القدّيس مار أفرام السُّرْياني (٣٠٦؟-٣٧٣)

القدّيس مار أفرام السُّرْياني (٣٠٦؟-٣٧٣)

حسيب شحادة

مار إِفْريم سورْيايا، Ἐφραίμ ὁ Σῦρος، Ephraem Syrus, Ephrem the Syrian أعظم شاعر سرياني مسيحي، وأبرز آباء كنيسة السريان الأرثوذكس. يُدعى أيضًا بأفرام النصيبيني أو أفرام الرهوي أو الملفان مار أفرام السرياني، ملفان الكنائس السورية ومعلّم الأرثوذكسيين أجمع. يُكنّى بـ ”قيثارة الروح القدس“ ، ”شمس/نبي السريان“، ”نهر الفرات الروحي“، ”أبونا العظيم“، ”تاج الأمّة السريانية“، ”صاحب الحِكَم“، ”قدّيسنا المشهور“، ”النبي الفائق“، ”عمود الكنيسة“. كلّ هذا ولا ذكر لاسم أبويه أو اسم عائلته. كان القدّيس يوحنّا الذهبي الفم قد نعته بالكلمات ”أفرام كنّارة الروح القدس ومخزن الفضائل ومعزّي الحزانى ومرشد الشبّان وهادي الضالّين، وكان على الهراطقة كسيف ذي حدّين“. وقال المؤرخ اليوناني سوزومين عنه ”إنّه أرفع من كل ثناء وقد زيّن الكنيسة كلَّها أفخر زينة، وفاق الكتّاب اليونانيين بحكمته ورونق كلامه وأصالة رأيه وسداد برهانه“. اعتبر أحد آباء الكنيسة ومعلّميها منذ العام ١٩٢٠. مار أفرام واعظ، مفسّر للكتاب المقدّس، ناظم ترانيم ولاهوتي متواضع لأبعد الحدود. تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بعيده في الثامن والعشرين من كانون الثاني.
هناك شَحّة في المعلومات الموثوقة عن حياته، ولا بدّ من فرز الواقع عن الخيال والأساطير التي حيكت حول حياته. معنى اسمه ’الخصب‘، ولد في عهد الإمبراطور قسطنطين في نصّيبين (Nisbis) السريانية في بلاد ما بين النهرين (اليوم في تركيا)، على حدود إمبراطوريتَي الفرس والروم، لوالدين مسيحيين فقيرين وهو القائل: ”ولدت في طريق الحقّ، مع أنّني في صبوتي لم أدرك عظمة الحقّ، وإنّما عرفته بالتجربة“. آنذاك كانت نصيبين مركزًا تجاريًا وعسكريا. قضى فترة شبابه كالآخرين، بعيدًا عن العبادة والقداسة، إلا أنّ تجارب الحياة لقّنته عبرًا ودروسا. شهد عصره، القرن الرابع للميلاد، الكثير من الشدائد الدينية والسياسية من جهة، ويعتبر القرن الذهبي للمسيحية المشرقية من جهة أخرى. يُروى عنه أنّه كان دائمًا بكّاء، عابس الوجه، ولم يضحك قطّ، والكنيسة السريانية تصف المتنسّك بالبكّاء. تتلمذ أفرام لأسقف نصيبين، مار يعقوب النصيبيني (٣٠٩٣٣٨) ويوليانوس، اعتمد وهو ابن ١٨ سنة، ثم رُسم شمّاسًا، علّم في مدرسة مرموقة بناها يعقوب عام ٣٢٥ مدّة ثمانية وثلاثين عامًا، ثم أدارها هو بعد وفاة مار يعقوب سنة ٣٢٨، إنّها أكاديمية نصيبين حسنة الصيت، التي لقّبت بـ ”أمّ العلوم“. وفيها دُرّست الأسفار التوراتية التالية: أسفار موسى الخمسة، القضاة، سفرا صموئيل، سفرا الملوك، أمثال سليمان، نشيد الأنشاد، أيّوب، أشعياء، الاثنا عشر نبيا، إرمياء، حزقيال، دانيال. وعلى الناشئة قراءة مزامير داؤود وحِكم ابن سيراخ، وبخصوص العهد الجديد فيجب تدريس الأناجيل الأربعة ورسائل الرسل والرسائل الكاثوليكية الثلاث، وأربع عشرة رسالة للرسول بولس.
خدم أفرام الكنيسة في فترة أساقفتها الأربعة، يعقوب، بابو، فولوجيس، إبراهيم. يقال إنّه رافق الأسقف الأوّل وحضر معه مجمع نيقية في نفس العام، وفي المجمع أُدينت الأريوسية وكل الهراطقة. انتقل مضطرًا عام ٣٦٣، إثر احتلال الفرس لنصيبين، إلى مدينة آمد (في ديار بكر) عند أخواله، ومن ثمّ سنة ٣٦٥ إلى مدينة الرُّها أو أودسة (Edessa) أو أورفه، التي كانت تحت سيطرة الروم، وتبعد نحو ٢٦٠ كم إلى الغرب من نصّيبين. عرفت تلك المدينة كمركز رئيسي للمسيحية في وقت مبكّر، وازدهرت فيها الثقافتان السُّريانية واليونانية، كما في نصيبين حيث عرفت تعدّد الأديان والمذاهب. وفي أودسة أقام مدرسة الفرس وعلّم فيها مادّتي التفسير والتراتيل، في كنف المطران بارسيس. ونصّيبين في القرن الرابع، كانت سريانية بالكامل، واشتهرت بمدرستها التي تخرّج فيها نوابغ. من أشهر تلاميذ أفرام: آبا والشمّاس زينوبيوس المعروف بالجزري وآسونا وقورلونا وشمعون السميساطي ويوليان والقسّ إسحق الآمدي والقسّ عبسميا وهو ابن أخت أفرام السرياني. في عهد أفرام أُنجزت ترجمة الكتاب المقدّس، بعهديه القديم والجديد إلى السريانية. يبلغ عدد السريان اليوم قرابة الستّة ملايين نسمة، وهم موزّعون في شتّى أرجاء العالم، مثل الهند، أوروبا، أمريكا، وفي شمال سوريا حوالي المائة ألف. ولهذا الشعب السرياني أيادٍ بيضاء في الحضارة الإنسانية عامّة والعربية خاصّة، إذ أنّه كان يشيّد المدارس قبل الكنائس، وكانت الأديرة بمثابة دور علم ومعرفة وبحث. مساهمة السريان جلية في ميادين عديدة كالطبّ والكيمياء والزراعة والفلسفة والجغرافية واللاهوت والتجارة والفلك والترجمة بين اللغات: السريانية واليونانية والعربية. وكانت السريانية لغة عالمية على مدى عدّة قرون, وأدّت دور الوسيط ما بين الشرق العربي الفارسي والغرب الإغريقي اللاتيني.
يُروى عن مار أفرام أنّه عند اقترابه من الرها، بعد أن سلّمت نصيبين إلى الفرس عام ٣٦٣، صادف امرأة زانية تحدّق فيه بشكل مثير للريبة، فقال لها ”يا امرأة ألا تستحين أن تحدّقي بنظرك إليّ هكذا؟“، فأجابته ”إنّ المرأة قد أُخذت من الرجُل فيحقّ لها أن تتفرّس في أصلها، أمّا الرجل فأُخذ من التراب فينبغي عليه أن يتفرّس في أصله الذي أُخذ منه“. عندئذ قال في نفسه ”إن كانت نساء هذه المدينة حكيماتٍ هكذا فكم تكون حكمة رجالها؟“ وفي الرها، على ذمّة الرواية، اشتهته جارة له باسم صوفيا وقالت له ذات يوم: أتحتاج إلى شيء؟ ردّ عليها: إنّي بحاجة إلى حجارة وإسمنت لبناء سور بيننا كي لا أراك. اشتاطت المرأة غضبًا من ذلك، وهدّدته بأنّها ستتّهمه أمام الشعب بارتكاب الرذيلة معها، إن لم يستجب لتلبية رغبة جسدها. تظاهر أفرام بتلبية طلبها شرط أن يتمّ مبتغاها في سوق المدينة. دهشت المرأة وقالت: كيف يكون ذلك والناس يحيطون بنا؟ ردّ عليها: إن كنتِ تخجلين من الناس، فلم لا تستحين من الله، الذي تخترق عيناه أستار الظلام؟ تأثّرت المرأة، اتّعظت، تابت والتحقت بأحد الأديرة وخدمت الربّ. (للراغب هناك فيلم بجزئين عن حياة أفرام:
https://www.youtube.com/watch?v=vUiKHBU36rc
https://www.youtube.com/watch?v=So8RRtEPiPM
في الرها خدم أفرام عند أُسقفها برسا ٣٦١٣٧٨، علّم وكرز للوثنيين، فسّر الكتاب المقدّس، نظم الشعر الديني والروحي، أمضى وقتًا في التنسّك، كان يهرب من هذا العالم إلى حياة الخلوة والوحدة والتأمّل، من آن لآخر، ولم يأكل سوى خبز الشعير والبقول المجفّفة. كان بمثابة الأب والراعي لمئات من النسّاك. كان الفقر عند أولائك النسّاك التزاما. قبيل رحيله عن هذه الفانية قال ”لم تكن لأفرام محفظة ولا عصا ولا كيس مطلقا. ولا امتلكت في حياتي شيئًا من الذهب أو الفضّة، لأنّي سمعت الملك السماوي يقول لتلاميذه أن لا يقتنوا شيئًا على الأرض. لذا لم أرغب بشيء بل ازدريت المجد والمال ومِلت إلى العلويات.“
وفي قصيدة معروفة وصف أفرام فلسفته الرهبانية، وفيها يتحدّث مع نفسه، التي روّضها على شظف العيش، وورد فيها:

كم مرّة جُعت
وكان جسدي بحاجة إلى الطعام
ولكني امتنعت عن تناوله
لكي استحقّ الطوبى التي سينالها الصائمون
عطش جسدي الذي جُبل من طين
ورغب في الماء ليرتوي
فأهملته ناضبًا لكي يستحقّ التلذّذ بندى النعيم
وإذا كان الجسد دائمًا يكثر مراودتي
فإنّي كنت أروّضه يومًا فيومًا حتّى النهاية
في مساء كلّ يوم أتصوّر أنّي لا أكون في الوجود صباحًا
فأقوم للصلاة والعبادة حتى شروق الشمس وبزوغها
عندما سألني الجسد غفوة
استهويته بالطوبى التي منحها الربّ للإيقاظ
قد صار ذهني مذبحا
وأرادني كاهنا
وكمثل حمل لا عيبَ فيه ضحيت بذاتي قربانا
تحمّلت عذاب الجوع منتصرًا عليه
إذ رأيتك بين اللصّين تذوقُ المرارة لأجلي
اعتبرت ضيق العطش وكأنه لم يكن
إذ رأيت سيّدي بسبب خطيّتي يمتصّ الخلّ
لم أُعر للأطعمة أهميّة
إذ وضعت نُصْب عينيّ وليمة ملكوتك.

وفي صلاة له نجد ما معناه:

أيّها الربّ وسيّد حياتي، أَعتقني من روح البِطالة والفضول، وحبّ الرئاسة والكلام البطّال . وأنعم عليّ أنا عبدك الخاطىء بروح العفّة واتّضاع الفكر والصبر والمحبّة. نعم يا ملكي، وإلهي، هَب لي أن أعرف ذنوبي وعيوبي، وأن لا أدين إخوتي، فإنّك مبارَك إلى دهر الداهرين، آمين.

مات أفرام بوباء الطاعون في التاسع من حزيران عام ٣٧٣، وهو يداوي المصابين به، ويعزّي الحزانى أيام المجاعة التي حلّت بأهالي الرها في آخر حياته. وفي الخامس من تشرين الأّول سنة ١٩٢٠ أعلنه البابا، بندكتس الخامس عشر، ملفان الكنيسة الجامعة. ممّا ورد في وصيته ما يلي ”… وارُوا جسدي التراب بثوبي وقبّعاتي وذلك في مقبرة الغرباء لأنّي غريب نظيرُهم، وكل طير يأوي إلى شكله. لا يجدر البكاء على الصالحين عند رُقادهم لأنهم يرثون الحياة الأبدية حال دخول أجسادهم غياهب القبر، إنّما يليق بكم، أيها الإخوة، أن تسكبوا الدموع على أمثالي ممّن بدّد حياته بالأباطيل … هلمّ بسلام يا ملاك الموت، يا من تفصِل النفس عن الجسد، هلمّ افصلهما عن بعضهما حتّى يحين موعد البعث“. نقل رفاته فيما بعد إلى مَقبرة المطارنة في مدينة الرُّها الكبرى، وهناك رواية تقول إنّه نُقل عام ١١٤٥ إلى أوروبا.

لم يصلنا من تفسيراته للكتاب المقدّس نظمًا ونثرًا، سوى تفسيرٍ لسفرَي التكوين والخروج وشذرات أخرى متفرّقة. ولا يوجد في أعماله أيّ صدى لأفكار وعادات اليهود المسيحيين، أو تأثير واضح للفلسفة اليونانية. أمامنا فكر سامي رمزي. له خطب ورسائل وميامر ومداريش (memre, madrashe) . الميمر منظومة تعليمية تُقرأ ولا تُنشد، في حين أنّ المدراش ينشد، وهو ذو أبيات محدودة، ذات ردّة لازمة وأوزان كثيرة. ويقال إنّ عدد هذه المدارش/المداريش الأفرامية وصل إلى قرابة الخمسمائة. وعن الفردوس يقول مار أفرام ”… قاعُه للتائبين، ووسطه للأبرار، وقمّته للكاملين، والعرشُ لرئيسه … إنّ نوحًا في فُلكه آوى البهائم في الطابق السفلي، وأوْكر الطيور في الطابق الوسطي، وتربّع كإله في الطابق العلوي“.

عُصارة فكره الروحي تتلخّص في أن الله خلق الخليقة من أجل الإنسان، الفردوس هو خِدر العفّة، والأرض مسكن البهائم؛ الجنسية أرضية والبتولية سماوية. يشبّه الإيمان بعروس تسير في مقدّمة الجمهور، والصلاة هي العذراء في خِدرها. يعجِز الإنسان عن معرفة وجود الله بدون الله، ويشدّد أفرام على قرْن الإيمان النقي بالعمل. الإيمان والمحبّة جناحان لا ينفصلان، وفي نظره الإيمان فوق المحبّة. محبّة الله والقريب هي الوصيّة العظمى. وعن الصوم عن اللحم وعن الخمر يقول أفرام: هناك مكافأة خاصّة في الفردوس، المقصود بالصوم هاهنا، ليس عن الأكل والشرب بل وعن الخطيئة. وللبتولية، صوم الطبيعة، أجر خاصّ في الفردوس، ويذهب إلى أنّ طبيعة الإنسان غير فاسدة.
يُعتبر انتاجه الشعري والنثري، زهاء الثلاثة ملايين من الأسطر، حوالي ١٢٠ ألف صفحة، ١٢ ألف قصيدة و ٥٥٠ مدراشا/نشيدًا وغير ذلك من الصلوات والابتهالات، أيّ ما يبلغ بضع مئات من الكتب، ثروة عظيمة للمكتبة المسيحية، مثل شرح كلّ الأسفار المقدّسة، مقالات ورسائل وميامر وتسابيح. ترجع أقدم مخطوطات كتابات أفرام السرياني إلى القرن السادس. ومن آثاره الهامّة ما كتبه ضد الهراطقة مثل هرطقة برديصان السرياني (ت. ٢٢٢)، وكان ابنه هرمونيوس قد نظم ١٥٠ نشيدًا لمنافسة مزامير النبي داؤود، فما كان من أفرام إلا أن عارضها بنفس العدد من الأناشيد (وكان برديصان آخر الغنوصيين قد فعل مثل ذلك من قبلُ)، كانت جوقة كنسية من العذارى أسّسها أفرام ترنّم منها في الكنيسة كلّ صباح ومساء. وفي الليتورجيا السريانية أناشيد كثيرة لأفرام. وفي كتاباته يتطرّق أفرام إلى مواضيع كثيرة جدًّا مثل: الإيمان، المسيح، الكنيسة، الجنّة، الخطيئة، الصبر والحذر، هدم الكبرياء، الطبيعة، السلطة الروحية نقيض السلطة الزمنية، الروح القدس، الحضّ على التوبة (له كتاب عن التوبة صدر بالعربية عام ٢٠٠٤ وهو متوفّر على الشابكة)، نصائح، ابتهال وتخشّع، عناية الله، معرفة الجهاد، ورود ربّنا يسوع المسيح الثاني، البتولية وصفاتها، الورع، المحبّة، ذكر الموت، أنواع الفضيلة. اندثر قسم كبير من انتاجه.
في مجال الشعر يمكن التنويه بقصائده الثلاث بعد حصار الفرس الثالث لنصيبين عام ٣٥٠ بقيادة شابور الثاني؛ قرابة الأربعين قصيدة حول آلام المسيح؛ قصيدة قصّة يوسف الصدّيق. لأفرام قصائد طويلة جدًّا وهي على البحر السباعي الخاصّ به وعلى البحر الخماسي، يبلغ عدد أبيات بعضها الآلاف وهي بدون قافية. ترجمت معظم أعماله لأهميتها أولًا إلى اليونانية بقلم فلافيان الأنطاكي وديودور الطرسوسي، ثمّ إلى لغات أخرى كاللاتينية والأرمنية والجيورجية والحبشية والسلافية والإنكليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والصينية والعربية.
حول ما نقل من نتاج أفرام للعربية، لا بدّ من التنويه بمخطوط في ستراسبورغ تحت رقم ٤٢٢٦ وفيه مادّة وافرة. الجدير بالذكر أنّ إبراهيم بن يوحنا الأنطاكي كان قد ترجم عام ٩٨٠ إلى العربية بعض المقالات التي تُعنى بالرهبنة، وبعده آخرون في القرن الحادي عشر. نذكر أن ثلثي كتابات أفرام السرياني مترجمة عن اليونانية والثلث الأخير عن السريانية. ويذكر أنّ السمعاني وبيار مبارك كانا أوّل من نقلا مؤلفاتٍ لأفرام إلى اللاتينية، ثلاثة مجلدات، ١٧٣٧، ١٧٤٠، ١٧٤٣. يلاحظ أنّ موقف أفرام من الثقافتين اليونانية والرومانية غالبًا ما كان سلبيًا وأطلق عليهما عبارة ”السمّ القاتل“. رأى في اليهود عُبّاد العِجل وقتلة، وصارعهم لما كان لهم من تأثير سلبي في نظره على المسيحية آنذاك. أمّا الهراطقة، مرقيون وبرديصان وماني فقد تصدّى لهم وقاومهم بكلّ ما أوتي من معرفة وفطنة، بناء على تفسيره الرمزي لكلمة الله. ويعتقد أفرام أنّه بالإيمان وحده يتسنّى لنا مشاهدة غير المنظور. ومن الجدير بالذكر أنّ أفرام في سياق تفسيره الثالوث قال إنّه كالشمس، فبقرصها هي كالآب، وشعاعها كالابن وحرارتها كالروح القدس. والأمر ذاته يسري على النار، فاللهيب هو الأب وشعاعها الابن وحرارتها الروح القدس. يُنسب النصّ ”المجد للآب والابن والروح القدس“ بإضافة الواو إلى ’الروح‘ إلى أفرام السرياني، كما يشير مار باسيليوس الكبير أسقف قيصرية قبدوقية (ت. ٣٧٩).

من أقواله المأثورة:

  • الدموع في الصلاة موهبة عظيمة.
  • إنّي ما جدّفت على الربّ كلّ عمري، ولا خرجت كلمةُ جهل من بين شفتي طوال حياتي، ولا لعنت أحدًا ولا خاصمت أحدًا من المؤمنين.
  • إن سكنتِ المحبة فيك، فلا عدوَ على الأرض.
  • إفصل نفسك عن الحيوانات بأعمالك لا بالكلام.
  • عندما تحارب أخاك يصير الشيطان مطمئنا.
  • عندما تحبّ الجدال الباطل، تكون قد أعددتَ وليمة للشياطين.
  • لا تتكلّم أكثر ممّا يجب، ولو كانت الكلمات حكيمة، لأنّ كلّ شيء إن زاد عن حدّه يكون مملّا، حتّى ولو كان حكيما.
  • يا لعظم وسموّ الصلاة! سعيد المصلّي بحرارة، فالشيطان لا يقرُبه أبدا.
  • نحن عاجزون عن فهم المعاني العميقة للواقع.
  • لا تسخر من إنسان غبي، بل صلِّ لكي لا تكون مثله.
  • أقم حصنًا حول شفتيك، وضع حارسًا على فمك.
  • إنّ روح الكبرياء حريص على أن يزرع في الجميع زؤانه.
  • هل دخل الفقير بيتك؟ لقد دخل الله إليه!
  • لا حارسَ مثل علامة الصليب، إنّها ستكون حصنًا لك.
  • من يؤمن بابن الله فله حياة دائمة.
  • لنتُب يا إخوة ما دام لنا وقت، فقد سمعتم قول المسيح ”هكذا يكون فرح عند ملائكة الله بخاطىء واحد يتوب“ (لوقا ١٥: ١).
  • الكنيسة هي جماعة التائبين.
  • إنّ الطهارة بمحبّة المسيح موهبة عظيمة.
  • الحسد سهم نافذ يقضي على راميه.
  • إنّ الحكيم لا يبغُض أحدًا، وإن أبغض فإنّما يبغض الجاهل. أمّا الجاهل فلا يحبّ أحدًا، فإنّه يحبُ رفيقه الجاهل.
  • إبكوا عليّ أنا الذي أحبّ قريبي بالأقوال وأبغضه بالأفعال!
  • اقتن المال بمقدار، أمّا العلم فاكتسبه بلا حدّ. إنّ المال يكثر الآفاتِ، أمّا العلم فيورث الراحة والنعيم.
  • مثلما تتساقط الأوراق من الأشجار، هكذا يتساقط البشر من الحياة.
  • مررتُ ذات يوم بباب القبر متأمّلا. فرأيت العالم في حقيقته، رأيت العبد وسيّده والتلميذ ومعلّمه سواسية. أجل، رأيت الملوك راقدين، وقد نُزع منهم سلطانهم.
  • من قال إنّه لا يغلَط، فبهذا غَلِط وهو لا يدري.
  • التعاظم بالفكر هو بدء الشرور ونهايتها.
  • بطوفان الدموع جعلتَ الصحراء أرضًا خصبة.
  • كن في فتوّتك متواضعًا لترتفع في شيخوختك.
  • إنّ الحكمة أفضلُ من الزينة، والعلم خير من الأموال، والفتى الحدث الحكيم خير من الملك الشيخ الجاهل.
  • من يمتلك ذهبًا خالصًا لا يخشى منِ امتحانه بالنار.
  • ليس بكثرة البنين تكون الحياة للآباء.
  • إذا شاء ربّ البرايا قام الولد الواحد مقام الكثيرين.
  • الله كبير لدرجة ولا يمكن إخفاؤه بأيّ شيء.
  • مبارك الذي خلق أجسامنا مسكنًا لطبيعته غير المرئية.
  • لا أحدَ في العالم غني سوى خاشي الله.
  • لم أُعر للأطعمة أهميّة، ونبذت الخمور إذ وضعت نُصْب عيني وليمة ملكوتك أيها الختن السماوي.
  • الله موجود في داخلنا.
  • نحن كمثل بيت كثير المصروفات وليس له من إيراد فهذا سريعًا يخرب.
  • منَ الآن دعِ القول وابدأ بالعمل … هل تقول الشمس إنّها تضيء… إعلم ولا تتكلّم؟!
  • لا تحسُب لك حياة إلا الزمان الذي أطعت فيه الله.
  • كما يطرَب الخِنزير من التمرّغ في الحمأة هكذا تطرب الشياطين بالزنا والنجاسة.
  • غذاء النار الحطب وغذاء الغضب استعلاء الرأي.
  • متّقي الربّ بالحقيقة، يصير طبيبًا للآلام.
  • اليوم الذي لا تجلس فيه مع نفسك لا تحسُبه من عِداد أيّام حياتك.
  • في الهيكل حيث تمثال، لا تُصلّ إلى الله.
  • ضلالة الرجل ألا يعرف الكتب، ويضلّ ضلالا مضاعفًا من يعرفها ويتهاون بها.
  • يا ربّ لتكن نعمتك فيّ مثل النار، فتحرُق جميع الأفكار التي تباغتني.
  • ما دام طعامنا لم يأت إلينا فلا بأسَ أن نذهب نحن إليه.

خلّف مار أفرام السرياني إرثا ساميًّا خالصًا, يحُقّ للسريان أن يفاخروا به الدنيا. لم يُنصَف مار أفرام بين آباء الكنيسة لبعض الأسباب، أهمّها كتابته بالسريانية، في عهد كانت اليونانية لغةَ الثقافة في الشرق، ثمّ كتاباته اللاهوتية كانت شعرًا ورمزًا في العهد نفسه، حيث هيمن الفكر العقلاني الفلسفي عامّة والأفلاطوني خاصّة على المسيحية. ويعود فضل كبير في التعريف على هذا الإرث في العصر الراهن للأب إدموند بيك (Edmund Beck)، الذي شرع في تحقيق ونشر آثار أفرام ونقلها إلى الألمانية بمنهجية علمية منذ العام ١٩٥٥ وحتى العام ١٩٧٩. أثر كتابات أفرام السرياني لا تقتصر على الشرق فقط. وقد قال أحد الباحثين ”لو نفدت ترجمة الكتاب المقدّس بالسريانية الأصلية لتيسّر جمع نصوصها من تصانيف مار أفرام…“ عُرف أفرام بمجموعة من السمات الرفيعة التي قلّما يتحلّى بها الإنسان، منها: البتولية، التعليم المستقيم، الحكمة، الحِلْم، الرزانة، الطهارة، الاعتدال، السيطرة الداخلية والخارجية على النفس، التوحّد، الفقر، التفاني في مساعدة المحتاجين.

مراجع:

أبونا، ألبير، مار أفرام الملفان. مجلة بين النهرين ٢، ١٩٧٣، ص. ٢٠١٢٢٠.
أبونا، ألبير، أدب اللغة الآرامية. بيروت ١٩٧٠.
أيوب، الخوري برصوم يوسف، عبقرية مار أفرام. حلب ١٩٥٨.
برصوم، البطريرك أغناطيوس افرام الأول، اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والآداب السريانية. حلب ١٩٥٦، دمشق، مطابع ألف باء، الأديب، ط. ٥، ١٩٨٧.
البرموسي، القمص اغسطينوس، القديس مار أفرام السرياني، سيرته، أقواله. القاهرة: مكتبة المحبّة ١٩٨٨، ط. ٢، ٢٠٠٦.
البستاني، كميل أفرام ، مار أفرام، سيرته، آثاره، قيمته. بيروت ١٩٧٣.
بسترس، المطران كيرلّس سليم، الأب حنا الفاخوري، الأب جوزيف العبسي البولسي، تاريخ الفكر المسيحي عند آباء الكنيسة. ط. ١، بيروت: المكتبة البولسية، ٢٠٠١، ص. ٥٥٥٥٦٨.
بيغوليفسكايا، نينا فيكتوروفنا، ثقافة السريان في القرون الوسطى، ترجمة خلف محمد الجراد. موسكو، دار العلم، ١٩٧٩، الترجمة، سورية – الحسكة ١٩٩٠.
ثابت ، يوحنا الأب، تفسير لسفر التكوين منسوب إلى القديس أفرام السرياني في المخطوط الماروني هونت ١١٢ في مكتبة اوكسفورد، قدّم له ونشره الأب يوحنا ثابت، رئيس جامعة الروح القدس – الكسليك، ١٩٨٢.
جبور، اسبيرو والأب أفرام كرياكوس، القدّيس أفرام السرياني – مختارات نسكية وزهدية. ١٩٩٤.
الخوري، الأب يوحنا يشوع والأستاذ عبد المسيح قره باشي، مختارات من أناشيد مار أفرام. بيروت ١٩٧٣.
دولباني، مار فيللوكسينوس يوحنا، الشعر عند السريان. حلب ١٩٧٣.
الديراني، نزار حنا، الإيقاع في الشعر، دراسة مقارنة بين العربية والسريانية. بغداد، دار التوثيق، ٢٠٠٠.
ساكو، لويس البطريرك، آباؤنا السريان. بغداد ١٩٩٩.
السرياني، الراهب القمص سمعان، القديس العظيم ما افرام السرياني، قيثارة الروح. القاهرة ١٩٨٨.
عيواص، البطريرك زكّا، سيرة مار أفرام السرياني. ط. ٢، دمشق ١٩٨٤.
كامل مراد وآخر، تاريخ الأدب السرياني من نشأته إلى الفتج الإسلامي. القاهرة ١٩٤٩.
المخلصي، منصور، مار أفرام الشماس. بغداد ٢٠٠٣.
نجم، بيار، مريم العذراء في فكر القدّيس افرام السرياني. جامعة سيدة اللويزة ٢٠٠٤.
اليسوعي، الأب بطرس قرماج ، مروج الأخبار في تراجم الأبرار. طبع عام ١٨٨٠.
يعقوب الثالث، آغناطيوس، أعجوبة الزمان أو مار أفرام نبي السريان. دمشق ١٩٧٤

http://arabic.coptic-treasures.com/patrology/ephram-syrian.php
http://syri.ac/brock/ephrem

Brock, Sebastian, Introduction, St. Ephrem in Hymns on Paradise. Crestwood, NY: St. Vladimir’s Seminary Press, 1990.
Brock, Sebastian P. , The Luminous Eye: The Spiritual World Vision of Saint Ephrem (Revised Edition)- Kalamazoo: Christian Publications, 1992.
McVey, Kathleen, Introduction in Ephrem the Syrian’s Hymns. New York: Paulist Press, 1989.
Griffith, Sidney H. Faith Adoring the Mystery. Reading the Bible with St. Ephraem the Syian. Marquette University Press Milwaukee, Wisconsin, 1997.
Matthews, Jr., Edward G., and Joseph P. Amar (trans.). Saint Ephrem the Syrian: Selected Prose Works. Catholic University of America Press, 1994.

.. مقال خطير جداً (الأرقام السورية السريانية … عينة من غابر الأزمان)

… مقال خطير جداً (الأرقام السورية السريانية … عينة من غابر الأزمان)

أوّل سوري وضع مخططاً للأرقام مرتكزاً على أساس الزوايا بالعصر الاموي! راهب سرياني من ديرقنسرين(سفيروس643م)وكان يدرس الرياضيات والفلسفة بالدير وتلاه تلميذه (الراهب مرداس663م) فجعل لكل رقم رمزاً ذا صفة علمية مستنداً لقاعدة رياضية بتحقيقه وذلك باستخدام الزوايا الحادة والقائمة كأساس لبناء الرقم فاعتبر عدد الزوايا الحادة والقائمة ؟علامة تقييمه تماما كما بسط سابقا اسلافهم الاراميون الكتابة المعقدة لاحرف صوتية(22حرف) يتعلمها طفل متوسط الذكاء خلال اسبوع!فنجد في العدد واحد(1) زاوية حادة والعدد(2) زاويتان وهكذا يكون الرقم (0) بلا زوايا.
و كان لاختراع الصفر أهمية كبيرة حيث تم تحديد الرقم الذي بانتهائه يبدأ الواحد وبذلك فتح المجال لابتكار الأرقام السالبة. و الأرقام العشرية هي عشرة بالفعل إلا أنها تبدأ بالصفر وتنتهي ب(9) وليس بالعشرة كما يظن البعض. ولغايات فنية تتعلق بحسن الخط أصبحت الأرقام السورية كما نعهدها اليوم بعد كسر زواياها وأصبحت منحنيات.
اما انتقال الأرقام السورية للعالم فقد وصلت الأرقام السورية إلى أوروبا من خلال عدة طرق أهمها: بعد احتلال بيزنطة لحلب 961م . حيث صادرت وثائق قصر سيف الدولة الحمداني والذي كانت جميع مدوناته الحسابية بالأرقام السورية. وكذلك الأمر من خلال دخول الفاطميين لصقلية 983م. فانتقلت لأوروبا ومن خلال الأندلس وصلت لأوروبا الغربية كذلك عن طريق الصليبيين الذين دخلوا سورية الطبيعية 1099م.
نجد الأرقام السورية بالكتابات الغربية معروفة باسم الأرقام العربية ففي معجم لاروس الفرنسي: يعرفها بأنها عربية وأصبحت معروفة بفرنسا من القرن العاشر الميلادي وفي كتاب “الرياضيات قيد الصنع” لصاحبه “لنسلوت هوغبن” LANCELOT HOGBEN يقول:
لاريب أن العرب نقلوا الأرقام التي يستخدمها الأوروبيون اليوم للغرب ح1100م وكانت جامعاتهم في اسبانيا تعتبر منارة للعلم و جاء بكتابLE CHIFFRE لصاحبه PEIGNOT ADAMOFT يقول : “الصفر يدل باللغة العربية على الفراغ وزعم بعضهم أن للفظتي الصفر والشيفر فرق يسير في الصوت ….. ومن الغريب حقاً أن يجعل بعض علماء الغرب من فكرة الفراغ ولفظتها شيفر اسماً يطلقونه على العقود كلها”. إضافة لذلك نجد أن الأوروبيون أخذوا مع الأرقام السورية طريقة استخدام السوريين للعمليات الحسابية الأربعة :(+ ،- ،× ،÷) أي من اليمين لليسار لكنهم يقرأون النتيجة حسب لغتهم.
اما كيف جاءت الأرقام الهندية إلى البلاد السورية:
كان أول وصول للأرقام الهندية للبلاد السورية على يد العالم الفلكي الهندي “كانكا” 773م حيث وصل بغداد عاصمة العلم والمعرفة في العالم حينذاك . وأول من استعمل الأرقام الهندية الجديدة هو الخوارزمي الذي قسم الأرقام لنوعين: هندي وسوري. ونشأ تضارباً في أسبقية نشوء الأرقام من قبل الهنود أم السوريين لأن الاختراع كان قد تم في فترة زمنية واحدة. وساهم سريان الصين والهند ومنغوليا وتركستان واذربيجان وفارس وكل مسيحيي طريق الحرير بتسهيل اعتماد الارقام الهندية (حتى الان هنالك 7مليون سرياني وكلداني بالهند) ولأسبابٍ دينية وجغرافية غزت الأرقام الهندية سوريا الطبيعية عبر بلاد فارس وعن طريق احتلال هولاكو لبغداد وإقامة دولة المغول ما أدى لتثبيت الأرقام الهندية ثم جاء الأتراك العثمانيون وزادوا باستعمالها وتثبيتها.
لم الاصرار على اعادة تبني ارقامنا السورية ومامزاياها وأهمية استعمالها:
*الأرقام السورية لاتقبل التزوير بسهولة بالوثائق المكتوبة دون أن يظهر الخلل على شكل الرقم أما بالهندية فيمكن تحويل الصفر(.) لأي رقم والرقم (واحد) يمكن تزويره لثلاثة وستة وسبعة وثمانية وتسعة.
*بنفس الوقت نجد أن الأرقام السورية عالمية وسائدة بكل العالم ومعتمدة بلغة العلم ماعدا عند الشعب السوري الذي اخترعها وقد جاء برأي الأمانة العامة للمنظمة العربية للمواصفات والمقاييس بتاريخ25\5\1982 وبالحرف الواحد (من الأجدى اتباع سياسة تهدف لاستخدام الأرقام العربية(السوريه)0-1-2-3-4-5-6-7-8-9 حيثما أمكن لتحل محل الهندية وبشكل خاص بالمجالات العلمية والتعليمية).. (منقول بتصرف)..

تَخبُّط روما باسمي الكلدان والآشوريين المُنتحلين ج1

تَخبُّط روما باسمي الكلدان والآشوريين المُنتحلين ج1

من المعروف أن الكلدان والآشوريون الحاليين الجدد لا علاقة لهم بالقدماء، إنما هم سريان انتحل لهم الغرب اسمي آشوريين وكلدان لأغراض سياسية وطائفة وعبرية لأنهم من الأسباط العشرة من بني إسرائيل الذين سباهم العراقيون القدماء، وكانت لغة اليهود المسبيين هي الآرامية (السريانية) وعندما جاءت المسيحية اعتنقوها تحت رئاسة كنيسة أنطاكية السريانية، وسنة 497م اعتنقوا المذهب النسطوري وانشقوا عن أنطاكية، لكن اسمهم بقي سريان، وسُمِّيوا نساطرة أيضاً، وفي 7 أيلول 1445م،جحد طيمثاوس مطران قبرص الإيمان النسطوري واعتنق الكثلكة فأمر البابا أوجين الرابع تسمية كنيسته الكلدان بدل السريان النساطرة، لكن الاتفاق مات حينها حيث عاد طيمثاوس ورعيته إلى النسطرة، ثم تردد اسم الكلدان بصورة متقطعة وثبت رسمياً في 5 تموز 1830م، أما القسم الثاني النسطوري فسمته انكلترا آشوريين سنة 1876م، وثبت أسمهم رسمياً في 17 تشرين أول 1976م.

سنة 1553م انشق شمعون الثامن يوحنا سولاقا مع كثيرون هذه المرة وبصورة جدية عن كنيسة السريان الشرقيين النساطرة وأصبحوا كاثوليكياً واتحدوا بروما التي كانت تجهل أخبار ووضع السريان الشرقيين، فعندما رسمت سولاقا كأول بطريرك كاثوليكي في العراق، لم تُسَمهِ، كلداني، بل بطريرك الموصل أو أثور، والسبب أن أحد أسماء مدينة الموصل الجغرافية بالسريانية، هو أثور، والمهم أن روما اعتقدت أن بطريرك الموصل النسطوري برماما قد توفي، وترمَّلت أبرشية الموصل، علماً أن البطريرك برماما كان لا يزال حياً وتوفي سنة 1558م. وهذه هي الوثيقة الأصلية من أرشيف الكنيسة الكلدانية، وتعليق الأب بطرس حداد عليها).

 

ويوحنا سولاقا ليس أول بطريرك كاثوليكي في تاريخ العراق فحسب، بل هو أول عراقي كاثوليكي في التاريخ، وقد قام سولاقا بنقل مقره من ألقوش في العراق إلى ديار بكر في تركيا خوفاً من النساطرة، وفعلاً اغتاله البطريرك النسطوري برماما سنة 1555م، وسُمِّي شهيد الاتحاد (أي الاتحاد مع روما)، وانشقت الكنيسة بعد سولاقا إلى ثلاثة أقسام، الشمعونيون والإيليون واليوسفيون، واختلط الحابل بالنابل أكثر، ولأن الاسمين الآشوري والكلداني مُنتحلين وغير حقيقيين، فقد اختلط الاسمان على كثيراً من الرحالة، بل حتى روما نفسها كانت تجهل الأسماء وتتخبط بها، وهي موضوعنا.

يقول البطريرك الكلداني عمانوئيل دلي (2003-2012م): إن لقب جاثليق أو بطريرك الموصل في أثور (الذي أطلق على سولاقا) بقي مستعملاً حتى أواخر القرن السادس عشر تقريباً، وعندما بدأ المرسلون والرحَّالة الغربيون يجوبون بلادنا ويطلعون أكثر فأكثر على تقاليدها وكنائسها وأصالة تراثها، كتبوا تقارير عن ما رأوا واطلعوا عليه من المعلومات التاريخية والدينية والجغرافية، جاء فيها الغث والسمين، فقد أخطأوا عندما ظنوا أن بغداد، هي بابل، وأن البطريرك الجالس في دير الربان هرمز (ألقوش) قرب آشور، وحالياً الموصل، هو في ديار بابل، فخلطوا الحابل بالنابل، وخبطوا بين الجنوب والشمال، وهكذا ابتدأ قليلاً فقليلاً اسم بابل يعلو ويتغلب على بقية الأسماء، لأنه اسم قديم ومشهور في الكتاب المقدس، وبابل هي عاصمة الكلدان، فباشرت روما استناداً إلى التقارير التي تصلها والتي تحمل اسم الديار البابلية منذ نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر تُطلق على البطريرك اسم بطريرك بابل على الكلدان، وهذه الألقاب ناجمة برأينا عن قلة خبرة العاملين في الدوائر الرومانية آنذاك.

ويضيف البطريرك دلي قائلاً: إن البابا بيوس الرابع كتب سنة 1565م إلى البطريرك عبديشوع الجزري خليفة سولاقا الكاثوليكي يُلقَّبه “بطريرك الآشوريين أو الموصل، أي بطريرك الموصل في أثور الشرقية”، لكن في صورة إيمان عبديشوع الجزري نفسه المحررة في روما سنة 1562م يلقِّب نفسه: بطريرك آمد (ديار بكر) في ديار المشرق التي هي آشور. (البطريرك الكلداني عمانوئيل دلي، المؤسسة البطريركية في كنيسة المشرق، ص143-145. وانظر للبطريرك دلي نفس المقال تقريباً، مجلة بين النهرين 1989م، ص21).

ونتيجة لاختلاط الحابل بالنابل كما يقول البطريرك، أصبح كل واحد من البطاركة يُسَمِّي نفسه ما يعجبه، أمَّا روما نفسها فكانت جاهلة ومحتارة بماذا تُسَمِّيهم، لذلك من الطريف أنها سَمَّت سولاقا الكاثوليكي +1555م، وبعض خلفاءه الذين تنحدر منهم الكنيسة الكلدانية الحالية “بطريرك أثور، أي الموصل”، بينما سَمَّتْ خلفاء برماما النسطوري +1558م الذين تنحدر منهم الكنيسة الآشورية الحالية، “بطريرك بابل”، أي عكس المطلوب تماماً، ويقول البطريرك ساكو: الجدر بالذكر إن رئاسة الكنيسة الآشورية الحالية تنحدر من خط سولاقا (يقصد كنيسة الآشوريين تنحدر من خط الذين سمتهم روما كلداناً)، في حين تتواصل سلسلة كنيسة الكلدان مع خط ألقوش- الموصل النسطوري (يقصد كنيسة الكلدان تنحدر من خط الكنيسة التي سمَّاهم الإنكليز آشوريين). (البطريرك لويس ساكو، خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية، ص36).

والبطريرك إيليا السابع (1591–1617م) المتأرجح بين الكثلكة والنسطرة، في الرسالة التي وجهها إلى البابا بولس الخامس، يُلقِّب نفسه “بطريرك بابل”، ومع ذلك وقَّع نهاية الرسالة: أنا إيليا بطريرك المشرق، وليس بابل.( البطريرك الكلداني عمانوئيل دلي، المؤسسة البطريركية في كنيسة المشرق، ص145).

والبطريرك شمعون دنحا (1581-1600م)، بعث معاونه المطران إيليا هرمز حبي اسمر إلى روما وقدَّم تقريراً باسم البطريرك جمع فيه كل الأسماء ليخلط الحابل بالنابل فعلاً، حيث جاء في مطلعه: أنا إيليا رئيس أساقفة آمد (ديار بكر) في بلاد ما بين النهرين، كلداني من أثور.

أمَّا مبعوث روما إلى الشرق لتقصي الحقائق مطران صيدا اللاتيني ليوناردو هابيل فقد رفع تقريراً لبابا روما غريغوريوس الثالث عشر سنة (1583–1585م) يُسَمِّي الرعية، مرة الأمة النسطورية، وتارة كلدانية، وأخرى كلدان أثور، وأن المقصود بأثور هو مدينة الموصل في بلاد بابل، إذ يقول: زرت بطريرك الأمة الكلدانية في أثور، وأولئك من الأمة النسطورية الذين يسكنون مدينة آمد وسعرد ومدن أخرى، تمردوا على بطريركهم الساكن في دير الربان هرمـز قرب مدينة أثور التي تُسَمَّى اليوم، الموصل- في بلاد بابل، فأطلقوا على أنفسهم اسم، كلدان أثور الشرقية. (المطران الكلداني سرهد جمو، كنيسة المشرق بين شطريها، مجلة بين النهرين، 95–96، 1996م، ص196-197).

والبطريرك يوسف الأول (1667–1696م)، وبعده يوسف الثاني معروف، لُقَبَ، كلداني فقط، بدون بابل، لكن خلَفهما يوسف الثالث (1713–1757م)، لُقِّبَ، بطريرك بابل فقط، بدون الكلدان.(ألبير أبونا، تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية، ج3 ص237، وانظر البطريرك دلي، المؤسسة البطريركية في كنيسة المشرق، ص145. (ملاحظة) إن ألقاب البطاركة لم تكن ثابتة في كل الوثائق، فنحن نتكلم ربما عن وثيقة أو وثيقتين فقط وردت فيها هذه الألقاب).

وفي 29 حزيران 1617م كتب البابا بولس الخامس رسالتين في نفس اليوم، الأولى إلى البطريرك شمعون (1600-1638م) خليفة سولاقا الكاثوليكي الذي تنحدر منه الكنيسة الكلدانية الحالية، يُسَمِّيه، “بطريرك الآشوريين”، والثانية عِبَر توما دي نوفاري مبعوث روما الفرنسيسكاني الموجود في الشرق لكي يوصلها إلى البطريرك النسطوري إيليا (1591-1617م) خليفة البطريرك برماما النسطوري الذي تنحدر منه كنيسة الآشوريين الحاليين، ويُسَمِّيه البابا “بطريرك بابل”، أي بالعكس، والطريف أن البطريرك إيليا هذا الذي كتب له بابا روما كان قد توفي في 26 أيار 1617م، لكن روما لم تكن تعلم ذلك. (المصدر السابق، ج3 ص148، 154.علماً في ص148 أخطأ الأب ألبير أبونا بتسميته إيليا، الثامن، والصحيح هو السابع كما ذكره هو ص150 وبعدها).

علماً أن المقصود بأثور وبابل هما الموصل وبغداد، كما مر بنا، فعمانوئيل دي سانت ألبرت، النائب الرسولي لكنيسة روما في بغداد سنة 1749م لمتابعة شؤون الكاثوليك، تُسَمِّيه روما: النائب الرسولي في بابل (الكاردينال أوجين تيسران، خلاصة تاريخية للكنيسة الكلدانية، ص132).

ما يبرهن جهل روما والبابا وجين الرابع بالذات عن مسيحيّي الشرق وأسمائهم أن البابا اعتقد بوجود إمبراطور مسيحي في الهند، فأرسل مبشرين سنة 1439م ورسالة إلى ملكهم يقول فيها: إلى ولدي الحبيب كثيراً في المسيح إمبراطور الهند الجليل توماس، مع العلم أنه لا يوجد هكذا إمبراطور للهند لا مسيحي ولا هندوسي.(E.M. Philip, The Indian Church of St. Thomas. فيلبس، كنيسة القديس توما الهندية، 1950م، ص102-103، علماً أن البابا أوجين الرابع هو أول من أمر بتسمية السريان النساطرة كلداناً).

يقول المطران الكلداني سرهد جمو: إن روما اعتقدت بناءً على ما عُرض عليها حينها أن رئيس الدير يوحنا سولاقا انتُخبَ خلفاً للبطريرك النسطوري شمعون برماما على أساس أن الأخير قد توفي، فظنَّت روما أنها أبرمت الاتحاد القانوني مع كنيسة المشرق قاطبةً، وإذ ثبت لدى روما لاحقاً أن برماما (النسطوري) لا يزال حياً يُرزق، وجدت نفسها أمام واقع جديد هو انقسام المشرق إلى مجموعتين، عائلة أبونا النسطورية، والمجموعة الكاثوليكية برئاسة خلفاء سولاقا، وقد كانت تلك الفترة صراع حاد بين سلالتين، لذلك في آذار 1610م كتب البطريرك إيليا النسطوري إلى البابا بولس الخامس يُسَمَّي نفسه، إيليا بطريرك بابل، ويعتقد جمو أن هذه أقدم وثيقة فيها ذكر بابل، ويُدرج المطران جمو جدول بسلسلة جثالقة كرسي المشرق يُبين فيها التخبط والاختلاط بين السلالتين، علماً أنه نتيجةً للتخبط، فالمطران سرهد جمو نفسه أخطأ في الجدول، فقمتُ بتوضيحه وتصحيحه (سرهد جمو، كنيسة المشرق، مجلة بين النهرين 1996م، ص197-198. وسلسة المطران مُقاربة لسلسلتي في الملحق نهاية الكتاب، لكني أُوكِّد أن تفصيلي أكثر وضوحاً ودقة).

وسنتناول المطران المُتكلدن سرهد جمو وندرج جدوله الذي صححناه في مقال مستقل بعد الجزء الثاني من مقالنا هذا.

وشكراً/ موفق نيسكو

 

التاريخ الأكاديمي ينتصر دائما على التفسيرات الخاطئة و المتطفلين !

التاريخ الأكاديمي ينتصر دائما على التفسيرات الخاطئة و المتطفلين !

هنري بدروس كيفا

لقد نشر السيد خالد أيوب موضوعا تاريخيا حول اللغة الآرامية عنوانه:ااختلاق اللغة العبرية/الآرامية و ليس احياؤها (من النقوش). لقد أعاد أحد الأخوة إعادة نشره في صفحة مسماريات و لذلك أحببت أن أصحح : أولا إن نصب تل الفاخرية هو من أهم الكتابات الآرامية التي سمحت للعلماء أن يتعمقوا في معرفة أسماء الألهة الآرامية و الديانة الآرامية. للأسف للسيد خالد أيوب فهو يغامر في التعليق في أمور لغوية ليست من إختصاصه و يدعي بأن لفظة أرق لا تعني الأرض في اللغة الآرامية ؟ هنالك كتابة أكادية على النصب و نرى بكل وضوح أنها تتكلم عن أرض و ليس وأرقمهن أحد عشر !

ثانيا هنالك عدد كبير من الكتابات الآرامية القديمة حيث ترد لفظة أرق بمعنى أرض سوف أذكر نصب ذكور ملك حماة الآرامي و الكتابة التي وجدت في تل دان في شمال إسرائيل / فلسطين التي تتحدث عن إنتصارات ملك دمشق على الإسرائيليين . السيد أيوب يدعي أن هنالك ٢٥ باحث قد أكدوا أن لفظة أرق تعني أرض باللغة الآرامية القديمة و لكنه هو يدعي أن تفسيراتهم هي خاطئة !

ثالثا المنطق ؟ السيد أيوب مع إحترامي لثقافته التاريخية فهو مدعي و لا يحترم الأعضاء المثقفين في صفحة مسماريات لأنه يستخدم المنطق لتبرير تفسيره أو مغامرته الفاشلة : ولأن شمين معناها السماء فقد استنتجوا ان كلمة ارق* (في نهاية السطر الثاني اعلاه) هي الارض* !!! يا صبر أيوب !!!

رابعا أخيرا السيد أيوب يتهم العلماء المتخصصين في التدليس و هو كل المتطفلين لا يرون فداحة الأخطاء التاريخية التي يرتكبونها . هذا التطفل يسيئ الى العلماء العرب الأصيلين الذين ينشرون أبحاث علمية بنزاهة و أكادمية تدفعنا أن نفتخر بهم . كتب السيد أيوب : ملاحظة: نشرت قراءه للنقش كاملاً وارتأيت ان الاطالة تعقد شرح الفكرة التي أردت اختزالها، بمثال يدل على حجم التدليس المتعمد و تزوير لغة النقوش الاثرية و كيف يتم اختلاق مفردات تنسب الى الارامية ليس لها أصل. السؤال هو كم عضو في صفحة مسماريات سيصدق تفسيرات السيد أيوب الخاطئة ؟


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏
اختلاق اللغة العبرية/الآرامية و ليس احياؤها (من النقوش):
قرأ حوالي ٢٥ (باحث و دكتور مختص) نص الفخيرية، هذا النص الذي عثر عليه قرب الفرات – الخابور … و لم يذكروا اسم الالهة التي وردت فقط في السطرين الاوليين وهذا مطلع النقش:
{{{ د م و ت ا ز ي [[هـ د ي س ]] ع ي [[ز ي س]] ش م ق د م [[ هـ د د ]] س ك ن ج و ج ل [[ش م ي ن ]] و ا ر ق م هـ ن ح ت ع ش ر و ن ت ن ر ع ي و م ش ق ي ل م ت ك ل ن و ن ت ن س ل هـ و ا د ق ر ل [[ا ل ه ]] ي ن ك ل م ا خ و هـ ج و ج ل [[ن هـ ر ]] ك ل م م ع د ن م ت ك ل ن [[ا ل هـ ر ح م ن ]] }}}.
ولأن شمين معناها السماء فقد استنتجوا ان كلمة ارق* (في نهاية السطر الثاني اعلاه) هي الارض* !!! طبعا و “يستعيرون” هذه الكلمة و تسجل كماركة مسجلة في (قواميس “الارامية”) و من يفتح اي قاموس منها يجد ان ارق = ارض …
ولكن الحروف واضحه و هي : و ا ر ق م ه ن ح ت ع ش ر …. أي …. وأرقمهن أحد عشر … !!! اي هم مجمع الآلهة التي يؤمن بها سكان الفرات و مما يثير الانتباه ان زيس الوارد في النص يوزع مهام الالهة (١١) على الكون .. منهم إله السماء شمين واله العالم السفلي هاديس و ….. ونظام العبادة والديانة وعددهم واسم هاديس و زيس مشترك مع الديانة اليونانية !!!
ملاحظة: نشرت قراءه للنقش كاملاً وارتأيت ان الاطالة تعقد شرح الفكرة التي أردت اختزالها، بمثال يدل على حجم التدليس المتعمد و تزوير لغة النقوش الاثرية و كيف يتم اختلاق مفردات تنسب الى الارامية ليس لها أصل.
خالد أيوب

مفتاح اللفظ المستخدم في طريقة لفظ الحرف والكلمة السريانية

Bashir Altorle
مفتاح اللفظ المستخدم في طريقة لفظ الحرف والكلمة السريانية
باستخدام الحرف العربي والحركات العربية
اعلم أن اللغة السريانية بحسب اللفظ الغربي الحديث لها خمس حركات في حين أن اللغة العربية لها ثلاث فقط. ولكي نستخدم اللغة العربية في تقريب لفظ الكلمات السريانية بحسب اللفظ الغربي حروفا وكلمات بشكل سليم نحتاج إلى حركتين إضافيتين لكي نكمل الحركات السريانية الخمس. لذا نصطلح على استخدام الحروف العربية وحركاتها بالدلالات الأصلية ذاتها وأيضا بدلالات مختلفة بعض الشيء لتمثيل اللفظ السرياني الذي لا وجود لما يماثله باللفظ العربي. فنصطلح ونتفق معا على ما يأتي:
الفتحة السريانية ܰ كالفتحة العربية، نستخدمها كما هي أو نستخدم الألف للدلالة عليها: ܟܰܬܰܒܰ = كَتَبَ = KATABA، ܬܰܘ تاوْ Taw.
الكسرة السريانية ܺ كالكسرة العربية، نستعيض عنها بحرف الياء للدلالة على حركتها: ܦܺܝܠ = فيل = FEEL، ونُبقي الكسرة لاستخدام آخر.
الضمة السريانية ܽ كالضمّة العربية، نستعيض عها بحرف الواو للدلالة عليها: ܡܽܘܢ = مون = MOON، ونُبقي الضمة العربية لتمثيل حركة أخرى سنعرفها آتيا.
حركة ܶ هي كسرة مخففة ليس لها مرادف بالعربية، تلفظ مثل “é” الافرنجية ونمثلها بالكسرة العربية ـِـ: كما في ܢܶܬܶܠ = نِتِل = NETEL وتلفظ كما في egg الإنجليزية.
حركة ܳ هي ضمة مخففة (زقاف) ليس لها مرادف بالعربية، تلفظ مثل “o” الافرنجية ونمثلها بالضمّة العربية ـُـ: كما في ܪܳܡܳܐ = رُمُ = ROMO وتلفظ كما في DOOR الإنجليزية.
جرت العادة سابقا على كتابة الياء أو الواو للدلالة على نهايات الكلمات المطلقة أي غير الساكنة كما في ܪܰܒܳܐ = رابو، وفي ܡܰܠܐܟ݂ܶܐ̈ = ملاخي. ولكن الأفضل كتابتها “رابُ” و”مَلاخِ” ولا نستخدم الواو والياء في هذه الحالة بل نحصر استخدامهما للدلالة على الضمة والواو والكسرة والياء العربية كما بيّنّا آنفاً.
الحرف السرياني ܓ يقابله تماما حرف الجيم العربي كما يلفظه المصريون، وسنتبع نفس هذا اللفظ (ولا نضطر أنفسنا إلى إقحام الكاف الفارسية لأن ذلك يؤدي إلى إلتباس في لفظها كالكاف العربية أو كالكاف الفارسية، في حين يتوفر حرف في العربية لا يستخدم إلا لهذا الغرض وهو لفظه الأصلي).
وللحرف السرياني ܓ لفظان أحدهما مقسى ويلفظ كالجيم العربية المصرية فيكتب “ج” كما في ܓܰܐܝܳܐ = جايُ، والآخر مليّن فيلفظ مثل “غ” العربية ويكتب “غ” كما في ܡܰܓ݂ܕ݂ܠܳܐ = مَغْذْلُ.
وهناك خمسة حروف أخرى في السريانية تخضع لقواعد مماثلة تسمى بالتقشية والتركيخ غالبا لا تغير في المعنى ولكنها تعطي اللفظ حلاوة وطراوة، وهي: ܒ، ܕ، ܦ، ܟ، ܬ توضع تحتها نقطة للدلالة على لفظها اللين كما يأتي:
ܒ݂ (تلفظ كحرف “V” الإنجليزي)، ܕ݂ (تلفظ كحرف الذال العربي)، ܟ݂ (تلفظ كحرف الخاء العربي)، ܦ݂ (تلفظ كحرف الفاء العربي، واعلم أن اللفظ المقسى لهذا الحرف كحرف “P” الإنجليزي) وأخيرا ܬ݂ (تلفظ كحرف الثاء العربي).
الحركات السريانية
يعتبر مؤلفو كتب القواعد السريانية الحركات خمساً في اللهجة الغربية وسبعاً في اللهجة الشرقية فهل هذا هو واقع الحال؟
إن مَن يُدَقِّقُ في سماع المتكلمين يرى عكس ذلك، فالحركات تُقْسَم الى قصيرة (مُطبَقَة) وطويلة (مُشبَعَة).
القصيرة هي: فثُحُ ܦܬܵܚܵܐ وربُصُ كَريُ ܪܒܵܨܵܐ ܟܲܪܝܵܐ وعصُصُ كَرْيُ ܥܨܵܨܵܐ ܟܲܪܝܵܐ
أما الطويلة فهي: زقُفُ ܙܩܵܦ݂ܵܐ وربُصُ أريخُ ܪܒܵܨܵܐ ܐܪܝܼܟ݂ܵܐ وعصُصُ أريخُ ܥܨܵܨܵܐ ܐܲܪܝܼܟ݂ܵܐ وحبُصُ ܚܒ݂ܵܨܵܐ.. والطويلة المشبعة عندما يليها حرف ساكن تلفظ بإطباق أي تصبح قصيرة في لفظها، أي عملياً يصبح عدد الحركات أكثر من عشر. أما إذا تلاها حرف متحرك تلفظ بإشباع. أما الزقاف عند الشرقيين فيلفظ كمد للفتح عندما يليه حرف متحرك ويلفظ كفتح قصير عندما يليه حرف ساكن. وإليكم الأمثلة:
ܦܬܼܵܚܵܐ ܐܲܝ̄ܟ݂ ܒܰܝܰܐ ܒܰܝܰܐ: عَزَّى
ܙܩܵܦ݂ܵܐ ܟܲܪܝܵܐ ܐܲܝ̄ܟ݂ ܡܳܪܝܳܐ ܡܳܪܝܳܐ: الرب
ܙܩܵܦ݂ܵܐ ܐܲܪܝܼܟܼܵܐ ܐܲܝ̄ܟ݂ ܕܳܕܼܳܐ ܕܳܕ݂ܳܐ: العم
ܪܒܼܳܨܳܐ ܟܲܪܝܵܐ ܐܲܝ̄ܟ݂ ܐܶܡܪܳܐ ܐܶܡܪܳܐ: الخروف، الحَمَلْ
ܪܒܼܳܨܳܐ ܡܶܨܥܳܝܳܐ ܐܰܝ̄ܟ݂ ܟܹܐܢܳܐ ܟܹܐܢܳܐ: البار، العادل
ܪܒܼܨܳܐ ܐܰܪܝ݂ܟ݂ܵܐ ܐܰܝ̄ܟ݂ ܥܶܬ݂ܳܐ ܥܸܬ݂ܳܐ: الإفك، الظلم
ܥܨܳܨܳܐ ܟܰܪܝܳܐ ܐܰܝ̄ܟ݂ ܙܘܿܦ݁ܳܐ ܙܽܘܿܦ݁ܳܐ: الزوفا (بفاء قاسية)
ܥܨܳܨܳܐ ܐܰܪܺܝܟܼܳܐ ܐܰܝ̄ܟ݂ ܚܘܼܡܳܐ ܚܽܘܼܡܳܐ: الحَر
ܚܒ݂ܳܨܳܐ ܟܰܪܝܳܐ ܐܱܝ̄ܟ݂ ܩܰܕܝܼܫܬ݁ܳܐ ܩܰܕ݁ܝܼܫܬܿܳܐ: القديسة
ܚܒ݂ܳܨܳܐ ܐܰܪܺܝܟ݂ܳܐ ܐܰܝ̄ܟ݂ ܩܰܕ݁ܝܼܫܵܐ ܩܰܕ݁ܝܼܫܳܐ: القديس

باراثيس_الآرامي نموذج عن الانسان الذي يتمسك بهويته.

#باراثيس_الآرامي نموذج عن الانسان الذي يتمسك بهويته.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

من المؤكد أن معظمكم لم يسمع يوما عن باراثيس #الآرامي #التدمري الذي حرر الملكة ريجينا الانكليزية من العبودية وجعلها ملكته و اقام لها عرشا في حياتها و مماتها،
لقد تم اكتشاف قبر جنائزي على الطريقة السورية في وسط شرقي بريطانيا قرب جدار هارديان الشهير كتب عليه باللغة اللاتينية :
إلى ارواح المغادرين . باراثيس التدمري
هنا ترقد ريجينا الكاتوفيلينية (زوجته) امرأة محررة في الثلاثينيات.
براثيس السوري كما عرف عن هويته التدمرية في النقش كان قد تزوج ريجينا *اسم علم مؤنث ملكي بريطاني ويعني ملكة اما براثيس فهو اسم علم مذكر كان شائعا في تدمر ويعني النائم بسلام أو ما يقابلها من معاني كلمة (الهادئ) لكن بقي التساؤل دائما ما الذي اتى به إلى جانب جدار هارديان حتى اكتشف بالقرب من تلك المنطقة على بعد ٢٥ ميل في منطقة كوربريدج حجر مكتوب عليه براثيس التدمري وجد فوق اشياء و مقتنيات تدمرية وكان قد كتب باللغة اللاتينية عليه تحت الاسم vexil(l)a(rius) ويعني حامل العلم وهو مركز وظيفي عسكري مهم و قد يحمل معنى صانع الشعارات العسكرية او كبير تجار السلاح او هندسة عسكرية لم يتم التحقيق في الكلمة بشكل جيد لكن المؤكد أي من تلك المعاني تعني انه قد كان هنا (مواطن روماني مهم) توفي عن عمر ٦٨ في البحث عن هوية هذا الشخص نجد وانه في القرن الثاني ميلادي أي قبل غزو العرب تدمر مايقارب الخمسة قرون كان براثيس الذي ولد في تدمر و تعلم فيها الفلسفة و الهندسة و التجارة و قد اصبح من كبار تجارها مما سمح له ان يختلط بكبار شخصيات الطبقة الراقية في الامبراطورية الرومانية وقد انتقل من ولاية سوريا إلى العاصمة روما ليشغل عدة وظائف ثم استقر و تزوج في منطقة أربا شرقي بريطانية
عند العودة إلى النصب الجنائزي في منطقة أربا في ساوث شيلدز ، يجب على المرء أن يتساءل عن تفاصيل أخرى: فوصفت ريجينا ، الزوجة ، بأنها من مواليد بريطانيا في كاتوفيلوني وكذلك كامرأة محررة. كانت Catuvellauni
شعوب سلتيك سكنت المنطقة بما يعرف اليوم (شمال لندن الحديثة ، وتغطي تقريبا هيرتفوردشاير الحديثة وتمتد حتى أقصى شمال كامبردج شاير).
كيف انتهى بها المطاف بحوزة باراثيس كعبدة ليتمكن من القيام بدور راعيها و من ثم تحريرها لتكون سيدة حرة على الطريقة الارامية و ليس الرومانية؟
من المستحيل التحقيق بشكل جازم كيف حصل عليها لكن بالتأكيد كونها اصبحت عبدة فإنها على الارجح اسرت من القوات الرومانية فكون اسم ريجنا ويعني ملكة كان محرم على الطبقة العامة استعماله في آنها مما يعني انها كانت ملكة و استعبدت ومن المرجح ايضا ان براثيس قد اشتراها كعبدة و حررها فالطريقة التي اختارها براثيس ليجعل من عبدته السابقة زوجة و يضع لها نصب جنائزي ملكي لا يرقى إلا ليكون للسيدات من السلالات الملكية فقط .
فقد وصف محرري النقوش اللاتينية في بريطانيا العمل الفني كالتالي:
المتوفية تجلس في المقدمة على الكرسي الملكي(العرش). كانت ترتدي رداءًا طويل الأكمام فوق لباسها الذي يصل إلى قدميها. حول عنقها قلادة على النمط المجدول باتقان ، وعلى معصميها أساور مماثلة. تحمل على حجرها مغزل ، بينما توجد على جانبها الأيسر سلة عمل بها كرات من الصوف. بيدها اليمنى تحمل صندوق المجوهرات الخاص بها. يحيط برأسها هالة نور كبيرة.
ربما لم تكن ريجينا ملكة عندما تعرف عليها براثيس ، لكن من المؤكد أنه جعلها تجلس تقريبًا على عرش – وألبسها ملابس سيدة من تدمر ، كريمة ، ثرية ، تعيش حياة متحضرة ومتميزة حتى مماتها شابة نسبيا.
ومع ذلك ، هناك جانب آخر للنصب التذكاري ومهم جدا يدل على موقف باراثيس تجاه هويته وعلاقته مع ريجينا.
كما ذكرت في البداية ، فإن النصب لا يعرض نقشًا واحدًا (لاتينيًا) فحسب ، بل (كتابتان). فتحت النقش اللاتيني المُؤطر ، يوجد كتابة ثانية مكتوب باللغة الارامية لغة تدمر الأصلية ، نصه كما يلي:
” ريجينا المحررة من باراثيس. محزن”
في حروف مكتوبة بشكل أقل إحراجًا بالتعبير عن تحريره لريجينا من التعبير المكتوب باللاتينية (مما دفع بعض العلماء إلى الاعتقاد بأن هذا النقش تم نحته من قبل حرفي ارامي بدلاً من حرف محلي) ، فإن النقش لا يكرر فقط المعلومات الأساسية بلغة الأرمل الأم بل إنه يضيف التعبير الشخصي من المحزن ، “للأسف” ، فمرئيًا لايمكن للقارئ الروماني العادي فهم النص باللغة الأرامية فلن يفهمها إلا من يتقن الارامية ، مما يجعل النص له معنى فقط بالنسبة لباراثيس نفسه. أي إنه جانب شخصي لشخص قبل إلى حد كبير الثقافة الرائدة لنفسه ، دون أن يكون مستعدًا لتوديع هويته الخاصة ، على بعد آلاف الأميال من مسقط رأسه تدمر في سوريا.
لا استغرب تمسك باراثيس بهويته الأم و حضارته رغم كونه مواطن مهم في الامبراطورية الرومانية ما استغربه حقا هو استهتار الكثيرين اليوم بهويتهم و تحقيرها و التمسك بهوية عروبية مزيفة .

تحقيق : #Payo_Samman

الحضارة السريانية في القامشلي ، الحلقة الثالثة ( 3 ) .

الحضارة السريانية في القامشلي ، الحلقة الثالثة ( 3 ) .

أهلاً بكم أحبائي القراء الكرام .

في هذه الحلقة من حضارة زالين القامشلي ، إخترتُ لكم بعض الصور من ممارسة مختلف انواع الرياضة لزينة شباب القامشلي مثل لعبة الكرة الساحرة وهي كرة القدم لفريق هيئة حقول رميلان حامل لقب الفوز بكأس الجمهورية لسنة 1969 وهنا الصورة لمجموعة من الشباب القُدامى من اللاعبين والجُدُد ايضاً .

وتشاهدون أيضاً صورة لكمال الاجسام واستعراض القوة البدنية الخارقة للبطل المرحوم جان خابوط ( الى أقصى اليسار ) وهو في مسبح خميس البلدي في الحسكة في بداية السبعينات قبل حادثة وفاته المفاجئة بالسيارة في سنة 1975!

صورة اخرى رائعة لنخبة لاعبي كرة السلة من الزمن الجميل لعزّ نادي بيث نهرين ( الرافدين ) في بداية الستينات قبل مؤامرة إغلاقه في نهاية احتفالات مهرجان الكرمس الذي كان يُقام سنوياً كنشاط ترفيهي ومسلّي لأعضاء النادي .

صورة جديدة للمنشدة السريانية الاولى المرحومة ايفلين داؤد في السبعينات وهي تشدو كالبلبل بصوتها الغرّيد وبمشاركة فرقة إيزلا الفنية التابعة لنادي اخوية مار يعقوب النصيبيني واعضائها الفنانين ، الياس داؤد ، سمعان مقدسي افريم ، وحنا مقدسي الياس .

صورة اخيرة يعود تاريخها الى 1967 وتجمع بالأفراح والمحبة بعض افراد عائلتي الكبيرة ( اختي وابناء وبنات اعمامي وازواجهم وعائلاتهم الخ … ) كانت السهرة من العمر في بيت المرحوم عمي عيسى اسعد وبيته القريب 15 مترا من كنيسة العذراء مريم بالقامشلي .

شاهدوا واستمتعوا وتذكّروا …

والى الحلقة القادمة …

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏٤‏ أشخاص‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏‏‏أشخاص على المسرح‏، و‏أشخاص يعزفون على آلات موسيقية‏‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏١٠‏ أشخاص‏، و‏‏بما في ذلك ‏‎Khazmeh Assad‎‏‏، و‏أشخاص يبتسمون‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٩‏ أشخاص‏، و‏أشخاص يبتسمون‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏١٣‏ شخصًا‏، و‏أشخاص يبتسمون‏‏

الحضارة السريانية في القامشلي ، الحلقة الرابعة ( 4 ) .

الحضارة السريانية في القامشلي ، الحلقة الرابعة ( 4 ) .

أحبائي القراء الأعزاء اهلا ومرحباً بكم .

كما تعلمون حضراتكم من متابعي كتاباتنا المتسلسلة عن تاريخ وحضارة زالين القامشلي من خلال مختلف النشاطات من اجتماعية وفنية ومسرحية وموسيقية ورياضية وثقافية بشكل عام ، ومما يُتاحُ لي من صور ارشيفية قديمة بالابيض والاسود وكذلك من الوثائق التي تُثبّتُ صحة ما نكتبه هنا ، فنحاول على قدر المستطاع مُراعاة الدقة في الرواية والمعلومات والسنين التي جرت تلك النشاطات القديمة على اشكالها …

أعزائي …في الصورة الأولى من سنة 1963 تشاهدون حفلة تخرّج لباقة من زهرة بنات السريان لصيف عام 1963 وتحديداً من المدرسة الأحدية التابعة لكنيسة مار يعقوب ، والفتيات المتخرّجات هنا تحملن الشهادات باللغة السريانية وتؤهلهنّ لتدريسها ، والصورة هنا امام هيكل كنيسة مار يعقوب بالقامشلي .

الصورة الثانية من سنة 1974 : لمرشدات الفوج الكشفي الرابع في مسيرة لإحدى الجنازات وعلى اشهر واجمل شارع في القامشلي الا وهو شارع الرئيس شكري القوتلي . وكذلك يُلاحظ في افق واخر الصورة البرج المعدني القديم للسبع بحرات .

الصورة الثالثة من سنة 1973 : بحيث تشاهدون إحدى المناسبات الإحتفالية لنادي اخوية مار يعقوب النصيبني ، وهنا على المسرح بعض أصدقائنا من الإداريين والاعضاء مثل السادة من اليسار :
الإداري فؤاد زافارو ، الميكانيكي بول كورية ، عريفة الحفل ناديا بيطار ، الإداري فؤاد صبري حداد ، إدوار حنا ( شبك ) ومن الوراء راقص الفولكلور لحدو ملكي ، الفنان طوني حسني .

الصورة الرابعة من سنة 1973 : إحدى المسرحيات السريانية ( اديوما صَومويو ) اي اليوم هو صوم ، من اليسار الصديقة منيرة عدا ( كانت عضوة في ادارة الكشاف ) ، الصديق الفنان القدير جورج فرج ( حولو ملكي ) .

الصورة الخامسة في بداية السبعينات وتمثل المناسبة لمسيرة الفوج الكشفي الرابع في الشارع العمومي الرئيسي قرب المصرف الزراعي وشركة الطيران السورية ، وهنا مشاركته في إحدى الجنازات سيراً الى المقبرة وموقعها كان في نهاية الشارع المؤدّي في حارة قدور بك بالقامشلي.

والى الحلقة القادمة …

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏١٦‏ شخصًا‏، و‏‏‏أشخاص يقفون‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏‏أشخاص يمشون‏، و‏حشد‏‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٦‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏‏أشخاص يقفون‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏أشخاص يجلسون‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏حشد‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏

الحضارة السريانية في القامشلي ، الحلقة الخامسة ( 5 ) .

الحضارة السريانية في القامشلي ، الحلقة الخامسة ( 5 ) .

الصديقات والأصدقاء الأكارم مرحباً بكم .

حلقتنا لهذا اليوم سنخصّصها لبعض الصور من زمن الماضي الجميل لأيام العزّ في زالين القامشلي من سبعينات القرن الماضي ونبدأ :

الصورة الأولى : في سنة 1972 وهي صورة تذكارية في مطار القامشلي في يوم وداع المؤسس الحقيقي للكورال الملفونو بول ميخائيل كولي ( وبعدئذ رُسِم كاهناً في بيروت في سنة 1974) في لقطة جماعية مع بنات الكورال ،. ومما يُذكر له ولا يُنتسى إطلاقاً ، وهو بأنه الملفونو بول كان له فضلاً كبيراً في تعليمهنّ وتدربيهنّ على الالحان الأصيلة التابعة لتراث الكنيسة السريانية وكذلك الالحان القومية والشعبية .

الصورة الثانية : في مركز المدرسة الأحدية والتاريخ يعود الى نهاية 1971 وتمثل زيارة قاما بها المربيان الموسيقيان كامل القدسي وحسني الحريري وغيرهما من الفنانين المسرحيين ، وذلك لإلقاء الضوء على الألحان التراثية في الكنيسة السريانية ومقاماتها ودراستها وذلك من خلال اصوات بنات الكورال وشدوهنّ للضيوف الكرام القادمين من المعهد الموسيقي بدمشق.

الصورة الثالثة : ايضاً حوالي سنة 1972 وتمثّل لقطة جانبية لبعض بنات الكورال وهنّ مندمجاتٍ في غناء الألحان السريانية .

الصورة الرابعة : في سنة 1971 وتمثل يوم احتفال وتكريم قيادة الفوج الكشفي الرابع لأعضائه من المرشدات والجوالة ، وهنا تشاهدون قائد الجوالة الصديق الملفونو ملك اصطيفو ( اجودان شمعون ) يسلّم شهادة تقدير للمرشدة ماركو خوري ( وبعدئذ اصبحت ولازالت قائدة الكورال ) والى اليمين قائدة المرشدات سعاد باهو.

الصورة الخامسة : ما بين السنوات 1974 – 1975 : وتمثل الصورة استعراض رائع للفوج الكشفي الرابع وبمرافقة الفرقة الموسيقية في احدى المناسبات الوطنية وسيراً في حارات وشوارع القامشلي .
الفتاة التي تتقدم مسيرة الكشاف اسمها تيودورا يوسف كلّو بموجب ما اجمع عليه من تأكيد لكل تعليقات الاصدقاء والصديقات في هذا المنشور.

وشكراً لمتابعتكم والى الحلقة القادمة …

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢٨‏ شخصًا‏، و‏أشخاص يبتسمون‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢٤‏ شخصًا‏، و‏أشخاص يبتسمون‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏١٤‏ شخصًا‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏٣‏ أشخاص‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏‏مشي‏، و‏سماء‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏

تاريخ الدولة الكلدانية (قبيلة كلدة الآرامية) ج الأخير

تاريخ الدولة الكلدانية (قبيلة كلدة الآرامية) ج الأخير

يتبع ج2
ذكرنا أن اسم نابو بلاصر الذي أسس دولة الكلدان واسم ابنه نبوخذ نصر وخلفائهم الأربعة هي أسماء أكدية، وبُسمّي نابو بلاصر بابل، بلاد أكد، وحتى آشور يسميها، بلاد أكد، وأهل بابل في زمنه يعتزون بانتصاره والدفاع عن بلاد أكد.إلخ

إن نابو بلاصر عندما كان أميراً من قِبَل الآشوريين على بيث ياكيني أو القطر البحري في الجنوب أعلن شبه استقلاله عن دولة آشور، فلقَّبَ نفسه، شار-مات-تام- تيم، أي، ملك أرض البحر، وعندما أسقط دولة آشور سنة 612 ق.م.، كان لقبه ملك أكد، وليس ملك الكلدان، وسَمَّى بابل، بلاد أكد. (جيمس بريستد، انتصار الحضارة، ص227، 231. ويقول بريستد: إن اسم بلاد منطقة بابل في زمن نبوخذ نصر، هو، أكد، لكننا نطلق عليها اليوم كلدايا)، أي أن اسم كلدايا متأخر.

وتعتبر كتابات نبوخذ نصر لسنة 573ق. م. في نهر الكلب وبريصا، لبنان، أطول كتابات بابلية مكتشفة، وهي مكتوبة باللغة الأكدية، ويعتبر النص نموذجاً يُبيِّن استمرار تأثير اللغة السومرية على الأكدية في دولة نبوخذ نصر في مرحلتها التاريخية المُسمَّاة البابلية الحديثة، فالكتابة مزيج من كلمات أكدية ورموز سومرية، ففي نقش نهر الكلب:

وحدات القياس هي (kùš) السومريّة، يقابلها في الأكديّة (ammatu ذراع)، وتعادل حوالي 55 سم.

اسم نهر الفرات كُتب بالصيغة الأكدية (Purati)، بينما اسم نهر دجلة كتب بالسومريّة (idigna).

اسم ملك بابل، يرد بصيغتين تمتزج فيهما السومريّة والأكدية، هما:

  • (dpa–níg.du– [ú]– ṣu–úr/ṣur) العمود الثاني، 25، الرابع، 6.

  • (dag–ku–du–úr–ri–ú–ṣu–úr) العمود الثالث، 30.

أمَّا اسم مدينة بابل، فاستخدم بثلاث صيغ:
– الصيغة السومرية القديمة (tin.tir) العمود الأول، 6، الكسرة الثانية، 3.

– الصيغة السومرية الأحدث (ká.dingir.ra) الكسرة الثانية، 7.

– الصيغة البابلية (babilu) العمود الأول، 15، الثاني، 26، الرابع، 7، 16.

وبالنسبة للخليج العربي فيسَمِّيه البحر السفلي (ti–amat ša–ap–li–ti).

أمَّا أسماء المعبد فكلها سومرية.

وفي نقش بريصا أيضاً، العمود السادس، يُعدد نبوخذ نصر ألقابه: ملك بابل، مجدد هيكل شاكيل وزيدا.( د. شيراز علي حميدان، أوراق ثقافية، مجلة الآداب والعلوم الإنسانية، 19، تموز 2019م، نقش الملك البابلي نبوخذ نصر (الثاني) عند مصب نهر الكلب، وزارة الإعلام اللبنانية، الوكالة الوطنية للإعلام، 2012م، بريصا معلم سياحي أثري، تحقيق جمال الساحلي.

أنا الملك نبوخذ نصر ملك بابل، أنا الذي يحافظ على إزانجيلا وأزيدا الابن الأكبر لنابو بلاصر ملك بابل. (أنطوان مورتكات، تاريخ الشرق الأدنى القديم، بعنوان إمبراطورية كلدان العالمية، انتصار الآرامية، ص352-353). وهذا هو النقش.

https://1.top4top.net/p_1399gsb1r2.png

وخارج العهد القديم أيضاً، لم يُسمِّي أحداً كالفرس، اليونان، الآراميين..إلخ، الملوك الستة الذين حكموا دولة الكلدان القصيرة (612-539 ق.م.)، بملوك دولة الكلدان في عصرهم، بل أن التسمية الكلدانية جاءت متأخرة وتبدأ بكثرة من عصر المؤرخ اليوناني هيرودوتس +425 ق.م.

ولدينا رسالة بالآرامية سنة 604 ق.م. في زمن نبوخذ نصر من أدون العسقلاني أمير عسقلان الفلسطيني إلى فرعون مصر نخو الثاني (609-595 ق.م.)، يُلقِّب فيها ملك بابل، الملك البابلي (جون برايت، مجلة لسان المشرق 1949م، رسالة جديدة باللغة الآرامية إلى فرعون مصر سنة 604 ق.م. ص211-220).

وتتحدث الوثائق البابلية عن غزو نبوخذ نصر ليهوذا سنة 587 ق.م.، وأسر ملكها صدقيا قائلة: أخذوا الملك صدقيا إلى ربلا مقام ملك بابل (نبوخذ نصر) (جورج رو العراق القديم، ص508. كانت ربلا قرب حمص مركز قيادة نبوخذ نصر).

ويوجِّه داريوس الفارسي سنة 521 ق.م. القائد فندفارنا للقضاء على اراخا بن هلديتا الذي ادعى أنه وريث نبونيدس آخر ملوك الكلدان، قائلاً: قلتُ له، قاتل هذا الجيش البابلي الذي يرفض أن يتبعني، فزحف فندفارنا ضد بابل وقاتل البابليين (المصدر السابق، ص)، 546وغيرها.

وخلاصة الموضوع أن الدولة البابلية الأخيرة أي السلالة البابلية الحادية عشرة، كانت سلالة بابلية أكدية، لكن عائلة نبوخذ نصر الحاكمة فقط كانت آرامية جاءت من مملكة بيث ياكيني الآرامية من جنوب العراق وحكمتها، ولم تسمي الدولة نفسها كلدانية، لكن اليهود سموها كلدانية في العهد القديم، ثم اشتهر الاسم على يد اليونان بعد ذلك، ولا علاقة لتلك الدولة العراقية بالكلدان الحاليين الذين هم سريان انتحلوا اسم الكلدان لأغراض سياسية وطائفية.

ونختم بأمر طريف هو أن الأستاذ بنيامين حداد وهو أديب من كنيسة الكلدان كان منصفاً ويقول إن الكلدان هم سريان ودائماً يُسمِّي اللغة سريانية ويدافع عنها قبل أن يخضع لضغط القوميين الكلدان الحاليين الجدد، فتكلدن فعلاً وبدأ يزور هنا وهناك، ومع ذلك من الإنصاف القول إنه رغم ذلك لا زال هو أفضل من غيره، والمهم أنه قد ألَّف كتاباً اسمه القطر البحري (بيث قطراي) الأصول الأولى للكلدو آشوريين السريان، نشره مركز جبرائيل للرهبانية الأنطونية الهرمزدية الكلدانية، بغداد 2006م، وهذا هو الكتاب:

https://6.top4top.net/p_1399urdyq1.png

ويتحدث الكتاب عموماً عن الكلدان وبشكل خاص عن مملكة بيث ياكيني الآرامية جنوب العراق التي امتدت إلى البحرين وقطر، وهي الإمارة التي تنحدر منها قبيلة نبوخذ نصر، وتُسَمَّى سلالة القطر البحري، ولا شك أن الكتاب فيه معلومات جيدة لكن مع تزويرات جيدة أيضاً باستعمال كلمات ملتوية للقارئ البسيط، ولن نغوص في باطن الكتاب، لكن أرجو الانتباه فقط إلى اسم الكتاب الذي يثبت أنه لا علاقة للكلدان والآشوريين الحاليين الجدد بالقدماء، فاسم كتابه هو (الأصول الأولى, للكلدو آشوريين السريان)، وعدا اسم الكتاب الذي يؤكد أن الكلدان والآشوريين هم سريان، لكن السؤال الأهم:

إذا افترضنا جدلاً (وهو احتمال صفر) أن الكلدان الحاليين هم امتداداً للقدماء وأصلهم من القطر البحري الممتد من جنوب العراق إلى البحرين وقطر كما يؤكد الأستاذ بنيامين حداد في كتابه مستنداً إلى مصادر كثيرة (فربما ينطلي احتمال الصفر على القارئ البسيط)، لكن هل سينطلي على القارئ حتى البسيط أن أصل الآشوريين أيضاً من هناك؟.
وشكراً/ موفق نيسكو.