حكم أحيقار بالسرياني والعربي

حكم أحيقار بالسرياني والعربي

Basel Solaiman

حمل من هنا الكتاب

https://www.facebook.com/groups/747607792980908/permalink/882795322795487/

اللغة الآرامية (السريانية)…. د. باسل سليمان

الكثير، مع الأسف، لايعرف أهمية اللغة السريانية (السورية) ففي بلاد الشام (70%) من الكلمات التي ننطقها ونسميها (العامّية) هي كلمات سريانية، اللغة العربية هي أخت اللغة السريانية، صياغة الجمل بكل بلاد الشام هي الصياغة الآرامية ــ السريانية، الكثير من الكلمات في القرآن الكريم (هي نادرة الإستخدام باللغة العربية لكنها لاتزال مستخدمة بالسريانية)…. تاريخ بلاد الشام يتجاوز 12000 عام وهو تاريخ غني لكنه غالباً مُغَيَّب (لغاية في نفس يعقوب)….. في العصر العباسي بدأت الحرب على اللغة السريانية حيث كان لسان الأم يُقطَع إن تكلم أحد الأبناء السريانية، واستمر الحال مع السلاجقة ومن تبعهم…. إحياء اللغة السريانية هو أحد أساسيات التصالح مع التاريخ وإعادة بناء الهوية الوطنية لكل من يؤمن بالأمة السورية….
لايسعني سوى أن أشجع الشباب ومثقفي الأمة لتعلم وللحفاظ على اللغة السريانية. اليوم، يريد البعض إعطاء صورة أن اللغة السريانية يجب أن تبقى حبيسة الكنائس ورجال الدين، وبالمناسبة الفضل الكبير يعود لهم لأنهم الجنود الذين ساهموا بالحفاظ على لغة سيدنا وأبانا المسيح عيسى إبن مريم. لكن واجب شرفاء الوطن إعطاء المكان المناسب للغة التي نتكلم بها كل يوم بكل أرجاء بلاد الشام.
اليوم، الجهة الوحيدة الناشطة لنشر اللغة السريانية هي المدرسة السريانية الألكترونية، لهذه المدرسة كل التقدير والإحترام للجهود الجبارة لخير لغتنا الأم. في الرابط الأول، نسخة من كتيب عن حكم أحيقار، ذاك الفيلسوف الحكيم، وزير الملك الآشوري سنحريب وهذه النسخة وجدت سليمة في إحدى الكنائس المصرية (بجزيرة الفيلة)، ومن خلال هذه الحِكَم نستطيع فهم الكثير من طرق تفكير هذا الحكيم…. هذه النسخة أعدتُ ترجمتها وشرحها باللغة العربية لفائدة من يريد تعلم لغتنا الأم. وللجميع محبتي ومودتي…
في الختام أذكركم أن كلمة سوري وكلمة سرياني لهم نفس الترجمة في اللغة السريانية: ܣܽܘܪܝܳܝܳܐ (سوريُيُو)
د. باسل سليمان
Ignatius Aphrem I Barsoumمثلث الرحمات البطريرك مار إغناطيوس أفرام الأول برصوم
من الشخصيات التي تفتخر كنيستنا السريانية به وخاصة السريان الذين هاجروا وهجروا من بيوتهم واراضيهم السورية التركية في العشرينات من القرن الماضي
مثلث الرحمات البطريرك مار إغناطيوس أفرام الأول برصوم
Ignatius Aphrem I Barsoum
ـ ولد في الموصل عام 1887م، ودرس فيها مبادئ العلوم، وقد وهبه اللـه ذكاء وقاداً، فأتقن اللغات: العربية والسريانية والتركية والفرنسية.
ـ أكمل دراسته في مدرسة دير الزعفران بماردين الذائعة الصيت في رقيها وعزها، فتبحّر في التاريخين الديني والمدني، وعلم اللاهوت، والمنطق، وألمّ باللغات: الإنكليزية واللاتينية، واليونانية.
ـ رُسم راهباً عام 1907، وفي السنة التالية رقي إلى درجة الكهنوت.
ـ ترأس عام 1911 مطابع دير الزعفران، وطبع فيها مؤلفات قيِّمة له ولغيره من رجال الكنيسة.
ـ قام عام 1913 بجولته العلمية الأولى، للاطلاع على نفائس المخطوطات المحفوظة في خزائن الكتب في الأديار والكنائس في الشرق، وفي مكتبات أمهات مدن أوربا.
ـ انصرف إلى دراسة العلوم والفلسفة على أيدي أساتذة متضلعين.
ـ رُسم عام 1918 مطراناً على سوريا باسم مار سويريوس أفرام، وأضيف إلى رئاسته الروحية فيما بعد لبنان.
ـ قام عام 1919 بجولته العلمية الدينية الثانية في أوربا، موفداً من سلفه الطيب الذكر البطريرك إلياس الثالث، فحضر مؤتمر باريس الأممي،وكانت له صولات في المطالبة بحقوق العرب، ونبذ كل شكل من أشكال الاستعمار. وكان لقوة معارضته وفصاحته في التعبير بالفرنسية، الأثر الطيب في المؤتمر، والامتنان من جانب زملائه ممثلي العرب.
ـ قام عام 1927 بجولته العلمية الثالثة في أوربا، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، بزيارة علمية دينية. وقد انتخب في أثناء ذلك عضواً في المعهد الشرقي بجامعة شيكاغو. وقد اطلع خلال رحلاته الثلاث على أغلب المخطوطات السريانية والعربية في مكتبات أوربا وأميركا، هذا فضلاً عما وقف عليه من خزائن الكتب العامة والخاصة في الشرق.
ـ انتخب عام 1932 عضواً في المجمع العلمي العربي في دمشق.
ـ انتخب عام 1933 ورُسم بطريركاً (أي رئيساً أعلى على الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع) باسم مار إغناطيوس أفرام الأول برصوم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق.
ـ أسس عام 1939 المدرسة الإكليريكة الأفرامية، بعد أن شيّد لها من ماله الخاص ، صرحاً لائقاً في زحلة ، ثم نقلها إلى الموصل عام 1945 وقد تخرّج فيها نخبة طيبة من الإكليروس.
ـ انتقل صاحب الترجمة الطيب الذكر البطريرك مار إغناطيوس أفرام الأول برصوم إلى الخدور العلوية في 23 حزيران عام 1957 ودفن في كنيسة أم الزنار بحمص.
(نشر المهندس افرام بيشار هذا المقال في 26 نيسان 2017 على صفحة كنيسة مار جرجس )
لماذا يا أستاذ هنري لا تجامل السريان الضالين ؟
لماذا يا أستاذ هنري لا تجامل السريان الضالين ؟
هنري بدروس كيفا
منذ حوالي ١٧ سنة كنت في زيارة لمدينة ديترويت و كنت سألقي محاضرة على إخوتنا السريان . أجريت مقابلة مع الراديو الكلداني هنالك
للإعلام عن موعد و مكان المحاضرة .
و كان المستمعون يستطيعون أن يتصلوا و يبدوا رأيهم حول المواضيع
المطروحة … طلب مني الأخوة المسؤلون عن النادي الكلداني أن ألقي
محاضرة عندهم و الموضوع هو ” هل التسمية الكلدانية هي قومية أم
مذهبية ؟” …
خلال اللقاء على الهواء كنت أستخدم التسميات العلمية الأكادمية و هذا
مما أزعج بعض الأخوة من السريان الشرقيين المدعين بهوية أشورية غير علمية . ولم تتوقف الإتصالات حتى بعض إنتهاء البرنامج !
خرجت من الصالة و بعد ٧ دقائق طلب مني الأخ المسؤول أن أرد
على الهاتف على أحد الأخوة من السريان الضالين ! لم أعد أذكر أسمه
و طبعا هو غير مهم فكما تعلمون هنالك المئات مثله الذين يدعون عن
جهل بهوية أشورية غير علمية !
قال لي : هل تعلم إذا إتفقنا أنت و أنا فنحن نستطيع أن نوحد شعبنا !
قلت له : إنني باحث في التاريخ و لست سياسيا …
قاطعني : هل ممكن أن نلتقي و نتحدث معا ؟
أجبته : إنني مشغول و سوف أحضر للمحاضرة التي سألقيها …
قال لي : طيب هل ممكن أن نتكلم معا بضعة دقائق قبل المحاضرة لأنني
عندي أسئلة حول موضوعك !
أجبته مسرعا : أكيد سوف أكون في الصالة قبل الوقت المحدد و نستطيع
أن نتحدث أما أسئلتك فالأفضل أن تكون بعد إلقائي للمحاضرة و إنني
أرحب بكل سؤال !
بعض المفاجاءات قبل و بعد المحاضرة !
١ – السرياني الضال كان ينتظرني مع ثلاثة سريان ضالين مثله و قد
طلب مني رأسا ” أعطيني محاضرتك كي ألقي نظرة عليها…”
أجبته إنني لا أقرأ المحاضرة و لكنني ألقيها و أكتب رؤوس أقلام حول
الموضوع…
أجابني : يعني سوف تستخدم نفس التعابير كما جرى في الراديو ؟
الكلدان قد إنشقوا من الكنيسة و الشعب الأشوري و إنني أريد أن أعرف
جوابك على السؤال المطروح ” هل التسمية الكلدانية هي قومية أم
مذهبية ؟”
أجبته فورا : سوف تسمع جوابي بعد ساعة من خلال محاضرتي !
قاطعني صارخا : التسمية الكلدانية هي مذهبية و أريد جوابك الآن!!!
و هنا كان كاهن رعية السريان الكاثوليك قد شاهد حدة النقاش فأخذني
من يدي و قال لي : لا تتعب نفسك مع هؤلاء ….
٢ – خلال المحاضرة قام هؤلاء الأخوة الضالون بمقاطعتي و كانوا
جالسين في الصف الأول الأمامي : السرياني المثقف لا يحق له مقاطعة
المحاضر و إذا كان فعلا واثقا من نقده فهو يستطيع أن يسأل أمام الجميع
سؤاله أو يدلي بمعلوماته التي تخالف الأستاذ المحاضر !
لقد حاول هؤلاء الأخوة أن يشوهوا الموضوع المطروح من خلال أسئلتهم
السطحية التي تشير الى تعصبهم و جهلهم . الأخ السرياني الضال بعد
سؤاله الأول إذا به يطرح سؤالا ثانيا و يريد أن يطرح سؤالا ثالثا و قد
طلب منه المسؤول أن يسمح للأخرين أن يسألوا هم أيضا و كانوا حوالي
١٦٠ شخص !
أحدالحاضرين قال لي حرفيا ” ليس عندي أي سؤال و لكنني أريد فقط
أن أشكرك على رباطة جأشك و تحملك و صبرك !”
٣- بعد إنتهاء المحاضرة و الأسئلة العديدة أردت أن أذهب الى التواليت
و إذا بي أرى إبنة أختي تلحقني كي تحرسني و هي تنظر في كل الجهات و لم أفهم لماذا هي متخوفة ؟
أخيرا عرفت السبب : الأخ البطل السرياني الجاهل كان يراقبني بعد
خروجي من صالة المحاضرة و كان قد طلب من أحد الشباب المتواجدين
أن يقوم بضربي و لحظه التعيس كان ذلك الشاب إبن أختي الذي أجابه
” إن الأستاذ المحاضر هو خالي و لا يستحق الضرب و لكن الإحترام
لأنه متخصص في التأريخ و قد سمح لكم بطرح كل أسئلتكم و قد أجابكم
عليها!”.
٤ – المفاجأة الكبرى !
خلال الوليمة التي قدمها لي المسؤولون عن النادي قالوا لي ” إن الأخ
الذي تهجم عليك كان قد إتصل برئيس النادي- الذي كان متواجدا خارج
الولايات المتحدة – و قد حاول بكل الطرق إلغاء المحاضرة مدعيا بإنك
لست باحثا و إنك تقسم شعبنا !
بعد كل هذا الشرح أعتقد أن السريان الغيورين سيعرفون لماذا أنا بشكل
خاص و كل باحث نزيه لا يجامل كل أخ متطفل أو مدعي أو منافق في
الأمور التاريخية .
إنني أنتمي الى عائلة سريانية رهاوية و منذ صغري حلفت أن أتعمق في
تاريخ الرها مدينة أجدادي . لقد وجدت عددا كبيرا من الطروحات التاريخية الخاطئة حول الرها و قد صححتها و لكنني إكتشفت معلومات
عديدة و مهمة حول تاريخ السريان و هويتهم الآرامية .
لقد تعلمت- مع الوقت و الخبرة – بأنني إذا جاملت فئة من السريان الضالين فإنني سوف أضطر الى مجاملة كل سرياني يردد طروحات
تاريخية خاطئة !
المجاملة بكل بساطة تعني أن كل السنوات التي تعبت فيها في البحث
و التدقيق و التصحيح سوف تذهب هدرا !
المجاملة تعني بأنني لا أناضل من أجل هوية تاريخية علمية .
المجاملة تعني بأن لي مصالح ليس لها علاقة بالبحث العلمي الأكاديمي!
أخيرا سياسة المجاملة تعني لي بأنني أثق بالمثقفين السريان أو – لا سمح
الله – إنني أستطيع أن أجامل و أن لا أحد من السريان المثقفين سيلاحظ
بأنني أجامل !
إنني أفضل مئة مرة أن أصافح يد سرياني غيور مهتم بتاريخ أجداده
العلمي و لا يهمني أي سرياني مدعي يستخدم منصبه أو ماله أو فنه
للإدعاء بطروحات تاريخية خاطئة حول هويتنا السريانية الآرامية !
الصورة المرفقة
١ – كل من يرفع هذا العلم الآرامي هو أخي بالإنتماء الى شعبنا الآرامي العظيم !
٢- لا يهمني أن أعرف أسماء هؤلاء الشباب الغيورين و لكن المهم أن يعرف كل أخ سرياني أن كل من يرفع هذا العلم يؤمن بتاريخنا العلمي !
٣- من الرائع إن بعض السريان يرفعون علمنا في الصيف و البعض الآخر- كما في الصورة – في فصل الشتاء و في أعلى الجبال !
٤- هذا العلم هو في قلوبنا في كل فصول السنة ! إذا كانت أقلية من أبناء شعبنا يحملونه اليوم ففي السنين القادمة هذا العلم سيكون علم كل مسيحي ( جميع مسيحي الشرق ما عدا أخوتنا من الأرمن و الأقباط ) وأغلبية أخوتنا المسلمين الذين ينتمون مثلنا الى الآراميين !
أهمية نصب حدد يسعي الآرامي
أهمية نصب حدد يسعي الآرامي
هنري بدروس كيفا
لقد شاهدت نصب حدد يسعي أول مرة في معرض الإثارات السورية في معهد العالم العربي في باريس سنة ١٩٩٤ و كان هذا التمثال قد أصبح رمزا لذلك المعرض و كنت ترى في الباصات و لوحات الإعلانات صورة هذا التمثال الآرامي المهم.
طبعا زرت ذلك المعرض و لكنني خرجت منه بصدمة كبيرة لأنني كنت أحترم بعض السريان المهتمين خاصة باللغة السريانية الذين رددوا أمامي “أن المسؤولين السوريين يعتبرون السريان من الأشوريين !!! “.
كما يقال حبل الكذب و النفاق قصير !
لأن وزير الثقافة السورية قد ذكر أن سوريا هي آرامية بتاريخها و حضارتها القديمة !
الصدمة الثانية هي عندما زرت متحف دمشق منذ حوالي ١٣ سنة و شاهدت نصب حدد يسعي في غرفة مهملة و بدون أية شروحات حوله و ظننت – لوهلة – أن متحف دمشق لا يقدر أهمية هذا النصب الآرامي !
لقد وجدت منذ عدة أيام صورة جديدة لنصب حدد يسعي في صالة كبيرة في متحف دمشق فنشرتها في صفحتي و إنهالت الإعجابات العديدة ..و هذا مما شجعني لنشر هذا الموضوع المهم .
أولا – أين أكتشف هذا النصب؟
تم إكتشاف هذا النصب سنة ١٩٧٩ في تل الفاخرية بالقرب من راس العين و هي بلدة مشهورة بإنتمائها السرياني الآرامي منذ تاريخها القديم . راس العين هي تسمية سريانية و باللغة السريانية لهذه المنطقة التي إستوطنها الآراميون منذ حوالي ٣٢٠٠ سنة !
الأمانة للتاريخ هو واجب : لقد سكن شعب الميتني الهندو أوروبي هذه المنطقة التي تعرف بالجزيرة السورية اليوم. نهريما قد تكون أقدم تسمية أكادية نعرفها اليوم و لكن بعد إستيطان الآراميين و صهرهم لبقايا شعب الميتني و الحثيين صار إسمها ” بيث نهرين ” باللغة السريانية .
كما إن أسفار التوراة كانت تسميها ” آرام نهرين ” و لا شك لأنها كانت آرامية بهويتها و سكانها!
و هذا قديسنا إفرام ابن نصيبين يطلق تسمية الآراميين على جميع سكان هذه المنطقة !
أخيرا أن اللغة اليونانية قد أطلقت تسمية مسوبوتاميا على الجزيرة و قد أصبحت هذه التسمية في بداية القرن العشرين “مصطلحا” يقصد به العراق القديم.
ثانيا – من هو حدد يسعي ؟
أ-هو ملك آرامي حسب الكتابة الآرامية بينما النص الأكادي يذكر بأنه حاكم لمنطقة سيكاني!
المعلومات التاريخية حوله هي قليلة جدا و لكنها تسمح لنا أن نعرف أنه ابن”شمش نوري” ابن “أبي سلامو” ابن “كابارا” ابن “خاديانو” الملك الذي أسس مملكة بيت بخياني وعاصمتها جوزان في تل حلف في بداية القرن العاشر قبل الميلاد. إن أغلب المعلومات حول مملكة بيت بخياني أو بحياني مأخوذة من الكتابات الأكادية التي تركها ملوك أشور الذين كانوا يهاجمون الممالك الآرامية في بيت نهرين أي الجزيرة السورية اليوم و كانوا يفرضون الخوة على الآراميين:
من خلال تلك الكتابات تعرفنا على أسماء الملوك الآراميين الذين حكموا جوزان قبل خضوعها للأشوريين .
ب – ملاحظة مهمة:
خضوع الممالك الآرامية للحكم الأشوري لا يعني أبدا أن الأشوريين قد سكنوا في بيت نهرين!
و قد ثار الآراميون عدة مرات على الحكام الأشوريين و قتلوهم. و هذا مما دفع بملوك أشور بتعيين حكام آراميين في هذه المناطق الآرامية.
هنالك سؤال يطرح:
هل تعيين حدد يسعي الآرامي قد سهل خضوع الآراميين في جوزان للأشوريين؟
اليوم كم من الشخصيات السياسية و الدينية تتملق للحكام العرب ( نحن عرب أقحاح … الدماء العربية تجري في عروقنا … ) و لم تطالب بأية حقوق للسريان؟
ج – لقد وجد مؤخرا علماء الآثار الفرنسيين قطعة صغيرة من الخزف مكتوب عليها باللغة الآرامية “توكلتي شارو إبن حدد يسعي”.
لقد عرض متحف اللوفر هذه القطعة و قد علق المؤرخون المهتمون بتاريخنا الآرامي أن “توكلتي شارو” هو بدون شك إبن ” حدد يسعي ” الذي إكتشفنا تمثاله في جوزان !
إن إسم ” توكلتي شارو” هو باللغة الأكادية و هو يعني ” الملك هو مساعدي ” و لكنه إبن عائلة آرامية حكمت جوزان حوالي ٢٠٠ سنة !
إسمه الأكادي لا يعني بأنه أشوري أو إنه إنصهر بالحضارة الأشورية كما إدعى سيمو باربولا !
ثالثا – أهمية نصب حدد يسعي .
أ – على الصعيد التاريخي:
إنه من أهم و أقدم و أطول النصوص الآرامية المكتشفة في بيت نهرين التاريخية.
هذا النص قد سمح للعلماء أن يتعرفوا على أسماء ألهة الآراميين و على الكثير من عادات الآراميين فهنالك عشرات التماثيل الآرامية و لكنها بدون أية كتابات تشرح عنها !
ب – على الصعيد اللغوي:
هذه الكتابة الطويلة سمحت لعلماء اللغة الآرامية أن يتعرفوا أكثر على تطور اللغة و الأبجدية الآرامية: هذه الكتابة هي مهمة جدا لوجود ترجمة أكادية تسمح للعلماء من إجراء مقارنة بين اللغتين.
ج – هذا النصب يؤكد لنا ما نعرفه عن سياسة الأشوريين في تعيين حكام آراميين أو تثبيت ملوك آراميين في الحكم كما جرى مع ملك سمأل برركيب.
إكتشاف إسم “توكلتي شارو” إبن حدد يسعي يعني لنا أن هذا الحاكم سليل الملوك الآراميين قد أعطى لإبنه إسما أكاديا لمسايرة ملوك أشور!
كم من السياسيين اليوم لا يخجلون من الإدعاء بأنهم عرب فقط لتأمين مصالحهم !
أتمنى من سريان الجزيرة أن يتعرفوا أكثر على أهمية الإثارات الآرامية المكتشفة فيها و أن ( يتعرفوا ) و أن يعرفوا إن هذه هي إثارات أجدادهم الحقيقيين.
نحن لا نعرف الأسباب الحقيقية التي دفعت بحدد يسعي الآرامي أن يتعامل مع الأشوريين المحتلين فهل تعامله كان من أجل مصلحته أم من أجل مصلحة الآراميين جميعا؟
نحن اليوم و بفضل مصادرنا السريانية الغنية نعلم أن جميع سكان بيت نهرين الجزيرة السورية اليوم ظلوا محافظين على هويتهم الآرامية و هذا واضح من أشهر قديس سرياني ولد و عاش في بيت نهرين أي مار إفرام السرياني الذي كان يسمي جميع سكان هذه المنطقة بالآراميين!
الأبوابُ المسدودة ؟!؟!؟!… والباب المسدود الدمشقي؟!؟!؟!….

الأبوابُ المسدودة ؟!؟!؟!… والباب المسدود الدمشقي؟!؟!؟!….

ريم رضا الشعار

مكرر للضرورة وسيكرر حتى انصاف التاريخ ورفع المظلومية عن أحد الأبواب المهمة لمعبد حدد.. الجامع الاموي اليوم .. والذي كان كنيسة بين تلك الحقبتين . مكان يتوسط المدينة القديمة يعبق بالسحر والروحانية العالية.. حيث شهد ثلاثة عصور الاغريقي والروماني والبيزنطي مؤخرا العصر الإسلامي.. لم يهدم ولم يبده زلزال..
———
إليكم المقال الأكاديمي..
الأبوابُ المسدودة ؟!؟!؟!… والباب المسدود الدمشقي؟!؟!؟!….
إطلالةٌ أركِيولوجِيّة إِﭘيغرافِيَّة مِنْ قَلْبِ دِمَشق….. فيها إفصاحٌ موجزٌ وبليــــــــــــــغ عن بعض العصور التاريخَيّة الشَّامِيَّةِ لأسلافنا السوريين؟!؟!؟!….
كُنْتُ في دمشق ذات يوم أتجوّلُ في محيط المسجد الجامع الأموي الكبير وَبِيدي آلة التصوير التي لا تبارِحُني في هكذا مشاوير، وطبعاً، كُنتُ ألتقطُ الصور لهذا المحيط الأثري بما يَلْفُتُ أنظاري كَمُهْتَمٍّ بالإرث السوري… إلى حين وصلتُ إلى الزقاق الذي يُحاذي المسجد من جهة الجنوب (واسمه القباقبية) . وطبعاً كنْتُ أُتابعُ، من جملة أشياء أخرى، ما بقي من السور المحيط بالمسجد الجامع. وإذا بي يسْتَوْقِفُنِي ما أثــار انتباهي وحَمَلَني بذاكرتي المعرفية فوراً إلى الباب المسدود في حمص القديمة، (وأنا أحد سكان حمص)، وأيضاً إلى الباب المسدود (أو الباب الذهبي) في الجهة الشرقية من سور مدينة القدس؟!.
أَجل يا أحِبَتي استوقفَني بابٌ مسدودٌ آخَـــرْ فعلاً…. وما لَفَتَ اهتمامي الشديد، كوني مهتم بعلم الإﭘيغرافيا، هو نقشٌ يوناني مُضاف على عتبة الباب….. وهنا حَطَّنا الجَمّال يا أحبَّتي.
هذا الباب المسدود يروي لنا بكلِّ جلاء ووضوح وموثوقية ثلاثة عصور مَرَّت بها دمشق وهي تحديداً وبالترتيب الزماني: العصر الإغريقي- الروماني، فالعصر البيزنطي ثم أخيراً العصر الأموي. فكيف نقرأ هذه التتابعية؟
الباب المسدود، قبل سَدِّهِ وقبل أن يضاف النقش اليوناني المسيحي على عتبته، كان أحد أبواب هيكل أو معبد الإله جوﭘيتر كبير آلهة الـﭘـانثيون (أي مجمَّع الأرباب) الروماني والذي سبقه زمانياً زيوس اليوناني. كان ذلك في الفترة الرومانية أي منذ نحو 64 قبل الميلاد إلى بدايات القرن الرابع بعد الميلاد. ثم إنّه، بعد بدء انتشار المسيحية زمن الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الكبير وتحديداً بعد مرسوم ميلان الشهير عام313 م، تَمَّ تحويل معبد جوﭘيتر إلى الكنيسة الكبرى في دمشق، وتَمّتْ إضافة النقش اليوناني الذي أنقُلُ إليكم أَحِبَّتي قراءتي وترجمتي له. وبقي المكان مستخدماً ككنيسة كاتدرائية إلى حين قدوم بني أمية وبقي كذلك إلى أن تم الاتفاق على تحويلِه إلى مسجد كبير في عصر أحد خلفاء بني أمية اللاحقين، فتَمّتْ عملية سد الباب لسبب معماري وهو أن هذا الباب يصادف موقعه جهة القبلة في الجدار الداخلي الجنوبي لبناء المسجد إياه، فلَم يَكُ هناك بُدّاً من سَدِّه لزومياً.
ويمكننا الإيجاز كما يلي:
الإنشاء الأساسي للسور والباب يحكي لنا عن الدور الروماني….والنقش اليوناني يحكي لنا عن الدور البيزنطي….. وأخيراً عملية السَّد عن الدور الأموي. وأخيراً إليكم ترجمتي للنقش اليوناني الذي تشوبُهُ بعضُ الأخطاء التي قُمْتُ بتصويبها…:
الترجمة:
“مُلْكُكَ >أيها المسيح< مُلْكُ كُلِّ الدهـــور وسُلطانُكَ في كُلِّ جيلٍ فَجيـــلْ.”
والنقش مقْتَبَسٌ عن المزمور 145:13 .
(أرفِقُ صورة من Google Earth للمسجد الأموي ومحيطه، ويظهر زقاق القباقبية في أسفل الجامع (جهة الجنوب).
—————
شكرا لضميرك الحي
” من هم السريان ” Syrian ” في هذا النص ؟ “

” من هم السريان ” Syrian ” في هذا النص ؟ “

هنري بدروس كيفا
رد على السيد المحترم Rabi Gabriel
شكرا لتعليقك ” ليش ما سموا اراميا بدل سوريا ؟؟؟؟؟”
فهو إن دل على شيئ مفيد هو جهلك التام للتسمية الآرامية . إنني أعلم جيدا إنك لن تقتنع و لا تبحث عن هويتنا الحقيقية و لكنني سأنشر ردا قديما
قد يفيد من يريد أن يتعرف على هوية السريان الحقيقية :
” ذا كانت التسمية السريانية تعني الآشوريين وذلك فقط عند اليونان في القرن الخامس ق.م. , فإنها لم تعد صحيحة بعد إستلاء اليونان على الشرق , وخاصة بعدما أصبح لتسمية سوريا معنى جغرافياً وفيما بعد معنى قومياً. كيف نستطيع أن نفسر هذا النص الذي كتبه كسنوفون (14) المؤرخ اليوناني الشهير ” ولكن ملك آشور بعد أن أخضع السريان وهم أمة محترمة ” .
من هم السريان ” Syrian ” في هذا النص ؟
لقد أمضيت أشهر طويلة وأنا أبحث عن الجواب لأهميته البالغة في دراستي التي أعدها عن الشعب السرياني – الآرامي . وقد عثرت على عدة أدلة تثبت بأن المقصود بالسريان هو الشعب الآرامي . ويقول سترابون (15) الجغرافي اليوناني ( القرن الميلادي الأول قبل المسيح) :
” يقول لنا أيضاً بوسيدونيس إن هؤلاء الذين أطلق عليهم اليونان إسم السريان ” Syrian ” فإنهم يطلقون على أنفسهم إسم الآراميين ” .
لا بل إننا نرى في الترجمة اليونانية للعهد القديم , بأن تسمية بلاد آرام تترجم إلى بلاد سوريا ودائما كان يترجم الشعب الآرامي إلى الشعب السرياني . لا يستطيع أحد أن يدعي بأن ” حداد عدري ” ملك آرام كان آشورياً وبالتالي لا أحد يستطيع أن ينكر بأن تسمية السريان قد أصبحت مرادفة للآراميين .
المؤرخ فلافيوس جوزيف (16) , في كتابه الشهير عن اليهود كان يستعمل التسمية الآشورية ليعني بها الأمة الآشورية القديمة , وكان يستعمل التسمية السريانية ليقصد بها الآرامية كقوله : كان لسام أحد أبناء نوح خمسة أبناء : آشور وهو الثاني وقد بنى مدينة نينوى وأعطى إسم الآشوريين (أسيريان) لأتباعه الذين كانوا أغنياء وأقوياء جداً … ومن آرام وهو الرابع يتحدر الآراميون الذين يطلق عليهم اليونان إسم سريان ” .
إن علم التاريخ , في الحقيقة , كعلم قائم بذاته أسوة بالعلوم الأخرى التي تبحث عن الحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة , ولا يعتمد تسلسل الشعوب , حسب ما ورد في التوراة عن سام بن نوح , لأن التوراة في تفسيرها , قد تقصد بها إضفاء نوع من الترابط والتقارب بين الشعوب المتعددة , إذ ليس من المنطق في شيء أن يكون آشور أخاً لآرام , بينما هناك حقبة طويلة من الزمن بين التاريخ الآشوري والتاريخ الآرامي .
-7-
إذاً لا وجود لرابط بين الشعبين الآشوري والآرامي سوى رابط الشعوب السامية فقط وقد أوردت هذا البرهان كي يتأكد القارئ بأن إسم السريان أصبح مرادفاً لإسم آرام .
وإنطلاقاً من أصول وقواعد التاريخ الثابتة أحببت أن أُعرّف ما كان يقوله أجدادنا عن أنفسهم وعن لغتهم .
هل كانوا يقولون عنها سريانية – آرامية أم آشورية ؟
يقول مار يعقوب السروجي (17) ( توفي عام 521 م ) في تقريظة لمار أفرام :
“هذا الذي أضحى إكليلاً للأمة الآرامية جمعاء وبه نالت محاسن روحية ” .
ورد في إحدى كتابات ” مار فيلوكسينوس المنبجي ” ( توفي عام 523 م ) :
” إن تعبر إختلاط , إمتزاج , يوجد في معظم كتب آبائنا إن كان عند الآراميين أو عند اليونان ” .
كذلك عند مار يعقوب مطران الرها (19) (توفي في أوائل القرن الثامن الميلادي).
يقول في أحد الميامر : ” وهكذا عندنا نحن الآراميين أو السريان “.
كذلك نجد في تاريخ مار ديونوسيوس التلمحري (20) (توفي في القرن التاسع الميلادي ) :
ومنذ ذلك الوقت بدأ أبناء هاجر ( العرب ) يستعبدون الآراميين استعباداً مصرياً .
ومن المعلوم أن العرب قد دخلوا بلادنا في القرن السابع الميلادي , تُرى لماذا مار ديونوسيوس يُسمّي سكان سوريا بالآراميين ؟
هل لأنهم آشوريون أم بكل بساطة لأنهم آراميون ؟ !
ولعل أفضل دليل على ذلك هو ما كتبه المؤرخ مار مخايل الكبير (توفي سنة 1199م ) في ملحق خاص ضمن تاريخه يرد فيه على اليونان الذين كانوا يعيّرون السريان بقولهم ” لم يخرج ملك من شعبكم ” .
كتب مار مخائيل (21) :بمساعدة من الله سوف نذكر أخبار الممالك التي أُقيمت في القديم , بفضل أمتنا الآرامية, أي أبناء آرام , الذين أطلقت عليهم تسمية سريان ” أو ” سكان سوريان … ” .
بالطبع القارئ المدقق يستطيع أن يتحقق من صحة هذه المعلومات وما عليه إلا أن يفتح صفحة كل كتاب ورد ذكره في بحثي هذا .
لقد ذُكرت سابقاً أن النصوص الآرامية التي وجدت في سفيرة قرب حلب قد استعملت التسميات التالية : آرام العليا (حلب) آرام السفلى ( دمشق ) وكل آرام أي كل بلاد رام . ومن المعلوم أن المؤرخين اليونان كانوا يستعملون ” سوريا كولن ” مما دعا عدداً من المؤرخين (22) أن يرى في ” كولن ” اليونانية الأسم الآرامي القديم . ولقد وردت هذه التسميات مرات عدة في تاريخ فلافيوس جوزيف وذلك في حديثة عن السريان الآراميين ( وليس الآشوريين ) .
” كان لآرام أربعة أولاد أحدهم عوض وهو البكر … بنى مدينة دمشق الواقعة بين فلسطين وسوريا الملقبة بكولن (23) ” .وفي مكان أخر يستعمل تسمية سوريا السفلى وسوريا العليا (24) . أليس هذا دليلاً على أن إسم سوريا قد أصبح مرادفاً بلاد آرام ؟ .”
——————————————–
صباح الخير / بريخ صفرو
١- في كل يوم و مع كل فنجان قهوة ” نحن سريان آراميون “
٢-تحية من القلب الى كل الأخوة المهتمين الذين يشجعونني في تصحيح كل طرح تاريخي خاطئ …
٣- الملك حزائيل ٨٤٣ – ٨٠٣ ق٠م لم يشرب القهوة و العالم يعقوب الرهاوي من القرن الثامن الميلادي هو أيضا لم يشرب القهوة و لكنهما آراميان مثل أكثرية مسيحي شرقنا و نسبة كبيرة من أخوتنا المسلمين .
٤- إنني أحب كل سرياني أصيل و حتى السرياني الذي يدعي بأنه ” أشوري ” أو إسباني…و لكن المحبة لا تعني بأنني سأقبل كل طرح تاريخي خاطئ .
٥- نحن سريان آراميون إن شربنا القهوة و سنبقى سريان آراميين و إن تشربنا في صغرنا طروحات تاريخية خاطئة !
ملاحظة مهمة جدا : ربما القارئ لا يعرف أن سوريا القديمة كانت بأكثريتها
الساحقة آرامية بين حكم الملك حزائيل ٨٤٣- ٨٠٣ ق٠م و بين العالم يعقوب الرهاوي ٦٣٣-٧٠٨ م أي أكثر من ١٥٠٠ سنة !
مع كل فنجان قهوة يجب أن تتذكر :
* العالم يعقوب الرهاوي يؤكد ” نحن السريان أي الآراميون “!
* كل العلماء السريان من مار افرام الى ابن العبري قد أكدوا أن
هويتنا هي آرامية !
*صحيح أن الفكر الأشوري المبني على طروحات تاريخية كاذبة
و لكن تاريخنا العلمي هو الذي يصحح تلك الطروحات !
*طوبى لكل رجل دين سرياني يؤمن بتاريخنا العلمي لأنه – بكل تأكيد-
سيفتخر بهويتنا الآرامية !
* للأسف بعض رجال الدين لا يزالون يؤيدون الفكر الأثوري المزيف
و يتلاعبون في تفسير التسمية السريانية : عاجلا أم أجلا السرياني
المثقف سيرى تخاذلهم و تفسيراتهم الكاذبة .
*لا شك إن العالم يعقوب الرهاوي قد عاش حياته في ظل الإحتلال
العربي لمواطن أجدادنا و لكن العرب ظلوا أقلية عددية في شرقنا
حتى القرن الثالث عشر الميلادي !
توضيح مهم 😍😍😍
١- إنني أكدت أننا سريان آراميون و هذه حقيقة تاريخية مبرهنة .
٢- لكنني مع فنجان القهوة قد أكدت حرفيا ” العالم يعقوب الرهاوي يؤكد ” نحن السريان أي الآراميون “! بينما هو كتب باللغة السريانية :
ܗܘ ܗܟܘܬ ܐܦ ܚܢܢ ܐܪ̈ܡܝܐ ܐܘܟܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ
أي ” و هكذا عننا نحن الآراميون اي السريان “
٣- إنني إرتكبت هفوة صغيرة و لكنني صححتها و للأسف أغلبية الكتاب
المغامرين لا يتحققون و لا يصححون من مفاهيمهم الخاطئة .
ܝܘܣܦ
ܡܰܣܟܿܠܳܢܘܼܬܐ ܕܥܰܘܠܐ

ܡܰܣܟܿܠܳܢܘܼܬܐ ܕܥܰܘܠܐ

ܥܰܘܠܳܐ ܡܿܢ ܥܒܳܕܐ ܗ̱ܘ ܡܶܕܶܡ ܕܡܰܟܶܐ ܘܢܳܟܶܐ ܙܶܕܩܳܐ ܪܝܼܫܳܝܳܐ ܕܩܰܪܝܼܒܳܐ. ܘܣܘܼܥܪܳܢܐ ܗ̱ܘ ܕܙܶܠܡܳܐ ܘܐܠܡܐ ܕܩܳܢܐ ܚܰܝܠܐ ܛܳܠܘܿܡܳܐ ܘܒܳܙܘܿܙܳܐ ܘܰܡܫܰܥܒܕܳܢܳܐ ܘܰܡܫܰܦܠܚܳܢܳܐ ܠܘܩܒܰܠ ܒܪܢܫܐ ܐܰܝܢܳܐ ܕܗܘܼ. ܘܥܰܘܳܠܳܐ ܗܰܦܟܳܝܳܐ ܗ̱ܘ ܕܟܺܐܢܳܐ. ܘܣܰܩܘܼܒܠܳܝܐ ܗ̱ܘ ܕܡܰܥܘܶܠ ܘܡܰܣܟܶܠ ܒܩܘܼܕܫܳܐ ܘܡܰܟܣܳܪܐ ܘܥܰܡܠܐ ܘܬܶܫܡܶܫܬܐ ܘܝܰܩܪ̈ܶܐ[1] ܡܳܪ̈ܳܢܳܝܐ ܕܐ̱ܚܪ̈ܳܢܐ ܟܕ ܣܳܪܰܚ ܙܶܕܩܰܝ̈ܗܘܢ ܒܬܶܢܝܳܐ ܥܳܠܘܿܒܳܐ ܘܥܳܫܘܿܡܳܐ ܕܝܰܨܪܳܐ ܒܝܼܫܐ ܘܨܶܒܝܳܢܳܐ ܥܩܺܝܼܡܳܐ..

ܐܝܟ ܐܝܼܬܝܳܐ ܟܢܘܼܫܝܳܝܳܐ ܡܿܢ ܒܰܪܢܳܫܳܐ ܡܶܬܟܰܝܰܢ ܡܼܢ ܥܳܠܡܳܐ ܒܰܪܳܝܳܐ ܕܦܰܓܪܐ ܘܗܘܼܠܳܢܳܝ̈ܬܐ. ܘܡܼܢ ܥܳܠܡܐ ܓܰܘܳܝܐ ܕܪܘܼܚܳܐ ܘܣܘܼܟ̈ܠܳܝܳܬܐ. ܘܗܺܝܼܝܘܼܬܗ ܟܝܳܢܳܝܬܐ ܘܐ̱ܢܳܫܳܝܬܐ ܠܐ ܕܳܢܚܳܐ ܘܐܳܦܠܐ ܨܳܡܚܳܐ ܐܠܐ ܒܣܘܼܟܳܠܐ ܦܰܛܢܐ ܘܓܘܼܡܳܪܐ ܬܰܩܢܐ ܕܰܬܪ̈ܰܝܗܘܢ ܥܳܠܡ̈ܐ ܣܘܼܢܩܳܢܗܘܢ. ܘܒܡܶܬܰܪܬܝܳܢܘܼܬܐ ܘܡܶܫܬܰܒܠܳܢܘܼܬܐ ܕܰܟܝܳܢܐ ܚܬܝܼܪܐ ܘܫܰܒܰܗܪܳܢܳܐ ܘܩܰܫܝܳܐ ܘܚܶܡܬܳܢܳܐ ܘܰܦܠܝܼܓܳܐ ܘܰܡܚܰܒܠܐ ܗܳܢܐ ܕܣܘܼܓܰܐܬ ܟܰܕܳܒܘܼܬܐ ܡܡܰܠܶܠ ܥܡ ܢܰܦܫܗ ܘܥܡ ܐ̱ܚܪ̈ܢܐ. ܘܰܕܒܺܝܼܪ ܠܪܶܚܡܰܬ ܡܩܳܡܳܐ ܘܕܰܪܓܐ ܘܟܶܣܦܳܐ ܘܪܰܒܘܼܬܐ ܘܝܰܥܢܘܼܬܳܐ ܟܕ ܗܘܼ ܠܐ ܪܓܝܼܫ. ܘܠܐ ܡܬܚܙܐ ܫܰܪܝܼܪܐ ܐܠܐ ܐܢ ܒܰܬܪܝܼܨܘܼܬ ܠܒܳܐ ܘܰܒܫܰܝܢܐ ܘܰܫܠܳܡܐ ܕܥܡ ܢܦܫܗ ܘܥܡ ܐ̱ܚܪ̈ܳܢܐ. ܐܠܐ ܒܪܡ ܝܳܪܒܳܐ ܘܣܳܓܝܳܐ ܦܠܝܼܓܘܼܬܐ ܠܘܳܬ ܢܰܦܫܗ ܘܰܠܘܳܬ ܐ̱ܚܪ̈ܳܢܐ ܟܕ ܡܶܬܪܰܓܪܰܓ ܚܰܦܝܳܐܝܬ ܠܡܶܠܒܰܫ ܐܰܦܘܼܕܳܐ ܕܪܰܒܘܼܬܐ ܟܣܝܼܬܐ. ܘܪܰܒܰܬ ܡܫܝܼܡܳܢܝܼܬܐ ܗ̱ܝ ܡܰܥܒܕܳܢܘܬܗܿ ܕܪܶܓܬܐ ܗܕܐ ܟܕ ܡܶܬܛܰܫܝܳܐ ܒܚܘܼ̈ܫܳܒܶܐ ܘܡܶܬܦܰܠܚܳܐ ܒܕܘܼܒܳܪ̈ܐ. ܘܟܕ ܠܐ ܟܳܒܶܫ ܘܙܳܟܐ ܚܘܼ̈ܫܳܒܐ ܕܢܰܦܫܳܐ ܘܚܰܫܳܐ ܙܩܝܼܦܳܐ ܕܪܒܘܼܬܐ ܘܫܰܪܟܳܐ ܕܝܰܨܪ̈ܶܐ ܒܝܼ̈ܫܶܐ ܘܚܘܼܬܚ̈ܳܬܐ ܡܚܰܒ̈ܠܢܐ܆ ܠܐ ܡܨܐ ܕܢܶܫܬܰܝܰܢ ܠܐ ܥܡ ܢܦܫܗ ܘܠܐ ܥܡ ܐ̱ܚܪ̈ܢܐ܆ ܘܐܳܦܠܐ ܥܡ ܐܠܗܐ. ܘܡܶܟܳܐ ܩܐܡ ܚܝܠ ܦܠܝܼܓܘܼܬܐ -(ܕܥܡ ܢܰܦܫܗ ܘܰܠܘܳܬ ܐ̱ܚܪ̈ܳܢܐ)- ܘܢܳܨܚܳܐ ܒܡܰܥܒܕ̈ܳܢܘܳܬܗܿ ܡܰܚܣܪ̈ܳܢܝܳܬܐ.

ܘܬܢܢ ܫܰܦܝܼܪ ܕܢܶܫܡܰܥ ܘܢܶܗܕܘܿܣ ܡܶܠܰܬ ܡܪܝ ܦܝܠܘܟܣܝܢܘܣ ܕܡܰܒܘܓ (523) ܕܒܗܿ ܐܡܿܪ: «ܗܰܝܡܢܘܼܬܐ ܓܝܪ ܡܫܰܚܠܦܳܐ ܡܚܝܼܠܘܼܬܗ ܕܦܰܓܪܐ… ܣܰܟܠܐ ܓܝܪ ܫܳܐܛ ܠܐܝܢܐ ܕܡܶܬܡܰܟܰܟ ܩܕܳܡܰܘܗܝܚܰܟܝܡܳܐ ܕܝܢ ܡܛܠ ܡܰܟܝܼܟܘܼܬܗ ܡܰܣܓܶܐ ܡܰܚܶܒ ܠܗܠܝܬ ܠܗ ܓܝܪ ܥܰܝܢܐ ܠܣܰܟܠܐ ܕܬܶܚܙܐ ܚܘܼܒܳܐ ܒܓܘ ܡܰܟܝܼܟܘܼܬܐܥܠ ܗܕܐ ܪܒܘܼܬܐ ܡܶܬܚܰܘܝܐ ܠܗܘܰܙܥܝܼܦܘܼܬܐ ܡܶܬܟܰܬܒܐ ܠܗܘܩܰܫܝܘܼܬܐ ܘܰܕܚܝܼܠܘܼܬܐ ܡܶܬܪܰܫܡܐ ܩܕܳܡܰܘܗܝܕܡܼܢ ܗܠܝܢ ܢܶܣܓܶܐ ܘܢܶܕܚܰܠܡܼܢ ܗܿܘ ܕܒܗܠܝܢ ܡܶܬܚܰܘܐ... ܐܡܬܝ ܓܝܪ ܕܡܼܢ ܢܰܦܫܐ ܡܬܕܰܒܰܪ ܦܰܓܪܐ܆ ܬܰܩܢܐ ܗ̱ܘ ܘܰܚܠܝܼܡܳܐ ܟܠܗ ܕܘܼܒܪܗܘܢܘܐܝܟ ܕܦܐܐ ܠܒܰܪܢܫܐ ܡܬܕܰܒܰܪ ܒܬܰܩܢܘܼܬܐ ܐܝܕܐ ܕܠܳܚܡܳܐ ܠܰܡܠܝܼ̈ܠܐܐܡܬܝ ܕܝܢ ܕܨܶܒܝ̈ܢܰܝ ܦܰܓܪܐ ܡܕܰܒܪܝܼܢ ܠܗܿ ܠܢܰܦܫܐ܆ ܕܘܼܒܪܐ ܕܚܰܝܘ̈ܬܐ ܡܬܕܰܒܪ ܒܪܢܫܐܘܟܕ ܗܼܢܘܢ ܙܘ̈ܥܶܐ ܕܪ̈ܓܝܼܓܳܬܗ ܕܠܐ ܡܼܰܪܓܫܳܢܘܼܬܐ ܡܫܬܰܡܫܝܼܢ ܡܢܗܘܥܠܗܕܐ ܡܬܓܠܶܙ ܠܗ ܐܦ ܡܼܢ ܡܬܬܰܘܝܳܢܘܼܬܐ ܗܿܝ ܕܢܰܩܝܼܦܳܐ ܠܦܳܪܘܿܫܘܼܬܐ... ܟܡܐ ܓܝܪ ܕܰܚܠܝܼܛܐ ܢܰܦܫܐ ܥܡ ܦܓܪܐ ܒܚܘܼ̈ܫܳܒܶܝܗܿ ܠܐ ܡܶܫܟܚܳܐ ܡܕܰܒܪܐ ܠܗܐܦܠܐ ܚܰܙܳܝܬܐ ܕܰܩܢܘܿܡܗ ܗܳܘܝܳܐܘܠܐ ܪ̈ܓܝܼܓܳܬܐ ܕܦܰܓܪܐ ܕܳܝ̈ܩܳܢ ܠܗܿܘܠܐ ܚܰܫܝ̈ܗܿ ܕܝܠܗܿ ܩܒܝܼܠܝܼܢ ܠܗܿܐܠܐ ܐܝܟ ܣܰܡܝܐ ܕܓܠܝܼܙ ܡܼܢ ܚܙܳܬܐ ܕܩܢܘܿܡܗ ܘܡܼܢ ܚܙܳܬܐ ܕܟܠ ܡܕܡܗܟܢܐ ܐܦ ܢܦܫܐ ܡܐ ܕܐܶܣܬܰܡܝܰܬ ܒܚ̈ܫܐ ܕܚܛܝܼܬܐܠܐ ܠܝܳܬܗܿ ܚܳܙܝܳܐ ܘܠܐ ܠܡܕܡ ܕܠܒܪ ܡܢܗܿ».

ܒܪܡ ܐܟܡܐ ܕܡܬܬܡܝܼܫܳܐ܆ ܪܳܘܶܙ ܘܕܳܐܨ ܒܰܪܢܳܫܳܐ ܒܰܫܟܳܚܬܐ ܕܫܘܼܦܪܳܐ ܒܰܪܳܝܐ܆ ܒܪܡ ܣܘܿܓܐܐ ܕܙܰܒܢ̈ܝܢ ܛܥܶܐ ܘܰܛܫܶܐ ܫܘܼܦܪܐ ܕܥܳܠܡܳܐ ܓܰܘܳܝܳܐ ܘܠܰܝܬ ܨܶܦܬܳܐ ܠܰܫܟܳܚܬܶܗ. ܘܐܢ ܡܬܬܰܗܡܝܳܐ ܒܥܳܬܐ ܘܰܒܨܳܬܐ[2] «ܛܰܥܡܳܐ ܘܣܘܼܟܳܠܐ» ܕܥܳܠܡܳܐ ܓܰܘܳܝܐ ܠܐ ܡܳܢܥ ܒܪܢܳܫܳܐ ܠܐܝܡܳܡܐ ܕܟܘܫܳܪ̈ܐ ܫܰܪܝܪ̈ܐ ܘܡܰܕܠ̈ܢܐ. ܘܦܳܐܫ ܒܠܠܝܐ ܕܟܘܼܫܳܪ̈ܐ ܫܚܝܼ̈ܡܐ ܘܡܰܠ̈ܙܳܢܐ. ܒܪܡ ܐܟܡܐ ܕܡܰܣܓܶܝܢ ܘܝܳܗܒܝܼܢ ܛܰܥܡܐ ܦܪܝܼܫܐ ܘܒܰܣܝܼܡܐ ܐܰܨܪ̈ܶܐ ܕܡܶܬܡܰܕܟܺܝܼܢ ܒܒܘܼܫܳܠܐ ܐܘ ܒܡܐܟܘܼܠܬܐ܆ ܒܗܿ ܒܰܕܡܘܬܐ ܡܘܼܙܳܓܐ ܘܣܘܼܩܳܡܐ ܘܬܘܼܩܳܢܐ ܕܬܪ̈ܝܗܘܢ ܥܳܠܡ̈ܐ ܡܢܝܼܚ ܘܡܰܩܢܶܐ ܡܰܕܥܳܐ ܚܠܝܼܡܐ ܕܦܪܘܿܫܘܼܬܐ: ܐܶܡܳܐ ܕܝܕܰܥܬܐ ܝܬܡܬܐ ܘܰܡܚܰܟܡܳܢܝܼܬܐ ܕܡܫܰܒܠܢܳܐ ܓܰܘܳܝܐ. ܒܕ ܐܠܘܼܠܐ ܦܳܪܘܿܫܘܼܬܐ ܕܚܰܘܣܳܢܐ܆ ܠܐ ܡܳܐܢܳܐ ܠܗ ܠܒܰܪܢܳܫܳܐ ܘܐܦܠܐ ܡܬܚܰܦܛ ܒܗܿܘ ܡܐ ܕܙܳܕܩ ܕܢܶܬܒܛܶܠ ܠܗ ܥܠܘܗܝ. ܘܡܟܐ ܠܐ ܡܬܬܙܝܼܥܐ ܒܗ ܐܦ ܪܘܼܚܳܐ ܕܡܶܬܚܰܦܛܐ ܒܦܘܼܪ̈ܣܶܐ ܐܘܼܟ̈ܦܳܢܳܝܐ ܕܝܳܗܒܝܼܢ ܬܘܼܩܦܳܐ ܡܣܝܼܡܳܢܳܐ ܠܩܪܳܒܳܐ ܩܰܫܝܳܐ ܘܡܰܪܝܼܪܳܐ ܕܡܶܣܬܕܰܪ ܒܥܳܠܡܳܐ ܡܬܚܰܙܝܢܐ ܘܗܿܘ ܠܐ ܡܬܚܰܙܝܢܐ.

ܠܝܬ ܡܕܡ ܕܗܳܟܢܐ ܥܰܙܝܼܙ ܘܰܫܚܝܼܩ ܐܝܟ ܚܶܪܝܳܢܐ ܕܚܳܝܐ ܘܰܩܪܳܒܐ ܕܣܳܕܪ ܒܪܢܫܐ ܒܥܳܠܡܐ ܓܰܘܳܝܳܐ ܩܶܨܰܬ ܢܰܦܫܳܐ ܟܪܝܼܗܬܐ ܗܿܝ ܕܰܣܢܝܼܩܐ ܠܗܘܼܕܳܝܳܐ ܘܣܘܼܝܳܥܳܐ ܐܰܝܟܳܢܐ ܕܬܬܚܠܶܡ ܟܪܝܼܗܘܼܬܗܿ. ܘܠܐ ܡܶܣܬܰܡܣܰܡ ܘܐܦܠܐ ܡܬܚܠܶܡ ܐܝܢܐ ܕܠܐ ܚܳܐܪ ܒܰܡܚܙܝܼܬܐ ܕܢܦܫܗ. ܘܟܕ ܠܐ ܢܳܐܚ܆ ܥܳܡܶܛ ܘܡܶܬܚܢܶܩ ܒܘܼܝܳܢܗ܆ ܘܩܳܢܛ ܘܡܬܡܥܶܣ ܨܶܒܝܳܢܗ. ܘܗܝܼ ܗܕܐ ܕܳܚܩܳܐ ܘܩܳܛܠܐ ܚܘܼ̈ܟܳܡܶܐ ܕܢܰܦܫܳܐ ܚܠܝܼܡܬܐ. ܘܒܰܨܒܘܼܬ ܣܰܩܘܼܒܠܳܝܘܼܬܐ ܫܟܝܼܚܬܐ ܗܟܢ ܟܳܬܒ ܘܐܡܿ ܕܡܪܝ ܦܝܠܘܟܣܝܢܘܣ ܕܡܰܒܘܓ (523): «ܐܝܕܐ ܗ̱ܝ ܛܳܒܬܐ ܕܠܰܝܬ ܠܗ̇ ܣܰܩܘܼܒܠܐ ܐܘ ܬܰܠܡܝܼܕܳܐ. ܐܢ ܕܝܢ ܡܼܢ ܣܰܩܘ̈ܒܠܝܗܝܢ ܕܛܳܒ̈ܬܐ ܕܳܚ̇ܠܰܬ܆ ܠܰܓܡܳܪ ܛܳܒܬܐ ܡܶܢܟ ܠܐ ܗܳܘܝܳܐ».

ܡܶܣܬܰܟܪܝܼܢ ܡܰܒܘ̈ܥܶܐ ܕܰܚܢܳܢܐ ܘܡܶܬܚܰܣܟܝܼܢ ܫܶܦ̈ܥܶܐ ܕܛܳܒܘܼܬܐ ܓܰܘܳܝܬܐ ܕܒܰܪܢܳܫܐ ܗܿܘ ܐܝܢܐ ܕܠܝܬܘܗܝ ܦܳܪܘܿܫܳܐ ܘܦܳܓܘܿܕܳܐ ܕܚܘܼܫ̈ܒܰܘܗܝ ܘܦܰܪܳܫܐ ܘܫܰܒܳܠܐ ܕܡܰܬܢܝܼܬܗ ܘܬܰܪܒܝܼܬܗ ܘܡܰܪܕܝܼܬܗ. ܘܡܶܟܳܐ ܡܶܬܦܠܰܚ ܘܡܶܫܬܰܪܐ ܥܰܘܠܐ ܘܡܰܡܠܶܟ ܒܘܼܝܳܢܳܐ ܚܢܝܼܩܐ ܘܨܶܒܝܳܢܐ ܩܰܢܝܼܛܳܐ ܘܐܶܢܳܢܳܝܐ ܘܝܰܥܢܳܐ ܘܚܰܣܳܡܐ. ܘܣܳܓܝܢ ܚܰܘ̈ܒܶܐ ܘܰܙܢ̈ܝܳܐ ܕܡܰܣܟܿܠܳܢܘ̈ܳܬܗ ܗܿܢܝܢ ܕܢܳܒ̈ܥܢ ܡܼܢ ܪܘܼܚܳܐ ܕܫܘܼܥܠܳܝܐ. ܡܛܠܗܳܕܐ ܗܟܢܐ ܡܨܰܠܐ ܗ̱ܘܐ ܩܕܝܼܫܐ ܡܪܝ ܐܦܪܝܡ (303-373) ܟܕ ܐܡܿܪ: «ܐܰܣܓܳܐ ܠܢ ܒܘܼܝܳܢܐ܆ ܕܚܰܢܩܘܼܗܝ ܚܰܘ̈ܒܶܐ ܠܒܘܼܝܳܢܢ. ܡܼܢ ܥܰܦܪܐ ܡܪܝ ܓܒܰܠܬܳܢܝ܆ ܘܰܒܥܰܦܪܳܐ ܪܳܥܐ ܠܶܒܰܢ. ܟܡܳܐ ܓܝܪ ܕܰܬܫܝܼܓܝܘܼܗܝ ܠܦܰܓܪܰܢ ܡܼܢ ܛܝܼܢܳܐ ܠܰܣܝܳܢܐ ܗ̱ܘ ܪܳܗܛ. ܘܰܟܡܐ ܕܰܬܥܰܠܝܘܗܝ ܠܠܶܒܰܢ ܨܝܕ ܥܝܼܪ̈ܐ܆ ܠܥܘܼܡܩܳܐ ܨܝܕ ܦܰܚ̈ܶܐ ܕܢܶܚܘܬ ܡܶܣܬܰܪܗܰܒ.»

ܘܦܐܝܐ ܕܢܶܕܥ ܕܨܶܒܝܳܢܐ ܚܠܝܼܡܳܐ ܘܚܺܐܪܐ ܠܐ ܡܬܶܩܢܐ ܐܠܐ ܕܢܶܬܬܚܝܼܪ ܒܡܰܚܙܝܼܬܐ ܕܢܰܦܫܳܐ ܘܬܶܬܒܛܶܠ ܠܗ ܠܒܪܢܫܐ ܠܰܡܚܰܪܳܪܘ ܒܘܼܝܳܢܗ ܡܼܢ ܚܢܘܼܩ̈ܝܐ ܕܥܰܘܠܐ ܚܰܘ̈ܒܰܘܗܝ. ܘܫܰܦܝܪ ܡܬܒܰܕܰܩ ܘܡܬܦܰܫܰܩ ܫܰܪܒܰܐ ܕܟܝܼܪܐ ܒܡܶܠܰܬ ܡܪܝ ܣܳܗܕܘܼܢܐ (ܕܪܐ ܫܒܝܼܥܝܐ) ܗܿܢܐ ܕܟܳܬܒ ܘܐܡܿܪ: «ܫܬܘܿܩ ܡܳܕܶܝܢ ܡܼܢ ܕܝܼܢܳܐ ܕܰܠܒܰܪ ܡܶܢܳܟ: ܘܥܘܼܠ ܠܳܟ ܒܕܝܼܢܳܐ ܥܡ ܥܰܘܠܐ ܕܰܒܓܰܘܳܟ. ܫܰܪܳܐ ܠܰܡܥܰܩܳܒܘܼ ܟܰܣܝ̈ܳܬܐ ܕܰܒܠܶܒܳܟ: ܒܨܝܼ ܣܘܼܥܪ̈ܳܢܐ ܕܰܠܓܰܘ: ܕܘܼܢ ܚܘ̈ܫܳܒܐ ܕܬܰܡܳܢ. ܐܰܢܗܰܪ ܠܟ ܫܪܳܓܳܐ ܕܢܘܼܗܪܳܐ: ܕܬܶܚܙܶܐ ܟܰܣܝ̈ܳܬܗ ܕܚܶܫܘܿܟܳܐ ܕܒܳܟ. ܐܰܦܶܩ ܛܡܝܼܪ̈ܳܬܗ: ܘܦܰܪܣܳܐ ܣܬܝܼܪ̈ܳܬܗ ܒܝܬ ܠܟ ܘܠܐܠܗܐ: ܩܕܳܡ ܕܢܶܡܛܐ ܝܰܘܡܐ ܕܰܩܕܳܡ ܟܠܢܳܫ ܒܢܘܼܗܪܳܐ ܕܰܠܥܶܠ ܢܶܬܦܰܪ̈ܣܝܳܢ».

ܘܐܟܡܐ ܕܝܼܕܝܼܥܐ ܐܢܗܘ ܕܠܐ ܫܳܬܩ ܒܪܢܳܫܐ ܡܼܢ ܕܝܼܢ̈ܐ ܒܰܪ̈ܳܝܐ ܘܠܐ ܕܳܐܢ ܥܰܘܠܶܗ ܓܰܘܳܝܐ܆ ܥܡ ܙܰܒܢܐ ܒܳܨܰܪ ܘܙܳܥܰܪ ܘܒܰܚܕܐ ܠܡܐܡܪ ܟܳܡܕ ܘܕܳܥܶܟ ܚܝܠ ܕܘܼܒܳܪ̈ܐ ܫܰܦܝܼܪ̈ܐ ܘܝܰܩܪ̈ܐ ܡܝܰܬܪ̈ܐ ܗܿܢܘܢ ܕܢܳܒܥܝܼܢ ܡܼܢ ܣܘܼ̈ܟܳܠܐ ܐܶܢܰܚ̈ܢܳܝܐ ܕܫܘܼܡܠܳܝܐ. ܘܬܳܟܒܝܼܢ ܘܡܫܬܰܠܛܝܼܢ ܚܠܳܦܝܗܘܢ ܚܘܼܫ̈ܳܒܐ ܒܠܝܼ̈ܠܐ ܘܕܘܼܒܳܪ̈ܐ ܣܢܰܝ̈ܐ ܕܫܘܼܥܠܳܝܐ ܗܿܢܘܢ ܕܕܳܠܚܝܼܢ ܡܘܼܙܳܓܰܐ ܕܡܰܘܥܝܼܬܗܘܢ ܘܰܕܓܰܘܳܐ ܫܘܳܬ. ܡܟܐ ܩܳܪܳܐ ܘܩܳܫܝܳܐ ܪܘܼܚܳܐ ܘܣܳܡܝܳܐ ܥܰܝܢܐ ܕܡܰܕܥܳܐ ܘܢܳܚܶܒ ܒܘܼܝܳܢܐ. ܘܡܶܨܛܰܥܠܝܼܢ ܫܒܝ̈ܠܐ ܡܢܝܼܚ̈ܢܐ ܘܡܶܬܬܰܚܬܐ ܕܰܪܓܳܐ ܘܐܰܩܡܐ ܘܐܝܼܩܳܪܐ ܕܒܪܢܫܐ.

ܘܡܛܠܗܕܐ ܡܙܰܗܰܪ ܝܥܩܘܒ ܫܠܝܼܚܐ ܟܕ ܐܡܿܪ: «ܡܰܢܘܼ ܡܢܟܘܢ ܕܚܰܟܝܼܡ ܘܰܪܕܶܐ؟ ܢܚܰܘܶܐ ܥܒܳܕ̈ܘܗܝ ܒܗܘܼ̈ܦܳܟܐ ܫܰܦܝܼܪ̈ܐ. ܒܚܶܟܡܬܐ ܡܰܟܝܼܟܬܐ. ܐܢ ܕܝܢ ܚܣܳܡܳܐ ܡܰܪܝܼܪܳܐ ܐܝܬ ܒܟܘܢ܆ ܐܘ ܚܶܪܝܳܢܐ ܒܠܶܒ̈ܝܟܘܢ܆ ܠܐ ܬܶܬܚܰܬܪܘܢ ܥܠ ܩܘܼܫܬܐ ܘܰܬܕܰܓܠܘܢ. ܡܛܠ ܕܗܕܐ ܚܟܡܬܐ ܡܼܢ ܠܥܶܠ ܠܐ ܢܶܚܬܰܬ܆ ܐܠܐ ܐܝܬܝܗܿ ܐܰܪܥܳܢܳܝܬܐ܆ ܡܼܢ ܚܘܼ̈ܫܳܒܐ ܕܢܰܦܫܳܐ. ܘܡܼܢ ܫܐܕ̈ܐ. ܐܰܝܟܳܐ ܓܝܪ ܕܐܝܬ ܚܣܳܡܐ ܘܚܶܪܝܳܢܐ܆ ܬܰܡܢ ܐܦ ܕܠܘܼܚܝܳܐ ܟܠ ܡܶܕܶܡ ܕܒܝܼܫ. ܚܟܡܬܐ ܕܝܢ ܕܡܼܢ ܠܥܶܠ܆ ܕܰܟܝܳܐ ܗ̱ܝ ܘܡܰܠܝܳܐ ܫܠܳܡܳܐ. ܘܡܰܟܝܼܟܳܐ ܘܡܶܫܬܰܡܥܳܢܝܳܐ. ܘܡܰܠܝܳܐ ܪ̈ܰܚܡܐ ܘܦܺܐܪ̈ܐ ܛܒ̈ܐ. ܘܕܠܐ ܦܳܠܓܘܼܬܐ ܗ̱ܝ. ܘܒܰܐܦ̈ܐ ܠܐ ܢܳܣܒܳܐ. ܦܺܐܪ̈ܐ ܕܝܢ ܕܙܰܕܝܩܘܼܬܐ܆ ܒܫܰܝܢܳܐ ܡܶܙܕܰܪܥܝܼܢ ܠܐܝܠܝܢ ܕܥܳܒܕܝܼܢ ܫܠܳܡܳܐ» (ܝܥܩܘܒ 3: 13-18).

ܒܰܕܓܘܢ ܩܪܝܼܚܳܐ ܗ̱ܝ ܕܠܐ ܢܳܗܪܝܼܢܢ ܟܕ ܠܐ ܪܳܚܩܝܼܢܢ ܡܼܢ ܚܘܼ̈ܫܳܒܶܐ ܫܟܝܼܪ̈ܐ ܘܰܥܝ̈ܕܐ ܣܡܺܝ̈ܡܶܐ ܘܰܠܒܘܼ̈ܟܝܐ ܙܥܝ̈ܦܶܐ ܕܥܰܘܠܐ. ܘܐܦܠܐ ܒܳܗܪܝܼܢܢ ܟܕ ܠܐ ܦܳܬܚܝܼܢܢ ܬܪܰܥ ܚܘܼ̈ܫܳܒܐ ܘܡܰܕ̈ܥܶܐ ܘܒܘ̈ܝܳܢܐ ܠܣܘܼ̈ܟܳܠܐ ܡܚܰܟܿܡ̈ܳܢܐ ܘܰܡܪ̈ܰܥܝܳܢܐ ܕܰܚܢܳܢܳܐ ܓܰܘܳܝܳܐ ܘܒܰܪܳܝܳܐ. ܘܰܠܡܰܚܣܶܢ ܒܐܘܼܪܚܳܐ ܗܕܐ ܡܰܨܝܳܐ ܕܢܶܟܒܘܿܫ ܚܘܼ̈ܫܳܒܐ ܣܢܰܝ̈ܐ ܘܕܘܼܒܳܪ̈ܐ ܥܕܝ̈ܠܐ ܘܩܘܼܕ̈ܳܫܶܐ ܘܰܦܬܰܟܪ̈ܐ ܫܚܺܝ̈ܡܶܐ ܕܐܢܳܢܳܝܘܼܬܐ. ܘܗܟܢ ܢܳܗܪܝܼܢܢ ܘܒܳܗܪܝܢܢ ܒܦܳܪܘܿܫܘܼܬܐ ܕܫܘܼܡܠܳܝܐ ܐܶܡܗܿ ܕܚܰܘܣܳܢܳܐ. ܘܥܳܒܕܝܼܢܢ ܠܶܒܰܢ ܘܚܘܼܫܳܒܰܢ ܘܡܰܕܥܰܢ ܘܒܘܼܝܳܢܢ ܐܰܦܢܳܐ «ܟܐܡܬ ܐܰܪܥܳܐ ܟܰܗܝܼܢܬܐ» ܠܥܰܡܠܰܐ ܘܚܰܘܩܳܐ ܕܟܰܪܡܳܐ ܕܡܰܓܥܰܠ ܠܒܛܝܼܠܘܬܢ.

ܕܚܺܐܪܘܼܬܐ ܓܝܪ ܘܟܺܐܢܘܼܬܐ ܘܡܰܟܝܼܟܘܼܬܐ ܘܒܰܣܝܼܡܘܼܬܐ ܠܝܬܝܗܘܢ ܐܠܐ ܦܺܐܪ̈ܐ ܚܠܰܝ̈ܐ ܘܰܛܥܝ̈ܡܐ ܕܫܘܼܓܒܳܝܳܐ[3] ܘܪܘܼܡܪܳܡܳܐ ܕܐܝܩܳܪܐ ܘܰܚܢܳܢܐ ܘܪܘܼܚܳܦܳܐ ܘܛܳܒܬܐ ܒܢܘܼܗܪܳܐ ܙܠܝܼܚܳܐ ܕܰܫܪܳܪܐ ܡܰܚܝܳܢܐ.

ܝܘܣܦ ܒܓܬܫ

ܚܘܼܕܪܐ ܕܡܰܪܕܘܬܐ ܘܣܦܪܝܘܼܬܐ  ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ: ܡܪܕܝܢ.

[1] ܝܰܩܪܳܐ: Değer / Value

[2] ܟܳܬܒ ܡܪܝ ܐܦܪܝܡ ܒܫܰܪܒܳܐ ܗܢܐ: «ܒܥܳܬܐ ܘܰܒܨܳܬܐ ܚܳܬܗܿ܆ ܒܢ̈ܳܬܐ ܐܶܢܘܢ ܕܚܐܪܘܼܬܐ.»

[3]  ܫܘܼܓܒܳܝܳܐ: Tercih / Seçenek / Alternatif / Option / Choice / Preference / Alternative

ܢܘܗܪܐ: ܡܼܢ ܟܰܕܘܼ ܒܛܝܼܢܝܢ ܗ̱ܘܘ ܚܘܼܫ̈ܒܝ ܘܒܳܥܐ ܗ̱ܘܝܬ ܕܐܶܓܢܘܿܒ ܦܶܠܥܳܐ ܡܕܡ ܠܡܶܟܬܰܒ ܟܬܝܼܒܬܐ ܗܕܐ. ܘܰܠܚܰܪܬܐ ܝܘܡ ܬܪܝܢ ܒܫܒܐ ܕܟܐܢ 6 ܫܒܛ 2023 ܫܰܦܪܳܐ ܒܟܝܼܪܳܝܳܐ ܫܳܥܬܐ ܠܐܦ̈ܝ ܐܪܒܥ ܟܰܢܫܶܬ ܐܶܢܐ ܠܝ ܘܝܶܬܒܶܬ ܒܩܶܠܝܬܐ ܕܦܘܼܠܚܳܢܐ. ܘܒܬܪ ܡܠܐ ܙܒܰܢ ܢܳܕܰܬ ܐܪܥܐ ܘܐܬܬܙܝܥ ܒܢܝܳܢܐ ܘܒܰܝܬܐ ܙܥܝܦܐܝܬ ܟܕ ܨܳܠܐ ܠܟܳܐ ܘܰܠܟܳܐ ܐܝܟ ܕܪܓܘܼܫܬܐ. ܘܚܶܫܒܶܬ ܒܢܰܦܫܝ ܕܰܡܛܳܬ ܚܰܪܬܐ ܘܠܝܬ ܦܘܼܨܳܝܳܐ. ܐܠܐ ܬܘܕܝ ܠܒܛܝܠܘܬܐ ܐܠܗܝܬܐ ܕܰܫܒܰܩܬܰܢܝ ܘܐܬܡܨܝܬ ܕܐܶܫܰܡܠܐ ܟܬܝܼܒܬܐ ܗܕܐ. ܘܗܿܐ ܥܕܟܝܠ ܡܐܰܡܢܝܼܢ ܢܰܘ̈ܕܳܢܐ ܕܡܰܡܘܼ̈ܠܰܘܗܝ ܙܥܝܼ̈ܦܐ ܕܙܘܼܠܙܳܠܐ ܗܢܐ ܩܰܫܝܐ ܕܰܫܒܰܩ ܒܬܪܗ ܪ̈ܒܘܳܬܐ ܕܩܛܝ̈ܠܐ ܘܣܘܼܓܦܳܢܐ ܘܚܘܼܣܪܳܢܐ ܪܒܐ ܥܡ ܢܟܝܳܢܐ ܘܬܢܚ̈ܬܐ ܘܛܘܼܪܳܦܐ ܘܚܰܫܐ ܡܪܝܼܪܐ ܠܐܢܫܘܼܬܐ ܕܐܬܪܐ.

السمان عمو سمعان وأطيب كلاسة بالعالم.

السمان عمو سمعان وأطيب كلاسة بالعالم.

‏‎Samir Shamoun‎‏ في ‏‎Stuttgart City‎‏.

الصورة عام 1970 في القامشلي

قامشلي زالين ايام زمان… وذكريات السمان عمو سمعان وأطيب كلاسة بالعالم… بقلم سمير شمعون… 4-2-2023.
بعد الرحيل عن زالين… لن يكون هناك ندبا جديدة… ولن يكون هناك قصصا عظيمة جديدة… بل ما بقي هو مجرد صدى لما كان…
لقد عم الصمت مجددا في المكان… وكأنه لم يحدث هناك شيئا… الزمن إبتلع كل شيئ… الزمن يبتلعنا واحدا تلو الاخر…
لم يبقى من ذلك التاريخ الصاخب… سوى قبضة من الرياح… وأسماء بائسة في دفاتر حزينة… أحيانا عندما تعصف رياح الحنين… يفوح منها رائحة النعناع…
السمان عمو سمعان ورقة: هو ميرديللي كان يسكن مع أهله، بجوار كنيسة الأربعين شهيد، وهو كان سريان كاثوليك، بعمر السادسة عشر وايام الفرمان على ميردين، هرب إلى نصيبين، حيث سكانها كانو يهود وسريان، والغالبية كانوا يهود، وسكن عدة سنين، وعندما جاء قرار موقع بناء القامشلي زتلين، هاجر مع اليهود والسريان للقامشلي ، حيث كان سكنوا بالخيم في حارة اليهود الحالية، وانتسب للجيش الفرنسي، وعمل سائق كميون مع العسكر الفرنسي، وبعد ذلك سكن في البشيرية، وعام 1936م تزوج خالي شماني، وأشترى ارض بيته، بقرب كنيسة العذراء للسريان الأرثوذكس، 1934م, وبنى فيه غرفة من التراب، وحفر البئر، وبعد ذلك كان كل عدة سنوات، يبني غرفة حتى اكتمل بناء منزله ستة غرف، وعند رحيل فرنسا، عمل عمو سمعان بتصليح البسكليتات، وبعد ذلك عام 1958م, إفتتح محل السمانة، وكانت غرفة من منزله، كانت معروف باسم دكانة ((عمو سمعان شمانة))، وموقع الدكان كان في حارتي، في حي الوسطى قرب كنيسة العذراء للسريان ارثوذوكس، في شارع الجزيرة ما يدعى الآن شارع الوكالات، مقابل كافيتريا لافيولا تماما، وكان صيفا مشهور ببيع الدوندرما والبوظا، والكلاسة المميزة التي كان يصنعها امامنا من حليب طبيعي، وكان يدقها ويقطعها ويغمسها بالشوكولاتة اللذيذة ويلفها بورق السولفان، وكانت تزن القطعة تقريبا مئتين غرام، وكان يبيعها بسعر ربع ليرة فضة، اي خمسة وعشرين قرش ايضا من الفضة كانت العملة حتى عام ١٩٧٤م، وطبعا كانت كل المرطبات (الدوندرما والكلاسة) هو يصنعها بيده، وكنا احيانا نساعده، لذلك كانت الذ مرطبات لحد الان اتذوقها، ومن لم يتذوق كلاسة عمو سمعان، في القامشلي زالين في الزمن الجميل، وايضا كان عمو سمعان يبيع بوز بفرنك وبفرنكين صيفا، عندما لم تكن البرادات متوفرة في المنازل، عند الضهر كنت اذهب لعند عمو سمعان واشتري بوز بفرنكين، فكان يقيس الكمية التي سينشرها بالمنشار، عرض ونصف عرض المنشار ويضع الإشارة، ويبدأ بنشر قطعة البوز ويلفها اخيرا بالخيط، بعد ان ينشرها من المنتصف بعمق اكثر من النصف، ويعطيها لي فامسكها من طرف الحبل، وكان يبيع ايضا البيض ١٨ بيضة بليرة فضة، واما في الشتاء فكان يصنع العقودة ويبيعها، يبيع قضامة محمصة، وكانت خالي شمانة تحمصها، بالمحمصة وفوق البابور، وايضا كان يبيع قضامة سكرية، وسكر شام وشكر، وكان شكله مثل ٥ وملون بالأبيض والزهري (كنا نسميه ونحن صغار سكر قلوقلو) ، وايضا كان يسمى بسوق اليهود او سوق عزرا او سوق التوابل (سكر العرب)، وعندما كان يصيبني مرض( ابو كعب )، كان والدي يشتري لي سكر قلوقلو، ويصنع منه عقد بحبل البرامات، وكان يضعه حول عنقي، وابدأ بوضع سكرة قلوقلو وهي بالعقد في فمي، وابدأ بمصها حتى ترق وتنكسر بفمي، وهكذا بالتتابع حتى ينتهي العقد كله، اكون قد شفيت من مرض ابو كعب، وهذا التقليد كان متبعا بحرفيته بين أبناء القامشلي زالين، عندما كانوا يصابون بأبو كعب ،
وكان ايضا يبيع النوكا، التي كان فيها صور ابطال الأفلام الهندية، والكاوبوي وأفلام الرومان مثل هرقل أوليس ماشيستي ابطال كمال الاجسام العالميين، حيث كنا نلعب بالصور في الشتاء فترة شهرين، وايضا أصابع جوز الهند الزهرية اللون، وكانت الواحدة بنصف فرنك اي قرشين ونصف .
في الصيف وقبل شروق الشمس، كنا اولاد حارة عمو سمعان، نستيقظ وننزل من التخت فوق السطح للشارع، وكنت دوما اول من يستيقظ، كنت أجد عمو سمعان، قاعد على حجرة أمام باب منزله، كانت بمثابة كرسي مستطيلة، ويكون معه كيس صغير، يحتوي على قرابة كيلو حنطة، وكان يطلق من فمه صفير محدد، وخلال ثواني ينزل الحمام، الذي كان عنده من فوق السطح، إلى الشارع،ويبدأ عمو سمعان برمي قبضة من الحنطة، ويبدأ الحمام بالاكل، وكان يملك قرابة المئة حمامة، وكان هذا المشهد يستغرق نصف ساعة، وفي المساء، كانت السهرة أما باب منزله بجانب الدكان، فكانوا الختايرة الذين يجتمعون، والدي يعقوب شمعون وعبدو البزر وفرجو الصائغ ويعقوب مطلوب وعمو توما، وبالطرف الثاني من باب الحوش، تجلس خالي شماني ووالدتي شموني اوسي، وخالي جانيت ام سمير الاحمر لاعب الجهاد، وخالي حسينة.
وكان الرجال يتجاذبون أطراف الحديث، والنكات، وكانوا يطلقون عليه اسم سمعان القيرواني، ويتكلمون سياسةعن الحرب العالمية، وعن حروب المنطقة التي كانت تحدث، وعندما تقترب الساعة من العاشرة ليلا، يذهب كل واحد لمنزله، ليتكرر في اليوم الثاني نفس البرنامج.
وفي سنة ١٩٧٦م باع عمو سمعان منزله، وانتقل إلى حلب، وتوفى عمو سمعان وخالي شمانة، في ثمانينات القرن الماضي، وطويت صفحة راقية، من تاريخ زالين.
_ في الصورة عمو سمعان ورقة، صانع اطيب كلاسة ودوندرما في العالم، وجانبه خالي شمانة زوجته، والفتاة هي ابتسام استنبولي، والصورة هي خطبة أو عرس في القامشلي زالين عام ١٩٧٠م.
– اشكر الست ابتسام اسطنبولي، التي زودتني بهذه الصورة.