الرهبان من ابناء برطلي السريانية

الرهبان
الرهبان من ابناء برطلي السريانية الذين خدموا ويخدمون مذابح الرب عبر تاريخ برطلي الخالد
١- الراهب متي اسحق بن حنو بن ابراهيم ال نيسان باهو خضر الملقب ( متي قروطا )
مواليد ١٨٨٥ وتوفي سنة ١٩١٨
له عدة مخطوطات باللغة السريانية .
كان له كتاب في السحر ومعرفة وكان السبب في تركه دير الزعفران والخروج من سلك الرهبنة والعودة الى ذويه في برطلي
٢- الراهب اسحق جيوا : ١٨٨٥ – ١٩٥٩
هو اسحق بن صليوا المعروف ب( جيوا)
ترهب سنة ١٩١٢ ورسم كاهناً سنة ١٩١٦ المطران قورلس الياس الثاني متي قدسو ، ترأس دير مارمتى سنة ١٩٢٩ فدبر شؤونه حتى عام ١٩٣٥ .
كان خطاطاً بارعاً وراهبا هماماً نشطاً نسخ مجموعة من الكتب السريانية بخطه الجميل .
نقل جثمانه الى دير مار متى ودفن في مقبرة الرهبان ..
٣- الراهب القس يوسف دلكتا مواليد ١٨٩٢م / ١٩١٦ – ١٩٤٨ خدم في دير مار بهنام وبرطلي
٤- الراهب حنا زورا الملقب نوحا مواليد ١٩٠٥م / خدم في دير مار بهنام وانتقل الى الاخدار السماوية في ١٩٣٢ م ودفن في كنيسة ماركوركيس القديمة في برطلي …..
٥- الراهب نوح شابا ال شمسوكي : ١٩١٤- ١٩٩٨ م
ترهب في دير مارمتى سنة ١٩٣٢ ، اتشح بالاسكيم الرهباني في ١٥ آب ١٩٣٥ ، رسم كاهناً سنة ١٩٥٠ . خدم في كركوك وحماه ورأس العين الى سنة ١٩٥٤ .عين نائبا بطريركياً في القاهرة من سنة ١٩٥٣ الى سنة ١٩٧٠ .عاد الى رأس العين سنة ١٩٧٥ ، رجل ادارة وعمران
دفن امام مذبح كنيسة رأس العين ويتبارك المؤمنون بمعجزات يظهرها الرب على قبره بحسب ماروى لي مجموعة من اعضاء المجلس الكنسي وشهود عيان حين زيارتي الى رأس العين عام ٢٠٠٨ حيث سمعت لمعجزات كانت تحصل في حياته وعلى قبره …..
٦- الراهب باسم إسحق يعقوب اسحق الوكيل.
– عضو في رهبنة “الروكازيونيست لقلب يسوع” بدرجة “أخ راهب” بنذور رهبانية دائمية.
– مواليد ١٩٦٤ ..اكمل دراسته الجامعيةسنة ١٩٨٦ حاصلا على شهادة بكلوريوس هندسة مدني من جامعة الموصل
ولايزال يعمل بجد ونشاط وفرح بمسؤوليّة الإرشاد الروحي لأخوّة مار كوركيس التابعة لجماعة المحبة والفرح في برطلّة.
٧- الراهب بشار الشمني :
هو بشار اسحق متي يوسف اسحق ال شمني مواليد برطلي ١٩٨٤ . انهى دراسته الجامعية حاصلا على شهادة البكالوريوس هندسة تقنية من جامعة الموصل ٢٠٠٦ . دخل المعهد الكهنوتي في دير مارمتى ٢٠٠٧ وتخرج عام ٢٠١١ .
توشح بالاسكيم الرهباني عام ٢٠١١ في دير مار متى .
وفي عام ٢٠١٢ تم رسامته كاهنا على يد المثلث الرحمات مار اغناطيوس زكا الاول عيواص ليذكرنا بصلواته .ثم اوفده قداسته الى ولاية تكساس .
وهناك قلده راعي ابرشية غرب الولايات المتحدة الأمريكية المطران اقليميس اوكين قبلان الصليب المقدس …..
٨- الراهب يعقوب ابراهيم دانيال
ولد في بغداد ١٩٧٨. والديه ابراهيم دانيال يونو بهنام آل ماربينا وصبيحة قرياقوس حنو ال شدة .
اكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والتحق بمعهد مار متى اللاهوتي البطريركي في دير مارمتى عام ٢٠٠٧ . توشح بالاسكيم الرهباني عام ٢٠١١ . رسم كاهنا عام ٢٠١٢ بوضع يد نيافة الحبر الجليل مار طيمثاوس موسى الشماني .
وهو حاليا يخدم في استراليا
٩- الربان توما متي حنا ال ايليا
مواليد برطلي ١٩٨٣ .والدته شموني توما يوسف اكمل دراسته الابتدائية والثانوية في مدارس بلدته برطلي
تخرج من المعهد الاداري / جامعة الموصل التحق بالمعهد الكهنوتي اللاهوتي في دير مار متى عام ٢٠٠٧ . توشح بالاسكيم الرهباني سنة ٢٠١١ .
وفي عام ٢٠١٢ رسم كاهنا على يد المطران موسى الشماني وبمشاركة المطارنة الاجلاء. تقلد الصليب المقدس ٩/ ١١/ ٢٠١٨ . وهو حاليا احد رهبان دير مار متى …..
١٠- الراهب بطرس كوركيس داود ال بتي
ولد في برطلي ١٩٧٨ .
تخرج من كلية الحدباء قسم الترجمة .
التحق بالدير الكهنوتي في دير مارمتى عام ٢٠٠٧ .
رقي الى رتبة الكهنوت سنة ٢٠١٦ في دير مار متى بوضع يد المطران موسى الشماني وبحضور عدد من المطارنة الاجلاء والكهنة والشمامسة وجمع غفير .
يخدم الآن في كنيسة مار يعقوب في قرية المغارة التابعة لابرشية دير مار متى …
١١- الراهبة تقلا حنا شابا ال جليلة
هي جليلة بنت حنا شابا ووالدتها سارة كوركيس مواليد برطلي ١٩٦٢ ..
تخرجت من كلية الادارة والاقتصاد / قسم الاحصاء جامعة الموصل ١٩٨٦ .
التحقت بسلك الرهبنة عام ١٩٩٤ ورسمت بوضع يد المثلث الرحمات مار اغناطيوس زكا الاول عيواص عام ١٩٩٥ .
اوفدها البطريرك زكا الى اليونان لاكمال دراستها في جامعة ارسطو طاليس في تسالونيكي / قسم اللاهوت الرعوي وتخرجت عام ٢٠٠٠ ..
عام ٢٠٠٩ استلمت ادارة ميتم العطشانة
٢٠١٠ اوفدها البطريرك لاستلام مسؤولية الطالبات الجامعيات في حلب .
حاليا في لبنان ….
١٢- الراهبة طابيثا فائزة شابا بهنام باسا دكتوراه علم النفس جامعة بغداد في السويد حاليا
١٣- الراهبة لينا كوركيس ال كجو حاليا في عمان
١٤- الراهبة ماسير (بربارة )اسمها هيلاني حنا ابراهيم ال للو
١٥- الراهبة ماسير برجيثا شمعون كجو
١٦- الراهبة ماسير بربارة بزو
١٧- الراهبة ماسير يازدان شريني متي بطرس بزو
١٨- الراهبة ماسير بتول اسطيفان اسحق ال بزو
١٩- الراهبة ماسير فيديل امينة بهنام متي بزو
٢٠- الراهبة ماسير سعدة بحو رفو القس متي
٢١- الراهبة ماسير ماري نيقولا ال بنوشا
٢٢- الراهبة ماسير سانتيلين
المصادر :
١- كتاب بلدتي برطلي آباؤها واكليروسها بالبحر السروجي بقلم الشماس الانجيلي بهنام دانيال حسقيال البرطلي
٢- تاريخ ابرشية الموصل للسريان الكاثوليك للاب سهيل قاشا
الشماس : ابلحد حنا بهنام شماس ساكا البرطلي
الاربعاء ١٢ يناير كانون الثاني ٢٠٢٢

القديس سمعان العمودي

Syria’s Expat Artifacts – الأثار السورية في المهجر
21 أغسطس 2021 ·
#الآثار_السورية_في_المهجر
إيقونة القديس سمعان العمودي
التأريخ : القرن السادس للميلاد
مكان النقب : صندوق ذخائر القديسين : كنيسة معرة النعمان
المالك الحالي : متحف اللوفر – باريس
الأبعاد : 26.9 (ارتفاع) – 25.5 (عرض)


تحمل الإيقونة وبحسب سجلات المتحف نقش يوناني ترجمته : مع الشكر للرب وللقديس سمعان، أهب (أُعطي) ..
سمعان العامودي (389-459): قديس وناسك سوري (سرياني( ولد في قرية سيسان بين سورية وقيليقية في الربع الأخير من القرن الرابع للميلاد. اتبع القديس سمعان منهج الـتأمل والزهد منذ صغره حتى بلغ عموداً في منطقة مايغرف اليوم بجبل سمعان اختاره ليقضي عليه باقي حياته بالصلاة والوعظ. بلغ طول العمود حوالي 15 متراً. وصفه تيودوريطس أسقف قورش في كتاب يتحدث فيه عن نساك سوريا، ونسب إليه الكثير من المعجزات، منها أنه كان يقضي الصوم الأربعيني منتصباً على قمة العمود ليلاً ونهاراً دون طعام أو شراب، ويقال أنه توفي بهذه الهيئة.
بلغ القديس سمعان شهرة عظيمة فخلال حياته كانت تصله مواكب المؤمنين من كافة أصقاع بيزنطة ومن أوربا المسيحية (لاحظ/ي الروابط في التعليقات) أيصاً وبعد وفاته أمر الإمبراطور الروماني في نفس المكان كاتدرائية ضخمة بشكل صليب جعل عمود تنسك القديس سمعان في مركزها. أصر بطريرك أنطاكية على نقل جثمان سمعان إلى أنطاكية بأمر من الإمبراطور ليون، ولكن الأهالي رفضوا، مما اضطر الإمبراطور البيزنطي لإرسال 600 جندي للقضاء على مقاومتهم، ولينقل الجثمان إلى كنيسة القديس قسطنطين في أنطاكية. نقل الرفات لاحقاً إلى القسطنطينية ودفن في كنيسة آياصوفيا.
#مشروع_المتحف_السوري_الإفتراضي
#مبادرة_ميراث_التراث_الثقافي_السوري

صور أكتشاف كنيسة آرامية سريانية ومدينة تحت الارض بتركيا تعود لأكثر من 1500 عاماً

صور أكتشاف كنيسة آرامية سريانية ومدينة تحت الارض في تركيا تتسع لعشرين الف انسان تعود لأكثر من 1500 عاماً
واحدة من أعظم المدن التي صُممت في التاريخ، تصل سعتها إلى 50 ألف ساكن ويُقال إنه عاش فيها 20 ألف بالفعل
وهي مصممة بعبقرية شديدة جعلتها أكثر المدن تعقيدًا في التصميم، حيث تحتوي على كل شيء تحتويه أي مدينة أخرى، من ممرات وقنوات للمياه وآبار ومنازل بداخلها أثاثها ومدارس ومقابر وكنيسة، ولكن كل ذلك تحت الأرض.
مدينة “ديرينكويو” الموجودة بالقرب من منطقة “كابادوكيا” السياحية الشهيرة في تركيا في مدينة “نيو شهير” بمركز الأناضول، أول مدينة لها تصميم داخلي معقد يسع 20 ألف شخص تحت الأرض
حيث يُقال إن لها عمقًا تحت الأرض يصل إلى 85 مترًا إلا أن ما اكتُشف منها فقط يُقارب الـ50 مترًا وذلك منذ اكتشاف المدينة الأثرية عام 1963.
تتكون مدينة “ديرينكويو” من طبقات أو مستويات تحت الأرض، بلغ عدد المستويات التي اكتشفت نحو 18 طابقًا، إلا أنه من المتوقع أن بها مزيدًا من المستويات لم تُكتشف بعد، حيث وُصف تصميم تلك المدينة بالمعجزة الحضارية التي لا تقل أهمية عن تصميم الأهرامات في الحضارة الفرعونية في مصر.
ما جعل المؤرخين يصفون المدينة بالمعجزة الحضارية أن الممرات التي حُفرت في عمق الأرض لم تتعرض للانسداد ولا للهدم، فرغم مرور آلاف السنوات على وجودها تحت الأرض، فإنها ما زالت تحتفظ بالمنازل والمطابخ والكنائس كما هي محفوظة داخل الممرات والقنوات كما كانت وقتما عاش فيها سكانها.
تحتوي المنطقة على عدة مدن تحت الأرض تكون مدينة “ديرينكويو” أعمقها، ومعناها في العربية “الفتحة العميقة”

متى
10 اختراعات من بلاد ما بين النهرين

10 اختراعات من بلاد ما بين النهرين
Matta Georges
10. الطوب
كان سكان بلاد ما بين النهرين أول من أنتجوا الطوب بكميات كبيرة، مما سمح لهم ببناء أعظم حضارة شهدها العالم حتى الآن.
وتعود أقدم الأمثلة على هذا الاختراع في بلاد ما بين النهرين إلى الألفية السابعة قبل الميلاد، عندما شكَّل سكان ما يُعرف الآن بشمال العراق مستوطنات بها مبانٍ مبنية من كتل من الطين، شُكلت يدوياً وجُففت في الشمس.
9. المدن
مع كل هذه الأحجار، كانت إمكانات البناء في بلاد ما بين النهرين عملياً لا نهاية لها، وقد طبقوها على نطاق لم يسبقه مثيل من قبل.
قد تبدو المدن الآن كأنها جزء طبيعي وواسع الانتشار من حياة الإنسان، لكنها لم تظهر إلى الوجود إلا عندما أجبرت التحولات الطبيعية الشعوب البدوية والشعوب مختلفة الأصول على الاختلاط معاً في مجموعات أكبر.
من هذه الضرورة وُلدت ليس فقط المستوطنات نفسها ولكن أيضاً العديد من زخارف الحياة الحضرية التي لا تزال قائمة حتى اليوم.
هذه المجموعات الأكبر التي استقرت معاً نظمت تدريجياً الحكومات، وسنت القوانين، وبدأت في تشكيل التسلسل الهرمي الاجتماعي.
وأصبحت المدن نفسها أكثر من مجرد مجموعات من المنازل، فقد بُنيت المعابد والحدائق العامة والأماكن التجارية والمراكز الإدارية، مع استخدام الأراضي المحيطة بشكل أساسي في الزراعة لتزويد السكان بالطعام.
وكانت أعظم مدينة في بلاد ما بين النهرين بلا شك، مدينة بابل، التي يعود تاريخها إلى نحو عام 1800 قبل الميلاد، وبعد فترة وجيزة وسَّعت حدودها لتصبح دولة مدنية قوية للغاية.
وقد اشتهرت بحدائقها المعلَّقة، التي بناها نبوخذ نصر الثاني لزوجته، والتي كانت واحدة من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم.
8. الجعة ( البيرة)
من السجلات المكتوبة، نعلم أن مدن بلاد ما بين النهرين كانت موطناً للنُّزل والخمارات والحانات، حيث اجتمع المسافرون والمقيمون بالمدينة معاً للتواصل الاجتماعي وتناول الطعام والشراب.
وكانت هذه المشروبات هي الجعة، التي كانت متوافرة بشكل متنوع، فكان منها الذهبي والداكن والأحمر والمصفى.
وصنع هذا الاختراع في بلاد ما بين النهرين بقاعدة الشعير المخمر نفسها، مع تعديل المذاق بإضافة القمح المر، أو شراب التمر، أو عدد من النكهات الأخرى.
في الواقع، يأتي أقدم دليل على الجعة من قرص حجري قادم من بلاد ما بين النهرين عمره 6 آلاف عام، والذي يُظهر المحتفلين يشربون من وعاء كبير من خلال قشة شرب طويلة.
7. الألعاب اللوحية
لعبة أور الملكية/ المتحف البريطاني
ابتكر سكان بلاد ما بين النهرين عدداً من الأنشطة الترفيهية الجديدة، من ضمنها ألعاب الشرب والعروض الموسيقية والراقصة والألعاب اللوحية. وعُثر على دليل على هذا الأخير في عشرينيات القرن الماضي، عندما اكتشف عالم آثار بريطاني يدعى السير ليونارد وولي، العديد من الأمثلة المحفوظة جيداً للعبة لوحية قديمة في بعض مقابر بلاد ما بين النهرين.
صُنعت لعبة أور الملكية في منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد، وتعتبر أول لعبة لوحية استراتيجية في العالم. وكان يلعبها لاعبان يتسابقان لإيصال عملتهما الرمزية الخاصة بهما إلى نهاية الدورة، وهما يحركانها في كل مرة يرميان فيها النرد ويحاولان التقاط عملة بعضهما البعض عن طريق الهبوط على المربع نفسه.
6. الإبحار بالشراع
شكلت المراكب البدائية والسفن العائمة وسائل أساسية للنقل والسفر طالما كان البشر يتحركون حول العالم، لكن بلاد ما بين النهرين هي التي أحدثت ثورة في السفر المائي من خلال اختراع الأشرعة.
وكانت أهمية نهري دجلة والفرات تعني أن من مصلحة بلاد ما بين النهرين إيجاد طريقة للتنقل فيها بسرعة وكفاءة.
في حين كانت الهياكل لا تزال مصنوعة من الخشب وتُشيَّد في تصميم مماثل للقوارب بالماضي، كانت سفن بلاد ما بين النهرين تحتوي على إضافة لا مثيل لها من الأشرعة، وهي مربعات كبيرة من القماش كانت تصدُّ الرياح وتدفع السفينة إلى الأمام.
إضافة إلى تسهيل التجارة من خلال السماح بنقل البضائع الثقيلة، مكنت المراكب الشراعية أيضاً بلاد ما بين النهرين من تطوير ممارسات صيدٍ أكثر تعقيداً.
وإلى جانب الفرص التجارية المتزايدة، أدى ذلك إلى ازدهار وتحسين نوعية حياة أولئك الذين يعيشون في بلاد ما بين النهرين القديمة. وكانت المراكب الشراعية مهمة جداً للثقافة لدرجة أنها أعطيت إلهها الخاص، وهو شمش.
5. رسم الخرائط
مع تنامي قوة المجتمعات الفردية أكثر من أي وقت مضى، وسفر الناس إلى أبعد ما يمكن، بدأ سكان بلاد ما بين النهرين في النظر إلى العالم ككل ومكانهم فيه.
ونتج عن هذه التأملات أول خريطة للعالم تعود إلى القرن السادس قبل الميلاد وتُظهر العالم كقرص ثنائي الأبعاد محاط بحلقة من الماء.
وحُدد عليها العديد من المدن والمناطق الجغرافية، وضمنها بابل وآشور، وكذلك العديد من الجبال ونهر الفرات العظيم، الذي اكتُشف اللوح بجانبه بعد ألفي سنة ونصف.
4. الزمن
بعد أن اكتشفوا كيفية التقاط مفهوم الفضاء ونقله فيما بينهم، انتقل سكان بلاد ما بين النهرين إلى الزمن.
طوَّروا النظام الستيني الذي تُقسم بواسطته الوحدات الزمنية إلى 60 جزءاً وعواملها، والتي أعطتنا في النهاية الدقيقة 60 ثانية والساعة 60 دقيقة.
ومن بلاد ما بين النهرين أيضاً ورثنا 24 ساعة في اليوم و12 برجاً، والتي تتوافق مع الأشهر القمرية. ولجعلها تتناسب مع عدد الأيام في السنة الشمسية، لم يضف سكان بلاد ما بين النهرين أياماً كبيسة بل شهوراً كبيسة!
3. الكتابة والأدب
يمكن القول إن اختراع بلاد ما بين النهرين الأكثر أهمية في التاريخ كان تقديم وتطوير الكلمة المكتوبة، التي تعود أصولها إلى النصف الأخير من الألفية الرابعة قبل الميلاد.
فقد اخترع السومريون الكتابة المسمارية، التي يشير اسمها إلى الأدوات المستخدمة لكتابة الحروف على سطح الكتابة. وفي البداية بدأت هذه الكتابة كنظام تصوير، حيث يمثل كل رمز شيئاً معيناً أو شخصاً أو فعلاً أو فكرة، لكنه تطور لاحقاً إلى مزيج من الرموز الأبجدية والمقطعية والتصويرية.
ويُعتقد أن الكتابة المسمارية قد أثرت لاحقاً على الكتابة الهيروغليفية المصرية.
وقد كشفت الحفريات الحديثة عن أكثر من مليون لوح مسماري، معظمها أكبر حجماً بقليل من جهاز iPhone، ولم يُقرأ أو يُترجم أو يُعرض سوى جزء صغير منهم.
وتعد ملحمة غلغامش أشهر النصوص المسمارية والتي دُرست على نطاق واسع، وهي قصيدة عظيمة تعتبر بشكل عام، أقدم أعمال الأدب الباقية.
2. الإدارة والمحاسبة
لم تُصمم الكتابة المسمارية بقصد مباشر لإنتاج بعض أعظم القِطع الأدبية في العالم. عكس ذلك، كانت القوة الدافعة وراء اختراع الكلمة المكتوبة هي الحاجة إلى الاحتفاظ بسجلات دقيقة لمبيعات الأغنام.
مع تزايد فرص السفر وتوسع التجارة في وقت لاحق، احتاج التجار والمزارعون طريقةً أكثر موثوقية لتتبُّع منتجاتهم. وباستخدام قلم على شكل إسفين ولوح مصنوع من الطين أو الحجر أو المعدن أو الشمع، كان التجار الأوائل يدوّنون منتجاتهم ومبيعاتهم، مع سرد ما تم بيعه والكمية والتاريخ والمشتري.
1. العجلة ( الدولاب)
الشيء الأكثر إثارة للدهشة في اختراعات بلاد ما بين النهرين، وهو العجلة، إذ صُممت في البداية لتكون أفقية.
فبدلاً من وضعها بشكل قائم أسفل عربة أو مركبة، وُضعت العجلة الأولى بالفعل على جانبها واستُخدمت لمساعدة الحرفيين على تشكيل الفخار.
وترجع أصول عجلة الفخار إلى الوقت نفسه الذي نشأت فيه الكتابة المسمارية، في النصف الأخير من الألفية الرابعة، مما يثبت أن هذه كانت فترة من الإبداع الهائل في الفكر والتصميم البشري.
لا بد أن تكون إمكانات العجلة قد ظهرت لسكان بلاد ما بين النهرين على الفور تقريباً، فسرعان ما اخترعوا أولى المركبات ذات العجلات على شكل عربات خشبية بدائية. وكانت العجلات أيضاً مصنوعة من الخشب، لكنها تطورت تدريجياً لتصبح أكثر كفاءة.
في النهاية، صنعوا أيضاً المحور، الذي وفَّر قدراً كبيراً من الوقت والطاقة، من خلال تدوير كلتا العجلتين في وقت واحد.
ومن عربات بسيطة، تمكن سكان بلاد ما بين النهرين من صنع مركبات، مما جعلهم قوة هائلة في النزاعات العسكرية. وهناك العشرات من الاختراعات الأخرى مثل المحراث وحجر السنج وهو حجر بركاني كان يستخدم بصناعة الحلي والمجوهرات .

الآراميون شعب أستقر في سورية ومنطقة الجزيرة السورية

الآراميون شعب أستقر في سورية ومنطقة الجزيرة السورية و ربما في شمالي شبه الجزيرة العربية, وله لغته الخاصة وهي اللغة الآرمية بلهجات متعددة. وقد استطاعت هذه المجموعات الآرامية ما بين القرنين الثاني عشر والثامن قبل الميلاد أن تسيطر على بلاد واسعة في الجزيرة السورية أو جزيرة الرافدين بين دجلة والفرات, وأن تؤسس مجموعات زراعية مستقرة ودولاً وممالك وأسر حاكمة في سورية . وقد أُطلق اسم الآراميين على البلاد التي سكنوها فدُعيت باسم بلاد آرام قروناً عدة قبل أن تعرف منذ العصرالهلنستي السلوقي باسم سورية في (القرن الرابع قبل الميلاد).

فهرست
1 تاريخ
2 مملكة آرام دمشق
3 امتداد النفوذ الآرامي
4 اللغة الآرامية
5 الأدب الآرامي
6 نقوش غوزانا وتل الفخارية و سمآل
6.1 نص دير علا
6.2 نصوص فيلة
6.3 نقش بهيستون
6.4 نصوص قمران
7 الحضارة الآرامية
7.1 الدين
8 الفنون الآرامية
9 الصناعة والتجارة في العصر الآرامي
10 المصادر

تاريخ
ما يزال التاريخ الآرامي الباكر غامضاً لقلة الوثائق والمصادر المعاصرة. ويختلط ذكر الآراميين في المراحل الأولى من تاريخهم (أواخر الألف الثاني ق.م) بتاريخ الأقوام التي سبقتهم إِلى استيطان المشرق العربي القديم, ولاسيما الأموريين الذين استقروا في حوض الفرات وفي المناطق الواقعة إِلى غربيه, وقد حلّ الآراميون بينهم واختلطوا بهم.

ويعد الآراميون من الشعوب القديمة التي عاشت حياة بدوية زمناً طويلاً. ويبدو أنهم تجولوا قروناً في البوادي الغربية الشمالية إِلى أن استقروا في المناطق الواقعة بين تدمر وجبل البشري قبل أن يتبسطوا, في أواخر الألف الثاني ق.م, في أنحاء «الهلال الخصيب» شرقي الفرات وغربه, وذلك بعد انهيار التوازن في بلاد المشرق القديم بتزايد حدة غارات شعوب البحر وتحركاتهم, وحدوث فراغ جيوسياسي في المنطقة بسبب انهيار الامبراطورية الحثية في الأناضول وسورية الشمالية, وانحسار النفوذ المصري عن بلاد كنعان في سورية وفلسطين وضعف بابل الكاشية. ويرتبط اسم الآراميين في هذا العصر المبكر بجماعات من البدو الرحل كان يُطلق عليهم اسم «الأخلامو» الذين ينتمي إِليهم «الحانيون» و«السوتو» من قبائل مناطق الفرات الأوسط. ويمكن تتبع تحركات هذه القبائل منذ القرن الرابع عشر ق.م من المصادر الحثية (حوليات حاتوشيلي الثالث) والآشورية (حوليات الملك أددنيراري الأول 1307-1275 ق.م), ومن الوثائق المعروفة برسائل تل العمارنة (أخيت – أتون) التي عثر عليها في مصر, وهي رسائل مكتوبة بالأكدية البابلية وبخط مسماري تبادلها بعض أمراء سورية وفلسطين وغيرهما من بلاد المشرق القديم, والفراعنة المصريين من الأسرة الثامنة عشرة (القرن 14ق.م). وقد ورد ذكر الأخلامو الآراميين في بعض رسائل تل العمارنة من عهد أَخناتون (نحو 1375ق.م) عندما كانوا يتجولون على ضفاف الفرات. وبعد أن تمكن هؤلاء من الاستيطان والاستقرار على ضفاف نهر الخابور وعند مجرى الفرات الأوسط في المنطقة التي عرفت باسم «آرام النهرين» بدؤوا يؤسسون إِمارات ودويلات سرعان ما تصدى لها الملوك الآشوريون.[1]

ذكر الآراميون لأول مرة في وثائق الملك الآشوري تكلات بلاصّر الأول (1116-1076ق.م) للدلالة على قوم من البدو الأعراب وعلى منازلهم من دون أن يقرن اسمهم بالأخلامو. ويتباهى هذا الملك بأنه شن عليهم وعلى الأخلامو أيضاً ثمانية وعشرين حملة على جبهة امتدت من جبل باسار (البشري) وتدمر إِلى عانة ورابيقو على ضفاف الفرات. وفي نهاية القرن الحادي عشر ق.م أسس الآراميون مملكة «بيت عديني» على ضفتي الفرات في المنطقة الواقعة جنوبي كركميش (جرابلس) وأسسوا في وادي الخابور إِمارات لاقي وبيت بخياني (تل حلف), وبيت خالوب واستقرت قبيلة «تمناي» في نصيبينا (نصيبين), وحزيرانا وحيدادا جنوب غربي ماردين في الجزيرة العليا. أما الحد الأقصى للتوسع الآرامي في الشمال فهو «صورو» (أي الجبل), والمقصود هنا هضاب طور عابدين. أمّا في غربي الفرات, فقد تبسط الآراميون بالتدريج غرباً حتى جبال الأمانوس واستوطنوا في سمأل (زنجرلي في تركية). وكثر عددهم حول «أرفاد» قرب «أعزاز» حيث تأسست مملكة بيت أجوشي التي امتدت على منطقة حلب كلّها. كما انتشروا في حوض العاصي, وصارت حماة في أيدي حكام آراميين. ويلفت النظر أن الاستيطان الآرامي كان يزداد كثافة باتجاه الجنوب. ففي سهول البقاع وعلى سفوح جبال لبنان الشرقية قامت «مملكة صوبة» التي ضمّت أراضي البقاع الجنوبي وجزءاً من وادي بردى وعنجر (عين جر), ويمكن أن تكون قد أقامت اتحاداً مع مملكة «بيت رحوب» على نهر الليطاني، و «بيت معكة» على سفوح حرمون, و«جشور» شرق بحيرة طبريا ومملكة دمشق في حوضي بردى والأعوج وسفوح قاسيون والغوطة.

وعند منعطف الألف الثاني إِلى الألف الأول ق.م انتقل مركز الثقل إِلى دمشق التي أضحت أهم موقع سياسي في سورية, وعلى هذا النحو تمكن الآراميون من الاستقرار في كل أنحاء الجزيرة وأرض النهرين وسورية.

وفي نحو 1030 ق.م تصدى تحالف من هذه الدول الآرامية بقيادة هدد عزر ملك صوبة مع العمونيين في شرق الأردن والأدوميين في منطقة البحر الميت والنقب ومع آراميي بلاد آرام النهرين لتحالف قبلي تتحدث عنه المصادر الإِخبارية التوراتية وحدها تألف من بني إِسرائيل ويهوذا في أرض كنعان (بلاد فلسطين القديمة) بقيادة الملك داود (مطلع القرن العاشر ق.م). وتروي هذه المصادر نفسها أخباراً عن انتصارات ملحمية على شعوب المنطقة المحيطة ببلاد كنعان ودولها وممالكها, ولكن لم يعثر على ما يؤيد هذه الأخبار في مصادر أخرى, وهذا ما يثير الشكوك في دقتها ومبلغ صحتها. أما سليمان ابن داود (973-936ق.م) فقد أعلن امتداد دائرة نفوذه إِلى كل هذه المناطق الآرامية ما عدا بيت عديني على الفرات, بعد مقاومة عنيفة من الممالك الآرامية المتحالفة: صوبة (في البقاع) وحماة ودمشق. لكن مملكة آرام دمشق بزعامة رصين الأول (نحو 950 ق.م.) هي التي استطاعت أن تنهض بسرعة وأن تؤلف تحالفاً تصدّى لمطامع مملكة إِسرائيل التي انقسمت على نفسها لأسباب قبلية ـ اجتماعية ـ دينية بعد موت الملك سليمان. ولا توجد مصادر تاريخية مقابلة لهذه المرويات الإِخبارية في أسفار العهد القديم.

أما خلفاء رصين فقد دعي كل منهم بلقب برهدد (أي ابن هدد). ويرد ذكر الملك الآرامي في الوثائق الآشورية باسم أدد ـ إِدري (هدد عزر). وقد تصدى هؤلاء الملوك لمطامع ملوك آشور التوسعية ولغارات ملوك إِسرائيل من بيت عمري التي تتحدث عنها أسفار التوراة, ولاسيما في أيام الملك آخاب بن عمري (875-852ق.م). واضطر آخاب إِلى الانسحاب والتراجع من بعض المواقع في حوض الأردن عندما بدأ الآشوريون يتوسعون غربي الفرات منذ أيام آشور ناصر بال الثاني (884-859ق.م) ثم في زمن ابنه شلما نصر الثالث الذي نجح في ضم مملكة بيت عديني الآرامية على الفرات (856ق.م) إِلى مملكته, وتقدم بعدئذ غرباً إِلى حوض نهر العاصي ليواجه عند قرقر شمال حماة تحالفاً كبيراً بزعامة برهدد ملك آرام دمشق ضمّ اثني عشر ملكاً وأميراً في سورية وفلسطين الساحلية والداخلية وذلك سنة 853ق.م. واستطاع الجيش الآرامي الذي قيل إِن عدده زاد على ستين ألف جندي, وجهز بالمركبات الحربية والفرسان والمشاة المدججين بالسلاح, أن يتصدى لحملة شلما نصر الثالث واضطره إلى التراجع أمام المقاومة العنيفة, ولعوامل داخلية في العاصمة الآشورية اضطر الملك الآشوري إِلى التعجيل في العودة إِلى عاصمة ملكه من دون تحقيق نتيجة حاسمة. ومع أن البيانات الرسمية الآشورية المعاصرة تتحدث عن انتصارات مبالغ فيها, ومغايرة للحقائق التاريخية التي تلت المعركة, إِلا أن الآشوريين تمكنوا بالمقابل من فرض نفوذهم على القبائل الآرامية في حوض الفرات.

وبعد إِبعاد الخطر الآشوري عن العالم الآرامي في غرب الفرات أحرزت مملكة آرام دمشق مكانة مهمة في النصف الثاني من القرن التاسع ق.م عندما تولى الحكم فيها حزائيل ويعني اسمه «ايل يرى» (841-805ق.م) الذي أنهى حكم أسرة برهدد وأصبح أعظم محارب في التاريخ الآرامي. وقد دب الذعر في مملكة إِسرائيل, كما يتضح من مواعظ النبي اليشع المنذرة بخطر داهم. وكان من نتائج الانتصارات التي حققها ملك دمشق على جبهة اليرموك بذر الخلاف في إِسرائيل عندما نادى اليشع بالقائد «باهو» ملكاً, وكان أول ما أقدم عليه ياهو هذا أن قتل سلفه يورام (الملوك الثاني, 9و10) ثم ارتمى على أقدام شلما نصر الآشوري عدو حزائيل, ويثبت ذلك نحت على المسلة السوداء يبدو فيها باهو ملك إِسرائيل وهو يقبل الأرض عند أقدام العاهل الآشوري. ومع ذلك فقد بقي ملك آرام دمشق سيد الموقف في معظم أصقاع العالم الآرامي فبسط سلطانه على شرق الأردن, ومدّ نفوذه من وادي اليرموك إِلى أرنون (نهر الموجب), ثم دخل أراضي فلسطين ووصل إِلى بلدة جات الفلسطينية شرق عسقلان. ويبدو أنه اجتاح معظم أراضي فلسطين. ولا تتوافر مصادر آرامية تفصل ما حدث في هذه الحقبة, كما تصمت المصادر العبرية التوراتية عن ذكر الوقائع: إِلا أن سفر الملوك الثاني يعترف بالحصار الذي ضربه حزائيل على أورشليم (بيت المقدس) ولم يرفع عنها إِلا بعد أن قدم أهلها الذهب إِلى عاهل آرام. ثم تجددت هجمات مملكة إِسرائيل وغاراتها التوسعية بعد ذلك على أراضي آرام في مناطق حوض الأردن الأعلى, وتتابعت الحروب المتقطعة التي امتدت نحو قرن حتى الثلث الأخير من القرن الثامن ق.م. تتخللها أوقات هدوء وتوقف, ولكن حزائيل نجح في فرض سيادة آرام على معظم أرض كنعان, وشهدت إِسرائيل في أيام يوأحاز, الذي خلف ياهو أوضاعاً شديدة وعصيبة (أواخر القرن التاسع قبل الميلاد) بعد أن فرض عليها حزائيل تقييد تسلحها. وجاء وصف ذلك في سفر الملوك الثاني, (الإِصحاح 7:13) كما يلي: «لم يكن لجيش إِسرائيل إِلا خمسون فارساً و10 عربات وعشرة آلاف من المشاة لأن ملك دمشق أباد بني إِسرائيل وجعلهم كالغبار الذي تطؤه الأقدام).

ظلت آرام دمشق منيعة على أعدائها معظم القرن الثامن ق.م وهي ترد الهجمات الآشورية من الشرق وتحمي جبهتها الجنوبية الغربية في حوض الأردن. ولكن سلطة الملك الآرامي بعد حزائيل تضعضعت بسبب قوة الهجمات الآشورية, ولاسيما في حملة أددنيراري الثالث (810-783ق.م) فلم يتمكن برهدد الثاني (806ق.م) من المحافظة على إِنجازات حزائيل على الجبهة الجنوبية, وعادت مملكة إِسرائيل إِلى مواقعها السابقة بعد أن تولى يربعام الثاني العرش في السامرة (783-743ق.م). وراح يهاجم أهم الممالك الآرامية في دمشق وحماة.

بلغ الصراع الآرامي – الآشوري ذروته في أواسط القرن الثامن ق.م عندما تولى تكلات بلاصر الثالث عرش آشور (745-729ق.م) فقاد سلسلة من الحملات نحو الغرب انتهت إِلى القضاء على تحالف آرامي كبير بزعامة «متع إِل» ملك أرفاد وحليفه «برجاية» ملك «كتك» (لم يحدد موقعها وأسماء ملوكها إِلى اليوم), وضمن هذا الحلف «آرام كلها» كما ورد في نصوص سفيرة. وهو تعبير له دلالته, ولا يرد في أي نص آخر ويشمل كل العالم الآرامي القديم في سورية وحوض الفرات. إِلا أن الآراميين لم يتمكنوا عملياً من توحيد صفوفهم, واستطاعت القوات الآشورية الزاحفة القضاء على دولتهم تباعاً. فبعد احتلالها أرفاد والقضاء على حكم بيت أجوشي (740ق.م), مركز المقاومة في سورية الشمالية, سنحت الفرصة للتحرك جنوباً, عندما طلب ملك يهوذا «فقح» نجدة الملك الآشوري لحمايته من مملكة آرام دمشق وغيرها (734ق.م) واستجاب تكلات بلاصر الثالث للطلب فاجتاح المقاطعات الست عشرة التابعة لدمشق مع مئات القرى والمدن وأعمل الخراب فيها. وقتل بنامو الثاني ملك شمأل (سمأل), الذي انضم إِلى قوات آشور, أمام أسوار دمشق وحوصر رصين الثاني آخر ملوك آرام دمشق (740-732ق.م) إِلى أن سقطت المدينة بعد مقاومة ضارية امتدت إِلى الغوطة. ولاقت السامرة في شمالي فلسطين مصير دمشق في سنة 722ق.م. ثم حماة في سنة 720 ق.م. وبعدها عسقلان الفلسطينية في سنة 711 ق.م. وهكذا انتهى دور الآراميين السياسي في التاريخ القديم وأعيد تنظيم البلاد إِدارياً بتقسيمها إِلى ولايات تابعة للسلطة المركزية في نينوى عاصمة آشور.

ولكن الآراميين وحلفاءهم من الكلدانيين تمكنوا من الاحتفاظ باستقلالهم مدة أطول في حوض دجلة الأدنى, إِذ استولى أمراء آراميون على عرش بابل ووقفوا في وجه الهجمات الآشورية مدة ربع قرن ومنهم نابو مكين زيري (731-729ق.م) ومردك أبلا إِدينا (721-705/703ق.م). وفي خضم هذا الصراع المرير سبى الآشوريون عشرات الألوف من السكان الآراميين الذين نقلوا معهم لغتهم وعقائدهم كما تعرضت بابل للتدمير والتخريب وقضت الحرائق على أهم معالمها القديمة وقصورها ولاسيما على يدي سنحريب ملك آشور, ثم إِبان النزاع بين الأخوين آشور بانيبال (668-627ق.م), وشمش شوم أوكين (668-648ق.م). ومع ذلك فإِن الآراميين لم يقروا بالهزيمة, فأعيد بناء بابل التي سرعان ما استأنفت تصدّيها لمطامع ملوك آشور, واستطاع الأمير الكلداني نابو بلاصّر أو نابو أبلا أصّر (625-605ق.م) أن يعلن نفسه ملكاً على بابل وأن يشن على آشور حرباً لا هوادة فيها متحالفاً مع أعدائها المحيطين بها من الشرق والشمال (الميديون والسكيثيون). وانتهت هذه الحرب بالقضاء على مملكة آشور قضاءً مبرماً (609ق.م). وقامت على أنقاضها الدولة البابلية الثانية الكلدانية (605-539ق.م) التي كان من العسير التفريق فيها بين الكلدانيين والآراميين والعرب إِضافة إِلى البابليين, فقد اختلط الجميع وتمازجوا بقوة وعمق في إِطار ثقافة مزدوجة بابلية – آرامية كانت اللغة الآرامية أهم عناصرها, وظل الأمر على هذا النحو إِلى أن انتقلت السيادة السياسية إِلى ملوك الأسرة الفارسية الأخمينية (539-332ق.م) الذين عرف المشرق القديم في أيامهم وحدة ثقافية لغوية ـ اقتصادية قامت على أكتاف الآراميين لم يشهد لها مثيل بهذا الاتساع من قبل . وبعد سقوط الأخمينيين على يد الاسكندر المقدوني وقيام الممالك الهلنستية (السلوقيون والبطالمة) طغت الثقافة الهلينية على بلاد المشرق. إِلا أن اللغة الآرامية ظلت على الرغم من هذه المؤثرات أهم عامل في وحدة المشرق العربي القديم حتى الفتح العربي الإِسلامي (القرن السابع الميلادي).

مملكة آرام دمشق
ازدهرت مملكة آرام دمشق وازدادت قوة ونفوذ بعد إِبعاد الخطر الآشوري عن العالم الآرامي في غرب الفرات أحرزت مملكة آرام دمشق مكانة مهمة في النصف الثاني من القرن التاسع ق.م عندما تولى الحكم فيها حزائيل ويعني اسمه «ايل يرى» (841-805ق.م) الذي أنهى حكم أسرة برهدد ،و بقي ملك آرام دمشق سيد الموقف في معظم أصقاع العالم الآرامي فبسط سلطانه على جنوب سوريا, ومدّ نفوذه من وادينهر اليرموك إِلى (أرنون) نهر الموجب, و فلسطين ووصل إِلى بلدة جات شرق عسقلان . وامتدت مملكة ارام دمشق لتضم مناطق كثيرة من بلاد آرام

امتداد النفوذ الآرامي
سيطر الآراميون وحلفاءهم من الكلدانيين على منطقة حوض دجلة الأدنى وازداد النفوذ الآرامي في اتجاهات عديدة ، إِذ استولى أمراء آراميون على عرش بابل ومنهم نابو مكين زيري (731-729ق.م) ومردك أبلا إِدينا (721-705/703ق.م). وفي خضم هذا النزاعات، نقل الآشوريون عشرات الألوف من السكان الآراميين في مختلف أرجاء الهلال الخصيب، والذين نقلوا معهم لغتهم وعقائدهم كما تعرضت بابل للتدمير والتخريب وقضت الحرائق على أهم معالمها القديمة وقصورها ولاسيما على يدي سنحريب ملك آشور, ثم إِبان النزاع بين الأخوين آشور بانيبال (668-627ق.م), وشمش شوم أوكين (668-648ق.م). ومع ذلك فإِن الآراميين لم يقروا بالهزيمة, فأعيد بناء بابل التي سرعان ما استأنفت تصدّيها لمطامع ملوك آشور, واستطاع الأمير الكلداني نابو بلاصّر أو نابو أبلا أصّر (625-605ق.م) أن يعلن نفسه ملكاً على بابل وأن يشن على آشور حرباً لا هوادة فيها متحالفاً مع أعدائها المحيطين بها من الشرق والشمال (الميديون والسكيثيون). وانتهت هذه الحرب بالقضاء على مملكة آشور (609ق.م). وقامت على أنقاضها الدولة البابلية الثانية الكلدانية (605-539ق.م) التي كان من العسير التفريق فيها بين الكلدانيين والآراميين إِضافة إِلى البابليين, فقد اختلط الجميع وتمازجوا بقوة وعمق في إِطار ثقافة مزدوجة بابلية – آرامية كانت اللغة الآرامية أهم عناصرها, وظل الأمر على هذا النحو إِلى أن انتقلت السيادة السياسية إِلى ملوك الأسرة الفارسية الأخمينية (539-332ق.م) .

اللغة الآرامية
تنتمي الأرامية وهي احدى لغات سورية القديمة إِلى أسرة لغوية كبيرة عرفت في أوساط الباحثين باسم اللغات السامية وأقرب اللغات القديمة إِليها الكنعانية, وبينها وبين العربية عناصر مشتركة كثيرة في النطق والمفردات والتصريف وعرف المشرق القديم في ايامهم وحدة ثقافية لغوية و اقتصادية قامت على أكتاف الآراميين لم يشهد لها المشرق مثيل من قبل بهذا الاتساع وبهذه القوة ، وحتى بعد دخول الاسكندر المقدوني وقيام الممالك الهلنستية ( السلوقيين والبطالمة ) انتشرت الثقافة الهلينية في بلاد المشرق ، رغم ذلك بقيت اللغة الآرامية برغم التأثيرات الجديدة ظلت منتشرة ومن أهم عوامل وحدة المشرق القديم واستمرت بقوتها حتى دخول العرب المسلمين المنطقة ، وقد تأثرت الكثير من اللغات ومنها العربية بعد ذلك ب اللغة الآرامية .

الأدب الآرامي
لم تؤد التنقيبات الأثرية التي أجريت حتى اليوم إِلى العثور على الكثير من اثار الأدب الآرامي القديم في مناطق سورية بلاد ( آرام ) من أهم ما عثر علية من الآدب الارامي نقش كيلاموا ملك سمأل ونقش اخر يمثل ملك غوزاتا ( تل حلف ) ونقش تل الفخارية وهم من الاثار الارامية في سوريا على نهر الخابور وهي بلاد ارام الجزيرة السورية قلب العالم الارامي القديم ولعل مرد قلة المكتشفات يعود إِلى عوامل مناخية لم تبق على شيء كثير من هذه الآداب القديمة لأن أكثرها كتب على لفائف من البردي أو على الجلد, وهي مواد لا تصمد لعوادي الزمن كالحجر. أما أهم ما بقي من التراث الأدبي الآرامي القديم, فيمكن تعرّفه من المواقع التالية:

نقوش غوزانا وتل الفخارية و سمآل
غوزانا وسمآل وتل الفخارية

تعتبر غوزانا احدى الممالك الآرامية في سوريا ويعتبر نقش ملك غوزاتا من صلب الآدب الارامي اضافة للنصوص الملكية الارامية والتى تعود إلى منتصف القرن الثامن والتاسع ق.م في بلاد ارام في الجزيرة السورية نقش هدد ملك غوزاتا وكذلك نقش كيلاموا ملك سمأل والنقوش الآرامية في تل الفخار ، وقد تبلور الآب الآرامي في عدد من مدن آرام السورية ، وينبغي القول ان سيفوس المؤرخ الروماني كتب كتابه المعروف في التاريخ القديم اولا باللغة الأرامية السورية القديمة في عام 75 م وبعد ذلك باليونانية وهو النص الذي وصل إلى ايدى الباحثين ، ويتضح ان اللغة الارامية تطورت واصبحت لغة الادارة والتجارة والادب وغدت فيما بعد لغة عالمية .

نص دير علا
أو نبوءة الكاهن بلعم بن بئور.

مع ما يعتري النقوش على بعض جدران دير عّلا في الأردن من شكوك في ارتباطها بالآرامية لغوياً, فهي على الأرجح نصوص بلهجة آرامية قديمة كتبت بالحبر الأحمر والأسود على الجدران المكسوة بالكلس. وإِن وضع النص المؤطر ومحتواه يدعوان إِلى التفكير بأنه نسخة عن نص أدبي كتب مبدئياً على ورقة أو ملف من البردي أو من الجلد. ويذكر استخدام الحبر الأحمر من أجل كتابة العنوان أو بعض مقاطع العرافة . ولما كان هذا النقش قد أصيب بتلف شديد, فإِن محتواه يبقى عصياً على الإِيضاح, ويمكن أن يثير تفسيرات مختلفة. ومع ذلك فإِن البداية تتضمن حديثاً عن رؤيا تلقاها في الليل كاهن متنبئ يدعى بلعم بن بئور وفيها خبر سيء. وفي اليوم التالي نقل الكاهن متأثراً هذه الرؤيا إِلى الناس الذين يحيطون به… ولا يعرف شيء آخر من مضمون هذه الرؤيا.

نصوص فيلة
أو سيرة الحكيم أحيقار.

بين المخطوطات الكثيرة التي عثر عليهافيجزيرة فيلة (وهي إِلفنتين) مقابل أسوان (سيين)في الصعيد يمكن تعرف عدد من النصوص الآرامية من عصر آرامية الامبراطورية . أما أهم هذه النصوص فهي أمثال الحكيم أحيقار وقصته, وكانت هذه النصوص متداولة زمناً طويلاً في المدارس الآرامية في العصر الفارسي, وقد بقيت سيرة أحيقار أثراً شعبياً معروفاً في الشرق الأدنى القديم كله كما يتضح من الترجمات المأثورة في عدد من الآداب الشرقية, ولاسيما في الأدب السرياني. أما النواة الأساس في كتاب أحيقار فتتألف من مجموعة أمثال باللغة الآرامية الغربية من مصدر سوري قديم. وقد انتظمت هذه الأمثال في قصة تروي ما أصاب أحيقار من سعد ومن نحس, وهو «الحكيم البارع مستشار آشور كلها, وحامل أختام سنحريب ملك آشور».

وبقي اسم أحيقار مشهوراً في عصور لاحقة, لأنه يرد في لوح مسماري من العصر الهلنستي أدرجت فيه قائمة بأسماء عدد من المشهورين وفيهم أخوقار وهو أحيقار المذكور هنا على الأرجح. وقد عاش في مطلع القرن السابع ق.م . أما النسخة الأخرى لسيرة هذا الحكيم الآرامي فكتبت بلغة آرامية وبلهجة شرقية رافدية ( لهجة الجزيرة السورية ) ، وكان هدفها ترسيخ قيم الشرف والأمانة والإِخلاص لتربية أجيال من الكتّاب والموظفين الذين كانوا يعدّون للعمل في خدمة الدولة في آشور وبابل وفارس .

نقش بهيستون
أو تعاليم الملك داريوس بالآرامية.

ويتضمن هذا النقش نصاً تعليمياً لتأهيل الموظفين, وهو في الأصل نقش ملكي حُوّل إِلى نص مدرسي. وهذه وسيلة من الوسائل التي كانت تتبع لترسيخ الفكرة الملكية والإِخلاص في رؤوس أولئك الذين يعدّون للعمل في الدواوين في أنحاء الامبراطورية. يعود هذا الأثر إِلى الأيام الأولى من حكم العاهل الفارسي داريوس الأول (522/521 ق.م). وهو النسخة الآرامية من نقش تاريخي أعدّ بالخط المسماري وبلغات مختلفة كانت معروفة في بلاد الامبراطورية, هي الفارسية والعيلامية والبابلية, ليعمم ويعلن في مختلف الأصقاع.

ويمكن تأريخ النص الآرامي لنقش بهيستون في الربع الأخير من القرن الخامس ق.م أي بعد قرن تقريباً من اعتلاء داريوس الأول العرش, وهو يؤكد إِضافة إِلى ملاحظات أخرى, استخدام النص الآرامي في تعليم سيرة الملك ومآثره في مدارس الامبراطورية الفارسية وفي تربية أتباعه على الولاء له.

وقد كتب النص الآرامي لنقش بهيستون على ملف بردي طوله نحو ثلاثة أمتار, ويتألف من 190 سطراً, وفيه رواية لأخبار الحملات الأولى التي قام بها داريوس الأول لتوطيد أركان عرشه وقمع عدد من الثورات. وتتضمن الخاتمة وصايا وتعاليم أخلاقية موجهة إِلى من يتولى الحكم بعده, وفيها تحذير من الكذب والكذابين ودعوة إِلى الصدق وقول الحق, وتبشير بمباركة الإِله أهورا مزدا للصادقين ولأبنائهم من بعدهم.

نصوص قمران
أو مخطوطات البحر الميت الآرامية.

فىمخطوطات كتبت بالآرامية والعبرية عثر على عدد منها في مغاور قريبة من البحر الميت في فلسطين (1947) وقد أدى العثور عليها إِلى كشف النقاب عن نصوص آرامية مهمة يمكن تعرف مضمونها بمقارنتها بنصوص موازية في لغات شرقية أخرى معاصرة. ويبدو لأول وهلة أن معظم هذه النصوص الآرامية كتب ما بين القرنين الثالث والثاني ق.م. ومن أهم هذه النصوص أربع مخطوطات من سفر طوبيا. وليس من شك لدى الباحثين اليوم في أن هذا السفر كان قد كتب, أول الأمر باللغة الآرامية, ومن المحتمل أن ذلك كان ما بين القرنين الرابع والثالث ق.م بتأثير قصة أحيقار التي يفترض أن كاتب السفر قد عرفها. وهناك أيضاً سفر أخنوخ, الذي يضم الكتاب السماوي وكتاب الحرّاس وكتاب الأمثال وكتاب الحكماء ورسالة أخنوخ ويمكن أن يضاف إِليها كتاب العمالقة. كان سفر أخنوخ معروفاً بفضل الترجمة الحبشية, ولكن بعد العثور على إِحدى عشرة نسخة مخطوطة بالآرامية من هذا السفر في المغارة رقم 4 في موقع قمران, غدا من الواضح أن الآرامية كانت اللغة الأصلية للنص.

عثر على نصوص أدبية متنوعة من مصادر مختلفة مثل نص صلاة نابونيد, ونص مزيّف عن التكوين من الممكن أن يعود إِلى القرن الثاني أو الأول ق.م. وكذلك ترجوم سفر أيوب. واستخدمت اللغة الآرامية إِلى جانب اللغة المصرية الديموطيقية في كتابة بعض النصوص. ويوجد نص سحري مزدوج اللغة كتب بالمسمارية البابلية وبالآرامية ويعرف بنص أوروك (الوركاء), وكان أول من قرأه وترجمه فرانسوا ثورو ـ دانجان, ثم نشره أندره دوبون ـ سومر.

الحضارة الآرامية
الدين
يضم مجمع الأرباب عند الآراميين آلهة من كنعان وبابل وآشور, إِضافة إِلى آلهتهم الخاصة بهم. وللإِله عند الآراميين اسم عام هو بعل بمعنى سيّد, ويدعونه أحياناً بعل شميين (رب السموات) كما في نص زكر ملك حماة ولعش . وعبدت إِلى جانب بعل الربة الأنثى بعلت التي كانت تدعى ملكة شميين (ملكة السموات) ولبعض المناطق والمدن بعلها الخاص بها كبعل حمون وبل تدمر(بعل الأمانوس) وبعل البقاع (بعلبك). واتخذ الآراميون هدد إِلهاً للطقس كما في دمشق يرسل الأمطار فيخصب الأرض وينبت الزرع ويسبب الكوارث عندما تنحدر السيول من الجبال إِلى الوديان. وكان مقر بعل حمون في الجبل الأقرع (كاسيوس) في اللاذقية الذي كان له في حضارة سورية القديمة ما لجبل الأولمب عند اليونان في تاريخهم القديم. وكانوا يعتقدون أن الزوابع والرعود والبرق من الظواهر التي تدل على هدد الذي كان يطلق عليه في بعض اللهجات اسم أدد أو أدّو ويدعى أيضاً رمّون/ وبتأثير الحوريين أدمج هدد برب العاصفة عند الحوريين تيشوب ورشف عند الحيثيين. وكما تدل الشواهد الفنية يبدو هدد في نحت بارز من سمأل الواقعة في أعالي الأمانوس, في صورة رجل محارب حاملاً الشوكة الثلاثية والمطرقة رمز البرق والرعد. وفي ملاطية يبدو واقفاً على ظهر ثور. ثم اعتنق الآراميين الديانة المسيحية إلى أن جاءت الغزوات الاسلامية فارضةً عليهم الدين الجديد وما زال بعض سكان سورية الحالية يتكلمون اللغة الآرامية ويعتنقون الدين المسيحي مثل صيدنايا و معلولا قرب العاصمة دمشق

الآلهة السورية القديمة

وأهم معابد هدد في دمشق و حلب ومنبج (هيرابوليس) وبعلبك (هليوبوليس). وفي العصر الروماني عبد هدد في بعض المعابد بتأثير الثقافة الكلاسيكية اليونانية ـ الرومانية باسم جوبيتر, وعرف في دمشق باسم جوبيتير الدمشقي. وفي منبج عبدت الربة السورية أثارغاتيس إِلى جانب هدد, وكانت هذه الربة صورة مطبوعة بالهلينية لعشتارت وعنات, وكانت تدعى أيضاً «بنيت» أي ربة الذرية والنبوة وقد حمل الآراميون عبادتها من جبل سمعان وجبل بركات في سوريا إِلى وادي النيل ، ووصف الكاتب السوري لوقيان السميساطي (125-192م), الذي كتب باليونانية, معبدها في منبج في كتابه عن الآلهة السورية .

واختلطت عبادات الآراميين بعبادة آلهة أخرى عند جيرانهم, مثل إِل الكنعاني الذي كان يعد أباً لكل الآلهة, وأقاموا لهم بيوت العبادة حيثما حلوا, و سن إِله القمر عند الرافديين ويدعى بالآرامية شهر، ونابو رب الحكمة في بابل الذي حملوا عبادته حتى أسوان, وشمش إِله الحق والعدل في آشور وبابل.

الفنون الآرامية
شجع أمراء بيت بخياني وغوزانا في الجزيرة السورية وسمأل في كيليكية والأمانوس فناً تشكيلياً سوريا بأمتياز وابداع واضح ، ويوجد تشابه بين الفن ألآرامي والفن الحوري ـ الحيثي. ومن المؤكد أن السوريين في هذه المنطقة الشمالية من البلاد كانوا يرتدون ملابس تشابه مع ملابس الحوريين الميتانيين والحثيين من الممالك السورية الشمالية ، وقد انعكس ذلك على الفن التشكيلي, ومع ذلك فإِن الفنانين الآشوريين الذي زينوا القصر الآشوري في تل برسيب (تل أحمر) صوروا الآراميين بملابس مميزه . كما صوروا آراميي بابل ملتحين ويرتدون مآزر قصيرة ويضعون عمائم على رؤوسهم, أما النساء فكنّ يرتدين أثواباً طويلة. وهكذا فإِن الفن التشكيلي الآرامي ، والتصوير والنحت, عكس البيئات المختلفة للمجتمعات الآرامية ، في سوريا وفي المناطق الاخرى التابعة لحضارة الآراميين .

وتبدو الخصوصية في الفن الآرامي في العمارة, فالقصور تتصف بالغرف الواسعة, وتؤدي إِليها أبهاء تحمل أسقفها أعمدة منقوشة ومزينة بالنحت الجميل ولها شرفات واسعة من نموذج حيلاني, كما في تل حلف وعين دارة ( وسط سوريا ). ويبرز تطور فن العمارة في الأبواب وإِكساء الجدران. وفي بناء العتبات بالحجر البازلتي . أما التماثيل الكاملة المكتشفة فقليلة, وأهم المنحوتات عثر عليها في القبور الملكية في تل حلف وسمأل. أما التصوير فإِن الرسوم الجدارية تمثل مشاهد من الحروب والصيد والرحلات النهرية والبحرية وموضوعات ميثولوجية. وفي رسوم عن الطبيعة تختلط صورة الإِنسان بمخلوقات أخرى كما في الإِنسان ـ العقرب (من تل حلف). مسلّة برهدد ألآرامية التي نذرها للإِله ملقرت (من القرن التاسع ق.م).

الصناعة والتجارة في العصر الآرامي
الصناعة :

وبرع الآراميون في الصناعات المختلفة مثل صناعة الملابس الصوفية والكتانية والقطنية الجميلة, والأثاث الخشبي والجلود, وأدوات الكتابة, وفي صناعة الحليّ من الفضة والذهب والحفر على المعادن والعاج, وقد عثر على نماذج من العاج في أرسلان طاش (حداتو في شمالي سوريا), هي موجودة اليوم في متحف اللوفر. واشتهرت بعض المدن السورية القديمة منذ عصر أوغاريت وإِبلا وحماة وكركميش بالحفر على عاج الفيل الذي كانت قطعانه تعيش في سورية الشمالية في غاب العاصي حتى أواخر الألف الأول ق.م وقد صنع منه الحرفيون المهرة الأختام التي نقش عليها صور من الحياة اليومية والدينية والتماثيل والعلب والأمشاط واللوحات التزيينية واستخدموه لتطعيم الخشب كالموزاييك وغيرها الكثير من الصناعات التي برع فيها الانسان في فترة الحضارة الآرامية في سورية والمشرق القديم .

التجارة:

للتجارة في سورية القديمة ماض عريق يرقى إِلى إِبلا وأغاريت وماري وغيرهم من الممالك السورية القديمة . ولكن التجارة بلغت ذروة مجدها في العصر الآرامي. وكان التجار الآراميون يبعثون قوافلهم إِلى جميع بلاد المشرق القديم لتصل إِلى منابع دجلة والفرات شمالاً وإِلى مصر والحجاز جنوباً. واكتشف في العاصمة الآشورية نينوى بعض الأوزان البرونزية التي خلّفوها. واحتكر الآراميون التجارة الداخلية في البلاد ،كما سيطر الكنعانيون على التجارة البحرية في المتوسط والبحر الأحمر. ومن دمشق حاضرة البلاد السورية كانت تنطلق قوافل كبيرة باتجاهات مختلفة. وعمل ملوك آرام ولاسيما حزائيل على فتح طرق التجارة مع مدن فلسطين ومصر وشبه الجزيرة العربية.

واحتل التجار الآراميون مكاناً مهماً في البنية الاقتصادية للامبراطورية الفارسية الأخمينية فيما بين القرنين السادس والرابع ق.م فحملوا الأرجوان من مدن الساحل السورى (الفينيقي) وتاجروا بالأقمشة المطرزة والكتان والحجر الكريم واليشب, وجلبوا النحاس من قبرص, وخشب الأبنوس من إِفريقية واللؤلؤ من الخليج, ونقلوا العطور والعقاقير والزيوت والتمور والثمار المجففة, واتصلوا في رحلاتهم ببلاد بعيدة استوردوا منها التوابل والبخور. وكان يرافق التجار في رحلاتهم المسافرون والمغامرون وقد تميز التجار الاراميون بشكل كبير عن غيرهم . وهكذا تحركت في عالم الشرق العربي أسر وتنقلت من سوريا جاليات حاملة معها حضارتها ومعتقداتها وثقافاتها وعاداتها ولغاتها وهو ما أدى إِلى تفاعل بين أقطار المشرق العربي القديم وثقافاته وانتشار الثقافة والفن والتجارة الارامية في مناطق قريبة وبعيدة ، وهذا يوضح مدى ما كان علية الاراميون من حضارة وتقدم استمر مع تعاقب الحضارات بعد ذلك .

المصادر
^ محمد حرب فرزات. “الآراميون”. الموسوعة العربية. Retrieved 2009-04-27.
علي أبو عساف, الآراميون (1989).
محمد محفل, اللغة الآرامية (جامعة دمشق 1991).
https://www.marefa.org/%D8%A2%D8%B1%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%88%D9%86

الآراميون

آراميون
الآراميون شعب استقر في سورية والهلال الخصيب ومنطقة الجزيرة السورية و ربما في شمالي شبه الجزيرة العربية, وله لغته الخاصة وهي اللغة الآرامية بلهجات متعددة. وقد استطاعت هذه المجموعات الآرامية ما بين القرنين الثاني عشر والثامن قبل الميلاد أن تسيطر على بلاد واسعة في الجزيرة السورية أو جزيرة الرافدين بين دجلة والفرات, وأن تؤسس مجموعات زراعية مستقرة ودولاً وممالك وأسر حاكمة . وقد أُطلق اسم الآراميين على البلاد التي سكنوها فدُعيت باسم بلاد آرام قروناً عدة قبل أن تعرف منذ العصرالهلنستي السلوقي باسم سورية في (القرن الرابع قبل الميلاد).

فهرس
// تاريخ
// مملكة آرام دمشق
// النزاع الآرامي الآشوري
// امتداد النفوذ الآرامي
// اللغة الآرامية
// الأدب الآرامي
// نقوش غوزانا وتل الفخارية و سمأل
نص دير علا
نصوص فيلة
نقش بهيستون
نصوص قمران
// الحضارة الآرامية
الدين
// الفنون الآرامية
// الصناعة والتجارة في العصر الآرامي
// مصادر

تاريخ
أقدم مواقع استقرار الآرامين المعروفة في المناطق الواقعة بين تدمر وجبل البشري وسط سورية وتل حلف في الجزيرة السورية بلاد ارام حيث استقروا وكونوا ممالك أرامية سورية ثم اتسعت مناطق استقرهم في أواخر الألف الثاني ق.م, في أنحاء الهلال الخصيب شرقي الفرات وغربه, وذلك بعد انهيار التوازن في بلاد المشرق القديم بتزايد حدة غارات شعوب البحر وتحركاتهم, وانهيار الامبراطورية الحيثية في الأناضول وسورية الشمالية, وانحسار النفوذ المصري عن بلاد كنعان في بلاد الشام وضعف بابل الكاشية. ويرتبط اسم الآراميين في هذا العصر المبكر بجماعات من البدو الرحل كان يُطلق عليهم اسم (الأخلامو) . ويمكن تتبع تحركات المجموعات الآرامية منذ القرن الرابع عشر ق.م من المصادر الحيثية (حوليات حاتوشيلي الثالث) والآشورية (حوليات الملك أددنيراري الأول 1307-1275ق.م), ومن الوثائق المعروفة برسائل تل العمارنة (أخيت – أتون) حيث ورد ذكر الأخلامو الآراميين في بعضها من عهد إخناتون (نحو 1375ق.م) عندما كانوا يتجولون على ضفاف الفرات. وبعد أن تمكن هؤلاء من الاستيطان والاستقرار على ضفاف نهر الخابور وعند مجرى الفرات الأوسط في سورية وهي المنطقة التي عرفت باسم آرام النهرين منطقة الجزيرة السورية اليوم بدؤوا يؤسسون ممالك وإِمارات ودول .

ذكر الآراميون في وثائق الملك الآشوري تگلات بلاصّر الأول (1116-1076ق.م) للدلالة على الحضارة الآرامية ، بدون ان يقرن ذلك اسمهم بالأخلامو. ويتباهى هذا الملك بأنه شن عليهم وعلى الأخلامو أيضاً ثمانية وعشرين حملة على جبهة امتدت من جبل باسار (البشري) وتدمر إِلى عانة ورابيقو على ضفاف الفرات. وفي نهاية القرن الحادي عشر ق.م أسس الآراميون مملكة بيت عديني على ضفتي الفرات في المنطقة الواقعة جنوبي كركميش (جرابلس) وأسسوا في وادي الخابور إِمارات لاقي وبيت بخياني تل حلف, وبيت خالوب واستقرت قبيلة تمناي في (نصيبينا) نصيبين, وحزيرانا وحيدادا جنوب غربي ماردين في الجزيرة السورية العليا. أما الحد الأقصى للتوسع الآرامي في الشمال فهو صورو (أي الجبل), والمقصود هنا هضاب طور عبدين. أمّا في غربي الفرات, فقد تبسط الآراميون بالتدريج غرباً حتى جبال الأمانوس واستوطنوا في سمأل (زنجرلي في تركية). وكثر عددهم حول أرفاد قرب أعزاز حيث تأسست مملكة بيت أجوشي التي امتدت على منطقة حلب كلّها. كما انتشروا في حوض العاصي في سوريا, وصارت حماة في أيدي حكام آراميين. .وفي سهل البقاع وعلى سفوح الجبال غرب دمشق قامت مملكة صوبة التي ضمّت أراضي البقاع الجنوبي وجزءاً من وادي بردى في دمشق وعنجر (عين جر), ويمكن أن تكون قد أقامت اتحاداً مع مملكة بيت رحوب على نهر الليطاني, و بيت معكة على سفوح حرمون السورية ، وجشور شرق بحيرة طبريا ومملكة دمشق في حوضي بردى والأعوج وسفوح قاسيون والغوطة( غوطة دمشق ) .

ورد ذكر ملك دمشق الآرامي في الوثائق الآشورية باسم أدد ـ إِدري (هدد عزر)، نجح شلما نصر الثالث الذي في ضم مملكة بيت عديني الآرامية على الفرات (856ق.م) إِلى مملكته, وتقدم بعدئذ غرباً إِلى حوض نهر العاصي ليواجه عند قرقر شمال حماة تحالفاً كبيراً بزعامة برهدد ملك آرام دمشق ضمّ اثني عشر ملكاً وأميراً فيسورية الساحلية والداخلية وذلك سنة 853ق.م. واستطاع الجيش الآرامي، أن يهزم جيش الملك الاشوري شلما نصر الثالث ، وبعد انتصار الآراميين على الاشوريين ازدادت قوتهم وبسطو نفوذهم على اجزاء كبيرة من بلاد المشرق القديم .

مملكة آرام دمشق
ازدهرت مملكة آرام دمشق وازدادت قوة ونفوذ بعد إِبعاد الخطر الآشوري عن العالم الآرامي في غرب الفرات أحرزت مملكة آرام دمشق مكانة مهمة في النصف الثاني من القرن التاسع ق.م عندما تولى الحكم فيها حزائيل ويعني اسمه «ايل يرى» (841-805ق.م) الذي أنهى حكم أسرة برهدد ،و بقي ملك آرام دمشق سيد الموقف في معظم أصقاع العالم الآرامي فبسط سلطانه على جنوب سوريا, ومدّ نفوذه من وادي نهر اليرموك إِلى (أرنون) نهر الموجب, و فلسطين ووصل إِلى بلدة جات شرق عسقلان . وامتدت مملكة ارام دمشق لتضم مناطق كثيرة من بلاد آرام .

النزاع الآرامي الآشوري
بلغ النزاع الآرامي – الآشوري ذروته في أواسط القرن الثامن ق.م عندما تولى تگلات بلاصر الثالث عرش آشور (745-729ق.م) فقاد سلسلة من الحملات نحو الغرب في مواجهة التحالف الآرامي بقيادة متع إِل ملك أرفاد وحليفه برجاية ملك كتك، وضمن هذا الحلف «آرام كلها» كما ورد في نصوص سفيرة. وهو تعبير له دلالته، إِلا أن الآراميين لم يتمكنوا عملياً من توحيد صفوفهم بشكل كامل , فبعد احتلالها أرفاد والقضاء على حكم بيت أجوشي (740ق.م), سنحت الفرصة للتحرك جنوباً،(734ق.م) تحرك تكلات بلاصر الثالث واجتاح المقاطعات الست عشرة التابعة لدمشق مع مئات القرى والمدن . وقتل بامو الثاني ملك شمأل (سمأل)،وحوصر رصين الثاني آخر ملوك آرام دمشق (740-732ق.م) إِلى أن سقطت المدينة بعد مقاومة امتدت إِلى الغوطة حول دمشق . ولاقت السامرة في شمالي فلسطين مصير دمشق في سنة 722ق.م. ثم حماة في سنة 720 ق.م. وبعدها عسقلان في سنة 711 ق.م. أعيد تنظيم البلاد إِدارياً بتقسيمها واعاد الآراميين تنظيم تحالفاتهم واصبحوا اكبر قوة واستطاعوا لاحقا القضاء على مملكة اشور سنة 609 ق.م نهائيآ وكان ذلك قبل قيام مملكة بابل الثانية .

امتداد النفوذ الآرامي
سيطر الآراميون وحلفاءهم من الكلدانيين على منطقة حوض دجلة الأدنى وازداد النفوذ الآرامي في اتجاهات عديدة , إِذ استولى أمراء آراميون على عرش بابل ومنهم نابو مكين زيري (731-729ق.م) ومردك أبلا إِدينا (721-705/703ق.م). وفي خضم هذا النزاعات، نقل الآشوريون عشرات الألوف من السكان الآراميين في مختلف أرجاء الهلال الخصيب، والذين نقلوا معهم لغتهم وعقائدهم كما تعرضت بابل للتدمير والتخريب وقضت الحرائق على أهم معالمها القديمة وقصورها ولاسيما على يدي سنحريب ملك آشور, ثم إِبان النزاع بين الأخوين آشور بانيبال (668-627ق.م), وشمش شوم أوكين (668-648ق.م). ومع ذلك فإِن الآراميين لم يقروا بالهزيمة, فأعيد بناء بابل التي سرعان ما استأنفت تصدّيها لمطامع ملوك آشور, واستطاع الأمير الكلداني نابو بلاصّر أو نابو أبلا أصّر (625-605ق.م) أن يعلن نفسه ملكاً على بابل وأن يشن على آشور حرباً لا هوادة فيها متحالفاً مع أعدائها المحيطين بها من الشرق والشمال (الميديون والسكيثيون). وانتهت هذه الحرب بالقضاء على مملكة آشور (609ق.م). وقامت على أنقاضها الدولة البابلية الثانية الكلدانية (605-539ق.م) التي كان من العسير التفريق فيها بين الكلدانيين والآراميين إِضافة إِلى البابليين, فقد اختلط الجميع وتمازجوا بقوة وعمق في إِطار ثقافة مزدوجة بابلية – آرامية كانت اللغة الآرامية أهم عناصرها, وظل الأمر على هذا النحو إِلى أن انتقلت السيادة السياسية إِلى ملوك الأسرة الفارسية الأخمينية (539-332ق.م) .

اللغة الآرامية
تنتمي الأرامية وهي احدى لغات سورية القديمة إِلى أسرة لغوية كبيرة عرفت في أوساط الباحثين باسم اللغات السامية وأقرب اللغات القديمة إِليها الكنعانية, وبينها وبين العربية عناصر مشتركة كثيرة في النطق والمفردات والتصريف وعرف المشرق القديم في ايامهم وحدة ثقافية لغوية و اقتصادية قامت على أكتاف الآراميين لم يشهد لها المشرق مثيل من قبل بهذا الاتساع وبهذه القوة , وحتى بعد دخول الاسكندر المقدوني وقيام الممالك الهلنستية ( السلوقيين والبطالمة ) انتشرت الثقافة الهلينية في بلاد المشرق , رغم ذلك بقيت اللغة الآرامية برغم التأثيرات الجديدة ظلت منتشرة ومن اهم عوامل وحدة المشرق القديم واستمرت بقوتها حتى دخول العرب المسلمين المنطقة , وقد تأثرت الكثير من اللغات ومنها العربية بعد ذلك ب اللغة الآرامية .

الأدب الآرامي
لم تؤد التنقيبات الأثرية التي أجريت حتى اليوم إِلى العثور على الكثير من اثار الأدب الآرامي القديم في مناطق سورية بلاد ( آرام ) من أهم ما عثر علية من الآدب الارامي نقش كيلاموا ملك سمأل ونقش اخر يمثل ملك غوزاتا ( تل حلف ) ونقش تل الفخارية وهم من الاثار الارامية في سوريا على نهر الخابور وهي بلاد ارام الجزيرة السورية قلب العالم الارامي القديم ولعل مرد قلة المكتشفات يعود إِلى عوامل مناخية لم تبق على شيء كثير من هذه الآداب القديمة لأن أكثرها كتب على لفائف من البردي أو على الجلد, وهي مواد لا تصمد لعوادي الزمن كالحجر. أما أهم ما بقي من التراث الأدبي الآرامي القديم, فيمكن تعرّفه من المواقع التالية:

نقوش غوزانا وتل الفخارية و سمأل
تعتبر غوزانا احدى الممالك الآرامية في سوريا ويعنبر نقش ملك غوزاتا من صلب الآدب الارامي اضافة للنصوص الملكية الارامية والتى تعود إلى منتصف القرن الثامن والتاسع ق.م في بلاد ارام في الجزيرة السورية نقش هدد ملك غوزاتا وكذلك نقش كيلاموا ملك سمأل والنقوش الآرامية في تل الفخار ، وقد تبلور الآب الآرامي في عدد من مدن آرام السورية ، وينبغي القول ان سيفوس المؤرخ الروماني كتب كتابه المعروف في التاريخ اولا باللغة الأرامية السورية القديمة في عام 75 م وبعد ذلك باليونانية وهو النص الذي وصل إلى ايدى الباحثين ، ويتضح ان اللغة الارامية تطورت واصبحت لغة الاردارة والتجارة والادب وغدت في فيما بعد لغة عالمية .

نص دير علا
أو نبوءة الكاهن بلعم بن بئور.

مع ما يعتري النقوش على بعض جدران دير عّلا في الأردن من شكوك في ارتباطها بالآرامية لغوياً, فهي على الأرجح نصوص بلهجة آرامية قديمة كتبت بالحبر الأحمر والأسود على الجدران المكسوة بالكلس. وإِن وضع النص المؤطر ومحتواه يدعوان إِلى التفكير بأنه نسخة عن نص أدبي كتب مبدئياً على ورقة أو ملف من البردي أو من الجلد. ويذكر استخدام الحبر الأحمر من أجل كتابة العنوان أو بعض مقاطع العرافة بأسلوب مشابه مألوف في النقوش المصرية القديمة. ولما كان هذا النقش قد أصيب بتلف شديد, فإِن محتواه يبقى عصياً على الإِيضاح, ويمكن أن يثير تفسيرات مختلفة. ومع ذلك فإِن البداية تتضمن حديثاً عن رؤيا تلقاها في الليل كاهن متنبئ يدعى بلعم بن بئور وفيها خبر سيء. وفي اليوم التالي نقل الكاهن متأثراً هذه الرؤيا إِلى الناس الذين يحيطون به… ولا يعرف شيء آخر من مضمون هذه الرؤيا.

نصوص فيلة
أو سيرة الحكيم أحيقار.

بين المخطوطات الكثيرة التي عثر عليهافيجزيرة فيلة (وهي إِلفنتين) مقابل أسوان (سيين)في الصعيد يمكن تعرف عدد من النصوص الآرامية من عصر آرامية الامبراطورية . أما أهم هذه النصوص فهي أمثال الحكيم أحيقار وقصته, وكانت هذه النصوص متداولة زمناً طويلاً في المدارس الآرامية في العصر الفارسي, وقد بقيت سيرة أحيقار أثراً شعبياً معروفاً في الشرق الأدنى القديم كله كما يتضح من الترجمات المأثورة في عدد من الآداب الشرقية, ولاسيما في الأدب السرياني. أما النواة الأساس في كتاب أحيقار فتتألف من مجموعة أمثال باللغة الآرامية الغربية من مصدر سوري قديم. وقد انتظمت هذه الأمثال في قصة تروي ما أصاب أحيقار من سعد ومن نحس, وهو «الحكيم البارع مستشار آشور كلها, وحامل أختام سنحريب ملك آشور».

وبقي اسم أحيقار مشهوراً في عصور لاحقة, لأنه يرد في لوح مسماري من العصر الهلنستي أدرجت فيه قائمة بأسماء عدد من المشهورين وفيهم أخوقار وهو أحيقار المذكور هنا على الأرجح. وقد عاش في مطلع القرن السابع ق.م . أما النسخة الأخرى لسيرة هذا الحكيم الآرامي فكتبت بلغة آرامية وبلهجة شرقية رافدية ( لهجة الجزيرة السورية ) ، وكان هدفها ترسيخ قيم الشرف والأمانة والإِخلاص لتربية أجيال من الكتّاب والموظفين الذين كانوا يعدّون للعمل في خدمة الدولة في آشور وبابل وفارس .

نقش بهيستون
أو تعاليم الملك داريوس بالآرامية.

ويتضمن هذا النقش نصاً تعليمياً لتأهيل الموظفين, وهو في الأصل نقش ملكي حُوّل إِلى نص مدرسي. وهذه وسيلة من الوسائل التي كانت تتبع لترسيخ الفكرة الملكية والإِخلاص في رؤوس أولئك الذين يعدّون للعمل في الدواوين في أنحاء الامبراطورية. يعود هذا الأثر إِلى الأيام الأولى من حكم العاهل الفارسي داريوس الأول (522/521 ق.م). وهو النسخة الآرامية من نقش تاريخي أعدّ بالخط المسماري وبلغات مختلفة كانت معروفة في بلاد الامبراطورية, هي الفارسية والعيلامية والبابلية, ليعمم ويعلن في مختلف الأصقاع.

ويمكن تأريخ النص الآرامي لنقش بهيستون في الربع الأخير من القرن الخامس ق.م أي بعد قرن تقريباً من اعتلاء داريوس الأول العرش, وهو يؤكد إِضافة إِلى ملاحظات أخرى, استخدام النص الآرامي في تعليم سيرة الملك ومآثره في مدارس الامبراطورية الفارسية وفي تربية أتباعه على الولاء له.

وقد كتب النص الآرامي لنقش بهيستون على ملف بردي طوله نحو ثلاثة أمتار, ويتألف من 190 سطراً, وفيه رواية لأخبار الحملات الأولى التي قام بها داريوس الأول لتوطيد أركان عرشه وقمع عدد من الثورات. وتتضمن الخاتمة وصايا وتعاليم أخلاقية موجهة إِلى من يتولى الحكم بعده, وفيها تحذير من الكذب والكذابين ودعوة إِلى الصدق وقول الحق, وتبشير بمباركة الإِله أهورا مزدا للصادقين ولأبنائهم من بعدهم.

نصوص قمران
أو مخطوطات البحر الميت الآرامية.

وهي مخطوطات كتبت بالآرامية والعبرية عثر على عدد منها في مغاور قريبة من البحر الميت في فلسطين (1947) وقد أدى العثور عليها إِلى كشف النقاب عن نصوص آرامية مهمة يمكن تعرف مضمونها بمقارنتها بنصوص موازية في لغات شرقية أخرى معاصرة. ويبدو لأول وهلة أن معظم هذه النصوص الآرامية كتب ما بين القرنين الثالث والثاني ق.م. ومن أهم هذه النصوص أربع مخطوطات من سفر طوبيا. وليس من شك لدى الباحثين اليوم في أن هذا السفر كان قد كتب, أول الأمر باللغة الآرامية, ومن المحتمل أن ذلك كان ما بين القرنين الرابع والثالث ق.م بتأثير قصة أحيقار التي يفترض أن كاتب السفر قد عرفها. وهناك أيضاً سفر أخنوخ, الذي يضم الكتاب السماوي وكتاب الحرّاس وكتاب الأمثال وكتاب الحكماء ورسالة أخنوخ ويمكن أن يضاف إِليها كتاب العمالقة. كان سفر أخنوخ معروفاً بفضل الترجمة الحبشية, ولكن بعد العثور على إِحدى عشرة نسخة مخطوطة بالآرامية من هذا السفر في المغارة رقم 4 في موقع قمران, غدا من الواضح أن الآرامية كانت اللغة الأصلية للنص.

عثر على نصوص أدبية متنوعة من مصادر مختلفة مثل نص صلاة نابونيد, ونص مزيّف عن التكوين من الممكن أن يعود إِلى القرن الثاني أو الأول ق.م. وكذلك ترجوم سفر أيوب. واستخدمت اللغة الآرامية إِلى جانب اللغة المصرية الديموطيقية في كتابة بعض النصوص. ويوجد نص سحري مزدوج اللغة كتب بالمسمارية البابلية وبالآرامية ويعرف بنص أوروك (الوركاء), وكان أول من قرأه وترجمه فرانسوا ثورو ـ دانجان, ثم نشره أندره دوبون ـ سومر.

الحضارة الآرامية
الدين
يضم مجمع الأرباب عند الآراميين آلهة من كنعان وبابل وآشور, إِضافة إِلى آلهتهم الخاصة بهم. وللإِله عند الآراميين اسم عام هو بعل بمعنى سيّد, ويدعونه أحياناً بعل شميين (رب السموات) كما في نص زكر ملك حماة ولعش . وعبدت إِلى جانب بعل الربة الأنثى بعلت التي كانت تدعى ملكة شميين (ملكة السموات) ولبعض المناطق والمدن بعلها الخاص بها كبعل حمون وبل تدمر(بعل الأمانوس) وبعل البقاع (بعلبك). واتخذ الآراميون هدد إِلهاً للطقس كما في دمشق يرسل الأمطار فيخصب الأرض وينبت الزرع ويسبب الكوارث عندما تنحدر السيول من الجبال إِلى الوديان. وكان مقر بعل حمون في الجبل الأقرع (كاسيوس) في اللاذقية الذي كان له في حضارة سورية القديمة ما لجبل الأولمب عند اليونان في تاريخهم القديم. وكانوا يعتقدون أن الزوابع والرعود والبرق من الظواهر التي تدل على هدد الذي كان يطلق عليه في بعض اللهجات اسم أدد أو أدّو ويدعى أيضاً رمّون/ وبتأثير الحوريين أدمج هدد برب العاصفة عند الحوريين تيشوب ورشف عند الحيثيين. وكما تدل الشواهد الفنية يبدو هدد في نحت بارز من سمأل الواقعة في أعالي الأمانوس, في صورة رجل محارب حاملاً الشوكة الثلاثية والمطرقة رمز البرق والرعد. وفي ملاطية يبدو واقفاً على ظهر ثور.

الآلهة السورية القديمة

وأهم معابد هدد في دمشق و حلب ومنبج (هيرابوليس) وبعلبك (هليوبوليس). وفي العصر الروماني عبد هدد في بعض المعابد بتأثير الثقافة الكلاسيكية اليونانية ـ الرومانية باسم جوبيتر, وعرف في دمشق باسم جوبيتير الدمشقي. وفي منبج عبدت الربة السورية أثارغاتيس إِلى جانب هدد, وكانت هذه الربة صورة مطبوعة بالهلينية لعشتارت وعنات, وكانت تدعى أيضاً «بنيت» أي ربة الذرية والنبوة وقد حمل الآراميون عبادتها من جبل سمعان وجبل بركات في سوريا إِلى وادي النيل ، ووصف الكاتب السوري لوقيان السميساطي (125-192م), الذي كتب باليونانية, معبدها في منبج في كتابه عن الآلهة السورية .

واختلطت عبادات الآراميين بعبادة آلهة أخرى عند جيرانهم, مثل إِل الكنعاني الذي كان يعد أباً لكل الآلهة, وأقاموا لهم بيوت العبادة حيثما حلوا, و سن إِله القمر عند الرافديين ويدعى بالآرامية شهر، ونابو رب الحكمة في بابل الذي حملوا عبادته حتى أسوان, وشمش إِله الحق والعدل في آشور وبابل.

الفنون الآرامية
شجع أمراء بيت بخياني وغوزانا في الجزيرة السورية وسمأل في كيليكية والأمانوس فناً تشكيلياً سوريا بأمتياز وابداع واضح , ويوجد تشابه بين الفن ألآرامي والفن الحوري ـ الحيثي. ومن المؤكد أن السوريين في هذه المنطقة الشمالية من البلاد كانوا يرتدون ملابس تشابه مع ملابس الحوريين الميتانيين والحثيين من الممالك السورية الشمالية , وقد انعكس ذلك على الفن التشكيلي, ومع ذلك فإِن الفنانين الآشوريين الذي زينوا القصر الآشوري في تل برسيب (تل أحمر) صوروا الآراميين بملابس مميزه . كما صوروا آراميي بابل ملتحين ويرتدون مآزر قصيرة ويضعون عمائم على رؤوسهم, أما النساء فكنّ يرتدين أثواباً طويلة. وهكذا فإِن الفن التشكيلي الآرامي , والتصوير والنحت, عكس البيئات المختلفة للمجتمعات الآرامية , في سوريا وفي المناطق الاخرى التابعة لحضارة الآراميين .

وتبدو الخصوصية في الفن الآرامي في العمارة, فالقصور تتصف بالغرف الواسعة, وتؤدي إِليها أبهاء تحمل أسقفها أعمدة منقوشة ومزينة بالنحت الجميل ولها شرفات واسعة من نموذج حيلاني, كما في تل حلف وعين دارة ( وسط سوريا ). ويبرز تطور فن العمارة في الأبواب وإِكساء الجدران. وفي بناء العتبات بالحجر البازلتي . أما التماثيل الكاملة المكتشفة فقليلة, وأهم المنحوتات عثر عليها في القبور الملكية في تل حلف وسمأل. أما التصوير فإِن الرسوم الجدارية تمثل مشاهد من الحروب والصيد والرحلات النهرية والبحرية وموضوعات ميثولوجية. وفي رسوم عن الطبيعة تختلط صورة الإِنسان بمخلوقات أخرى كما في الإِنسان ـ العقرب (من تل حلف). مسلّة برهدد ألآرامية التي نذرها للإِله ملقرت (من القرن التاسع ق.م).

الصناعة والتجارة في العصر الآرامي
الصناعة :

وبرع الآراميون في الصناعات المختلفة مثل صناعة الملابس الصوفية والكتانية والقطنية الجميلة, والأثاث الخشبي والجلود, وأدوات الكتابة, وفي صناعة الحليّ من الفضة والذهب والحفر على المعادن والعاج, وقد عثر على نماذج من العاج في أرسلان طاش (حداتو في شمالي سوريا), هي موجودة اليوم في متحف اللوفر. واشتهرت بعض المدن السورية القديمة منذ عصر أوغاريت وإِبلا وحماة وكركميش بالحفر على عاج الفيل الذي كانت قطعانه تعيش في سورية الشمالية في غاب العاصي حتى أواخر الألف الأول ق.م وقد صنع منه الحرفيون المهرة الأختام التي نقش عليها صور من الحياة اليومية والدينية والتماثيل والعلب والأمشاط واللوحات التزيينية واستخدموه لتطعيم الخشب كالموزاييك وغيرها الكثير من الصناعات التي برع فيها الانسان في فترة الحضارة الآرامية في سورية والمشرق القديم .

التجارة:

للتجارة في سورية القديمة ماض عريق يرقى إِلى إِبلا وأغاريت وماري . ولكن التجارة بلغت ذروة مجدها في العصر الآرامي. وكان التجار الآراميون يبعثون قوافلهم إِلى جميع بلاد المشرق القديم لتصل إِلى منابع دجلة والفرات شمالاً وإِلى مصر والحجاز جنوباً. واكتشف في العاصمة الآشورية نينوى بعض الأوزان البرونزية التي خلّفوها. واحتكر الآراميون التجارة الداخلية في البلاد ,كما سيطر الكنعانيون على التجارة البحرية في المتوسط والبحر الأحمر. ومن دمشق حاضرة البلاد السورية كانت تنطلق قوافل كبيرة باتجاهات مختلفة. وعمل ملوك آرام ولاسيما حزائيل على فتح طرق التجارة مع مدن فلسطين ومصر وشبه الجزيرة العربية.

واحتل التجار الآراميون مكاناً مهماً في البنية الاقتصادية للامبراطورية الفارسية الأخمينية فيما بين القرنين السادس والرابع ق.م فحملوا الأرجوان من مدن الساحل السورى (الفينيقي) وتاجروا بالأقمشة المطرزة والكتان والحجر الكريم واليشب, وجلبوا النحاس من قبرص, وخشب الأبنوس من إِفريقية واللؤلؤ من الخليج, ونقلوا العطور والعقاقير والزيوت والتمور والثمار المجففة, واتصلوا في رحلاتهم ببلاد بعيدة استوردوا منها التوابل والبخور. وكان يرافق التجار في رحلاتهم المسافرون والمغامرون وقد تميز التجار الاراميون بشكل كبير عن غيرهم . وهكذا تحركت في عالم الشرق العربي أسر وتنقلت جاليات حاملة معها معتقداتها وثقافاتها وعاداتها ولغاتها وهو ما أدى إِلى تفاعل بين أقطار المشرق العربي القديم وثقافاته وانتشار الثقافة والفن والتجارة الارامية في مناطق قريبة وبعيدة , وهذا يوضح مدى ما كان علية الاراميون من حضارة وتقدم استمر مع تعاقب الحضارات بعد ذلك .

مصادر
-محمد حرب فرزات

ـ علي أبو عساف, الآراميون (1989).

ـ محمد محفل, اللغة الآرامية (جامعة دمشق 1991).

– T . S . W
https://mawsoati.com/plus/%D8%A2/%D8%B1/%D8%A7/%D8%A2%D8%B1%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%88%D9%86.html

الممالك والقبائل الآرامية في الجزيرة السورية

الممالك والقبائل الآرامية في الجزيرة السورية

يهدف كتاب “الممالك والقبائل الآرامية في الجزيرة السورية” لمؤلفه خليل اقطيني إلى تسليط الضوء على الشعب الآرامي الذي قطن منطقة الجزيرة السورية، منذ منتصف الألف الثاني قبل الميلاد.إن كلمة “آرام” التي اشتق الآراميون منها اسمهم.

وهي تسمية جغرافية أطلقت على سوريا الحالية وموجودة في الكتابات الآرامية القديمة. وأطلق العهد القديم تسمية “آرام نهرين” على منطقة الجزيرة السورية كلها، كما انتشرت تسمية “بيت آرامي” أي بلاد الآراميين على جنوب ووسط العراق، وانتهت الدولة الآرامية التي لم تكن موحدة سياسياً في عام 720 ق.م.، على يد سرجون “شيروكين” ملك نينوى.نشأت أولى الدول الآرامية في منطقة الفرات الأوسط، وسميت “آرام نهرين” الفرات ورافده الخابور.

وهناك “فدان آرام” وكان مركزها مدينة “حران”، وفي الجنوب تأسست “آرام دمشق” وتطورت فأصبحت مملكة كبرى تمتد على الفرات من جهة واليرموك من جهة أخرى، وكانت هناك “مملكة صوبا” قرب بلدة عنجر جنوب زحلة في البقاع. وفي الشمال نجح الآراميون في التسلل إلى وادي “كارازو” وأسسوا في سفوح جبال الأمانوس مملكة شمال، وجعلوا مدينة “زنجرلي” عاصمة لها. وفي الجنوب خضعت حماه مع وادي نهر العاصي الأوسط لسلطة الآراميين، ثم قاموا بتشكيل مقاطعات إدارية عديدة.

وشكلوا “إمارة صوبا” التي تقع في سهل البقاع، وتقع “إمارة بيت رحوب” إلى الجنوب منها، و”إمارة ماكاح” وتشمل منطقة تل القاضي والجولان، وإمارة جيشور التي تقع إلى الشرق منها، بين دمشق ونهر اليرموك. ومملكة “بيت آغوشي” وعاصمتها “أرفاد” القابعة أطلالها في تل رفعت.

و”كركميش” جرابلس، و”شمال” زنجر لي في تركيا.لقد احتكر الآراميون تجارة سوريا الداخلية، وكانت قوافلهم تجوب الشرق الأدنى بكامله، تحمل الأرجوان من فينيقيا والأبنوس والعاج من أفريقيا واللؤلؤ من الخليج، كما تاجروا بالألبسة والنحاس واستخدموا النقود في تجارتهم، عثر في أطلال آشور ونينوى على أوزان نحاسية آرامية، كما أجادوا صناعة التحف العاجية وصياغة الحلي الذهبية والفضية والنحاسية، وصناعة الأسلحة والمركبات الحربية.

وقد عثر في تل حلف على إناء برونزي منقوش. وكانت مملكة “بيت زماني” تعتمد في اقتصادها على استخراج النحاس المحلي من منطقة المناجم الواقعة على بعد 60 كم إلى الشمال الغربي من ديار بكر، وورد ذكر القصدير في حولياتهم مع المعادن الأخرى، وخاصة الذهب والفضة.اعتمد الآراميون في غذائهم على الحبوب والخضروات والفاكهة، فقد ذكرت النصوص أنّ أهم أنواع الحبوب كانت الشعير ثم القمح، حيث كان الشعير وسيلة الدفع في الحضارة الرافدية القديمة، قبل أنّ تصبح الفضة والذهب هي الوسيلة في وقت لاحق.

وتذكر النصوص أنّ زراعة الكرمة والأشجار المثمرة ترافقت مع زراعة الحبوب. أمّا تلقيح النخيل فكان يتم يدوياً، وقد تمّ تصوير ذلك في الأشكال الفنية، إذ وجدت في “جوزن” منحوتة من القرن التاسع تمثل رجلاً يتسلق شجرة نخيل بواسطة السلم، من أجل القيام بتخصيب الشجرة الأنثى ثمّ يقوم بوضع الزهر الذكري بوساطة كوز مخروطي.

كشفت الحوليات اقتصاداً مختلطاً من تربية المواشي والزراعة، عن طريق الذكر المتكرّر لضرائب تتألف من الغنم والثيران والأغنام، وذكرت الحبوب والتين والجياد والبغال. فرضت اللغة الآرامية نفسها على المنطقة، يساعدها على ذلك النشاط التجاري للمتحدثين بها، ومنذ القرن السادس ق.م. غدت اللغة الآرامية اللغة السائدة بين مقاطعات الإمبراطورية الفارسية الواسعة الأرجاء، لقد حصل الأرمن والفرس والهنود على أبجديتهم من مصادر آرامية.

وحروف الفهلوية والسنسكريتية هي من أصل آرامي، وحمل الكهنة البوذيون الأبجدية السنسكريتية إلى قلب الصين وكوريا واليابان، وكان عدد المتكلمين بالآرامية في بلاد آشور أكثر من المتكلمين باللغة الآشورية، لغة حيّة تطورت من لغة مجتمع بدوي إلى لغة مجتمعات حضارية مستقرة، وبقيت لغة الثقافة والتجارة والإدارة والفكر والأدب فترة طويلة تقرب من ألفي عام.

اهتمّ الملوك الآراميون بتحصينات المدن وبناء القصور الضخمة والواجهات الكبيرة، وقد درجوا على عادة تزيينيها من الخارج باللوحات المنقوشة، وأكثر المنحوتات تأثيراً، التماثيل الثلاثة التي تحمل السقف الخشبي للمدخل، إذ يقف كل منها على أسد وثور، بينما تقف المرأة على لبؤة.

الكتاب: الممالك والقبائل الآرامية في الجزيرة السورية

تأليف: خليل اقطيني

الناشر: دار الروضة دمشق 2011
https://www.albayan.ae/paths/books/2011-09-04-1.1496950

كيف حصل الفرنسيون على آثارنا الآراميه المكتشفه بحلب؟

كيف حصل الفرنسيون على آثارنا الآراميه المكتشفه بحلب؟
Elias S. Zakko
نورد لكم👇نص منشور الباحث هنري كيفاHenri Bedros Kifa☝

حين شاركت برنامج الإعلامية مايا مراد عبر فضائية سُريويوسات حول الآثار الآراميه بمتحف اللوفر. ذكرت ما أعرفه عن كيفية إنتقالها من الشرق للدول الأوروبيه عموماً . فالعديد منها مسروقه ومهربه ضمن صراع بين تلك الدول للحصول على تحف وكتابات نادره لمتاحفها . وبوصول حديثي حول تمثالين لكاهنين آراميين قد وجدا قرب حلب/منطقة نيرب تحديداً، سألتني:”كيف حصلت فرنسا على هذين التمثالين؟ وهل سرقتهما؟ وكيف؟”
للأسف لم يكن لي معلومات حينها عن ذلك، لكنني اطلعت بعدها على معلومات من (رسائل متبادله) بين مهتمين فرنسيين بباريس والتاجر الذي أراد بيع تلك التماثيل !
أولا- كيف ومتى عرف الفرنسيون بوجود هالتماثيل ؟
مجموعة الرسائل(حوالي٤٠)موجوده بمكتبCorpus Inscriptionum Semiticarum التابع لL’Académie des Inscriptions et Belles-Lettres تشرحلنا بوضوح كيف تمت عملية البيع والشراء !
المطلع على هالرسائل السريه يكتشف كيف كانت الدول الأوروبيه تتسابق للحصول عالآثار . سأترجم بضع مقاطع مهمه منها: وصلت Charles-Clermont-Ganneau -من أهم علماء آثار نهاية القرن ال19- رسالة في ٢٥ ت2 سنة١٨٩١ من موظف بقنصلية حلب اسمه Barthélemy بعثها في١١ ت2 يذكر فيها :”سمحت لنفسي ان اكتبلك وحين تعلم السبب ستسامحني …فقد إكتشف بعض العمال مؤخرا بضيعة النيرب قرب حلب تمثالاحيث نرى تقدمة وفوقها كتابة فينيقيه, لم أره لكن أحد رجال الدين الفرنسيين نسخ الكتابة…” باليوم نفسه يكتبGanneau لذلك الموظف يطلب نسخه منه أوالحصول على التمثال لفحصه!
كتبGanneau بنفس اليومRenanيشرح فيها خبر الإكتشاف. فرد Renan:”رسالة Barthélemyأسعدتني ويبدو أن للكتابه علاقه بنص زنجرلي (سمأل) ولاشك هي آراميه ومهم جدا الحصول عليها …أرسل برقية ل Barthélemy لأن هالإكتشاف مهم جداً. وفي٢٩ ت2 وصلت برقية لقنصلية فرنسا بحلب تطلب من Barthélemy جمع كل المعلومات وسعر التماثيل.
ثانيا – ماذا تخبرنا الرسائل المتبادلة ؟
أ- ان تاجرا أوروبيا لبيع التحف Nicolas Marcopoli أسرع بشراء التمثالين من صاحب الأرض ويطلب مبلغ عشرة ألاف فرنك !
ب- عرض التاجر تمثال جديد ويرفض نقل التماثيل لبيروت لمعاينتها. وقد أرسل نسخا لألمانيا وبريطانيا.
ج- أحد الألمان المهتمين بعلم الآثار ذكر للتاجر Marcopoliأن التماثيل مزيفة وليس لها قيمه تاريخيه
د- بعد سنتين تم الإتفاق على بيع التمثالين بألفي فرنك لا10آلاف !واشترتهما رهبنية الفرنسيسكان ونقلوهم لقنصلية حلب ١١حزيران ١٨٩٤
ه- نقلBarthélemy التمثالين بسريه تامه لبيروت براً ومنها لفرنسا بحراً وإستغرقت عملية النقل حوالي سنتين, ووصلت باريس شباط-أذار ١٨٩٦!
ثالثا – أهمية هذه الرسائل!؟
أ- تكشف لنا كيفية تدخّل المخابرات الفرنسيه وخاصة العلماء الفرنسيين الذين كانو يعيشون بالمانيا وإيطاليا وبريطانيا ينقلون مايسمعوه حول تماثيل حلب الآرامية !
ب- شعر العالمGanneau بمسؤولية كبيره على عاتقه فهو مكلف بعملية الشراء والتحقق من صحة هالتماثيل! وتصله أخبار أنّ التاجر Marcopoli كان يعرض التماثيل لمتاحف بالمانيا وبريطانيا وإيطاليا !
ج- ورد بتلك الرسائل إن الكتابة كانت بالفينيقيه وبعضها ذكر إنها بالأشوريه! لكن بعد دراستها؟أجمع العلماء على أنها آراميه
د- كانت عملية شراء التماثيل مخاطرة كبيرة فلاأحد من علماء الآثار أو علماء اللغات الشرقيه قد عاين هذه التماثيل عن قرب
ه- نشاط الإرساليات الأجنبية بخدمة مصالح بلدها، فالراهبPaul de Saint Aignan أوصل خبر إكتشاف التماثيل للقنصليه الفرنسيه واشترتها رهبنته لحساب Corpus Inscriptionum Semiticarum وقدمت لاحقا لمتحف اللوفر حيث لاتزال لليوم !

احتفال الكرمس في نادي الرافدين الخالد الذكر !

احتفال الكرمس في نادي الرافدين الخالد الذكر !
Sardanapal Asaad

احتفال الكرمس في نادي الرافدين الخالد الذكر !
اهلاً بكم اعزائي الاصدقاء في كل مكان .
اتصل بي اليوم الاثنين في 2021- 12- 06 الصديقان العزيزان وهما السادة عيسى ملكي رشّو وهو مخرج اعمالي الموسيقية وصاحب تسجيلات ستيريو الكندي الشهيرة ، وكذلك ايضاً صديقنا العزيز من ايام القامشلي السيد إدوار حنا ( شبك ) . وكان سؤالهما هذين الصديقين ( عيسى وإدوار ) عن احتفالات الكرمس في نادي الرافدين ايام العزّ في القامشلي وتحديداً كان السؤال عن معنى كلمة كرمس وجذورها ؟؟
احبائي …
يسرني جداً أن أعيد الكرّة مرة ثانية في نشر بعض صور احتفالات الكرمس لنادي ما بين النهرين والمعروف بإسم نادي الرافدين ، لأنني بالحقيقة كنتُ قد نشرتُ سابقاً ومنذ سنوات مسلسلاً عن تاريخ تأسيس وجميع نشاطات نادي الرافدين الخالد في القامشلي و خاصة عن مهرجان الكرمس قبل نهاية الصيف من كل عام ، وكان اخر كرمس في نهاية صيف سنة 1962والذي تسبّب وبكل أسف في مؤامرة إغلاقه ، والقصة طويلة وباتت معروفة لدى الكثيرين مما عاشوا احداثها ورَوَوها جيلاً بعد جيل ، ولكي لا تُنتَسى وأن تبقى وصمة عار في جبين المتآمرين المعتدين وأن يذكرها الزمن !!
بالنسبة لمعنى كلمة كرمس فهي قديمة منذ مئات السنين وجذورها تعود الى اللغة الهولندية Kermesse , Kermes و هي مؤلفة من كلمتين ( كنيسة Kerk ) و ( قداس Miss ) وباقتران الكلمتين مع بعضهما فتصبح هكذا : Kermesse . أما المناسبة فكانت للإحتفال السنوي بذكرى تأسيس الكنيسة في الأبرشية في هولندا ، ومن بعدها تطور الإحتفال الى مهرجان للغناء والرقص والإبتهاج الخ …
ومن ثم انتقلت كلمة كرمس Kermesse من هولندا الى مختلف اللغات الاوروبية مثل الإنكليزية والفرنسية والاسبانية الخ … واصبحت تعبّر الكلمة عن الإحتفال ، والمهرجان ، و سوق البازار والألعاب …
أصدقائي …
انشر لكم هنا بعض الصور القديمة للحضارة العظيمة التي بناها السريان في القامشلي ومنها احتفالات الكرمس في نادي الرافدين وكذلك احتفالات رأس السنة لسنة 1960 .
وايضاً صورة عن لوحة تاريخية قديمة أبدعها الرسام الفلمنكي مارتن فان كليف Marten Van Cleve ( 1527-1581 ) وهي تمثّل احتفالات الكرمس في الاراضي المنخفضة ( الفلمنك ، هولندا ) ومن ثم انتشرت احتفالات الكرمس في معظم القارة الأوروبية .
واخيراً …شكراً جزيلاً للصديقين العزيزين السادة عيسى ملكي رشّو وإدوار حنا ( شبك ) لإثارتهما هذا السؤال عن تاريخ الكرمس !

معنى رمز النسر السرياني

معنى رمز النسر السرياني

لقد اختار اباؤنا الاراميون السريان في شعارهم منذ قديم الزمان \ماقبل الميلاد \ النسر وهو طائر جارح حاد البصر ذو اجنحة كبيرة وعضلات قوية عرض جناحيه عند الطيران ٢٨٠سنتيميتر ، من صنف النسور ورتبة الصقريات واسمه في العبرية والسريانية (نشرو) وسمي بالعربية نسر. ولما له من مدلولات وصفات، فهو طائر من النوع الخاص يتميز بحجمه الكبير وهيبته وملامحه ، والنسر ذو رمزية عالية ، كما يصنف في اعلى مراتب الطيور .
استخدم السريان بعد الميلاد علماً مكوناً من اللون الوردي والابيض والاحمر ومرصعة بثلاثة نجوم باعلى اليسار تدل على الكنائس الثلاث وهي : السريانية والكلدانية والاشورية ، ولاحقاً تمّ استبدال العلم بصليب ابيض على خلفية حمراء ترمز الى دماء شهداء مجازر سيفو ١٩١٥م التي ارتكبتها الدولة العثمانية ضد الشعب السرياني والارمني . وفي اواسط الثمانينات من القرن الماضي تبنى السريان علماً وهو عبارة عن صورة لنقش نسر اكتشف في منطقة تل حلف من قبل الباحث الفرنسي وخبير العلوم السامية اندريه دوبون ١٩٠٠- ١٩٨٣م والقطعة المكتشفة تصور كلكامش بين اثنان من رجُلي الثور مدعومان بقرص شمس مجنح و يعتقد بأنها تعود لعصر الملك الآرامي (كبارا بن قاديانو) في القرن التاسع واخرون يقولون الالف السادس قبل الميلاد. واستبدل راس النسر مسيحياً بشعلة تمثل الروح القدس بسبب ان رأس النسر يتلوث بالفريسة اثناء التهامه الجيفة الميتة. وتل حلف تقع شرق شمال سوريا غربي مدينة رأس العين ، في منطقة ينابيع نهر الخابور اكبر روافد الفرات . وتل حلف هو الاسم المعاصر للموقع الذي كان يدعى باسم غوزانا في الالف الاول قبل الميلاد، وكانت عاصمة لمملكة (بيث بخياتي )وهو موقع مدينة اثرية في سوريا تمثل فترة زمنية في تاريخ سوريا .
كما ان النسر يستخدم كنموذج يحتذى به للانسان في سمو بعض خصاله منها :
١-الرفعة والسمو:فالنسر بانواعه يحلق لارتفاعات عالية جداً لايصلها غيره من الطيور ليلبي طموحه وشموخه وكبريائه ،ويتحمل في هذه الارتفاعات التغييرات المفاجئة والكبيرة لدرجات الحرارة بما لايتحملها غيره من الكائنات بسهولة . بمعنى آخر ان السرياني يستطيع ان يتأقلم في اي جو سياسي او اجتماعي او ديني ، ويبني النسر اعشاش صغاره في الارتفاعات الشاهقة، ويحقق استقلاليته في العيش . وترمز النجوم الاربعة في اسفل صورة النسر الى الاله( حَدَد) والذي يشمل ( الغيمة والمطر والبرق والرعد ) …..
٢- يستطيع التركيز بدقة متناهية من خلال رؤية فريسته على بعد ٥كم ويحدد موقعها ، فهو صاحب البصر الحاد والرؤية الثاقبة ، وهنا يرمز للسرياني النشط الذي يتطلع الى عمق تاريخ ابائه واجداده بنظرة واقعية ، ويستنبط منهابرنامجه الشخصي لمستقبل افضل .
٣- الشجاعة في مواجهة المصاعب والتحديات والكوارث ، فجميع المخلوقات يتجنبون العواصف والاعاصير ويعتبروها من الكوارث الطبيعية ، في حين ترغبها النسور ، فالعواصف التي تحملها الرياح تدفع النسور على التحليق في الاجواء العالية ، بعكس بقية الطيور التي تلجأ للاشجار وثقوب البيوت واماكن اخرى بحثاً عن الامان . وكما يقول جرجي زيدان مامعناه ان السريان اينما ذهبوا فانهم يبنون حياة جديدة . كما ان المصاعب والاضطهادات والمطاردات والقتل والعنف الذي تمّ ممارستها تجاه السريان عبر التاريخ زادهم ثبات وقوة ايمان وارادة … …
٤ – يتعمد النسر عند بناء العش لصغاره ان يجعله غير نظامي وغير مريح ، ليدفع بفراخه للاستعجال بتعلم الطيران ويعزز الرغبة في ترك اعشاشها ومغادرته وعدم جعله مرتعاً للخمول والكسل ، يقول الكتاب (كَمَا يُحَرِّكُ النَّسْرُ عُشَّهُ وَعَلَى فِرَاخِهِ يَرِفُّ، وَيَبْسُطُ جَنَاحَيْهِ وَيَأْخُذُهَا وَيَحْمِلُهَا عَلَى مَنَاكِبِهِ)، ( تثنية ١٧)
٥ – في حالة رغبة النسور في التزاوج وهم من الطيور الاجتماعية . فان الانثى تضع شرطاً يدلل على الالتزام والطاعة ، حيث ترمي الانثى غصن شجرة او فريسة او اي شيء آخر من على ارتفاعات متباينةولاكثر من مرة، وعلى الذكر التقاطها قبل ارتطامها بالارض . ويذكر في الكتاب المقدس اية قد تدلل على هذا المعنى فيقول الكتاب ( هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: نَسْرٌ عَظِيمٌ كَبِيرُ الْجَنَاحَيْنِ، طَوِيلُ الْقَوَادِمِ، وَاسِعُ الْمَنَاكِبِ، ذُو تَهَاوِيلَ، جَاءَ إِلَى لُبْنَانَ وَأَخَذَ فَرْعَ الأَرْزِ). ( حزقيال ١٧)
٦ – الحداثة والتجديد وهذا يبان عند تقدم النسور بالعمر، ويبدا ريشه ومنقاره ومخالبه بالضعف ، وطبعاً هذا يهدد حياته ، فيلجأ الى الجبال الشاهقة ، حيث يبدأ بنتف ريشه وكسر مخالبه وتحطيم منقاره وذلك من خلال تصادمه بالصخور . وبعد ذلك يتجدد كل شيء فيه ، فيعود سالمأً معافا بعد فترة، وهكذا السرياني عليه بالتجديد والتحديث ليواكب تتطور الانسانية ..يقول الكتاب (الَّذِي يُشْبعُ بِالْخَيْرِ عُمْرَكِ، فَيَتَجَدَّدُ مِثْلَ النَّسْرِ شَبَابُكِ) ( المزامير ١٠٣) . ويرمز ايضاً لتجديد حياة المؤمن الروحية بغية العودة الى احضان الرب …..
٧ – اتخاذ العديد من الدول العربية شعار الدولة النسر ليس محض صدفة بل يدلل على مدى تأثير الشعب الارامي على شعوب الشرق والمنطقة باسرها . على وجه الخصوص سوريا، فلسطين ، العراق ،مصر واليمن و….وهذه الدول هي موطن الآراميين ومن تأثر بهم . ومن الجدير بالذكر ان رائد الفن التشكيلي في سوريا موطن السريان ناظم الجعفري عندما فكر في تصميم شعار سوريا وقع اختياره على النسر، كانت تلك فكرة او مايسمى وحي وليس اقتراح ولم يكن بمحض الصدفة ….
٨ – سرعة انقضاضه على الفريسة تدلل على سرعة السرياني في اقتناص المعرفة والعلم وبلهفة يقول الكتاب (تَمُرُّ مَعَ سُفُنِ الْبَرْدِيِّ. كَنَسْرٍ يَنْقَضُّ إِلَى قَنَصِهِ.) (ايوب ٩)
٩- النسر واثق من نفسه ومعتد بذاته وشخصيته …
١٠- عمره طويل نسبياً حيث يعمر من ١٤- ٢٠ سنة
١١- شعار النسر الارامي السرياني هو العودة الى الجذور الحقيقية لشعبنا
١٢- فالنسر عندما يطير لا نعرف من أين جاء أو من أين ذهب لا تعرف طريقه، لأن النسر يذكرنا بالصعود، كما جاء في سفر الأمثال: “ثَلاَثَةٌ عَجِيبَةٌ فَوْقِي، وَأَرْبَعَةٌ لاَ أَعْرِفُهَا: طَرِيقَ نَسْرٍ فِي السَّمَاوَاتِ……” (سفر الأمثال 30: 18-19).
في المسيحية يرمز وجه النسر بوجه المسيح وهذا ماجعل الكنيسة ان تستبدل راسه بشعلة الروح القدس وبحسب انجيل يوحنا ان وجهه كوجه النسر.كما يُرمز للبشير يوحنا الانجيلي بوجه النسر ايضاً ، وهناك من القديسين من تشبه بالنسر امثال القديس فلتاؤس الذي لُقِبَ بنسر البرية وهناك مصادر سريانية ومسيحية تؤكد دلالة النسر مسيحياً وسريانياً…..
ابلحد حنا ساكا البرطلي (بتصرف )