قامشلي زالين ايام زمان… وذكريات اول من قرع ناقوس كنيسة مار يعقوب…

قامشلي زالين ايام زمان… وذكريات اول من قرع ناقوس كنيسة مار يعقوب…
Samir Shamoun
19 ديسمبر 2020 ·
قامشلي زالين ايام زمان… وذكريات اول من قرع ناقوس كنيسة مار يعقوب… بقلم سمير شمعون…
هناك في زالين… في الديار الحقيقية…حيث ترعرعنا… حيث بدأت الحكاية… لتولد الف حكاية بالف حلم… لنصحوا ذات يوم على ألم الرحيل …
هناك… لم يكن دوماهناك البديل… لقد تعودنا امتهان الصمت والرحيل… ولكن سأعود يوما لذلك الشارع … شارع الجزيرة… وأعبر امام البيوت وانظر ابوابها … واشتم تلك الرائحة الجميلة… لافرق حتى لو كنت مسافرا غريبا … حتى لو لم يعرفني احد… حتى لو لم تعرفني المنازل وجدرانها … نعم سأعود ذات يوم لذلك الشارع … وارفع نخب الذكريات والتاريخ… سألمس الجدران التي اتكأت عليها… وذلك الرصيف الذي غفوت عليه بطمأنينة … نعم سأعود لذلك الشارع… حتى لو لم يعرفني الزقاق والرصيف … فيكفيني انا بأنني اعرفهما …
نحن الزالينيين طيور مهاجرة… تفقد ريشها رويدا” رويدا…
فنحن دوما نصنع الأسلحة للصيادين… لمطاردتنا من مكان إلى مكان… هل ستثبت اقدامنا في اوطاننا الجديدة؟!.
كان العم شبو افريم كللو المدويني، من اوائل من سكنوا القامشلي زالين، وجاء ومعهة حرفة النجارة والتصميم ، واساسا النجارة هي فن وذوق، واشترى منزله في كرسي مدرسة البروتستانت، مقابل شمعون الشيخ( مدرسة ميسلون في القامشلي زالين)، وكان يدعى شيخ النجارين كما كان يسمى كبير المهنيين النجارين، وكان متخصص ببناء و صناعةالمذبح في الكنائس ، اي ما يسمى قدس الاقداس (قدشي القاديشي )، وله الفضل في بناء تخديم المذبح ، ليس فقط في كنيسة مار يعقوب وكنيسة العذراء مريم، بل في كل كنائس القامشلي زالين، وهو لم يكتفي فقط بالقامشلي، بل صنعه لمعظم كنائس القرى في منطقة زالين، ولكن اعظم ما قام به، كان إشرافه ومساهمته ببناء كنيسة العذراء للسريان اثوذوكس بالقامشلي، وأظن كتب اسمه في ركن الكنيسة، بماء الزئبق ، كيلا يمحى للأبد، ومن اروع ما سمعته، ان هذا المهندس بالجينات الوراثية ، هو من شارك بإعمار كنيسة العذراء ، دون مخطط هندسي من مكاتب هندسية، بل هو من وضع المخطط الهندسي لها، وبناها بمهارته وخبرته، ودوما كان قلم الرصاص يشاهد بجيبه، وأيضا كان يقول عنه المرحوم المهندس فريد اناويس، ان العم شبو كان يمسك البركال(الفرجار)، بطريقة يعجز عنها مهندسين، رغم تعليمه البسيط،و كان العم شبو يملك علامة فارقة، وهي ان اصبعه الخنصر مقطوعة، فقد قطعه في ورشته بسوق النجارين، وامر اخر، كان السريان وخاصة اهالي مديات، مشهورين في تلبيس ونقش الحجر، على المساكن والاديرة، وبناء وزخرفة جرسية الكنائس ، كنيسة مار يعقوب في القامشلي زالين هي شاهد على ذلك الفن، وهي مزخرفة ومنقوش عليها زخارف وهي أبهة وغاية في الجمال، وزخرفها احد المعلمين من مديات (واتمنى من يعرف اسمه ان يكتبه بمداخلة)، وتعد شاهد على اعمال الفن السرياني عالميا، ، وكانت قد جائت بعثة من الياباني، وشوهدت تبحث في مكان جرسية كنيسة مار يعقوب في زالين، وتم اخذ مجموعة من الصور للجرسية، ويقال ايضا ان منارة الجامع الكبير بالقامشلي عند سوق اللحمة والفرانين ، والخضرة، زخرفها وزينها نفس المعلم المدياتي، الذي زخرف جرسية مار يعقوب، هذه هي القامشلي زالين، صنيعة الزالينيين.
إذا عندما بنيت كنيسة مار يعقوب، واكتمل بنائها بتركيب الناقوس، عند الباب الشرقي، حصلت مزاودة مالية، لأول من يقرع ناقوس الكنيسة، والغاية كانت التبرع للكنيسة الفتية، فقد كانت الطائفة بحاجة لمال كثير لإكمال بناء المرافق، وتم الاتفاق على يوم المزاودة اول يوم الأحد، من اتمام جهوزية الناقوس، واجتمعت الطائفة وحضر خواجات الطائفة والأثرياء، وبدأت المزاودة، وطبعا الاثرياء الخواجات في ذلك الوقت معروفة هي اسمائهم، واحتدمت المزاودة، واخيرا ربحها الخواجة داوود حداد، وكان هو أول من قرع ناقوس كنيسة مار يعقوب، لأوثق انا الآن اسمه وذلك الحدث، في تاريخ زالين المدينة الفاضلة.
كانت أغلب القرى المحيطة ب قبور البيض، مملوكة ومسكونة من قبل عائلات سريانية، تعود بأصولها الى جبل إيزلا الجزء الجنوبي لطور عابدين ، وغالبيتهم العظمى من قريتي، حباب و أربو ومنهم للتذكير : حنا ملكي اسحق من قرية حباب( أحوو الجبلية)،كان يملك مناصفةً مع عزيز قس الياس المارديني وبسندات عثمانية رسمية أراضي قرية (روتان )ومطحنتها المائية. إن أول من وضع حجراً على حجر وبنى داراً بمدينه القامشلي زالين، هو عيسى شمعون ، وأصله من قرية حاح ، ترك قريته أيام السيفو ((كانت والدته متوفاة منذ صغره وكان وحيد والده)) ، وجاء للقامشلي زالين ، فبنى بها غرفتين، الواحدة كبيرة ( اوضا) لاستقبال الضيوف ، والثانية صغيرة ( بخيرية ) لتخزين المؤونة وأعمال الطبخ، وكان الموقع (بعد أن تم بناء البلدة )، تقاطع شارع كنيسة مار يعقوب شمالاً مع طلعة شارع السينمات , مقابل (على شكل اشارة الضرب )مبنى البريد القديم ، ومقابل مكتب أصفر ونجار (لاحقاً دائرة زراعة للدولة ) وعلى الأغلب بنى منزله بين عامي ١٩٢٢_١٩٢٣م ، حسب ما قال ابنها ( ان والدتي ولدت بهذا البيت والتي هي الابنة البكر)، ولدت فيه عام ١٩٢٤ . … .. والهجرة هي ذكريات مؤلمة، هجرتين ارمنيتين ثم يهود قرية عويجة في ليلة واحدة الى نصيبين ومنها لكل انحاء العالم، وبعدها يهود البلد، و من ثم السريان إلى السويد والمانيا، والاشوريين إلى امريكا، لكنها لم تكن موجات الهجرة جماعية كبيرة، حتى عام م٢٠١١م.روى احد المطارنة هذه الحكاية ، انه خلال زيارته لامريكا، زار احد اليهود اللذين هاجروا من القامشلي زالين، فقال انني وجدت في بيته علم سوريانا واقف عل طاولة في غرفة الإستقبال.
عند ترسيم الحدود بين تركيا العصملية وسوريانا، اتت لجنة من عصبة الأمم، التي اعتمدت من حيث المبدأ، خط سكة الحديد الروماني وليس الجسر الروماني، هو الحد الفاصل بين سوريا وتركيا، وهو نفسه خط قطار برلين بغداد أي الخط الموجود حالياً( والذي كتبت فيه الكاتبة اجاثا كرستي روايتها جريمة في قطار الشرق السريع)، وبجهود وانحياز رئيسة اللجنة، السويسرية الآرمنية الأصل كارين يببي، وبعد أن كلمها أرمن حلب، ووضحوا لها حقيقة ما لحق بالمسيحيين عامة في مذابح ١٩١٥م، في تركيا العصملية التي تعرضوا لها من الأتراك العثمانيين، تم إدخال مناطق جديدة لصالح سوريا ( وهناك مدرسة للأرمن بحلب بأسم كارين يببيه) تكريماً للجهود التي بذلتها في ترسيم الحدود .
وفي تلك الفترة من ترسيم الحدود ، طالبت الهيئة التركية ، القيام بتقسيم نهر الدجلة، بين سوريانا وتركيا، فوافق الكولونيل بوانه، وطلب من المفوضية في لبنان، ارسال ضباط بحريين فقدم من بيروت اربع ضباط وباشروا بتخطيط”تلبيك”الدجلة، وكان الاتراك قد عينوا لهم ضابطا، من طرفهم للاشراف على تقسيم دجلة، طال عمل هذه اللجنة ٣اشهر، وقد عثروا خلال ذلك، على اكبر عمق في نهر الدجلة بلغ ٣٠ مترا، وانتهت المهمة اخيرا في (تلبيك)في بيشخابور، واضاف ارمن حلب قرى كثيرى للجغرافيا السوريانية، مثلما اضاف ميشيل بيك دوم مئات القرى للجغرافيا السوريانية، عندما كانوا يتفقون نهارا مع اللجنة المرسلة من عصبة الأمم المتحدة، ويضعون الاحجار التي مكتوب عليها (m) اول حرف من أسم ميشيل بيك دوم، اي ان هذه هي الحدود الجغرافية المتفق عليها بين منقار البطة وتركيا الاتاتركية، وفي الليل كان يستأجر عمال ، ويدفع لهم نقود بالعملة الذهب الرشادي لكي يزيح هؤلاء العمال او القجاغجية،الحجارة المؤشرة، بحيث تربح سوريانا مئات القرى بهذه الطريقة، هذا ما فعله المسيحيين في سوريانا ، إذ اضافوا اراضي تقدر بمئات القرى للجغرافيا السوريانية، وحصدنا النكران والترحيل في ارضنا التاريخية.
_ المانيا _20_12_2020

القامشلي زالين في صور….د
هذه صورة في عام /1974/ في شارع الدجلة من اليمين يعقوب شمعون فؤاد ادم الياس برصوم جوزيف مراد ادور بوضو هاروت ارتين اسحق برصوم موريس حسني البير صبري


داخل الصديق ااعزيز بيير كوكي،واضع ماكتبه هنا:
جدي المرحوم كورية أدم كوكي، مواليد اقليم غرزان ، غادرها بعد المذابح عام 1926، وسكن مدينة القامشلي نهاية حارة اليهود انذاك، وهو الان تقاطع شارع مدرسة الفرات الى شارع الوحدة، كان يملك عربة يجرها ثلاثة أحصنة، ويعمل على توزيع الريجي ضمن المحافظة، طبعا لا شوارع ولا أرصفة، وبعدها عمل في تجارة المواشي، وكان الحليب ومشتقاته متوفر واهل الحارة ترعرعوا عليها، توفي عام 1993 الله يرحمه له ملكوت السموات.
_ أي ان السيد كورية كوكي، هو من بناة القامشلي زالين


.صورة تذكارية من الزمن الجميل انا بيير كوكي في الصورة على الواقف وعمري 8 سنوات وعلى يميني المختار موسى جبرو غرزاني الله يرحمه وعلى يساري والدي صاموئيل كوكي الله يرحمه ومن الخلف على الوقوف على يمين الصورة الذي يوجد عكال على رأسه الخال ابراهيم شمعون غرزاني الله يطول في عمره ويعيش حاليا في مدينة شتوتغارت بألمانيا وبجانبه الخال المرحوم سيروب نجاريان كان يعمل في رميلان وهاجر مع اخوته واولاده الى ارمينيا عام 1976 وبجانبه عمي المرحوم أدم كوكي والد الدكتور رياض كوكي عمل في رميلان وتوفي عام 1993

من اليمين المرحوم رزوق ( ابن خالة كرمة ابن عمة اسكندر وجان كارات ) مدير مدارسنا المرحوم حنا عبدالاحد ، معلم الاجيال السريانية الملفان عبدالمسيح نعمان قراباشي . …… الاخير الملفان موسى يونان والصورة التقطت في القامشلي في حوالي ١٩٥٨ م.
_
الف شكر للاستاذ سردنابال للتوضيح عن الصورة هذا.

الملازم اول صامويل كوكي … رجل عاش حياة العطاء في زالين.
_ أننا لا نريد واعظين بالحق، ولكن نريد من عاش حياة حق، إنه الملازم صاموييل كوكي(( ابو غسان))، عاش وكان قدوة باعماله، وتوفي ورايته بيضاء ناصعة، فحزنت القامشلي زالين على وفاته.
_داخل الصديق العزيز الاستاذ بيير كوكي فقال:
والدي المرحوم صاموئيل كوكي أبو غسان مواليد عام 1939 وتوفي عام 2003 بحادث سير أليم على طريق دمشق عمل مدرسا للغة العربية عند مدارس الارمن ثم ادى الخدمة الالزامية لمدة ثماني سنوات في صفوف الجيش السوري وتسرح برتبة ملازم اول عام 1972 ومن ثم عمل في الدوائر الحكومية كمالي في مكتب الحبوب بالقامشلي ومن ثم عمل في الاسكان العسكري ومن ثم عمل في مالية القامشلي وأصدقائه يشهدوا له في حسن أخلاقه وتفانيه في عمله له ملكوت السموات سيبقى في ذاكرة كل واحد عرفه…
_واضاف السيد يعقوب اسمر بمداخلة اضيفها هنا فقال:
ألف رحمة لروحه الطاهرة ، كان فعلا مثالا للأخلاق والأمانة ، عرفته عندما عملنا في مؤسسة الإسكان العسكري وفي مالية القامشلي ما مال يوما عن قيمه وأخلاقه وأمانته .
_ داخل الاستاذ فتحالله ملكي فقال:
استاذ بيير والدك كان انظف موظف على الإطلاق ولايحتاج إلى شهادة وكان مثالا في الأخلاق ونستطيع القول ذاك الشبل من ذاك الاسد… الله يرحمه ويسكنه ملكوته السماوي.
_ واضاف السيد يعقوب برصوم فقال:
الوهو محاسيلة كنا نعمل معا في مالية القامشلي وكان يملك كل الصفات التي ذكرتها واكثر.
_ اضاف السيد مروان عيسى فقال:
الله يرحمك قريبي مثواك الجنه كنت رجل حكيم وميثالي لااقصى الحدود مهندس في عملك في تربيه عائلتك في تعاملك مع الناس والابداع في حل الخلافات مابين الاقارب. الله يرحمك.
_ داخل السيد جورج قرياقس فقال:
المرحوم كان يعرف بملازم صاموئيل بالمحيط الاجتماعي القريب منه .. و كان رمز للثقة و الوقار و الاحترام … لروحه السلام .. الوهو محاسيلي.
_ داخلت الاستاذة خاتون حنا فقالت :
الله يرحمه ابو غسان كان مثال النزاهة . دفاتره تشهد له عندما كان محاسبا لسنوات طويلة بالمجلس الملي
للكنيسةالسريانيةبالقامشلي.
_داخل الدكتور ملكي صومي فقال:
كان رجلا هادئا مخلصا محبا صادقا في كل شيء
جاري الغالي لن ننساك ما دمنا احياء
داخل السيد سنحريب حنا فقال:
_ابو بيير الغالي رحمه الله كان يمشي على الارض ولا يؤذيها وانا واثق بأنه كان يحاذر ان يؤذي النملة التي تدب عليها
رحمه الرب الاله واسكنه الملكوت السماوي صحبة القديسين الأبرار وسكب على قلوب احبائه بلسم الصبر والعزاء

القامشلي زالين ايام زمان… ونوستالجيا عيد الرشيش

القامشلي زالين ايام زمان… ونوستالجيا عيد الرشيش
Samir Shamoun
9 مايو 2021 ·
القامشلي زالين ايام زمان… ونوستالجيا عيد الرشيش …بقلم سمير شمعون… 2_2_ 2021
احيانا أسأل نفسي … هل ذلك الزمن الزاليني الساحربكل شئ … الذي كتبته بدقائقه وبأشواقي … هل كان موجودا في الحقيقة … أم خيالي هو الذي صنعه… إنها النوستالجيا لزمن إنكسر… ولن يعود ابدأ كما كان .
ودوما بعد خمسين يوما ، من عيد قيامة المسيح يقع عيد العنصرة ، وبالنسبة لنا نحن الاطفال كان يعني عيد الرشيش ، اي رش كل من يمر بالماء ، ودائما كان يقع عيد الرشيش في وقت امتحانات التاسع والبكلوريا.
وطبعا العيد يكون حيويا على الطقس الارثوذكسي ، كونهم كانوا الغالبية كعدد ، بينما نحن الكاثوليك كنا قلال العدد نسبيا فكنا نعيد معهم ، و اساسا لم نكن نعرف وقتها أنه عندنا نحن ايضا عيد الرشيش .
ويبدأ العيد عندما كنا نعود من قداس صباح الأحد . وطبعا القامشلي كلها تصبح مسبحا ، وعندما كنا نصل للبيت كنت اخرج نربيج(خرطوم) الماء للشارع ، وكذلك يفعل سليمو دولي وابناء سيسيريان وبيت جاك ابلحد بيري وبيت علي عكام وبيت فارس و فايز شماس وبيت هانري حسنو ومقابلهم بيت خالي كولي وزوجها توماس بغدو , وبيت نعيم نجار ، وجانبهم بيت جميلة ملوس ،وجانبهم بيت فلاحة، وجنبهم بيتنا ( يعقوب شمعون)، وبالشارع المتقاطع مع شارع الجزيرة( الوكالات) مع شارع القادم من منتزه كبرييل وسيمونيدوس، يقع بيت اسكندر ميرخان ومقابله بيت فاهرام وفاجي رشدوني، وبجانبه بيت حنا هوبيل حنا ، ومن كل هذه البيوت تمتد خراطيم الماء ، يبدأون الناس بالمرور وكنا نرش عليهم المياه ، وكنا اولا نرش بعضنا بالماء حتى أن تنتقع ثيابنا .
وكان الناس يهربون من المياه ، وكنا نستمتع عندما نكون أول من يرش الماء على شخص مطقم وغير منتقع بالمياه ، وكانوا أهل القامشلي كلهم ، يتنقلون من شارع لشارع ، وكانوا يتلقون رش المياه بفرح وسعادة و صدر رحب ، بالرغم من أنهم يكونون يحملون معهم اشياء يجب أن لا تنتقع ،وهكذا يبدأ الهرج والمرج والضحك والصراخ بفرح عظيم وسعادة لا توصف ، وكانوا الفتيات ايضا يشاركون في هذه الاحتفالات ، وكانوا يتنقلون مجموعات بين الحارات ، وكانت الأجواء تتم بروح اخوية بعيدة عن العداوات ، ولم يكن يحدث اية مشاكل .
وهذا المشهد كان نفسه ، يتكرر في شارع دكان عمو سمعان وخالة شمانة (حارتي)صاحب اطيب كلاسة في العلم وحارة دكان صبري قليونجي وحارة دكان برصومو بحارة الارمن ، وحارة دكان عمو منوفر وكان مكانه جانب ميامي بشارع كنيسة العذراء للسريان اورثوذوكس ، وشارع دكان عمو سليم كوو ، وشارع دكان صدقي ناشيفو وكان ابن عم بيت اصفر ونجار , وشارع دكان عمو ارام ايضا في حارة الارمن وشارع دكان عمو كربيت في شارع الحمام مقابل مدرسة الفرات للارمن ، وفي البشيرية كان الناس يجتمعون في ساحة كبيري و ياخذوا الماء بعيد الرشاش من موتور المي الموجود في بقجة فرحان البنيبلي وكان الموتور بنهاية البشيرية و كانت ساحة كبيرة بحجم ملعب كرة قدم وكانت تتجمع الناس بالمئات ويرشون الماء على بعض بالتنكات النصية وليس الكبيرة .
وعندما كان الاحتفال في شارعنا تفتر حرارته ، كنا ننتقل للشارع الذي بعد بيتنا باتجاه الجنوب ، وكان في تلك الحارة دكان خالي عطية وقبلهم بيت استاذ بيدروس وكان يدرس بمدرسة الارمن وزوجته معلمة سعاد كانت تدرس في مدرسة البروستانت (الاخطل) ، اي شارع الدومينو مع الجزيرة .
حيث كنا نلعب هناك ، وبعدها ننتقل بين الحارات والشوارع والأحياء حتى الساعة الثالثة عصرا ، ويكون التعب قد انهكنا ، لنعود للبيت فنتحمم ونغير ثبابنا وننام.
وعند المساء نجتمع أولاد الحارة لنلعب الكولدن . او التوش .
والان بعد رحيلنا عن القامشلي زالين … اصبح ذلك الزمن بمفرداته دمعة وذكرى … دمعة حارقة حفرت ذكرى بالقلوب الزالينية.
تقديرا لأصحاب الصور التالية ، مساعدتي في نقل وتوثيق ، تاريخ زالين بأمانة،فهم كانوا إحدى شهوده ،وصناعه :
١- صديقي ابو رزوق واسمه جورج قرياقس رزق الله ، كان يكلمني بعشق لا متناهي ، دوما عن القامشلي زالين في الزمن الجميل ، قال لي في احدى المرات ( القامشلي كانت بلد خير وخيرات ، من طاحونة البرغل ربيتو ٢٣ نفس وكبرتون ) ، اسمه جورج قرياقس ابو رزوق ، كان عنده محل قطع سيارات مستعملة ، جنب مخرطة ومصنع ديرخورنيان وشركائه ، وكان عنده طاحونة برغل . مع العائلة في ماميكون عام ١٩٦٨، الله يرحمك ياصديقي العزيز.
٢- صديقتي الخواجاية تشخون ميرابيان : ابنة صاحب سينما كربيس او دمشق ، كانت ناشطة اجتماعية ، في مؤسسة خيرية للصليب الاحمر الارمني في القامشلي ، خلوقة محترمة معطائة .
ويا ارض اشتدي ماحدا قدي ، الله يرحمك ياتشخون( كانت تكلمني عن ذكريات، شلتها من فتيات الطبقة المخملية في زالين) .

قامشلي زالين ايام زمان… وذكريات الدايات والقابلات..

قامشلي زالين ايام زمان… وذكريات الدايات والقابلات..
Samir Shamoun
9 نوفمبر 2021 ·
قامشلي زالين ايام زمان… وذكريات الدايات والقابلات… بقلم سمير شمعون… الثلاثاء 9_11_2021
حاولت حتى النهاية… واكتشف في النهاية… أنه من المستحيل مسك قمراَ… يختفي عند الفجر…
عند كل شخص يومين مهمين بحياته… الأول هو اليوم الذي يولد فيه… والثاني هو اليوم الذي فيه يعرف… لماذا ولد…
ثاني اهم يوم بحياتي كان بتاريخ ( 7_7_2007), عرفت فيه لماذا ولدت، ولاي مهمة ولدت، عرفت بأنني ولدت، كي اوثق تاريخ ( رحيلنا… للقامشلي زالين… ومنها).
أما اهم أول يوم بحياتي، هذه حكايته، في الساعةالسابعة، من صبيحة يوم السبت( 21_11_1960)من عام 1960م، إنطلق اخي بيوس، مشيا باتجاه مطار القامشلي زالين، وكله غبطة وفرح لا تسعه الدنيا، لكي يكون اول من يراني عندما أولد، فقد قال له والدي، في اليوم السابق، أنه (بكرى اخوك تيجي بالجنطاية بالطيارة عل قامشلي، وتيجي عل بيت)، وطبعا جائت الطائرة، ولم يراني اخي، فعاد الى البيت، وكانت القابلة القانونية منور لبان، قد ولدتني، (الساعة الحادية عشر والربع صباحا، من يوم السبت 21_11_1960)، وكان ترتيبي التاسع والأخير، بين اخوتي واخواتي، والأخير ايضا، من الجيل الثاني من عائلة شمعون، وعندما دخل للحوش، سمع أصوات جدتي وزوجات عمامي وبنات عمي، فعرف بأنني وصلت للبيت (ولدت)، فركض كي يراني، وقال لوالدي: ( ما شفتوهو لمن اجت الطيارة، بس لمن كنتو راجع عل بيت، مر بالسيارة وعملي باباي بايدو).
في بداية تأسيس القامشلي زالين، قدم لها المهاجرون الزالينيين من تركيا، وطبعا كان هناك، تزاوج وحمل وولادات، ومن القادمون كان بينهم الدايات، اللواتي لهم الخبرة بالتوليد، وبدون شهادة مارسوا المهنة بنجاح، وكل سريان وكلداني واشوري وارمني من عائلات شعبنا الزاليني، كانوا يعتمدوا على الدايات، ولاحقا وبعد منتصف خمسينات القرن الماض، تواجدت في القامشلي زالين، قابلات قانونية حاملين شهادات من دمشق او من لبنان ، ولكن بقي شعبنا يعتمد على الداية.
لكل بيت كانت هناك داية، وكانوا يخبرونها بالموعد المحتمل للولادة، وعندما كانت المرأة الحامل تحس ببوادر الولادة ((بالطلق))، كانو يستدعون دايتهم، وكانت الداية تأتي على عجل، وتسخن الماء، وتنتظر حتى الولادة، وما ان يخرج المولود للدنيا، حتى تمسكه الداية وبشكل مقلوب من أرجله ورأسه للاسفل، وتضربه عل طزطوزو(مؤخرته)، وعندما يبكي، يتأكدون من أن المولود، على قيد الحياة، وكانت مباشرة القابلة، تنظف المولود بالماء الدافيء وصابون الغار والشاش، وفي النهاية كانت الداية، تسكب على المولود، كاسة ماء دافئة، فيها ملح لتملحه، وليصبح جلده قاسي وخشن، وبعد ذلك ينشفونه بالشاش أو بالبشكيرة(المنشفة) ويحفضونه بحفاض، وكانوا يصنعون الحفاضات (الخرق) قبل الولادة، من قماش ((الخاصا او الجابان وكانو يغسلونها حتى تصبح لينة))، ويلفونه بقماشة بيضاء تدعى القنداغ( يقندغون الولد بالقنداغ)، ويلفونه بشكل جيد مع يديه، لكي يكون جسمه مستقيم (ساوي)، ويكحلون عينيه بالمكحلةالسوداء، من اجل تقوية النظر، ويضعونه على جنبه، في الدركوشة المصنوعة من الصاج (السرير)، ويضعون على القنداغ صليب ذهب، والعين الزرقاء لتقيه من الحسد(تدعى عين فستو)، ويلفون رأسه (بالقمطة البيضاء)، او طاقية صوف، وكانت الداية تتغدى، وتاخذ خمسة ليرات، ولاحقا عشر ليرات، وتقول للام ((الحمدالله على قومتكي بالسلامة، ومبروك عطية الله) وتذهب لبيتها.
وعندما كان اولادي يبكون، كانت والدتي تقول : خلوهو يبكي، شا فرشكتو( الرئتين) تقوى وتكبر.
ومن الدايات والقابلات القانونيين اللذين اذكرهم, ابتداء من نشوء القامشلي زالين، اي ابتداء من عام 1927م أسمائهم كالتالي:
1_ الداية فلورانس: وكانت داية منذ نشوء القامشلي زالين، كان محلها وراء كنيسة ماريعقوب، كانت تسعيرتها 5 ليرات يعني بقيمة ليرة ذهب ، وكانت فلورانس ضعيفة وطويلة وجميلة، غير معروف من اين هي، يمكن من لبنان، وخمسينات القرن الماضي، ماتت امرأة تحت يدها وهي تولدها، وسجنت وتركت العمل كداية.
2_الداية حبو بدليسي: بداية نشوء القامشلي. وكان منزلها في الوسطى شارع الجزيرة ( شارع الوكالات)،قرب مدرسة البروتستانت.
3 _ الداية اوسكي جدة المغني هاكوب : كانت تسكن في البشيرية، وتعمل داية منذ نشوء القامشلي زالين.
4_ الداية ترزو بيت ابروهم: تعمل داية منذ نشوء زالين ،وهي زوجة كورية نابت، واخت سرجان سلو، وحماة معلم كريم شمعون (كرمخ)الوسطى.
5_ الداية خالة كوريي: داية منذ نشوء زالين ، وهي جدة ناديا يعقوب ،كانت تسكن البشيرية، بيت الاستاذ حنا ايشوع.
6_ الداية غزال صليبا: تعمل داية، منذ نشوء زالين والدة ملفونو برهان ايليا.
7_ الدايةكريمة غازار: تعمل داية منذ نشوء زالين، والدة اوهان . البشيرية
8_ الممرضة والداية فريدة أناويس: حماة الدكتور البلغاري، والدة المهندس فريد اناويس، وكانت قد درست التمريض، في مدينة البحرين، حيث كان والدها دكتور، ويعمل في البحرين.
9_ الممرضة الداية سامية اناويس: زوجة الاستاذ إيلياسرحان مدير مدرسة البروتستانت، وابنة الداية فريدة، درست التمريض عن طريق جامعة WAYNE، بمدينة شيكاغو ولاية إيلينوي، وأكيد الخبرة في التوليد، اخذتها من عملها مع صهرها الدكتور البلغاري ووالدتها .
10_ الممرضة الدايةفرحة كرش: نشوء القامشلي زالين، حي الاشوريين. وقد درست التمريض.
11_ _الداية نهيل حنا ام لحود: جائت من فلسطين بيت لحم،1952م كانت تسكن عند الجمرك في شارع الجسرين، مقابل بيت اديو اهل عيسى خمس ، في منزل كوكيس ديشو صاحب محل بلوريات في السوق, وعملت كممرضة عام 1954 عند الدكتور رفيق ابو السعود، وعنده تعلمت التمريض، وعام 1958 حصلت على شهادة التمريض من دمشق الدكتور سامي الطنطاوي رئيس نقابة المشافي، واختارها بعد الفحص كمولدة او داية مجازة عام 1962 , وعام 1960 تركت العمل كممرضة وداية من عيادة الدكتور ابو سعود لتعمل في البيت، وتم الطلب اليها ان تتعاقد مع المشفي الوطني، فرفضت العمل بالمشفى ، كون الراتب كان 125 ليرة، مقابل كانت تحصل على 500 ليرة، من العمل في البيت، ومنزلها في الوسطى، عند طاحونة مانوك, وبدأت بالتوليد عام 1960م، والسعر 10 ليرات, واعتزلت عمل التوليد١٩٨٨ وكانت اخر تسعيرة( 500) ليرة.
12_ الداية ايلي لحدو صليبا المعروفة باسم ( أمل ): وعملت ممرضة وداية ( 1951- 2011) م، وكانت تعمل في مشفى القنواتي، وكان يقع بحارة قدور بيك طريق قبور السريان اوروذوكس، نفس موقع الريجي حاليا، وتعلمت التوليد من الدكتور نهاد قنواتي، وهو لبناني خريج فرنسا جراحة، وزوجته كانت فرنسية، ،وايضا كان دكتور زهير من مصر يعمل بالمشفى، وكان المشفى قد استوردة حاضنة اطفال، للمولودين قبل الأوان، وكانت الداية (أمل أو ايلي) مسؤولة عن الحاضنة، وهي ولًدت اغلب أطفال البشيرية.
13_الدايةماري بيدروس: وكان منزلها مقابل، كنيسة العذراء للسريان الارثوذوكس.
14_ الداية ماري قهوجيان: ارمنية سمراء ضعيفة شعرها قصير كاريه، وعندها بنت وولد، كانت تسكن، بالوسطى شارع الجزيرة(شارع الوكالات),وقبل كنيسةمار بولص وبطرس للسريان كاثوليك)، وبعد كراج سكو.
15 _ القابلة القانونيةمنور اللبان: منزلها بالوسطى، بشارع كنيسة الكلدان، وباتجاه السوق، بصف مدخل مدرسة الكلدان، وبعدها بشارعين، والمنزل كان قبو شامي اسمنت، وكان مقابل بيت قومي.
16 _ القابلة القانونيةخاتون منصور : وبدأت العمل كقابلة في النصف الثاني من ستينات القرن الماضي، وتسكن الوسطى، خلف بيتي، بشارع كنيسة العدراء للسريان اورثوذوكس.
17_ القابلة القانونية والممرضة نائلة اناويس: ابنة الداية فريدة، درست التمريض في دمشق.
18_حاوى شمعون: وكانت تسكن الغربية.
19_ القابلة القانونية ليندا قسطو: وكانت تسكن الغربية
20_ القابلة القانونية سلوى نسيميان: وكانت تسكن الغربية
21: القابلة القانونية ناديا مغيمس :وكانت تسكن الغربية.
22_ القابلة القانونية ميليا طولو : وكانت تسكن حي الاشوريين.
23_ القابلة القانونية عواطف حنا:وكانت تسكن بين حي الاشوريين.
24_ القابلة القانونية منيرة يوخنا: وكانت تسكن حي الاشوريين, زوجة الاب منير.
25_ القابلة القانونية يونية دافيد: وكانت تسكن حي الاشوريين، وعملت قابلة قانونية تسعة سنين، ثم انتقلت بعد زواجها الى مسكنة، ومن هناك، هاجرت لامريكا.
26_ القابلة القانونية ماري خوشو: وكانت تسكن حي البشيرية.
27_ القابلة القانونية ماري صومي: وكانت تسكن الوسطى شارع شكري القوتلي، وهي ابنة الداية ايلي لحدو صليبا (الداية أمل).
28_ القابلة القانونية بلقيس مكتبي: وكانت تسكن الوسطى، في بيت، ((باني الجزيرة، والمواطن الشرف الاول في القامشلي زالين، ميشيل بك دوم)).
29_ القابلة القانونية ادينا صليبا: امها عزيزة من بيت يوطنان إيشو، زوج ادينا الطبيب اسنان سيمون معجون هم يسكنون النمسا.
30_ الداية دادا شموني: وكانت تسكن مطرانية السريان الارثوذكس مار يعقوب، وتعتبر الداية التي ولدت اكثر ان لم يكن جميع اولاد السريان، كان لها غرفة بباحة ثانوية النهضة، وكنيسة مار يعقوب، كانت غرفتها مقابل الدرج الصاعد للمطرانية، وايامها كان الدرج للادارة، وغرفة مربي الاجيال ومدير مدارسنا ملفونو حنا موري.
31_ القابلة القانونية سيدة يوسف: وزوجها هوسيب الحلاق حماة الفنان فادي كارات.
32_ القابلة نفارت نرسيس:
33_ الداية حانا شكري: كانت تولد، منذ نشوء القامشلي زالين، وتسكن البشيرية وتوفيت عام ١٩٦٥ وقامت بتوليد المئات .
34_الداية زكية كلي: وتعلمت على يد والدتها الداية حانا شكري، وعملت بعد والدتها بالتوليد، وكانت تعمل ايضا بالتجبير ، وهي تعلمت التجبير من والدها وكان طبيب عربي ومجبر وتوفي عام ١٩٥٧م.
35_ الداية سيدة حنا: والدة الحارس الليلي(البكجي)، في المخفر الغربي، سركيس حنا، عايش حاليا في السويد، وكانت داية وكانت معروفة بين السريان، وباالاخص بين القرى السريان، مثل تل جهان وغردوكة.
عام 1954م انتقلت الى القامشلي، وسكنت الحي الغربي، مقابل جامع الملا قاسمو على طريق الهلالية،
ونصف سكان الهلالية، على يدها تمت ولادتهم.
36_القابلة القانونية زوهيا قرياقص: كان تسكن قرب طاحونة مانوك.
37_ القابلة القانونية ليلى موسى: كانت تسكن في حي الوسطى، شارع فلسطين، خدمت أتوقع ست سنوات وبعدها تزوجت الى إستانبول والى الان هي في إستانبول ( تركيا)
كنت أعلم أن الرحلة صعبة… فكان لابد من اتخاذ القرار… فكان لابد من تغيير القدر.
اشكر التالية اسمائهم… لمساهمتهم بكتابة صفحة… من تاريخ القامشلي زالين في الزمن الزاليني::
1_ المعلمة خاتون حنا .
2_ المعلمة البا مادو.

حقيقة انشاء الجزيرة الجزء (الخامس والاخير)…

حقيقة انشاء الجزيرة الجزء (الخامس والاخير)…

Samir Shamoun
21 يناير 2017 ·
حقيقة انشاء الجزيرة الجزء (الخامس والاخير)… نشوء قبور البيض و منطقة منقار البطة (bac de canard) وعين ديوار …بقلم سمير شمعون_٢١_١_٢٠١٧
في العام ١٩٢٣م _ انطلقت من الحسكة ، حملة براسة الكولونيل بيغو دي غرونرو ، لبسط سلطة فرنسا ، حسب أتفاق أنقرة ،بتاريخ (٢١_ تشرين الأول _١٩٢١) ، على الاراضي حتى دجلة ، و انشأ مركز بياندور(behendour).
ولكن اتفاق انقرة ، لم يوضح الحدود ، بشكل دقيق ، بين سوريا وتركيا فتحولت الحملة باتجاه الجنوب , وفرقة الخيالة من الحملة, تحركت من بياندور باتجاه جزيرة ابن عمر لأكتشافها.
وتدخلت تركيا , واثارت الناس ضد فرنسا, فهاجموا بياندور , وعادت الحملة الى الحسكة, وعادت الفوضى تسود المنطقة , بعد ان ذاقت طعم الهدوء والامان .
في عامي 1924_1925م ، كانت هناك اتصالات ، للكابتن تيريه ضابط استخبارات الحسكة ، برؤساء القبائل ، ولكن محاولاته فشلت نتيجة للوضع الامني المفقود وامتلاء المنطقة بالعصابات .
وفي انقرة عقد اتفاق ثاني في 30_اذار _1926م ، فلم يوضح الحدود ايضا بين الجزيرة العليا وتركيا.
وبعد انشاء القامشلية وفي شهر ايلول , زار الجنرال بيلوت المنطقة وانشئ مركزحربي في الدرباسية وعامودا , وبعد عدة حوادث بدأت القبائل والعشائر الكبرى , تقدم خضوعها ,وحل السلم مكان الفوضى في هذه المنطقة ، وتحركت عجلة الاقتصاد والرفاهية.
وفي عام 1927م , وقام تيريه بجولات باتجاه دجلة ، وبدأت القبائل بالخضوع لامر الواقع ، ولكن تركيا كانت تحرض من عندها عصابات تعيث الفساد بالجانب السوري .
وفي _6_ اب_1927 م قام الجنرال مارتي بمناورة عسكرية استعراضية ، وبعد ذلك تم احتلال دمر قابو.
فاتفق الفرنسيبن والانكليز ، الذين كانوا يضايقون القوات الفرنسية الغريمة لهم ، على انشاء مدينة قبور البيض ، ووضعوا نقطة عسكرية بها .
في شهر كانون الثاني عام 1928م تم حضور لجنة وضع الحدود برئاسة الحنرال الدنيماركي ارنست ووضعت الحدود بين الدولتين ، ولكن ليس بشكل دقيق.
وبعد ان استتب الامن والاستقرار من القامشلية باتجاه دجلة .
بتاريخ _٤_ حزيران_١٩٣٠بعد ان اعتدل الطقس ، انطلقت الحملة العسكرية ، بقيادة الكولونيل فوكوال ، وبرفقة المترجم والموظف المدني ميشيل بيك دوم (الفاء من الاسم فوكوال ، تلفظ بالفرنسية v ) ، متوجهة الى منطقة تدعى ، منقار البطة(bac du canard).
ولدى وصول الحملة ، الى قرية المصطفاوية، وهي بعد رميلان. باتجاه ديريك ، وجدت الحملةالفرنسيية ، ان المصطفاوية ، لازالت فيها القوات العصملية التركية ، وبعد الاجتماع ، بين قائد الحملةالفرنسية ، وقائد الجندرمة العصملية التركية . انزال القائد الكابتن فوكوال ، العلم التركي العصمللي ، الذي رزحت البلاد ، تحت حكم سلاطينه ، اربع قرون مظلمة , ورفع علم , الاحتلال الفرنسي , مكانه وطبعا ، بالمراسيم المعتادة.
وتم بعد ذلك ، شرب كوؤس الشامبانيا، حتى الصباح ، احتفالا بذلك .
وبعد ذلك توجه الكولونيل فوكوال ، مع نصف الحملة ، الى الدبرونة اوالديرونة (حيث الباء تلفظp).
كما ان ، النصف الاخر من الحملة توجه نحو قرية معشوق.
وهكذا اتبعها , استلام خمسة مراكز اخرى , وتم انزال العلم ، التركي العصمللي ، ورفع العلم الفرنسي مكانه.
حتى وصلت ، الحملة الفرنسية ، الى نهر الدجلة.
وهكذا تم احتلال , منطقة الجزيرة العليا باكملها .
وتم احتفال , الجنود الخيالة الفرنسيين(كانوا من مختلف الجنسيات والبلاد والقارات ) , عند وصولهم ، لنهر الدجلة ، بأن شكوا رماحهم ، بنهر دجلة صارخين، جملة الاحتلال الشهيرة :
….. ((من الدانوب إلى الدجلة ))
و هكذا تم تشكيل ، قضاء عين ديوار ، وتقسيم الأراضي وتوزيعها ، وتم تعيين عام ١٩٣٠م الكادر الإداري والتنفيذي من :
_أول قائم مقام ويدعى شفيق الراشد.
_ أول حاكم صلح ويدعى شفيق الجبل .
_وتم تعيين تشكيلات الدرك وخلافها .
وهكذا تم انشاء منطقة عين ديوار .
وتواردت عليها الناس الذين هربوا من المذابح في تركياو والتي استمرت حتى بعد سقوط حكم السلاطين وتم اعتماد مجموعات سرية تابعت ما بدائته من مئات السنين وانهته بفرمان ١٩١٥ م واستمر الذبح والقتل والتهجيرللمسيحيين حتى بعد ١٩٣٠م .
وازداد عدد السكان بشكل غير متوقع وكانوا يهربون اليها من المدن التركية نتيجة للقرب الجغرافي من مثل جزيرة ابن عمر وازخ والولايات الشمالية بتركيا .
وباشروا ببناء البيوت والاسواق والدكاكين وبنى فيها كربيس صاحب مقهى وسينما كربيس في القامشلي ، مقهى كربيس بعين ديوار، وكانت البيوت تبنى بسرعة ويزداد عدد الاحياء بين ليلة وضحاها.واصبحت منطقة عين ديور من المدن المرموقة.
وللتنويه تم بناء منطقة ديريك بعد عين ديوار. وفي هذا الاثناء قدم من بيروت المارشال الفرنسي شارل دي غول .
حيث كان وقتها برتبة كومندان وكان يعمل في بيروت ضابط للأمور السياسية وزار الحملة العسكرية في المصطفوية وايضا زار القامشلي ونام فيها .
عائلتي انا كانت من العائلات التي هربت إلى عين ديوار عام ١٩٣٠ م ، ابي يعقوب شمعون ، واخوته عيسى وعبي شمعون.
أشكر الست فيفيان ميشيل بك دوم للمساعدة بالمعلومات عن مذكرات والدها المكتوبة بخط يد المواطن الشرف الاول.
ميشيل بيك دوم.

ܝܘܣܦ
ܬܰܘ ܠܘܳܬܝ ܘܐܶܢܐ ܐܰܢܝܼܚܟܘܢ!

ܬܰܘ ܠܘܳܬܝ ܘܐܶܢܐ ܐܰܢܝܼܚܟܘܢ!

ܫܐܝܼܠܘܼܬܳܐ ܘܰܡܫܰܐܠܘܼܬܳܐ ܪܰܒܬܳܐ ܫܟܺܝܼܚܳܐ ܒܰܩܪܳܝܬܳܐ ܗܳܕܐ ܦܳܣܝܼܩܳܝܬܐ ܕܰܩܛܝܼܦܳܐ ܘܰܠܩܝܼܛܳܐ ܡܼܢ ܡܶܠܬܳܐ ܡܰܚܝܳܢܝܼܬܳܐ ܕܐܳܡܪܳܐ: «ܬܰܘ ܠܘܳܬܝ܆ ܟܠܟܘܢ ܠܐܝ̈ܐ܆ ܘܰܫܩܺܝ̈ܠܰܝ ܡܰܘ̈ܒܠܐ ܘܐܶܢܐ ܐܰܢܝܼܚܟܘܢ. ܫܩܘܿܠܘ ܢܝܪܝ ܥܠܰܝܟܘܢ܆ ܘܝܺܠܰܦܘ ܡܶܢܝ ܕܢܺܝܼܚ ܐ̱ܢܐ. ܘܡܰܟܺܝܟ ܐ̱ܢܐ ܒܠܶܒܝ. ܘܡܶܫܟܚܝܼܢ ܐܢ̱ܬܘܢ ܢܝܳܚܐ ܠܢܦ̈ܫܳܬܟܘܢ. ܢܺܝܪܝ ܓܝܪ ܒܰܣܝܼܡ ܗ̱ܘ ܘܡܰܘܒܰܠܝ ܩܰܠܝܼܠܐ ܗ̱ܝ» (ܡܬܝ.11: 28-30) [1].

ܡܰܛܡܘܼܪ̈ܝܳܬܐ ܣܰܟܘܼܠܬܳܢ̈ܳܝܬܳܐ ܕܰܩܪܳܝܬܐ ܗܳܕܐ ܪ̈ܳܡܙܳܢ ܠܰܒܗܝܼܠܘܼܬܐ ܘܚܺܐܪܘܼܬܐ ܓܰܘܳܝܬܳܐ ܕܒܰܪܢܳܫܳܐ. ܗܿܘ ܕܰܟܡܳܐ ܕܡܶܬܟܰܢܰܫ ܗܘܼ ܒܗ ܝܰܬܝܼܪ ܩܳܢܐ ܦܫܝܼܛܘܼܬܐ ܘܩܰܠܘܼܠܘܼܬܐ[2] ܒܓܰܘܶܗ. ܘܥܳܫܢܳܐ ܦܳܪܘܿܫܘܼܬܗ ܕܚܰܘܣܳܢܐ. ܘܝܳܪܒܳܐ ܡܰܕܪܟܳܢܘܼܬܗ. ܒܕ ܐܝܟ ܕܐܰܡܝܪ: «ܡܼܢ ܝܘܼܩܪܐ ܕܡܰܛܳܠܳܐ[3] ܕܚܰܘ̈ܒܶܐ ܚܳܫ̈ܟܳܢ ܥܰܝ̈ܢܰܝ ܡܰܕܥܳܐ ܡܼܢ ܒܘܼܝܳܢܐ.» ܐܰܝܢܐ ܗ̱ܘ ܝܘܼܠܦܢܐ ܕܰܡܥܰܠܰܝ ܘܰܚܠܝܼܡ ܡܼܢ ܗܳܢܐ. ܘܐܰܝܢܐ ܗ̱ܘ ܛܰܥܡܳܐ ܕܰܡܡܰܕܰܟ ܘܒܰܣܺܝܼܡ ܡܼܢ ܗܳܢܐ. ܐܰܝܢܐ ܗ̱ܘ ܚܘܼܒܳܐ ܕܚܰܬܺܝܼܬ ܘܪܝܼܫܳܝ ܡܼܢ ܗܳܢܐ…..!

ܒܳܣܡܳܐ ܕܐܶܒܕܘܿܪ ܘܐܶܦܪܘܿܣ ܬܘܼܩܦܳܐ[4] ܕܰܛܡܝܼܪ ܒܛܶܟܢ̈ܝ «ܢܺܝܼܚܘܼܬܳܐ ܘܒܰܣܝܼܡܘܼܬܳܐ». ܕܒܗܘܢ ܡܬܶܩܪܶܝܢܰܢ ܕܢܶܫܩܘܿܠ ܢܺܝܼܪܗ ܠܡܶܬܕܰܡܳܝܘܼ ܒܰܡܫܝܼܚܐ. ܕܠܐ ܢܶܗܘܐ ܡܼܢ ܗܿܢܘܢ ܕܝܳܕܥܺܝܼܢ ܠܡܶܠܬܳܐ ܒܪܰܡ ܠܐ ܥܳܡܩܺܝܼܢ ܒܣܘܼܟܳܠܐ. ܘܟܕ ܠܐ ܥܳܡܩܺܝܼܢ ܠܐ ܡܶܣܬܰܟܠܺܝܼܢ ܠܡܶܠܬܳܐ ܘܐܳܦܠܐ ܠܣܘܼܟܳܠܐ. ܘܐܶܢܐ ܡܗܰܝܡܶܢ ܐ̱ܢܐ ܕܪܳܒܝܳܐ ܝܕܰܥܬܰܢ ܘܒܳܣܡܳܐ ܬܰܪܥܝܼܬܰܢ ܘܝܳܗܒܳܐ ܦܺܐܪ̈ܐ ܟܕ ܥܳܡܩܺܝܼܢܢ ܒܩܰܛܝܼܢܘܼܬ ܚܘܼ̈ܟܳܡܰܝܗܘܢ ܝܘܼܠܦ̈ܳܢܳܝܐ ܘܐܳܣܝ̈ܘܼܬܳܢܝܐ ܘܰܟܢܘܼܫ̈ܝܳܝܐ. ܘܒܰܕܡܘܬ ܬܐܡ̈ܐ ܐܢܘܢ ܕܡܶܬܬܰܪܣܝܢ ܡܼܢ ܚܕܕ̈ܐ. ܘܡܼܢ ܗܘܼ ܟܕ ܗ̱ܘ ܫܘܼܡܢܳܐ ܕܰܡܠܘ̈ܐܐ ܙܘܼܡ̈ܳܝܐ. ܡܛܠܗܕܐ ܩܫܳܥܳܐ[5] ܡܰܠܝܳܐ ܡܬܚܰܫܒܺܝܼܢ ܒܩܘܼܝܳܡܐ ܘܪܘܼܒܳܝܐ ܕܢܰܦܫܳܐ ܘܫܘܼܘܫܳܛܳܐ ܕܐ̱ܢܳܫܘܼܬܳܐ. ܘܬܰܩܢܘܼܬܐ ܕܒܰܪܢܳܫܳܐ ܒܚܰܘܓܳܐ ܡܣܰܩܕܳܢܐ ܕܦܘܼܠܚܳܢܳܐ ܘܫܘܼܠܚܳܢܳܐ ܥܳܠܡܳܢܳܝܐ. ܒܕ ܐܰܟܡܐ ܕܐܡܿܪ ܩܕܝܫܐ ܡܪܝ ܐܦܪܝܡ: «ܐܰܣܺܝܼܪܺܝܼܢܢ ܘܰܡܢܳܚܺܝܼܢܢ. ܦܟܺܝܪܺܝܼܢܢ ܘܰܚܬܺܝܼܪܺܝܢܢ. ܫܰܠܝܼܛܐ ܗ̱ܝ ܚܐܪܘܼܬܰܢ ܕܐܰܣܘܪ̈ܝܗܿ[6] ܬܶܦܣܘܿܩ ܡܢܗܿ. ܠܢ ܗ̱ܝ ܡܬܒܰܥܝܳܐ ܕܢܶܗܘܐ ܣܳܢ̈ܐܐ ܠܰܚܛܝܼܬܐ. ܘܢܶܩܛܘܿܠ ܥܰܘܠܐ ܕܩܰܛܠܰܢ ܒܣܰܝܦܐ ܕܕܰܟܝܘܼܬ ܪܶܥܝܳܢܢ. ܘܢܶܫܕܐ ܡܶܢܰܢ ܟܠ ܝܘܼܩܪ̈ܺܝܢ ܡܛܰܒܥ̈ܳܢܐ ܕܫܰܦܝܪ̈ܳܬܐ. ܘܢܶܠܒܰܫ ܙܰܝܢܐ ܪܘܼܚܳܢܐ ܠܘܼܩܒܰܠ ܚܰܫ̈ܐ ܡܕܰܘ̈ܕܳܢܐ.»

ܠܫܢܐܝܬ ܡܿܢ ܢܝܼܚܘܬܐ܆ ܡܬܦܰܫܩܐ ܒܰܣܝܼܡܘܼܬܐ ܘܫܰܠܝܘܼܬܐ ܘܰܒܗܝܼܠܘܼܬܐ. ܘܒܰܣܝܼܡܘܼܬܐ ܕܝܢ܆ ܗܰܢܝܐܘܼܬܐ ܕܠܺܝܼܦܳܐ ܒܚܰܕܘܼܬܐ. ܘܐܰܝܟܰܢܳܝܘܼܬܐ ܚܘܼܠܡܳܢܳܝܬܐ ܐܰܡܝܼܢܬܳܐ. ܘܛܳܒܘܼܬ ܨܒܝܳܢܐ ܟܝܳܢܳܝܳܐ ܕܛܳܒܬܐ. ܘܰܟܢܝܼܟܘܼܬܐ ܘܢܺܝܼܚܘܼܬܐ ܡܶܬܦܰܫܩܐ. ܘܩܶܨܰܬ ܡܰܥܒܕܳܢܘܼܬܐ ܪܰܒܬܳܐ ܕܫܳܒܩܺܝܼܢ ܒܓܘܼܫܡܳܐ ܘܬܘܼܩܳܢܐ ܕܒܰܪܢܳܫܳܐ ܒܰܙܒܰܢ ܟܶܣܦܳܐ ܪܰܒܐ ܡܶܬܬܰܦܩ ܒܰܒܥܳܬܗܘܢ. ܕܐܙܠ̱ܝܼܢ ܓܝܪ ܒܢܰܝ̈ܢܳܫܐ ܠܕܘ̈ܟܝܳܬܐ ܪ̈ܰܚܝܼܩܳܬܐ ܒܰܒܥܳܬ ܚܘܼܠܡܢܐ ܕܫܘܼ̈ܟܳܢܝܗܘܢ ܗܰܘܢܳܢ̈ܝܐ ܘܪ̈ܘܼܚܳܢܳܝܐ.

ܚܝ̈ܐ ܡܿܢ ܡܬܬܟܝܼܢܺܝܼܢ ܠܦܘܬ ܛܘܼܟܳܣܐ ܘܬܘܼܩܳܢܐ ܕܫܪܪܐ ܪܰܒܐ -(ܕܰܡܫܝܼܚܳܐ)- ܗܢܐ ܕܡܰܢܗܪ ܥܰܡܘ̈ܛܳܬܐ ܘܩܳܦܶܠ ܚܶܫܘ̈ܟܳܬܐ. ܕܒܰܡܩܰܕܡܘܼܬ ܝܕܰܥܬܗ ܝܳܕܥ ܗ̱ܘܐ ܕܒܶܠܥܰܕܘܗܝ ܡܳܝܛܝܼܢܢ ܘܫܳܪܥܝܼܢܢ ܘܢܳܦܠܝܼܢܢ. ܘܡܶܬܚܰܒܠ ܘܡܶܬܢܰܘܰܠ ܚܘܼܠܡܳܢܢ. ܘܠܐ ܡܨܝܢܢ ܕܢܶܛܥܰܢ ܛܰܥܢܳܐ ܕܥܳܠܡܳܐ ܝܰܨܪܳܢܳܐ ܘܚܰܫܳܢܳܐ. ܡܶܛܠܗܳܕܐ ܩܪܳܝܬܳܐ «ܕܬܰܘ ܠܘܳܬܝ ܘܐܶܢܐ ܐܰܢܺܝܼܚܟܘܢ» ܡܛܠܬܢ ܗ̱ܝ ܚܢܰܢ ܗܿܢܘܢ ܕܚܳܐܝܢܢ ܒܝܢܬ ܡܰܚ̈ܫܘܼܠܐ ܙܩܝ̈ܦܐ ܕܗܰܦܟ̈ܝܳܬܐ ܘܣܰܩܘܼ̈ܒܠܳܝܳܬܐ ܕܥܳܠܡܐ: ܕܚܰܝܳܒܝܼܢܢ ܕܢܶܦܠܘܿܚ ܘܢܶܫܬܰܘܫܰܛ ܒܗ ܡܛܠ ܢܝܼ̈ܫܶܐ ܦܪ̈ܺܝܼܫܶܐ ܟܕ ܠܐ ܡܶܬܕܰܡܝܢܢ ܒܗ. ܒܪܡ ܒܥܳܬܐ ܗܕܐ ܠܐ ܟܳܫܪܳܐ܆ ܘܐܳܦܠܐ ܢܳܨܚܳܐ ܐܠܐ ܕܢܶܥܩܘܿܪ ܗܰܦܟ̈ܝܳܬܐ ܘܣܰܩܘܼ̈ܒܠܳܝܬܐ ܡܼܢ ܐܰܪܥܐ ܕܠܶܒܳܐ ܘܨܺܝܼܠܐ[7] ܡܰܚܫܰܒܬܳܢܳܝܐ ܕܒܰܪܢܳܫܢ ܓܰܘܳܝܳܐ ܥܰܬܝܼܩܳܐ: ܗܢܐ ܕܕܝ̈ܠܳܝܳܬܗ ܕܳܡ̈ܝܳܢ ܠܗܿܢܶܝܢ ܕܚܰܩܠܐ ܕܥܶܕܝܳܐ[8] ܕܙܳܕܩ ܕܢܶܫܬܰܚ̈ܠܦܳܢ ܠܐܝܟܰܢܳܝܘܼܬܐ ܚܕܰܬܐ ܐܝܟ ܗܿܝ ܐܰܪܥܐ ܕܫܶܩܝܳܐ[9] ܡܛܠ ܡܰܝܬܝܘܼܬ ܦܺܐܪ̈ܐ ܒܰܣܝ̈ܡܶܐ. ܘܥܰܝܢܐ ܕܪܶ݁ܥܝܳܢܐ ܘܡܰܕܥܳܐ ܘܠܶܒܳܐ ܟܡܐ ܕܢܳܗܪܳܐ ܝܰܬܝܼܪ ܩܳܢܝܳܐ ܚܰܝܠܐ ܥܪܺܝܼܡܳܐ ܘܰܪܡܺܝܼܣܳܐ ܕܬܶܥܘܼܠ ܘܬܶܥܒܰܪ ܒܝܢܬ ܡܰܟܫܘܼ̈ܠܐ ܘܡܰܚܫܘܼ̈ܠܐ. ܘܝܰܬܝܼܪ ܩܳܢܝܐ ܚܰܝܠܐ ܠܡܶܥܨܰܒ ܟܘܼܪ̈ܗܳܢܐ ܡܕܰܒܪ̈ܳܢܘܼܬܳܢܳܝܐ ܕܚܳܠܕܺܝܼܢ ܡܰܚܫ̈ܒܳܬܐ.

ܬܠܳܬܐ ܚܰܝ̈ܠܐ ܐܰܡܝܼܢܳܐܝܬ ܡܶܬܶܚܪܶܝܢ ܘܡܰܩܪܒܺܝܼܢ ܒܓܰܘܶܗ ܘܰܒܒܰܪܗ ܕܒܰܪܢܳܫܐ. ܘܐܝܬܝܗܘܢ: ܪܘܼܚܳܐ ܘܦܰܓܪܳܐ ܘܢܰܦܫܳܐ. ܘܪ̈ܓܝܓܳܬܗܘܢ ܦܪ̈ܝܫܺܝܼܢ ܒܨܘܼܝܳܒܐ. ܘܚܶܪܝܳܢܐ ܘܰܩܪܒܐ ܗܢܐ ܓܰܘܳܝܐ ܡܰܘܠܕ ܣܰܩܘܼܒܠܳܝܘܼܬܐ ܕܡܬܩܰܪܝܐ «ܬܪܰܝܢܘܼܬܐ»[10]. ܘܡܶܟܐ ܡܬܝܰܠܕܝܼܢ ܩܶܛܪ̈ܐ ܘܒܘ̈ܠܒܳܠܐ ܓܰܘ̈ܳܝܐ ܘܒܰܪ̈ܳܝܐ. ܘܠܐ ܒܳܗܶܠ ܘܐܳܦܠܐ ܢܳܐܚ ܒܪܢܫܐ ܥܕܡܐ ܕܢܗܘܘܢ ܣܘ̈ܟܳܠܐ ܕܪܘܼܚܳܐ ܡܨܰܝ̈ܒܳܢܐ ܘܰܡܫܰܒ̈ܠܳܢܐ ܕܢܰܦܫܐ ܘܦܰܓܪܐ. ܘܢܰܪܘܚܘܢ ܘܰܢܦܰܬܘܢ ܕܰܘ̈ܩܶܐ ܓܰܘ̈ܳܝܐ. ܘܐܢ ܠܐ ܡܶܫܬܰܘܙܰܒ ܡܼܢ ܬܪܳܝܳܢܘܼܬܐ܆ ܠܐ ܐܳܬܝܳܐ ܢܝܼܚܘܼܬܐ ܘܠܐ ܡܶܬܡܰܠܟܐ ܒܰܣܝܼܡܘܼܬܐ. ܘܫܘܼܒܗܳܪܐ ܘܫܘܼܦܪܳܚܐ[11] ܕܒܪܢܳܫܐ ܙܳܥܰܪ ܘܝܳܪܶܒ ܠܦܘܼܬ ܕܰܪܓܳܐ ܕܰܒܨܝܼܪܘܼܬܐ ܘܰܣܦܺܝܼܩܘܼܬܐ ܓܰܘܳܝܬܳܐ. ܘܡܟܐ ܫܳܪܳܐ ܗܿܝ ܕܠܐ ܡܰܨܝܳܐ ܕܢܰܒܰܥ ܘܢܰܦܪܶܐ ܐܠܐ ܗܿܘ ܕܢܺܝܼܚ ܘܒܰܣܺܝܼܡ ܘܰܣܦܺܝܪ ܒܝܕܰܥܬܐ ܕܗܳܠܝܢ. ܘܗܟܢܐ ܡܶܬܦܰܫܰܩ ܫܰܪܒܳܐ ܗܢܐ ܒܝܕ ܡܪܝ ܥܒܕܝܫܘܥ ܕܨܘܒܐ: «ܟܕ ܓܝܪ ܬܠܳܬܐ ܚܰܝ̈ܠܐ ܐܝܬ ܠܢܰܦܫܳܐ ܡܠܝܼܠܬܐ: ܕܐܝܬܝܗܘܢ ܪܶܓܬܳܐ ܘܚܶܡܬܳܐ ܘܦܳܪܘܿܫܘܼܬܐ. ܡܼܢ ܝܬܝܪܘܬܐ ܕܗܠܝܢ ܘܰܒܨܝܼܪܘܼܬܐ ܡܶܬܝ̈ܰܠܕܳܢ ܨܥܺܝܼܪ̈ܳܬܐ ܘܣܰܟܠܘ̈ܳܬܐ. ܘܡܼܢ ܫܰܘܝܘܼܬܗܝܢ ܡܬܝ̈ܰܠܕܳܢ (ܟܠ) ܡܝܰܬܪ̈ܳܬܐ. ܠܟܠ ܚܕܐ ܡܶܢܗܝܢ ܒܗܿܢܝܢ ܕܠܥܠ ܡܼܢ ܟܝܳܢܐ ܡܕܰܪܶܫ ܐܶܘܰܢܓܰܠܝܘܢ ܕܝܠܢ.»[12]

ܘܠܐ ܫܳܪܝܐ ܒܰܣܝܼܡܘܼܬܐ ܘܢܝܼܚܘܼܬܐ ܕܰܡܫܝܼܚܳܐ ܒܝܢܬ ܚܶܪܝܳܢܐ ܕܟܝܼܪܐ ܐܠܐ ܕܰܢܫܰܚܠܶܦ ܘܢܶܥܒܶܕ ܐܰܪܥܳܐ ܕܠܶܒܰܢ ܘܨܺܝܼܠܐ ܕܡܰܚܫܰܒܬܰܢ «ܐܰܦܢܳܐ» ܟܐܡܬ ܚܰܩܠܐ ܟܰܗܝܼܢܬܐ ܕܚܳܝܪܳܐ ܠܫܶܡܫܳܐ ܘܚܳܫܚܳܐ ܠܙܰܪ̈ܥܶܐ ܡܶܬܐܰܟ̈ܠܳܢܐ ܘܰܡܬܰܪ̈ܣܝܳܢܐ. ܫܘܼܚܠܳܦܐ ܗܢܐ ܐܶܣܳܢܳܝܐ ܘܥܶܩܳܪܳܝܐ «ܡܰܘܠܳܕܐ ܬܪܰܝܢܐ» ܐܘ «ܒܰܪܢܳܫܐ ܚܰܕܬܐ» ܡܶܬܟܰܢܐ. ܘܠܐ ܡܶܫܬܰܡܠܐ ܐܠܐ ܒܝܕ ܚܰܝܠܐ ܕܪܘܼܚܳܐ ܩܰܕܝܼܫܳܐ ܘܙܘܼܝܳܚܐ ܘܩܘܼܒܳܠܐ ܘܦܘܼܫܳܪܐ ܕܣܘ̈ܟܳܠܝܗܿ ܕܩܪܳܝܬܐ. ܗܕܐ ܕܡܛܠܬܗܿ ܐܶܬܐ ܘܣܰܥܪܰܢ ܡܫܝܼܚܐ ܐܝܟܢܐ ܕܢܶܓܠܘܿܓ[13] ܠܘܺܝܼܠܐ ܕܡܚܰܦܝܳܐ ܗ̱ܘܬ ܠܣܘܼ̈ܟܳܠܐ ܠܐ ܡܬܝ̈ܕܥܳܢܐ ܕܢܶܗܘܘܢ ܡܶܣܬܰܟ̈ܠܳܢܐ ܒܰܦܬܘܼܚܝܳܐ ܕܥܰܝܢܐ ܬܠܝܼܬܳܝܬܐ ܗܿܝ ܕܡܶܬܩܰܪܝܐ «ܥܰܝܢܳܐ ܕܪܘܼܚܳܐ» ܡܼܢ ܗܰܘ̈ܢܐ ܡܠܺܝܼ̈ܠܐ. ܘܒܝܕ ܚܰܝܠܐ ܡܫܰܒܠܳܢܐ ܕܕܰܘܩ̈ܝܗܿ ܓܰܘܳܝ̈ܐ[14] ܡܰܨܝܐ ܕܢܶܫܩܘܿܠ ܘܢܶܛܥܰܢ ܢܺܝܪܗ ܒܰܣܝܼܡܳܐ ܘܩܰܠܘܿܠܐ ܕܡܫܝܼܚܐ: ܗܢܐ ܕܰܡܬܰܚܶܡ ܕܘܼܒܳܪ̈ܝܢ ܒܐܘܼܪܰܚ ܫܰܦܝܼܪܘܼܬ ܙܢ̈ܝܐ.

ܐܪܐ ܡܦܳܣܝܼܢܢ ܒܦܪܘܿܫܘܼܬܐ ܕܰܩܪܳܝܬܐ ܗܕܐ ܘܚܰܝܠܐ ܕܥܰܝܢܳܐ ܕܪܘܼܚܐ؟ ܟܡܐ ܟܰܝ ܪܳܡ ܘܥܶܠܳܝ ܕܰܪܓܐ ܕܡܶܣܬܰܟܠܳܢܘܼܬܗܿ ܠܘܬܢ؟ ܐܪܐ ܦܳܪܫܝܼܢܢ ܠܒܘ̈ܫܐ ܨܰܥ̈ܠܐ ܕܒܰܪܢܳܫܐ ܥܰܬܝܩܳܐ ܡܼܢ ܗܿܢܘܢ ܢܰܩܕ̈ܐ ܕܒܰܪܢܳܫܐ ܚܰܕܬܐ؟ ܐܪܐ ܡܦܳܣܝܼܢܢ ܕܐܰܝܟܰܢ ܡܶܫܬܰܚܠܦܳܐ ܐܰܪܥܳܐ ܕܥܶܕܝܳܐ ܠܗܿܝ ܕܫܶܩܝܳܐ؟ ܐܪܐ ܝܳܕܥܝܢܢ ܕܐܰܝܟܳܢܐ ܗܿܘܐ ܠܶܒܢ ܘܨܺܝܠܐ ܕܡܰܚܫܰܒܬܢ ܚܰܩܠܐ ܟܰܗܝܼܢܬܐ ܟܐܡܬ ܐܰܦܢܳܐ ܠܰܡܫܝܼܚܳܐ؟ ܠܐ ܢܶܛܥܐ ܕܢܝܼܫܳܐ ܡܳܪܳܢܳܝܐ ܠܰܝܬܰܘܗܝ ܐܠܐ ܕܢܶܬܚܰܦܰܛ ܠܡܺܐܠܰܦ ܘܠܡܰܐܠܳܦܘܼ ܫܒܝ̈ܠܐ ܕܛܘܼܒܬܳܢܘܼܬܐ ܥܳܠܡܳܢܳܝܬܐ ܘܥܳܠܡܺܝܼܢܳܝܬܐ. ܒܕ ܠܐ ܚܳܐܝܢܢ ܠܡܶܐܟܰܠ. ܐܠܐ ܐܳܟܠܺܝܼܢܢ ܠܡܶܐܚܳܐ ܡܶܛܠ ܫܘܼܡܠܳܝܐ ܕܢܝܼܫܳܐ ܗܢܐ ܡܥܰܠܝܳܐ.

ܡܢܟܠܦܪܘܣ ܩܪܳܝܬܐ ܗܕܐ ܬܰܪܒܝܼܬܳܢܳܝܬܐ ܘܡܰܪܕܘܼܬܳܢܳܝܬܐ ܩܰܢܝܐ ܣܘ̈ܟܳܠܐ ܥܳܠܡܺܝܼ̈ܢܳܝܐ. ܐܠܐ ܬܢܳܢ ܢܝܼܫܳܐ ܕܝܠܝ ܠܝܬܘܗܝ ܐܠܐ ܣܘ̈ܟܳܠܐ ܕܚܰܝ̈ܐ ܬܢܳܢ̈ܝܐ. ܕܡܶܢܗܿ ܢܺܐܠܰܦ ܠܡܶܐܚܐ ܚܰܝ̈ܐ ܕܫܰܘܬܳܦܘܼܬܐ ܒܰܝܢܳܬ ܟܶܢܫܳܐ ܘܓܰܘܳܐ. ܒܕ ܩܪܳܝܬܐ ܗ̱ܝ ܕܰܡܩܰܪܒܐ ܠܢ ܠܰܚܕ̈ܕܐ ܘܡܼܢ ܚܕ̈ܕܐ. ܘܟܕ ܩܳܪܒܝܼܢܢ ܠܚ̈ܕܕܐ ܒܢܝܼܫܳܐ ܬܪܝܼܨܳܐ܆ ܐܦ ܬܡܢ ܫܳܪܐ ܡܫܝܼܚܐ-ܐܠܗܐ ܘܗܿܘܐ ܥܰܡܰܢ ܘܒܰܝܢܳܬܰܢ ܒܡܰܥܒܕܳܢܘܼܬܗ ܟܣܝܼܬܐ ܘܬܰܩܝܼܦܬܐ ܐܝܟ ܕܐܡܼܪ: «ܐܝܟܐ ܓܝܪ ܕܰܬܪܝܢ ܐܘ ܬܠܳܬܐ ܟܢܺܝܼܫܺܝܼܢ ܒܫܶܡܝ܆ ܬܰܡܢ ܐ̱ܢܐ ܒܰܝܢܳܬܗܘܢ» (ܡܬܝ 18: 20).

ܐܶܣܛܘ̈ܟܣܶܐ ܡܰܪ̈ܕܘܼܬܳܢܳܝܐ ܕܰܩܪܳܝܬܐ ܗܕܐ ܡܙܰܡܢܺܝܼܢ ܠܢ ܕܢܶܣܬܰܟܰܠ ܟܠܢ ܐܰܟܚܰܕ ܕܐܝܬܰܝܢ ܗܰܕܡ̈ܐ ܦܪ̈ܝܫܶܐ ܕܓܘܼܫܡܳܐ ܒܪܝܼܟܳܐ ܕܰܡܫܝܼܚܳܐ. ܘܟܠ ܗܰܕܳܡܐ ܡܰܡܬܠܳܢܐ ܗ̱ܘ ܕܟܠܗ ܓܘܼܫܡܳܐ. ܘܟܕ ܚܠܝܼܡ܆ ܚܠܝܼܡ ܓܘܫܡܐ. ܘܟܕ ܟܪܝܼܗ܆ ܟܪܝܼܗ ܓܘܫܡܐ. ܘܟܕ ܚܳܟܡܝܼܢܢ ܗܕܐ ܗܳܝܕܝܢ ܩܳܪܒܝܼܢܢ ܠܒܰܣܝܼܡܘܼܬܐ ܘܢܝܼܚܘܼܬܐ ܕܰܥܠܝܗܿ ܛܳܝܦܐ ܡܶܠܬܐ. ܘܝܳܠܦܝܼܢܢ ܥܶܢܝܳܢܐ ܕܠܶܫܳܢܗܝܢ ܐܠܗܳܝܐ.

ܐܰܝܟܐ ܗ̱ܘ ܩܶܛܪܐ ܟܕ ܠܐ ܝܳܬܪܝܼܢܢ ܡܼܢ ܩܪܳܝܬܐ ܗܕܐ ܒܗܳܠܝܢ ܕܚܰܝ̈ܐ ܝܰܘܡ̈ܳܝܐ؟ ܐܪܐ ܠܘ ܡܰܛܥܳܝܘ ܡܰܛܥܝܢܢ ܘܰܡܫܰܕܠܝܼܢܢ ܢܰܦܫܰܢ ܟܕ ܠܐ ܩܳܝܡܝܼܢܢ ܒܠܘ̈ܒܳܒܐ ܕܥܰܡܠܐ ܘܦܳܝܫܝܢܢ ܒܠܚܘܕ ܒܒܘ̈ܣܳܡܐ ܕܡܶܠܬܐ؟ ܫܰܦܝܪ ܥܳܒܕܝܼܢܢ ܟܕ ܠܐ ܫܳܒܩܝܼܢܢ ܕܚܘܼܫܳܒܐ ܗܢܐ ܢܰܘܚܠ[15] ܘܢܰܫܦܶܠ ܠܒܝܼܒܘܼܬܰܢ. ܒܕ ܚܘܼܫܳܒܐ ܗ̱ܘ ܕܠܝܬ ܒܗ ܡܰܦܪܝܳܢܘܼܬܐ ܡܒܰܢܝܳܢܝܬܐ ܣܛܪ ܡܼܢ ܗܿܝ ܡܣܰܚܦܳܢܝܼܬܐ. ܡܛܠܗܕܐ ܛܰܥܡܐ ܕܣܘ̈ܟܳܠܝܗܿ ܙܕܩ ܕܰܢܩܰܘܘܢ ܒܚܘܼܫܳܒܰܢ ܘܡܶܠܬܰܢ ܘܰܥܒܳܕܢ ܝܰܘܡܳܐܝܬ ܒܰܕܡܘܼܬ ܡܶܐܟܘܠܬܐ ܕܨܰܦܪܳܐ ܘܛܰܗܪܳܐ ܘܪܰܡܫܳܐ.

ܐܶܢܗܘ ܕܠܐ ܪܳܓܫܝܼܢܢ ܒܕܘܼܒܳܪ̈ܐ ܕܦܘܼܠܚ̈ܢܰܝܢ ܒܡܰܥܒܕܳܢܘܼܬܐ ܕܚܰܝܠܐ ܗܢܐ ܬܰܩܝܼܦܳܐ ܙܳܕܩ ܕܢܶܒܩܶܐ ܕܰܪܓܳܐ ܕܕܰܟܝܘܼܬ ܠܶܒܰܘ̈ܳܬܢ ܘܕܰܪܓܳܐ ܕܰܙܠܝܼܡܘܼܬܐ ܕܬܰܪܥܝܼܬܢ! ܒܕ ܚܰܕܘܼܬܐ ܕܰܩܪܳܝܬܐ ܗܕܐ ܠܐ ܡܶܫܬܰܟܢܐ ܐܠܐ ܠܫܰܦܝܘܼܬܐ ܘܕܰܟܝܘܼܬܐ ܕܪܶܥܝܳܢܐ ܥܡ ܚܕ̈ܕܐ ܘܥܡ ܐ̱ܚܪ̈ܢܐ. ܟܠܗܿ ܨܶܦܬܐ ܕܰܡܫܝܼܚܳܐ ܕܢܶܦܠܘܿܚ ܐܪܥܐ ܕܡܰܚܰܫܒܬܰܢ ܘܢܰܫܩܶܐ ܡܰܫܡܰܥܬܰܢ ܘܢܶܫܒܘܿܩ ܠܢ ܚܙܝ̈ܩܶܐ ܒܣܘܼ̈ܟܠܐ ܕܰܩܪܳܝܬܐ ܗܕܐ ܕܠܐ ܡܬܩܰܢܝܐ ܐܠܐ ܒܐܝܩܪܐ ܘܬܘܼܟܠܢܐ ܘܚܘܼܒܳܐ ܘܰܚܢܳܢܐ ܘܫܰܝܢܐ ܘܰܫܠܳܡܐ ܕܥܡ ܚܕܕ̈ܐ. ܘܡܰܠܦ ܐܦ ܕܢܰܘܪܒ ܓܰܘ̈ܝܳܬܗܿ ܒܫܘܼܘ̈ܫܳܛܐ ܘܫܘܼ̈ܚܠܳܦܐ ܕܙܰܒܢ̈ܐ ܘܕܳܪ̈ܐ!

ܠܦܘܼܬ ܝܕܰܥܬܐ ܘܝܘܼܠܦܳܢܐ ܕܕܳܪܢ ܢܰܗܝܼܪܐ ܒܰܣܝܼܡܘܼܬܐ ܘܢܝܼܚܘܼܬܐ ܠܐ ܡܶܫ̈ܬܰܟܢܳܢ ܐܠܐ ܒܥܰܡܠܐ ܪܒܐ ܕܬܰܩܢܘܼܬܐ ܕܠܶܒܐ ܘܪܘܼܚܳܐ ܘܗܰܘܢܳܐ ܘܰܒܛܘܼܳܪܦܐ ܕܝܼܕܰܥܬܐ ܘܰܚܦܘܼܪܝܳܐ ܘܰܚܛܘܼܛܝܳܐ ܕܢܰܦܫܐ. ܘܣܓܝ̈ܐܐ ܠܐ ܨܳܒܝܢ ܒܗܕܐ ܡܛܠ ܥܰܣܩܘܬܗܿ ܕܰܨܒܘܼܬܐ. ܒܪܡ ܫܦܝܪ ܐܡܿܪ ܝܰܕܘܼܥܬܳܢܐ ܦܳܪܣܳܝܐ ܕܳܪܳܢܳܝܐ: «ܛܳܠܰܥܬܐ ܗ̱ܘ ܦܘܼܢܳܩܳܐ ܡܛܠ ܪܘܼܚܳܐ.» ܘܡܟܐ ܒܳܥܛ ܫܘܐܠܐ ܘܛܐܦ ܠܡܐܡܪ: ܐܝܟܢܐ ܡܬܦܰܬܚܐ ܥܝܢܰܢ ܬܠܝܬܝܬܐ ܘܡܶܫܬܰܝܢܝܼܢܰܢ ܥܡ ܢܰܦܫܰܢ ܟܕ ܠܐ ܫܳܡܥܝܼܢܢ ܩܳܠܐ ܕܩܪܝܬܗ ܘܠܐ ܝܳܠܦܝܼܢܢ ܥܶܢܝܳܢܗ ܕܰܡܫܝܼܚܐ؟ ܕܠܘ ܒܰܩܥܳܬܐ ܫܩܰܠܘ ܙܕܝ̈ܩܐ ܢܶܨܚ̈ܢܰܝܗܘܢ ܐܠܐ ܒܫܶܡܥܳܐ ܕܰܩܪܳܝܬܗܘܢ ܘܡܶܣܬܰܟܠܳܢܘܼܬܗܿ ܘܡܶܬܚܰܫܚܳܢܘܼܬܗܿ ܕܟܰܟܪ̈ܝܗܘܢ…

ܐܰܝܟܳܢܐ ܢܳܝܚܝܼܢܢ ܘܒܳܣܡܝܼܢܢ ܟܰܕ ܫܳܝܥܝܼܢܢ ܘܣܳܟܪܝܼܢܢ ܢܰܦܫܰܢ ( ܟܐܡܬ ܡܰܥ̈ܠܳܢܐ ܕܪ̈ܶܓܫܰܝܢ ܘܬܘ̈ܥܶܐ ܕܡܘܼܚܰܢ ܘܫܶܦ̈ܥܶܐ ܕܪܘܼܚܰܢ) ܒܰܣܝܳܢܐ ܕܚܘܼܫ̈ܒܝ ܣܶܢܶܐܬܐ ܘܐܶܢܳܢܳܝܘܼܬܐ ܗܿܢܘܢ ܕܒܳܛܢܺܝܼܢ ܘܝܳܠܕܺܝܢ ܚܰܘܪܳܐ ܩܰܪܣܳܢܳܐ ܡܳܪܐ ܥܝ̈ܳܕܐ ܫܟܺܝܼܪ̈ܐ ܘܙܰܠܝܼ̈ܠܐ ܘܰܥܒ̈ܕܐ ܙܥܝܼ̈ܦܐ ܘܪ̈ܰܫܝܼܥܐ. ܕܡܳܛܝܢ ܒܰܙܒܰܢ ܥܕܰܡܳܐ ܠܗܿܝ ܕܰܢܕܘܼܫܘܢ ܘܢܶܛܠܡܘܢ ܦܘܼܪ̈ܫܳܢܐ ܘܕܘܼܪ̈ܟܳܢܐ ܕܰܫܟܺܝܼܚܺܝܢ ܒܝܢܬ ܣܶܕܪ̈ܐ ܕܓܰܘܳܐ.

ܐܰܝܟܢܐ ܡܶܬܡܰܠܝܳܐ ܒܨܝܼܪܘܼܬܰܢ ܘܡܬܥܰܫܢܐ ܡܚܝܼܠܘܼܬܰܢ ܟܕ ܪܰܚܝܼܩܝܼܢܢ ܡܼܢ ܝܡܐ ܪܒܐ ܕܡܰܠܝܘܼܬܗ ܕܡܫܝܼܚܐ: ܕܐܝܬܘܗܝܿ ܒܕܡܘܬ ܟܰܗܪܳܒܳܐ ܕܠܐ ܡܬܚܙܐ ܐܠܐ ܒܪܡ ܡܰܢܗܰܪ ܘܰܡܫܰܡܶܫ ܘܰܡܬܰܪܣܐ ܒܰܫܒܝ̈ܠܐ ܦܪ̈ܝܼܫܶܐ. ܘܕܰܢܝܼܚ ܫܪܳܪܐ ܗܢܐ ܒܡܰܬܠܐ ܕܐܡܿܪ: «ܐܢܐ ܐ̱ܢܐ ܓܦܶܬܐ ܕܫܪܪܐ. ܘܐܒܝ ܗ̱ܘ ܦܰܠܳܚܐ. ܟܠ ܫܒܺܫܬܐ ܕܒܝܼ ܦܐܪ̈ܐ ܠܐ ܝܳܗܒܐ܆ ܫܳܩܠ ܠܗܿ. ܘܐܰܝܕܐ ܕܝܳܗܒܳܐ ܦܐܪ̈ܐ܆ ܡܕܰܟܐ ܠܗܿ: ܕܦܺܐܪ̈ܐ ܣܰܓܝ̈ܐܐ ܬܰܝܬܐ. ܐܢ̱ܬܘܢ ܡܼܢ ܟܰܕܘ ܕܟܶܝܢ ܐܢ̱ܬܘܢ. ܡܛܠ ܡܶܠܬܐ ܕܡܰܠܠܬ ܥܰܡܟܘܢ. ܩܰܘܰܘ ܒܝܼ. ܘܐܢܐ ܒܟܘܢ. ܐܝܟܢܐ ܕܫܒܺܫܬܐ ܠܐ ܡܶܫܟܚܳܐ ܕܬܶܬܶܠ ܦܐܪ̈ܐ ܡܼܢ ܢܰܦܫܗܿ܆ ܐܠܐ ܡܩܰܘܝܐ ܒܰܓܦܶܬܐ܆ ܗܳܟܰܢܐ ܐܦ ܠܐ ܐ̱ܢܬܘܢ. ܐܠܐ ܬܩܰܘܘܢ ܒܝܼ. ܐܶܢܐ ܐ̱ܢܐ ܓܦܶܬܳܐ ܘܐܢ̱ܬܘܢ ܫܒܺܫ̈ܬܶܐ. ܡܰܿܢ ܕܰܡܩܰܘܐ ܒܝܼ ܘܐܢܐ ܒܗ܆ ܗܳܢܐ ܡܰܝܬܐ ܦܺܐܪ̈ܐ ܣܰܓܝ̈ܐܐ. ܡܛܠ ܕܰܕܠܐ ܐܢܐ܆ ܠܐ ܡܶܫܟܚܝܼܢ ܐܢ̱ܬܘܢ ܠܡܥܒܰܕ ܡܕܡ. ܐܠܐ ܕܝܢ ܐ̱ܢܳܫ ܡܩܰܘܐ ܒܝܼ܆ ܡܶܫܬܕܐ ܠܒܰܪ. ܐܝܟ ܫܒܺܫܬܳܐ ܕܝܳܒܫܳܐ܆ ܘܠܳܩܛܝܼܢ ܘܪܳܡܝܢ ܠܗܿ ܒܢܘܪܐ ܕܬܐܩܰܕ» (ܝܘܚܢܢ 15: 6). 

ܟܠ ܡܐ ܕܐܰܡܝܼܪ ܠܰܡܫܝܼܚܳܐ ܚܟܡܬܐ ܗ̱ܝ ܕܣܺܝܼܡܳܐ ܘܰܩܒܺܝܼܥܐ ܒܪܘܼܚܗ ܕܰܟܝܳܢܐ ܡܠܝܼܠܐ. ܘܩܶܨܰܬ ܓܠܝܼܙܘܼܬܰܢ ܘܐܰܫܝܼܠܘܼܬܰܢ ܒܙܒܢ ܐܝܟ ܣܰܩܘܼܒܠܳܝܐ ܡܶܬܚܫܶܒ ܠܗܿܘ ܡܐ ܕܝܼܕܝܼܥ ܘܰܕܪܝܫ ܠܘܳܬܢ. ܘܡܰܬܠܐ ܕܰܓܦܶܬܐ ܘܰܫܒܺܫ̈ܬܐ ܛܘܼܦܣܐ ܗ̱ܘ ܛܒܐ ܕܟܰܗܪܳܒܐ: ܡܶܨܥܳܝܐ ܛܳܒܐ ܕܩܘܼܝܡ ܚܝ̈ܐ. ܐܠܐ ܐܝܟ ܕܝܼܕܝܼܥܐ ܡܶܬܓܠܶܙ ܡܼܢ ܦܘܼܪ̈ܦܳܥܐ ܒܰܪܢܳܫܐ ܕܠܐ ܐܰܣܝܼܪ ܒܰܝܬܗ ܒܰܚܛܘ̈ܛܐ ܟܰܗܪ̈ܳܒܳܝܐ. ܡܛܠܗܕܐ ܙܕܩ ܕܰܢܕܘܼܩ ܘܢܶܣܬܰܟܰܠ ܒܶܣܬܪܳܝܘܼܬܐ ܕܗܿܘ ܡܐ ܕܩܳܪܶܝܢܢ ܘܫܳܡܥܝܼܢܢ. ܘܐܢ ܠܐ ܦܳܝܫܝܢܢ ܐܰܣܝܪ̈ܐ ܒܓܦܶܬܐ (ܒܬܘܼܩܦܳܐ ܟܰܗܪܳܒܳܝܐ) ܠܐ ܡܨܝܐ ܕܰܢܟܰܦܰܪ ܐܘ ܕܢܶܪܚܰܩ ܡܼܢ ܫܥܝܼܢܐ ܕܢܰܦܫܳܐ ܝܰܨܪܳܢܳܝܬܐ ܘܐܶܢܳܢܳܝܬܐ ܗܿܝ ܕܡܫܰܘܚܪܳܐ ܡܰܘܠܳܕܐ ܬܪܰܝܢܐ. ܘܠܐ ܫܳܒܩܳܐ ܕܢܶܡܛܐ ܠܣܘܼܟܳܠܐ ܕܢܝܼܚܘܼܬܰܢ ܘܒܰܣܝܼܡܘܼܬܰܢ. ܘܗܳܕܐ ܠܐ ܒܳܪܝܐ ܐܠܐ ܕܠܝܼܚܘܼܬܐ ܘܡܰܪܝܼܪܘܼܬܐ: ܕܫܳܚܩܳܐ ܘܬܳܒܪܳܐ ܠܶܒܰܢ ܘܡܳܚܝܳܐ ܘܫܳܩܦܳܐ ܚܘܼܠܡܳܢܢ ܗܰܘܢܳܢܳܝܐ ܘܢܰܦܫܳܢܳܝܐ.

ܠܝܬ ܡܕܡ ܕܒܰܣܝܼܡ ܡܼܢ ܗܿܝ ܕܢܶܗܘܶܐ ܒܰܪܢܳܫܐ ܐܝܙܓܰܕܐ ܕܒܰܣܝܼܡܘܼܬܐ ܘܢܺܝܼܚܘܼܬܐ ܕܰܡܫܝܼܚܳܐ. ܘܠܐ ܕܳܒܶܩ ܛܝܢܐ ܕܡܶܬܛܝܼܫ ܒܒܰܩܝܘܼܬܐ ܬܐܪܬܢܳܝܬܐ ܕܡܶܬܥܰܙܝܐ ܒܐܘܼܪܰܚ ܢܝܼܚܘܼܬܐ ܘܒܰܣܝܼܡܘܼܬܐ. ܒܪܡ ܠܐ ܟܰܣܝܐ ܕܠܡ ܣܘܼܟܳܠܐ ܕܰܫܐܝ̈ܠܳܬܐ ܬܰܠܝܰܐ ܗ̱ܘ ܒܣܳܦܩܘܼܬܐ ܡܰܕܥܳܢܳܝܬܐ ܘܝܕܰܥܬܳܢܳܝܬܐ ܕܡܶܣܬܰܟܠܳܢܐ. ܘܟܠ ܐ̱ܢܫ ܠܦܘܼܬ ܪܰܒܘܼܬ ܣܘܼܦܳܩܗ ܘܬܰܪܘܳܕܗ ܡܶܬܬܰܪܣܐ ܡܼܢ ܫܐܝ̈ܠܳܬܐ. ܒܗܿ ܒܰܕܡܘܼܬܐ ܡܶܬܦܰܫ̈ܩܳܢ ܘܡܶܬܕ̈ܰܠܠܢ ܥܰܡܘ̈ܛܳܬܗܝܢ ܠܦܘܬ ܪܰܒܘܼܬ ܕܰܪܓܳܐ ܕܒܘܼܝܳܢܐ ܗܰܘܢܳܢܳܝܐ ܘܝܕܰܥܬܳܢܳܝܐ ܕܰܡܦܰܫܩܳܢܐ..

ܡܫܝܼܚܳܐ ܡܿܢ ܐܶܬܐ ܘܣܰܥܪܢ ܒܕܺܝܠܗ ܐܰܝܟܰܢܐ ܕܢܶܡܙܘܿܓ ܣܘ̈ܟܳܠܐ ܡܬܘ̈ܡܳܝܐ ܕܪܘܼܚܳܐ ܒܣܘ̈ܟܳܠܐ ܬܢܳܢ̈ܳܝܐ ܕܢܰܗܦܶܟ ܘܢܶܬܠ ܠܢ ܚܘܼܒܐ ܘܫܰܝܢܐ ܘܐܝܩܪܐ ܘܫܘܼܒܚܐ ܘܚܰܘܣܳܢܐ ܓܰܘܳܝܐ ܡܛܠ ܬܘܼܩܳܢܐ ܕܒܰܪܢܫܐ ܒܰܪܳܝܐ: ܚܰܕܬܐ. ܘܩܰܕܶܡ ܘܶܐܬܐ ܠܘܳܬܢ ܘܣܰܥܪܰܢ ܒܕܝܼܠܢ ܐܝܟܢܐ ܕܰܢܛܰܥܶܡ (ܕܰܢܦܰܛܪܶܡ) ܝܰܨܪܰܢ ܒܕܝܼܠܳܝ̈ܬܗ ܘܢܶܥܒܕ ܠܗ ܒܓܰܘܰܢ ܕܘܼܟܬܐ ܙܥܘܿܪܬܐ ܕܢܶܫܪܐ ܒܗܿ ܘܢܶܬܬܢܺܝܼܚ ܘܢܶܬܒܰܣܰܡ ܒܗܿ. ܘܰܚܢܰܢ ܢܶܣܥܪܺܝܘܗܝ ܬܰܡܢ ܒܕܝܠܗ ܡܛܠ ܬܘܼܩܳܢܐ ܒܘܼܣܳܡܳܐ. ܒܕܝܠܢ ܐܶܬܐ܆ ܘܠܐ ܐܶܣܬܰܟܠܢܝܗܝ! ܘܐܰܝܟܰܢ ܡܶܣܬܰܟܠܝܼܢ ܗ̱ܘܝܢ ܟܕ ܒܕܝܠܗ ܐܳܬܐ ܘܣܳܥܪ ܗ̱ܘܐ ܠܢ؟ ܘܥܡ ܗܕܐ ܩܰܬܝܼ̈ܬܳܢ ܥܝ̈ܢܘܗܝ ܘܐܰܡܝܢܳܐܝܬ ܡܣܰܟܐ ܕܢܶܣܥܪܝܘܗܝ ܐܝܟܢܐ ܕܢܶܬܶܠ ܠܰܢ ܚܰܝܠܐ ܣܰܟܘܼܠܬܳܢܐ ܕܗܿܘ ܡܐ ܕܚܳܫܰܚ ܠܬܘܼܠܡܳܕܐ ܕܝܰܨܪܢ ܘܬܰܪܒܝܼܬܰܢ ܘܡܰܪܕܝܬܰܢ. ܗܝ ܗܕܐ ܒܳܥܐ ܚܰܨܝܼܦܳܐܝܬ ܘܰܡܣܰܟܐ ܪܰܗܝܳܐܝܬ ܡܛܠ ܗܶܢܝܳܢܐ ܕܬܰܩܢܘܼܬܰܢ ܘܒܰܣܝܼܡܘܼܬܰܢ ܘܢܝܼܚܘܼܬܰܢ. ܡܛܠ ܕܰܒܨܝܼܪܘܼܬܢ ܘܰܣܦܝܼܩܘܼܬܢ ܓܰܘܳܝܬܐ ܠܐ ܡܶܬܡܰܠܝܳܐ ܒܩܰܢܝ̈ܳܬܳܐ ܘܒܰܪ̈ܳܝܳܬܳܐ ܕܪܳܕܦܝܼܢܢ ܒܳܬܰܪܗܝܢ. ܐܠܐ ܒܡܰܠܝܘܼܬܐ ܕܚܘܼܒܗ ܘܦܳܪܘܿܫܘܼܬܐ ܕܚܰܘܣܳܢܗ ܫܦܺܝܼܥܐ. ܡܛܠܗܕܐ ܩܰܕܡ ܘܐܡܼܪ: «ܛܘܒ̈ܝܗܘܢ ܠܡܣ̈ܟܢܐ ܒܪܘܚ ܕܕܝܼܠܗܘܢ ܗ̱ܝ ܡܰܠܟܘܼܬܐ ܕܰܫܡܰܝܐ» (ܡܬܝ 5: 3).

ܐܬܐ ܠܘܳܬܢ ܘܣܰܥܪܢ ܒܕܝܠܢ ܠܰܡܫܰܘܙܳܒܘܼ ܠܢ ܡܼܢ ܣܰܩܘܼܒܠܳܝܘܼܬܐ ܓܰܘܳܝܬܐ ܡܫܰܚܩܳܢܝܼܬܐ[16] ܘܠܡܶܬܰܠ ܠܢ ܬܰܪܥܘܼܬܐ ܓܰܘܳܝܬܐ. ܘܰܠܡܰܠܦܘ ܠܢ ܐܘܼܪܚ ܥܘܼܫܳܦܳܐ ܘܥܘܼܕܳܕܐ ܕܝܰܥܪ̈ܐ ܘܙܝ̈ܙܳܢܐ ܡܰܟܝ̈ܳܢܐ ܕܐܰܘܥܺܝ ܘܐܰܦܪܰܥ ܗ̱ܘܐ ܨܝܠܐ ܐ̱ܢܳܫܳܝܳܐ ܒܚܰܩܠܐ ܕܡܰܚܫܰܒܬܢ. ܐܠܐ ܐܟܡܐ ܕܡܬܬܡܝܼܫܐ ܒܙܰܒܢܐ ܗܢܐ ܡܰܪܥܳܐ ܕܰܠܝ̈ܠܐ ܐܢܘܢ ܕܐܙܠܝܼܢ ܠܘܬܗ ܘܣܳܥܪܝܢ ܡܰܣܥܳܪܐ[17] ܐܘ ܒܝܬ ܟܪ̈ܝܗܐ ܕܝܠܗ. ܕܣܘܿܓܐܐ ܠܐ ܨܳܒܝܢ ܒܫܘܼܒܳܚܳܐ[18] ܕܟܳܬܒܳܐ ܨܶܒܥܐ ܕܐܳܣܝܘܼܬܗ ܒܪܺܝܼܟܬܐ ܘܰܒܦܘܪ̈ܓܳܠܐ ܕܠܶܫܢܗ ܐܠܗܳܝܐ. ܘܐܦܠܐ ܪܳܥܶܝܢ ܒܡܘܼܕܳܟܐ ܕܕܰܪ̈ܡܳܢܐ ܡܢܝܼ̈ܚܳܢܐ ܕܨܰܝܕܠܳܝܬܗ. ܠܡܢܐ ܟܝ ܟܠܗܿ ܗܕܐ ܚܰܨܝܼܦܘܼܬܐ ܘܓܘܼܡܕܳܢܘܬܐ؟  ܠܝܬܝܗܿ ܟܝ ܚܰܝܠܐ ܐܶܢܳܢܳܝܐ ܕܝܰܨܪܐ؟ ܠܝܬܝܗܿ ܟܝ ܡܰܕܫܳܢܘܼܬܳܐ[19] ܘܰܡܫܳܟܳܝܘܼܬܳܐ[20] ܒܠܝܼܠܬܐ ܕܢܳܒܥܐ ܡܼܢ ܣܰܩܘܼܒܠܳܝܘܼܬܐ ܘܰܬܪܰܝܳܢܘܼܬܐ ܓܰܘܳܝܬܐ ܡܚܰܒܠܰܬ ܪܶܕܝܳܐ ܘܛܘܼܟܳܣܐ ܐ̱ܢܳܫܳܝܐ؟ ܕܘܼܡܳܪܐ ܗ̱ܘ ܕܥܕܡܐ ܠܗܫܐ ܠܐ ܢܰܗܝܪ ܫܰܪܒܳܐ ܗܢܐ ܘܡܬܬܚܝܼ̈ܒܢܘܳܬܗ. ܕܘܡܪܐ ܗ̱ܘ ܕܥܕܡܐ ܠܗܳܫܳܐ ܠܐ ܐܶܫܬܰܝܰܢ ܒܰܪܢܳܫܐ ܥܰܬܝܩܳܐ ܥܡ ܗܿܘ ܚܕܬܐ. ܕܘܼܡܳܪܐ ܗ̱ܘ ܕܥܕܟܝܠ ܒܪܢܫܐ ܥܰܬܝܼܩܳܐ ܨܳܠܒ ܠܗܿܘ ܚܰܕܬܐ ܒܶܠܥܳܕ ܫܰܝܢܐ ܒܗܝܼܠܐ ܘܬܰܪܥܘܼܬܐ ܓܰܘܳܝܬܐ!

ܡܰܢܘܼ ܕܰܣܢܝܼܩ ܗ̱ܘ ܥܠ ܚܘܼܠܡܳܢܐ ܣܛܪ ܡܼܢ ܟܪܝܗܐ؟ ܡܰܢܘܼ ܕܰܣܢܝܼܩ ܗ̱ܘ ܥܠ ܡܰܠܝܳܐ ܣܛܪ ܡܼܢ ܣܦܺܝܼܩܳܐ؟ ܡܰܢܘ ܕܰܣܢܝܼܩ ܗ̱ܘ ܥܠ ܫܘܼܡܠܳܝܐ ܣܛܪ ܡܼܢ ܒܨܺܝܼܪܳܐ؟ ܡܰܢܘܼ ܕܰܣܢܝܼܩ ܗ̱ܘ ܥܠ ܝܕܰܥܬܐ ܣܛܪ ܡܼܢ ܐܰܫܝܼܠܐ[21] ܘܰܨܪܺܝܼܟܳܐ؟ ܡܰܢܘ ܕܰܣܢܝܼܩ ܗ̱ܘ ܥܠ ܢܘܼܗܪܳܐ ܣܛܪ ܣܰܡܝܳܐ؟ ܡܰܢܘܼ ܕܰܣܢܝܼܩ ܗ̱ܘ ܥܠ ܫܰܦܝܼܪܐ ܣܛܪ ܡܼܢ ܫܟܝܼܪܐ؟ ܡܰܢܘܼ ܕܣܢܝܼܩ ܗ̱ܘ ܥܠ ܢܝܼܚܘܼܬܐ ܣܛܪ ܡܼܢ ܠܐܝܐ ܘܰܥܡܺܝܼܠܐ؟ ܡܰܢܘܼ ܕܰܣܢܝܼܩ ܗ̱ܘ ܥܠ ܒܰܣܝܼܡܘܼܬܐ ܣܛܪ ܡܼܢ ܗܿܘ ܡܢܰܘܠܐ ܘܡܰܪܝܼܪܐ؟

ܡܢܐ ܗ̱ܝ ܡܣܟܢܘܼܬܐ؟ ܠܝܬܝܗܿ ܐܰܪܐ ܒܨܝܼܪܘܼܬܐ ܡܼܢ ܩܶܢܝܳܢܐ ܘܝܘܼܬܪܢܐ ܕܡܕܡ. ܘܓܠܝܼܙܘܼܬܐ ܡܼܢ ܥܰܬܝܼܪܘܼܬܐ ܘܫܰܘܬܳܦܘܼܬܐ ܘܛܰܝܒܘܼܬܐ ܘܝܳܪܬܘܼܬܐ ܘܒܘܼܣܳܡܐ ܘܢܘܼܗܪܐ؟ ܐܰܝܟܰܢ  ܡܬܡܰܠܝܳܐ ܒܨܝܪܘܬܐ؟ ܐܰܝܟܰܢ ܥܳܬܪܳܐ ܡܶܣܟܺܢܘܼܬܐ؟ ܐܰܝܟܰܢ ܥܳܒܪܐ ܓܠܝܼܙܘܼܬܐ؟ ܐܰܝܟܢܐ ܗܳܘܝܢܢ ܡܣܟ̈ܢܐ ܒܪܘܼܚܐ ܟܕ ܠܐ ܡܬܓܰܠܙܝܼܢܢ ܡܢܗܿ؟ ܐܝܟܢܐ ܛܳܠܩܐ ܘܫܳܠܡܐ ܓܠܝܼܙܘܼܬܢ ܟܕ ܠܐ ܡܩܰܒܠܝܼܢܢ ܒܨܝܼܪܘܼܬܢ ܘܡܣܟܢܘܼܬܢ؟ ܐܰܝܟܢܐ ܡܰܬܡܰܠܝܐ ܒܨܝܼܪܘܼܬܢ ܟܕ ܠܐ ܪܓܝܼܫܝܢܢ ܒܡܰܠܝܘܼܬܐ؟ ܐܰܝܟܳܢܐ ܢܳܗܪܝܼܢܢ ܟܕ ܠܐ ܨܳܠܶܝܢܢ ܐܶܕܢܳܐ ܠܗܳܠܶܝܢ ܕܣܳܦ̈ܩܳܢ ܠܣܰܟܘܼܠܬܳܢܘܼܬܢ؟

ܩܢܘ̈ܢܐ ܕܪܘܼܚܳܐ ܡܿܢ ܡܰܘܕܥܝܼܢ ܕܠܐ ܡܬܡܰܠܝܐ ܣܦܝܼܩܘܼܬܐ ܘܐܦܠܐ ܡܶܬܓܰܡܪܳܐ ܒܨܝܪܘܼܬܐ ܐܠܐ ܒܡܰܠܝܘܼܬܐ ܘܣܰܟܘܼܠܬܳܢܘܼܬܐ ܪܒܬܐ. ܡܟܐ ܕܳܢܚܳܐ ܕܠܡ ܡܰܢܘ ܕܰܣܢܝܼܩ ܗ̱ܘ ܠܡܘܼܠܳܝܐ ܐܠܐ ܗܿܘ ܕܰܣܦܝܼܩ؟ ܘܡܰܢܘ ܕܰܣܢܝܼܩ ܗ̱ܘ ܠܓܘܼܡܳܪܐ ܐܠܐ ܗܿܘ ܕܰܒܨܝܼܪ؟ ܟܠܢ ܓܝܪ ܥܡ ܪ̈ܒܐ ܘܰܙܥܘܿܪ̈ܐ ܣܢܝܼܩܝܼܢܢ ܠܡܘܼܠܳܝܳܐ ܕܰܣܦܝܼܩܘܼܬܢ ܘܰܠܓܘܼܡܪܳܐ ܕܰܒܨܝܼܪܘܼܬܢ. ܘܠܐ ܡܶܬܶܡܠܶܝܢܢ ܘܐܦܠܐ ܡܶܬܓܰܡܪܝܼܢܢ ܟܕ ܠܐ ܡܩܰܒܠܝܼܢܢ ܒܨܝܼܪܘܬܐ ܘܰܣܦܝܼܩܘܼܬܐ. ܘܠܐ ܡܬܡܰܠܝܳܐ ܣܦܝܼܩܘܼܬܐ ܘܐܳܦܠܐ ܡܬܓܰܡܪܳܐ ܒܨܝܪܘܼܬܐ ܐܠܐ ܒܨܶܒܝܳܢܐ ܚܐܪܐ ܘܒܰܒܥܳܬܐ ܚܰܨܝܼܦܬܐ ܕܡܶܬܩܰܒܠܳܢܐ. ܐܝܟ ܕܐܡܝܪܐ: ܟܕ ܢܳܩܫܺܝܼܢܢ ܡܶܬܦܬܰܚ ܠܢ. ܟܕ ܫܳܐܠܝܼܢܢ ܡܶܬܝܗܶܒ ܠܢ. ܘܟܕ ܒܳܥܝܢܢ ܡܶܬܡܠܶܝܢܢ. ܘܟܕ ܨܳܒܝܢܢ ܡܬܓܰܡܪܝܼܢܢ. ܘܟܕ ܚܳܟܼܡܺܝܼܢܢ ܘܦܳܪܫܺܝܼܢܢ ܗܿܝ ܕܐܝܬܝܢ ܡܣܟ̈ܢܐ ܒܪܘܼܚܐ ܗܝܕܝܢ ܡܶܬܬܰܪܥܳܐ ܡܶܫܬܰܦܥܳܐ ܥܠܝܢ ܛܝܒܘܬܗܿ. ܘܡܶܬܓܠܝܢ ܠܢ ܣܬܝܪ̈ܳܬܐ ܕܐ̱ܪ̈ܳܙܝܗ ܟܣ̈ܰܝܐ. ܘܥܰܡܝܼܩ ܪܥܝܢܐ ܡܝܰܬܪܐ ܕܡܰܚܟܘܼܡܬܰܢ ܪܒܐ ܒܪܥܒܪܝܐ (1226-1286) ܗܢܐ ܕܐܡܿܪ: «ܟܕ ܢܬܕܟܐ ܡܼܢ ܫܥܝܼܢܐ܆ ܗܳܝܕܝܢ ܢܡܬܘܩ ܡܼܢ ܡܥܝܢܐ.»

ܘܠܝܬ ܡܕܡ ܕܒܰܣܝܼܡ ܘܚܰܣܝܼܢ ܐܝܟ ܓܰܘܣܳܐ ܘܣܰܘܓܳܐ ܕܚܶܟܡܰܬ ܐ̱ܪ̈ܳܙܐ ܟܣ̈ܰܝܐ ܕܡܶܬܡܰܬܩܝܼܢ ܡܼܢ ܡܥܺܝܼܢܳܐ ܕܕܰܟܝܐ ܡܢ ܫܥܺܝܼܢܳܐ[22] ܕܣܰܩܘ̈ܒܠܳܝܳܬܐ. ܕܒܰܣܝܼܡܘܼܬܐ ܘܢܝܼܚܘܼܬܐ ܘܬܰܩܢܘܼܬܐ ܕܡܶܣܬܰܟܠܳܢܘܼܬܗܘܢ ܢܳܩܠܝܼܢ ܐܦ ܐܘܪܰܚ ܡܰܟܝܼܟܘܼܬܐ ܘܬܰܡܝܼܡܘܼܬܐ ܘܰܥܪܝܼܡܘܼܬܐ ܒܰܨܳܝܬܐ ܘܒܰܥܳܝܬܐ..

ܟܕ ܛܒ ܩܰܕܡ ܐܰܘܕܰܥ ܟܕ ܐܡܿܪ: «ܐܢܐ ܐ̱ܢܐ ܐܘܪܚܐ ܘܰܫܪܳܪܐ ܘܚܝ̈ܐ» (ܝܘܚܢܢ 14: 6) ܕܒܰܢܗܘܿܪ ܐܘܪܰܚ ܫܪܪܗ ܡܚܰܪܪܳܢܐ ܢܶܩܢܶܐ ܚܰܝܠܐ ܘܡܰܕܥܳܐ ܣܳܦܩܐ ܠܡܶܙܟܳܐ ܠܒܰܪܢܳܫܢ ܥܰܬܝܼܩܐ ܒܰܫܒܝ̈ܠܐ ܡܶܬܡܰܨܝ̈ܢܐ ܕܓܳܠܓܝܢ ܘܺܝܠܐ ܕܐ̱ܪ̈ܳܙܐ ܟܣ̈ܰܝܐ ܘܓܳܠܚܝܼܢ ܣܘ̈ܟܳܠܐ ܢܝܼ̈ܚܶܐ ܘܒܰܣܝ̈ܡܐ ܕܰܩܪܳܝܬܗ ܡܢܰܨܚܳܢܝܼܬܐ. ܒܪܡ ܚܢܢ ܥܰܪܢܳܐܝܬ[23] ܘܥܰܪܝܳܐܝܬ[24] ܘܪܰܫܝܼܥܳܐܝܬ ܥܳܨܶܝܢܢ ܘܣܳܒܟܝܼܢܢ ܒܬܰܪܥܝܼܬܐ ܕܒܰܪܢܫܐ ܥܰܬܝܩܐ ܟܐܡܬ ܒܐܘܼܪܚܗ ܥܰܬܝܼܩܬܐ. ܒܰܫܪܳܪܗ ܥܰܬܝܼܩܐ. ܘܚܰܝ̈ܘܗܝ ܥܰܬܝ̈ܩܳܐ. ܘܗܝ ܗܕܐ ܡܰܘܩܪܐ ܡܰܘܒܠܰܢ ܘܕܳܠܚܳܐ ܢܝܼܚܘܼܬܢ ܘܫܳܓܫܐ ܒܰܣܝܼܡܘܼܬܢ. ܘܠܐ ܨܳܒܝܢܢ ܘܐܳܦܠܐ ܡܶܬܪܰܟܢܝܢܢ ܠܡܶܬܩܰܪܒܘ ܙܰܪܬܐ ܠܐܘܪܚܐ ܘܫܪܪܐ ܘܚ̈ܝܐ ܕܝܠܗ. ܕܐܝܬܝܗܘܢ ܒܰܕܡܘܬ ܚܰܝܬܳܐ ܡܛܠ «ܡܘܠܕܐ ܬܪܝܢܐ». ܗܢܐ ܕܒܗ ܡܶܬܗܰܕܝܢܢ ܠܘܳܬ ܫܘܼܓܳܢܳܝܐ ܕܡܰܪܕܘܼܬܐ ܘܡܰܪܕܝܼܬܐ ܕܒܰܪܢܳܫܐ ܚܰܕܬܐ: ܢܝܫܐ ܡܼܳܪܳܢܳܝܐ ܕܰܓܒܝܼܠܬܰܢ. ܗܕܐ ܕܝܢ ܠܐ ܗܳܘܝܐ ܐܠܐ ܒܰܫܠܳܚ ܢܰܚ̈ܬܐ ܕܚܘܼܒܳܠܐ ܒܝܼܫܳܐ ܕܩܘܼ̈ܡܠܐ ܢܰܦܫ̈ܳܢܳܝܐ[25] ܕܒܰܪܢܳܫܳܐ ܥܰܬܝܩܐ ܟܕ ܠܳܒܫܝܢܢ ܠܒܘ̈ܫܘܗܝ ܚܕ̈ܬܐ ܟܐܡܬ: ܚܘ̈ܫܳܒܐ ܘܰܥܒ̈ܕܐ ܡܝܰܬܪ̈ܐ. ܐܝܟ ܕܐܰܡܝܼܪ ܘܰܟܬܝܼܒ: «ܠܐ ܐ̱ܢܳܫ ܪܳܡܶܐ ܐܘܪܩܥܬܐ ܚܕܰܬܐ ܥܠ ܢܰܚܬܐ ܒܠܳܝܳܐ. ܕܠܐ ܬܶܬܘܿܦ ܡܠܝܘܼܬܗ ܡܼܢ ܗܿܘ ܢܰܚܬܐ܆ ܘܢܶܗܘܐ ܒܶܙܥܳܐ ܝܰܬܝܪܐ. ܘܠܐ ܪܳܡܶܝܢ ܚܰܡܪܐ ܚܰܕܬܐ ܒܙܶܩ̈ܐ ܒܠܳܝ̈ܬܐ. ܕܠܐ ܡܶܨܛܰܪ̈ܝܳܢ ܙܶܩ̈ܐ܆ ܘܚܰܡܪܐ ܡܬܐܫܕ: ܘܙܶܩ̈ܐ ܐܳܒܕ̈ܳܢ. ܐܠܐ ܪܳܡܶܝܢ ܚܰܡܪܐ ܚܰܕܬܐ ܒܙܶܩ̈ܐ ܚܰܕ̈ܬܳܬܐ ܘܰܬܪ̈ܰܝܗܘܢ ܡܶܬܢܰܛܪܝܼܢ» (ܡܬܝ 2: 21).

ܟܡܐ ܩܪܝܼܚ ܘܰܦܫܝܼܩ ܠܡܶܣܬܰܟܠܳܢܐ ܣܘܼܟܳܠ ܡܬܠܐ ܗܢܐ ܕܐܘܪܩܰܥܬܐ ܚܕܬܐ ܘܢܰܚܬܳܐ ܥܰܬܝܩܳܐ (ܟܐܡܬ ܒܠܳܝܳܐ) ܘܚܰܡܪܐ ܚܰܕܬܐ ܘܙܩ̈ܐ ܥܬܝ̈ܩܳܬܐ (ܒܠܝ̈ܬܳܐ)…!

ܐܝܟܢ ܡܨܝܢܢ ܕܢܗܘܐ ܐܘܪܩܰܥܬܐ ܚܕܰܬܐ ܒܢܰܚ̈ܬܐ ܡܚܰܒ̈ܠܐ ܕܒܪܢܫܢ ܥܬܝܩܐ؟ ܡܢܘ ܣܘܼܟܳܠ ܐܘܪܩܰܥܬܐ ܘܢܰܚ̈ܬܐ ܒܠܰܝ̈ܐ؟ ܘܡܢܘ ܣܘܼܟܠ ܚܰܡܪܳܐ ܚܕܬܐ ܘܙܩ̈ܐ ܒܠܳܝ̈ܬܐ ܕܡܶܨܛܰܪ̈ܝܳܢ؟

ܐܝܟܢ ܗܳܘܝܢܢ ܐܘܪܩܰܥܬܐ ܚܕܰܬܐ ܟܕ ܠܐ ܥܳܐܠܝܼܢܢ ܒܰܫܪܪܐ ܕܐܘܼܪܚܳܐ ܘܚܰܝ̈ܐ ܕܝܠܗ؟

ܐܝܟܢ ܒܳܣܡ ܛܰܥܡܰܢ ܘܗܳܘܝܢܢ ܚܰܡܪܐ ܚܰܕܬܐ ܟܕ ܠܐ ܥܳܐܠܝܼܢܢ ܒܢܘܼܗܪܗ: ܕܒܗ ܚܳܙܝܢܢ ܢܘܼܗܪܐ ܫܪܝܪܐ؟ ܕܢܘܼܗܪܶܗ ܠܐ ܡܰܓܗܰܪ ܐܠܐ ܡܰܢܗܰܪ. ܘܠܝܬ ܒܗ ܣܳܟ ܐܶܢܳܢܳܝܘܼܬܐ ܣܛܰܪ ܡܼܢ ܐܶܢܰܚܢܳܝܘܼܬܐ [26].

ܟܕ ܠܐ ܢܳܗܪܝܼܢܢ ܒܢܘܼܗܪܳܐ ܕܝܠܗ܆ ܠܐ ܡܨܝܐ ܕܢܶܚܟܼܘܿܡ ܫܪܳܪܗ. ܟܕ ܠܐ ܚܳܟܡܝܼܢܢ ܫܪܳܪܗ܆ ܠܐ ܢܳܦܩ ܡܼܢ ܓܰܘ̈ܝܳܬܰܢ ܫܪܳܪܳܐ ܕܝܠܢ ܙܠܺܝܼܡܳܐ ܘܰܒܨܺܝܼܪܳܐ. ܡܥܰܫܢܳܢܐ ܕܰܬܪܰܝܳܢܘܼܬܐ ܘܣܰܩܘܼܒܠܳܝܘܼܬܐ ܓܰܘܳܝܬܐ. ܘܠܐ ܡܨܝܐ ܕܢܗܘܐ ܐܘܪܩܰܥܬܐ ܚܕܰܬܐ. ܐܠܐ ܦܳܝܫܝܼܢܢ ܐܘܪܩܰܥܬܐ ܥܰܬܝܼܩܬܐ ܕܒܳܙܥܳܐ ܠܢܰܚܬܐ ܘܙܶܩ̈ܐ ܒܠܳܝ̈ܬܐ ܕܡܶܨܛܰܪ̈ܝܢ ܘܠܐ ܡܩܰܒ̈ܠܳܢ ܚܰܡܪܐ ܚܕܬܐ!

ܟܕ ܠܐ ܢܳܗܪܝܢܢ ܒܢܘܼܗܪܗ܆ ܠܐ ܡܰܨܝܳܐ ܕܢܶܪܕܶܐ ܒܐܘܼܪܚܗ ܕܐܝܬܝܗܿ: ܝܕܰܥܬܐ ܕܢܰܦܫܳܐ ܘܝܳܬܐ ܪܨܺܝܼܦܰܬ ܟܐܦ̈ܐ ܕܚܘܼܒܐ ܘܚܟܡܬܐ ܘܡܫܐܠܘܼܬܐ ܕܐܰܣܝܼܪܐ ܒܚܐܪܘܼܬܐ ܓܰܘܳܝܬܐ…

ܘܟܕ ܪܳܕܝܢܢ ܒܐܘܼܪܚܗ ܡܕܰܪܥܳܢܝܼܬܐ ܘܰܢܩܝܼܠܬܐ܆ ܠܐ ܡܨܝܐ ܕܢܶܬܪܰܥܐ ܒܗܿܝ ܕܝܠܢ ܥܰܬܝܩܬܐ ܡܕܰܥܪܳܢܝܼܬܐ ܘܰܙܓܝܼܪܬܐ. ܗܳܝ ܕܫܳܒܩܳܐ ܠܢ ܒܰܙܒܰܢ ܕܢܶܗܘܐ ܐܰܪ̈ܕܳܠܐ[27] ܠܢܰܦܫܢ ܘܠܐܚܪ̈ܢܐ…

ܘܟܕ ܪܕܝܢܢ ܒܐܘܪܚܗ ܫܳܪܶܐ ܠܘܬܢ ܫܪܳܪܗ. ܘܰܠܦܘܼܬ ܪܰܒܘܼܬܐ ܘܰܙܥܘܿܪܘܼܬܐ ܕܡܣܬܰܟܠܳܢܘܬܢ ܡܨܛܰܠܡܝܼܢܢ ܘܡܬܓܰܫܡܝܼܢܢ ܘܡܬܦܰܓܕܝܼܢܢ ܒܢܘܼܗܪܐ ܕܚܝ̈ܘܗܝ. ܘܒܝܕ ܐܘܼܪܚܐ ܗܕܐ ܗܳܘܝܢܢ ܐܰܪ̈ܓܘܼܒܠܐ ܘܐܪ̈ܕܟܠܐ ܛܒ̈ܐ ܠܢܰܦܫܰܢ ܘܠܐܚܪ̈ܢܐ.

ܡܳܕܝܢ ܓܕ ܢܐܨܦ ܠܡܰܘܪܳܒܘ ܟܰܘ̈ܐ ܘܕܰܘ̈ܩܶܐ ܕܝܠܢ ܓܰܘ̈ܳܝܐ ܠܰܡܢܰܨܳܚܘܼ ܡܶܣܬܰܟܠܳܢܘܼܬܢ ܘܦܳܪܘܿܫܘܼܬܢ. ܘܰܢܪܰܡܪܡ ܘܰܢܙܰܝܚ ܚܘܼܒܳܐ ܘܰܚܢܳܢܐ ܘܪܘܼܚܳܦܐ ܒܗܰܘ̈ܢܰܝܢ ܘܡܰܕ̈ܥܰܝܢ ܘܠܒܘ̈ܬܢ ܘܕܘܼܒܳܪ̈ܝܢ. ܒܕ ܓܰܠܝܐ ܕܠܐ ܥܳܡܰܪ ܐܠܐ ܒܢܝܼܚ̈ܐ ܘܡܟܝ̈ܟܐ. ܘܫܳܪܳܐ ܕܠܐ ܫܳܪܶܐ ܘܐܦܠܐ ܥܳܪܶܐ ܒܩܰܠܒ̈ܐ ܥܝ̈ܩܐ ܘܐܰܡܘ̈ܡܶܐ ܚܘܼܫ̈ܒܳܝܐ ܕܕܘܼܪ̈ܟܳܢܐ ܩܒܝܼ̈ܥܐ[28] ܗܿܢܘܢ ܕܒܳܪܝܢ ܡܪܝܼܡܳܢܘܬܐ ܕܕܝ̈ܢܐ ܩܰܕܡ̈ܐ[29] .

ܐܪܐ ܩܳܝܡܝܢܢ ܒܟܠܗ ܗܢܐ ܚܪܝܳܢܐ ܨܶܒܝܳܢܝܐ ܐܝܟܢܐ ܕܠܐ ܢܐܙܠ ܠܘܬܗ ܘܢܣܥܪܝܘܗܝ؟

ܐܪܐ ܝܳܕܥܝܼܢܢ ܕܢܝܼܚܘܼܬܗ ܘܒܰܣܝܼܡܘܼܬܗ ܡܰܩܢܝܐ ܬܰܩܢܘܬܐ ܠܐܢܳܫܘܼܬܢ؟ ܐܪܐ ܝܳܕܥܝܢܢ ܕܡܶܨܛܰܠܡ̈ܢ ܘܡܬܓܰܫ̈ܡܢ ܒܠܒܐ ܬܪܝܼܨܐ ܘܪܘܼܚܐ ܬܰܩܢܬܐ ܗܿܝ ܕܰܡܟܰܝܢܐ ܡܰܣ̈ܩܳܬܐ ܡܼܢ ܥܰܣ̈ܩܳܬܐ؟

ܒܙܰܒܢܢ ܗܢܐ ܟܕ ܡܡܰܚܰܝ ܡܰܕܥܳܐ ܐ̱ܢܳܫܳܝܳܐ ܒܒܝܼܫܬܐ ܐܺܝܬܺܝܩܳܝܬܐ܆[30] ܚܳܒܨ ܪܘܼܫܥܳܐ ܡܼܢ ܕܘܼܟ ܕܘܼܟ. ܘܫܘܼܩܪܐ ܦܳܓܰܥ ܡܼܢ ܫܘܼܩ ܫܘܼܩ. ܘܰܒܟܠ ܕܘܼܟ ܠܗܳܬܳܐ ܘܰܢܗܳܓܳܐ ܫܟܝܼܚ ܕܰܡܠܐ ܛܘܼܪ̈ܦܐ ܗܰܘܢ̈ܢܳܝܐ ܘܫܘܼ̈ܢܳܩܐ ܟܢܘܼܫ̈ܝܳܝܐ. ܠܡܳܢܐ ܟܝ ܗܳܢܐ ܟܠܗ ܛܘܪܦܐ؟ ܘܰܠܡܳܢܐ ܟܠܗ ܗܢܐ ܪܰܘܒܳܐ ܫܓܝܼܫܐ؟

ܠܟܠܗܝܢ ܗܠܝܢ ܦܘ̈ܢܳܝܐ ܐܝܬ ܗ̱ܘ ܒܒܘ̈ܚܳܢܐ ܝܘܼܠܦ̈ܢܳܝܐ ܒܕܳܪܐ ܢܰܗܝܼܪܐ ܕܫܘ̈ܘܫܛܐ ܘܛܘܼܘܳܪ̈ܐ. ܐܠܐ ܠܝܬ ܠܝ ܢܝܼܫܐ ܕܐܶܥܘܠ ܒܐܶܫܟܳܪ̈ܐ ܘܚܰܘ̈ܩܐ ܕܝܕܰܥܬܐ ܘܝܘܼܠܦ̈ܢܐ ܕܳܪ̈ܳܢܳܝܐ. ܬܢܢ ܒܰܠܚܘܼܕ ܡܶܣܬܰܦܰܩ ܐ̱ܢܐ ܒܣܘܼ̈ܟܠܐ ܡܰܢܗܪ̈ܢܐ ܕܩܪܝܬܐ ܕܥܠܝܗܿ ܫܳܩܠܐ ܚܐܦܐ ܡܠܬܝ: «ܬܘ ܠܘܳܬܝ ܘܐܶܢܐ ܐܰܢܝܼܚܟܘܢ

ܐܶܢ ܢܺܝܼܪܳܐ ܕܰܡܫܝܼܚܐ ܒܰܣܝܼܡ ܘܡܰܘܒܠܗ ܩܰܠܝܠܐ ܗ̱ܝ ܠܡܳܢܐ ܟܰܝ ܫܚܝܼܩܝܼܢܢ ܘܰܡܕܰܘܕܝܼܢܢ ܒܟܠ ܐܰܬܰܪ ܘܦܶܢ̈ܝܢ ܒܐܰܩ̈ܡܐ ܘܕܰܪ̈ܓܐ ܘܥܘܼܬܪ̈ܐ ܘܫܘܼܪ̈ܬܳܚܐ ܕܝܠܢ ܥܠܝ̈ܐ؟

ܗܝ ܡܠܝܼܠܘܬܐ ܡܰܠܦܳܐ ܕܰܢܫܰܚܠܶܦ ܟܰܘܬܰܢ ܘܚܰܘܪܰܢ ܘܕܘܼܒܳܪܢ ܐܢ ܠܐ ܨܳܒܝܢܢ ܒܐܰܝܟܰܢܳܝܘܼܬܐ ܕܒܗܿ ܩܳܝܡܝܢܢ ܘܐܡܝܼܢܐܝܬ ܠܗܿ ܕܳܪܫܝܼܢܢ ܘܥܳܕܠܝܼܢܢ. ܘܐܠܐ ܡܐܰܡܢܝܼܢ ܕܘܘ̈ܳܕܐ ܘܢܘܘ̈ܳܓܶܐ ܡܰܚܫܰܒ̈ܬܳܢܳܝܐ. ܘܠܐ ܬܳܩܢܺܝܼܢܰܢ ܘܐܦܠܐ ܒܳܗܠܺܝܢܰܢ ܐܢ ܠܐ ܥܳܡܩܝܼܢܢ ܘܪܳܡܝܢܢ ܫܬܐܣܬܢ ܥܠ ܫܘܥܐ ܐܝܟ ܕܐܰܡܝܼܪܐ: «ܟܠ ܗܟܝܠ ܕܫܳܡܥ ܡ̈ܠܝ ܗܠܝܢ ܘܥܳܒܕ ܠܗܝܢ܆ ܢܶܬܕܰܡܐ ܠܓܰܒܪܐ ܚܰܟܝܼܡܐ ܗܿܘ ܕܰܒܢܳܐ ܒܰܝܬܗ ܥܠ ܫܘܥܐ. ܘܢܚܬ ܡܛܪܐ. ܘܐܬܰܘ ܢܰܗܪ̈ܰܘܳܬܐ ܘܰܢܫ̈ܒܝ ܪ̈ܘܚܐ. ܘܐܬܛܰܪܝܘ ܒܗ ܒܒܰܝܬܐ ܗܿܘ ܘܠܐ ܢܦܰܠ. ܫܶܬܶܐܣܘ̈ܗܝ ܓܝܪ ܥܠ ܫܘܥܐ ܣܝ̈ܡܳܢ ܗ̱ܘ̈ܝ. ܘܟܠ ܡܿܢ ܕܫܳܡܰܥ ܡ̈ܠܰܝ ܗܠܝܢ ܘܠܐ ܥܳܒܕ ܠܗܝܢ܆ ܢܶܬܕܰܡܐ ܠܓܰܒܪܐ ܣܰܟܠܐ܆ ܕܰܒܢܳܐ ܒܝܬܗ ܥܠ ܚܳܠܑܳܐ. ܘܰܢܚܬ ܡܶܛܪܐ. ܘܐܬܘ ܢܰܗܪ̈ܰܘܳܬܐ. ܘܰܢܫ̈ܒܝ ܪ̈ܘܚܐ ܘܐܬܛܰܪܝܘ ܒܒܝܬܐ ܗܿܘ ܘܰܢܦܰܠ ܘܰܗܘܳܬ ܡܦܘܠܬܗ ܪܒܐ» (ܡܬܝ 7: 25-27).

ܡܢܐ ܒܳܥܝܢܢ ܝܬܝܪ ܡܼܢ ܣܘܼܟܳܠܐ ܗܢܐ ܦܫܺܝܼܩܳܐ ܘܰܩܪܺܝܼܚܐ؟ ܒܪܡ ܨܒܝܳܢܐ ܚܐܪܐ ܐܝܬ ܠܢ ܕܢܶܓܒܳܐ ܗܿܝ ܕܫܳܦܪܳܐ ܠܣܰܟܘܼܠܬܳܢܘܼܬܢ. ܐܢ ܒܳܥܝܢܢ ܬܰܩܢܘܼܬܐ ܪܳܕܝܢܢ ܒܐܘܪܰܚ ܫܘܼܥܳܐ. ܘܰܥܒܳܕܢܳܐܝܬ ܡܫܰܡܠܝܢܢ ܗܿܘ ܡܐ ܕܡܬܒܥܐ ܡܢܢ ܒܶܠܥܕ ܪܛܢܳܐ ܘܬܰܚܬܘܼܪܳܐ ܘܬܰܟܬܘܼܫܳܐ. ܘܐܶܢ ܨܳܒܝܢܢ ܒܚܳܠܐ ܓܰܕܰܢ ܗܳܘ̈ܝܳܢ ܥܳܪ̈ܘܿܨܳܬܐ ܘܡܰܦ̈ܠܬܐ ܘܫܰܦ̈ܠܳܬܐ ܘܫܪܟܐ ܕܰܒܠܝ̈ܠܳܬܐ. ܘܫܰܦܝܪ ܡܬܒܰܕܩ ܫܰܪܒܐ ܗܢܐ ܒܪܶܥܝܢܐ ܕܡܪܝ ܐܦܪܝܡ ܗܳܢܐ ܕܐܳܡܿܪ: «ܐܢ ܕܝܢ ܒܩܰܝܬ ܐܶܢܘܢ ܕܐܰܦܝܼܫܘ ܒܓܰܠܝ̈ܳܬܐ. ܟܡܳܐ ܛܳܝܦܺܝܼܢ ܣܰܟ̈ܠܐ ܒܝܰܡܳܐ ܕܟܰܣ̈ܝܳܬܐ!…. ܢܦܼܰܠܘ ܓܝܪ ܫܘܼܪ̈ܝܗܿ ܕܐܝܼܪܝܼܚܘܼ ܕܥܠ ܚܳܠܐ ܒܢܳܬ ܬܘܼܟܠܳܢܗܿ. ܒܢܼܳܐ ܡܘܼܫܐ ܫܘܼܪܳܐ ܒܝܰܡܳܐ ܕܥܰܠ ܫܘܼܥܳܐ ܒܢܳܐ ܪܶܥܝܳܢܗ.»

ܐܪܐ ܐܝܢܐ ܒܝܬܐ ܙܕܩ ܕܢܒܢܐ ܥܠ ܫܘܼܥܐ ܠܐ ܡܙܕܥܙܥܢܐ؟ ܒܝܬܐ ܕܗܰܘܢܐ ܘܪܥܝܢܐ؟ ܒܝܬܐ ܕܪ̈ܓܫܐ؟ ܒܝܬܐ ܕܦܰܓܪܐ؟ ܒܝܬܐ ܕܪܘܼܚܐ؟ ܒܝܬܐ ܕܥܘܼܡܪܐ ܘܥܳܡܘܿܪ̈ܐ؟ ܐܘ ܒܝܬܐ ܕܗܝܡܢܘܬܐ؟ ܐܘ ܒܝܬܐ ܕܩܢܘܡܝܘܼܬܐ؟ ܐܘ ܒܝܬܐ ܕܝܕܥܬܐ ܘܝܘܠܦܢܐ؟ ܐܘ ܒܝܬܐ ܕܚܟܡܬܐ؟ ܐܘ ܒܝܬܐ ܕܬܪܒܝܬܐ ܘܡܪܕܘܬܐ؟ ܐܘ ܒܝܬܐ ܕܥܘܼܡܩܐ؟ ܐܘ ܒܝܬܐ ܕܩܢܝ̈ܢܐ ܘܥܘܬܪܐ؟ ܐܘ ܒܝܬܐ ܕܛܘܼܒܬܳܢܘܼܬܐ ܗܢܐ ܕܡܬܕܰܠܠ ܒܢܝܼܚܘܼܬܐ ܘܒܰܣܝܼܡܘܼܬܐ؟ ܐܪܐ ܐܝܢܐ ܒܝܬܐ ܡܼܢ ܗܠܝܢ ܝܬܝܪ ܐܠܨܝ ܘܙܕܩ ܕܢܶܬܒܢܐ ܥܠ ܫܘܼܥܐ ܠܐ ܡܙܕܥܙܥܢܐ؟ ܐܝܢܐ ܡܢܗܘܢ ܡܨܝܐ ܕܢܰܗܡܐ ܘܢܫܒܘܿܩ ܠܣܛܪ؟ ܐܪܐ ܠܐ ܣܢܝܼܩܝܢܢ ܠܟܠܗܘܢ ܒܪܕܝܐ ܕܚ̈ܝܐ ܬܢܢܝ̈ܐ ܐܝܟܢܐ ܕܢܶܫܬܰܘܙܰܒ ܡܼܢ ܩܰܢܝܼܛܘܼܬܐ ܕܪܥܝܢܐ؟

ܟܕ ܥܳܡܩܝܼܢܢ ܒܚܘܼ̈ܟܳܡܐ ܝܘܼܠܦ̈ܢܳܝܐ ܘܢܰܦܫ̈ܳܢܝܐ ܕܗܝ ܕܐܰܡܝܼܪܐ: «ܢܝܪܝ ܓܝܪ ܒܰܣܝܼܡ ܗ̱ܘ ܘܡܰܘܒܰܠܝ ܩܰܠܝܠܐ ܗ̱ܝ» ܗܿܝܕܝܢ ܡܶܣܬܰܟܠܝܼܢܢ ܕܠܡ ܠܐ ܪܳܨܢܝܼܢܢ ܘܐܦܠܐ ܓܳܡܪܝܼܢܢ ܟܕ ܠܐ ܣܳܥܪܝܼܢܢ ܘܡܬܢܰܦܫܝܼܢܢ ܒܒ̈ܳܬܐ ܕܰܕܟܝܼܪܝܼܢ. ܘܡܶܟܐ ܡܬܝܰܠܦܐ ܗܿܝ ܕܙܕܩ ܕܢܶܒܢܐ ܐܳܦܰܕܢܐ ܐܘ ܩܰܨܪܐ ܪܒܐ ܕܚܳܒܫ ܒܡܕܝܪ̈ܘܗܝ ܟܠܗܘܢ ܗܠܝܢ ܒ̈ܬܐ ܡܶܬܒܰܥܝ̈ܢܐ ܘܡܶܣܬܰܢܩ̈ܢܐ. ܒܕ ܠܐ ܡܬܩܰܢܝܐ ܒܣܝܼܡܘܬܐ ܘܢܝܼܚܘܬܐ ܐܠܐ ܒܫܘܼܟܠܳܠܐ ܕܐܳܦܰܕܢܐ ܐܘ ܩܰܨܪܐ ܫܰܦܝܼܪܐ ܘܢܰܗܝܪܐ ܒܥܳܠܡܐ ܓܰܘܳܝܐ ܕܒܰܪܢܳܫܐ.

ܒܪܡ ܠܐ ܡܰܨܝܳܐ ܕܢܶܣܬܰܟܠ ܣܘܼܟܳܠܐ ܗܢܐ ܦܫܝܼܩܳܐ ܘܰܩܪܝܼܚܳܐ ܟܕ ܠܐ ܪܳܚܩܝܼܢܢ ܡܼܢ ܚܘܼ̈ܟܳܡܐ ܥܘܺܝܪ̈ܐ ܘܚܘܼ̈ܫܳܒܐ ܙܠܝ̈ܡܐ ܕܡܰܒܰܥ ܒܰܪܢܳܫܐ ܥܰܬܝܩܐ. ܗܢܐ ܕܥܳܪܩ ܡܼܢ ܟܠܗܘܢ ܚܒܘ̈ܫܝܶܐ. ܐܠܐ ܠܐ ܡܬܦܰܪܰܣ ܠܡܶܥܪܰܩ ܡܼܢ ܚܒܘܼܫܝܳܐ ܕܪ̈ܶܥܝܳܢܐ ܐܰܡܘ̈ܡܳܝܐ[31] ܗܿܢܘܢ ܕܡܰܘܠܕܝܢ ܕܝ̈ܢܐ ܩܰܕܡ̈ܐ[32]. ܡܛܠܗܕܐ ܠܐ ܡܰܨܝܐ ܕܢܶܡܛܐ ܠܕܰܪܓܳܐ ܕܡܶܣܬܰܟܠܳܢܘܼܬܗ ܐܠܐ ܒܠܶܒܳܐ ܕܰܟܝܳܐ ܡܓܰܡܪܳܢܐ ܘܰܡܠܰܒܳܒܳܢܐ ܘܰܡܒܰܝܐܢܳܐ ܕܰܫܦܝܼܥ ܒܪ̈ܰܚܡܐ ܘܚܰܘܣܳܢܳܐ ܘܰܚܢܳܢܐ ܠܐܦ̈ܝ ܢܰܦܫܰܢ ܘܠܐܦ̈ܝ ܠܐܚܪ̈ܳܢܐ. ܐܰܝܟܰܢ ܡܰܨܝܳܐ ܕܰܢܫܰܡܠܐ ܗܿܕܐ ܟܕ ܠܐ ܡܣܰܦܩܝܼܢܢ ܚܰܕܘܼ̈ܨܶܐ ܕܠܶܒܘ̈ܳܬܢ ܡܼܢ ܥܶܬܳܐ ܘܣܶܢܶܐܬܐ ܘܶܐܠܡܳܐ ܘܐܰܟܬܳܐ ܘܝܰܥܪ̈ܰܝ ܐܶܢܳܢܝܘܼܬܐ ܘܰܛܠܘܼܡܝܳܐ ܘܢܶܡܠܐ ܚܠܦܝܗܘܢ ܢܝܼܚܘܼܬܐ ܘܒܰܣܝܼܡܘܼܬܐ ܡܢܰܨܚܳܢܝܼܬܐ ܕܡܫܝܼܚܐ؟ ܘܐܠܐ ܦܳܝܫܝܼܢܢ ܒܩܰܫܝܘܼܬܐ ܘܰܙܥܝܼܦܘܼܬܐ ܗܿܝ ܕܬܳܒܪܳܐ ܘܫܳܚܩܳܐ ܐܶܣܳܪ̈ܐ ܕܚܰܝ̈ܐ ܬܪ̈ܝܨܐ ܘܟ̈ܐܢܐ. ܒܕ ܐܠܘܼܠܐ ܒܘܼܗܳܪܐ ܕܪܘܼܚܳܐ ܠܐ ܡܶـܬܢܰܩܠܐ ܐܘܼܪܚܳܐ ܓܰܘܳܝܬܐ ܘܒܰܪܳܝܬܐ. ܘܐܠܘܠܐ ܒܘܼܗܳܪܐ ܕܪܘܼܚܳܐ ܠܐ ܡܶܫܬܰܡܠܶܝܢ ܫܘܼܘ̈ܫܳܛܐ ܘܛܘܼܘܳܪ̈ܐ. ܘܐܳܦܠܐ ܡܶܫܬܰܟܢܝܼܢ ܟܘܼܫܳܪ̈ܐ ܘܢܨܚ̈ܢܐ ܒܰܪ̈ܳܝܐ. ܒܕ ܠܐ ܢܳܗܪܳܐ ܪܘܼܚܳܐ ܗܳܝ ܕܡܬܥܰܠܒܳܐ ܡܼܢ ܝܰܨܪ̈ܐ ܐܶܢܳܢ̈ܝܐ. ܘܦܳܝܫܳܐ ܟܕ ܚܒܺܝܼܫܳܐ ܒܚܶܫܟܳܐ ܪܘܼܚܳܐ ܗܿܝ ܕܡܶܙܕܰܟܝܳܐ ܡܼܢ ܡܪܝܼܡܳܢܘܼܬܐ ܕܕܝ̈ܢܐ ܩܰܕܡ̈ܐ.

ܡܢܟܠܦܪܘܣ ܗܿܘ ܕܨܳܒܐ ܒܢܝܼܚܘܼܬܐ ܘܒܰܣܝܼܡܘܼܬܐ ܚܳܟܡ ܕܰܓܠܝܙܘܼܬܗܝܢ ܕܳܠܚܳܐ ܠܛܘܼܟܳܣܳܐ ܓܝܳܕܳܢܳܝܐ ܘܫܳܓܫܳܐ ܚܰܘܪܐ ܘܕܘܼܒܳܪܐ ܕܒܰܪܢܫܐ. ܡܟܐ ܡܬܠܣܛܪ ܡܼܢ ܗܿܝ ܕܰܢܒܘܬ ܠܘܬ ܦܰܟܳܢܘܼܬܐ ܒܠܝܼܠܬܐ ܕܒܪܢܫܐ ܥܰܬܝܩܐ ܗܢܐ ܕܓܳܒܐ ܙܘܼܥܙܳܥܐ ܫܓܝܼܫܐ ܘܥܳܪ̈ܘܿܨܳܬܐ ܕܚܳܠܐ ܘܠܘ ܬܘܼܩܳܢܐ ܒܗܝܼܠܐ ܕܫܘܼܥܐ.

ܠܡܢܐ ܟܝ ܠܐ ܡܶܣܬܰܟܠܝܼܢܢ ܫܪܪܐ ܗܢܐ ܕܐܝܬܘܗܝ ܚܰܝܠܐ ܡܨܰܝܒܳܢܐ ܕܥܶܠܬܳܐ ܘܥܶܠܬܳܢܘܼܬܐ…؟

ܠܡܢܐ ܟܝ ܠܐ ܡܶܣܬܰܟܠܝܼܢܢ ܕܠܰܘܛܬܐ ܥܰܬܝܩܬܐ ܐܫܬܰܚܠܦܰܬ ܠܒܘܼܪܟܬܐ ܘܠܰܚܢܳܢܐ ܘܪܘܼܚܳܦܳܐ ܚܕܬܐ ܒܰܙܩܝܼܦܐ ܘܰܨܠܝܼܒܳܐ ܕܡܫܝܼܚܐ؟

ܠܡܳܢܐ ܟܝ ܠܐ ܡܶܣܬܰܟܠܝܼܢܢ ܕܰܚܢܳܢܐ ܘܪܘܼܚܳܦܳܐ ܕܰܨܠܝܼܒܳܐ ܫܰܚܠܶܦ ܘܫܰܓܢܺܝ ܡܰܪܝܼܪܘܼܬܐ ܘܰܫܓܝܼܫܘܼܬܐ ܕܫܳܐܘܳܠ ܠܒܰܣܝܼܡܘܼܬܐ ܘܢܝܼܚܘܼܬܐ ܕܦܘܠܘܣ؟

ܠܡܢܐ ܛܪܝܼܕܝܢ ܘܰܪܕܝܼܦܝܼܢ ܡܼܢ ܕܳܪ̈ܳܬܰܢ ܚܢܳܢܳܐ ܘܚܰܘܣܳܢܐ ܡܗܰܒܒܳܢܐ ܘܰܡܫܰܘܫܛܳܢܐ؟

ܠܡܳܢܐ ܟܝ ܡܶܫܬܰܥܠܝܢܢ ܘܡܶܫܬܰܠܛܝܼܢܢ ܚܕ ܥܠ ܚܕ ܒܕܘܼܒܳܪܐ ܘܬܘܼܡܳܡܐ ܕܬܫܡܫܬܢ؟ ܐܪܐ ܠܘ ܡܛܠ ܕܐܰܒܝܼܕ ܚܡܺܝܪܳܐ ܕܚܢܢܐ ܘܠܶܫܳܢܐ ܐܠܗܳܝܳܐ ܕܣܝܼܡ ܗ̱ܘ ܒܪܘܚܢ؟

ܠܡܳܢܳܐ ܟܝ ܡܙܰܡܪܝܢܢ ܩܠܐ ܕܐܳܡܿܪ: «ܡܪܰܚܡܳܢܘܼܬܗ ܕܐܠܗܐ ܕܰܦܪܝܣܳܐ ܥܠ ܒܪ̈ܝܬܐ. ܠܟܠܢܫ ܐܝܟ ܟܐܒ̈ܘܗܝ ܐܳܣܝܘܼܬܐ ܫܰܕܪܰܬ.» ܐܪܐ ܠܐ ܥܘܕ ܡܫܰܕܪܐ ܐܣܝܼܘܬܐ؟ ܩܠܝܼܕܗܿ ܡܿܢ ܛܰܫܝܐ ܗ̱ܘ ܒܩܰܛܝ̈ܢܳܬܐ ܕܛܘܼܟܳܣܳܐ ܐܠܗܳܝܐ ܘܐ̱ܪ̈ܳܙܐ ܕܝܰܩܪ̈ܰܘܗܝ[33]. ܗܿܢܘܢ ܕܐܢ ܠܐ ܡܶܬܝܰܠܦܝܼܢ ܠܐ ܦܳܬܚܝܼܢ ܬܰܪܥܳܗܿ ܕܰܡܪܰܚܡܳܢܘܼܬܐ. «ܡܛܠ ܕܗܘܼ ܐܶܡܼܪ܆ ܕܛܘܒܘܗܝ ܠܐܝܢܐ ܕܝܳܗܒ ܝܰܬܝܪ ܡܼܢ ܐܰܝܢܳܐ ܕܢܳܣܶܒ»  (ܦܪܟܣܝܣ 20: 35).

ܘܡܶܫܬܰܪܰܪܐ ܗܕܐ  ܒܡܶܠܰܬ ܩܕܝܫܐ ܡܪܝ ܐܦܪܝܡ ܗܢܐ ܕܐܡܿܪ: «ܓܢܝܼܙ ܡܪܝ ܡܰܒܘܥܳܟ܆ ܠܐܝܢܐ ܕܠܐ ܨܗܶܐ ܠܟ. ܘܰܣܦܺܝܼܩ ܒܶܝܬ ܓܰܙܳܟ ܠܐܝܢܐ ܕܣܳܢܐ ܠܟ. ܚܘܼܒܳܐ ܓܺܙܰܒܪܗ ܕܓܰܙܳܟ ܫܡܰܝܢܳܐ…. ܡܰܢܘ ܕܰܡܪܰܚܡܳܢ؟ ܗܿܘ ܕܰܡܪܰܚܡܳܢ ܐܝܟ ܐܠܗܐ.»

ܘܒܗ ܒܢܝܼܫܐ ܥܳܢܐ ܡܪܝ ܢܰܪܣܰܝ ܘܐܡܿܪ: «ܟܰܪܝܐ ܗ̱ܝ ܡܶܠܰܬ ܒܳܥܘܿܬܢ ܘܠܐ ܡܳܛܝܳܐ ܠܪܰܘܡܳܐ ܕܰܠܥܶܠ. ܦܫܘܿܛ ܠܰܢ ܐܝܕܳܐ ܕܰܚܢܳܢܳܟ ܘܢܶܣܰܩ ܒܗܿ ܠܘܳܬ ܫܘܼܒܩܳܢܐ. ܕܝܰܩܝܼܪ ܓܶܦܶܗ ܕܪܶܥܝܳܢܢ ܘܠܐ ܡܨܶܐ ܦܳܪܰܚ ܨܝܕ ܚܘܼܒܳܟ. ܒܓ̈ܶܦܶܐ ܕܪ̈ܰܚܡܰܝܟ ܢܶܬܕܰܠܐ ܡܼܢ ܥܘܼܡܩܳܐ ܠܘܳܬ ܪܰܒܘܼܬܳܟ.»    

ܐܝܟܢܐ ܡܨܝܐ ܕܢܙܪܘܥ ܘܢܰܫܘܰܚ ܘܢܰܦܪܥ ܘܢܰܘܪܒ ܙܰܪ̈ܥܐ ܒܕܺܝܪ̈ܐ ܕܡܶܣܬܰܟܠܳܢܘܬܐ ܗܕܐ ܒܡܰܚܫܰܒܬܢ ܘܒܒܘܼܝܳܢܐ ܕܟܠ ܩܰܘ̈ܡܳܢ ܘܡܘܼ̈ܫܚܳܢ؟ ܕܡܛܠܬܗܿ ܟܳܬܒܝܼܢ ܡܰܠܦ̈ܢܐ ܪ̈ܒܐ ܕܣܘܼܪܝܳܝܘܼܬܐ.

ܐܡܿܪ ܡܪܝ ܐܦܪܝܡ: «ܕܳܚܠܰܬ ܕܠܐ ܢܶܟܬܳܟ ܚܶܘܝܳܐ. ܘܰܕܠܐ ܬܶܡܚܶܝܟ ܥܶܩܰܪܒܳܐ. ܘܡܳܚܐ ܪܘܼܓܙܐ܆ ܠܐ ܕܳܚܠܰܬ. ܘܕܳܒܨܳܐ ܐܰܟܬܐ ܘܠܐ ܙܳܝܥܰـܬ.»

ܘܡܰܩܶܦ ܘܐܡܿܪ: «ܟܕ ܢܳܒܚܐ ܚܶܡܬܳܐ ܥܰܡܳܟ܆ ܘܫܳܕܝܳܐ ܪܺܝܪܳܗܿ ܐܰܝܟ ܟܰܠܒܳܐ. ܫܕܝܼ ܫܰܝܢܳܐ ܒܰܕܡܘܼܬ ܟܺܐܦܐ܆ ܘܰܟܠܺܝ ܠܪܘܓܙܐ ܕܠܐ ܢܶܒܘܿܚ. ܟܕ ܬܶܚܙܐ ܚܶܘܝܳܐ ܒܒܰܝܬܳܟ܆ ܐܢ ܨܳܝܕܰܬ ܠܗ ܩܳܛܠܰܬ ܠܗ. ܘܰܫܕܶܐ ܪܘܼܓܙܐ ܒܓܰܘ ܢܰܦܫܳܟ܆ ܕܩܳܛܠ ܠܟ ܘܠܐ ܡܰܦܩܰܬ ܠܗ.»

ܘܟܳܬܒ ܡܪܝ ܝܥܩܘܒ ܕܣܪܘܓ: «ܠܐ ܫܰܦܝܪ ܠܡܰܢ ܕܐܝܬ ܠܗ ܫܘܼܚܢܳܐ ܕܢܶܪܚܰܩ ܡܼܢ ܬܰܪܥܶܗ ܕܐܳܣܝܳܐ.»   

ܘܥܳܢܐ ܡܪܝ ܐܝܣܚܩ ܕܢܝܢܘܐ ܟܕ ܐܡܿܪ: «ܩܰܒܶܠ ܨܠܝܼܒܐ. ܒܪܡ ܠܐ ܬܶܨܠܘܿܒ ܠܐܚܪ̈ܢܐ.»

ܐܠܨܝܬܐ ܗ̱ܝ ܕܢܶܩܪܐ ܘܢܶܣܬܟܠ ܘܢܶܚܟܘܿܡ ܪ̈ܥܝܳܢܐ ܗܠܝܢ ܐܰܒܳܗ̈ܝܶܐ. ܘܟܕ ܫܰܪܝܪܐܝܬ ܡܶܣܬܟܠܝܼܢܢ ܕܐܝܬܝܢ ܒܨܝܪ̈ܐ ܘܚܳܟܡܝܼܢܢ ܚܢܳܢܳܐ ܘܪܘܼܚܳܦܳܐ ܕܨܠܝܼܒܐ܆ ܡܳܛܝܢܢ ܠܢܝܼܚܘܼܬܢ ܘܒܰܣܝܼܡܘܬܢ ܒܗܿ ܒܕܡܘܼܬܐ ܕܦܘܠܘܣ ܫܠܝܼܚܐ. ܘܗܿܘ ܕܢܝܼܚ ܘܒܰܣܝܼܡ܆ ܟܳܠܐ ܐܦ ܪܘܓܙܗ. ܘܠܐ ܫܳܒܶܩ ܕܢܶܒܘܿܚ. ܘܟܕ ܣܝܼܡ ܫܘܼܚܢܗ ܒܦܰܣܰܬ ܐܝܕ̈ܘܗܝ܆ ܠܐ ܨܳܠܒ ܠܐܚܪ̈ܢܐ. ܘܗܿܘ ܕܠܐ ܨܳܠܶܒ ܠܐܚܪ̈ܢܐ܆ ܗܿܘܐ ܢܝܼܚܳܐ ܘܒܰܣܝܼܡܐ ܘܰܡܫܰܝܢܐ. ܘܰܣܛܰܪ ܡܼܢ ܬܫܡܫܬܐ ܡܠܝܼܠܬܐ ܠܐ ܡܩܰܪܶܒ ܒܰܙܒܰܢ ܣܢܝܼܩܘܬܐ.

ܘܗܿܘ ܕܡܶܣܬܰܟܰܠ ܕܠܡ ܠܘܛܬܐ ܥܰܬܝܩܬܐ ܐܫܬܰܚܠܦܰܬ ܠܒܘܼܪܟܬܐ ܘܠܰܚܢܳܢܐ ܘܪܘܼܚܳܦܳܐ ܚܕܬܐ ܒܰܨܠܝܼܒܳܐ܆ ܡܼܢ ܠܐ ܦܪܘܿܣ ܚܳܟܡ ܐ̱ܪ̈ܳܙܐ ܟܣ̈ܰܝܐ ܕܪܶܕܝܳܐ ܛܘܼܟܳܣܳܝܐ ܘܬܘܼܩܳܢܝܐ ܕܗܢܐ ܟܠ. ܗܝܕܝܢ ܠܐ ܛܳܥܐ ܚܶܟܡܬܐ ܗܿܝ ܕܐܳܡܪܳܐ «ܗܿܘ ܡܐ ܕܐܝܬ ܠܢ ܠܝܬܘܗܝ ܕܝܠܢ» ܟܕ ܢܳܛܪ ܓܘܼܥܠܳܢܗ ܘܣܳܚܐ (ܟܐܡܬ ܚܳܝܐ) ܒܝܰܡܳܐ ܪܰܒܳܐ ܘܰܫܦܝܼܥܳܐ ܕܪ̈ܰܚܡܶܐ ܘܚܰܘܣܳܢܐ ܐܠܗܳܝܐ. ܗܿܘ ܕܡܶܬܬܰܪܣܐ ܡܼܢ ܓܘܼܪ̈ܳܓܝܗܿ ܕܠܘܓܺܝܩܺܝ ܗܕܐ ܗܳܘܐ ܚܘܺܝܼܚܳܐ ܘܰܦܨܝܼܚܐ ܘܪܰܚܝܼܩ ܡܼܢ ܪܡܳܝܳܐ ܕܚܘܼ̈ܒܠܐ. ܕܰܡܗܰܝܡܶܢ ܦܘܪܥܳܢܗ ܗܿܘܐ ܡܼܢ ܡܰܒܘ̈ܥܐ ܐܠܗ̈ܝܐ ܟܕ ܝܳܗܶܒ ܡܼܢ ܕܝܼܠܗ. ܘܗܿܘ ܕܰܡܩܰܒܠ ܛܒܬܐ ܡܕܡ ܙܕܩ ܕܢܩܰܒܠ ܛܰܝܒܘܼܬܐ ܒܐܝܩܳܪܐ ܘܢܰܘܕܐ ܠܥܳܒܘܿܕܐ ܐܝܟܢܐ ܕܠܐ ܢܶܬܚܫܶܒ ܥܡ ܛܳܠܡ̈ܝ ܚܘܼܒ̈ܠܐ. ܘܐܡܿܪ ܒܢܝܼܫܐ ܗܢܐ ܡܰܚܟܘܼܡܬܐ ܓܳܝܬܶܐ ܐܠܡܰܢܝܐ (Goethe) : «ܡܰܘܬܐ ܒܟܝܼܪܳܝܳܐ ܐܶܢܘܢ ܚܰܝ̈ܐ ܕܰܓܠܝܼܙܝܢ ܡܼܢ ܝܘܼܬܪܢܐ.»

ܒܘܼ̈ܚܳܢܐ ܘܪ̈ܘܼܨܳܢܶܐ ܝܘܼܠܦܳܢ̈ܳܝܐ ܕܕܳܪܐ ܡܰܘܕܥܝܼܢ ܕܚܰܝ̈ܐ ܦܨܝ̈ܚܶܐ ܘܬܰܩܢ̈ܐ ܘܚܘܼܠܡܳܢܐ ܫܰܠܡܳܐ ܘܰܓܡܝܪܳܐ ܠܐ ܡܶܫܬܰܟܢܝܼܢ ܐܠܐ ܒܢܝܼܚܘܼܬܐ ܘܒܰܣܝܼܡܘܼܬܐ. ܘܗܝܼ ܗܕܐ ܣܢܝܼܩܐ ܗ̱ܝ ܠܪ̈ܶܦܬܶܐ ܚܘܼܒ̈ܢܳܝܐ ܕܠܶܒܐ. ܡܛܠܗܕܐ ܘܳܠܝܼܬܢ ܠܝܬܝܗܿ ܐܠܐ ܕܢܶܫܒܘܿܩ ܪܶܦܬܐ ܗܢܐ ܚܰܝܐ. ܒܕ ܒܰܪܢܫܐ ܠܐ ܗܿܘܐ ܘܐܦܠܐ ܝܳܕܥ ܢܰܦܫܗ܆ ܐܠܐ ܟܕ ܢܝܼܚ ܘܒܰܣܝܼܡ. ܒܕ ܒܪܺܝܼܬܰܢ ܢܰܦܫܳܢܝܬܐ ܩܳܝܡܐ ܘܪܳܕܝܐ ܒܚܰܝܠܐ ܕܪ̈ܰܚܡܐ ܘܚܰܘܣܳܢܐ. ܗܳܢܘܢ ܕܠܐ ܡܬܢܰܛܪܝܢ ܝܘܼܬܪ̈ܢܰܝܗܘܢ ܐܠܐ ܕܰܢܦܘܼܫ ܘܰܢܟܰܬܪ ܒܪܢܫܐ ܟܕ ܢܺܝܼܚ ܘܒܰܣܝܼܡ. ܡܟܐ ܫܳܪܳܐ ܕܠܐ ܡܨܶܐ ܕܢܶܗܘܶܐ ܢܝܼܚܳܐ ܘܒܰܣܝܼܡܳܐ ܘܡܰܟܝܼܟܳܐ ܐܰܝܢܐ ܕܐܝܬܘܗܝ ܥܰܪܝܳܐ ܘܥܰܪܢܳܐ. ܘܐܦܠܐ ܡܨܐ ܕܢܶܗܘܶܐ ܢܝܼܚܳܐ ܘܒܰܣܝܼܡܳܐ ܘܡܰܟܝܼܟܳܐ ܐܝܢܐ ܕܒܳܥܐ ܫܘܒܗܪܐ ܘܪܰܒܘܬܐ ܘܕܰܪܓܳܐ ܘܪܳܗܛ ܒܳܬܪ ܫܘܼܥܠܳܝܐ ܘܫܘܼܒܙܳܙܐ ܘܫܘܼܒܚܳܐ ܣܪܝܼܩܐ. ܠܗܿ ܠܗܕܐ ܪܳܡܶܙ ܩܰܕܝܼܫܐ ܡܪܝ ܐܦܪܝܡ ܟܕ ܩܳܥܐ ܡܼܢ ܥܘܼܡܩܳܐ ܕܡܰܪܕܘܼܬܐ ܣܘܼܪܝܝܬܐ: «ܒܪܺܝܼ ܒܝܼ ܡܳܪܝ ܠܶܒܳܐ ܕܰܟܝܳܐ. ܥܰܠ ܕܐܬܚܰܒܰܠ ܩܰܕܡܳܝܳܐ.»[34]

ܡܟܝܠ «ܐܝܟ ܕܒܢܘܼܗܪܳܐ ܙܳܕܩ ܠܰܢ ܠܰܡܛܰܟܳܣܘܼ ܗܰܠܟ̈ܳܬܢ.» ܘܢܶܫܪܐ ܦܟܳܪ̈ܐ ܡܢܢ. ܘܢܶܛܥܢ ܐܝܟ ܚܰܝܠܰܢ ܟܕ ܪܳܕܝܢܢ ܠܐܝܢܐ ܕܡܨܝܢܢ ܡܛܠ ܢܝܼܚܘܼܬܢ ܘܒܰܣܝܼܡܘܼܬܢ ܘܰܦܨܝܼܚܘܼܬܐ ܕܐ̱ܚܪ̈ܢܐ. ܒܕ ܠܝܬ ܡܕܡ ܕܫܰܦܝܪ ܡܼܢ ܗܿܝ ܕܢܶܫܪܐ ܦܟܳܪ̈ܝܢ. ܘܢܶܬܡܰܠܰܟ ܒܢܝܼܚܘܼ ܘܒܰܣܝܼܡܘܼ ܟܕ ܡܩܰܕܫܝܼܢܢ ܘܰܡܙܰܕܩܝܼܢܢ ܢܰܦܫܰܢ ܒܬܰܨܒܝ̈ܬܐ ܕܝܠܗܝܢ ܡܛܠ ܥܩܘܼܪܝܐ ܕܣܘܼܪ̈ܚܳܢܐ ܘܚܘܼܣܪ̈ܳܢܐ. ܠܡܚܣܢ ܒܐܘܼܪܚܐ ܗܕܐ ܡܫܟܚܝܼܢܢ ܒܘܼܝܐܐ ܬܰܩܝܼܦܐ ܠܰܬܘܳܪܐ ܪܒܐ ܕܰܟܪܺܝܟ ܠܢܰܦܫ̈ܬܢ ܘܒܳܪܶܡ ܡܰܚܫ̈ܒܳܬܰܢ…

ܡܳܢܐ ܡܰܨܝܳܐ ܕܢܶܥܒܕܘܢ ܙܰܠܓ̈ܐ ܨܰܡܘ̈ܚܶܐ ܕܫܶܡܫܳܐ ܠܗܿܘ ܕܗܘܼ ܒܐܝܕܗ ܣܳܟܰܪ ܬܰܪܥܳܐ ܘܟܰܘ̈ܐ ܕܒܰܝܬܗ؟ ܡܶܟܳܐ ܠܐ ܡܰܓܼܰܪ ܘܐܳܦܠܐ ܡܩܰܘܐ ܥܰܡܰܢ ܡܫܝܼܚܳܐ ܐܠܐ ܕܚܢܢ ܢܦܘܼܫ ܘܢܰܓܰܪ ܥܡܗ. ܘܐܢܗܘܼ ܕܒܳܥܝܢܢ ܕܢܦܣܘܿܩ ܨܰܘܬܳܐ ܘܢܶܥܒܶܕ ܦܰܘܫܳܐ ܒܫܶܡܥܳܐ ܕܐ̱ܢܳܫܘܼܬܐ܆ ܙܕܩ ܕܢܶܦܬܰܚ ܬܰܪܥܰܢ ܕܢܶܥܘܼܠ ܠܒܝܰܬܰܢ ܘܰܢܒܘܼܬ ܥܰܡܰܢ. ܘܰܢܟܰܬܰܪ ܥܰܡܗ ܕܐܦ ܗܘܼ ܢܩܰܘܐ ܥܰܡܢ. ܘܐܠܐ ܡܫܰܐܠ ܒܝܰܘܡܳܐ ܐ̱ܚܪܳܝܳܐ: ܐܶܬܝܬ ܘܰܣܥܰܪܬܳܟ ܕܐܰܢܺܝܼܚܳܟ. ܐܠܐ܆ ܠܐ ܚܙܺܝܼܬܳܟ ܒܒܰܝܬܳܟ. ܘܦܳܐܫ ܗ̱ܘܝܬ ܥܰܡܟ. ܐܠܐ܆ ܐܰܢ̱ܬ ܠܐ ܝܕܰܥܬ ܢܰܦܫܳܟ. ܨܳܒܶܐ ܗ̱ܘܝܬ ܕܐܶܗܘܶܐ ܥܰܡܳܟ. ܐܠܐ܆ ܐ̱ܰܢܬ ܥܡ ܡܿܢ ܐܝܬܝܟ ܗ̱ܘܰܝܬ؟

ܣܳܟܐ ܠܡܺܐܡܰܪ: ܩܳܐܠ ܛܰܥܢܳܐ ܕܡܶܬܛܥܶܝܢ ܒܪܘܼܚܳܐ ܘܰܫܪܳܪܳܐ ܕܢܰܘܚܳܐ ܒܗܝܼܠܐ ܘܒܰܣܝܼܡܳܐ ܕܪܘܼܚܳܐ. ܘܰܦܨܺܝܼ̈ܚܐ ܘܰܕܟܺܝܪ̈ܐ ܦܳܝܫܺܝܼܢ ܗܿܢܘܢ ܕܕܳܟܪܺܝܼܢ ܘܛܳܥܢܝܼܢ ܘܒܳܕܩܺܝܼܢ ܘܥܳܒܕܺܝܼܢ ܘܰܡܫܰܡܠܶܝܢ!

 

 

 ܝܘܣܦ ܒܓܬܫ

ܚܘܼܕܪܐ ܕܡܰܪܕܘܼܬܐ ܘܣܶܦܪܳܝܘܼܬܐ ܕܠܶܫܳܢܐ ܣܘܼܪܝܝܐ. ܡܪܕܝܢ

ܢܘܼܗܳܪܐ:  ܢܣܺܝܼܒܝܼܢ ܘܰܠܩܺܝܼܛܝܼܢ ܦܘܼ̈ܫܳܩܐ ܕܐܝܼܩܳܪܐ ܩܰܕܡܳܝܐ ܡܼܢ ܡܢܳܬܐ ܩܰܕܡܳܝܬܐ ܕܦܘܼܫܳܩܐ ܕܐܘܢܓܠܝܘܢ ܩܕܝܫܐ ܕܡܪܝ ܕܝܘܢܳܣܝܘܣ ܝܥܩܘܒ ܒܰܪ ܨܠܝܒܝ ܡܝܛܪܘܦܘܠܝܼܛܐ ܕܐܡܝܼܕ (+  1171) ܗܢܐ ܕܡܰܨܰܚ ܠܡܝܩܪܐ ܢܰܗܝܪ ܐܰܩܓܰܝ ܘܰܚܬܺܝܼܡ ܘܰܦܪܺܝܣ ܒܐܣܛܢܒܘܠ ܫܢܬ 2020 ܒܝܕ ܡܕܰܒܪܳܢܘܼܬܐ ܕܚܘܼܓܬܐ ܕܗܘܼ̈ܓܳܝܐ ܣܘܼܪ̈ܝܝܐ ܕܒܝܬ ܦܛܪܝܪܟܘܬܐ ܕܣܘܼܪ̈ܝܝܐ ܐܪ̈ܬܘܕܟܣܘ.

[1] 28 : ܬܘ ܠܘܳܬܝ ܠܐܝ̈ܐ: ܗܢܘ ܠܐܝ̈ܐ ܐܘܟܝܬ ܡܫܰܦ̈ܠܐ ܩܳܪܐ ܠܰܛܥܝܼ̈ܢܰܝ ܡܰܘܒ̈ܠܐ. ܡܰܘܒܠܐ ܕܝܢ ܛܥܘܼܢܬܳܐ ܡܶܕܶܡ ܝܰܩܝܼܪܬܐ. ܗܪܟܐ ܕܝܢ ܠܡܰܘܒܠܐ ܕܚܛܝܼܬܐ ܡܫܰܡܰܗ ܕܝܰܩܝܪܳܐ ܡܼܢ ܟܠ ܘܳܠܝܬܐ ܡܕܡ ܕܝܰܩܝܼܪ ܡܼܢ ܚܛܝܼܬܐ. ܐܝܟ ܕܐܡܪ ܕܘܝܕ: ܕܐܝܟ ܡܰܘܒܠܐ ܝܰܩܝܼܪܬܐ ܝܩܰܪ̈ܝ ܥܠܰܝ. ܒܫܰܒܥܝܼܢܳܝܐ ܕܝܢ ܕܢܰܛܝܠ ܠܝ. ܘܙܟܪܝܐ: ܟܰܟܪܐ ܕܐܰܒܳܪܐ ܩܳܪܐ ܠܰܚܛܝܬܐ. ܬܘܒ ܠܥܰܣܩ̈ܬܗ ܕܢܡܘܣܐ ܩܳܪܐ ܡܰܘܒܠܐ ܘܠܒܝ̈ܫܳܬܗ ܕܥܳܠܡܳܐ. ܙܕܝܼܩܘܬܐ ܕܝܢ ܘܰܡܝܰܬܪܘܼܬܐ ܩܰܠܝ̈ܠܳܢ ܘܠܪܰܘܡܐ ܡܥܰܠܝ̈ܢ ܠܢܰܦܫܐ.

28: ܘܐܢܐ ܐܰܢܝܼܚܟܘܢ: ܗܢܘ ܡܼܢ ܫܘܼܥܒܳܕܗ ܕܢܡܘܿܣܐ ܕܒܗ ܥܰܡܠܐ ܣܓܝܐܐ ܣܳܒܠܝܼܢ ܐܢܬܘܢ ܘܡܼܢ ܝܘܩܪܐ ܕܚܛܗܝ̈ܟܘܢ.

29: ܫܩܘܿܠܘ ܢܝܪܝ ܥܠܝܟܘܢ: ܗܢܘ ܦܘܼܩܕ̈ܢܐ ܕܝܠܝ ܚܕ̈ܬܐ..

29: ܝܠܦܘ ܡܢܝ ܕܢܝܼܚ ܐ̱ܢܐ: ܗܢܘ ܕܟܕ ܚܳܙܐ ܐ̱ܢܐ ܩܳܛܘ̈ܠܐ ܘܓܰܝܳܪ̈ܐ ܘܓܰܢ̈ܒܐ ܠܐ ܡܬܢܰܩܡ ܐ̱ܢܐ ܐܝܟ ܢܡܘܣܐ. ܐܠܐ ܚܐܪ ܐ̱ܢܐ ܠܰܬܝܳܒܘܼܬܐ ܘܡܰܣܪܰܚ ܐ̱ܢܐ ܫܘܼܒܩܳܢܐ. ܬܘܒ ܕܡܢܝܼܚ ܐ̱ܢܐ ܠܡܣ̈ܟܠܢܐ ܒܝܕ ܬܝܒܘܬܐ ܘܡܰܓܰܪ ܐ̱ܢܐ ܪܘܼܚܐ ܥܠܰܝܗܘܢ.

29: ܘܡܶܫܟܚܝܼܬܘܢ ܢܝܳܚܳܐ: ܗܢܘ ܗܳܪܟܐ ܡܿܢ ܢܝܳܚܐ ܕܡܰܟܝܼܟܘܬܐ ܕܒܝ ܡܕܰܡܶܝܬܘܢ ܘܬܰܡܢ ܒܘܼ̈ܣܳܡܐ ܘܚܝ̈ܐ ܕܠܥܠܡ.

30: ܢܝܼܪܝ ܒܰܣܝܼܡ ܗ̱ܘ: ܗܢܘ ܒܗܳܝ ܕܝܳܗܒ ܫܘܼܒܩܳܢܐ ܠܬܰܝ̈ܒܐ.

30: ܘܡܰܘܒܰܠܝ ܩܠܝܼܠܐ ܗ̱ܝ: ܗܢܘ ܒܗܳܝ ܕܠܘ ܣܘܿܓܐܐ ܕܦܘ̈ܩܕܢܐ ܬܳܒܰܥ ܐ̱ܢܐ ܐܝܟ ܢܡܘܣܐ ܥܬܝܩܐ ܐܠܐ ܨܒܝܢܐ ܕܢܰܦܫܳܐ. ܘܰܕܢܶܓܒܐ ܐ̱ܢܳܫ ܛܒܬܐ ܘܢܰܣܠܐ ܠܒܝܼܫܬܐ. ܘܐܰܝܟܰܢܐ ܡܼܢ ܠܥܶܠ ܐܡܰܪ: ܕܡܐ ܩܰܛܝܼܢ ܬܰܪܥܳܐ ܘܰܐܠܝܨܳܐ ܐܘܪܚܐ. ܗܪܟܐ ܕܢܝܪܝ ܒܰܣܝܼܡ ܗ̱ܘ ܘܡܰܘܒܰܠܝ ܩܰܠܝܼܠܐ ܗ̱ܝ ܗܢܘ ܐܡܬܝ ܕܗܳܘܝܢܢ ܡܰܗ̈ܡܝܳܢܐ ܘܰܚܒܰܢ̈ܢܐ܆ ܗܿܘܐ ܩܰܛܝܼܢ ܬܰܪܥܐ ܘܐܠܝܼܨܐ ܐܘܼܪܚܐ. ܡܐ ܕܝܢ ܕܟܰܫܝܪ̈ܐ ܗܳܘܝܢܢ ܢܝܪܗ ܒܰܣܝܼܡ ܘܡܰܘܒܠܗ ܩܰܠܝܼܠܐ. ܡܳܕܝܢ ܠܦܘܼܬ ܨܶܒܝܳܢܢ ܩܳܪܐ ܠܢܝܪܗ ܘܐܘܪܚܐ. ܬܘܒ ܩܪܳܐ ܠܢܝܪܗ ܩܠܝܼܠܐ ܡܛܠ ܙܰܕܝܼܩܘܬܐ. ܚܛܝܼܬܐ ܓܝܪ ܝܰܩܝܼܪܐ. ܙܰܕܝܩܘܬܐ ܕܝܢ ܩܰܠܝܼܠܐ ܘܰܦܫܝܼܩܳܐ. ܬܘܒ ܒܰܣܝܼܡ. ܒܰܣܝܼܡ ܒܗܳܝ ܕܩܳܪܐ ܠܚܰܛܝܳ̈ܐ ܠܰܬܝܳܒܘܼܬܐ. ܢܡܘܣܐ ܕܝܢ ܝܰܩܝܪ܆ ܒܗܳܝ ܕܠܓܰܝܪ̈ܐ ܪܳ̃ܓܶܡ (ܟܗ̈ܢܐ 20: 10)  ܠܩܳܛܘ̈ܠܐ ܕܝܢ ܩܳܛܠ (ܡܰܦܩܢܐ 21: 12).

ܘܒܡܳܢܳܐ ܒܰܣܝܼܡ ܢܝܪܗ؟ ܕܗܐ ܦܳܩܕ ܕܠܐ ܢܼܶܪܓܰܙ ܐܺܝܩܺܝ ܘܠܐ ܢܚܘܼܪ ܙܠܝܼܠܐܝܬ (ܡܬܝ 5: 22-28) ܘܰܕܢܶܣܢܐ ܢܦܫܢ (ܡܬܝ 10: 16-39)  ܘܫܰܪܟܐ؟ ܘܐܳܡܪܝܼܢܢ: ܕܟܕ ܡܶـܬܦܰܚܡܝܼܢ ܦܘ̈ܩܕܳܢܘܗܝ ܒܦܘܼܪ̈ܥܳܢܐ ܕܰܢܛܝܼܪܝܼܢ ܠܐܝܠܝܢ ܕܫܳܩܠܝܼܢ ܢܝܪܗ܆ ܩܰܠܝ̈ܠܐ ܘܦܫܝ̈ܩܐ ܡܬܚܙܝܢ. ܐܝܟ ܕܐܡܪ ܦܘܠܘܣ: ܕܠܐ ܫܳܘܝܢ ܚܰܫܰܘ̈ܗܝ ܕܙܰܒܢܐ ܗܢܐ ܠܬܫܒܘܼܚܬܐ ܐܰܝܕܐ ܕܰܥܬܝܼܕܳܐ ܕܬܬܓܠܐ ܒܢ (ܪ̈ܗܘܡܝܐ 8: 18).

[2] ܫܶܪܫܳܗܿ «ܩܰܠ» ܥܦܺܝܼܦܳܐ:  ܩܰܠܝܼܠܐ ܘܩܰܠܘܼܠܐ ܗܘ ܟܕ ܗܘ ܣܘܼܟܳܠܐ. ܘܩܰܠܘܼܠܘܼܬܐ: ܪܗܺܝܒܘܼܬܐ ܒܙܰܘܥܳܐ. ܘܰܙܥܘܿܪܘܼܬܐ ܒܢܶܙܠܐ. Hafiflik / Lightness

[3]  ܫܶܪܫܗܿ «ܢܛܰܠ». ܘܝܳܗܒܳܐ ܣܘܼܟܠ ܢܬܰܥ. ܢܙܰܠ. ܝܼܩܰܪ. ܟܐܡܬ ܗܘܼܳܐ ܡܕܡ ܝܰܩܘܼܪܐ ܒܗܿܘ ܕܙܳܠܰܥ. ܘܡܶܟܐ ܡܶܬܶܐܡܰܪ: ܡܰܛܳܠܐ: Kütle / Mass

[4]  ܬܘܼܩܦܳܐ: ܚܝܠܐ ܕ̣ܰܟܡܺܝܼܢ ܘܰܠܒܺܝܼܕ. ܘܬܘܪܟܐܝܬ Enerji ܘܐܶܢܓܠܝܼܫܳܐܝܬ Energy ܡܬܦܰܫܩ.

[5]  ܩܫܳܥܳܐ: ܐܳܬܳܐ ܐܘܟܝܬ Şiar / Slogan / Sign

[6]  ܫܶܪܫܳܗܿ «ܐܶܣܰܪ». ܘܝܳܗܒܐ ܣܘܼܟܠ ܥܰܪܩܠ ܘܫܼܰܪܓܶܠ. ܚܙܰܩ ܐ̱ܢܫ ܐܘ ܡܶܕܶܡ ܒܡܶܕܶܡ ܐ̱ܚܪܺܝܢ. ܘܡܢܗܿ ܐܰܣܺܝܼܪܳܐ ܟܐܡܬ ܚܒܝܼܫܐ. ܘܐܰܣܰܪܳܐ ܘܐܰܣܘܿܪܳܐ:  Bağ / Kelepçe / Bond / Hundcuff / Manacle

[7]  ܨܺܝܼܠܐ: Zihin / Mind

[8]  ܚܰܩܠܐ ܕܥܶܕܝܳܐ. ܗܿܝ ܕܠܐ ܡܬܦܰܠܚܳܐ ܘܐܳܦܠܐ ܡܶܫܬܰܩܝܐ ܐܠܐ ܡܙܕܼܰܪܥܐ ܥܠ ܣܰܒܪܐ ܕܡܶܛܪܐ ܒܰܠܚܘܕ ܘܙܰܪܥܗܿ ܝܳܥܐ ܫܳܘܚ ܒܚܰܝܠܐ ܕܪܛܝܼܒܘܬܐ ܥܝܳܕܳܝܬܐ. ܘܐܝܟ ܕܒܣܘܼܓܐܐ ܥܠܰܠܬܗܿ ܝܳܥܝܐ ܡܼܢ ܨܒܘܼܬ ܢܦܫܗܿ ܡܼܢ ܫܰܪܟܳܢܐ ܕܙܰܪ̈ܥܳܐ ܥܬܝ̈ܩܐ. ܘܰܬܢܢ ܩܰܢܝܳܐ ܣܘܼܟܳܠܐ ܫܐܺܝܠܐ. ܟܐܡܬ ܗܰܘܢܐ ܣܟܺܝܼܪܐ ܕܠܐ ܡܩܰܒܶܠ ܪ̈ܥܝܳܢܐ ܘܫܘ̈ܘܫܳܛܐ ܚܕ̈ܬܐ ܐܠܐ ܒܰܠܚܘܿܕ ܡܶܣܬܰܦܰܩ ܒܗܿܢܘܢ ܥܝܳܕ̈ܝܐ.

[9]  ܚܰܩܠܐ ܕܫܶܩܝܳܐ. ܗܿܝ ܕܡܬܦܰܠܚܳܐ ܘܡܬܟܰܪܒܐ ܘܡܶܙܕܰܪܥܐ ܘܡܶܫܬܰܩܝܐ. ܘܰܬܢܢ ܩܰܢܝܐ ܣܘܼܟܳܠܐ ܫܐܺܝܠܐ. ܟܐܡܬ ܗܰܘܢܐ ܦܬܝܼܚܐ ܕܡܩܰܒܠ ܪ̈ܥܝܢܐ ܘܫܘ̈ܘܫܳܛܐ ܚܕ̈ܬܐ ܘܡܶܬܦܠܰܚ ܘܡܶܬܬܰܫܩܶܐ ܝܘܡܐܝܬ ܒܩܶܪܝܳܢܐ ܘܰܟܬܝܼܒܬܐ ܘܝܕܰܥܬܐ ܘܰܣܛܪ.

[10]  ܬܪܰܝܳܢܘܼܬܐ: ܣܘܼ̈ܟܳܠܐ ܣܰܩܘܼ̈ܒܠܳܝܐ ܒܟܰܪܣܳܐ ܕܚܕ̈ܕܐ. ܟܐܡܬ İkilik / Dualite / Duality

[11]  ܫܘܼܦܪܳܚܳܐ: Kendini Beğenmek / Smugness

[12] ܝܕܥܬܐ ܗܕܐ ܠܩܺܝܼܛܳܐ ܘܰܢܣܺܝܼܒܳܐ ܡܼܢ ܟܬܳܒܐ ܕܡܰܪܓܳܢܝܼܬܐ ܕܥܠ ܫܪܪܐ ܕܟܪܣܛܝܳܢܘܼܬܐ ܕܥܒܝܼܕ ܠܡܪܝ ܥܒܕ ܝܫܘܥ ܡܝܛܪܦܘܠܝܛܐ ܕܨܘܿܒܐ ܘܕܰܐܪܡܶܢܝܰܐ ܘܰܚܬܝܼܡ ܫܢܰܬ 1924 ܒܡܰܘܨܠ ܒܡܰܛܒܰܥܬܐ ܐܬܘܪܝܬܐ ܕܥܕܬܐ ܥܰܬܝܩܬܐ ܕܡܰܕܢܚܐ ܒܝܕ ܩܫܝܫܐ ܝܘܣܦ ܕܩܶܠܝܬܐ.

[13] ܫܪܫܳܗܿ ܓܠܰܓ: ܐܰܪܝܡ. ܫܩܰܠ. ܓܠܳܐ ܘܺܐܠܐ ܘܡܳܐ ܕܕܳܡܐ. Perdeyi Açmak / Ortaya Çıkarmak / Open Curtain etc. / Uncover / Reveal

[14] ܕܰܘܩܐ ܓܰܘܳܝܐ: İçgörü / İnsight

[15] ܫܶܪܫܳܗܿ «ܝܺܚܶܠ». ܘܡܶܢܗܿ ܐܰܘܚܶܠ ܘܢܰܘܚܶܠ. ܟܐܡܬ ܐܰܡܚܶܠ. ܐܰܪܦܺܝ. ܢܰܫܶܫ. Güçsüzleştirmek / Zayıflatmak / Weaken

[16]  ܟܠ ܚܘܼܫܳܒܐ ܣܰܢܝܐ ܘܪܶܥܝܳܢܐ ܡܪܝܼܡܳܢܐ ܘܰܥܒܳܕܐ ܒܝܼܫܳܐ ܡܚܰܒܳܠܘܼ ܡܚܰܒܶܠ ܡܘܼܙܳܓܳܐ ܕܒܰܪܢܳܫܐ. ܘܡܰܘܩܰܪ ܡܰܘܒܠܐ. ܡܼܢ ܓܰܒܐ ܝܘܼܠܦܳܢܝܐ ܕܰܡܡܰܠܠܘܬ ܢܰܦܫܐ ܗܢܐ ܡܕܡ ܒܳܪܐ ܣܰܩܘܼܒܠܳܝܘܼܬܳܐ ܘܰܬܪܰܝܳܢܘܼܬܐ ܫܳܓܘܿܫܬܐ ܒܬܘܼܩܳܢܐ ܓܰܘܝܳܐ. ܘܡܰܥܒܶܕ ܐܦ ܒܕܘܒܳܪ̈ܐ ܘܗܘܼ̈ܦܳܟܐ ܒܰܪ̈ܳܝܐ. ܘܡܳܚܶܐ ܘܰܡܣܰܓܶܦ ܛܘܼܟܳܣܳܐ ܓܝܳܕܳܢܝܐ ܘܚܘܼܠܡܳܢܳܝܐ ܕܒܰܪܢܳܫܳ ܐ ܘܰܕܒܰܝܬܳܐ ܘܓܰܘܳܐ.

[17]  ܡܰܣܥܳܪܐ: Klinik / Clinic

[18] ܫܘܼܒܰܚܬܐ ܐܘ ܫܘܼܒܳܚܳܐ: ܣܛܪ ܡܼܢ ܣܘܼܟܳܠܐ ܩܪܝܼܚܳܐ. ܩܰܢܝܳܐ ܣܘܼܟܳܠܐ ܕܐܝܬܘܗܝ: Reçete rescription

[19] ܡܰܕܫܳܢܘܼܬܐ:  Kayıtsızlık / Aldırmazlık / Umursamazlık / İlgisizlik / Unconcern / Listlesness / Carelessness

[20] ܡܫܳܟܳܝܘܼܬܐ: ܠܐ ܒܛܝܼܠܘܼܬܐ ܕܥܰܠ ܡܶܕܶܡ: Ciddiyetsizlik / Unseriousness

[21] ܐܰܫܝܼܠܳܐ. ܫܐܝܼܠܐ ܘܰܓܠܝܼܙ ܝܕܰܥܬܐ ܘܰܡܫܳܟܳܝܳܐ. Eğreti / İğreti / Gelişigüzel / Ciddiyetsiz / Makeshift / Random / Frivolous

[22]  ܫܥܺܝܼܢܳܐ ܐܰܘܟܝܬ ܛܝܼܢܳܐ Çamur / Mud

[23]  ܥܰܪܢܳܐ: ܣܘܼܟܳܠܐ ܗ̱ܘ ܕܩܰܪܝܒ ܠܚܶܪܝܳܝܘܼܬܐ ܘܡܰܨܘܼܬܐ ܟܐܡܬ İnatçı / Stubborn

[24]  ܥܰܪܝܳܐ: ܥܰܪܝܳܐ. ܟܐܡܬ Bağımlı /  Addicted

[25]  ܩܘܼ̈ܡܠܐ ܢܰܦܫ̈ܳܢܳܝܐ: Egosal Küfler / Egoic Molds

[26] ܐܶܢܰܚܢܳܝܘܼܬܐ: ܡܼܢ ܐܶܢܰܚܢܰܢ ܐܘܟܝܬ ܚܢܢ. ܚܫܝܼܺܠܐ ܘܰܕܪܝܼܫܳܐ ܠܡܶܬܰܠ ܣܘܼܟܳܠܐ ܣܰܩܘܼܒܠܳܝܐ ܕܐܶܢܳܢܳܝܘܼܬܐ. Özgecilik / Diğergamlık / Altruism

[27]  ܐܰܪܕܳܠܐ ܐܘܟܝܬ ܐܶܣܦܘܼܩܠܰܛܪܳܐ. Cellat / Hangman / Executioner

[28]  ܕܘܼܪ̈ܟܳܢܐ ܩܒܝܼ̈ܥܐ: Yerleşik Algılar / Established Perceptions

[29]  ܡܪܝܼܡܳܢܘܼܬܐ ܕܕܝ̈ܢܐ ܩܰܕܡ̈ܐ: ܚܫܰܚܬܐ ܗܕܐ ܠܐ ܫܟܺܝܼܚܳܐ ܒܣܶܦܪ̈ܐ ܐܰܒܳܗ̈ܝܐ. ܬܰܘܠܶܕܬܐ ܗ̱ܝ ܕܡܰܦܪܝܳܢܘܼܬܝ. ܘܰܕܪܝܼܫܳܐ ܒܣܘܼܟܠ Olumsuzluk önyargısı / Negativity bias ܡܛܠ ܥܘܼܬܪܐ ܕܠܶܫܳܢܢ.

[30]  ܒܝܼܫܬܳܐ ܐܝܬܺܝܼܩܳܝܬܳܐ: ܚܫܰܚܬܐ ܗܕܐ ܠܐ ܫܟܺܝܼܚܳܐ ܒܣܶܦܪ̈ܐ ܐܰܒܳܗ̈ܝܐ. ܬܰܘܠܶܕܬܐ ܗ̱ܝ ܕܡܰܦܪܝܳܢܘܼܬܝ ܒܣܘܼܟܠ Ahlaki Kötülük / Moral Evil ܡܛܠ ܥܘܼܬܪܐ ܕܠܶܫܳܢܢ. ܒܝܼܫܬܐ ܐܝܬܺܝܩܳܝܬܐ ܡܿܢ ܡܬܝܰܠܕܳܐ ܡܼܢ ܡܰܣܒܳܐ ܘܡܰܬܿܠܐ ܕܐܶܣܳܪ̈ܐ ܐ̱ܢܳܫ̈ܝܐ. ܘܛܳܥܢܐ ܒܥܘܼܒܗܿ ܒܝ̈ܫܳܬܐ ܡܰܚܛܝ̈ܳܢܐ ܘܡܰܣܛܝ̈ܳܢܐ ܕܰܡܠܶܝܢ ܚܘܼܣܪ̈ܳܢܐ ܘܣܘܼܓ̈ܦܳܢܐ ܡܰܚ̈ܫܳܢܐ ܕܒܳܠܨܝܼܢ ܡܼܢ ܫܘܼܓܒ̈ܳܝܐ ܡܰܕܫ̈ܳܢܐ ܕܚܘܼܫ̈ܳܒܐ ܘܕܘܼܒܳܪ̈ܐ ܥܕܝ̈ܠܐ ܕܒܪܢܫܐ. ܘܡܶܫܬܰܡܗܳܐ: ܐܶܢܢܳܝܘܼܬܐ ܘܥܶܬܳܐ ܘܣܶܢܶܐܬܐ ܘܶܐܠܡܳܐ ܘܐܰܟܬܳܐ ܘܚܰܣܳܡܘܼܬܐ ܘܚܳܣܘܿܕܘܼܬܐ ܘܕܰܓܠܘܼܬܐ ܘܡܐܣܒ ܒܐܦ̈ܐ ܘܡܐܟܠܩܪܨܐ ܦܶܬܢܳܐ ܘܗܶܪܬܐ ܘܡܰܨܘܼܬܐ ܘܫܘܼܥܠܳܝܐ ܘܰܡܫܰܩܠܘܼܬܐ ܘܫܘܼܒܗܳܪܐ ܘܚܘܼܬܪܐ ܘܫܘܼܒܙܳܙܑܳܐ ܘܫܘܼܥܒܳܕܐ ܘܩܰܫܝܘܼܬܐ ܘܰܙܥܝܼܦܘܼܬܐ ܘܰܛܠܘܼܡܝܐ ܘܨܰܚܢܘܼܬܐ ܘܙܰܠܝܼܠܘܬܐ ܘܰܡܫܰܕܠܳܢܘܼܬܐ ܘܕܰܘܫܳܐ ܘܚܘܼܦܳܝܐ ܕܐܝܩܪܐ ܘܒܙܘܼܙܝܐ ܕܥܰܡܠܐ ܘܬܰܚܠܘܼܨܐ ܕܡܰܟܣܳܪܐ… ܘܫܰܪܟܐ ܕܰܚܛܗ̈ܐ ܗܿܢܘܢ ܘܡܶܬܟܰܢܝܢ ܟܐܒ̈ܐ ܢܰܦܫ̈ܢܳܝܐ ܘܩܳܛܠܝܼܢ ܘܩܳܒܪܝܼܢ ܬܐܪܬܐ ܕܒܰܪܢܳܫܐ.

[31]  ܪ̈ܶܥܝܳܢܐ ܐܰܡܘ̈ܡܳܝܐ: Kalıp Fikirler / Mold İdeas

[32] ܕܝܢ̈ܐ ܩܰܕܡ̈ܐ: Önyargılar / Precudices

[33]  ܝܰܩܪܳܐ: Değer / Kıymet / Value

[34]  ܡܛܠ ܛܥܝܼܡܘܼܬ ܣܘܼܟܳܠܗ ܐܰܥܒܪܶܬ ܗ̱ܘܝܬ ܡܐܡܪܐ ܗܢܐ ܒܰܣܝܼܡܐ ܘܡܰܠܝܐ ܠܠܫܢܐ ܬܘܪܟܝܐ. ܘܗܐ ܦܪܝܼܣ ܥܡ ܫܶܪܫܶܗ ܣܘܪܝܝܐ ܒܕܰܦܐ ܢܰܘܠܳܝܐ ܕܟܰܪܝܳܐ ܚܠܺܝܼܨܳܐ ܒܐܰܣܘܪ̈ܐ ܕܠܬܚܬ. ܐܢ ܫܳܦܪܐ ܠܩܳܪܘܝܐ ܕܦܘܼܪܫܳܢܐ ܡܰܨܝܐ ܕܢܬܩܪܘܢ ܡܼܢ ܬܡܢ.

https://www.karyohliso.com/articles/article/2512

https://www.karyohliso.com/articles/article/2511

 

 

” التمثال ” الشهير ” الإلهة المعتلية على العرش “

” التمثال ” الشهير ” الإلهة المعتلية على العرش ”

ماذا نعرف عن هذا” التمثال ” الشهير ؟
هنري بدروس كيفا
١ – لقد إكتشف فون إبنهايم الألماني هذا التمثال سنة ١٩١١ و منذ اليوم أطلقوا عليه إسم ” الإلهة المعتلية على العرش ” . إشتعال الحرب ( التي ستعرف لاحقا بالحرب العالمية ثما فيما بعد بالحرب العالمية الأولى ) سيدفع فون إبنهايم الى إعادة و إخباء كل التماثيل المكتشفة لأنه لم يكن يستطيع نقلها سنة ١٩١٤ .
٢- لا شك أن القارئ المثقف يعرف أن هذا التمثال قد وجد في تل حلف أو غوزانا عاصمة مملكة بيت بحياني الآرامية . من أجل الدقة التاريخية و الجغرافية يجب أن نعلم أن مملكة بيت بحياني كانت متواجدة في منطقة ” نهريما ” أي في منطقة الجزيرة السورية اليوم . بعد إنتشار الآراميين المكثف في بداية القرن الثاني عشر ق٠م و صهرهم لبقايا الشعب الميتني فإن هذه المنطقة ستعرف ب ” آرام نهرين ” في أسفار التوراة و ” بيت نهرين ” في المصادر السريانية .
٣ – هذا التمثال سيصبح في أواسط القرن العشرين – بعد إفتتاح متحف برغامون في برلين – من أهم التماثيل المكتشفة لأن فون إبنهايم بعد نهاية الحرب العالمية ( لم تكن تعرف بالأولى بعد ) عاد الى سوريا و كانت تحت الإنتداب الفرنسي و و أكمل عمليات التنقيب و نقل قسما كبيرا من المكتشفات الى ألمانيا . هنالك صور عديدة لفون ابنهايم مع هذا التمثال كما أن المعرض الأخير الذي أقيم في متحف اللوفر في باريس كان قد نشر صورة هذا ” التمثال ” !
٤ – لقد طرح هذا التمثال عدة مشاكل مهمة على علماء الآثار و البحثين المهتمين في تاريخ أجدادنا الآراميين . سوف أعرض ثلاث مشاكل و أحاول أن أجد حلول علمية لها : علما أن الإجابة بطريقة علمية يتطلب من الباحثين التعمق في الآثارات الميتنية و الحثية و الآرامية!
٥ – المشكلة الأولى : هل هذا التمثال هو ميتني أم حثي أم آرامي ؟
كان هنالك شبه إجماع في الخمسينات من القرن الماضي بأن هذا التمثال هو آرامي : لأنه وجد في مدينة و مملكة آرامية خاصة لأنه وجد ضمن أكثر من ٥٠٠ قطعة أو تمثال أغلبيتها هي آرامية . و هؤلاء العلماء يتحججون أنهم وجدوا عدة كتابات آرامية على بعض التماثيل ! اليوم هنالك تشكيك كبير بأن يكون هذا التمثال آرامي و إنني لا أعتقد بأنه آرامي للأسباب التالية :
أ – شكل التمثال لا يتطابق مع بقية التماثيل الآرامية المكتشفة خاصة تمثال ” الجدين ” !
ب- ” ضفائر الشعر ” هي البرهان الساطع أن هذا التمثال ليس آراميا لأن الآراميين لم تكن عندهم العادة أن يربطوا شعرهم بضفائر كما نرى في هذا التمثال !
ج – تمثال ” الجدين ” يجلسان على المقعد بنفس الوضعية و هما آراميان و لكن قد يكون الآراميون قد تأثروا بالحثيين و الميتنيين الذين كانوا متواجدين في نهريما قبلهم ؟
د- إنني أرجح أن يكون هذا التمثال حثي أو ميتني أكثر من أن يكون آرامي .
٦ – المشكلة الثانية : هل هذا تمثال إمرأة أم رجل ؟
أ-كان فون إبنهايم و بعثته يرددون إنهم إكتشفوا تمثال إلهة ضخمة و ذلك منذ سنة ١٩١٢ و ظل فون ابنهايم يؤكد أنه تمثال إمرأة بسبب الضفائر! عدد كبير من العلماء قد صدقوا ما يردده فون ابنهايم ربما لأنه المكتشف و لكن اليوم هنالك شبه إجماع بأنه تمثال ” رجل ” و ليس إمرأة !
ب – إذا تعمقنا قليلا في تمثال الجدة و الجد لرأينا بكل وضوح أن الفنان الآرامي كان يفرق بين تمثال إمرأة مع صدرين و تمثال رجل !
ج – حتى الثياب كانت مختلفة بين ثياب إمرأة و ثياب رجل : ثياب لإله حدد و أبنه لهي مختلفة عن زوجته الإلهة شوال ( أنظر الى نسحة التماثيل الآرامية في مدخل متحف حلب الوطني ).
د – أن يكون هذا التمثال هو لرجل و ليس لإمرأة يؤكد لنا بطريقة غير مباشرة بأن هذا التمثال هو لرجل هندو أوروبي و ليس لرجل شرقي!
٧ – المشكلة الثالثة : هل هذا تمثال ملك أم تمثال إله ؟
أ – السرياني المثقف الذي يتابع الدراسات العلمية حول أجداده الآراميين يعرف أن الإله الآرامي يجب أن يكون له ” قرنين “. إذن هذا التمثال ليس ” إلاها آراميا “.
ب – كما لا يخفى على المهتمين أنه كان قد وجد أمام هذا التمثال حفرة صغيرة قد وجد فيها بعض الخواتم و الحلي الذهبية و كذلك كمية من الرماد . و قد أكد علماء الآثار أن الآراميين في غوزانا كانوا يحرقون جثث أمواتهم . أو أن الآراميين في غوزانا قد تأثروا بعادات الشعوب الحثية و الميتنية الهندو أوروبية التي كانت متواجدة قبلهم .
نحن نعلم أن بقية الآراميين كانوا يدفنون أمواتهم في المقابر و قد وجد علماء الآثار مقبرتين ملكيتين في سمأل : ربما الآراميون قد صاهروا بقايا الحثيين قبل أن تنصهر تلك البقايا كليا بالآراميين أجدادنا .
ج – يبقى السؤال مطروحا : هل هذا تمثال إله حثي أم ملك حثي قبل أن يسيطر الآراميون على غوزانا ؟
٨ – أخيرا – لمن لا يعرف – لقد وقعت عدة قنابل خلال الحرب العالمية الثانية على متحف برغامون و دمرت جميع التماثيل. أمر فون ابنهايم أن يحافظ على جميع قطع التماثيل المحطمة . و بعد حوالي ٦٠ سنة أعيد ترميم تلك القطع لأثرية المهمة .

الخاتمة
أ -نعم هنالك شك كبير بأن يكون هذا التمثال هو آرامي و إن كان مكتشفه فون إبنهايم قد إدعى ذلك
ب- إحذروا من السريان المنافقين المدعين بالتسمية لأشورية المزيفة لأنهم يدعون أن جميع آثارات تل حلف هي حثية !

أسماء القرى السريانية ومعانيها في منطقة الجزيرة السورية

أسماء القرى السريانية ومعانيها في منطقة الجزيرة السورية
ܫܡܗ̈ܐ ܕܩܘܪ̈ܝܐ ܣܘܪ̈ܝܝܐ ܘܣܘܟܠܝܗܝܢ ܒܐܘܚܕܢܐ ܕܓܙܪܬܐ ܣܘܪܝܬܐ܀
ܒܝܕ ܟܘܢܫܐ ܡܕܝܢܝܐ ܡܫܝܚܝܐ ܒܩܡܫܠܝ

ـ دير الزور : اسم سرياني ومعناه (ديرو زعورو)(الدير الصغير) ولقد اصبحت دير الزور مدينة كبيرة على الفرات الأوسط ،
التجا إليها الآلافمن المسيحيين الأرمن والسريان عام 1914 هربا من مذابح العثمانيين ، ولقدلاقوا من سكانها معاملة جيدة وغادرها الكثيرون إلى مدينة حلب .
ـ القامشلي : (نصيبين الجديدة) مدينة بناها السريان في عام1925 بالقرب من مدينة نصيبين التي تقع بالجانب التركي من الحدود حيث تقاطروا عليها
قادمون من القرى المجاورة ومن منطقة طور عابدين ، وكلمةالقامشلي هي مشتقة من اللغة التركية (قاميش )وهي نبتة القصب التي كانتتنبت على ضفاف نهر الجغجغ ،
وفي عام 1950 كان 65 بالمئة من سكان المدينةمن السريان .
– نصيبين: تسمية سريانية تعني الغراس لكثرة اشجارها، وهذه المدينة هي في الجهة التركية من الحدود وملاصقة تماما لمدينة القامشلي ،
هذا وتحتل مدينة نصيبين التاريخية التي تنتمي إليها الشهيدة القديسةفبرونيا مكانة كبيرة لدى السريان أينما كانوا وذلك لأنه منها نبغ شمس السريان مار افرام السرياني
واليها ينتمي شفيع القامشلي التي يسميهاالسريان نصيبين الجديدة ، وفيها كانت هناك ابرز مدارس السريان في القرون الغابرة (أوائل القرن الرابع الميلادي)
إلى جانب مدارسهم التي تجاوزتالخمسين مثل مدرسة راس العين وقرقفتا والرها.
– راس العين : اسم مترجم من السريانية (ريش عينو) تقع هذهالبلدة على منابع نهر الخابور على الحدود السورية التركية ،
كانت قديمامقرا لكراسي عدة مطارنة ، وتخرج منها فلاسفة ورجال دين يحملون اسم المدينة( الراسعيني) (ريشعينو) .
ـ تل ليلان : يقع هذا التل جنوب بلدة القحطانية ، ومعناه تل الإله ليل، وتجري فيه تنقيبات اثرية لبعثة امريكية ووطنية سورية ،
ولقدازيل التراب عن قلعة وبيوت مبنية باحجار بازلتية سوداء ، وتم العثور علىكنوز واثارات معظمها اشورية .
– قسروك : اسم سرياني ومعناه: (قصر اوروك) وتبتعد عن مدينةالقامشلي بـ 50 كم شرقا ، وواضح من معناه بانه كان قصرا او مقرا لاحد ملوك اوروك
في الحقبة التي كان فيها كلكامش وانكيدو وشهرت هذا العظيم كلكامشالذي معناه كلكا دشمش (كرة الشمس) وقصته المعروفة ومغامراته وبحثه عن نبتةالخلود بعد
موت صديقه انكيدو ، تقع قسروك او قصروك في سهل الجزيرة الشمالشرقي بالقرب من محطة قطارات تل علو ، ولقد اكتشف بتلتها كتابات قديمة وصور وكتابة سريانية
منقوشة على احجار ضخمة من قبل بعثة الاستكشاف الهولندية .
ـ تل براك : اسم سرياني ومعناه (التل المبارك او تل السجود) تلبراخ ، يقع التل على بعد 20 كم جنوب القامشلي على الطريق القديم بإتجاهمدينة الحسكة ،
وهي تلة كبيرة اكتشف فيها الكثير من الآثارات بواسطة بعثةفرنسية ووطنية سورية ، ولقد تاكد ان القصر المكتشف يحمل اسم الإله مردوخالبابلي الآشوري .
ـ تل علو : التل العالي (تل عليو) اسم سرياني لم يحرف ،ويتواجد على منحدراته الكثير من القطع الفخارية المهشمة ، حتى الآن لم يتمالكشف عن اسرار التل ،
ومن احاديث ساكنيه السريان تؤكد بان هذا التل منعمل البشر وتراكم ابنية مهدمة من ازمنة متتالية .
– بيلونة : بيث ايلونا ، قرية صغيرة تقع على بعد 3 كم من تلعلو جنوبا ، ومن اسمها توضح جليا بانها بيت الملك ايلونا ،
هذا اللقب الذيحمله عدة ملوك اشوريون ، ومنهم : تولوتي ايلونا وشمشي ايلونا ولقد عثر علىكتابات من هذه الحقبة التاريخية فيها .
– كلكميش : ارض قليلة الأرتفاع متواجدة بالقرب من الحدودالتركية منطقة القحطانية (قبور البيض) وهي ضمن مثلث كرشامو ، خويتله ،روتان ،
ومن اسمها يتوضح معناها ( كلكامش ) ولقد تم العثور على مغاورواثارات وفخاريات على مساحة هذه الربوة المنبسطة .
– ديرونة : (ديرو دنونة) دير السمك ، وهي محاذية للحدود التركية ، والاسم هو سرياني واضح .
– شلهومية : ( شلهو ومية ) اسم سرياني ومعناه السهل والمياهاو الوادي والمياه ، اسم مركب وجميل جدا ،
يليق هذه القرية الجميلةالوادعة الواقعة شمال قبور البيض على بعد 4 كم ، وتبعد عن نهر الجراححوالى 2 كم غربا .
ـ طاش : قرية سريانية تقع جنوب شرق تل علو حوالي 10 كم ومعنى التسمية بالسريانية ( ضاع ـ اختفى ) .
– كرخو : ومعناه السرياني ( الدسكرة ـ المنطقة الماهولة ) وهي قرية صغير بالقرب من تل علو .
– درباسية : ومعناه بالسرياني ( طريق اسيا) او ( طريق الطبيب ) وشفيع هذه البلدة وكنيستها يحمل اسم القديس اسيا وهي بلدة محاذية للحدودالتركية
وتقع بين بلدتي عامودة وراس العين .
ـ طرطب : ومعناه بالسرياني ( استراحة الطير) وهي قرية تبعد عنالقامشلي 4 كم جنوبا وفيها تلة اكتشف بداخلها مغاور واثارات وبقايا منالفخار .
– كرشامو : ( تلة شامو ) تلة شميرام ، قرية بالقرب من بلدة قبورالبيض ، وهي ضمن مثلث القرى السريانية ،
ومن قراءة اسمها يتبين بانها تحملاسم الملكة العظيمة البابلية الآشورية شميرام التي ملء اسمها الدنيا وشغلالناس .
– حداد : حدد وهي قرية سريانية تقع على سهل منبسط وواضح من اسمها السرياني الذي يرمز للإله حدد .
– ام كيفا : ( ام الحجر ) وهي ايضا قرية سريانية قريبة من قسروكـ تل علو ، في نفس السهل المنبسط الذي يحوي على عدة تلال غير بركانية وواضح
من اثار ابنيتها انشات على مر العصور .
ـ برابيتة : ( ابن البيت ) قرية في منطقة ديريك المالكية ، فيها كنيسة وتقع شمال المالكية .
– تل جهان : وتعني باللغة السريانية تلة جهنم تل جيهانون
ـ كلاعة : العشب النابت او الدائم الخضرة ، قرية سريانية جنوب تل علو ، سكنها السريان قديما وحديثا .
ـ تل تمر : قرية سريانية جنوب شرق تل علو ، يسكنها السريان ،وكذلك تسمية لبلدة تل
تمر الآشورية على ضفاف نهر الخابور ، ومعنى التسميةهي ( تل التمر ) .
– ديريك : وهي بلدة سريانية وتعني الدير الصغير او الدير والتسمية جائت من كنيستها الواقعة شرقي البلدة ، وقديما كانت ديريك تابعة لابرشية بازبدي ومركزها
ازخ والتي هي داخل اراضي تركيا اليوم .
ـ غردوكا : ( غار دوكثا ) تسمية لقرية سريانية في ناحية قبور البيض ومعناها المكان المنخفض .
ـ فطومة : قرية سريانية ومعنى التسمية بالسريانية ( المرفهين ـ المنعمين ) تقع جنوب شرق تل علو .
ـ كبيبة : قرية سريانية تقع جنوب شرق تل علو وتفسيرها ( نبتة ذات مذاق حار ) .
ـ ترباكاية : درباكاية ومعناها بالسريانية ( الدروب البهية ) قرية سريانية محاذية للحدود التركية .
ـ تل سكرة :تل سخرة ( التل المغلق المسدود ) وهي قرية اشورية على ضفاف نهر الخابور .
ـ تل طال : ( تل الندى ) قرية اشورية على ضفاف نهر الخابور …
التجمع المدني المسيحي في القامشلي

في الحاجة إلى ما (ينقصنا) 25 عاماً على غياب ميشال نبعة

في الحاجة إلى ما (ينقصنا)
25 عاماً على غياب ميشال نبعة
25 عاماً على غياب ميشال نبعة

في الحاجة إلى ما (ينقصنا)

نزار سلّوم

لا أدري، كم هي المرات التي حاولت فيها الكتابة عن ميشال نبعة، وفشلت فيها بعد مكابدة مع ذاكرة مدججة بكل كلمة قالها، وكل فكرة لوّح بها، وكل موشّح غنّاه غزلاً بـ (أكلة سوريّة عظيمة… من صحن الحمص إلى راس – نيفا)، وكل جلسة كان فيها متوضّعاً في المنتصف… منتصف الجماعة ومحورها… حتى يتوازن كيانها وتطمئن إلى رسوخها؟

وهذه المرة أيضاً فشلت، ولم أتمكن من إنتاج (النَصَ) الخاص بـ (الامبراطور) و(الرمح الأبيض) و(القامة الكريستاليّة)… وكل تلك الألقاب التي كانت تلاحقه، فيما كان يضربها على قفاها، كما أجلس مرة عمّته التي أشرفت على تربيته وحيدة بحكم كونه يتيماً… أجلس عمته في حضنه ونكّس رأسها نحو الأمام وضربها بكفه على قفاها ليقول لها: لقد كبرت!!

قد أنجح في يوم ما، في المستقبل وأنجز ذلك النص الذي في خيالي عن ميشال نبعة، ولكني لن أقف مكتوف الأيدي أمام (واجبي) باستحضار (ما ينقصنا) بعد ربع قرن من غيابه.

بلى، في ميشال نبعة، كما في ثلّة أخرى من (عشّاق النهضة)، نقع على الكثير من (ما ينقصنا) في هذا الحاضر الخَرب القاحل اليابس الركيك الغليظ الثقيل الدم.

في بعض (ما ينقصنا)، نجد ذلك التوليف الرائع لـ (الابداع) مع (الالتزام). توليف جعل منه (فرجة)… ولعله يدفعنا لتدريسه لأجيالنا كمثال حي عن معجزة توافق الابداع الحر مع الالتزام الصارم.

في بعض (ما ينقصنا) الآن، وهو كثير… سنجد الثقافة العميقة والقيم المجسدة والحداثة السلوكية والرؤية الصافية والثقة والايمان والفرح… الفرح الذي ينتابنا ونحن نكرر على أنفسنا كيف أننا نجونا عندما صعدنا إلى متن سفينة النهضة.

من الآن وحتى أضع ذلك النص الموعود… أستحضر سيرة ميشال نبعة وذكراه بعد هذا الغياب، وأعُيد بعض ما قيل فيه، لعل في استحضاره… نستحضر بعض (ما ينقصنا).

ملف

هذا الملف، هو كناية عن شهادات لكتاب وفنانين وسياسيين قيلت بـ (ميشال نبعة) بعد وفاته. شارك في هذه الشهادات، حسب ورود ترتيبها في الملف، كل من:

خليل الوزير، محمود غزالة، مردوك الشامي، لبيب ناصيف، طاهر مصطفى، أمين الباشا، نزيه خاطر، علي قانصو، جورج جاويش، ليلى عسيران، أنطوان كرباج، أنطوان ملتقى، رضا كبريت، الياس الرحباني، أسامة العارف، ريمون جبارة، سعاد نجار، بول شاوول، شكيب خوري، يعقوب الشدراوي، لطيفة ملتقى، جميل ملاعب، نضال الأشقر، يوسف كفروني، الياس حنا، غسان الشامي.

ميشال نبعة (1933 – 1996)

موجز سيرة شخصيّة

في المسرح

تميّز ميشال نبعة في المسرح، ممثلاً ومخرجاً، وهذه بعض أعماله قبل أن يغادر الخشبة أميراً في السبعينات بعد أن أحسّ أن المسرح لم يعد الفضاء الذي يمكن أن يحمل المعنى الذي شاء، وبعد أن لعب أدواراً مهمة في معظم المسرحيات خلال الستينات:

“مكبث – لشكسبير 1962 دور “بنكو.

“الذباب” لسارتر 1963 دور “إيجيس”.

“الإزميل” لأنطوان معلوف 1964 دور “زاد”.

“هاملت” لشكسبير 1964 دور “هاملت”.

“الملك يموت” ليونسكو 1965 دور “الحارس”.

“فاوست” لغوتيه 1966 دور “فيسكو”.

إعادة “هاملت” في مهرجان بعلبك 1967.

“الديكتاتور” لعصام محفوظ 1968 دور “سعدون”.

في بداية السبعينات مثّل مع الرحابنة في مسرحية: يعيش يعيش”.

وشارك رضا كبريت، كتابة وإخراج وتمثيل، مسرحية “الستارة” التي نالت الجائزة الأولى في مهرجان دمشق سنة 1973.

مـسـؤولـيـات حـزبـيـة

في الحزب تولى مسؤوليات قيادية كان فيها ممارساً بصدق وشفافية وتواضع ورقي، وبوعي صميمي لقضية الحزب وغايته، منها:

رئيس مجلس العمد لعدة مرات

عضو المجلس الأعلى

عميد الإذاعة والإعلام

عميد الثقافة والفنون الجميلة

مـهـام إعـلامـيـة وثقافية

مدير عام دار فكر

مدير عام مجلة البناء

البهو الخارجي للمكتبة
تحّول الطابق الأرضي من منزله، نزولاً لرغبته وتحقيقاً لحلمه، الى مكتبة عامة لبلدة جون بعهدة بلديتها.

نصوص مهمّة:

يمكن الاطلاع على نصيّن رائدين لـ ميشال نبعة بالضغط على العنوان:

الذي رأى

العالم الثالث

شهادات وآراء

أيامه الأخيرة: ألمٌ وحزنٌ وكبرياء

خليل الوزير

عرفته قبل مرضه الخبيث دائم الحركة لا يهدأ. لم يكن يحب ركوب المصعد مهما علت الطوابق لأنه كان يشعر أن المصعد يؤخره فيصعد الدرج راكضاً، لا تهمه المظاهر الكاذبة لأن الإنسان ليس بمظهره الخارجي، بل بما في داخله، يكره ربطات العنق والبدلات وكان يقول: ان البنطلون الجينز يعطيه حرية الحركة، الأزياء الرسمية تقيد الإنسان وتشل حركته.

إلى أن جاءه ذلك المرض الخبيث، فدأب على العلاج الكيميائي ولفترة غير وجيزة. وبما أنني كنت أعمل معه في ” دار فكر للأبحاث والنشر ” وكان مديرها، وكذلك رئيساً لمجلس العمد في الحزب، لم يترك اجتماعاً أو جلسة للمجلس تفوته أو يتأخر عن إدارة دار النشر التي كان يعتبرها جزءاً كبيراً من حياته.

وبسبب المرض الذي ألم به تعطلت يده اليمنى وقدمه، ولم يقتنع بالرغم من جميع المحاولات بحمل عصاً أو عكازة لتساعده. ففي الفترة الأولى بقي مداوماً على قيادة سيارته للذهاب إلى بلدته الشوفية جون، وحاولت كثيراً إقناعه بأن أقود السيارة عنه ومساعدته فكان يرفض ذلك بشدة. وكان منزله في جون على وشك الانتهاء من الترميم والتوسيع إلى أن قوي عليه المرض فأصبحت أرافقه إلى المنزل المؤلف من طابقين الطابق الأول غرف النوم والمنتفعات والطابق الأرضي كان مقرراً لأن يكون صالة ومكتبة حزبية.

بعد أن ثقل المرض عليه أصبحت أنا عكازته لأنه كان يكره ويرفض حمل العكازة وأقام في غرفة في مركز الحزب. كنت أحمل له فطوره وعشاءه يومياً وأدخله إلى الحمام وأعتني به كطفل صغير إذ كان أصبح عاجزاً ولم يعد يقوى على عمل أي شيء فتأثر كثيراً من الوضع الذي آل إليه وطلب نقله إلى مستشفى السيدة في انطلياس ليلقى هناك الرعاية الطبية والعناية الجيدة على أيدي الراهبات والعاملين في ذلك المستشفى حيث كانت أمضت شقيقته آخر أيامها فيه. دأبت على زيارته يومياً والبقاء معه أطول فترة ممكنة وكان دائماً يسأل عن دار النشر وعن المسؤولين وعن كل شيء في الحزب.

بقي الأمين ميشال حتى آخر لحظة من حياته قوياً متماسكاً وفي كامل وعيه مع أنه أصبح عاجزاً عن الحركة والنطق كلياً، وافته المنية صباح يوم السبت 28/12/1996 ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه جون بعد وداع مؤثر جداً من راهبات المستشفى والعاملين وأخص بالذكر رئيسة الدير والمستشفى الراهبة أرزة الجميل لأن وداعها له كان مؤثراً جداً، وسار الموكب وسط حشد كبير من الرفقاء، وأهالي البلدة بعد أن مرّ أمام مركز الحزب في رحلة وداع أخيرة إلى مثواه الأخير.

. خليل الوزير، رفيق ميشال نبعة، عمل معه في دار فكر، ورافقه واعتنى به في أيامه الأخيرة.

مضى تاركاً ذلك الوشم

محمود غزالة

I

“هشام نعمة”

ترك بصماته المميزة في “البناء”

على رغم أنه عمل فيها فترات متقطعة.

وفي كل فترة كان يبدع، كتابة، وتحليلاً، ومعاملة مع زملائه والمحيطين به.

لم نشهده يوماً عبوساً، أو ناقداً.

كان دائم الابتسامة. دقيق الملاحظة، مرهف الأداء.

حتى إذا أخطأ أحدنا، أثنى على جهوده، ووضعه في جو العمل الصحيح ليسأله فيما بعد، أليس في هذا جدوى أكثر؟

طالما تغيب المحررون أو استحال الوصول إليهم وغابت الإدارة لتعذر تعيينها.

وغابت المادة تبعاً لضعف إمكانات تحقيقها. ودائماً كان الأجر غائباً.

فسود غياب الإدارة، فأخذ لنفسه صلاحياتها على عظم المسؤوليات وأوجد المادة المطلوبة بصداقاته، ورؤاه الحادة..

واكتفى من عائدات هذا الجهد، بصحن من الفول، أو منقوشة تسكت صراخ معدته، وهو يرشد الحاضرين إلى منافع الفول وحسنات المنقوشة.

لم تكن تلك معوقات تحدّ من تألقه أو تضعف عطاءه،

ولا تعطّل إصراره على الإبداع في كل مرة.

ورغم ذلك بقي ذلك الجندي المجهول الذي نادراً ما يطلّ من نافذة “البناء” خلف اسم “هشام نعمة”.

إنه… ميشال نبعة.

II

سليل الرهبان

أغمض الموت عيني ميشال نبعة، فحرمنا من موهبة، كانت قادرة على التمييز بين دقائق الألوان وفوارقها لتختار أجملها، وتنقلها ببشر ومحبة إلى الأصدقاء.

فقد كانت عينا ميشال تلتقطان الصورة المضيئة من لوحة الألوان الممزوجة من غير أن تأخذ على الألوان القاتمة سوؤها، أو سوادها.

وأوقف الموت خفقان قلب ميشال نبعة الذي ما عرف الحقد. ولا علقت فيه آثار البغضاء، من أيّ مكان جاءت الإساءة، ولطالما تعرّض ميشال إلى إساءات، كان بعضها عن عجز في فهم سعة صدره، والآخر، وهو قليل، جاء نتيجة طبيعة الصدام بين الإساءة والمحبة.

حتى اللحظة الأخيرة، قبل أن تتوقف الحركة في قلبه بقي هذا الأمين واقفاً صلب العود، قوي الإرادة، مبتسماً يهزأ بالموت الذي ينتظره، مصرّاً على فهم أكثر عمقاً لمسيرة الحياة التي لا يوقفها غياب كبير، ولا تعطلها صدمات الموت.

لقد اقتحم المرض الخبيث حنجرته التي ما استخدمها إلا ليبشّر ويكرز ويعطي، وينقل إلى جلسائه بعضاً من معرفته.

وامتد السرطان إلى يده اليمنى التي أفاد منها عندما كان يكتب أو كان يرفض، أو كان يتناول بها طعامه، وعندما كان يرفعها زاوية قائمة بالتحية للوطن، التحية لسورية.

مات ميشال نبعة، فغاب عنّا هذا الدائم الابتسامة، الرقيق إلى حدود الشفافية، القوي بالمعرفة.

نادراً ما حمل الريشة لكنه حملها في حضرة الرسامين، ليدل بعضهم على تقنية مزج الألوان، للوصول بهذا الفن إلى سورية الإبداع لكنه لم يرسم.

وقف على كبار الموسيقيين، يستمع إلى نتاجهم، بتواضع القادر على تقييم هذا النتاج من خلال أذن بلغت من الرهافة مستوى النقاد والضليعين في هذا الفن الغني.

درس المسرح وفن التمثيل، فأعطى بامتياز، لكنه لم يحترف هذا الفن الذي كان ميشال نبعة من رواده الأوائل.

وبقي السؤال المحيّر، في حياة هذا الرفيق الأمين:

ماذا كان يبتغى ميشال نبعة من الحياة؟

فقد كان أديباً حاد الذكاء.. روائياً إلى حدود الانبهار، حاضراً في القصة، والأدب والشعر، لكنه لم يكتب رواية، ولا سجّل أثراً أدبياً، ولا قرظ الشعر، وهو في ممارساته يفعل كل ذلك، في كل يوم.

لم يحترف إلا المهنة – الرسالة، فقد بقي ميشال نبعة محافظاً على سلالة الرهبان، من موقع فهمه العميق للحياة وإدراكه أن بلاده بحاجة إلى كل مقومات العطاء وكل مكوّنات هذه الحياة.

بقي راهباً في محراب الوطن.

مدركاً أن الرسالات التي كانت تهبط من السماء إلى الأرض، كان لها مريدوها وحملة مشاعلها، وكان لها ملائكتها وشياطينها، من المؤمنين بها، والمستفيدين منها.

أما الآن، فإن الحاجة إلى مريدين، ورسل ينقلون الرسالة الجديدة من الأرض إلى السماء.

وهكذا فعل هذا القديس القومي الاجتماعي.

وهكذا عمل بعيداً عن الضجيج والثرثرة.

وهكذا مضى وترك في نفوسنا هذا الوشم.

. محمود غزالة، صحافي وأديب، رئيس تحرير مجلة البناء.

 آخر الفرسان الطيبين…

مردوك الشامي

كما عاش طوال حياته هادئاً، شفّافاً، عميق الودّ قليل البوح.. غادرنا بهدوءٍ بليغ… بليغ… وأغلق كتاب العمر عن ثلاث وستين من الصفحات، كل صفحة منها حكايةٌ لألقٍ بهي.

في بلدة “جون” الشوفية رأى النور.. وباكراً فقد والديه.. ولعلَّ هذا الفقد المؤلم أورثه الحزن الذي رافقه حتى ساعة الرحيل.

هجّرته الحرب كما هجّرت الآخرين فعاش معظم سنيّ عمره نزيل أحد فنادق الحمراء.. طفلٌ بلا والدين.. ورجلٌ بلا بيت..

من أهله، بقيت عمّته وقد وجد فيها العائلة الغائبة.. وقد غيّبها قبل رحيله بكثير الموت.

كانت بصمته واضحة منذ البدايات..

مع نضال الأشقر في مسرحية لها..

ومع فرقة محترف بيروت..

الذين عاشوا نهضة الستينات المسرحية يذكرون جيداً دور الحارس الذي لعبه ميشال نبعة في مسرحية “الملك يموت”.. ودوره في “الديكتاتور”، وأدواره في معظم مسرحيات شكسبير.. ومسرحيات عديدة لسارتر وأنطوان معلوف وآخرين..

كان فناناً يهب روحه على خشبة المسرح.. يمتلك أدواته ورؤاه.. يعيش أدواره حتى التوحدّ مضفياً عليها من صفاء نفسه الكثير..

ولأكثر من عشر سنوات، هي الفترة التأسيسية للمسرح في لبنان، أعطى ميشال نبعة المسرح عصارة إبداعه ونبضه. ثم فجأة ابتعد..

واختلفت في سبب ابتعاده عن عشقه الكبير الآراء.. ولعل الحقيقة رحلت مع الرجل قبل أن يعرفها أحد.. وإن كان ألمح إليها في بعض جلساته مع رفقائه المقربين..

ميشال نبعة ترك المسرح لأنّ المسرح ترك فضيلة الإبداع وركض لجهة الإتباع.

ميشال الذي كان مسرحياً بامتياز.. كان سورياً قومياً اجتماعياً بامتياز.. كما على مسرح الخشبة كذلك في مسرح الحياة حيث أدرك أن لا خشبة خلاص إلاّ في حزبه وعقيدته..

وكما كان رائداً في الفن، كان رائد فكر وسياسة والتزام.. خرج من محراب المسرح، ليتنسّك في محراب الحزب.. وفي حزبه وجد ما افتقده من عائلة وإبداع وعطاء.. فأعطى جلّ ما لديه من محبة وتفان.. وتقلّب في مسؤوليات عديدة.. كان آخرها رئاسته لمجلس العمد في الحزب.. وكان من آخر الفرسان الطيّبين.. فارساً في فنه.. وفارساً في النضال.

لم يمهله المرض أكثر من شهرين.. فتوقف قلبه الكبير مساء الجمعة 27-12-1996..

وحين بدأت بجمع شهادات زملائه ومعاصريه.. أدركت كم كان وقع خبر رحيله عظيماً على كل من عرفه..

الذين غلبوا الدمعة قالوا شهادتهم بحرقة المكلوم..

والذين سبقتهم الدمعة إلى القول، أحجموا عن الشهادة لأنّ الحزن الكبير خير شاهد، وأبلغ من الكلمات.. كما جاءت شهادة رفيقه منصور الرحباني.. حاول أن يتكلم.. فأحجم.. غصَّ بدمعته وقال دون أن يقول الكثير في ميشال نبعة. وغيره آخرون من رفقاء مسيرة الفن والحياة.

ميشال نبعة.. وداعاً أيها الرائد المسرحي الكبير.. وداعاً أيها الأمين الأمين.

. مردوك الشامي، شاعر وصحفي.

قدوة مشعّة

لبيب ناصيف

الأمين ميشال نبعة، كان واحداً من الكبار… الكبار. حضوره في المسرح كان طليعياً، وفي الحزب كان قدوة مشعّة، وهو الذي اتخذ من الحزب عائلة وحياة، فأعطاه بصدق والتزام، ولم يعرف غيره إيماناً، وقضية، وصراعاً، وعطاءً. عرفته جيداً خلال مسيرة نضاله في الحزب، وتعرفت عليه أكثر من خلال ما كتب وما قيل عنه من قبل عارفيه وأصدقائه ومحبيه، الذين أضاءوا على حقيقة ما جسّد في حياته من فضائل الالتزام النهضوي. الأمين ميشال نبعة واحد من رجالات النهضة الكبار الذين سكنوا ذاكرة الحزب والنهضة، ومثل هؤلاء الكبار يستحقون التكريم عبر إعادة كتابة سيرهم النضالية الحافلة بالتضحية، سعياً وراء تحقيق الأهداف الكبرى.

. لبيب ناصيف، مسؤول مركزي سابق، ورئيس لجنة كتابة تاريخ الحزب السوري القومي الاجتماعي.

مثالي، نبيل وناقد

طاهر مصطفى

لم يكن ميشال نبعة مجرد ممثل بارع ومخلص لقضيته المسرحية، بل كان مثقفاً. ومقالاته التي دأب على كتابتها في مجلة “البناء” في السبعينات كانت أشبه بالإطلالات النقدية التي ترافق الحياة السياسية والثقافية فتضيء مزالقها وتشق طريقها نحو الأفضل. كان ميشال نبعة مثالياً كل المثالية، صاحب أخلاقية عالية ومناقبية نادرة. وقد رسخ انتماؤه إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، ثقافته ووعيه السياسي والتاريخي وأمدّه بصفاء فكري ورؤية واضحة، فكان علمانياً بامتياز ومعاصراً وأصيلاً ومتبصراً ومنفتحاً على المستقبل. وكما عاش نبيلاً وأعطى الفن والثقافة بسخاء، مات نبيلاً بين رفاقه الذين كانوا له العائلة والبيت العائلي.

. طاهر مصطفى، كاتب.

صديق بلا شروط

أمين الباشا

كان ميشال نبعة قدوة في كل أعماله وتصرفاته، وأخلاقه مميّزة برقيّها، لقد تربى في مدرسة الحياة التي أضافت إلى فضائله مجموعة فضائل أخرى. لم يطلب شيئاً لنفسه، عاش لغيره، كان يساعد الجميع مع حاجته الماسة للمساعدة، لهذا قلت: إنه قدوة.

خسرت صديقاً، والصداقة نادرة، صديق بلا شروط. بل قل خسرناه، كان استراحة زيارة.. وراحة.

. أمين الباشا، فنان تشكيلي.

صفات متوازنة ونادرة

نزيه خاطر

ميشال نبعة مثقف دون عرض عضلات، محازب فاعل وحاضر وكريم. فنان ببساطة الأصيلين، ممثل بالنجاح الخصب الذي تتوازن فيه الحالة وصياغاتها. ومخرج بذكاء يصوّر وإحساس يتقشف وخيال يخمّر…

هو في الدرجة الأولى ما حيّد نفسه مرة عن أماكن صراع أو عن أطر حوار إذ مارس محاورة الآخرين ركيزة فوارة للتأسيس لمجتمع عنيد صلب.

. نزيه خاطر، ناقد وصحفي.

حقاً… خسرناك

علي قانصو

يا أميننا ورئيسنا الراحل

سألتنيه رثاء خذه من كبدي لا يؤخذ الشيء إلاَّ من مصادره

وهذا الرثاء تشكل في وجداننا مذ بدأ صراعك مع المرض، وهو قبل أن يلبس ثوب الكلام كان اختلاجات، حتى كان دمعة خرساء تجول بين القلب والعين، ونظرة لوعة إليك كلما حانت منك التفاتة عنا، كنا نشيعك وأنت حي بيننا كلما حدقنا بيد تتهول، وجسد يذبل، وسمع يضعف، وذاكرة تخور، ومشية تغربل، وصوت يتلاشى.

وعلى امتداد مساحة هذا الخراب في جسدك، كنّا نسمع صهيل إرادتك أهزوجة تعلن انتصار الروح المواجهة على الجسد المتهالك، وتقيم معادلة الصراع بديلاً من معادلة الضعف والخوف والانكسار. ونسمعك تردد: إما أن أصرع هذا الداء الخبيث أو يصرعني.

وهذا الكبر في تعاملك مع المرض ليس أمراً طارئاً على سيرتك، بل هو من صلبها، أنت في كل تاريخك الحزبي كنت كبيراً: كبير النفس، كبير الهمة، كبير الإرادة، كبير التضحية، كبير الثقافة.

وكلما قلبت صفحات تاريخك الحزبي كنت كبيراً كلما توهج هذا الكبر وتألق شامخاً: قرأت في تجربتك المسرحية فوجدتك مبدعاً يشد الفن إلى القضية، ويرى الفن منارة تضيء الطريق إلى النصر لا مرآة تعكس الواقع بأمراضه وتشوهاته، وقرأت في تجربتك الحزبية رفيقاً وأميناً، وعضواً في المجلس الأعلى، وعميداً، ورئيساً لمجلس العمد، فوجدت الأمانة بأبهى معانيها وعلوّ الخلق وسموّ العطاء وعظيم التضحية بأبهى تجلياتها.

وقرأت في تجربتك الإعلامية مديراً لمجلة الحزب “البناء” فرأيت التفاني في العمل، كما رأيت الإيداع في الشكل والمضمون.

وقاربت تجربتك الثقافية في مجلة حزبنا “فكر” فوجدت فيك المثقف المتمكن من أدوات التحليل، المثقف الأصيل الذي لا يرى حداثة خارج تمثل تراث أمته تمثلاً واعياً وعميقاً.

إبداع في الإدارة الحزبية إذن، وإبداع في الإعلام والثقافة والفن، والربط بينها واحد هو نظرتك، نظرة حزبنا الجديدة إلى الكون والحياة والفن، وهو أيضاً التزامك الصادق، بالصراع من أجل انتصار هذه النظرة الجديدة. والتزامك هو التزام الأخيار الأصفياء، فالحزب كان هواءك وماءك، أرضك وفضاءك، كان حقاً مساوياً لك وجودك.

خسرناك يا حضرة الأمين، حقاً خسرناك، خسرك حزبك، خسرتك أمتك، ولكن ما حيلتنا أمام القدر الغاشم؟ ألم تؤمن بتلك الحقيقة التي قالها زعيمنا، حقيقة أنّ الأفراد زائلون وأما المجتمع فباق؟ و”قد تسقط أجسادنا أما نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود”؟ وهل يواجه الموت بالموت؟ أم يواجه بالحياة؟ نحن أبناء الحياة، وبالحياة نواجه الموت، وهذه الحياة هي حياة مجتمعنا، حياة قضيتنا، وأجسادنا هي وسائل لحماية هذه الحياة، وبهذا المعنى دعانا سعادة إلى أن نقدم على الموت كلما كان الموت طريقاً إلى الحياة، ومنا من قضى ومنا من استشهد ومنا من ينتظر ولا نبدل تبديلاً.

………..

وداعاً يا أمين ميشال، وتحية نرفعها لروحك من القوميين جميعاً، ومن قيادة الحزب، ومن محبيك وأصدقائك، رحمات الله عليك البقاء لكم، البقاء لأمتنا، والنصر لقضيتنا.

. علي قانصو، رئيس أسبق للحزب السوري القومي الاجتماعي، وزير سابق.

جار الرضا

جورج جاويش

مجموعة أحلام كثيرة، صنعت إنساناً ثائراً.

ميشال نبعة الرفيق والصديق والمواطن القدوة.

مرّ في الأرض كالطيب،

كالندى الشفاف الذي يبعث الألق في الزهرات كل صباح، كالنغم الشارد الحالم يرسم ألف علاقة استفهام في غابة عتيقة تسكنها الأسرار.

ميشال نبعة أنت والضوء، متشابهان في مجانية العطاء. من زمان وأنت لغز محبوب،

أحَبك كل من عرفك.

من أيام طفولتنا والصبا في جون كنت دوماً طيباً متسامحاً تستأثر دون غيرك بالصداقات والرفاق وكأن فيك شيئاً مميزاً.

وبعد جون اتسعت دائرة معارفك ومحبيك لما كنت تتحلى به من صفات الرفقة ومآثر الرجولة.

ما أحببت يوماً العمل الروتيني بين جدران المكتب، فقد انصرفت حيناً إلى المسرح حيث التفلّت من الضوابط المادية يغريك وأنت الثائر المتمرد على كل ما يحد من نزعة الإنسان إلى الانعتاق من قيود الأرض. وبعد المسرح وقبله وخلاله كرست بعض وقتك وحبك وفكرك لخدمة المبادئ الاجتماعية والوطنية – القومية التي آمنت بها منذ انفتاحك على هذا العالم.

ويوم عصفت الفتنة بلبنان تألمت لما ترى وتسمع وانزويت في خلدة بملء إرادتك، بعيداً عن أجواء القتال فأنت رجل فكر وحوار تكره الخصام.

ميشال نبعة

تفتقدك جون

تفتقد الطلة الحلوة

والشباب المندفع الخلّاق

والمواطن الطيب الذي أحب الناس، كل الناس، وشاركهم السرّاء والضراء، وأحب الأرض فكرسها كتاب صلاة لتمجيد الخالق.

تفتقدك جون مع أنك قررت ألا تبارحها إلى الأبد،

عاشت معك في آخر أيامك أحلاماً مجنحة،

ملئتها من تشامخك والتفاؤل،

ورسمت معها صورة ولا أحب لبلدة جيل جديد.

ميشال، يوم التقيتك آخر مرة من مدة وجيزة قتلني كبرك وعنفوانك فكأني بك حبست المرض اللعين في الجسد المتألم بينما فكرك وروحك محلقان في سماء أحلامك الثائرة.

سألتني عن جون والبيت حتى عن الزهرات في الجنينة وأنك طالع إلى هنا قريباً لتسقيها وترعاها.

كنت أنا أرى شبح الموت يحوم حولنا في الغرفة،

وكنت أنت تعيش الزمن بملء سوانحه واللحظات.

ما فكرت أبداً بالموت، كنت تخطط للحياة، تعيش اللحظة مفعمة بالأمل.

وداعاً ميشال يا رفيق العمر،

وداعاً يا جار الرضا،

وداعاً أيها القمر الذي بكر نحو المغيب.

صديق الفقيد، ألقى الكلمة في تأبين الراحل، باسم أهالي “جون”.
موت فنان مناضل

ليلى عسيران

أن يموت ميشال نبعة: نكبة حارقة جارحة. هذا الإنسان النبيل وربما المناضل الوحيد الذي عرفته يكابد تعاريج الطريق الشاقّة بلا ادعاء. بلا تلك “العنطزة” الفارغة التي أثقلتنا، وبتنا نمجّ المناضلين، بتنا نحن راكضون نسعى بحماسة إلى النضال.

ميشال نبعة اخترق العاديات ببساطة وبتواضع، هو المختفي كالنسيم، الحاضر كالوهج، الحنون برقة، القوي مع المواقف الكبيرة، إنه الصادق غير المرائي، شفاف، رقيق، موهوب في اكتشاف الموهبة، ظريف ويتمتع بسرعة الخاطر والنكتة غير السمجة.

حرام أن يتركنا ميشال وكلنا نود العطاء، وكلنا نهفو إليه لأنه أراد أن يواجه قسوة مرضه لوحده من دوننا، لم يشأ أن يخبرنا ولا أن يدلنا أين هو بيت عمته الذي كان يرممه قطعة قطعة وحائطاً حائطاً، لكي يدعونا، كلنا أصدقاءه. نحتفل بصيرورته معاً، وكان بيت عمته هو رمز اللغة الذي لف حياة ميشال، وهو مصرّ على البساطة.

وكأنك يا ميشال، كما هو عهدك في أمتع أيام الشباب، ساخر من الدنيا، وساخر من نفسك، من دون أن تهزأ بالناس، لم يسمعك أحد تمس غيرك، لم يعرفك أحد إلا عطوفاً مساعداً أميناً كريماً مليئاً بالحب.

كلما كنا نحس بحاجة إليك، كلما هتف الشوق ملحّاً، كنت تحس يا ميشال، وتأتي ضاحكاً، أنيساً جميل الروح، شامخ المبدأ.

عرفتك على مسرح الفن الراقي، وعرفتك في شوارع بيروت الفارغة من الرقي أيام الحرب، فكان مجرد وجودك أملاً بعودة الرقي والمثل. كم أردت أن تكون وحيداً، ولكنك لم تترك أصدقاءك وحيدين.

لقد تركت هذه الدنيا الآتية على دنيانا وفي شدقيها أنياب صخرية جارحة ونحن بقايا الجيل، بقايا المصابين بلدغة الإبداع والفن، بقايا الذين تعودوا أن يتكلموا على الموجة نفسها، أن يفهموا شجن العينين ولوعة الفؤاد من دون كلام.

رحماك يا ميشال، لقد أخذت منا، معك، ما تبقى لنا من طاقة على الاستمرار، رحماك يا ميشال يا أيها المناضل الفنان الصديق، لقد سبقتنا إلى الراحة الأبدية، ولكن في القلب حسرة أننا لم نزر بيت عمتك!

يا ميشال، أنت من الذين تكمن الأوطان في وجدانهم. أنت نموذج مضيء كنجمة المساء، ستظل تطل كل أمسية، لكي نلقي عليك سلام الأشواق والرحمة.

ليلى عسيران، روائية.
“الأمير… يموت”

أنطوان كرباج

ميشال نبعة أعرفه منذ كنّا في “فرقة المسرح الحديث” وعرفته دائماً إنساناً متواضعاً ومثالياً وراقياً في حياته.

كممثل كان من أركان الفرقة وكان من الممثلين المهمين في البلد. رجلٌ مناقبي مثقف وعلى درجة عالية من سعة الاطلاع، وكان محدثاً لبقاً ومحبباً وودوداً لكل الناس.

شاركنا معاً في “ماكبث” و”هاملت” لشكسبير وكان ميشال يقوم بدور هاملت.

ميشال نبعة وفيروز في مشهد من مسرحية يعيش يعيش 1970
ولعل دوره في مسرحية “الملك يموت” دور الحارس كان من أهم الأدوار في تلك المسرحية التي أحدثت ضجة في لبنان والعالم العربي.

واشتركنا معاً في مسرحية “الذباب” لسارتر و”الإزميل” لأنطوان معلوف ومسرحية “علماء الفيزياء” لفريدريك دورينمات ومعظم الأعمال التي قدمتها “فرقة المسرح الحديث”.

حقيقة صدمني خبر وفاته… أذكر أننا التقينا قبل سنتين في ذكر “جانين ربيز”… وسألته عن الفن فقال: تركته وانصرفت إلى السياسة.

وحدّثته عن إمكانية إعادة عرض “الملك يموت” فأجابني ربما أعود إلى المسرح.. ولم يعد…

ميشال نبعة.. لعلّ أكثر أمر عاشه أنه كان وحيداً بامتياز.. كان محاطاً بعزلة رهيبة، منذ صغره لا أقرباء له.. حتى عمته التي عاش معها غادرته.. ورغم كل لقاءات الفرح.. رغم اجتماعيته كان يخفي في أعماقه حزناً عميقاً.. واعتقد أن السبب يرجع إلى موت أم وهو صغير.

في موته.. في رحيله المفاجئ.. أعتبر وأؤكد أن خشبة المسرح ورغم اعتزاله.. فقدت كبير أمرائها..

أنطوان كرباج، ممثل مسرحي.
.. اختار غيري

أنطوان ملتقى

ميشال نبعة.. يرحمه الله، استمرت علاقتي المسرحية معه سنة واحدة في أوائل الستينات.. بعدها ابعدتنا الحرب.. لم نلتقِ.. وعلمت أنه قدم أعمالاً هامة في المسرح اللبناني.

ابتعادي عنه لم ينسني أبداً الانطباع الذي تركه فيّ وفي كل من عرفوه.. كان إنساناً شريفاً بكل معنى الكلمة.. ولم يكن كاذباً أبداً… ولم يكن “زعبرجي”.. القيم الإنسانية مهمة لديه.. وأعرف الكثير من السوريين القوميين، أكثرهم يحملون هذه الصفات المميزة.

كان ميشال متشرباً بالفضيلة والحب والإحساس العميق بالآخرين، وكان بمجرد أن يُعرف أنه سوري قومي تأخذ الناس عنه فكرة جيدة..

إنسان بكل معنى الكلمة، ولعلني أتأسف لأنه اشتغل بعض الأعمال المسرحية مع أناسٍ لم يكونوا بمستوى القيم التي كان يحسها ويعيشها.

كم كنت أحب لو أننا تعاملنا معاً أكثر.. لو أنه كان من عناصر الفرقة التي شكلتها.. لكنه لسوء الحظ.. اختار غيري.

أنا احترم كثيراً هذا الفنان. ولحظة سمعت بوفاته كانت صدمة كبيرة عليّ.

أتصور أن الفنان الأصيل هو الفنان الذي لا يخادع أحداً ولا يوارب في شيء.. ميشال نبعة كان فناناً أصيلاً..

كان يشتغل بكل عصبه ودمه من أجل المسرح وكان من المسرحيين المهمين في تلك الفترة.. الفترة التي بدأنا بها جميعاً حياتنا المسرحية.

صورته لا تغيب عني منذ 1960. كان مثالاً للشرف والنبل.. مثالاً للعطاء الحقيقي.

أنطوان ملتقى، مخرج مسرحي.
“صرنا.. بره”

رضا كبريت

لم يكن ميشال نبعة فناناً عادياً، كان مخزوناً لكل أنواع الفنون.. لم يحب نوعاً محدداً، بل أحب أن يعاصر ويجرب كل فنون المسرح وأجاد فيها.. والدليل أنه اشتغل المسرح الكلاسيكي مع منير أبو دبس وأنطوان ولطيفة ملتقى..

وكان إبداعه الأكبر يوم لعب مع ريمون جبارة في مسرحية “الديكتاتور” لعصام محفوظ. وكان من قبل قد اشتغل في بعض أعمال الرحابنة.

ميشال السوري القومي الاجتماعي في كل مسرحياته كان توجيهياً وكان قادراً على التوجيه وإسداء النصح وإيصال الفكرة.

وكممثل، كان بارعاً لكنه لم يمثل مرة المسرح كما أراده.. أراد من المسرح أن يكون منبراً يعلو بصوته ليوصل من خلاله ما يريد.

يوم كتبت مسرحية “الستارة”، كان ميشال يلازمني طوال الوقت ليس فقط ليساعدني في كتابتها. بل لكي يساعدني في ترسيخ الأفكار والرؤى..

كان يقول لي دائماً، دعنا نحكي عن وجع الناس، عن قهرهم وما يتعرضون إليه من ظلم.. وكان يقول، اكتب عن القسوة والظلم لكن لا تترك الناس بلا أمل..

وكنت أسأله وبمن الأمل.. وبطريقة غير مباشرة وكأنه كان يقول لي أنّ الحزب هو الأمل.. كان يبادرني لابد دائماً من أن تخلق ثائراً حتى ولو كان لا يزال بعد في رحم امرأة. وهكذا حملت “الستارة” فكرتها..

بعد نجاح “الستارة”.. التي نالت الجائزة الأولى في مهرجان دمشق عام 1973.. تبعناها بكتابة مسرحية “الابن”.. كتبنا فصولها والذي أعاق عرضها أنها تعرضت في بعض فصولها إلى أخطاء بعض العرب.. من زحف ياسر عرفات إلى خيانة أنور السادات وانحلال الأردن وغيرها.. وبدأنا نقصص من فصول “الابن” وبدأت المسرحية تتقلص.. وكم ندمنا لذلك.. ومات ميشال وكان أمله أن يقدمها على المسرح.. بعد “الستارة” لم يرضَ بالعمل مع أحد لأن الكتابة مع رفيقه رضا كبريت كانت تجعله يحس بأنه الكاتب والمخرج والممثل الرئيس.

لم يكن يقتنع بأي كلام.. وبأية فكرة.. أو كلمة على المسرح. وحين لا يعجبه شيء يشعل سيجارته ويقول (صرنا برّه).. ويقصد أننا خرجنا عن العقيدة.

حين بدأت الحرب ترك المسرح، لأنه لم يجد المسرح المناسب. لكنه لم يغب عن حركة المسرح في لبنان. كان حين يشاهد مسرحيات هذه الأيام يتألم.. وأحسّه يبكي في الداخل هذا الخراب.

في أيامه الأخيرة.. وبعد اكتشاف مرضه عذبني أكثر مما كان يتعذب هو.. كان يزورني كل يوم.. ولدي طفلة مريضة بمرضه، أجرينا لها العلاج المناسب في أمريكا فتجاوزت السرطان وهي اليوم تبلغ الحادية عشرة من عمرها. ميشال لكبريائه وعناده وحبه للحياة كثّف زياراته إليّ.. وكان يجلس الساعات الطوال. وشعرت باهتمامه بطفلتي.. كانت علاقة غريبة تكبر بينه وبينها، كان ينظر إليها وكأنه يستمد منها القوة والإصرار على العيش.

كان رافضاً الموت.. وكأنه كان يقول لنا: لن أموت لأن لدي أشياء لم أنهيها بعد، كان كبيراً حتى في ألمه. وفي كل مرة أودعه فيها على الباب، كان يقول وكأنه يستمد الأمل يبعثه فينا، إن شاء الله أشوفك بكره.

ميشال في المسرح كان هو “البروجكتور” المتحرك. كان الألوان تأتي علينا عبر حركة أصابعه، وحين نخطئ كان يبتسم.. كأنه يقول.. سامحتكم بالغلط.

ميشال فنان رقيق شفاف، حياته كلها كانت عطاء، كانت تمارين على مسرحية لم يمثلها بعد..

ولا أدري لماذا كان عليه أن يستعجل فصلها الأخير ويختمه بالموت.

رضا كبريت، مؤلف وممثل مسرحي.
“يعيش يعيش”

الياس الرحباني

ربطتنا بميشال نبعة صداقة عائلية.. وجمعتنا تجربة مهمة في مسرحية “يعيش يعيش”.. كان فناناً أصيلاً ومحباً، وإنساناً حقيقياً.. وكان مفكراً وقيادياً ناجحاً. زرته في أيامه الأخيرة.. وموته موت لجانب مهم في حياة المسرح.

اضغط واستمع: حوار الامبراطور (ميشال نبعة) مع فيروز في مسرحيّة: يعيش يعيش

الياس الرحباني، مؤلف موسيقي مسرحي.
هاملت منتصراً

أسامة العارف

وأخيراً ترجّل هاملت عن فرسه واقتعد فيء شجرة ظليلة في باحة دار ما سكنها وجال ببصره المتعب في الجوار، باحثاً عن حفّار القبور الذي سبق أن دفن قلبه معه، حين دفن حبيبته أوفيليا ولكنه لم يعثر عليه.. فعلم عندئذ أن مصيره سيكون مختلفاً.

ونذكر حينئذ الفرقة المسرحية التي سبق أن مثلت أمام القصر غداة إعداده عملية الانتقام لأبيه الملك القتيل، وساورت نفسه الشكوك في صحة قراره بتركهم يرحلون بدونه. صحيح أنه لم يستطع الاندماج في عالمهم الذي تؤرقه قضايا وهموم ومصائر بعيدة عما كانت تخالجهم من أفكار فقد كانوا “يتمسرحون” في واد آخر وهموم أخرى.

كان هاملت يفتش عن كيفية إمساك زمام الأمور، في حين كان الممثلون يفتشون في أدغال المعرفة عن المتع المفقودة، وكان هو يعرف ما يعرفون ولم تكن تهمّه المتعة فلم يرَ ضرورة يومها للرحيل معهم. وابتسم عندئذ ابتسامة عميقة منتصرة أطلقها قلب واهن، وعلم أنه لم يخطئ القرار يوم لم يلتحق وأدرك أن حفّار القبور لن يأتي إلى مراسم الدفن.

وداعاً أيها المسرح / وداعاً ميشال نبعة.

أسامة العارف، مؤلف مسرحي.
الناسك

ريمون جبارة

عاش كالزنبقة، وفيّاً لفنه وفيّاً لعقيدته، وفي الاثنين ما تلوّن ولا تنازل.

بعيداً عن الضوضاء عاش. بعيداً عن جعجعة التافهين.

ومثل فيليب عقيقي عاش متنسّكاً لفن مسرحي أحبه منذ 1960… أعطاه الكثير الكثير ولم يأخذ منه شيئاً.

في زمن الحرب فضّل أن يعيش متشرداً في الغربة على أن يعيش مشرّداً في الوطن الذي لم يرده يوماً أرض أحقاد.

وهو كما فيليب عقيقي.. كما عصافير القصة اختبأ في عشّه.. ومات.

ميشال نبعة “رح نفتقد لك”

ريمون جبارة، مخرج مسرحي.
“يا ضيعانو”

سعاد نجار

كم يحزنني موته.. وكم يخسر المسرح في لبنان الكثير برحيله.. أذكره يوم درس ومثّل في “مدرسة الفن الحديث” التي أُنشئت أيام مهرجانات بعلبك…

ميشال نبعة كان ممتازاً كفنان، وكان مثالاً للأخلاق والانضباط والثقافة (يا ضيعانو)..

رافقناه لمدة 15 سنة في المسرح ولا أذكر سوى أن الجميع، جميع من عرفه وتعامل معه كان “يشكر” به..

كان رفيقاً شريفاً.. وكان وجوده عظيماً..

وحين تذكر حقبة الستينيات والسبعينيات مسرحياً.. فلا بد وأن يلمع عالياً، اسم ميشال نبعة.

سعاد نجار، رئيسة اللجنة الوطنية لمهرجانات بعلبك.
آخر “الديناصورات” الجميلة

بول شاوول

ميشال نبعة أو الشفاف الذي رحل وترك فينا من شفافياته الكثيرة، ومن لطائفه السرية، ومن سيرة فنان عرف المسرح شغفاً غامراً.

وموقعاً إلى داخل الإنسان والوجود.

قلّما التقيته في السنوات الأخيرة، أقصد سنوات الحرب، لكن كلّما التقيته عرفت معنى أن يكون الإنسان في ذروة إنسانيته وهو محاصر بلا معقولية الخراب، ولا جدوى الزمن القاهر.

هكذا، كنّا، وكأنما على رحيل: نتبادل الكلام الآخر، ذلك الكلام الذي يجاهر بالمأساة العميقة، وبالجروح المفتوحة، وبحميمية لا تتواطأ ولا تخادع، ولا تبرر، من تلك الحميمية التي تشبه الهواء الخاص، الهواء الذي يحمل مساحة ما تبقى من كسور وندوب وربما من آمال مجهولة.

ميشال نبعة، الذي رحل، وكأنه من آخر “الديناصورات” الجميلة التي تذّكر بأزمنة كان للوله فيها بالعالم طعم الفجر، وكان للوقوف بها شكل الشجر الحي. وكان للحلم فيها طعم الخبز الطازج. هكذا وكلّما التقيته في شارع أو على رصيف أو من بعيد، أو في زاوية، أستحضر فيه من تلك الأوقات المولّية ما يفتح فيّ الحنين، وما يبلل من جفاف الروح، وما يدعوك إلى أن تفتح ولو كوّة على كسرة شمس.

ميشال نبعة، الأنيق، المرهف، الشفاف، المنفتح، المناضل، المتماسك، الوفيّ لمبادئه وأفكاره وطريقه، الفنان النابض بالطليعة، رحل هكذا، وكأنه يعلّمنا دروساً في الانتماء، في الانتماء الأصيل، في زمن الارتدادات والتنكر والنسيان.

فيا ميشال، سأفتقدك طويلاً في زاوية من شارع، أو على رصيف أو على هامش مدينة ما عادت مدينة.. وفي بلدٍ لم يعد بلداً…

رحلت. والدمع هذه المرة لم يعصَ…

بول شاوول، شاعر ومؤلف مسرحي.
هاجس الخلاص

شكيب خوري

معرفتي به كمسرحي ليست وثيقة.. وكم أنا آسف لأن الفرصة لم تتح للتعاون فيما بيننا على الصعيد المسرحي. وهو الإنسان المندفع لك عطاء..

أعرفه جيداً كمشاهد ومتتبع للحركة المسرحية، كان يحمل شعوراً ممتازاً ويتمتع بجدية صادقة.. كان إنساناً متألماً.. برز جيداً في دور الحارس في مسرحية “الملك يموت” ليوجين يونيسكو. كنت أتلمس فيه خلال الجلسات التي كانت تجمعنا معاً نفسية تخفي وتيرة من الحزن والصمت والنزاهة.

كان يحمل هاجس الخلاص للمسرح. وهاجس الإنقاذ يوم ضُرب المسرح خلال سنوات الحرب، وحين لم يستطع شيئاً انكفأ عنه وانصرف إلى العمل الحزبي. حين التقيته في باريس ذات مرة قال لي: طلّقت المسرح نهائياً وانصرفت إلى الحزب، اليوم صرت منسجماً مع تطلعاتي ومبادئي.

كان أنيقاً. شفافاً، هادئاً، إنساناً حقيقياً دافئاً.. لا أستطيع أن أقول أكثر من ذلك… أحزنني موته وهو خسارة كبرى.. رحمه الله.

شكيب خوري، مخرج مسرحي.
الحضور والألق

يعقوب الشدراوي

في غياب ميشال نبعة نقول وداعاً لأهل الفكر المشكّلين الطليعة الفنية والاجتماعية والسياسية في سنوات الستينات والسبعينات.

ميشال نبعة صاحب الحضور الجميل، والألق المسرحي الدائم.. وداعاً.

يعقوب الشدراوي، مخرج مسرحي.
صاحب رؤية..

لطيفة ملتقى

موته أثّر عليّ كثيراً.. صدمني. رحم الله شبابه..

عرفته ممثلاً كبيراً وجيداً، وفناناً عظيماً.. عشنا معه عمراً لا يمكن أن ننساه..

كان صاب خلق نادر.. صاحب رؤية لمسرح حقيقي..

رحيله خسارة كبيرة ولا يمكن أن ننساه.

لطيفة ملتقى، ممثلة مسرح.
لا يشبه الكلام

جميل ملاعب

هل كان يجب أن تصمت فجأة.. يا ملكاً متوجاً بالسكوت.

كأنك سوف ترحل غداً.. كأنك سوف تعود غداً.

لا أستطيع أن أكتب عن ميشال نبعة بالكلام فهو لا يشبه الكلام، إنه حضور ساطع وعمل صامت، إنه قيمة إنسانية، عقائده تشبه شجراً راسخاً لا يرحل.

ميشال نبعة ممثل وكاتب ومناضل رافقته في جريدة “البناء”، وكان صديقاً كبيراً، أباً فكرياً تحاورت معه خلال أكثر من خمس وعشرين سنة، قرأنا الشعر ورسمنا سويةً وكان دائماً المرجع الحقيقي والسند الحقيقي.

عن الشعر والسينما والمعارض والموسيقى والمسرح كتبنا، حاولنا بجهد أن نرسم ثورة الإنسان المؤمن بالأرض والمجتمع، بالذات العليا المتجذرة في كل إنسان يحمل بذور الحق والخير والعطاء. كانت لنا صفحات من الحرية والآمال الواسعة، حاولنا أن نجد طريقاً لها عبر الظلام، حاولنا أن نبني معالمها عملاً وفكراً وفناً. من يوم ليوم، من سنة لسنة.

منذ 1972 تعاونت مع ميشال نبعة يوم كنت طالباً في الجامعة أرسل حواراً وأشعاراً للمجلة. ثم التقينا بعدها سوية مع هنري حاماتي ومصطفى الزين وشوكت حكيم ونبيل أبو مراد ومحمد معتوق. تعاونا معاً في المجال الثقافي يوم كان الوطن يضج بالأفكار والتيارات والأفكار.

التقينا قبل هبوب العواصف.

ميشال نبعة صديقاً لا يمكن أن أنساه، استاذاً لا يمكن أن أنساه، إنساناً كبيراً متواضعاً. يشبه الأيام، أحببته وسوف أحبه دائماً لأنه قيمة فكرية تشبه الحضارة، تشبه هذه الأرض وهذا الربيع العائد… وداعاً.

جميل ملاعب، فنان تشكيلي.
منتصباً كرمح أبيض

نضال الأشقر

حضرة الأمين الجزيل الاحترام ميشال نبعة، أيها الوجداني الوجودي المرهف، عشت ومتّ بشفافية مطلقة جارحة كحدّ السيف. عشت ومتّ وحيداً مغلفاً بوحدة النُسَّاك المطلقة، أيضاً ناضلت وجاهدت وأعطيت وضحيت ولم تكن على عجلة من أمرك إلا في موتك.

أما حياتك فكانت هذا النقيض المعقد من اللامبالاة والارتباط الكامل. عشت ومتّ شفافاً خفيفاً وكأنك من زجاج قديم.

قامة بيضاء كريستالية الوضوح. دخلت شفافيتك وغبت تاركاً وراءك حلمك الكبير بأن تشارك بنهضة ثقافية فنية جديدة تحمل الوعي والانفتاح إلى شباب النهضة. كنت تعتقد أن بالثقافة وحدها يستطيع الحزب أن يميز نفسه في هذا المجتمع الاستهلاكي الكبير.

عشت ومتّ خفيفاً حذراً خائفاً من أن تُثقل على أحد، مغامراً مغامرة العاشق الشاب. أما حذرك فحذر الكبرياء التي لا تريد أن تنخدش.

عندما كنت أراك مُلَمْلَماً ومنتصباً كالرمح الأبيض ومهفهفاً، كنت أعجب وأتعجّب من هذه القدرة على المثابرة الدائمة، وجمع نفسك وعقلك بإتقان وتأنّ ثم الخوض في مغامرات جديدة داخل المؤسسة وفي كل الميادين، وكأنها المغامرة الأولى أو الحب الأول.

حملت أمانتك على رأسك كإكليل غار وأنت ابن النهضة الوسيع الثقافة، ومتّ وإكليلك على رأسك وأنت تعرف أننا جائعون إلى الثقافة والمعرفة وإلى الإنتاج والمثابرة والحوار.

بينك وبين المال كانت عداوة دائمة، وكأنك كنت تخشى أن يتهمك أحد باليُسر، أو أن يتهمك أحد أنك أخذت من المؤسسة أكثر ممّا يَسُدّ رمقك.

الأمانة تليق بك، حملتها كإنسان مثقف طليعي حديث الإطلالة دائماً.

نعدك أن نرفع اسم الحزب عالياً في ساحات المعرفة والفكر والثقافة، وسنحمل صداقتك يا رفيقي ميشال نبعة بنفسجة بيضاء على صدر هذه النهضة.

. نضال الأشقر، فنانة مسرحيّة إخراجاً وأداءّ.

المبدع الملتزم

الدكتور يوسف كفروني

منذ انتمائه إلى الحزب، شكّلت ثقافة النهضة فضاءه الفكري ودليل أعماله ومواقفه. كان الملتزم الصلب والمواجه العنيد في كل نشاطاته الثقافية: مسرحاً وكتابة، وإدارة تحرير، ونشر، وعمدة.

كتب ميشال نبعة عن الثقافة في مجلة «البناء» 27-4-74 مقالاً بعنوان «الثقافة المقاتلة»، مؤكداً على البعد الواقعي والمجتمعي للثقافة، رافضاً التسطيح والاغتراب وخليط الأشكال الثقافية التي تدّعي التراث والانفتاح، والتي تشكّل مزيجاً مريباً من عفن التراث وثقافة البالات.

وفي مقالة أخرى له عن الثقافة بعنوان «الانتقاء والتوفيق» (البناء 13-7-74)، يهاجم بعنف الانتقائية والتوفيقية، ويعتبر أن التوفيق هو نقيض الصراع، نقيض الثورة ونقيض النهضة. ويرى أنّ الذي يمارس الانتقاء والتوفيق في الثقافة هو عملياً خارج كل القضايا، هو عاطل عن القضية، ولا يملك الرؤية الكاشفة، لأنه عديم الشخصية والثقة وانتهازي. ومن يكن بدون قضية هو حكماً بدون ثقافة، لأنه كما يقول: لا توجد ثقافة بدون قضية.

ومن ضمن هذا التصوّر للثقافة كان رأيه في «المسرح المنتمي» (البناء 20-4-74)، فالمسرح كما يقول: «واحد من أحفاد الاحتفال المجتمعي، وهو بالتالي وريث حضاري لظواهر أنماط الاجتماع البشري المتطورة، وهو استمرارية الخروج من الذات وحتمية التواصل الوجودي بين الخلايا المجتمعية». ويؤكد أن القضية الفردية غير قابلة للمسرحة، لا شكلاً ولا مضموناً.

اجتمع عدد من الكتاب العرب واليهود في فلسطين المحتلة، ومن ضمنهم سميح القاسم الذي حمل سابقاً لقب شاعر المقاومة ثم هوى مع غيره من أدعياء الثقافة في وحل الاستسلام الخياني للعدو والتبويق لمشاريعه، وذلك سنة 1974، إثر هذه الحادثة مباشرة، كتب ميشال نبعة ثلاث مقالات متتالية، تكشف غضبه العام على أدعياء الثقافة، الذين وصلوا إلى المرحلة العلنية الوقحة، في الإفصاح عن الأهداف الصهيونية باتجاه السطو الحضاري واختراق التراث والهيمنة الثقافية. (البناء 17-8 و24-8 و31-8-47).

وكتب مقالين عنيفين ضدّ المطران يوسف ريّا، راعي أبرشية حيفا، الذي مالأ السلطة اليهودية في إحدى مقابلاته، واعتبرها عادلة، متنكراً لرعيّته المنكوبة والمشردة من قبل هذه السلطة. ويسأل نبعة: ما هو رأي السينودس، الذي ضاقت عينه بالمطران غريغوار حداد، وترك يوسف ريّا يلخبص بالحق القومي واللاهوت، مترقوصاً بين ظلم الملاك وعدل الشيطان. (البناء 7-8 و14-8-74).

وفي مقال مميز له بعنوان «الاستعمار التوراتي»، (البناء 9-11-74) هاجم بعنف تهويد المسيحية في الكنائس، التي أخذت في الآونة الأخيرة تعطي أهمية متزايدة للعهد القديم، بخرافاته وأساطيره واختيار يهوه إله التوراة لشعب خاص ومميز عن باقي الشعوب. ويردّ على مجلة «نور الحياة» الدينية المسيحية التي تمجد الشعب اليهودي ويسأل: لمصلحة من كان تكريس الهالة التوراتية؟ ومن هي الجهة المستفيدة من ربط المسيحية بما سُمّي لاحقاً بالعهد القديم، تمهيداً لدقّه إسفيناً في قاعدة العهد الجديد؟ ويقول: لا نظنّ أن الآباء الأجلاء بحاجة إلى مرافقتنا في جولة تاريخية لتتبع مراحل انتشار الدعوة المسيحية، وللتأكد من أن الإقبال على الدعوة لم يكن بفضل، ولا بمساهمة أسفار العهد القديم التي روت «مراحل إعداد البشرية لاستقبال المخلص». فقد وصل المسيح إلى البشرية قبل أن تصلها الأسفار المفترض فيها (إعداد البشرية لاستقباله)!

. الدكتور يوسف كفروني، أستاذ جامعي.

رسول وعاشق الجمال

الوزير إلياس حنا

كرّس حياته لعقيدة وحيدة، غلّفته فأعفته يافعاً من مرارة يتم الطفولة. وانصرف إلى عقيدته انصراف المؤمن إلى ممارسة طقوسه الإيمانية: تشبّع من الثقافة القومية، وقطف من ثقافة زعيمه كتابات جعلته مسؤولاً عن الفكر العقائدي، في غير منير إعلامي للحزب.

ترسّل لعقيدته طوال حياته وبها آمن، فوشّحته بالأمانة، وأكثر: في الزمان الجلل، ظل يؤتى إليه، حتى أضحى عميداً معمّداً بالرئاسة.

عمل في المسرح، هواية ورسالة، فأدى أصعب الأدوار، وكانت له البطولة من حجم عطاءاته، فأغنى أدواره بشخصيته الرحيبة، هو النبيل الملامح والمشاعر، وأرضى ذائقة مشاهديه بمحبتهم أداءه.

عشق الجمال والتراث، فأنطق الحجر بنبضات الحياة. وأحب جون، جونه التي ظلّ وفياً لأهلها وترابها، فبادله أهلها الحب حين أحدث نعيه مأتماً في كل بيت، وبادله ترابها بأن حضنه في قلبه حضانة الأرض لحبة القمح كي تطلع السنابل في الموسم التالي.

هكذا مات، مات ميتة المؤمن، هازئاً بسخرية الموت، انطفأ شمعة في معبد، كما سراج المؤمن حين يجف زيته يستسلم لمشيئة ربه. وهكذا يرحل الكبار مدركين أن غيابهم سيظل أقوى من الحضور. وهو ذا بالفعل غيابه اليوم أسطع من حضور: فها هم رفاقه الأوفياء يستذكرونه بينهم رفيقاً في النضال وأميناً وعميداً ورئيساً لمجلس العمد، وها هي جون حفرت في ذاكرتها طيفه الحاضر أبداً في فلوات الوساعة، تحقق له أمنيته التي طالما تحدث عنها: أن تنتصب على أرض جون مؤسسة ثقافية واجتماعية تترجم توقه الدائم إلى الكتاب والكلمة وإنسانية الإنسان.

. الياس حنا، وزير ونائب في مجلس النواب اللبناني.

خفيفاً.. كي لا يزعج الأرصفة!

غسان الشامي

مرّ طعم الرحيل..

موجعٌ هذا الغياب الفادح، انطفاء الندى في انكسار القامة الفارعة.

أيها الناحلُ.. الباسق.. الأشيب لمن تركت الضياء؟

كيف لملمتَ ملامحك الناصعة، ونقوشك، وحجارة بيتك، وحبر الكلام.. وغادرت…؟

لمن أسرجت الانتظار، وأولمت القهوة الباردة، والجملة التي لم تكتمل، وما تبقى من رحيق القصيدة، وياسمين الكتاب…؟

أيها الوجعُ الذي أنكرَ الآخ، وغيَّم ثم انهمر وحيداً كالليلك، وسافر في قطار المساء، علام هذه القساوة…!؟

الأمين..
الساطع.. الضاحك.. الجليل، الذي كان يمشي بخفة كي لا يزعج الأرصفة..

هل نفتحُ البوابات الخوالي، ونعبر إلى الليالي الماضية…؟

هل نعيدُ نحت الحجارة البيضاء مثل بيتك في جون، ونشقعها بالحكايا…؟

ميشال نبعة..

من أين تريدنا أن نبدأ…؟

.. من صلابتك، من المشاكسة، من صراع الأفكار، من مسرح باح بالعاصفة ثم أوقد المنصة وجلس مع النظارة…؟

.. من الحديث “المياوم” في الهموم الكبيرة، من مناقشة الكتاب والغلاف وترتيب بيت الكلام…؟

أمين ميشال..

قل إلى أين تريدنا أن ننتهي…؟

الصعوبة في البدايات، والأمور بخواتيمها..

أليس هذا ما أردت…؟

لو كنت أعرف أنك ستغادر بعد ساعتين.. ليلتها، لكنت بقيت لكنك كنت تمعن في النعاس.

التحية.. رددتَ بمثلها.. والصوت جاء عميقاً مؤلماً.

لو كنت أعلم أنه نعاسك الأخير، أيها الناصع، وأن صوتك الطاعن في هدوء العشيات سيغادر بعد قليل، لما كنت أشرت إليك بأننا سنلتقي غداً..

هكذا دونما صخب، وبالجمِّ من المودة الطاغية.. تسافر النوارس.

هكذا يفعل الأحبة..

أمين ميشال..

مرٌّ طعم الرحيل، لكنها.. نكهة حضورك باقية.

. غسان الشامي، شاعر وإعلامي.
في الحاجة إلى ما (ينقصنا)
–———————————————————

مصادر الملف: أرشيف جريدة البناء ومدونّات الأمين لبيب ناصيف.

“ملاتيوس جفنون” أهم من قرأ اليونانية القديمة وعلم “الابيغرافيا” في سوريا

“ملاتيوس جفنون” أهم من قرأ اليونانية القديمة وعلم “الابيغرافيا” في سوريا
‏ريم رضا الشعار‏ مع ‏نصر فليحان‏.
احب الإضاءة على القامات السورية الشاهقة.
إليكم قامة سورية شامخة شموخ السنديان
“ملاتيوس جفنون” أهم من قرأ اليونانية القديمة وعلم “الابيغرافيا” في سوريا

هو أحد السوريين القلائل العاملين في حقل “الإبيغرافيا” (علم الكتابات القديمة)، وقد نُشِرَت العديد من قراءاته في المجلات التخصصية.
يهتم ويبحث ويحاضر، منذ العام 1968، في المواضيع الفكرية، الفنية والأثرية المتصلة بالتاريخ السوري القديم على الأخص النقوش الكتابية الأثرية بـ “الآرامية”، “التدمرية” و”النبطية” و”عربيات الجنوب” في “اليمن” القديم إضافة “اليونانية” القديمة و”السريانية” القديمة على الآثار ويقوم بقراءة وترجمة النصوص المكتشفة حديثاً وغير المقروءة أو المنشورة سابقاً باليونانية
المهندس “ملاتيوس جبرائيل جغنون” من مواليد مدينة اللاذقية عام (1943)، يحمل بكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة حلب.
شغل عدة وظائف في الدولة كان أولها مديراً للشؤون الفنية في بلدية “جبلة”، وآخرها مديراً لتخطيط مشروع خط غاز “عمر – تشرين” بطول. ويعمل حالياً كمهندس خبرة متعاقد مع جهات خاصة
يقول السيد ملاتيوس عن سبب اختيار هذا النوع من العلم “الإبيغرافيا” (علم قراءة النقوش الكتابية :
«”الإبيغرافيا” علم يندر متعاطوه جداً على ساحة علماء الآثار السوريين والعرب، والرغبة وُلِدَت لدي قبل أن يُوْلَدَ السبب، بمعنى أنها بدأت كهواية ثم اكتشفت فيما بعد ما يبررها.
فأول ما تَبَدَّتْ بواكير إرهاصاتها عندي حين كنت أقف أمام أعمدة مدينة “تدمر” العظيمة، وأنا المهندس الشاب الذي لم ينقضي على تخرجي إلاّ سنتين أو ثلاث آنذاك، بمواجهة العشرات من النقوش الكتابية “التدمرية” الآرامية و”اليونانية” لغة العصور الكلاسيكية كان ينتابني شعور غامض وكأن أَحَدهُم يهمس في أُذُنَيَّ قائلاً: “انظر، هذه رسائل تركها لك أسلافك، ولا بد وأنها تقول أشياء تَهُمُّكَ معرِفَتُها. أليس من العار ألاّ تعرف ما تقول؟ بل أليس معيباً أن تلجأ إلى الأجنبي الذي لاتنتمي هذه الرسائل إليه وليست من أسلافه لكي يقرأها لك؟” وكان ذلك تحدياً كبيراً بالنسبة لي لأنني لم أكن أُتْقِنُ من اللغات إلاّ “الإنكليزية” والقليل من “الفرنسية” التي لا تفيدني بشكل مباشر.
وبقي التحدي بين واقعي المتواضع وطموحي الذي لم أكن أعرف السبيل لتلبيته. فما من كلية أو معهد أوعالم بهذه الكتابات يمكنني اللجوء إليه!!!
«لم أمتلك شيئاً من أدوات المباشرة بتعلم “التدمرية”، فما مِن مُعَلِّمْ، لأنها لغة منقرضة لم تعد حية على ألسن الناس، فالذين يتعاطون “التدمرية” في سورية آنذاك كانوا ثلاثة فقط، وَهُمْ المرحوم الأستاذ “نسيب صليبي” والمرحوم الدكتور “عدنان البني” مدير التنقيب والدراسات الأثرية في المديرية العامة للآثار والمتاحف من “حمص” ثم الأستاذ “خالد أسعد” مدير آثار ومتاحف “تدمر” آنذاك.
وبمحض الصدفة، وَقَعْتُ ذات يوم من سنة (1973)، على كُتَيَّبٍ صغير قديم من سلسلة كانت تصدرها المديرية العامة للآثار والمتاحف بالفرنسية وتعني “جرد النقوش الكتابية التدمرية” وكان يحتوي على مجموعة من النقوش “التدمرية” وقراءتها وترجمتها إلى الفرنسية على يد علماء “إبيغرافيا” من الأوروبيين والأمريكيين وغيرهم. وتابعت الطريق حتى أنني اضطررت لتعلم “السريانية” بما يسمح لي النفاذ إلى “التدمرية” كونهما من العائلة اللغوية “الآرامية”. وكان كل ذلك بدون مُعَلِّم لأنه، ما من معلم.
أما التحدي الأكبر فكان بتعلم “اليونانية” لهجة العالم الكلاسيكي التي كان لي شرف قراءة العدد الكبير من نقوشها المكتشفة حديثاً، والتي تختلف اختلافاً كبيراً عن “يونانية” اليوم المعاصرة، ولكن ما سَهَّل الأمور علي هو لجوئي أخيراً إلى “الإنجيل المقدس” باليونانية وكتاب آخر لتعلم يونانية الإنجيل “يونانية العالم القديم” أو اللغة “العامة” غير المحكية اليوم، وبالمثابرة والعناد تمكنت من بلوغ ما صبوت إليه وما وصلت إليه اليوم».
«أما عن الصعوبات التي أصادفها حين أتعاطى مع النقوش الكتابية القديمة فبديهي أن الكتابات التي تُكتـَشَف، سواءٌ أكانت منقوشة على الحجر أم مرصوفة بالفسيفساء، غالباً ما يكون قد أصابها التشويه أو التلف أو فقدان بعض أجزائها كثيراً أو قليلاً، الأمر الذي يعقد مهمة عالم “الإبيغرافيا” في قراءتها، ومن جهة أخرى فإن الأخطاء اللغوية من نحوية وإملائية هي أمر شائع ومعروف في الكتابات اليونانية الأثرية السورية، بالإضافة لعدم وجود فراغات بين الكلمات».
مشاريع عدة يرغب “ملاتيوس” بالقيام منها وعنها يقول:
«جمع النقوش الكتابية الأثرية التي قمت حتى الآن بقراءتها في مُؤَلَّفٍ واحد ونشره على نفقة جهة علمية معتمدة تتبناه، وأُفَضِّلُ أن تكون هذه الجهة سوريَّةً. ثم تجميع ما استجد بعده ومتابعة نشره أيضاً بالتتابع. فذلك جزء مهمل أو يكاد من ثروتنا الثقافية أطمح أن يصل إلى أيدي مثقفينا، فنحن أولى من الأجنبي بحق القراءة والطبع والنشر».
ويتابع: وهنا أتمنى أن أحظى يوماً ما، إذا ما اكْتُشِفَتْ وثائق تاريخية هامة منقوشة بإحدى اللغات التي أعمل عليها، بشرف قراءتها قبل أن يقوم علماء الإبيغرافيا من غير السوريين بذلك. وأرجو أن لا يطول الوقت قبل أن يتم مثل هذا الاكتشاف الذي أطمح إلى وضع اسمي على قراءته وترجمته».
الجدير ذكره أن المهندس “ملاتيوس جغنون” مُنِحَ عضوية الشرف في جمعيات أصدقاء دمشق، عاديّات “اللاذقية” وعاديّات “جبلة”، عضو مؤسس في عاديّات “حمص” وهو عضو لجنة التراث المسيحي السوري في مجلس كنائس الشرق الأوسط الذي مقره ببيروت.
وعضو مجلس إدارة وعضو هيئة تحرير جريدة ” حمص ”
أوفدته جمعية العاديّات- فرعا جبلة وحمص – في أيار من العام 2002 إلى برشلونة للمشاركة في الأسبوع الثقافي السوري ببلدية برشلونة بالتعاون مع السفارة السورية والنادي السوري هناك.
من أعماله: سورية في آثينا والرومتين – آثارنا عندهم وآثارهم عندنا – سورية موطن الحضارات – عربيات الجنوب – هكذا كانت تدمر الكبرى- الكتابات اليونانية والآرامية في تدمر- حييت يا عاصي – أفاميا- حصن سليمان – تدمر تكرم مواطنيها – سلفادور دالي: الأخرق الخارق، وغيرها الكثير..

رأس يوحنا المعمدان ܪܺܫ ܝܽܘܿܚܰܢܳܢ ܡܰܥܡܕ̥ܳܢܳܐ

رأس يوحنا المعمدان
ܪܺܫ ܝܽܘܿܚܰܢܳܢ ܡܰܥܡܕ̥ܳܢܳܐ
نضال رستم


ܒܡܕ̥ܺܝܼܢܰܬ̥ ܕܽܘܼܡܳܫܬ̊ܳܐ ܐܰܘܟܺܝܬ̥ ܕܰܪܡܣܽܘܿܩ ܐܺܝܼܬ̥ ܡܰܣܓ̊ܕ̥ܳܐ ܪܰܒܳܐ ܡܶܬ̥ܩܪܶܐ ܒܠܶܫܳܢܳܐ ܣܰܪܩܳܝܳܐ (ܐܠܔܐܡܶܥ ܐܠܐܽܡܘܝ). ܗܳܢܐ ܡܰܣܓ̊ܕ̥ܳܐ ܗ̣ܘܳܐ ܗ̱ܘܳܐ ܦ̊ܰܛܪܺܝܰܪܟ̥ܘܼܬ̥ܐ ܕ̥ܡܳܪܝ ܝܽܘܿܚܰܢܳܢ ܡܰܥܡܕ̥ܳܢܳܐ. ܘܒ̥ܶܗ ܪܺܫ ܝܽܘܿܚܰܢܳܢ ܡܰܥܡܕ̥ܳܢܳܐ. ܒܰܫܢܰܬ̥ ܫܶܬ̥ܡܳܐܐ ܘܬܶܫܥܺܝܼܢ ܠܐܠܟܣܢܕܪܘܿܣ ܡܠܶܟ̥ ܝܰܘܢܳܝܹ̈ܐ܆ ܫܰܘܝܳܐ ܠܬܠܳܬ̥ܡܳܐܐ ܘܫܰܒ̥ܥܺܝܼܢ ܘܬ̥ܫܰܥ ܡܫܺܝܼܚܳܝܬ̊ܳܐ (379), ܐܰܩܺܝܼܡܝܼܘܗܝ ܐܽܘܿܛܽܘܿܩܪܰܛܘܿܪ ܪܽܗ̱ܘܿܡܳܝܳܐ ܬ̥ܝܘܿܕ̥ܘܿܣܝܘܿܣ ܕܽܘܼܟ̊ ܒܶܝܬ̥ ܚܕܰܕ ܐܰܠܳܗܳܐ ܕܙܳܥܽܘܿܩ̈ܳܬ̊ܳܐ ܘܡܶܛܪܳܐ ܕ̥ܰܗܘܳܐ ܠܘܳܬ̥ ܐܳܪܳܡܳܝܶ̈ܐ ܘܰܟ̥ܢܰܥܢܳܝ̈ܶܐ. ܫܰܚܠܦ̥ܘܼܝܗ̱ܝ ܪܽܗ̱ܘܡܳܝ̈ܶܐ ܡܨܰܠܝܳܢܳܐ ܠܝܘܼܦ̊ܝܼܬܶܪ Iūpiter .
ܒܰܫܢܰܬ̥ ܫܒ̥ܰܥܡܳܐܐ ܘܚܰܡܶܫ (705) ܡܫܺܝܼܚܳܝܬ̊ܳܐ، ܟܕ ܣܪܰܚ ܥܰܪ̈ܰܒ̥ܳܝܶܐ ܒܰܐܬ̥ܪܰܢ ܘܰܫܠܰܛܘ ܥܰܠ ܡܕ̥ܺܝܼܢ̱ܬܳܐ، ܐܰܚܠܦ̥ܶܗ ܘܰܠܝܕ ܒܪ ܥܒܕ ܡܠܟܐ ܒܳܬ̥ܰܪ ܕܣܝܳܡ ܐܺܝܼܕ̥ܳܐ ܥܰܠ ܦܰܛܪܺܝܰܪܟ̥ܘܬ̥ܐ ܐܰܓ̥ܙܰܪ ܕܢܶܬ̊ܬ̊ܩܝܼܡ ܡܰܣܓܕ̥ܳܐ ܚܠܳܦ ܥܹܺܕ̱̊ܬ̊ܳܐ. ܘܡܶܢ ܗܳܝܕܶܝܢ ܨܒ̥ܰܘܘܼܢ ܠܡܶܠܚܳܐ ܟ̥ܘܿܠ ܢܽܘܼܩܕ̊ܬ̥ܳܐ ܥܹܺܕ̊ܬ̊ܳܢܳܝܬܳܐ ܘܰܒ̥ܥܰܘ ܠܰܡܩܰܠܳܥܘܼ ܓ̥ܽܘܿܪܢܳܐ ܕ̥ܰܥܡܳܕ̥ܳܐ ܡܶܢ ܟܽܘܼܪܣܝܶܗ. ܗܳܝܕ̊ܶܝܢ ܓܕ̥ܰܫ ܓܶܕ̥ܫܳܐ ܕܡܺܝܼܪܳܐ ܘܙܺܝܼܥܳܐ، ܟܕ̥ ܐܰܙܝܼܚܝܼܘܗܝ܆ ܡܶܢ ܫܶܠܝܳܐ ܢܦ̥ܰܪ ܪܶܕ̥ܝܳܐ ܕ̥ܰܕ̥ܡܳܐ ܘܝܽܘܼܡܳܡܳܐ ܝܰܡܶܡ ܫܽܘܼܩ̈ܶܐ ܘܐܰܕ̥ܗܶܠ ܒܢܰܝ̈ ܡܕ̥ܝܼܢܬܳܐ ܘܫܰܪܰܘ ܢܫܰܒ̊ܚܘܼܢ ܒܫܶܡ ܝܘܿܚܰܢܳܢ ܘܰܒ̥ܫܶܡ ܐܰܠܳܗܳܐ ܥܕ̥ܰܡܳܐ ܕܶܐܗܦ̊ܶܟ̥ܘ ܓܽܘܿܪܢܳܐ ܠܡܰܘܬ̊ܒ̥ܶܗ ܘܰܗ̣ܘܳܐ ܦ̥ܳܝܽܘܿܫܳܐ ܘܟ̥ܰܬ̊ܰܪ ܒܡܰܘܬ̊ܒ̥ܶܗ ܥܕ̥ܰܡܳܐ ܠܝܰܘܡܳܢܳܐ، ܘܐܳܦ ܐܺܝܼܬ̥ ܟܬ̥ܝܼܒ̥ܬܳܐ ܠܥܶܠ ܡܢ ܬܰܪܥܳܐ ܬ̥ܰܝܡܢܳܝܳܐ ܒ̥ܠܶܫܳܢܳܐ ܝܰܘܢܳܝܳܐ
ܩܒ̥ܝܼܫ ܡܢ ܟܬ݂ܳܒܳܐ ܕܡܰܙܡܽܘܖ̈ܶ ܡܙ(144:12)
βασιλεια σου βασιλεια παντων των αιωνων, και η δεσποτεια σου εν παση γενεα και γενεα
ܩܶܪܝܳܢܳܗ̇ ܘܦܽܘܼܫܳܩܳܗ ܒܠܶܫܳܢܰܢ ܣܘܼܪܝܳܝܳܐ
ܐܽܘܿܢ ܡܫܝܼܚܳܐ «ܡܰܠܟܘܼܬ̥ܳܟ̥ ܡܰܠܟܘܼܬ̥ ܟܽܠ ܥܳܠܡܺܝܼܢ ܘܫܽܘܼܠܛܳܢܳܟ̥ ܒܟ̥ܽܠ ܕܳܪܕܳܪ̈ܝܼܢ. ܡܙܡܘܿܪܐ (ܩܡܕ:ܝܒ)
ܐܶܠܳܐ ܥܰܡ ܟܘܿܠ ܬܽܘܼܘܳܝܳܐ ܘܐܰܒ̥ܺܝܼܠܽܘܼܬ̥ܳܐ ܪܰܒܬ̥ܳܐ ܥܹܺܕ̱̊ܬ̊ܳܐ ܐܶܬ̊ܬ̊ܰܡܣܰܓ̊ܕ̥ܰܬ̥.
ܒܝܰܕ ܢܶܨ̊ܐܠ ܪܽܘܣܛܳܡ
15.01.2022
———————–
راس يوحنا المعمدان
بمدينة دمشق (دوموشتو) اي دَرمسوق يوجد مسجد كبير يدعى الجامع الأموي هذا المسجد كان بطريركية مار يوحنا المعمدان. بسنة 990 لملك اسكندر المقدوني الموافقة لعام 379 م. اقامها الامبراطور الروماني ثيوذوسيوس مكان معبد حدد إله الصاعقة والمطر عند الاراميين والكنعانيين غيره الرومان لمعبد جوبيتر.
بسنة 705 م. عندما عاث العربان بارضنا وتسلطوا على المدينة غيرها وليد بن عبد الملك بعد ان وضع يده على البطريركية واقر (قطع) ان يقام مسجد بدل الكنيسة. عندئذ رغبوا محي كل اثر كنسي وارادوا قلع جرن المعمودية من كرسيه حدث عندئذ حدث عجيب ومفزع ما ان زحزحوه من مكانه نفر سيل من الدم أفاض ويمّم الازقة (الاسواق) واذهل ابناء المدينة وبدأوا يسبحون باسم يوحنا واسم الله الى ان اعادوا الجرن لموضعه ومازال باقي بموضعه الى اليوم, وايضا هناك كتابة فوق الباب الجنوبي باليونانية مقتبسة من المزمور 144:12 تفسيرها وقرائتها بالسرياني ايها المسيح (ملكك ملك كل الدهور ، وسلطانك في كل دور فدور). لكن مع كل اسف وحزن كبير الكنيسة تمسجدت .