البطريرك غريغريوس حداد :
البطريرك غريغريوس حداد :
في عام 1915 كنت تجد في حارات دمشق جثة طفل هنا وجثة شيخ هناك
فالأتراك أخذوا القمح والشعير وكل ما يؤكل ليطعموا جنودهم في حرب السفر برلك
أصبح الموت جوعاً من المشاهد العادية في دمشق
البطريرك غريغوريوس حداد من محافظة لبنان السورية كان قد رهن كل أملاك البطريركية
واشترى القمح بأسعار غالية لينقذ من الموت ما استطاع من البشر .
كان كل من يمر إلى الكنيسة المريمية يأخذ رغيفاً في اليوم يحميه من الموت
في أحد الأيام اشتكى الخوري الذي يوزع الأرغفة من كثرة عدد المسلمين في ذلك اليوم
رفع البطريرك الرغيف وسأله هل كتب عليه للمسيحيين فقط ؟؟؟؟
أجابه لا :
قال عليك توزيع الخبز بمعدل رغيف يومي لكل من يريد
تدريجياً لم يبقى شيء من أملاك البطريركية لم يتم رهنه ..
رهن البطريرك صليبه الماسي عند أحد اليهود المرابين مقابل ألف ليرة عثمانية
لكن أحد المسلمين فك الرهن وأعاد الصليب إلى البطريرك الذي عاد فباعه سراً
واشترى بثمنه القمح ..
توفي البطريرك عام 1924
خرج في جنازته مسلموا ومسيحيوا دمشق عن بكرة أبيهم
وورث البطريرك الكسندروس طحان بطركية مثخنة بالديون والفوائد الفاحشة
باع أملاك البطريركية ووفى ديونها
في عام 1974 قررت بطريركية الروم الكاثوليك شراء فيلا السيد محمد أكرم الميداني
في ساحة العباسيين لبناء كنيسة سيدة دمشق الحالية
فاوضته لجنة الشراء وانتهى البازار واتفقوا على السعر
كان السيد محمد يعتقد أن الذين يشترون
الفيلا مجموعة أشخاص وعندما سألهم ماذا ستفعلون بالأرض أجابه الأب الياس زحلاوي
سنبني كنيسة ..
فتنازل السيد محمد عن ربع الثمن لأنها كنيسة
في خمسينيات القرن الماضي مر سلطان باشا الأطرش أمام كنيسة يتم بنائها على حدود أرضه
فنادى للكاهن وقال له :
أنا متبرع بقسم من أرضي لتوسعة الكنيسة فشكره الكاهن ..
وقال :
إن الأرض تكفي فأجابه سلطان باشا نريد كنيسة تتسع للمسيحيين والدروز
هذه حقائق الود والاحترام المتبادل بين السورين على تباين طوائفهم
أين نحن اليوم !!؟

Lousin Kerdo

حرق المخطوطات السريانية في مكتبة دير الشاغورة بصيدنايا ؟
حرق المخطوطات السريانية في مكتبة دير الشاغورة بصيدنايا ؟

المؤرخ فيليب دي طرازي :
انطوت مكتبة دير الشاغورة بصيدنايا على مخطوطات سريانية قديمة ثمينة حفظت فيها حتى أواسط القرن التاسع عشر .
كانت مصورة في خزائن دير الشاغورة أو بالحري دير الشاهورة بالهاء بدلا من الغين وهي لفظة سريانية يراد بها الرهبان الساهرون في الصلاة وأعمال العبادة .
ظلت تلك المخطوطات الوافرة العدد معظمها من نفائس المؤلفات المكتوبة على رقوق الغزال مصونة في ذلك الدير حتى عهد رئيسته كاترينا مبيض ووكالة والد الخوري ميخائيل كك والشخاشيري وجبران الميداني .
خشى الوكلاء من كثرتها أن تكون حجة بيد السريان يتقوون بها على اثبات حقوقهم على الدير .
أجمعوا على اتلافها بأسرها .
أخرجوها من خزانتها كدسوها جعلوا يحرقونها أولا تحت القناطر .
ثم كرهوا أن تذهب نارها ضياعاُ فجمعوها في فرن الدير وخبزوا عليها خبزتين .
ظلت النيران تشتعل في تلك المخطوطات أربعة أيام إذ كانت الخبزة تبتدىء مساء الخميس وتنتهي صباح السبت .
لم يسلم من تلك المكتبة العامرة إلا بضع مخطوطات سبق المستشرقون والسياح اشتروها وزينوا بها مكتباتهم في بلاد أوروبا .
يا للخسارة الباهظة ياللجهالة !.

(المصدر
: كتاب ” عصر السريان الذهبي”. ذكرت حادثة حرق المخطوطات السريانية في كتاب : “خزائن الكتب في دمشق وضواحيها” للكاتب حبيب الزيات) .

المفاهيم الشعبية حول الإمبراطور “فيليب العربي “!

المفاهيم الشعبية حول الإمبراطور “فيليب العربي “!

هنري بدروس كيفا
كثير من الأحيان المثقف لا يستطيع أن يتحقق في كل الطروحات التاريخية التي يتطلع عليها من خلال الكتب أو الإنترنت . و طبعا نحن
لا نلوم المثقف لأنه لم يتحقق و لكنه أمر غريب أن نرى أن فيليب هو عربي ؟
هذا رد قديم لي حول ” فيليب العربي ”
“لن أعلق حول فلسفة نيتشه و لكن تعليق أحد الإخوة الأفاضل حول
أباطرة روما و اللقب العربي ! كل إنسان يحق له أن يفسر فلسفة نيتشه
كما يشاء و لكن هذا لا يجوز في تفسير لقب فيليب العربي !
لقد ورد في تعليق الأخ أكثم جداري :
“لقد أصر الكثير من أباطرة روما القادمون من هذا الشرق إضافة كلمة العربي تيمنا بذلك ومنهم فيليب العربي … ”
أ – لا يوجد أي إمبراطور من أصل عربي قد حكم روما !
ب – لا يوجد عدد كبير من أباطرة روما قد حملوا لقب العربي و فيليب
العربي هو الوحيد !
ج – ليس الأباطرة هم الذين يختارون أو يضيفون الألقاب الى أسمائهم
و لكن المؤرخين الذين كتبوا عنهم .
د – الإمبراطور فيليب العربي لا يعني أنه ينتمي الى الشعب العربي
لأن إسمه يوناني و ليس عربي !
ه – إن تلقيب فيليب بالعربي يعني بأنه كان حاكما أو قائدا في
منطقة ” العربية ” أو إنه قد ولد فيها .
و – إن تسمية ” العربية ” في المصادر اللاتينية و اليونانية كانت تطلق
على المنطقة الواقعة شرقي نهر الأردن التي كانت مسكونة من قبل قبائل الأنباط الآراميين و بعض قبائل العرب .”
بعض الملاحظات المهمة :
أولا : إن إسم هذا الإمبراطور هو : Marcus Iulius Philippus Augustus ٢٠٤- ٢٤٩ و قد حكم خمس سنوات ٢٤٤- ٢٤٩.
و طبعا صفة ” العربي ” غير موجودة في إسمه .
ثانيا : إنه طوال حياته و حكمه لم يلقب ب ” العربي ” و لا يوجد أي
تمثال أو نقود نرى فيها اسمه ” فيليب العربي ” !
ثالثا : صحيح إنه لقب بفيليب ” العربي “( في تاريخ حول حياة الأباطرة و مجهول إسم المؤلف في نهاية القرن الخامس) عشرات السنين بعد موته!
رابعا : بعض الكتاب العروبيين يستغلون هذه المفاهيم الشعبية الخاطئة
و يؤكدون أن الإمبراطور فيليب كان ” ينتمي ” الى العرب و بالتالي إن
العرب كانوا متواجدين في سوريا ٤٠٠ سنة قبل إحتلال العرب لمواطن
أجدادنا السريان الآراميين .
خامسا : السكوت علامة الرضا ؟
إذا كان المثقف يتقبل الطرح العروبي المزيف و يصدق أن فيليب هو عربي و أن سوريا و فلسطين العراق كانت عربية قبل إحتلال العرب
المسلمين سنة ٦٣٦ م … نحن نؤكد إن التاريخ الأكاديمي يفضح هؤلاء
العروبيين الذين يرددون عن جهل أن لقب ” العربي ” يؤكد تواجد العرب
في سوريا قبل الإسلام !
سادسا – ” ويل لامة يتحكم فيها الجهل “
١- عشرات الصفحات تدعي أن فيليب ينتمي الى قبيلة عربية قوية و قد أصبح إمبراطورا في روما بفضل قبيلته العربية.
٢- لا يوجد أي عربي أصيل اسمه فيليب لأن هذا الإسم هو يوناني و قد إنتشر بين المسيحيين! إذا أحد أبناء كنيسة الروم اسمه فيليب فهذا ليس برهانا على إنتشار اسم فيليب بين العرب المسيحيين لأن الروم هم سريان آراميون بهويتهم و تاريخهم و لغتهم الأم !
٣- ربما عدة ملايين من سكان شرقنا يصدقون أن فيليب كان عربيا و هم يجهلون كليا أن هذا الإمبراطور لم يلقب بالعربي إلا بعد حوالي ١٥٠ سنة من وفاته !
٤-لا يوجد أي مؤرخ متخصص في تاريخ الرومان يدعي أن الإمبراطور فيليب كان عربيا !
الصورة المرفقة
١- هذا التمثال للإمبراطور فيليب موجود في متحف L’Ermitage في سان بيتسبورغ !
٢- هنالك عدة ثماثيل له و كلها تؤكد بأن ملامحه ليست شرقية أو عربية !
٣-إذا قامت إحدى محطات التليفيزيون العربية و سألت ” ما هي هوية الإمبراطور فيليب ؟ ” إنني أكيد إن أكثرية ساحقة من الأجوبة سترد ” إنه عربي ” و لكن هذا لن يغير الحقائق التاريخية !
الشماس أو الخادم في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية
الشماس أو الخادم في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية
الجزء الأول
المؤهلات والهدف من وجود هذه الرتبة واخلاقية الخادم في المذبح :
“الشماس” مشمشونو (ܡܫܰܡܫܳܢܳܐ) خادم كلمة سريانية جاءت من ܬܶܫܡܶܫܬ̊ܳܐ (تِشمِشتو) خِدمة وܡܫܰܡܫܳܢܽܘܼܬ̥ܳܐ. ܫܰܡܳܫܽܘܼܬ̥ܳܐ اسم مصدر
والشماس هو خادم الكنيسة وهو من يقوم بمعاونة الكاهن في أداء الخدمات الدينية والصلوات الكنسية.
وجدت هذه الرتبة الكنسية من عهد الرسل الأطهار حيث يخبرنا سفر أعمال الرسل في الأصحاحات الخمسة الأولى عن نمو وتوسع الكنيسة الأولى ومع تزايد العدد واتساع الخدمة ظهرت مشاكل داخلية والتزامات يصعب أن يقوم بها الرسل الذين كان عملهم هو الكرازة. من هنا ظهرت الحاجة إلى سيامة أول مجموعة من الشمامسة.
وجاء في الاصحاح السادس : فَدَعَا الاثْنَا عَشَرَ جُمْهُورَ التَّلاَمِيذِ وَقَالُوا: «لاَ يُرْضِي أَنْ نَتْرُكَ نَحْنُ كَلِمَةَ اللهِ وَنَخْدِمَ مَوَائِدَ. فَانْتَخِبُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ سَبْعَةَ رِجَال مِنْكُمْ، مَشْهُودًا لَهُمْ وَمَمْلُوِّينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَحِكْمَةٍ، فَنُقِيمَهُمْ عَلَى هذِهِ الْحَاجَةِ. (أع 6 : 2 – 3)
من هذه الآية يا أحبائي نفهم أن يكون الخادم مشهوداً له بالتواضع والمحبة وبذل الذات وممتلئاً من الروح القدس أي مؤمناً وغيوراً .
اخلاقية الشماس في المذبح:
كلنا نعلم أن إلهنا إله نظام وترتيب وليس إله فوضى وتشويش وعشائرية ومحبة للظهور يقول معلمنا بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس 14 : 40
وَلْيَكُنْ كُلُّ شَيْءٍ بِلِيَاقَةٍ وَبِحَسَبِ تَرْتِيبٍ. ويقول كذلك “أنذروا الذين هم بلا ترتيب، أختبروا كل شيء. تمسكوا بالحسن.”
الجميع قاطن أو قادم من الشرق الاوسط والجميع عانى ويعاني من مشاكل جمة في تلك المجتمعات وأخطر المشاكل هي المشاكل النفسية والخلقية , نعم أحبائي كلنا أولاد تلك البيئة وتربينا هناك وترعرعنا مع مجتمعات متنوعة ومختلفة عن عاداتنا وتقاليدنا ولهذا نجد اليوم البعض وليس نقول الكل , هنالك البعض يتصرف داخل مذبح الرب وكأنه في مقهى أو شارع أو كافتريا ونسيّ أنه أمام هيبة الله وامام مذبحه المقدس وأمام جسده ودمه الأقدسين , لقد نشأنا في مجتمع فوضوي , لا أبالي وهنالك ظواهر غريبة في الشارع العربي وأخطرها والتي تناقلناها حتى البعض في بيوتهم ألا وهي ظاهرة الافتقار إلى النظام والترتيب….. لا نود الدخول بالتفاصيل ونبتعد عن مضمون درسنا فلابد ان نضع النقاط على الحروف وأن نوجه أحبتنا الشمامسة المبتدئين التوجيه السليم الذي يرضي ربنا هنالك نقاط رئيسية لابد أن يلتزم الشماس بها داخل المذبح والكنيسة وهي :
1 – أن يتصف بالتواضع والمحبة لأن خادم الرب يجب أن يكون متواضعاً , مطيعاً , محباً , متفاني في خدمته , غيوراً على بيت الرب , هذه الصفات متلازمة مع بعضها البعض أي كيف يكون متواضعاً ولا يطيع الكبار أو المعلمين والأب الكاهن ؟ علمنا رب المجد معنى التواضع حين غسل أرجل تلاميذه وقبل ذلك نزوله من عليائه والملائكة تخدمه , نزل وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء وصار يخدم البشرية على الارض وقالها بفمه المبارك : “كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».” (مت 20: 28). وقبوله كل الاهانات والالام والشتم والبصق من أجلنا هذه هي المحبة الحقيقية والتفاني من أجل الآخرين , قبول النقد بروح رياضية وبرحابة صدر والطاعة والاحترام المتبادل هي بداية المشوار في الخدمة.
2 – علينا ان نعمل بترتيب ونظام لان الهنا اله ترتيب واله نظام واذا ما وجد الترتيب والنظام وجدت البركة والنعمة تأمل يا عزيزي في المعجزة التي صنعها السيد المسيح له المجد عند اشباعه الجموع من الخمس خبزات والسمكتين كيف امر التلاميذ ان يتكئوا الجموع فرقا فرقا خمسين خمسين ألم يدل هذا على الترتيب والنظام ولعلك تقول :وما هو الداعي لذلك او ما هي المناسبة ؟… اقول لكم: يجب من الضروري ان توجدوا الترتيب عندكم , في حياتكم اليومية , في كل شيء وفي كل مفردات الحياة التي تعيشوها ومنها تنطلقوا في خدمة المذبح وفي الحياة العملية , يقول الكتاب المقدس : “فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.” (مت 5: 16). كل عمل حسن نقوم به يعكس صورة الأب السماوي أمام الأخرين فلنجعل حياتنا اليومية انجيلاً مفتوحاً والنظام والترتيب ليس بجديد فمنذ بدء الخليقة وجدهما الله عندما خلق الارض وما فيها في ستة ايام مما يدل على الترتيب أي كان بمقدوره ان يصنعها بيوم واحد.
يتبع الجزء الثاني
الجزء الثاني
شروط ورتب الشماسية :
من البديهي لكل الكنائس الرسولية هنالك دستور لترتيب وضع الخدام من قداسة البطريرك الى اصغر خادم وكنيستنا السريانية الارثوذكسية واحدة من هذه الكنائس التي وضعت دستوراً للأكليروس .
في البداية علينا ان نعرف رتب الشماسية في كنيستنا :
1- الشماس المرتل ܡܙܰܡܪܳܢܳܐ مزَمرُنو
2- الشماس القارئ ܩܳܪܽܘܝܳܐ قُرويو
3- الشماس الأفدياقون ܗܽܘܦܶܕܝܰܩܢܳܐ هوفِديَقنو
4- الشماس الإنجيلي ܐܶܘܰܢܓܶܠܳܝܳܐ إوَنجِلُيو
5- الشماس الأرخدياقون ܐܰܪܟ̣ܶܕܝܰܩܽܘܢ أَرخِديَقون
1- الشماس المرتل ܡܙܰܡܪܳܢܳܐ مزَمرُنو : ويتضح من اسمه دوره في حفظ الألحان الكنسية والترنيم ولا يمنع من تقديمه لخدمة بيت الرب منذ نعومة أظفاره فالكتاب المقدس يقول: “من أفواه الأطفال والرضع هيأت تسبيحاً”. مز 8: 2 وفي كل أول درجة من الرسامة يُقص شعر المرتسم على شكل صليب إشارة إلى قطع الأهواء الرديئة والأفكار الشريرة.
2- الشماس القارئ ܩܳܪܽܘܝܳܐ قُرويو : تليها درجة القارئ على أن لا يقل عمره 12 سنة ومن وظائفه قراءة الرسائل وترانيم التسبيح والتمجيد بالسريانية وبلغة البلد الذي يعيش فيه .
3- الشماس الأفدياقون ܗܽܘܦܶܕܝܰܩܢܳܐ هوفِديَقنو : ثم يترقى إلى درجة الأفدياقون وهي كلمة يونانية وتعني مساعد الشماس ويجب أن لا يقل عن السبعة عشرة عاماً. ويُزكى عامة من الشعب والإكليروس ويكون مشهوداً لخدمته الفاضلة وأعماله الصالحة من قبل الجميع. وكانت وظيفته في البداية تقضي بحراسة أبواب الكنيسة من دخول الهراطقة والمحرومين، ويقف في مدخل الكنيسة وينظم جلوس المؤمنين من النساء والرجال في أماكنهم الخاصة، خاصة أنه في بدء المسيحية كان هيكل الكنيسة يُقسم إلى قسم خاص بالمؤمنين والمعمدين والتائبين وكانت وظيفة الأفدياقون أن يدل كل واحد على مكانه. بالإضافة إلى تحضير المبخرة وإيقاد شموع الكنيسة وحفظ الكتب الكنسية وتوضيب ثياب الكهنة والخدام بعد الإنتهاء من الذبيحة المقدسة.
4- الشماس الإنجيلي ܐܶܘܰܢܓܶܠܳܝܳܐ إوَنجِلُيو : وتعتبر درجة سامية وأول درجات الكهنوت الشريف، ومن ينال هذه الدرجة عليه أن يكون قدوة في الكلام والتصرف والمحبة والطاعة وبلا لوم كما يقول الكتاب المقدس: “وهؤلاء أيضاً ليُختبروا أولاً ثم يتشمسوا إن كانوا بلا لوم”. 1تي 3: 10 كان الإنجيلي سابقاً يكتب أسماء مقدمي القرابين والعطايا للكنيسة ليذكرهم الكاهن في القداس الإلهي، كما من وظيفته تنظيف الهيكل وترتيب المذبح قبل حضور الكاهن وبعد انتهاءه من القداس الإلهي. وإذا ارتسم شماساً انجيلياً وهو أعزب فلا يحق له أن يتزوج بعدها، وإذا ماتت زوجته بعد رسامته شماساً انجيلياً لا يحق له أن يتزوج كذلك وإذا حدث وتزوج فإنه يفقد رتبته الأخيرة. وتُمنح هذه الرتبة لمن لا يقل عن عشرين عاماً. وكان القديس الشهيد اسطيفانوس شماساً انجيلياً.
5- الشماس الأرخدياقون ܐܰܪܟ̣ܶܕܝܰܩܽܘܢ أَرخِديَقون: وتعني رئيس الشمامسة، ومن يحظى بهذه الدرجة السامية من الدرجات الشماسية فهذا يعني أنه عالماً بالكتاب المقدس ومتبحراً بالطقوس الكنسية والألحان البيعية، وملماً بكل وظائف الرتب الشماسية. ويُعتبر رئيساً للشمامسة ويقودهم ويدبرهم في الصلوات والمناسبات ويُعتبر أذن الأسقف وعينه ويُساعد الكاهن في المناولة إذا دعت الضرورة. ويكون مثالاً لجميع الشمامسة في مخافة الرب والعمل الصالح وطاعة رؤساؤه الروحيين.
وهذه هي الصفات التي ينصح بها الرسول بولس لشمامسة الكنيسة أن يكونوا قريبين من الله، خدومين ومتواضعين ومحبين للجميع وبلا لوم قائلاً: “كذلك يجب أن يكون الشمامسة ذوي وقار لا ذوي لسانين غير مولعين بالخمر الكثير ولا طامعين بالربح القبيح ولهم سر الإيمان بضمير طاهر. وإنما هؤلاء أيضاً ليُختبروا أولاً ثم يتشمسوا إن كانوا بلا لوم. كذلك يجب أن تكون النساء ذوات وقار غير ثالبات صالحات أمينات في كل شئ، ليكن الشمامسة كل بعل امرأة واحدة مدبرين أولادهم وبيوتهم حسناً لأن الذين تشمسوا حسناً يقتنون لأنفسهم درجة حسنة وثقة كبيرة في الإيمان الذي بالمسيح يسوع”. 1تي 3: 8 – 10
وجاء في دستور كنيستنا في الفصل الثامن الكهنة والشمامسة وواجباتهم
الـمادة 120:
لا يرسم أفودياقوناً من لم يبلغ السادسة عشرة من عمره، وشماساً إنجيلياً من لم يكمل العشرين من عمره على أن يتدرج بالدرجات الصغرى وهي: المرتل، القارئ والأفودياقون.
الـمادة 121:
لا يرسم أرخدياقوناً إلا من بلغ الأربعين من عمره وعرف بحسن السيرة والعلم الديني والطقس الكنسي، ولا يكون إلاّ أرخدياقون واحد في الأبرشية.
الـمادة 122:
لا ترسم شمّاسة مرتلة من لم تبلغ الخامسة عشرة من عمرها.
الـمادة 123:
إذا مرق أحد الإكليروس من الكنيسة وتبع مذهباً آخر ثم ندم ورجع إلى أحضانها، فلا يسمح بترقيته إلى درجة أعلى من الدرجة التي كان عليها عند مروقه، ولو كان أهلاً لها. كما لا يُرقّى من عوقب بتأديبات كنسية شديدة.
الـمادة 124:
إذا انضمّ إكليريكي إلى الكنيسة لا يُرقَّى إلى درجة أعلى من التي كان عليها إلاّ بموافقة قداسة البطريرك.
الموضوع يطول كثيراً وربما قد نسيت شيئاً فمعذرة منكم وأتمنى من كافة أحبائي الشمامسة أن نكون قدوةً حسنة ونقتدي بمعلمنا ورئيسنا بكر الشهداء مار اسطيفانوس ولتكن بركة صلواته معنا وتعضدنا في خدمة مذبح الرب وله كل المجد والاكرام آمين .
الخادم بنعمة الرب
سمير يونان زكو
10 / 11 / 2022
كنيسة قلب لوزة أدلب سوريا
كنيسة قلب لوزة أدلب سوريا
تقع شمال غرب ادلب على بعد 35 كم عنها في القسم الشمالي من الجبل الأعلى وعلى ارتفاع 683 متر .
لم يبقى من صروحها سوى البازيليك الضخم الذي أعطى الموقع شهرته الواسعة
قد تساءل العلماء عن الأسباب التي بررت لتشيد بازيليك قلب لوزة الضخم الذي تجاوزت أبعاده حاجات السكان الروحية فكتب تشالنكو :
إن أهمية الكنيسة لا تفسر بأهمية القرية ، انعزالها في وسط سور ، موقعها على هامش المنازل ومخططها كذلك البناء الزخرفة العناية الفائقة بالتنفيذ يحملنا على أن نرى فيها مكان عبادة مخصص للمنطقة برمتها إنه بلا شك مركز للحج هذا مايفسر أن قلب لوزة كانت للكنيسة ليس العكس وأن المعاصر والزيتون كانت للكنيسة أكثر منها للقرية ، هذه البازيليك الضخمة أصبحت مركزاً للحج يؤمها سكان المنطقة المجاورة وليس فقط أهالي قلب لوزة مما استدعى تشييد مبنى ضخم جديد التصميم جميل الزخرف لاجتذاب الحجاج استقطابهم استيعابهم .
كانت قلب لوزة مأهولة في القرن العاشر الميلادي تقام في كنيستها الاحتفالات الدينية بدليل أن الروم البيزنطيين احتلوا هذا الجزء من سورية في القرن العاشر ، واستولوا على بازيليك القرية فحولوها من استعمال الطقس السرياني إلى الطقس الملكي البيزنطي .
الكنيسة البازيليكية يعود تاريخ بنائها إلى أواخر القرن الخامس ، كما يرى الباحثون / تشالنكو / وغيره .
قال عنها بتلر ( مهما قيل لا يكفي لإيفاء جمال كنيسة قلب لوزة حقها من حيث الزخارف الداخلية وميزها القناطر العظيمة ، تميزت به من الأناقة البراعة في النقش ما تتحلى به قنطرة بيت القدس من الزينة الجذلة والمرنة معاً ، يكلل ركائز الصحن من الرسوم النباتية الفذة ، عليه الأعمدة النحيفة من اللطافة . لقد بذل مهندسو هذا الصرح في تزين داخلها جهداً أكبر مما بذلوه لخارجها لكنهم لم يبخلوا على الخارج بالزخارف قط . يعتبر هذا الموقع من أهم المواقع السياحية في محافظة ادلب ،
هي مسجلة على لائحة التراث العالمي .
الكاتبة البريطانية ديانا ديرك تعتقد أن تصميم كاتدرائية نوتردام مستوحى من كنيسة قلب لوزة في ادلب
Notre-Dame’s architectural design, like all Gothic cathedrals in Europe, comes directly from #Syria‘s Qalb Lozeh 5th century church – Crusaders brought the ‘twin tower flanking the rose window’ concept back to Europe in the 12th century. It’s is #Idlib province, still standing…

Lousin Kerdo

السريان في تواريخ العرب والمسلمين

     

السريان في تواريخ العرب والمسلمين

السريان أو الآراميون أمة وحضارة مشهورة في تراث العرب والمسلمين، وقد ذكرنا سابقاً أن تراث العرب والمسلمين مهم جداً للسريان، والسبب أنهم عاشوا معاً، وكُتَّاب العرب والمسلمين لم يكونوا مسيحيين أو سرياناً، بل طرفاً مستقلاً كتبوا أسماء القوم المعروفة بينهم، لذلك كتابتهم هي دليل واضح على وجود السريان كأمة قومية حضارية، وأن الكلدان والآشوريين الحاليين هم سريان، ولا وجود لاسميهما مطلقاً، بل لشهرة السريان عند العرب كالمسعودي، اليعقوبي، الطبري، أبي الفداء، ابن خلدون، وغيرهم، فقد عَدَّ قسم منهم كل الأمم القديمة بضمنها دولتي بابل وآشور، سرياناً، وسَمَّوا ملوكهم، ملوك السريان، وخصصوا فصلاً بعنوان: ملوك السريان، وأول الملوك بعد الطوفان كانوا سرياناً، وآدم أبو البشرية تكلم بالسريانية..إلخ (المسعودي، مروج الذهب، فصل ملوك السريان، ج1 ص140. تاريخ اليعقوبي، ج1 ص81. تاريخ ابن خلدون، ج2 ص78. أبي عبيد البكري، المسالك والممالك، ص203. البيروني، الآثار الباقية عن القرون الخالية، ص94).

رغم أن السريان انقسموا إلى عدة أقسام، لكن العرب كانوا ينظرون إليهم كشعب سرياني واحد، فيُسَمُّون جميعهم، السريان، وقد ميَّزَ العرب المسلمون بشكل واضح بين السريان كقوم وحضارة، وبين النصارى كدين، فاستعملوا كلمة النصارى الواردة في القرآن على المسيحيين عندما كانوا يريدون تمييزهم كدين عن المسلمين مثل، كتب الرد على النصارى ومجادلتهم، المسيح (ع) بين النصرانية والإسلام، النصارى في القرآن..إلخ، بينما استعملوا كلمة سرياني عندما أرادوا تمييزهم كأمة وحضارة ولغة وغيرها، وهل كان المسلمون يجرؤون على استعمال اسم السريان بدل النصارى الوارد في القران للدلالة على المسيحيين لو لم يكن اسم السريان هو اسم قوم وحضارة؟، وسنجد أن العرب سموا كل المتكلمين بالسريانية كاليهود والصابئة وغيرهم من غير المسيحيين أيضاً، سرياناً، فقد سَمَّى العرب المسلمون الشعب، سريانياً، وبلادهم بلاد السريان، وبعض مناطق السريان في الشام والعراق، سورستان، وليس نصراني ستان، ومناطق السريان في العراق، سورستان العراق، وحددوا منطقتها من الموصل إلى آخر الكوفة (معجم البلدان، ج5 ص91، سورستان. والبغدادي، مراصد الاطلاع، ج2 ص754. والبلخي، البدء والتاريخ، ج2 ص15).

وسَمَّى العرب بعض الجبال، جبل السريان، وسَمَّوا السنين وشهورها والأعياد، بسنين وشهور وأعياد السريان، والموسيقا والأنغام أيضاً، سريانية (مروج الذهب، ذكر شهور القبط والسريانيين، اختلاط الألسنة، الموسيقا، ج1، ص140، 214، ج2 ص 385-387، 343، والتنبيه والإشراف، ص66 و177. والبيروني، الآثار الباقية عن القرون الخالية، سنة وشهور وآباء السريانيين والأعياد، ص70، 119، 255-288. وتاريخ أبي الفداء، ج1 ص132، وتاريخ اليعقوبي، ج1 ص81. والجهشاري، الوزراء والكتاب، ص1. والصفدي، الوافي بالوفيات، تاريخ السريان، ج1 ص32. والحميري، الروض المعطار، شهور السريانيين، ص192. وغيرهم) ويقول المسعودي إن الكلدان القدماء كانوا سرياناً، ولغتهم سورية (سريانية)، (التنبيه والإشراف، ص166، 172، ولاحظ دقة المسعودي بقوله: لغتهم سورية، لأن اللغة السريانية هي لغة بلاد سوريا، لكن السريان ولغتهم السريانية ليست محصورة في دولة سوريا الجغرافية الحالية، مثل ما العرب والعربية ليست محصورة في جغرافية الجزيرة العربية (وانظر مقدمة تاج العروس أيضاً فيقول السريانية نسبةً لسوريا، ويقول ابن خلدون، السريان ينتمون إلى سوريان بن نبيط بن ماش بن آرام (تاريخ ابن خلدون، ج2 ص78. والقلشقندي، نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، ص36)، ويقول الزركلي: الجاثليق هو رئيس رؤساء الكهنة السريانيين في بلاد المشرق، العراق وفارس وما إليها (الزركلي، الأعلام، ج5 ص117).

ولشهرة السريان بين العرب، فجميع أهل العلم كالأطباء والفلاسفة والمترجمين عند العرب هم، سريان، وجميع العلوم والفلسفة لم تتُرجم في المراحل الأولى من اليونانية إلى العربية مباشرةً، بل تُرجمها السريان من اليونانية إلى السريانية ومنها إلى العربية، وفي المراحل المتأخرة، ترجم السريان كتب اليونان من اليونانية للعربية مباشرةً، ففي كتاب عيون الأنباء في طبقات الأطباء، سَمَّى ابن أبي أصيبعة (1198-1270م) الباب الثامن “طبقات الأطباء السريانيين الذين كانوا في ظل دولة بني العباس”، ويقول عن بختيشوع بن جرجس: اسمه يعني عبد المسيح وفي اللغة السريانية معنى البخت، أي العبد، وعن بختيشوع بن جبرائيل إنه كان سريانياً نبيل القدر، ويجب الملاحظة أنه فرَّق بين الأطباء السريان في العراق، والأطباء غير السريان، وأطباء ديار بكر، والملاحظة أنه فرَّق بوضوح بين مسيحي أو نصراني ويهودي، فسَمَّى كل من كانت لغته سريانية، سرياني، أي حتى اليهودي سَمَّاه سريانياً لأن لغة اليهود كانت السريانية (الآرامية)، فيقول: يوحنا بن ماسويه مسيحي المذهب سرياني، ص223، وسرجويه الطبيب كان يهودي المذهب سريانياً، ص209، وفي أخبار الحكماء لأبن القفطي (1172-1248م): كان سرجويه سريانياً يهودي المذهب، ص213، ويوحنا بن ماسويه نصراني سرياني، ص248، وكان أهرون القس السرياني في صدر (الملة) وكناشه بالسريانية، ص57، وسنان بن ثابت الصابئ كتب رسالة في ملوك السريانيين، ونقل كتاب القس يوسف السرياني إلى العربية، ص133، وكذلك فعل ابن جلجل في كتابه “طبقات الأطباء والحكماء”، بل أكثر، فلشهرة السريان عند العرب، عَدَّ كل الحكماء منذ عهد الطوفان في الشرق دولتان فقط، السريانية والكسروية أي الفرس، ص34، وبعدهما ذكر اليونان، ثم خصص الفصل السادس: من لم يكن في أصله رومياً ولا سرياناً ولا فارسياً، ويذكر ابن سينا أيضاً في كتابه “القانون في الطب” الأطباء السريان، وألَّف العرب بعض كتب الطب مثل كتاب الطبيب والجراح خلف بن عباس الزهراوي الأندلسي +1036م: أسماء العقاقير وأعمارها باليونانية والسريانية والفارسية والعجمية وتفسير المكاييل والموازيين، وتفسير الأسماء الجارية في علم الطب، وقد ذكر العرب أنه كان للسريان خمسون مدرسة في بلاد ما بين النهرين (أحمد أمين، ضحى الإسلام، ج2 ص59-60)، ولعب السريان دوراً بارزاً في بيت الحكمة، ويُلقب حنين بن إسحق بدائرة معارف السريان في القرن الثالث الهجري (مجلة المجمع العلمي العراقي، هيئة اللغة السريانية، مج21 ص139)، ووردت أخبار ديارات وكنائس السريان في كتب الديارات، للحموي، الشابشتي، الأصفهاني، البغدادي، الكلبي، السري الموصلي، الخالديين، الشمشاطي، وفي العصر الحديث، محمد سعيد الطريحي، الديارات والأمكنة النصرانية في الكوفة وضواحيها، وحبيب الزيات، الديارات النصرانية في الإسلام، وغيرهم.

يقول العرب المسلمون: وضع السريان حروف الأبجدية العربية أبجد، هوَّز، وهيلا تبعد فيها العجمة لأنها حروف يقع عليها تعليم الخط بالسرياني (الألوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج1 ص271، والسيوطي، المزهر، ج2 ص298)، والخط العربي قِيس على هجاء السريانية (عبد السلام هارون، نوادر المخطوطات، 1954م، مجموعة 5، ص65)، والقلم الذي كُتب به القران الكريم هو نظير القلم السرياني (ابن النديم، الفهرست، الكلام عن القلم السرياني، ويذكر بكثرة السريان ولغتهم وشخصيات وأطباء سريان)، وأبو الأسود الدؤلي وتلاميذه وضعوا حركات ونقاط الإعجام في المصحف الإسلامي على غرار السريان (مقدمة أبو عمر الداني، المحكم في نقط المصحف، ص28– 29)، وفي الحديث أن الرسول أمر زيد بن ثابت تعلم السريانية قائلاً:‏ أتحسن السريانية؟ فإنه يأتيني كتب بها‏، فتعلَّمتُها في سبعة عشر يوماً، فكنت أقرأ لرسول الله كتبهم إذا كتبوا إليه، وأُجيب إذا كَتَبْ (القلشقندي، صبح الأعشى في صناعة الإنشا، ج1 ص202، وسنن الترمذي، كتاب الاستئذان والآداب، باب ما جاء في تعليم السريانية، ص730)، والعالم السرياني يعقوب الرهَّاوي (+708م) أفتى لرجال الدين السريان أن يعلِّموا أولاد المسلمين بعد أن كانوا مترددين (أحمد أمين، فجر الإسلام، ص132)، وعندما احترقت الكعبة 608م تقريباً،أعاد الوليد بن المغيرة بنائها، فأدخل رجل من قريش عتلة بين حجرين، فوجدوا كتاباً بالسريانية لم يدروا ما هو، فقرأ لهم يهودي: الله ذو بكة خلقتها يوم خلقت السموات والأرض (ابن إسحق، ص153)، وجلبَ عبدالله بن عمرو بن العاص بعيرين محمَّلين بكتب سريانية من معركة اليرموك وكان يقرأ منها (ابن كثير، البداية والنهاية، ج2 ص277، فصل فيما يذكر من صفاته (ع) في الكتب المأثورة عن الأنبياء الأقدمين)، وينقل الطبري عن ابن حميد: استوينا على رأس الجماء جبل بالعقيق إذا قبر عظيم عليه حجران عظيمان فيهما كتاب بالمسند لا أدري ما هو، فعرضته على أهل السريانية، فلم يعرفوه (ج1 ص738–739)، ويقول ابن حزم: إذا تيقنا فالسريانية أصل العربية والعبرانية معاً، وأول من تكلم بالعربية إسمعيل (ع)، والعبرانية لغة إسحق، والسريانية بلا شك لغة نبينا إبراهيم (ص)، وبنقل الاستفاضة الموجبة بصحة العلم فالسريانية أصل لهما (الإحكام في أصول الأحكام، ج1 ص31–32).

في الكافي للكليني 2/124 عن أبي بصير: دخلت على الإمام الكاظم (ع) فقلت: يا أبا محمد إن نوحاً (ع) كان في السفينة فطافت بالبيت وضربت بجؤجؤها الجبل، فقال نوح يا ماري أتقن، وهو بالسريانية يا رب أصلح، وفي الاختصاص للمفيد عن بعض أئمة أهل البيت: كان خمسة أنبياء سريانيون: آدم، شيث، إدريس، نوح، وإبراهيم (ع)، وفي تفسير الطبرسي لسورة البقرة أن جبرائيل وميكائيل اسمان أعجميان عُرِّبا، وقيل جبر بالسريانية، وفي الميزان للطباطبائي، سورة الأنعام: كان إبراهيم (ع) يتكلم السريانية وهى لغة قومه، (أي السريانية قومية أسوةً بحديث الرسول الذي رواه الحافظ عن أبي هريرة وابن عساكر: العربية هي اللسان، ومن تكلم بالعربية فهو عربي، ومسألة كون لغة إبراهيم هي السريانية ترد عند كثير من علماء المسلمين سنة وشيعة، كالطبري، ابن سعد، ابن حزم، وغيرهم).

نتيجة المخالطة اقتبس العرب من السريان ألفاظاً كثيرة، كأسماء شخصيات العهد القديم: إسحق، إسمعيل، إسرئيل، فإسحق صيغة سرياني، لا عبرية (יצחק ي ص ح ق، أو ישחק ي ش ح ق)، وإسمعيل وإسرائيل (ء ش م ع ي ل، أو، ء س ر ي ل، أو، ء س ر ء ي ل) اسمان سريانيان، لا عبرانيان (ישמעאל ي ش م ع ء ل، وישראל ي ش ر ء ل)، وبعض الأسماء بصيغتها اليونانية أُخذت من السريان، لا من اليونان، فنجد ابن هشام ينقل عن ابن اسحق اسم برثلماوس بصيغته ومعناه السرياني، فكتبها (أبن ثلماء)، لأن كلمة بر بالسريانية، تعني، ابن (السيرة النبوية، ص109 و643)، وينقل الطبري وابن حزم والسيوطي وغيرهم الأسماء بصيغتها السريانية مثل فطرس (بطرس)، وأورد السيوطي وغيره عدداً من الكلمات بصيغتها السريانية جاءت في القرآن الكريم مثل: إنجيل، جهنم، طور، فردوس، وغيرها، ويقول جواد علي، إن كل الألفاظ اليونانية دخلت العربية عن طريق السريان، لا عن طريق اليونان، ومن السريان تعلَّمها الجاهليون (المُفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج 8 ص536–537)، والعرب يلفظون الكلمات اليونانية كما يلفظها السريان، فيقولون: فندق، طقس، درهم، إقليم، وليس كما يلفظها اليونان: بندخيون، تكسيس، دراخما، طليما، وحتى اسم اليونان، فالعرب سَمَّوهم يوناناً كما سمعوا اسمهم من السريان، لا هيلس، كما سمعوه من اليونان.

وأُلِّفت كتب آثار آرامية في جزيرة العرب مثل (نقوش تيماء الآرامية) لسلمان عبد الرحمن الديب أستاذ الكتابات العربية القديمة، جامعة الملك سعود، قسم الآثار، وعُثر على مخطوطات سريانية في جزيرة العرب، وتنشر جامعة الملك سعود بحوثاً تاريخية آرامية-سريانية. موفق نيسكو

    

سوريه حلب كازية بارون في الخمسينات
في حلب تسمى محطة الوقود كازية
ذلك نسبة للكاز ( الغازولين ) وهو وقود الطائرات الببورات
عرفت حلب الطائرة قبل أن تعرف السيارة .
شارع بارون هو ذلك الشارع المتعامد مع شارع القوتلي من جهة الشمال ومع جادة الناعورة ( المتحف) من جهة الجنوب .
شارع فخم يمر منه العامة مسرعين الخطا ، لأن فيه محلات مكاتب لاتخص العوام ، من أراد دخول إحدها عليه أن يدفع كثيراً .
قبل فتح هذا الشارع بداية القرن العشرين كان درباً ترابياً يمر منه الناس الزائرين لقبور موتاهم في تربة العبارة أثناء الأعياد ،
هذا الدرب يصل حلب القديمة بتربة العبارة من جهة الغرب ويرسم حدودها .
في الأيام العادية لم يكن يطرقه سوى دراويش الملخانة وهم يقومون بالسياحة بين القبور ،
السياحة ليست حديثة العهد في شارع بارون ، لأن مفهوم السياحة الصوفية أقدم بكثير من السياحة الترفيهية ، حيث يجد الدرويش الراحة والترفيه أثناء تفكيره في العالم الآخر ،
يعتبر القبر بوابة إلى عالم الخلود والتجلي .
نتيجة لذلك كان يسمى شارع بارون في القرن التاسع عشر بدرب الصوفي ، وهو يمتد حتى جبل النهر ( العزيزية ) .
لو عدنا في الزمن إلى عام 1822 عام الزلزال الكبير سنجد أن درب الصوفي يمتد جنوباً حتى خراق الجلوم مخترقاً بساتين باب جنين ، ليصل مابين الجلوم وجبل العزيزية ،
حيث رسمته أقدام أبناء الجلوم الذين غادروها وبنو مساكن جديدة في العزيزية وكان معظمهم من المسيحيين .
في عام 1872 حصل حريق حلب الكبير ، تم فتح جادة الخندق ، قسم المدينة الكبيرة لكي لاتحترق دفعة واحدة ، كذلك لتسهيل دخول صهاريج المياه المحمولة على عربات ( نوع بدائي من الإطفاء) ،
ونقل سكان جادة الخندق والعطوي وبندرة الإسلام وبندرة اليهود إلى الجميلية .
أدى هذا الانتقال إلى رسم شارع القوتلي بأقدام الأهالي ، فتقاطع مع شارع الصوفي ( بارون ) عند تقاطع سينما فؤاد الحالي .
بهذه الطريقة تم رسم هذين الشارعين ، الأول( بارون) نتيجة الزلزال الثاني ( القوتلي ) نتيجة الحريق .
بنيت كازية بارون في الثلاثينات لتؤمن حاجة السوق المتزايدة من المحروقات ، ذلك ضمن وجيبة ملهى اللونابارك الشهير . قامت بالفصل بين هذا الملهى ومابين سينما باتا الصيفية .
ربما أغلب الناس لا تعرف هذه الأسماء ، لأنها انقرضت منذ زمن بعيد .
اللونابارك ملهى صيفي ذو مساحة شاسعة بنيت مكانه أبنية كثيرة ، بقي منه ساحة الكرنك للباصات .
أما سينما باتا فهي نادي الضباط ومطعم حنا كعدة .
بعد انتشار البناء في الأربعينات حشرت كازية بارون بين الأبنية ، ربما مكانها هو الأخطر على الإطلاق في حال نشب حريق لاسمح الله .
في نهاية العهد العثماني كان شارع القوتلي يسمى الجادة العظمى ، بينما شارع بارون يسمى شارع الصوفي .
في زمن الانتداب سمي شارع القوتلي بشارع فرنسا ، بينما سمي شارع بارون بشارع غورو .
بعد الاستقلال أخذ هذين الشارعين أسماءهم الحالية ( بارون ، القوتلي ) لانعتقد أن قوة في الأرض تستطيع تغيير هذين الاسمين .
يبقى شارع بارون شارعاً للنخبة التجارية تشعر حين المرور فيه أنه لاعمل لك فيه وأن حاجزاً يمنعك من الاندماج معه ، ربما هذا الشعور أتى من فندق بارون الذي ينتمي إليه غورو ديغول و أجاتا كريستي جمال باشا مجحم المهيد ، لكننا نحن البسطاء لاننتمي إليه .
منقول بتصرف   Lousin Kerd

تاريخ فيلا روز بحلب في عام 1928 م
تاريخ فيلا روز بحلب
في عام 1928 م بنى هذه الفيلا بالحجارة الحلبية الزهرية اللون المعلم جوزيف نصور
الذي كان يلقب معلم سلطان بناء على طلب تاجر البناء الحلبي المعروف صبحي كبابة
قد سكنها مع زوجته السيدة هيلدا شعراوي ليكون قريب على بناء أخيه التاجر جورج كبابة
الذي اتخذ لنفسه سكناً من البناء الوحيد ضمن الحديقة العامة مازال قائماً حتى وقتنا الحاضر
انتقلت ملكيته من عائلة كبابة لعائلة أدولف رباط .
وقد سكن مع السيد صبحي كبابة أخاه الأب أثناثيوس كبابة
الذي اتخذ من قبة الفيلا صومعة له ليكون بذلك منفصلاً و بعيداً عن باقي أجزاء الفيلا .
خاصة أنه كان المسؤول عن رعية كنيسة الملاك ميخائيل للروم الملكيين الكاثوليك حديثة العهد في منطقة العزيزية نظراً للاقبال الكبير للسكن في منطقة العزيزية من قبل التجار المسيحيين في تلك الفترة .
أقام صبحي كبابة وعائلته فيها حتى عام 1948
ثم اشترى الفيلا السيد جان رباط بن فريدريك و أقام فيها حتى توفي ابنه الوحيد بمرض خبيث
حزن حزناً شديداً و سافر إلى بيروت تاركاً الفيلا و المدينة .
في الستينات جرت محاولات لهدم الفيلا و إقامة بناية مكانها ثارت ثائرة الحلبيين و تدخل بالنهاية محافظ حلب عبد الغني السعداوي لوقف محاولات الهدم
فقام جان رباط باسكان صهره جوزيف حمصي بن سليم فيها .
حتى اشتراها عام 1983 الشريكين محمد عبدو أغا و بيير جروة و لم يقطنا فيها
تم وضع إشارة بناء أثري عليها من وزارة الثقافة و بذلك منعت أية عملية هدم ممكنة .
ثم باعاها لمالكها و ساكنها الحالي السيد عبد العزيز السخني .
الصور بعدسة المهندس: جميل اسطنبولي.

“القصيدة التي منعت من النشر” “مسافرون”
“القصيدة التي منعت من النشر”
“مسافرون”
ألقاها الشاعر الدمشقي نزار قباني في مهرجان المربد الخامس في بغداد عام 1985
وقد أحدثت ضجة كبيرة داخل الأوسط الأدبية لجرأتها في حينها
وتم التعتيم والتشويش عليها و منعت من الصدور على الصحف العراقية وقنوات الإعلام…
كانوا ينتظرون من نزار قصيدة مدح على غرار الشعراء السابقين
فكانت القصيدة عكس ذلك
قصيدة تتكلم عن الواقع المرير الذي مر ويمر بنا
“مسافرون
مسافرون نحن فى سفينة الأحزان
قائدنا مرتزق
وشيخنا قرصان
مواطنون دونما وطن
مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن
مسافرون دون أوراق..وموتى دونما كفن
نحن بغايا العصر
كل حاكم يبيعنا ويقبض الثمن
نحن جوارى القصر
يرسلوننا من حجرة لحجرة
من قبضة لقبضة
من مالك لمالك
ومن وثن إلى وثن
نركض كالكلاب كل ليلة
من عدن لطنجة
ومن طنجة الى عدن
نبحث عن قبيلة تقبلنا
نبحث عن ستارة تسترنا
وعن سكن
وحولنا أولادنا احدودبت ظهورهم وشاخوا
وهم يفتشون في المعاجم القديمة
عن جنة نظيرة
عن كذبة كبيرة… كبيرة
تدعى الوطن
أسماؤنا لا تشبه الأسماء
فلا الذين يشربون النفط يعرفوننا
ولا الذين يشربون الدمع والشقاء
معتقلون داخل النص الذى يكتبه حكامنا
معتقلون داخل الدين كما فسره إمامنا
معتقلون داخل الحزن..وأحلى ما بنا أحزاننا
مراقبون نحن فى المقهى..وفى البيت
وفى أرحام أمهاتنا
لساننا..مقطوع
ورأسنا..مقطوع
وخبزنا مبلل بالخوف والدموع
إذا تظلمنا إلى حامى الحمى قيل لنا: ممنـــوع
وإذا تضرعنا إلى رب السما قيل لنا: ممنوع
وإن هتفنا..يا رسول الله كن فى عوننا
يعطوننا تأشيرة من غير ما رجوع
وإن طلبنا قلماً لنكتب القصيدة الأخيرة
أو نكتب الوصية الأخيرة قبيل أن نموت شنقاً
غيروا الموضوع
يا وطنى المصلوب فوق حائط الكراهية
يا كرة النار التى تسير نحو الهاوية
لا أحد من مضر..أو من بنى ثقيف
أعطى لهذا الوطن الغارق بالنزيف
زجاجة من دمه و بوله الشريف
لا أحد على امتداد هذه العباءة المرقعة
أهداك يوماً معطفاً أو قبعة
يا وطنى المكسور مثل عشبة الخريف
مقتلعون نحن كالأشجار من مكاننا
مهجرون من أمانينا وذكرياتنا
عيوننا تخاف من أصواتنا
حكامنا آلهة يجرى الدم الأزرق فى عروقهم
ونحن نسل الجارية
لا سادة الحجاز يعرفوننا..ولا رعاع البادية
ولا أبو الطيب يستضيفنا..ولا أبو العتاهية
إذا مضى طاغية
سلمنا لطاغية
مهاجرون نحن من مرافئ التعب
لا أحد يريدنا
من بحر بيروت إلى بحر العرب
لا الفاطميون..ولا القرامطة
ولا المماليك…ولا البرامكة
ولا الشياطين..ولا الملائكة
لا أحد يريدنا
لا أحد يقرؤنا
فى مدن الملح التى تذبح فى العام ملايين الكتب
لا أحد يقرؤنا
فى مدن صارت بها مباحث الدولة عرّاب الأدب
مسافرون نحن فى سفينة الأحزان
قائدنا مرتزق
وشيخنا قرصان
مكومون داخل الأقفاص كالجرذان
لا مرفأ يقبلنا
لا حانة تقبلنا
كل الجوازات التى نحملها
أصدرها الشيطان
كل الكتابات التى نكتبها
لا تعجب السلطان
مسافرون خارج الزمان والمكان
مسافرون ضيعوا نقودهم.. وضيعوا متاعهم
ضيعوا أبناءهم.. وضيعوا أسماءهم.. وضيعوا إنتماءهم..
وضيعوا الإحساس بالأمان
فلا بنو ( … ) يعرفوننا.. ولا بنو قحطان
ولا بنو ربيعة.. ولا بنو شيبان
ولا بنو ‘لينين’ يعرفوننا.. ولا بنو ‘ريجان’
يا وطنى.. كل العصافير لها منازل
إلا العصافير التى تحترف الحرية
فهى تموت خارج الأوطان”
حلب تاريخ «شارع التلل» ..

حلب تاريخ «شارع التلل» ..

أحد أهم معالم مدينة حلب السورية :
يطلق عليه لقب «الشارع الأنيق» ، يصفه البعض مع سوقه بـ«شارع العائلة» ، حيث ما فتئ منذ تأسيسه في آواخر القرن التاسع عشر يستقطب عائلات المدينة بمختلف شرائحها ،
هذا الشارع ، الذي اشتهرت دكاكينه بتخصصها في بيع الألبسة لمختلف أفراد العائلة ،
يروي فعلياً حكاية حلب في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين المنصرم ، يقدم بانوراما تراثية لحياة حلب وسكانها .
منذ تأسيسه كان المنافس الأقوى لأسواقها القديمة المسقوفة الشهيرة التي يبلغ مجموع أطوالها 13 كلم . لذلك جاء «التلل» بشارعه الطويل ، الذي يتجاوز الستمائة متر ، من الجنوب إلى الشمال ، وبمحلاته التي يصل عددها إلى 365 دكاناً ليشكل نهاية «المدينة القديمة» ، والحد الفاصل بين حاراتها أسواقها قلعتها خاناتها وبين «المدينة الحديثة» التي تنطلق من شارع العزيزية نحو الأسواق والحارات الجديدة التي أسست في منتصف القرن الماضي .
سبب تسمية الشارع والسوق بـ«التلل» ، «من المعروف أن المنطقة حيث يقوم الشارع ، والتي تسمى (العبارة) موجودة في واد بمنطقة منخفضة جداً ، فأنجز الشارع في عدد من التلال المشرفة على الوادي
لذا كانت تسميته بـ(التلل) … أي التلال» .Lousin Kerdo