تاريخ معامل محلات شوكولاه الغراوي العريقة السورية ..

تاريخ معامل محلات شوكولاه الغراوي العريقة السورية ..

لن نبكي الماضي ..
لكن ليكن التاريخ حافزاً لنا
تاريخ معامل محلات شوكولاه الغراوي العريقة ..
صادق غراوي ملك الشوكولاته من أعيان البرجوازية الوطنية السورية ، فُجعَ بالتأميم مرتين ! حلم الشوكولاته ولد في سوريا ودفن مرتين ،
ثم ولد من جديد ليُدفن مع المرحوم بسام في بودابست.
عاد صادق غراوي من باريس في عام 1931، أحضر معه السيد Ogisse وهو خبير فرنسيٌ في مجال الشوكولا ، بقي في دمشق لمدة 12 عاماً في تدريب منتجي الشوكولا الدمشقيين ، على فن تصنيع الشوكولا الفاخرة من الكاكاو . خلال ثلاثينيات أربعينيات القرن العشرين ، تم بيع منتجات غراوي في متاجر لندن مثل Fortnum Mason و Selfridges و Harrods ،
من خلال متجر الجيش والبحرية في لندن ، حصلوا على لقب مزود صاحبة الجلالة ملكة إنجلترا بالشوكولا .
أما في باريس ، فقد تم بيع منتجات غراوي في متاجر Fauchon و Hediard الفخمة .
في يونيو عام 1961 خلال الوحدة مع مصر تم تأميم المصنع الذي رفع اسم سوريا في صناعة الشوكولاتا في العالم ،
فقد صادق غراوي جميع مصانعه ،
بعد انقلاب عام 1961 ، انفصلت سوريا عن الاتحاد مع مصر وأصبحت مرة أخرى دولة مستقلة .
في عام 1963 قرر صادق غراوي تأسيس مصنع كبير حيث يتم صنع الشوكولا البسكويت الحلويات عالية الجودة ، تم شراء خط التصنيع اللازم لإنتاج البسكويت من Werner و Pfleiderer في شتوتغارت ، خط الشوكولا من الشركة الإيطالية Carle Montanari وخط الكراميل من الشركة الصناعية الألمانية الشرقية Nagema .
كان اسم الشركة الجديد هو S. Ghraoui and Co. (الشركة السورية للشوكولا والبسكويت) . لكن أعيد تأميم المصنع عام 1965
بعد ذلك تولت الحكومة السورية السيطرة الكاملة على إدارة المصنع وإنتاجه .
كان على سوريا أن تنتظر 31 عاماً حتى يأتي الابن البار بسام غراوي عام 1996 ، لينطلق بفخر الصناعة “غراوي” للعالم حيث 60 بالمائة منها كان يتم تصديرها للعالم ، من مثل قصر بكنغهام ، لتتذوقها الملكة إليزابيث ، وإلى الإليزيه ليتمتع بها الرئيس جاك شيراك .
عام 2011 ترك المصنع في سوريا ، وأسس عام 2015 متجره الفاخر في بودابست ، بجوار دار الأوبرا .. لكن وافته المنية ، في المجر .
كم خسرت سوريا بتدمير أعظم مصانع الشوكولاتا في العالم منذ عام 1931 ؟
كيف يمكن لسوريا تعويض هذه النخبة والمعرفة الصناعية وتعيد توطين صناعة راقية كالشوكولاته ؟ .
ـ حازت شوكولا غراوي – على يد المرحوم بسام غراوي الذي تابع مسيرة أبيه – عام 2005 على جائزة مرتبة الشرف ‘Prix d’honneur’ في معرض صالون الشوكولا التجاري في باريس Salon du Chocolat trade fair، معرض صناع الشوكولا الأكثر تميزاً في أوروبا .
شاركت في المعرض السنوي الأول Salon du Chocolat fair وعرض أزياء الشوكولا الذي عقد في موسكو عام 2006 .
حيث تم تصميم فستان غراوي المشارك من قبل مصمم الأزياء البلجيكي Stéphane Mahéas وتم تزيينه بالشوكولا من قبل صناعنا المهرة في مصنع غراوي .
كما شاركت غراوي مجدداً في عرض أزياء الشوكولا في باريس عام 2008 ،
تم تصميم رداء خاص لهذا المعرض من قبل مصمم الأزياء الفرنسي الشهير Jean Doucet وارتدته ملكة جمال فرنسا لعام 2007 Rachel Legrain Trapani .
كما ارتدت ثوب غراوي أيضاً المغنية الفرنسية Caroline Clément عام 2009 .
الصورة للرئيس هاشم الأتاسي والصناعي الدمشقي صادق غراوي أحد اعيان الكتلة الوطنية عام 1936.

Lousin Kerdo

ما معنى ” جبرائيل ” في اللغة الآرامية ؟

ما معنى ” جبرائيل ” في اللغة الآرامية ؟

هنري بدروس كيفا

نحن مسيحيون و لا شك في ذلك و لكننا مطالبون بالأمانة للتاريخ الأكاديمي !

لقد بدأ اليهود في تدوين أسفار التوراة في القرن السادس قبل الميلاد ,

أغلب العلماء يرددون أنهم بدأوا تدوينه في بلاد أكاد ( بلاد بابل فيما

بعد ) بعد سبي الكلدان لهم حوالي سنة ٥٨٧ ق٠م . و بعض أسفار

التوراة كتبت في القرن الثالث أو الأول ق٠م .

لقد تطور علم التاريخ في القرن التاسع عشر و تحول من أدب الى

علم يتبع منهجية علمية هدفها ذكر الحقائق التاريخية كما هي !

للأسف لنا أن كثيرا من مفسري أسفار التوراة قد رددوا و لا يزالون

يرددون أن أسماء عمنوئيل و جبرائيل و دانيئيل ( دانيال ) … هي

أماء عبرية تعني ” الله معنا ” و” الله هو الجبار ” أو ” الله هو القاضي”.

نحن لا نستطيع أن نردد هذه التفسيرات الخاطئة للأسباب التالية :

١- إنها أسماء آرامية و ليس عبرية و إن إستخدمها العبرانيون !

٢ – إنها وردت في نصوص آرامية أقدم من تدوين أسفار التوراة بأكثر

من ٣٠٠ سنة !

٣ – إن كتابة الأسماء بحد ذاتها تذكر الإله ” أيل ” و ليس ” الله ”

فنحن نكتب و نلفظ ” عمنوئيل ” و ليس ” عمن ألوهو “!

٤- لا شك لقد كان أجدادنا الآراميون أول شعب بعد اليهود قد قبلوا

الديانة المسيحية و إستشهدوا من أجلها مئات السنين عبر تاريخهم

الطويل . و نحن أقدم شعب لا يزال يعيش في الشرق و لهذا السبب

يجب علينا – جميعا – أن نعتمد على التاريخ الأكاديمي الذي يؤكد

أن أسماء عمنوئيل و جبرائيل و دانيئيل هي آرامية بعكس ” التفسيرات ”

التي تدعي إنها عبرية و تعني حرفيا ” الله جبار ” ! أو ” الله معنا “!

٥ – إيماننا المسيحي يجب أن يدفعنا الى الإيمان بالتاريخ العلمي كي

نحافظ على وجودنا ليس فقط كأقدم شعب مسيحي و لكن كأقدم شعب آرامي لا يزال يعيش في الشرق !

٦ -الشعب الآرامي كان في تاريخه القديم وثنيا و لكنه اليوم يضم مسيحيون

و مسلمون : الهوية الآرامية ليست حكرا للمسيحيين لأن مصادرهم تثبت

أن علمائهم قد إفتخروا بجذورهم الآرامية ٠

٧ – لقد ورد إسم حزائيل في عدة نصوص آرامية تعود الى أواخر القرن

التاسع ق.م و هو إسم أشهر ملك آرامي حكم في مملكة دمشق بين سنتي

٨٤٣ و ٨٠٣ ق٠م و معنى إسمه في اللغة الآرامية هو ” الإله إيل يرى”

و يوجد إسم ” حزقيال ” في أسفار التوراة : فهل يحق لنا أن نفسره

” الله يرى ” ؟

٨ – عدة ملايين من الأوروبيين و الأميركيين يحملون أسماء آرامية مثل:

توم و غبريال و مرتا و حزائيل و داني … و هم يجهلون معاني أسمائهم

و لا يعرفون أنها آرامية ٠ نحن لا ندعي أن إنتشار اسم توم Tom في أميركا هو بفضل أجدادنا الآراميين و لا شك إن القارئ يعلم أن إنتشار الديانة المسيحية هو الذي أدى الى إنتشار الأسماء التي كانت منتشرة بين الشعب اليهودي : إنتشار محمد بين الإفريقيين لا يعني تحدرهم من العرب

و لكن يشير الى إيمانهم المسلم !

لا أعتقد أن القارئ بحاجة أن نشرح حول الصورة المرفقة و لا شك إنه

يعلم أن لفظة توم تعني التوأم و لا تزال تستخدم حتى اليوم بنفس المعنى!

 

لماذا أعشق إسم ” بر حدد ” ؟ هنري بدروس كيفا

لماذا أعشق إسم ” بر حدد ” ؟  هنري بدروس كيفا

هذا التمثال هو للإله ” هدد أو حدد ” إله الرعد عند الآراميين و كان
يكتب هدد ܗܖܖ في النصوص الآرامية القديمة و ܚܕܕ في المصادر السريانية . عدة ملوك آراميين كانوا يحملون هذا الإسم ܒܖ ܗܖܖ برهدد
اي إبن الإله حدد !
هذا الإسم هو آرامي و يشير بكل وضوح الى إله وثني و المثير هو
إننا وجدنا في المصادر السريانية أسماء عدة أساقفة سريان من القرنين الخامس و السادس الميلادي يحملون إسم “برحدد ” ! و هذا لا يعني
أن هؤلاء الأساقفة كانوا يتعبدون لإله آرامي وثني و لكن و بكل بساطة
أنهم يتحدرون من الشعب الآرامي الذي كان يشكل أكثرية السكان في
شرقنا الحبيب .
لقد إنتشرت عبادة الإله حدد عند جميع الآراميين و خاصة في مملكة
دمشق . إن أسفار التوراة تخبرنا عن ” معبد حدد ” الكبير في مدينة دمشق و هذا المعبد سيشتهر في أيام الرومان ” معبد جوبيتر الدمشقي”
و سيتحول الى كنيسة مار يوحنا المشهورة عند إنتشار الديانة المسيحية.
بعد إحتلال العرب لمدينة دمشق سيأخذون نصف الكنيسة و يستخدمونها
للصلاة ثم سيحولونها الى جامع يعرف بالجامع الأموي حتى اليوم.
إنني شخصيا لم أكن أعرف أهمية تاريخ الآراميين في الشرق و لكنني
بعد دراسات طويلة إكتشفت أهمية تاريخهم و دورهم في تاريخ الشرق !
لقد سمينا أنا و زوجتي إبننا البكر ” بر حدد ” كي لا ينسى جذوره
الآرامية !
أخيرا كان الآراميون يتعبدون لألهتهم و لملوكهم و هذا واضح من
التماثيل الآرامية العديدة المكشفة فالملك و الإله يرتديان نفس الثوب
و ينتصبان في نفس الشكل : الفرق الوحيد هو أن الإله له قرنان يرمزان
إلى ألوهيته !
المؤرخ اليهودي يوسيفوس ينقل لنا عن الكاتب نيقولا الدمشقي من القرن
الثاني قبل الميلاد بأن أهالي دمشق في القرن الثاني ق٠م يتعبدون
ل ” حزائيلوس و أدادوس ” النص باللغة اليونانية و هم بدون شكل ملوك
دمشق الآراميين حزائيل ٨٤٣ – ٨٠٣ و بر حدد إبنه أو حزائيل و الإله
” حدد ” نفسه ! هذا يعني أن سكان دمشق قد حافظوا على ذكرى
الملك حزائيل بعد أكثر من ٦٠٠ سنة على موته !
جميع أصدقائي المقربين يعرفون جيدا بأنني متمسك بهوية أجدادنا
الآراميين و ليس بديانتهم الوثنية ! و ميلي الخاص هو barhaddad
و طبعا ” ميلي ” هنا أقصد به adresse mail و ليس ميولي و إتجهاتي ! الحمدلله لقد ترك لنا أجدادنا و علمائنا السريان عشرات
النصوص التي تثبت أنهم كانوا يعرفون و يؤمنون بهوية آرامية واحدة!
محبتي الى كل أخ أصيل متمسك بجذوره الحفيقية و لا يتغنى بجذور
وهمية تشير الى جهله و ضياعه .
الصورة المرفقة
١ – تمثال للإله حدد قد أكتشف في تل حلف مع بعثة فون أوبنهايم.
٢- القرنان واضحان و يؤكدان لنا أنه إله آرامي و هو بدون شك الإله حدد
٣-أسماء عائلات ” حداد ” و حتى ” حداديان “المنتشرة في كل شرقنا لا تعني أن أصحاب هذه الأسماء كانوا يشتغلون كحدادين و لكن أن أسمهم
يؤكد إنتمائهم الآرامي .
٤-هل كل الألهة عند الشعوب القديمة في شرقنا القديم كان لها قرنان
يرمزيان الى ألوهيتهم ؟ إنني غير مطلع على هذا الموضوع…😍😍😍
لماذا هذه الصفحة مليئة بالمفاهيم التاريخية الخاطئة ؟
لماذا هذه الصفحة مليئة بالمفاهيم التاريخية الخاطئة ؟
هنري بدروس كيفا
١٤ سبتمبر ٢٠٢١ 

طلب مني احد الأخوة الغيورين أن أعلق حول هذا الصفحة و حول المعلومات التاريخية الواردة فيها. أتمنى من الأخوة المهتمين أن يطلعوا
على ما ورد في هذه الصفحة ثم التصحيحات التي أقوم فيها :
١ – لا أعرف بالتحديد من أين مأخوذة هذه الصفحة و من هو الكاتب ؟
و لكن – كما سنرى – لقد ردد عددا كبيرا من المفاهيم التاريخية الخاطئة .
لا أحد من المؤرخين المتخصصين في تاريخ الشرق يستخدم أسفار التوراة
كمصدر تاريخي موثوق . و أغلب معلوماته عن إنتشار الآراميين مأخوذة من أسفار التوراة , لذلك لا يعرف أن الآراميين كانوا منتشرين في بلاد
أكاد بشكل مكثف …
٢ – صحيح إن التسمية العربية قد وردت في نصب بهستون كتسمية جغرافية و لكننا لا نعرف بالتحديد ماذا تشمل من مناطق في شبه الجزيرة العربية. لم ترد التسمية العربية في الكتابات الآرامية القديمة بمعنى قدامى
العرب الذين كانوا منتشرين في شبه الجزيرة العربية.
ملاحظة مهمة جدا : منطقة ” بيت عربايا ” كانت تقع في بيت نهرين
أي الجزيرة السورية اليوم و كانت عاصمتها مدينة نصيبين.للأسف هنالك
بعض العروبيين يؤكدون – بدون أي إحترام للمعنى في اللغة السريانية –
بأن بيت عربايا هي “بلاد العرب ” مع أن بيت عربايا تعني في اللغة
السريانية منطقة الباديا .
* جميع سكان هذه المنطقة كانوا من الآراميين منذ نهاية الألف الثاني ق٠م و حتى مجيئ الإفرنج اي أكثر من ٢٣٠٠ سنة.
* للأسف بعض رجال الدين السريان قد إدعوا أن بيت عربايا هي منطقة
العرب و حرب “الأيام ” بين القبائل العربية في نهاية القرن السابع الميلادي لهو البرهان القاطع؟
* لا شك إن القارئ المثقف يعرف أن العرب المسلمون قد إحتلوا سوريا
و العراق و الجزيرة السورية بعد مجيئ الإسلام . قبائل مضر و بكر و
ربيعة العربية قد تم نقلها الى الجزيرة السورية لمراقبة الحدود مع الإمبراطورية البيزنطية .
* دعاة الفكر العروبي يستغلون تفسيرات بعض رجال الدين الخاطئة
و يؤكدون بوجود العرب في الجزيرة السورية / بيت نهرين و سوريا
الآرامية ٥٠٠ سنة قبل مجيئ الإسلام.
* ” شبه الجزيرة العربية ” كانت مسكونة من قدامى العرب و لكن – كم
شرحنا – ” الجزيرة السورية ” كانت آرامية بسكانها و تاريخها و حضارتها رغم إنتشار بعض القبائل العربية في نهاية القرن السابع الميلاي !
٣ – من خلال الكتابات الأكادية – خاصة التي تركها ملوك أشور – صار
المؤرخون يعرفون أهمية تاريخ الآراميين و دورهم في تاريخ شرقنا
الحبيب :
* تغلت فلأصر الأول هو من القرن الثاني عشر ق٠م و ليس ١٠٠ ق٠م
كما ورد في هذه الصفحة ( لا شك غلطة مطبعية ).
* من خلال الكتابات الأكادية التي تركها هذا الملك الأشوري عرفنا أن
التسمية الآرامية كانت مرادفة لقبائل ” السوتيين ” و ” الأحلامو ” و هذا
يعني أن الآراميين كانوا متواجدين في شرقنا منذ أواسط الألف الثالث
قبل الميلاد. و هم أقدم شعب لا يزال يعيش في أوطانه التاريخية!
* بعد هجوم ” شعوب البحر ” حوالي سنة ١١٩٨ ق٠م سيستطيع الآراميون أن يؤسسوا عدة ممالك آرامية مستقلة في المناطق التي كانت
خاضعة للميتيين ( نهريما / بيت نهرين / الجزيرة السورية ) والحثيين
( سوريا الشمالية التي ستعرف ببلاد آرام ) و المصريين ( منطقة دمشق
و الفلسطو و إسرائيل).
* أخيرا بعض كتابات هذا الملك تغلت فلأصر الأول تؤكد بأنه عبر النهر
٢٨ مرة لمطاردة القبائل الآرامية من نهر الفرات حتى البحر ! و قد
ردد العلماء – في نهاية القرن التاسع عشر- بأن القبائل الآرامية لا أهمية
تاريخية لها لأنها كانت تهرب دائما أمام جيوش الأشوريين ؟ علما أن
هنالك كتابة أكادية مهمة جدا تؤكد أن الآراميين قد إجتاحوا بلاد أشور
و حاصروا مدنها و أجبروا الملك الأشوري تغلت فلأصر على الهرب
إلى الجبال !
٤ – كاتب هذه الصفحة يعتمد على أسفار التوراة و يؤكد أن أقدم ذكر
للتسمية الآرامية يعود الى سنة ١٧٤٠ ق٠م لأن” لابان” الحراني تسميه
التوراة بالآرامي؟
* لا أعرف كيف يؤكد هذا الكاتب بأن “لابان ” قد عاش في القرن الثامن
عشر ق٠م ؟
* أسفار التوراة – لمن لا يعرف – قد دونت على مراحل زمنية عديدة
تتراوح من القرن السادس حتى الثالث ق٠م !
* أسفار التوراة – قبل فك رموز الكتابات الهروغليفية و خاصة السومرية و الأكادية – كانت حتى نهاية القرن التاسع عشر تعتبر ” مصدرا ” و لكن
اليوم لا تعتبر ” مصدر ” و لكن ” مرجع ” يجب إستخدامه بإنتباه …
*أسفار التوراة مليئة بالأخطاء التاريخية و الجغرافية و للأسف كثير من
الأخوة – بحجة إيمانهم- يصدقون كل الروايات الأسطورية و أشهرها
أن الشمس تدور حول الأرض !
* شخصية” لابان ” هي أسطورية مثل قصص أدم و حواء و نوح و
الطوفان المأخوذة من أساطير الأكاديين. إن تأكيد هذا الكاتب – بأن
أسفار التوراة تؤكد أن “لابان ” هو آرامي و أنه برهان على تواجد
الآراميين في القرن الثامن عشر – لا يعتبر برهانا أكادميا و لا يردده
أي باحث أكاديمي متخصص في تاريخ الشرق القديم أو متخصص في
تاريخ أجدادنا الآراميين !
٥ – صحيح أن أقدم ذكر للتسمية العربية تعود الى أواسط القرن التاسع
ق٠م كما ورد في هذه الصفحة . لقد ترك ملك أشور عدة كتابات أكادية
حول معارك قرقر ٨٥٣ ق٠م و بعدها و قد ورد ذكر ” جندب العربي ”
و مقاتليه الراكبين الجمال. المشكلة هي أن كاتب هذه الصفحة يعتبر أن تاريخ الآراميين ( لابان الآرامي ١٧٤٠ ق٠م ) هو أقدم من تاريخ العرب ( جندب العربي ٨٥٣ق٠م) بحوالي تسعة قرون!
* جندب العربي هو شخصية تاريخية معترف به عالميا بينما “لابان الآرامي ” هو شخصية أسطورية لا يعترف بوجوده أي مؤرخ أكاديمي!
* جندب العربي كان يحارب ضمن تحالف آرامي إسرائيلي لصد الجيش
الأشوري بقيادة شلمنصر الثالث في معارك قرقر ! حسب الكتابات التي
تركها ملك أشور لقد كان التحالف بقيادة حدد عدري ملك دمشق الآرامي
و قد شارك أحاب الإسرائيلي بحوالي ١٥ ألف جندي من أصل ٨٠ الف
جندي حيث كان الآراميون يشكلون أكثرية عددية …لقد شارك جندب
بألف جندي هجان من أصل ٨٠ ألف مقاتلرفي التحالف….
* بعض العروبيين يضخمون من أهمية جندب العربي و يؤكدون أن
قدامى العرب كانوا متواجدين في الشرق القديم منذ القرن التاسع ق٠م
متوهمين أن ذكر جندب في معارك قرقر هو البرهان الساطع!
*لا شك أن جندب قد جاء من شبه الجزيرة العربية و لم يكن ملكا في
سوريا كما يدعي العروبيون .
الخاتمة
* كاتب هذه الصفحة يتحدث عن العرب و الآراميين في التاريخ القديم
ثم يؤكد أن تاريخ الآراميين هو أقدم من تاريخ العرب بحوالي ٩٠٠سنة!
لكنه بطريقة غير مباشرة يوحي للقارئ بأن الشعبيين العربي و الآرامي
كانا يعيشين معا في متاطق في شرقنا بشكل غير عام .
* العرب القدامى كانوا يعيشون في شبه الجزيرة العربية و لا شك إن
بعض قبائلهم كانت تتنقل من صحراء شبه الجزيرة العربية الى البادية
السورية التي كانت تعرف ببادية نباطو نسبة الى قبيلة نباطو الآرامية!
* أجدادنا الآراميون كانوا يشكلون أكثرية السكان في مناطق عديدة من
شرقنا القديم ( أذكر القارئ الكريم بأن بلاد مصر و شبه الجزيرة العربية
لم تكن ضمن الشرق القديم تاريخيا و جغرافيا ).
* أتمنى من القارئ ألا يتسرع في الحكم من خلال معلوماته المسبقة
و أن يتعرف على الحقائق التاريخية من خلال التاريخ العلمي و ليس
التاريخ المسيس أو الشعبي : جندب العربي هو البرهان على عدم وجود
عربي مكثف في شرقنا القديم كما يدعي بعض العروبيين
ما معنى ” الكنيسة بنت الآراميين” ؟
 
ما معنى ” الكنيسة بنت الآراميين” ؟
HENRI BEDROS KIFA
الأخ الموقر Zuher Jiji
هذا التعبير الجميل قد ورد في إحدى قصائد مار يعقوب السروجي و هو يشبه الكنيسة ببنت الآراميين ! المشكلة أن أغلبية السريان تعتقد أن التسمية الآرامية تعني الوثنية و بالتالي ” الكنيسة بنت الآراميين” يعني: الكنيسة بنت الوثنيين !
النص السرياني ” ܗܳܐ ܒܰܪ̱ܬ ܐܰܪ̈ܡܳܝܶܐ ܒܺܐܝܩܳܪܳܐ ܡܙܰܝܚܳܐ ܝܰܘܡܐܳ ܕܕܽܘܟܪܳܢܳܟ” و الترجمة العربية ” هوذا بنت الأوثان (التي أصبحت الكنيسة) تعظم يوم تذكارك بكرامة. هذه الترجمة غير علمية و تفقد التسمية الآرامية من مدلولاتها التاريخية. سؤال من من السريان لم يطلع على قصيدة مار يعقوب السروجي في تقريظه لمار أفرام ؟ التي ورد بها
” ܗܢܐ ܕ ܗܘܐ ܟـܠܺܝܠܳܐ ܠܟܠܗ ܐًܪܡًܝܘܬܐ ܗܳܢܳܐ ܕ ܗܘܳܐ ܪܗܝܛܪܐ ܪܰܒܳܐ ܒܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ “
هذا ألذي صار إكليلا للأمة ألأرامية جمعاء هذا ألذي صار خطيبا كبيرا بين ألسريان .
* هل نستطيع ان نفسر التسمية الآرامية هنا ” هذا الذي صار إكليلا للأمة الوثنية جمعاء ؟
* هل من المنطق ان نفسر ” الكنيسة بنت الوثنيين” ؟ أليس التفسير المنطقي هو” الكنيسة بنت الآراميين” !
ملاحظة : عفوا بعض رجال الدين لا يزالون يفسرون أن ” بنت الآراميين”
يعني ” بنت الوثنيين ” ؟؟؟
أ – قد يكون عن عدم معرفة !
ب – سؤال لماذا يعند بعض رجال الدين في نكران هويتنا الآرامية ؟
ج – أليس معيبا أن يفسروا ” بنت الآراميين ” تفسيرا خاطئا ؟
د- هل علينا أن نتفرج على جهلهم الذي يحول مصادرنا الى أقاويل
فارغة !
ه – العمى بعيون كل سرياني جاهل : الكنيسة السريانية هي إبنة
الآراميين و ليس الوثنيين !
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10220581074811026&set=pb.1058767894.-2207520000..&type=3
Aucune description de photo disponible.
HENRI BEDROS KIFA
٤ أكتوبر ٢٠٢٠ ·
“الأسباب التاريخية التي حولتنا الى غرباء في أرض أجدادنا”
هنري بدروس كيفا
١ – عدم إتحاد الآراميين لرد الغزاة : وجود عدة ممالك قد سهل الغزاة
الأشوريين في إحتلال المناطق الآرامية الواحدة تلو الأخرى…
٢ – الموقع الجغرافي لشرقنا حيث تحولت مناطقنا ممرا للغزاة …
٣- الحروب العديدة بين الإمبراطوريتين الفارسية و البيزنطية التي
أدت الى خسائر بشرية و مادية في المناطق السريانية الآرامية …
٤ – تعلق أجدادنا الآراميين بالدين المسيحي الجديد و من شدة إيمانهم
تركوا فكرة الدفاع عن أراضيهم و ممالكهم و تعلقوا بفكرة ” ملكوت
السماء ” …
٥ – إنقسامات السريان الدينية بين عدة تيارات عقائدية لاهوتية متناحرة
قد أدت الى إنقسام الشعب السرياني على نفسه : فإذا كان السريان الملكيون ( كنيسة الروم اليوم ) قد سلموا مدينة دمشق الى العرب فإن
السريان مناهضي مجمع خلقيدونيا قد سلموا عددا كبيرا من المدن الى
العرب المسلمين . و كانوا يعتقدون أن العرب قد خلصوهم من نير
و إضطهاد البيزنطيين !
٦ – مجيئ الفرنج لم يكن لإنقاذ الوجود المسيحي في الشرق و لكن
لنهب خيراته و تأسيس ممالك فرنجية غريبة في الشرق : الفرنج إضطهدوا
السريان الأرثودكس و نهبوا عدة أديرة لهم …و للأسف لقد دفع مسيحيو
الشرق ثمنا باهظا لتدخل الفرنج إذ إن المسلمين إنتقموا من المسيحيين
المشارقة و خف عددهم بنسبة كبيرة !
٧- النظام الملي العثماني قد شجع الإنقسامات الدينية بين السريان
و قد أعطى لكل بطريرك سلطة داخلية في إدارة شؤون كنيسته أو بيعته
و هذا مما قوى الإنتماء الطائفي بين السريان .
٨ – إنتشار الشعور القومي في نهاية القرن التاسع عشر قد دفع ببعض
أبناء الكنائس السريانية الى الإدعاء بهويات قديمة منقرضة كالسريان
النساطرة المدعين بالهوية الأشورية و قد بلغ بهم التطرف الى الإدعاء
بأن جميع السريان يتحدرون من الأشوريين و انهم يتكلمون” اللغة الأشورية ” ؟
٩ – عدم إهتمام أكثرية السريان بمعرفة هويتهم التاريخية قد أدت الى
إنتشار طروحات تاريخية مزيفة بينهم و هذه الطروحات تبعد السريان
عن هوية أجدادهم و أفضل مثل هو إسمنا السرياني الذي وقع ضحية
هؤلاء المتطرفين …
١٠ – لقد خسر السريان معارك عديدة عبر تاريخهم الطويل و لكنهم
لم يخسروا الحرب بعد و على كل سرياني مخلص أن يساعد إخوته
من أجل البقاء و الصمود في أرض الأجداد !
١١ – العمل الفردي لا يؤدي الى نتائج سريعة بعكس العمل الجماعي
الواعي للمخاطر المحدقة بنا : فليتنا نصلي لمار افرام و مار مارون
لعودة السريان الى جذورهم السريانية الآرامية الحقيقية و ليهب كل
سرياني ( جميع مسيحيي الشرق ) للعمل للبقاء في أرض أجدادهم
و ليس فقط من أجل ملكوت السماء !
١٢ – أخيرا هل المسيحي المشرقي مستعد للموت من أجل إيمانه
و لكنه يتخلى عن أرض أجداده ؟ هل المسيحي المشرقي مستعد
لمعرفة جذوره الحقيقية و الدفاع عنها ؟
السريانية بين البحث العلمي والبحث السياسي
هنري بدروس كيفا

Henri Bedros Kifa    ١٣ سبتمبر‏

1994
نشرت مجلة”آرام” بحثاً للأب د. يوسف حبي بعنوان “اسهام السريانية في الحضارة العربية والعالمية”
(1) يقول الأب حبي في بحثه (ص 75) : ” انه حصيلة دراسات وتأملات واستنتاجات عمرها سنوات”.
-لا أحد، في الواقع، يخالف الأب حبي في دور السريان الحضاري في نقل علومهم وعلوم اليونان إلى العرب، ولكننا نخالفه على الأسلوب الذي اعتمده في هذا البحث، حيث وردت في مضمونه معلومات تاريخية مغلوطة وبعض التعابير الغامضة وخاصة إيراده لتأكيدات غير مستندة إلى أية براهين علمية. وهذا ما دفعنا إلى طرح بعض التساؤلات والإستفسارات:
أولاً- معلومات تاريخية غير صحيحة.
أ_جاء في مقال الأب حبي ” فتخلى البابليون والآشوريون، وحتى الفرس، عن لغتهم في الكتابة والتدوين واعتمدوا الآرامية.. وذلك منذ القرن الرابع عشر- ق.م.(ص 78).
ربما بدأ الآشوريون القدامى في استعمال الكتابة الآرامية في القرن التاسع ق.م. وأصبحت الكتابة الآرامية شبه رسمية في عهد الملك تغلات فلاسر الثالث وبدأت في الإنتشار بين أفراد الطبقة الغنية الآشورية في القرن السابع ق.م. وذلك لسهولتها ولكثافة العنصر الآرامي الموجود في البلاد آشور ذاتها. وبهذا تكون الفترة الذي ذكرها حبي بعيدة جداً عن الواقع.
ب-وقوله: ” لنركز على الآرامية لا على الآراميين لأننا نود أن يتجنب الباحثون الخلط بين الآراميين جنساً والآراميين لغة، فهؤلاء غير أولئك، بمعنى عدم التساوي مع وجود تشابك وإختلاط… الآراميون جنسا قبائل رحل موطنهم الأصلي جنوب بادية الشام….. فالآراميون لغة، ورثة الحضارات المشرقية القديمة” (ص 78).
(1) مجلة آرام : العدادن الثالث والرابع, عام 1992 , ص 75-93 0
-2-
-صدر مرسوم عراقي عام 1972، يمنح الحقوق الثقافية للأقليات القومية في العراق، وقد ورد فيه تعبير ” الناطقين باللغة السريانية” وقد عارض المنادون بالقومية الآشورية هذا المرسوم ولم يعترفوا به لأنهم- حسب اعتقادهم- آشوريون يتكلمون الآشورية لغة أجدادهم . الآراميون لغة، حسب قول الأب حبي هم الناطقون باللغة الآرامية أو السريانية، وهو يقصد طوائف الكلدان والآشوريين اليوم. نود أن نسأل الأب حبي هل كانت القبائل الكلدانية آرامية بالجنس أم باللغة؟
وهل هي أقرب إلى الآراميين أم إلى الآشوريين القدامى؟؟ ان الأب حبي يتجاهل، عن قصد، المقاومة العنيفة التي أبدتها القبال الآرامية والكلدانية ضد الجيوش الآشورية حينها. ألم تقضي القبائل الآرامية والكلدانية، أخيراً، على الأمبراطورية الآشورية سنة 612 ق.م.؟؟
لا شك أيضاً أن شعوباً عديدة لم يعد لها أي اثر في التاريخ: البابليون- الآموريون- الكنعانيون- الميتانيون وغيرهم. ولكن لا أحد يدعي اليوم ان السريان الآراميين ينتمون جميعاً إلى العنصر الآرامي الصافي، إذ لا وجود بالواقع لنظرية صفاء الدم أو العرق في تشكيل الأمم والشعوب، لما فيها من عنصرية متطرفة بغيضة.
يظهر ان عامل الزمن قد توقف، بالنسبة إلى الأب حبي، فالآراميون جنسا قبائل رحل لعبوا دوراً في تاريخ الشرق، ولكنهم أقل أهمية من الناطقين باللغة الآرامية رغم ان بلاد بابل القديمة سميت بإسمهم وصارت تعرف ببلاد الآراميين (2) فإن الأب حبي لا يعتبرهم من ورثة الحضارات المشرقية القديمة.
لم يكن هنالك في القرن السابع ق.م. آراميون بالجنس وآراميون باللغة، بل آراميون وآشوريون يتكلمون اللغة الآرامية، مثل الفرس والأرمن واليهود في القرون اللاحقة. الآشوريون انصهروا وذابوا في الأمة الآرامية بينما حافظ الأرمن والفرس واليهود على إنتمائهم القومي. لقد عُرف العراق ببلاد الآراميين بسبب كثافة الوجود الآرامي فيه وليس بسبب وجود ناطقين باللغة الآرامية.
(2) Elie , Eveque de Nisibe , chronologie , p-142.
😚
ج-يقول د. حبي: ” لاجدال في أن الثقافة السريانية ولدت وترعرعت وازدهرت في بلاد ما بين النهرين”(ص 77).
-د. حبي يقصد ببلاد ما بين النهرين، المصطلح الجغرافي الحديث الذي يشير إلى البلدان الواقعة ما بين نهري دجلة والفرات، التي كانت تعرف تاريخياً ببلاد عيلام وبابل وبلاد آشور وبيث نهرين(الجزيرة اليوم).. الخ.
وقد أشار الأب حبي في بحثه إلى أهمية مملكة الرها حين قال:” لقد بات واضحاً الآن دور الرها كمملكة في الميادين الحضارية المتعددة” (ص88).
-من المعروف ان الرها تقع في بيث نهرين (الجزيرة) وليس في بلاد ما بين النهرين (العراق) (3) أي ان الثقافة السريانية هي ابنة الآراميين وليس الناطقين بالآرامية.
د-يقول حبي:” يرجع تأسيس مدرسة الرها إلى عهد سحيق في القدم… ثم في غلقها في مطلع القرن السابع على يد الإمبراطور زينون” (ص88).
-يظهر أن تأسيس مدرسة الرها له علاقة مباشرة مع دخول المسيحية إلى الرها وليس إلى (عهد سحيق) أم اغلاقها فقد تم في أواخر القرن الخامس ميلادي وليس السابع ميلادي.
ثانيا-بعض التعابير الغامضة والمتناقضة
أ-نقل الأب حبي نصا عن ” دي لاسي أوليري” جاء فيه :” ثم انتقل هذا الإرث اليوناني إلى العرب… عن طريق المسيحيين من الكتاب والمفكرين والعلماء السوريانيين (يقصد السريان أو الناطقين بالسريانية بالأحرى). يبدو ان الأب حبي يريد أن يفسر (أو يحور) التسمية السريانية إلى ناطق السريانية. وهذا واضح عندما يقول:” أسست في بلاد الشام وأرجاء من بلاد ما بين النهرين ولاية يونانية منذ عهد الإسكندر، وانتشرت اليونانية في ديار الناطقين بالسريانية…”(ص85).
-أليس من الغرابة لا بل كل الغرابة أن لا يذكر لنا الأب حبي اسم هذه الولاية اليونانية أو اسم ديار الناطقين بالسريانية لماذا؟؟ ألم يكن اسمها سيريا؟ ألم تطلق على بلاد الآراميين القديمة؟ (4) ألم تصبح التسمية السريانية مرادفة للتسمية الآرامية في اللغة اليونانية وفيما بعد عند الشعب السرياني/ الآرامي؟
(3) هنري كيفا : بيث نهرين , مجلة آرام , العدد السادس , عام 1993 , ص 65 0
(4) Flavius Josephe , Histoire Ancienne des juifs , Livre 1 Ch. 6 .
-4-
و هل سكان سوريا آراميون أم ناطقون بالآرامية؟؟
ب-كتب د. حبي قائلا:” للإبتعاد عن متاهات العرقية والعنصرية، نؤكد على النتاج الثقافي، واللغة فيه عنصر مهم مشيرين إشارة عابرة إلى إختلاف التسميات الواردة في النصوص القديمة، ومعظمها غير دقيق، بعد أن تمكن البحث العلمي في العصور المتأخرة من كشف القناع عما استتر وراء ملابسات حالت دونها الأوضاع التي عاشها كتبة الأزمنة القديمة”.(ص78).
-ان الأب حبي استشهد بمؤرخين عرب قدماء كالمسعودي واليعقوبي وصاعد الأندلسي الذين كتبوا عن الكلدانيين القدامى والسريان، وقد وردت التسمية السريانية كأنها أقدم عهداً من التسمية الكلدانية، وطبعاً هذا غير صحيح تاريخياً. ثم ان الغموض يكتنف التعابير التالية التي استخدمه حبي:” اختلاف التسميات الواردة في النصوص القديمة ومعظمها غير دقيق” ترى ما المقصود بالنصوص القديمة هنا؟ إذا قصد النصوص العربية التي استشهد به فنحن موافقون معه. أما إذا كان المقصود به ما كتبه السريان الشرقيون حول التسمية، فنحن لا نوافقه (5).
ثم قوله:” تمكن البحث العلمي في العصور المتأخرة من كشف القناع عما استتر وراء ملابسات حالت دونها الأوضاع التي عاشها كتبة الأزمنة القديمة”.
-لم تكن التسمية السريانية قناعاً في الماضي تتستر خلفها شعوب قديمة، بل، للأسف، ان الأب حبي يستعمل التسمية السريانية كقناع. هل من باب البحث العلمي وصف السريان النساطرة بتسمية الناطقين بالسريانية؟؟
ج-تناقض ظاهر في الفقرة التالية:” يرجع سكان بلاد ما بين النهرين والمشرق القديم، إلى أصل واحد، رغم تشكيلهم عدة دول وممالك وامبراطوريات، ورغم تشعب لغاتهم ذات الأصل المشترك… وأسسوا (الآراميون) دويلات كانت بمثابة مراكز إشعاع حضاري. دون أن يعني الأمران جميع الناطقين بلغة واحدة، في فترة معينة من الزمن، يرجعون بأسرهم حتماً إلى أصل واحد، إذ بوسع لغة قوم أن تسود رقعة من الأرض تقطنها عدة أقوام وشعوب…”(ص79). الدكتور حبي يؤكد في عودة سكان الشرق القديم إلى أصل واحد ثم ينفي في آن، أن يكون جميع الناطقين بلغة واحدة (الآرامية) يرجعون إلى أصل واحد لماذا هذا التناقض الشديد؟؟
(5) فاموس الحسن بن بهلول : ” منذ القديم كان السريان يعرفون بالآراميين 00 ” 0
-5-
المتخصصون في تاريخ الشرق القديم لا يعتقدون بوجود أصل واحد لكل الذين سكنوا شرقنا العزيز. قد تكونن هنالك قرابة قوية ما بين الأكاديين والأموريين والكنعانيين والآراميين. قد يكون هندى-أوروبي، سكنوا في جنوب بلاد بابل وهم أصحاب اختراعات عديدة أهمها الكتابة المسمارية، فيكون من المستحيل عودة سكان بابل وبلاد آشور إلى أصل واحد وذلك لتعاقب شعوب متنوعة عديدة في هذين البلدين.
1-اختلط الشعب البابلي بالشعوب التالية: السومريون (هندو-أوروبي) الأكاديون (شرقي) الكوشيون (ايراني) الأموريون (شرقي). وكانت حضارة بابل في آواخر الألف الثاني ق.م. مبنية على الإهتمام بالدين والأدب(ملحمة غلغامش) والعلوم وخاصة التنجيم (فترة الكوشيين).
2 -اختلط الشعب الآشوري القديم بالشعب الأموري (شرقي)، الشعب الحوري (هندو-أوروبي؟)
والشعب الميتاني (هندو- أوروبي؟)
وقد اشتهرت الدولة الآشورية بفنون القتال والحرب وسياسة تهجير الشعوب المغلوبة إلى آشور حتى غدت النواة الآشورية شبه آرامية. يظهر واضحاً أن الأب حبي متأثر جدا بالفكر القومي الآشوري الذي كان يدعو في الثلاثينات إلى انتماء السريان إلى الشعب الآشوري(6) .
وبعد تحققهم من أن المعاهد العلمية ترفض كلياً التسمية الآشورية للشعب السرياني وللغة السريانية، صاروا يدعون اليوم إلى انتماء السريان الآراميين والكلدان والآشوريين إلى (أصل واحد). وذلك من أجل توحيد السريان، ربما لتحقيق أهداف سياسية. من المعلوم أن التسمية الكلدانية قد أطلقت على السريان النساطرة الذين قبلوا الكثلكة. أما التسمية الآشورية فقد أطلقت على الكنيسة النسطورية منذ حوالي ثلاثين سنة فقط.
عبثاً يحاول الدكتور حبي تحويل هذه التسميات الدينية التي أطلقت، فعلاً على النساطرة إلى تسميات قومية لا أساس لها من الصحة. عندما انفصل الأرمن الكاثوليك عن الأرمن الأرثوذكس فأية تسمية قومية تجمع بين أبناء الكنيسة الكلدانية والكنيسة الآشورية؟
(6) يوسف مالك, الخيانة البريطانية للآشوريين, ترجمة يونان ايليا يونان, عام 1981, ص 81
-6-
ثالثا-التأكيدات الغير مسندة إلى براهين علمية موضوعية.
أ-يقول الأب حبي في بحثه:” ومن الأهمية بمكان أن نؤكد بأن التأثير اليوناني- الهليني الهلنستي-البيزنطي، لم يكن سوى تأثير لاحق، نسبة إلى تأثير حضارة وادي الرافدين والحضارات المشرقية القديمة على فكر وأدب وعلوم السريانية أولا والعربية ثانيا، فالحضارة الأوروبية” (ص81).
-يفرط الأب حبي في المبالغة حين يقول:” حضارات الشعوب القديمة بادت واندثرت وبالتالي لم تلعب دوراً كبيراً في التأثير على فكر وأدب وعلوم السريانية”. مما لا شيك فيه، ان اللغة الأكادية القديمة قد أثرت-قبل زوالها- على اللغة الآرامية وقد حفظت لنا اللغة الآرامية/ السريانية كلمات أكادية عديدة. وقد تطورت الكتابة واللغة الآرامية خاصة في عهد الفرس حتى صارت لغة التداول في الأمبراطورية الفارسية.
لكن بعد دخول اليونان إلى الشرق أصبحت اللغة السريانية لغة علمية وذلك بفضل رقي الحضارة اليونانية. حتى أن المعلومات القليلة عن شعوب الشرق القديمة، بأغلبيتها، مأخوذة من اليونان. أما ما نعرفه اليوم عن ملحمة غلغامش وشريعة حمورابي فهي بفضل الإكتشافات الأثرية الحديثة وتطور علم التاريخ. أما الأب حبي فلا يقدم أية براهين عن تأثير الحضارات القديمة على الحضارة العربية…
ب-يقول حبي:” تبني المسيحية المشرقية لغة الرها السريانية، لغة رسمية لها…. فغدت السريانية مرادفة للمسيحية المشرقية” (ص 80).
-ترى ماذا يقصد الأب حبي بالسريانية هنا؟؟؟
ان استعماله للتسمية السريانية كمرادف للمسيحية هو استعمال مغلوط جدا علميا لأنه يفرغ التسمية السريانية من مضمونها التاريخي والعلمي (وأغلب الظن هذا ما قصده حبي).
ج-ثم يستطرد قائلا: ” وقد ذكر ابن النديم في كتابه( الفهرست) نحو ثلاثين طبيباً من المحدثين، جلهم من الناطقين بالسريانية، وزاد ابن ابي أصيبعة على هذا العدد نحو عشرين آخرين من الناطقين بالسريانية أيضاً…”(ص89).
-من هم هؤلاء الأطباء؟ هل هم سريان جنساً، كما تذكر المصادر والمراجع السريانية والعربية، أم هم مجرد ناطقون بالسريانية، كما ذكر الأب حبي؟ هل يقصد بهم الكلدان والآشوريين؟؟ نؤكد للقارئ الكريم أن ابن النديم لم يستعمل قطعا تعبير”الناطقين بالسريانية”.
-7-
إذ ربما يصح إطلاق هذا التعبير، تعبير الأب حبي، فقط على عدد قليل جدا من هؤلاء الأطباء الذين كانوا يجيدون السريانية كلفة. أما سائر الأطباء فإنهم، بأكثريتهم، ينتمون إلى الشعب السرياني. وقد ورد في عنوان الفصل الذي كتب فيه (ابن أبي اصيبعة) عن هؤلاء الأطباء : “طبقات الأطباء السريانيين الذين كانوا في ابتداء ظهور دولة بني العباس”(7).
وقد ذكر عدة أطباء من عائلة بختيشوع وكتب عن بختيشوع بن جبرائيل بن بختيشوع: “كان سريانياً نبيل القدر وبلغ من عظم المنزلة والحال وكثرة المال، ما لم يبلغه أحد من سائر الأطباء الذي كانوا ف عصره”(.
رابعاً- اسلوب د. حبي في معالجة هذا البحث-
أ-مغالاة وأطناب:1-عندما يكتب الأب حبي عن” أصالة السريانية، لغة وأدباً وتراثاً، بحيث يمكن إرجاعها إلى أقدم ما عرفته منطقتنا المشرقية من حضارة، هي الأولى في العالم”. (ص75).
2-يعتقد (حبي) بوجود تأثير حضاري سومري داخل التراث السرياني وهذا يحتاج إثباتاً علمياً.
3-لقد أشرنا سابقاً إلى المغالاة التي وقع فيها (حبي) عندما كتب عن تأثير حضارة وادي الرافدين والحضارات المشرقية القديمة على فكر وأدب السريانية والعربية(التي لم يعالجها أو يشرحها في بحثه هذا) والاوروبية.
لقد حمل الأب حبي التراث السرياني بأكثر مما يستحق علمياً وتاريخياً. لماذا؟
ب-التسمية”السريانية” قناع.
كتب الأب حبي قائلا: “ونحن نفضل تسمية(السريانية) على غيرها لأنها التسمية العلمية الصحيحة، أما الآرامية (فلغة أقد عهداً) و(الكلدانية) و(الأثورية) تسميتان مذهبيتان، كنسيتان لهما خلفية تراثية أقل علمية على الصعيد التاريخي” (ص76).
-يميز المؤرخون اليوم بين اللغة السريانية واللغة الآرامية. فالسريانية يقصد بها لغة الرها التي انتشرت وحت اللهجات الآرامية القديمة. العلماء السريان لم يميزوا بين الآرامية والسريانية، بالنسبة لهم ان التسمية السريانية هي تسمية يونانية أطلقت على الآراميين.
(7) إبن أبي أصبيعة : عيون الأنباء , ص 183 0
(😎 المصدر نفسه , ص 201 0
-8-رغم إقرار الأب حبي بأن “الكلدانية” و” الآثورية” هما تسميتان مذهبيتان كنسيتان فإنه يرفض الإعتراف بإطلاق التسمية السريانية على الآراميين. بالنسبة له:
ورثة الحضارات المشرقية القديمة آراميون باللغة( يريد أن يميزهم عن الآراميين بالجنس) دخلوا الديانة المسيحية واتخذوا لغة الرها السريانية لغة رسمية لهم. فصارت السريانية مرادفة للمسيحيين المشارقة. انه يستنتج. بكل بساطة ” ان ورثة الحضارات القديمة هم أبناء بلاد ما بين النهرين، الناطقون بالسريانية”.
يستخدم الأب حبي التسمية ” السريانية” كوسيلة مبتكرة لربط” القوميين” في أواخر القرن العشرين بالشعوب والحضارات المنقرضة منذ أكثر من ألفي عام. رغم تعلقه باللغة والتراث السرياني فهو يأنف من استخدام اسم السريان، وهذا ظاهر عندما كتب قائلا: “تناول المترجمون والمؤلفون المسيحيون المشرقيون (النساطرة والكلدان) والسريان( الغربيون)” (ص 89) وكان الأحرى به أن يقول “السريان المشرقيون”.
أخيراً، حتى يكون صادقاً مع التفسير الذي أوجده للتسمية السريانية، كان من الأفضل أن يكون عنوان بحثه المذكور” اسهام الناطقين بالسريانية في الحضارة العربية والعالمية” مع شرح موجز وبسيط عن ” من هم الناطقون بالسريانية؟ خامسا-الخاتمة رغم الأخطاء والمغالطات العديدة التي تضمنها هذا البحث، فإن الأب حبي يثبت لنا الأمور التالية:
أ-عدم وجود لغة كلدانية أو آشورية
ب-عدم وجود جذور تاريخية علمية لدعاة “التسمية الآشورية”.
د-لا بديل عن التسمية السريانية في المحافل العلمية.
د-عندما يقول الأب حبي عن أن “الآراميين لغة” فإنه يؤكد بطريقة غير مباشرة عن انصهار الشعوب القديمة داخل الأمة الآرامية.
ه-حاجتنا الملحة والشديدة إلى مؤرخين سريان مؤهلين ومتخصصين في تاريخ الشرق القديم وتاريخ الكنائس المسيحية، يضعون أبحاثهم ويكتبونها بنزاهة علمية مجردة. في النهاية، إن تجاهل الباحث، عمداً وقصداً، عن الوجود الآرامي المكثف وتفسيره للتسمية” السريانية” “تفسيراً” مغايراً” للواقع التاريخي، قد أفقدا، بحثه هذا، الكثير من الصفات العلمية.
الصورة المرفقة
١ – سيادة المطران مار يعقوب إفرام سمعان يحمل علمنا الآرامي في
قلبه و على السطوح أي على المكشوف !
٢- لقد تشرفت و تحدثت معه و إكتشفت بأنه يؤمن بالتاريخ العلمي و هذا
رائع في هذه الأيام , لأن أغلب رجال الدين السريان لا يعرفون أهمية
جذورهم الآرامية بحجة تارة أننا مسيحيون و طورا بأن التسمية السريانية
قد شملت عدة شعوب قديمة !
٣- هذا الرد هو قديم قد كتبته منذ حوالي ٣٠ سنة و كنت قد إلتقيت
بالأب يوسف حبي – الله يرحمه – و كان يؤمن بأننا جميع مسيحيي
الشرق ننتمي الى شعب واحد و لكنه للأسف لنا كان يردد أن الأشوريين
و الكلدان و السريان يؤلفون أمة واحدة و لكن لم يذكر ما هو اسم هذه
الامة !
٤- بعض القراء يعتقد أن كل ما ينشره رجال الدين السريان حول تاريخنا
و اسمنا السرياني و هويتنا التاريخية هي ” معلومات صادقة ” و هم لا
يعرفون أن هؤلاء لم يتحققوا في أي طرح تاريخي !
٥- إنني كباحث متخصص في التاريخ السرياني لم أكن أعرف سنة ١٩٩٤ أن العراق القديم خلال الألف الأول ق٠م كان أغلب سكانه من
الآراميين بالجنس و قد صهروا بقايا الشعوب القديمة !
٦- كنت أعتقد – مثل أغلبية القراء – بوجود شعب بابلي و حضارة بابلية
و لكنني صححت من مفاهيمي : التسمية البابلية هي تسمية إدارية فارسية
و قد أخذها قدامى اليونان و أطلقوها على سكان ” بلاد بابل ” و هم
بأكثريتهم الساحقة آراميون و لغتهم الأم هي اللغة الآرامية و ليس
اللغة البابلية لأنه – بكل بساطة – لا يوجد شعب بابلي قديم و لا لغة
أو لهجة بابلية كما إدعى علماء التاريخ في أواسط القرن التاسع عشر !
٦ – ألف شكرا لكل رجل دين سرياني يؤمن بتاريخنا العلمي و يصحح
من مفاهيمه الخاطئة و إذا كان هنالك بعض رجال الدين الذين يدعون
بأن التسمية السريانية قد شملت عدة شعوب قديمة فليتفضلوا و ينشروا
أبحاثهم كي نتعرف على براهينهم … لأن تاريخنا العلمي يؤكد أن التسمية
السريانية قد أطلقت على الآراميين فقط !
Peut être une image de 1 personne et position debout
كاتدائية القديس يوحنا المعمدان في دمشق
في يوم تذكار قطع رأسه Fadi Hanna
كاتدائية القديس يوحنا المعمدان في دمشق
بُنيت الكاتدرائية في عهد الملك الروماني ثيوذوسيوس سنة ٣٧٩ م، وكانت تحفة فنية تزينها اللوحات الفسيفسائية والإيقونات والرسومات وكان سكان دمشق الأصليون من المسيحيين يصلون فيها ويفتخرون بها كونها أكبر كنائس مدينتهم ومن معالمها المشهورة.
في سنة ٦٣٤ دخل المسلمون الغزاة دمشق واحتلوها بعد حصارها وذبح من قاوم من سكانها، لتصبح عاصمة لدولة الخلافة الأموية.
استولى المسلمون في بادئ الأمر على مباني الكاتدرائية وحولوها لمسجد وأبرموا عهداً مع سكان دمشق المسيحيين بأن جزءاً من حرم الكاتدرائية سيبقى كنيسة لهم، لكن هذا العهد لم يصمد طبعاً ونكثه الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك واستولى بالقوة على الجزء المسيحي وأمر بهدمه، حيث صعد بنفسه إلى البرج الغربي للكاتدرائية وكان فيه صومعة بداخلها راهب يصلي، فأمره الخليفة بالنزول منها، وعندما رفض الراهب، ركله بقدمه ليتدحرج من فوق ويموت شهيداً لإيمانه وتمسكه بكنيسته.
ثم وقف الوليد على أعلى مكان من الكنيسة فوق المذبح الأكبر وأخذ فأساً وحطم حجراً وألقاه على الأرض وسط صيحات الجنود والأمراء الذين بدأوا يهدمون وهم يصرخون الله أكبر … الله أكبر !!!
أما المسيحيون فتجمعوا وبدأوا بالبكاء والعويل فأمر الخليفة رئيس الشرطة أن يضربهم ويفرقهم، وهدم المسلمون في ذلك اليوم المشهود الكثير من المذابح التاريخية والرموز المسيحية العريقة.
أرسل الوليد إلى ملك الروم في القسطنطينية يطلب منه عمالاً في الرخام والأحجار ليغيروا بناء الكاتدرائية ويجعلوا منها مسجداً مع مآذن، وكتب له رسالة يهدده فيها ويتوعده بإنه إن لم يفعل فسيغزو بلاده بالجيوش ويخرب كنائسها، وأيضاً كنيسة القيامة في القدس وكنيسة الرها وجميع الكنائس تحت سيطرته.
بعث ملك الروم عمالاً كثيرين وكتب إلى الوليد :
لقد هدمتَ الكنيسة التي رأى أبوك تركها، فإن كان حقاً فقد خالفت أباك، وإن كان باطلاً فقد أخطأ أبوك .
فلم يعرف الوليد كيف يجيبه.
وجد العمال الروم خلال عملهم مغارة وأخبر الجنود الخليفة بذلك، فأتى ليلاً ومعه شمع فإذا هي كنيسة أخرى صغيرة وفيها صندوق ففتح الصندوق فإذا فيه إناء وفي الإناء رأس لم يكن سوى رأس القديس العظيم يوحنا المعمدان الذي وضع أساساً لكاتدرائيته المهيبة في دمشق، فأمر الوليد بإعادته إلى مكانه وتشييد مقام فوقه بإسم مقام النبي يحيى.
في ستينات القرن العشرين واثناء عمليات الترميم والحفر التي كانت تجري لتوسيع وترميم كنيسة الروم الأرثوذكس المعروفة بالمريمية في دمشق القديمة والواقعة بين الجامع الأموي (كاتدرائية يوحنا) وكنيسة حنانيا، ظهرت أجزاء من نفق قديم كان يربط الكنيستين ببعضهما البعض، وكذلك في باحة الجامع هناك بقعة من الأرض تحت فناء مسقوف، إذا ما وقف الزائر في منتصفها وضرب عليها بقدمه، فإنه يسمع صدى عميق للضربات يشير إلى وجود نفق في الأسفل.
لم يبقى اليوم من الرموز المسيحية داخل الجامع (الكاتدرائية) سوى جرن المعمودية، والكتابة الرومية (اليونانية) الموجودة على الباب الجنوبي والتي ترجمتها:
ملكك أيها المسيح إلى أبد الدهور وسلطانك إلى جيل فجيل.
واكتشف مؤخراً أيضاً رسم للسيد المسيح وعلى رأسه إكليل شوك.
لوحات وواجهات المسجد يقول المسلمون أنها رسومات عربية تمثل مشاهد الجنان في القرآن، لكنها ليست سوى لوحات وفنون بيزنطية من الكاتدرائية الأصلية رسمها الروم وكانت مذهبة ومرصعة بالحجارة الكريمة قبل أن يزيل العرب هذه الحجارة ويسرقوها ويطلوا اللوحات بالطين حيث بقيت محجوبة حتى عام ١٩٢٨ عندما كشف عنها الفرنسيون بجهود مضنية خلال فترة الانتداب على سوريا………………………………
Ghanim Betti
قصة خروج الدم من قبر القديس العظيم مار يوحنا المعمدان بالجامع الاموى فى دمشق
نرجو المشاركه ليعلم الجميع الكثير من الحقائق المخفية
🔺داخل الجامع الأموي الكبير في دمشق وتحت هذه القبّة يُحفظ جزءٌ من رفات القديس يوحنا المعمدان، وهو على الأرجح من رأس القديس، وذلك منذ أن كان كنيسة كبيرة شيّدها الروم البيزنطيين في القرن الرابع الميلادي على اسم هذا القديس، وقبل أن يتمّ تحويله الى “الجامع الأموي” في القرن الثامن الميلادي، بعد احتلال العرب لبلاد الشام!
في العهد الخلافة الفاطمية، وهو أشدّ العهود قهراً واضطهاداً للمسيحيين في بلاد الشام، أمر والي دمشق بإزالة قبر القديس يوحنا المعمدان من مكانه داخل الجامع الأموي. فما أن باشر العمّال المُكلّفون عملهم، ومع ضربات المطرقات والمعاول الأولى لإزالة المقام، حتى نَفرَ من الضريح سيلٌ غزيرٌ من الدماء وجرى باتّجاه منطقة “باب مصلى” التي كانت عبارة عن ميدان الحَصى الذي كانت تجري عليه سباقات الخيل في الماضي، وتقع عند تقاطع شوارع ابن عساكر – المجتهد – الميدان – الزاهرة. فأُصيب العُمّال بالذُعر الشديد والذهول! وسرعان ما انتشر الخبر في دمشق كلّها، وجاء والي الشام بنفسه لينظر ما حدث، وسارع الأئمّة والمشايخ الى المكان وبدأوا بالأدعية والصلوات من أجل ايقاف جريان الدم، ولكن دون جدوى…! عندها أُبلغَ مطران دمشق الذي توجه إلى المكان يرافقه رجالٌ من الكهنة والشمامسة والرهبان الأرثوذكس، فلمّا وصلوا الى المكان بدأوا يتلون الصلوات… عندئذ توقف الدم عن الجريان والامتداد، وبدأ بالانكفاء والانقطاع تدريجياً حتى دخوله الضريح… بعد ذلك تراجع الوالي عن قراره وأمر بإبقاء المقام داخل الجامع الأموي على حاله. ويقال أيضاً بأن سبب تسمية المقهى المعروف قرب الجامع الأموي ب “مقهى النوفرة” يعود إلى هذه الحادثة أي نسبةً الى “نفور الدم” من داخل القبر، وأن “باب مصلّى” أُطلقت عليه لاحقاً هذه التسمية نسبةً الى “صلوات” الأساقفة والكهنة الأرثوذكسيين التي أُقيمت بقربه من أجل إيقاف سيل الدماء.
هذا ما حفظته الذاكرة الشعبية المسيحية الدمشقية، وورد ذكره أيضاً في مخطوط تاريخي موجود في دير سيدة البلمند البطريركي في لبنان.
من أين جاءت تسمية سوريا؟
إلى كل قارئ مهتم لمعرفة من أين جاءت تسمية سوريا؟
هنري بدروس كيفا Henri Bedros Kifa

-لقد ترك ملوك أشور كتابات أكادية عديدة و نرى إنهم كانوا يطلقون على “سوريا القديمة” هذه التسميات: “بلاد حاثي” و “بلاد عمورو” و “بلاد آرام “.

ملاحظة مهمة جدا:
الأشوريون لم يطلقوا إسم ” بلاد أشور” أو ” بلاد سور أو سوريا ” -كما يردد بعض السريان المضللون- على “سوريا القديمة”!
٢ – بكل تأكيد الشعب الأشوري لم يستوطن لا في الجزيرة و لا في بلاد آرام (سوريا القديمة) و على القارئ المثقف أن يعرف أن القبائل الآرامية قد إستوطنت في بلاد أكاد و صارت تشكل أكثرية السكان فيها!
علماء الآثار قد ذكروا الشعب البابلي و ها هي كتب التاريخ في المناهج المدرسية علمتنا (و لا تزال تعلمنا معلومات خاطئة) حول شعب بابلي و لغة و حضارة بابلية مع أن سكان بلاد أكاد في الألف الأول ق٠م كانوا بأكثريتهم الساحقة من الآراميين.
هؤلاء الآراميين قد حافظوا على أسمهم القومي و الجغرافي لأكثر من ١٥٠٠ سنة و كانوا يسمون بلادهم “بيت آرامايا” أي بلاد الآراميين !
٣- لقد قضى الفرس سنة ٥٣٨ ق٠م على الإمبراطورية التي إصطلح علماء الأثار في القرن التاسع عشر على تسميتها “البابلية الثانية”؟
و هي في الحقيقة آرامية.
و قد إستولى الفرس على بلاد مصر و وسعوا إمبراطوريتهم شرقا و غربا حتى وصلت بلاد اليونان .
٤- لقد ترك الفرس عدة كتابات و نقوش تذكر أسماء المرزبانات أي الولايات التي كانت تضمها إمبراطوريتهم الواسعة. هذه الكتابات تذكر ولاية إسمها “أسورستان” و ولاية جديدة إسمها “بابل “!
٥ لا شك إن إسم سوريا مشتق من إسم الولاية الإدارية الفارسية “أسورستان” و ليس من شعب أشوري كان يسكن في سوريا القديمة كما يردد بعض السريان المخدوعون بالتسمية الأشورية المزيفة .
٦ – قد يطرح أحد القراء هذا السؤال ” لماذا أطلق الفرس إسم بابل على بلاد أكاد القديمة؟
و خاصة لماذا أطلقوا إسم “أسورستان” على الشرق القديم و من ضمنه إسرائيل و جزيرة قبرص؟
و أغلبية سكان هذه المنطقة هم من الآراميين ؟
نحن لا نملك اليوم نصوص أو كتابات تشرح لنا “الأسباب التي دفعتهم الى إستخدام هذه التسميات” و لكنني أعتقد أن الفرس قد عانوا من جبروت الإمبراطورية الأشورية و قد أطلقوا إسم “أسورستان” على كل المنطقة التي كانت خاضعة للأشوريين, و بعد سنوات أطلقوا تسمية” بابل ” على بلاد أكاد القديمة أي وسط و جنوب العراق !
٧ – لقد أخذ قدامى اليونان إسم سوريا من التسمية الإدارية أسورستان و خلال أكثر من ٢٠٠ سنة كانوا يطلقون إسم Assyria أو Syria على الشرق القديم .
و لقد أخذ قدامى اليونان التسمية البابلية من التسمية الإدارية الفارسية و صاروا يكتبون عن شعب و لغة بابلية و للأسف لنا أن علماء الآثار لا يزالون حتى اليوم يستخدمون هذا التعبير ” بابلي “بمعنى شعب بابلي حقيقي و هذا خطأ تاريخي عظيم.
٨- بعد إحتلال الإسكندر للشرق و خاصة بعد تأسيس سلوقس لمملكة” سوريا ” فإن الإسم سوريا قد أصبح محددا جغرافيا و تاريخيا.
و قد جرت بين السلوقيين و البطالسة ملوك الإسكندرية عدة حروب عرفت في المصادر اليونانية “بالحروب السورية” !
و كان السلوقيون يحكمون مناطق واسعة و لكن ضعفهم قد أدى الى إنحسار مملكتهم الى سوريا الحالية.
٩ – لقد طلب بطليموس من اليهود في الإسكندرية أن يترجموا أسفار التوراة من اللغة العبرية القديمة الى اللغة اليونانية.
هذه الترجمة ستعرف بالترجمة السبعينية و هي من بداية القرن الثالث ق٠م و هي مهمة جدا لنا.
فبلاد آرام في اللغة العبرية تترجم الى بلاد سوريا و الشعب الآرامي قد ترجم الى الشعب السرياني !
١٠ – من المدهش إننا وجدنا في تواريخ يوسيفوس المشهور بأنه قد إستخدم تعابير ” سوريا العليا ” و” سوريا السفلى ” و ” سوريا كولن” و لا شك إن القراء يعرفون جيدا ما معنى العليا و السفلى !
و لكن العلماء حتى بداية القرن العشرين لم يعرفوا ما معنى “سوريا كولن”؟
لأن لفظة “كولن” هي غير يونانية !
و لكن بعد إكتشاف نصوص سفيرة الآرامية عرف العلماء أن تعبير “سوريا كولن” هو ترجمة حرفية ل” كول آرام”! أي جميع المناطق الآرامية !
الخاتمة
١ -إن مصدر إسم سوريا ليس لغزا و لا يسمح للمغامرين أن يطلقوا نظريات مضحكة من نوع ” إسم سوريا هو باللغة ” السنسكريتية وتعني الشمس” !
٢ – إن إسم سوريا و منذ القرن الثالث قد أصبح مرادفا لإسم أجدادنا الآراميين و إن كان مشتقا من إسم سورستان الفارسي الإداري !
٣ – نحن مسيحيو هذا الشرق مع قسم كبير من إخوتنا المسلمين نتحدر من الآراميين و هذا يعني-بكل بساطة نحن أقدم شعب لا يزال يعيش في أوطانه التاريخية .
٤ – ردي هنا حول إشتقاق الإسم سوريا ليسا رأيا أو مغامرة جديدة و لكنه بحث أكاديمي مبسط و كل أخ يريد أن يستفسر فنحن مستعدون لتزويده بالمراجع العلمية و الدراسات الأكاديمية .
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏تحتوي على النص '‏إن الآر الآراميين هم الذين أعطوا إسم سوريا و إن كان مشتقا من التسمية الإدارية أسو :رستان النصوص اليونانية القديمة كانت تستخدم تعبير سوريا" کولن" كلمة كولن غير موجودة في اللفة اليونانية و قد عرف العلماء بعد إكتشاف نصوص سفيرة-أن أن سوريا كولن هي الباحث ترجمة ل" کلآرام !" آرام هنري بدروس كيفا شبيبة السريان_لÛ‏'‏‏
كاتدائية القديس يوحنا المعمدان في دمشق

في يوم تذكار قطع رأسه

كاتدائية القديس يوحنا المعمدان في دمشق
بُنيت الكاتدرائية في عهد الملك الروماني ثيوذوسيوس سنة ٣٧٩ م، وكانت تحفة فنية تزينها اللوحات الفسيفسائية والإيقونات والرسومات وكان سكان دمشق الأصليون من المسيحيين يصلون فيها ويفتخرون بها كونها أكبر كنائس مدينتهم ومن معالمها المشهورة.
في سنة ٦٣٤ دخل المسلمون الغزاة دمشق واحتلوها بعد حصارها وذبح من قاوم من سكانها، لتصبح عاصمة لدولة الخلافة الأموية.
استولى المسلمون في بادئ الأمر على مباني الكاتدرائية وحولوها لمسجد وأبرموا عهداً مع سكان دمشق المسيحيين بأن جزءاً من حرم الكاتدرائية سيبقى كنيسة لهم، لكن هذا العهد لم يصمد طبعاً ونكثه الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك واستولى بالقوة على الجزء المسيحي وأمر بهدمه، حيث صعد بنفسه إلى البرج الغربي للكاتدرائية وكان فيه صومعة بداخلها راهب يصلي، فأمره الخليفة بالنزول منها، وعندما رفض الراهب، ركله بقدمه ليتدحرج من فوق ويموت شهيداً لإيمانه وتمسكه بكنيسته.
ثم وقف الوليد على أعلى مكان من الكنيسة فوق المذبح الأكبر وأخذ فأساً وحطم حجراً وألقاه على الأرض وسط صيحات الجنود والأمراء الذين بدأوا يهدمون وهم يصرخون الله أكبر … الله أكبر !!!
أما المسيحيون فتجمعوا وبدأوا بالبكاء والعويل فأمر الخليفة رئيس الشرطة أن يضربهم ويفرقهم، وهدم المسلمون في ذلك اليوم المشهود الكثير من المذابح التاريخية والرموز المسيحية العريقة.
أرسل الوليد إلى ملك الروم في القسطنطينية يطلب منه عمالاً في الرخام والأحجار ليغيروا بناء الكاتدرائية ويجعلوا منها مسجداً مع مآذن، وكتب له رسالة يهدده فيها ويتوعده بإنه إن لم يفعل فسيغزو بلاده بالجيوش ويخرب كنائسها، وأيضاً كنيسة القيامة في القدس وكنيسة الرها وجميع الكنائس تحت سيطرته.
بعث ملك الروم عمالاً كثيرين وكتب إلى الوليد :
لقد هدمتَ الكنيسة التي رأى أبوك تركها، فإن كان حقاً فقد خالفت أباك، وإن كان باطلاً فقد أخطأ أبوك .
فلم يعرف الوليد كيف يجيبه.
وجد العمال الروم خلال عملهم مغارة وأخبر الجنود الخليفة بذلك، فأتى ليلاً ومعه شمع فإذا هي كنيسة أخرى صغيرة وفيها صندوق ففتح الصندوق فإذا فيه إناء وفي الإناء رأس لم يكن سوى رأس القديس العظيم يوحنا المعمدان الذي وضع أساساً لكاتدرائيته المهيبة في دمشق، فأمر الوليد بإعادته إلى مكانه وتشييد مقام فوقه بإسم مقام النبي يحيى.
في ستينات القرن العشرين واثناء عمليات الترميم والحفر التي كانت تجري لتوسيع وترميم كنيسة الروم الأرثوذكس المعروفة بالمريمية في دمشق القديمة والواقعة بين الجامع الأموي (كاتدرائية يوحنا) وكنيسة حنانيا، ظهرت أجزاء من نفق قديم كان يربط الكنيستين ببعضهما البعض، وكذلك في باحة الجامع هناك بقعة من الأرض تحت فناء مسقوف، إذا ما وقف الزائر في منتصفها وضرب عليها بقدمه، فإنه يسمع صدى عميق للضربات يشير إلى وجود نفق في الأسفل.
لم يبقى اليوم من الرموز المسيحية داخل الجامع (الكاتدرائية) سوى جرن المعمودية، والكتابة الرومية (اليونانية) الموجودة على الباب الجنوبي والتي ترجمتها:
ملكك أيها المسيح إلى أبد الدهور وسلطانك إلى جيل فجيل.
واكتشف مؤخراً أيضاً رسم للسيد المسيح وعلى رأسه إكليل شوك.

لوحات وواجهات المسجد يقول المسلمون أنها رسومات عربية تمثل مشاهد الجنان في القرآن، لكنها ليست سوى لوحات وفنون بيزنطية من الكاتدرائية الأصلية رسمها الروم وكانت مذهبة ومرصعة بالحجارة الكريمة قبل أن يزيل العرب هذه الحجارة ويسرقوها ويطلوا اللوحات بالطين حيث بقيت محجوبة حتى عام ١٩٢٨ عندما كشف عنها الفرنسيون بجهود مضنية خلال فترة الانتداب على سوريا.

Fadi Hanna

إنقراض الشعوب القديمة و إستمراية شعبنا الآرامي !

إنقراض الشعوب القديمة و إستمراية شعبنا الآرامي !

هنري بدروس كيفا

Henri Bedros Kifa

سؤال بسيط و مهم من أحد الإخوة الغيورين و جواب سريع :
“سؤال استاذ هنري كيف لي ان افهم وابرهن للاخرين واقنعهم بان شعوب وادي الرافدين من سومريين وبابليين واشوريين وغيرهم قد انقرضوا ولم يبقى غير الاراميين ماهي الدلائل التس تستند عليها في انقراض كل الشعوب ماعدى الشعب الارامي وشكرا”
١ – إنني قد أجبت على هذا السؤال في أبحاث عديدة و أتمنى من الاخوة
المهتمين أن يطلعوا عليها من خلال موقع التنظيم الآرامي.
٢ – بكل محبة أنت لا تستطيع أن تقنع الآخرين لأنه الموضوع هو تاريخي و ليس سياسي : هنالك عشرات البراهين العلمية التي أنت غير
مطلع عليها و” الآخرين ” أيضا هم غير مطلعين … أتمنى منك – إذا كنت
مهتما – هو إعتماد التاريخ العلمي و ليس الشعبي أو السياسي المزيف
و أرجو كنك أن تطالب المؤسسات السريانية بإعتماد التاريخ الأكاديمي!
٣ – تعبير ” وادي الرافدين ” هو حديث و خاطئ . لقد كان العراق القديم
مقسما الى عدة مناطق تاريخية و جغرافية و بكل تأكيد تسمية بيت نهرين
أو بلاد ما بين النهرين أو Mesopotamia لم تطلق على العراق و لكن
على الجزيرة السورية ( نهريما / آرام نهرين ).
٤- لقد كتبت ” من سومريين وبابليين واشوريين وغيرهم…”
أ- صحيح لقد سكن العراق القديم عدد كبير من الشعوب القديمة و منها من
كان شرقيا مثل الشعب الأكادي و العموري و الآرامي و منها من كان
من الشعوب الهندو أوروبية مثل السومريين و الغوتيين و الشعب الكاشي
و الشعب الحوري و الشعب الميتني …
ب – لم يسكن العراق شعبا إسمه ” بابلي ” و لكن التسمية البابلية هي
تسمية إدارية فارسية أطلقت على بلاد أكاد القديمة و قد نقلها قدامى اليونان من التسمية الفارسية . الكتابات الأكادية لم تذكر وجود شعب
بابلي و للأسف لنا أن العلماء في القرن التاسع عشر قد إستخدموا هذه
التسمية ” البابلية ” بمعنى ” أتنية ” و لغة و حضارة .
ج – الشعب الأشوري هو خليط من شعوب أكادية و عمورية شرقية
مع شعوب حورية و ميتنية …
٥ – لقد ذكرت في النقطة رقم ٢ بأن السرياني المثقف لا يستطيع أن
يقنع الآخرين لأنه ربما هو نفسه يردد طروحات تاريخية خاطئة مثل
” شعب بابلي ” و في كثير من الاحيان ” الأخرون ” هم أخوة سريان
و لكنهم من السريان المضللين الذين يقسمون شعبنا السرياني الآرامي
من أجل هوية أشورية منقرضة منذ حوالي ٢٥٠٠ سنة …
٦ – كيف إنقرض الشعب السومري ؟
أقدم ذكر للشعب السومري هو حوالي ٣٥٠٠ سنة ق٠م و العلماء اليوم
يقسمون تاريخ الإنسان الى مرحلتين :
* مرحلة ما قبل التاريخ و هي منذ ظهور الإنسان حتى إكتشاف الكتابة !
* مراحل التاريخ و هي منذ تاريخ السومريين حتى اليوم : معظم المؤرخين يقسمون هذه المراحل الى ثلاث فترات زمنية .
أولا – التاريخ القديم : منذ إكتشاف أقدم كتابة ( و هي سومرية ) حتى سقوط روما سنة ٤٧٦م .
ثانيا – التاريخ الوسيط منذ سقوط روما سنة ٤٧٦م حتى سقوط القستنطينية
سنة ١٤٥٣م .
ثالثا – التاريخ الحديث منذ سقوط القستنطينية سنة ١٤٥٣م حتى اليوم .
لا أحد يحق له أن يتنكر لتاريخ الشعب السومري و منجزاته و لكن للأسف كثير من السريان و عن جهل مطلق يرددون أن شعبنا يتحدر من
شعوب عديدة قديمة , ومنهم الشعب السومري ؟ علما إن الكتابات السومرية ( اللغة السومرية ) قد إضمحلت في بداية الألف الثاني ق٠م
و ذلك لإنتشار الشعبين الأكادي و العموري في بلاد سومر القديمة !
إن أغلب الكتابات السومرية التي وجدت في مدينة أشور و بابل هي
منقولة عن كتابات أقدم و بعبارة أوضح أن اللغة الأكادية هي التي كانت
محكية منذ بداية الألف الثاني حتى إنتشار أجدادنا الآراميين في بداية
الألف الأول ق٠م .
في الألف الثاني و الألف الأول لم يعد هناك أي ذكر للشعب السومري
كشعب مستمر و كشعب حافظ على إستمراريته .
هنالك عدد كبير من القراء قد سمعوا بتاريخ الشعب السومري و للأسف
قد إنخدعوا بطروحات بعض الأحزاب العروبية أو الحزب القومي السوري التي تتنكر لتاريخ الشرق العلمي و تدعي تارة أن الشعوب القديمة قد خرجت من شبه الجزيرة العربية و طورا أن الهوية و التسمية
” السورية ” تشمل بقايا شعوب قديمة ؟
٧ – من هو الشعب ” البابلي ” ؟
لا يوجد شعب بابلي في تاريخ العراق القديم و قد شرحت مرارا أن التسمية البابلية في الكتابات الأكادية تشير الى سكان مدينة بابل أو الى
أحد ألهتها و لم تكن تشير الى ” بلاد بابل ” أو ” هوية بابلية “!
عندما إحتل الفرس بلاد أكاد و قضوا على حكم الكدانيين سنة ٥٨٣ ق٠م
عمدوا إلى إطلاق تسمية ” بلاد بابل ” على بلاد أكاد القديمة .
ملاحظات مهمة :
أ – خلال الألف الثاني ق٠م قد سكنت عدة شعوب في بلاد أكاد أي وسط
و جنوب العراق و مع أن الكتابات الأكادية في هذه الفترة كانت تستخدم
تسمية ” بلاد سومر و أكاد ” فإن بقايا الشعب السومري قد ذابت و إنصهرت ضمن الشعبين الأكادي و العموري !
ب – الشعب الكاشي Cassite قد سكن في بلاد أكاد بين القرنين السادس
عشر و الثاني عشر ق٠م و هو شعب غير شرقي . و مع أنه لم يعد لهم
أي ذكر خلال الألف الأول ق٠م نرى ملوك قد حافظوا على تسمية بلاد
أكاد ببلاد كردونياش و هذا لا يعتبر إستمرارية الشعب الكاشي حتى
الألف الأول ق٠م .
ج – نحن نعلم من الكتابات الأكادية – خاصة التي تركها ملوك أشور –
كيف إنتشرت عشرات القبائل الآرامية في كل بلاد العراق القديمة .
هذه الكتابات الأكادية تؤكد وجود تسميتين جغرافتيين ” مات كلدو “
و ” مات أريمي ” منذ أواسط القرن الثامن ق٠م .
كثيرون من القراء لا يعرفون أن الآراميين قد صهروا بقايا الشعوب
القديمة في بلاد أكاد أو بلاد بابل بعد سنة ٥٣٨ ق٠م , و أن المصادر
السريانية الشرقية القديمة قد إستمرت في إستخدام الإسم القومي و الجغرافي ” بيت آرامايا ” أي بلاد الآراميين !
د – عندما يتحدث قدامى اليونان عن شعب “بابلي ” في الألف الثاني ق٠م
فإن هذه التسمية البابلية تبقى غامضة و لا نعرف من هو الشعب المقصود
هل هو الشعب الأكادي أم العموري أم الكاشي أو غيرهم ؟
بينما التسمية البابلية إذا كانت تعود الى الألف الأول ق٠م فإن – بدون شك- تقصد الشعب السرياني الآرامي .
٨ – كيف إنقرض الشعب الأشوري ؟
أ – على القارئ أن يعرف أن شعوب عديدة قد سادت ثم بادت أي غاب
ذكرها عن مسرح التاريخ و من تلك الشعوب الشعب الأشوري ! .
ب – كان الآراميون يشكلون أكثرية عددية في الإمبراطورية الأشورية
قبل زوالها : لقد كان الآراميون يشكلون أكثرية ساحقة في بلاد نهريما
أي الجزيرة السورية و في بلاد آرام ( سوريا القديمة ) و شرقي الأردن
و خاصة في بلاد أكاد التي ستعرف في المصادر السريانية النسطورية
ببلاد الآراميين . و حتى بلاد أشور نفسها كان الآراميون يتفوقون عدديا
على الأشوريين أنفسهم ( أبحاث حاييم تدمر و غارللي ).
ج – القبائل الآرامية و تحت قيادة نبوخدنصر قد إستقلت سنة ٦٢٦ ق٠م
ثم هاجمت و دمرت بمسادة الميديين الإمبراطورية الأشورية سنة ٦١٢ ق٠م .
د – بقايا الأشوريين قد إنصهروا بالأكثرية الآرامية بعد خسارتهم للحكم
و إنتشار اللغة الآرامية بينهم التي محت اللغات الأكادية و العبرية و
الكنعانية .
ه – المصادر السريانية الشرقية و الغربية معا تؤكد لنا أن العلماء السريان
قد إفتخروا ” فقط ” بالهوية الآرامية . العلماء السريان لم يفتخروا بهوية
سومرية أو بابلية أو كنعانية أو أشورية ! من له أذنان سامعتان فليفهم !
و – المصادر السريانية و العربية لم تذكر الأشوريين كشعب معاصر !
فقط بعض السريان المنافقين قد إدعوا في بداية القرن العشرين بتسمية
أشورية مزيفة و هوية أشورية منقرضة !
ز – وجود أحزاب و كنيسة تدعي بإنتماء تاريخي أشوري اليوم لا و لن
يستطيع إحياء هوية أشورية منقرضة : هذه الأحزاب تفضح نفسها
وتتعامل سياسيا مع كل حزب يقبل ” أشوريتها المزيفة “. أكبر برهان
على زيف هذه الأحزاب هو إدعائها بوجود لغة أشورية و العمل على
نشر طروحات تاريخية مزيفة تدعي أن ” السورث ” هي لغة مستقلة
تتحدر من اللغتين الأكادية و الآرامية ؟
٩ – إستمرارية شعبنا الآرامي .
المصادر السريانية هي المنارة و هي التي تؤكد لكل سرياني غيوربأن
العلماء السريان من مار افرام الى ابن العبري قد أكدوا أن هويتنا هي
الهوية الآرامية . إنتشار طروحات غير علمية قد إدعت في الماضي بأن
أجدادنا قد تخلوا عن إسمهم الآرامي هي بسبب وجود إيديولوجيات
مزيفة لهويتنا الآرامية : السريان لم يتخلوا عن إسمهم و هويتهم الآرامية !
فقط السريان الضالون ير
ددون هذه الطروحات الخاطئة من أجل مصالحهم أو من أجل مفاهيم حزبية منافقة .
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏