصْغي إليك عليَّ أنْ أُسكتَ الأنا في داخلي، أي تحجيم الأنا ووضعها في نطاق حدودها“.
التواضع لا يعني تقليصَ أو انتقاص قيمتنا، بل إنّه إعطاءُ قيمة للآخرين. والتواضع يعني أيضًا أن نفتح قلوبَنا للخليقة جمعاء بإزالة الغرور من الطريق. التواضع لا يعني التظاهر بالفوقية، لكنّه بالأحرى معرفة نقيض التوازن بين الذات والآخرين، حتّى بين الذات والمخلوقات الأُخرى. إنّ التواضع سمةُ الشخص الذي يضع الذات في المكان الصحيح. وهذه الخاصية ليست مسألة تتبع الذات بل الإصغاء إلى الهمس الإلهي الذي لا يُضاهى والمحتضن للكوْن، وأن تراجع ذاتَك.
كما قال أحد الحكماء ”كما يُظهر الظلامُ النورَ، كذلك يكشف التواضع أنوارَ الفردوس الكامنة في الإنسان“. يحظى الإنسان المتواضع بالإلهام من الحياة، من الآخرين ومن العالَم برمّته؛ وحينما يُصبح متمكّنًا يكون ملهمًا للآخرين. إنّ الروحَ المتواضعة، تنقل ذاتَها إلى مقاليد حُسن التصرّف والرحمة. وعليه فإنّ خدمةَ البشرية تُعدّ قضية شرف بالنسبة لذلك الشخص.
ترجمة من الإنچليزية إلى العربية:
د. إشراق نبعة والسيّد أسد خليل
تدقيق لغوي: أ. د. حسيب شحادة
شباط ٢٠٢٠
———————————–
Humility and Exploitation   
Humility is a great human virtue.
Syriac culture has a logic to it: the one who serves human beings/humanity, with humility, is the one who is most near to God.
A thought which has not found its essence, among various social sectors in our geography -ever always a fertile source of civilization- which despizes humility, negatively evaluates it, and uses it as a tool for exploitation, from time to time, appears
Saint Afrem of Nisibis (303-373), both an exemplar of humility and at the same time a universal authority in Syriac culture and literature, tested by his life-experience the fact that in places and communities where people take on the mentality of the milk cow, they have wrong ideas about humility.
And so he warns us: ‘‘ܐܢܗܘ ܕܐܬܡܰܟܟܬ ܚܰܫܒܘܼܟ ܕܠܐ ܚܰܘܪܐ enhu dethmakkakht, haşbukh dlo havro / when you behave humbly, they think you are imprudent.”
The fourteenth century thinker Ibn Khaldun (1332-1406) also warns against the exploitation of humility in this manner: “The outcome of too much humility is that you end up listening to the counsel of some mediocre individual.”
But actually humility is fundamental to a true life. Humility opens up the world to us.
The most appropriate saying we need to remember about humility, is: “If man, who was made from the dust of the ground, is not humble like the dust, he has actually departed from his origin/from his humanity.”
To behave with the logic of humility, excluding abuse and exploitation, fleeing from damage and things that do damage, is truly an act of love. It is the love we feel toward ourselves.
Humility is the power that lines up our personality with our spirit. We can call this genuine power. Humility is a form of perception. “To hear you, is to silence the ‘I’ in me. It is to keep the ‘I’ within limits.”
Humility is not to reduce our own value, it is to give value to others. Humility is to open the doors of our heart to all existence, by taking our ego out of the way. It is not to pretend to be superior, but rather to know the counter-poise between self and other people, and even between self and other creatures. It is the quality of a person who puts the self in just the right place. It is to not pursue the case for the self. It is to listen to the incomparable divine whisper that embraces the universe and to pull the self back.
As a wise man said: ‘just as the darkness makes the light to stand out, so also humility makes the lights of paradise within the person, clear.’
The humble person recieves inspiration from life, from other people, from all the universe, and when he/she is able, inspires others. The humble spirit transposes itself into the keyes of good manners and mercy. For this reason to serve human beings is a matter of honor (for him).
Yusuf Beğtaş

لمصادر السريانية تثبت هويتنا الآرامية

هنري بدروس كيفا

أولا – ماهي المصادر السريانية ؟

المصادر السريانية هي النصوص و الكتابات التي تركها لنا أجدادنا السريان من كتب و رسائل و كتابات على الصخر أو حتى كل عمل فني يدل على مهارة أجدادنا .

يجب أن نميز بين مصدر تاريخي و مرجع تاريخي : رسائل مار فيلوكسين المنبجي هي” مصدر” مهم لفهم أسباب مقاومة السريان لمجمع خلقيدونيا أما الدراسات التي كتبت في التاريخ الحديث حول المطران فيلوكسين المنبجي فهي ” مراجع” .

 

قراءة المزيد

” سوريا و عودة أكاذيب العروبي الدكتور أحمد داوود “

” سوريا و عودة أكاذيب العروبي الدكتور أحمد داوود ”
هنري بدروس كيفا


لقد لعبت سوريا في تاريخها القديم دورا كبيرا في تطوير الحضارة و لكن
على أبنائها ألا يشوهوا تاريخ سوريا و مدنها العريقة .
الدكتور في الإعلام المشوه لسوريا أحمد داوود يدعي أن مدينة اللاذقية
هي أحد ألقاب الإلهة عشتار و يكتب حرفيا :
“والكلمة جاءت من (إيلا: مؤنث إيل وتعني الربة ) و (دقيا مؤنث دوق)وقد جاءت في القاموس السرياني من الفعل دق – دوقا, دوقوتا: نظر, راقب, رصد, رعى النجوم, تأمل, هجم, باغت, فاجأ.
دوق = إمام , مقدام, رئيس, نبي, أسقف, شرف, عين, برج, مرصد…ومن الكلمة العربية القديمة جاء اللقب “دوق” في أوروبا وفي انكلترا خاصةً .
وقد دعيت باسم “الربة الحارسة” (إيلادقيا) أيضاً مدينة الأوديسا على ساحل البحر الأسود وكل “أوديسا” أخرى, إذ ان”

قراءة المزيد

أين هي ” مواطن أجدانا ” و ما هي أهميتها اليوم؟

أين هي ” مواطن أجدانا ” و ما هي أهميتها اليوم؟
هنري بدروس كيفا
هنالك مشكلة كبيرة تتعرض للباحثين في التأريخ وهي رفض الكثيرين
لإكتشافاتهم بحجة إنهم تعلموا في صغرهم و أحبوا التاريخ و صار عندهم
مفاهيم عديدة حول هويتهم و تاريخهم .
بكل تواضع و بحكم إحتصاصي و خبرتي قد كشفت و صححت عددا كبيرا من ” المفاهيم الخاطئة ” حول تاريخنا و جغرافية (مواطن )
أجدادنا الآراميين . لا شك هنالك عددا كبيرا – من الأخوة السريان المناضلين في الأحزاب السريانية المدعية بالتسمية الأشورية المزيفة أو
و السريان المنخدعين بالفكر القومي السوري و حتى بعض مسيحيي لبنان
الذين لا يريدون الإعتراف بهويتهم السريانية الآرامية – يدافعون عن
طروحاتهم التاريخية من خلال مفاهيمهم التاريخية الخاطئة .
إنني أشكر الفيسبوك الذي يسمح لي أن أنشر مواضيعي التاريخية و أشكر
الأخ بيار و كل الأخوة المتابعين الذين يشجعونني في نشر ” وعي قومي
صادق ” بين السريان .
أولا – الإعلام السياسي المضلل !

قراءة المزيد