“ملاتيوس جفنون” أهم من قرأ اليونانية القديمة وعلم “الابيغرافيا” في سوريا

“ملاتيوس جفنون” أهم من قرأ اليونانية القديمة وعلم “الابيغرافيا” في سوريا
‏ريم رضا الشعار‏ مع ‏نصر فليحان‏.
احب الإضاءة على القامات السورية الشاهقة.
إليكم قامة سورية شامخة شموخ السنديان
“ملاتيوس جفنون” أهم من قرأ اليونانية القديمة وعلم “الابيغرافيا” في سوريا

هو أحد السوريين القلائل العاملين في حقل “الإبيغرافيا” (علم الكتابات القديمة)، وقد نُشِرَت العديد من قراءاته في المجلات التخصصية.
يهتم ويبحث ويحاضر، منذ العام 1968، في المواضيع الفكرية، الفنية والأثرية المتصلة بالتاريخ السوري القديم على الأخص النقوش الكتابية الأثرية بـ “الآرامية”، “التدمرية” و”النبطية” و”عربيات الجنوب” في “اليمن” القديم إضافة “اليونانية” القديمة و”السريانية” القديمة على الآثار ويقوم بقراءة وترجمة النصوص المكتشفة حديثاً وغير المقروءة أو المنشورة سابقاً باليونانية
المهندس “ملاتيوس جبرائيل جغنون” من مواليد مدينة اللاذقية عام (1943)، يحمل بكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة حلب.
شغل عدة وظائف في الدولة كان أولها مديراً للشؤون الفنية في بلدية “جبلة”، وآخرها مديراً لتخطيط مشروع خط غاز “عمر – تشرين” بطول. ويعمل حالياً كمهندس خبرة متعاقد مع جهات خاصة
يقول السيد ملاتيوس عن سبب اختيار هذا النوع من العلم “الإبيغرافيا” (علم قراءة النقوش الكتابية :
«”الإبيغرافيا” علم يندر متعاطوه جداً على ساحة علماء الآثار السوريين والعرب، والرغبة وُلِدَت لدي قبل أن يُوْلَدَ السبب، بمعنى أنها بدأت كهواية ثم اكتشفت فيما بعد ما يبررها.
فأول ما تَبَدَّتْ بواكير إرهاصاتها عندي حين كنت أقف أمام أعمدة مدينة “تدمر” العظيمة، وأنا المهندس الشاب الذي لم ينقضي على تخرجي إلاّ سنتين أو ثلاث آنذاك، بمواجهة العشرات من النقوش الكتابية “التدمرية” الآرامية و”اليونانية” لغة العصور الكلاسيكية كان ينتابني شعور غامض وكأن أَحَدهُم يهمس في أُذُنَيَّ قائلاً: “انظر، هذه رسائل تركها لك أسلافك، ولا بد وأنها تقول أشياء تَهُمُّكَ معرِفَتُها. أليس من العار ألاّ تعرف ما تقول؟ بل أليس معيباً أن تلجأ إلى الأجنبي الذي لاتنتمي هذه الرسائل إليه وليست من أسلافه لكي يقرأها لك؟” وكان ذلك تحدياً كبيراً بالنسبة لي لأنني لم أكن أُتْقِنُ من اللغات إلاّ “الإنكليزية” والقليل من “الفرنسية” التي لا تفيدني بشكل مباشر.
وبقي التحدي بين واقعي المتواضع وطموحي الذي لم أكن أعرف السبيل لتلبيته. فما من كلية أو معهد أوعالم بهذه الكتابات يمكنني اللجوء إليه!!!
«لم أمتلك شيئاً من أدوات المباشرة بتعلم “التدمرية”، فما مِن مُعَلِّمْ، لأنها لغة منقرضة لم تعد حية على ألسن الناس، فالذين يتعاطون “التدمرية” في سورية آنذاك كانوا ثلاثة فقط، وَهُمْ المرحوم الأستاذ “نسيب صليبي” والمرحوم الدكتور “عدنان البني” مدير التنقيب والدراسات الأثرية في المديرية العامة للآثار والمتاحف من “حمص” ثم الأستاذ “خالد أسعد” مدير آثار ومتاحف “تدمر” آنذاك.
وبمحض الصدفة، وَقَعْتُ ذات يوم من سنة (1973)، على كُتَيَّبٍ صغير قديم من سلسلة كانت تصدرها المديرية العامة للآثار والمتاحف بالفرنسية وتعني “جرد النقوش الكتابية التدمرية” وكان يحتوي على مجموعة من النقوش “التدمرية” وقراءتها وترجمتها إلى الفرنسية على يد علماء “إبيغرافيا” من الأوروبيين والأمريكيين وغيرهم. وتابعت الطريق حتى أنني اضطررت لتعلم “السريانية” بما يسمح لي النفاذ إلى “التدمرية” كونهما من العائلة اللغوية “الآرامية”. وكان كل ذلك بدون مُعَلِّم لأنه، ما من معلم.
أما التحدي الأكبر فكان بتعلم “اليونانية” لهجة العالم الكلاسيكي التي كان لي شرف قراءة العدد الكبير من نقوشها المكتشفة حديثاً، والتي تختلف اختلافاً كبيراً عن “يونانية” اليوم المعاصرة، ولكن ما سَهَّل الأمور علي هو لجوئي أخيراً إلى “الإنجيل المقدس” باليونانية وكتاب آخر لتعلم يونانية الإنجيل “يونانية العالم القديم” أو اللغة “العامة” غير المحكية اليوم، وبالمثابرة والعناد تمكنت من بلوغ ما صبوت إليه وما وصلت إليه اليوم».
«أما عن الصعوبات التي أصادفها حين أتعاطى مع النقوش الكتابية القديمة فبديهي أن الكتابات التي تُكتـَشَف، سواءٌ أكانت منقوشة على الحجر أم مرصوفة بالفسيفساء، غالباً ما يكون قد أصابها التشويه أو التلف أو فقدان بعض أجزائها كثيراً أو قليلاً، الأمر الذي يعقد مهمة عالم “الإبيغرافيا” في قراءتها، ومن جهة أخرى فإن الأخطاء اللغوية من نحوية وإملائية هي أمر شائع ومعروف في الكتابات اليونانية الأثرية السورية، بالإضافة لعدم وجود فراغات بين الكلمات».
مشاريع عدة يرغب “ملاتيوس” بالقيام منها وعنها يقول:
«جمع النقوش الكتابية الأثرية التي قمت حتى الآن بقراءتها في مُؤَلَّفٍ واحد ونشره على نفقة جهة علمية معتمدة تتبناه، وأُفَضِّلُ أن تكون هذه الجهة سوريَّةً. ثم تجميع ما استجد بعده ومتابعة نشره أيضاً بالتتابع. فذلك جزء مهمل أو يكاد من ثروتنا الثقافية أطمح أن يصل إلى أيدي مثقفينا، فنحن أولى من الأجنبي بحق القراءة والطبع والنشر».
ويتابع: وهنا أتمنى أن أحظى يوماً ما، إذا ما اكْتُشِفَتْ وثائق تاريخية هامة منقوشة بإحدى اللغات التي أعمل عليها، بشرف قراءتها قبل أن يقوم علماء الإبيغرافيا من غير السوريين بذلك. وأرجو أن لا يطول الوقت قبل أن يتم مثل هذا الاكتشاف الذي أطمح إلى وضع اسمي على قراءته وترجمته».
الجدير ذكره أن المهندس “ملاتيوس جغنون” مُنِحَ عضوية الشرف في جمعيات أصدقاء دمشق، عاديّات “اللاذقية” وعاديّات “جبلة”، عضو مؤسس في عاديّات “حمص” وهو عضو لجنة التراث المسيحي السوري في مجلس كنائس الشرق الأوسط الذي مقره ببيروت.
وعضو مجلس إدارة وعضو هيئة تحرير جريدة ” حمص ”
أوفدته جمعية العاديّات- فرعا جبلة وحمص – في أيار من العام 2002 إلى برشلونة للمشاركة في الأسبوع الثقافي السوري ببلدية برشلونة بالتعاون مع السفارة السورية والنادي السوري هناك.
من أعماله: سورية في آثينا والرومتين – آثارنا عندهم وآثارهم عندنا – سورية موطن الحضارات – عربيات الجنوب – هكذا كانت تدمر الكبرى- الكتابات اليونانية والآرامية في تدمر- حييت يا عاصي – أفاميا- حصن سليمان – تدمر تكرم مواطنيها – سلفادور دالي: الأخرق الخارق، وغيرها الكثير..

متى
10 اختراعات من بلاد ما بين النهرين

10 اختراعات من بلاد ما بين النهرين
Matta Georges
10. الطوب
كان سكان بلاد ما بين النهرين أول من أنتجوا الطوب بكميات كبيرة، مما سمح لهم ببناء أعظم حضارة شهدها العالم حتى الآن.
وتعود أقدم الأمثلة على هذا الاختراع في بلاد ما بين النهرين إلى الألفية السابعة قبل الميلاد، عندما شكَّل سكان ما يُعرف الآن بشمال العراق مستوطنات بها مبانٍ مبنية من كتل من الطين، شُكلت يدوياً وجُففت في الشمس.
9. المدن
مع كل هذه الأحجار، كانت إمكانات البناء في بلاد ما بين النهرين عملياً لا نهاية لها، وقد طبقوها على نطاق لم يسبقه مثيل من قبل.
قد تبدو المدن الآن كأنها جزء طبيعي وواسع الانتشار من حياة الإنسان، لكنها لم تظهر إلى الوجود إلا عندما أجبرت التحولات الطبيعية الشعوب البدوية والشعوب مختلفة الأصول على الاختلاط معاً في مجموعات أكبر.
من هذه الضرورة وُلدت ليس فقط المستوطنات نفسها ولكن أيضاً العديد من زخارف الحياة الحضرية التي لا تزال قائمة حتى اليوم.
هذه المجموعات الأكبر التي استقرت معاً نظمت تدريجياً الحكومات، وسنت القوانين، وبدأت في تشكيل التسلسل الهرمي الاجتماعي.
وأصبحت المدن نفسها أكثر من مجرد مجموعات من المنازل، فقد بُنيت المعابد والحدائق العامة والأماكن التجارية والمراكز الإدارية، مع استخدام الأراضي المحيطة بشكل أساسي في الزراعة لتزويد السكان بالطعام.
وكانت أعظم مدينة في بلاد ما بين النهرين بلا شك، مدينة بابل، التي يعود تاريخها إلى نحو عام 1800 قبل الميلاد، وبعد فترة وجيزة وسَّعت حدودها لتصبح دولة مدنية قوية للغاية.
وقد اشتهرت بحدائقها المعلَّقة، التي بناها نبوخذ نصر الثاني لزوجته، والتي كانت واحدة من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم.
8. الجعة ( البيرة)
من السجلات المكتوبة، نعلم أن مدن بلاد ما بين النهرين كانت موطناً للنُّزل والخمارات والحانات، حيث اجتمع المسافرون والمقيمون بالمدينة معاً للتواصل الاجتماعي وتناول الطعام والشراب.
وكانت هذه المشروبات هي الجعة، التي كانت متوافرة بشكل متنوع، فكان منها الذهبي والداكن والأحمر والمصفى.
وصنع هذا الاختراع في بلاد ما بين النهرين بقاعدة الشعير المخمر نفسها، مع تعديل المذاق بإضافة القمح المر، أو شراب التمر، أو عدد من النكهات الأخرى.
في الواقع، يأتي أقدم دليل على الجعة من قرص حجري قادم من بلاد ما بين النهرين عمره 6 آلاف عام، والذي يُظهر المحتفلين يشربون من وعاء كبير من خلال قشة شرب طويلة.
7. الألعاب اللوحية
لعبة أور الملكية/ المتحف البريطاني
ابتكر سكان بلاد ما بين النهرين عدداً من الأنشطة الترفيهية الجديدة، من ضمنها ألعاب الشرب والعروض الموسيقية والراقصة والألعاب اللوحية. وعُثر على دليل على هذا الأخير في عشرينيات القرن الماضي، عندما اكتشف عالم آثار بريطاني يدعى السير ليونارد وولي، العديد من الأمثلة المحفوظة جيداً للعبة لوحية قديمة في بعض مقابر بلاد ما بين النهرين.
صُنعت لعبة أور الملكية في منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد، وتعتبر أول لعبة لوحية استراتيجية في العالم. وكان يلعبها لاعبان يتسابقان لإيصال عملتهما الرمزية الخاصة بهما إلى نهاية الدورة، وهما يحركانها في كل مرة يرميان فيها النرد ويحاولان التقاط عملة بعضهما البعض عن طريق الهبوط على المربع نفسه.
6. الإبحار بالشراع
شكلت المراكب البدائية والسفن العائمة وسائل أساسية للنقل والسفر طالما كان البشر يتحركون حول العالم، لكن بلاد ما بين النهرين هي التي أحدثت ثورة في السفر المائي من خلال اختراع الأشرعة.
وكانت أهمية نهري دجلة والفرات تعني أن من مصلحة بلاد ما بين النهرين إيجاد طريقة للتنقل فيها بسرعة وكفاءة.
في حين كانت الهياكل لا تزال مصنوعة من الخشب وتُشيَّد في تصميم مماثل للقوارب بالماضي، كانت سفن بلاد ما بين النهرين تحتوي على إضافة لا مثيل لها من الأشرعة، وهي مربعات كبيرة من القماش كانت تصدُّ الرياح وتدفع السفينة إلى الأمام.
إضافة إلى تسهيل التجارة من خلال السماح بنقل البضائع الثقيلة، مكنت المراكب الشراعية أيضاً بلاد ما بين النهرين من تطوير ممارسات صيدٍ أكثر تعقيداً.
وإلى جانب الفرص التجارية المتزايدة، أدى ذلك إلى ازدهار وتحسين نوعية حياة أولئك الذين يعيشون في بلاد ما بين النهرين القديمة. وكانت المراكب الشراعية مهمة جداً للثقافة لدرجة أنها أعطيت إلهها الخاص، وهو شمش.
5. رسم الخرائط
مع تنامي قوة المجتمعات الفردية أكثر من أي وقت مضى، وسفر الناس إلى أبعد ما يمكن، بدأ سكان بلاد ما بين النهرين في النظر إلى العالم ككل ومكانهم فيه.
ونتج عن هذه التأملات أول خريطة للعالم تعود إلى القرن السادس قبل الميلاد وتُظهر العالم كقرص ثنائي الأبعاد محاط بحلقة من الماء.
وحُدد عليها العديد من المدن والمناطق الجغرافية، وضمنها بابل وآشور، وكذلك العديد من الجبال ونهر الفرات العظيم، الذي اكتُشف اللوح بجانبه بعد ألفي سنة ونصف.
4. الزمن
بعد أن اكتشفوا كيفية التقاط مفهوم الفضاء ونقله فيما بينهم، انتقل سكان بلاد ما بين النهرين إلى الزمن.
طوَّروا النظام الستيني الذي تُقسم بواسطته الوحدات الزمنية إلى 60 جزءاً وعواملها، والتي أعطتنا في النهاية الدقيقة 60 ثانية والساعة 60 دقيقة.
ومن بلاد ما بين النهرين أيضاً ورثنا 24 ساعة في اليوم و12 برجاً، والتي تتوافق مع الأشهر القمرية. ولجعلها تتناسب مع عدد الأيام في السنة الشمسية، لم يضف سكان بلاد ما بين النهرين أياماً كبيسة بل شهوراً كبيسة!
3. الكتابة والأدب
يمكن القول إن اختراع بلاد ما بين النهرين الأكثر أهمية في التاريخ كان تقديم وتطوير الكلمة المكتوبة، التي تعود أصولها إلى النصف الأخير من الألفية الرابعة قبل الميلاد.
فقد اخترع السومريون الكتابة المسمارية، التي يشير اسمها إلى الأدوات المستخدمة لكتابة الحروف على سطح الكتابة. وفي البداية بدأت هذه الكتابة كنظام تصوير، حيث يمثل كل رمز شيئاً معيناً أو شخصاً أو فعلاً أو فكرة، لكنه تطور لاحقاً إلى مزيج من الرموز الأبجدية والمقطعية والتصويرية.
ويُعتقد أن الكتابة المسمارية قد أثرت لاحقاً على الكتابة الهيروغليفية المصرية.
وقد كشفت الحفريات الحديثة عن أكثر من مليون لوح مسماري، معظمها أكبر حجماً بقليل من جهاز iPhone، ولم يُقرأ أو يُترجم أو يُعرض سوى جزء صغير منهم.
وتعد ملحمة غلغامش أشهر النصوص المسمارية والتي دُرست على نطاق واسع، وهي قصيدة عظيمة تعتبر بشكل عام، أقدم أعمال الأدب الباقية.
2. الإدارة والمحاسبة
لم تُصمم الكتابة المسمارية بقصد مباشر لإنتاج بعض أعظم القِطع الأدبية في العالم. عكس ذلك، كانت القوة الدافعة وراء اختراع الكلمة المكتوبة هي الحاجة إلى الاحتفاظ بسجلات دقيقة لمبيعات الأغنام.
مع تزايد فرص السفر وتوسع التجارة في وقت لاحق، احتاج التجار والمزارعون طريقةً أكثر موثوقية لتتبُّع منتجاتهم. وباستخدام قلم على شكل إسفين ولوح مصنوع من الطين أو الحجر أو المعدن أو الشمع، كان التجار الأوائل يدوّنون منتجاتهم ومبيعاتهم، مع سرد ما تم بيعه والكمية والتاريخ والمشتري.
1. العجلة ( الدولاب)
الشيء الأكثر إثارة للدهشة في اختراعات بلاد ما بين النهرين، وهو العجلة، إذ صُممت في البداية لتكون أفقية.
فبدلاً من وضعها بشكل قائم أسفل عربة أو مركبة، وُضعت العجلة الأولى بالفعل على جانبها واستُخدمت لمساعدة الحرفيين على تشكيل الفخار.
وترجع أصول عجلة الفخار إلى الوقت نفسه الذي نشأت فيه الكتابة المسمارية، في النصف الأخير من الألفية الرابعة، مما يثبت أن هذه كانت فترة من الإبداع الهائل في الفكر والتصميم البشري.
لا بد أن تكون إمكانات العجلة قد ظهرت لسكان بلاد ما بين النهرين على الفور تقريباً، فسرعان ما اخترعوا أولى المركبات ذات العجلات على شكل عربات خشبية بدائية. وكانت العجلات أيضاً مصنوعة من الخشب، لكنها تطورت تدريجياً لتصبح أكثر كفاءة.
في النهاية، صنعوا أيضاً المحور، الذي وفَّر قدراً كبيراً من الوقت والطاقة، من خلال تدوير كلتا العجلتين في وقت واحد.
ومن عربات بسيطة، تمكن سكان بلاد ما بين النهرين من صنع مركبات، مما جعلهم قوة هائلة في النزاعات العسكرية. وهناك العشرات من الاختراعات الأخرى مثل المحراث وحجر السنج وهو حجر بركاني كان يستخدم بصناعة الحلي والمجوهرات .

العلم الآرامي أو العلم السرياني الآرامي
العلم الآرامي أو العلم السرياني الآرامي
(بالسريانية الكلاسيكية: ܐܬܐ ܣܘܪܝܝܬܐ) هو علم عرقي مخصص للآراميين
والذي اعتمد في عام 1980 من قبل المجلة الآرامية بحرو سوريويو (الضوء الآرامي)
من الاتحاد السرياني في السويد (بالسويدية: Syrianska Riksförbundet)‏. لتمثيل أمتهم ووطنهم وكذلك الشتات السرياني. صمم العلم على رمز الشمس المجنحة، ليحل محل الشمس بواسطة مشعل يرمز إلى الروح القدس في المسيحية.
يعتمد التصميم بشكل خاص على تصوير جلجامش
بين رجلين ثوران يدعمان قرصًا شمسيًا مجنحًا
استخرجه العالم الفرنسي أندريه دوبونت سومر (1900-1983) في تل حلف في مدينة بيت بخياني السابقة الآرامية، التي تقع اليوم في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا.
تمثل الخلفية الحمراء الدم الذي انسكب في الإبادة الجماعية السريانيّة،
ويمثل اللون الأصفر الأمل في دولة آرامية.
تم استبدال قرص الشمس بشعلة ترمز إلى الروح القدس والتراث المسيحي للآراميين.
النجوم الأربعة تمثل الأنهار في الوطن الآرامي: دجلة والفرات وجيحون وبيشون.
يمثل النسر المقاومة والقوة
. الغرض من العلم هو تمثيل “الأرامية (السريانية) في الوطن الآرامي وفي الشتات الآرامي”. يدافع عن العلم الآرامي عدد من المسيحيين السريانيين
  

 

السريان وقياصرة الروم
السريان وقياصرة الروم
شاءت العناية الربانية فاختارت من الأمة السريانية أشخاصًا ارتقوا إلى عرش القياصرة في قسطنطينية، وتكللت مفارقهم بالتاج الملكي،
نذكر منهم
الملكة هيلانة والدة قسطنطين الكبير التي وُلِدت في «كفرفجي» بجوار الرها عاصمة الأباجرة ملوك السريان
ونضم إليها
الملكة ثئودورا زوجة يسطنيان الأول (٥٢٧–٥٦٥م) قيصر الروم، وكانت تلك الملكة ابنة كاهن «سرياني» من مدينة منبج.
روى المؤرخ سعيد بن بطريق (†٩٦٠م) أن موريق قيصر (٥٨٢–٦٠٢م) وهرقل قيصر (٦١٠–٦٤١م) ملكَيْ الروم، استعملا منصورًا المذكور في فصل سابق على الخراج في دمشق لثقتهما بأمانته وكفاءته، وكان منصور هذا سريانيًّا يعقوبيًّا.
واشتهر ولداه سرجيس وإيليا فنُصِّبا بطريركين على بيت المقدس أحدهما تلو الآخَر.
ولما انطلق هرقل إلى مدينة الرها الغاصة بالسريان، خرج إلى لقائه جماهير غفيرة من الشعب والكهنة والرهبان؛ فأدهشته وفرة عددهم، ولم يتمالك أن يصرح لوزرائه قائلًا: «لا يجمل بنا أن نترك هذا الشعب المجيد منفصلًا عنا!» ثم توجَّه صباح الأحد إلى كنيسة السريان وحضر القداس فيها.
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نص‏‏

احتفال الكرمس في نادي الرافدين الخالد الذكر !

احتفال الكرمس في نادي الرافدين الخالد الذكر !
Sardanapal Asaad

احتفال الكرمس في نادي الرافدين الخالد الذكر !
اهلاً بكم اعزائي الاصدقاء في كل مكان .
اتصل بي اليوم الاثنين في 2021- 12- 06 الصديقان العزيزان وهما السادة عيسى ملكي رشّو وهو مخرج اعمالي الموسيقية وصاحب تسجيلات ستيريو الكندي الشهيرة ، وكذلك ايضاً صديقنا العزيز من ايام القامشلي السيد إدوار حنا ( شبك ) . وكان سؤالهما هذين الصديقين ( عيسى وإدوار ) عن احتفالات الكرمس في نادي الرافدين ايام العزّ في القامشلي وتحديداً كان السؤال عن معنى كلمة كرمس وجذورها ؟؟
احبائي …
يسرني جداً أن أعيد الكرّة مرة ثانية في نشر بعض صور احتفالات الكرمس لنادي ما بين النهرين والمعروف بإسم نادي الرافدين ، لأنني بالحقيقة كنتُ قد نشرتُ سابقاً ومنذ سنوات مسلسلاً عن تاريخ تأسيس وجميع نشاطات نادي الرافدين الخالد في القامشلي و خاصة عن مهرجان الكرمس قبل نهاية الصيف من كل عام ، وكان اخر كرمس في نهاية صيف سنة 1962والذي تسبّب وبكل أسف في مؤامرة إغلاقه ، والقصة طويلة وباتت معروفة لدى الكثيرين مما عاشوا احداثها ورَوَوها جيلاً بعد جيل ، ولكي لا تُنتَسى وأن تبقى وصمة عار في جبين المتآمرين المعتدين وأن يذكرها الزمن !!
بالنسبة لمعنى كلمة كرمس فهي قديمة منذ مئات السنين وجذورها تعود الى اللغة الهولندية Kermesse , Kermes و هي مؤلفة من كلمتين ( كنيسة Kerk ) و ( قداس Miss ) وباقتران الكلمتين مع بعضهما فتصبح هكذا : Kermesse . أما المناسبة فكانت للإحتفال السنوي بذكرى تأسيس الكنيسة في الأبرشية في هولندا ، ومن بعدها تطور الإحتفال الى مهرجان للغناء والرقص والإبتهاج الخ …
ومن ثم انتقلت كلمة كرمس Kermesse من هولندا الى مختلف اللغات الاوروبية مثل الإنكليزية والفرنسية والاسبانية الخ … واصبحت تعبّر الكلمة عن الإحتفال ، والمهرجان ، و سوق البازار والألعاب …
أصدقائي …
انشر لكم هنا بعض الصور القديمة للحضارة العظيمة التي بناها السريان في القامشلي ومنها احتفالات الكرمس في نادي الرافدين وكذلك احتفالات رأس السنة لسنة 1960 .
وايضاً صورة عن لوحة تاريخية قديمة أبدعها الرسام الفلمنكي مارتن فان كليف Marten Van Cleve ( 1527-1581 ) وهي تمثّل احتفالات الكرمس في الاراضي المنخفضة ( الفلمنك ، هولندا ) ومن ثم انتشرت احتفالات الكرمس في معظم القارة الأوروبية .
واخيراً …شكراً جزيلاً للصديقين العزيزين السادة عيسى ملكي رشّو وإدوار حنا ( شبك ) لإثارتهما هذا السؤال عن تاريخ الكرمس !

الأديب العربي الكبير طه حسين ولغته السريانية

الأديب العربي الكبير طه حسين ولغته السريانية

وعندما احتل نابليون بونابرت مصر
أصدر أوامره بالفرنسية والعربية والسريانية
، وجلب مطابع من ضمنها باللغة السريانية
(تاريخ فرنسا الحديث المطبوع في بيروت سنة 1884م ص152)،
– ومعروف أن الأديب العربي الكبير طه حسين
كان يتقن اللغة السريانية التي تعلمها في جامعة القاهرة على يد البروفسور الألماني إينو ليتمان
(1875–1958م)، وكان حسين يحفظ كثيراً من النصوص السريانية،
وقبل أن يغادر ليتمان عائداً إلى بلاده سنة 1914م أقامت له جامعة القاهرة حفلاً وداعياً في أحد فنادق مصر الجديدة وألقى المحتفون كلماتهم،
وعندما جاء دور طه حسين فاجأ الجميع حيث ألقى كلمة الوداع لأستاذه باللغة السريانية
فنالت إعجاب الجميع، وفرح ليتمان جداً لأنه نجح برؤية أحد طلابه يخطب بهذه اللغة المقتصرة على عدد قليل من الناس وبعض الكنائس والجامعات (طه حسين، الأيام ج3 ص54–55)،
– وفي مصر أكثر من مئة متخصص في اللغة السريانية رجالاً ونساء وكلهم مسلمون وقسم منهم بدرجة دكتوراه من ضمنهم ستة أساتذة على الأقل يُدرِّسون اللغة السريانية في جامعة الأزهر الإسلامية مثل الأستاذ أحمد محمد علي الجمل أستاذ اللغة السريانية لقسم البنين وزمزم سعد هلال وبسيمة مغيث سلطان أستاذتا قسم البنات…
وهناك آلاف المقالات والمواقع والجمعيات والمؤسسات والكتب التي تعلمك بأهمية الارامية السريانية، في جميع مكتبات العالم وجامعاتها وعلى الانترنت
، وتأثيرها في جميع الحضارات والأديان، القرآن والسريان ج1/أصل الخط/المُعَرَّبات والسريانيات/الكَرْشَنَة والنَقْحَرة ../
فكيف يمكنا تلخيص بُعد الآرامية في عالمنا ببضع صفحات؟ نقله أنطون رشو

معنى رمز النسر السرياني

معنى رمز النسر السرياني

لقد اختار اباؤنا الاراميون السريان في شعارهم منذ قديم الزمان \ماقبل الميلاد \ النسر وهو طائر جارح حاد البصر ذو اجنحة كبيرة وعضلات قوية عرض جناحيه عند الطيران ٢٨٠سنتيميتر ، من صنف النسور ورتبة الصقريات واسمه في العبرية والسريانية (نشرو) وسمي بالعربية نسر. ولما له من مدلولات وصفات، فهو طائر من النوع الخاص يتميز بحجمه الكبير وهيبته وملامحه ، والنسر ذو رمزية عالية ، كما يصنف في اعلى مراتب الطيور .
استخدم السريان بعد الميلاد علماً مكوناً من اللون الوردي والابيض والاحمر ومرصعة بثلاثة نجوم باعلى اليسار تدل على الكنائس الثلاث وهي : السريانية والكلدانية والاشورية ، ولاحقاً تمّ استبدال العلم بصليب ابيض على خلفية حمراء ترمز الى دماء شهداء مجازر سيفو ١٩١٥م التي ارتكبتها الدولة العثمانية ضد الشعب السرياني والارمني . وفي اواسط الثمانينات من القرن الماضي تبنى السريان علماً وهو عبارة عن صورة لنقش نسر اكتشف في منطقة تل حلف من قبل الباحث الفرنسي وخبير العلوم السامية اندريه دوبون ١٩٠٠- ١٩٨٣م والقطعة المكتشفة تصور كلكامش بين اثنان من رجُلي الثور مدعومان بقرص شمس مجنح و يعتقد بأنها تعود لعصر الملك الآرامي (كبارا بن قاديانو) في القرن التاسع واخرون يقولون الالف السادس قبل الميلاد. واستبدل راس النسر مسيحياً بشعلة تمثل الروح القدس بسبب ان رأس النسر يتلوث بالفريسة اثناء التهامه الجيفة الميتة. وتل حلف تقع شرق شمال سوريا غربي مدينة رأس العين ، في منطقة ينابيع نهر الخابور اكبر روافد الفرات . وتل حلف هو الاسم المعاصر للموقع الذي كان يدعى باسم غوزانا في الالف الاول قبل الميلاد، وكانت عاصمة لمملكة (بيث بخياتي )وهو موقع مدينة اثرية في سوريا تمثل فترة زمنية في تاريخ سوريا .
كما ان النسر يستخدم كنموذج يحتذى به للانسان في سمو بعض خصاله منها :
١-الرفعة والسمو:فالنسر بانواعه يحلق لارتفاعات عالية جداً لايصلها غيره من الطيور ليلبي طموحه وشموخه وكبريائه ،ويتحمل في هذه الارتفاعات التغييرات المفاجئة والكبيرة لدرجات الحرارة بما لايتحملها غيره من الكائنات بسهولة . بمعنى آخر ان السرياني يستطيع ان يتأقلم في اي جو سياسي او اجتماعي او ديني ، ويبني النسر اعشاش صغاره في الارتفاعات الشاهقة، ويحقق استقلاليته في العيش . وترمز النجوم الاربعة في اسفل صورة النسر الى الاله( حَدَد) والذي يشمل ( الغيمة والمطر والبرق والرعد ) …..
٢- يستطيع التركيز بدقة متناهية من خلال رؤية فريسته على بعد ٥كم ويحدد موقعها ، فهو صاحب البصر الحاد والرؤية الثاقبة ، وهنا يرمز للسرياني النشط الذي يتطلع الى عمق تاريخ ابائه واجداده بنظرة واقعية ، ويستنبط منهابرنامجه الشخصي لمستقبل افضل .
٣- الشجاعة في مواجهة المصاعب والتحديات والكوارث ، فجميع المخلوقات يتجنبون العواصف والاعاصير ويعتبروها من الكوارث الطبيعية ، في حين ترغبها النسور ، فالعواصف التي تحملها الرياح تدفع النسور على التحليق في الاجواء العالية ، بعكس بقية الطيور التي تلجأ للاشجار وثقوب البيوت واماكن اخرى بحثاً عن الامان . وكما يقول جرجي زيدان مامعناه ان السريان اينما ذهبوا فانهم يبنون حياة جديدة . كما ان المصاعب والاضطهادات والمطاردات والقتل والعنف الذي تمّ ممارستها تجاه السريان عبر التاريخ زادهم ثبات وقوة ايمان وارادة … …
٤ – يتعمد النسر عند بناء العش لصغاره ان يجعله غير نظامي وغير مريح ، ليدفع بفراخه للاستعجال بتعلم الطيران ويعزز الرغبة في ترك اعشاشها ومغادرته وعدم جعله مرتعاً للخمول والكسل ، يقول الكتاب (كَمَا يُحَرِّكُ النَّسْرُ عُشَّهُ وَعَلَى فِرَاخِهِ يَرِفُّ، وَيَبْسُطُ جَنَاحَيْهِ وَيَأْخُذُهَا وَيَحْمِلُهَا عَلَى مَنَاكِبِهِ)، ( تثنية ١٧)
٥ – في حالة رغبة النسور في التزاوج وهم من الطيور الاجتماعية . فان الانثى تضع شرطاً يدلل على الالتزام والطاعة ، حيث ترمي الانثى غصن شجرة او فريسة او اي شيء آخر من على ارتفاعات متباينةولاكثر من مرة، وعلى الذكر التقاطها قبل ارتطامها بالارض . ويذكر في الكتاب المقدس اية قد تدلل على هذا المعنى فيقول الكتاب ( هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: نَسْرٌ عَظِيمٌ كَبِيرُ الْجَنَاحَيْنِ، طَوِيلُ الْقَوَادِمِ، وَاسِعُ الْمَنَاكِبِ، ذُو تَهَاوِيلَ، جَاءَ إِلَى لُبْنَانَ وَأَخَذَ فَرْعَ الأَرْزِ). ( حزقيال ١٧)
٦ – الحداثة والتجديد وهذا يبان عند تقدم النسور بالعمر، ويبدا ريشه ومنقاره ومخالبه بالضعف ، وطبعاً هذا يهدد حياته ، فيلجأ الى الجبال الشاهقة ، حيث يبدأ بنتف ريشه وكسر مخالبه وتحطيم منقاره وذلك من خلال تصادمه بالصخور . وبعد ذلك يتجدد كل شيء فيه ، فيعود سالمأً معافا بعد فترة، وهكذا السرياني عليه بالتجديد والتحديث ليواكب تتطور الانسانية ..يقول الكتاب (الَّذِي يُشْبعُ بِالْخَيْرِ عُمْرَكِ، فَيَتَجَدَّدُ مِثْلَ النَّسْرِ شَبَابُكِ) ( المزامير ١٠٣) . ويرمز ايضاً لتجديد حياة المؤمن الروحية بغية العودة الى احضان الرب …..
٧ – اتخاذ العديد من الدول العربية شعار الدولة النسر ليس محض صدفة بل يدلل على مدى تأثير الشعب الارامي على شعوب الشرق والمنطقة باسرها . على وجه الخصوص سوريا، فلسطين ، العراق ،مصر واليمن و….وهذه الدول هي موطن الآراميين ومن تأثر بهم . ومن الجدير بالذكر ان رائد الفن التشكيلي في سوريا موطن السريان ناظم الجعفري عندما فكر في تصميم شعار سوريا وقع اختياره على النسر، كانت تلك فكرة او مايسمى وحي وليس اقتراح ولم يكن بمحض الصدفة ….
٨ – سرعة انقضاضه على الفريسة تدلل على سرعة السرياني في اقتناص المعرفة والعلم وبلهفة يقول الكتاب (تَمُرُّ مَعَ سُفُنِ الْبَرْدِيِّ. كَنَسْرٍ يَنْقَضُّ إِلَى قَنَصِهِ.) (ايوب ٩)
٩- النسر واثق من نفسه ومعتد بذاته وشخصيته …
١٠- عمره طويل نسبياً حيث يعمر من ١٤- ٢٠ سنة
١١- شعار النسر الارامي السرياني هو العودة الى الجذور الحقيقية لشعبنا
١٢- فالنسر عندما يطير لا نعرف من أين جاء أو من أين ذهب لا تعرف طريقه، لأن النسر يذكرنا بالصعود، كما جاء في سفر الأمثال: “ثَلاَثَةٌ عَجِيبَةٌ فَوْقِي، وَأَرْبَعَةٌ لاَ أَعْرِفُهَا: طَرِيقَ نَسْرٍ فِي السَّمَاوَاتِ……” (سفر الأمثال 30: 18-19).
في المسيحية يرمز وجه النسر بوجه المسيح وهذا ماجعل الكنيسة ان تستبدل راسه بشعلة الروح القدس وبحسب انجيل يوحنا ان وجهه كوجه النسر.كما يُرمز للبشير يوحنا الانجيلي بوجه النسر ايضاً ، وهناك من القديسين من تشبه بالنسر امثال القديس فلتاؤس الذي لُقِبَ بنسر البرية وهناك مصادر سريانية ومسيحية تؤكد دلالة النسر مسيحياً وسريانياً…..
ابلحد حنا ساكا البرطلي (بتصرف )

العلماء وأصل الكتابة(السريانية الآرامية)

العلماء وأصل الكتابة(السريانية الآرامية)

أثبت العلماء أن الأمم العريقة في الحضارة اقتبست صناعة الخط عن السريان، وهاك ما يؤيد ذلك، قال ديودورس الصقلي المؤرخ الشهير في القرن السابق للميلاد: «إن استنباط الكتابة يعود فضله إلى السريان.» وكتب إقليميس الإسكندري في القرن الثاني للميلاد: «ذهب كثيرون من القدماء إلى أن السريان هم الذين استنبطوا الكتابة .
وممَّن تناول هذا الموضوع الدكتور جايمس الإنكليزي، قال ما تعريبه: «كان كلما وصل إلى يد تاجر سرياني آجر محفور بالكتابة المسمارية، تناول قلمه وعلَّق على ذلك بالسريانية ما شاء تعليقه. أما في دوائر الحكومة، فإذا كان الكاتب سريانيًّا دوَّن المَحاضِر بقلم الحبر على ملف البردي، وإذا كان الكاتب آثوريًّا دوَّن كتابته بقلم قصب على الآجر. وبالجملة فإن الحضارة السريانية خلفت في جميع الأماكن الشاسعة التي انتشرت فيها آثارًا خالدة.
فروع الخط الفونيقي السرياني
أقدم الخطوط أو الأقلام المشتقة من الخط الفونيقي هو الخط الذي اصطلح عليه اليهود في عهد قورش ملك فارس (٥٣٨–٥٣٥ق.م)، وما زالوا مصطلحين عليه دون سواه في كتابة الأسفار المُنزَّلة، وهم يسمونه «القلم المقدس». وفي تقاليد اليهود أن عزرا الكاتب الشهير لما قدِمَ نحو السنة ٤٥٧ ق.م من بلاد فارس إلى أورشليم، أدْخَل هذا الخط السرياني المربع في جميع أسفار الكتاب المقدس؛ لأن أمته كانت تفهم حين ذاك اللغة السريانية أكثر من العبرانية.
وهاك أسماء الأقلام أو الخطوط التي تتفرع من الخط الفونيقي السرياني: أبدعها وأجملها وأشهرها بعد القلم المربع المذكور هو الخط السطرنجيلي الذي خصَّصه السريان منذ بدء النصرانية بكتابة الإنجيل، ويشاهد منه عدة مخطوطات نفيسة ثمينة في مكتبات الفاتيكان، ولندن، وباريس، وبرلين، وأوكسفرد، وأميركا، وفلورنسا … إلخ. ومن هذا الخط السطرنجيلي البديع الذي اشتهر خصوصًا في عصر السريان الذهبي نشأ خط السريان الملكيين، ثم خط السريان المغاربة والموارنة، ثم خط الكلدان أو السريان المشارقة، وهناك خط آخَر سرياني خصَّ به أهل فلسطين، وله خواص تميِّزه عن سائر الخطوط السريانية.
ويطول بنا المجال لو شئنا نعدِّد أشكال الخطوط التي اشْتُقَّت من الخط السرياني الفنيقي الأصلي، إلا أننا اكتفينا هنا بتعداد الخطوط التي انبثقت منه، وهي:
(١)
الخط اليهودي المربع.
(٢)
الخط الفونيقي أو الساحلي.
(٣)
الخط اليوناني.
(٤)
الخط اللاتيني.
(٥)
الخط البابلي.
(٦)
الخط النبطي.
(٧)
الخط المندوي.
(٨)
الخط التدمري.
(٩)
الخط السطرنجيلي.
(١٠)
الخط الملكي.
(١١)
الخط الفلسطيني.
(١٢)
الخط السرياني الغربي والماروني.
(١٣)
الخط السرياني الشرقي أو الكلداني.
(١٤)
الخط الحميري.
(١٥)
الخط الكوفي.
(١٦)
الخط النسخي العربي.
ومن المعلوم أن الفرس أيضًا كانوا يكتبون بالخط السرياني، فإن خطَيْهم الزندي والبهلوي مأخوذان من الخط السرياني، وقِسْ عليهم الأرمن، فإنهم إلى القرن السادس كانوا يكتبون بالخط السرياني، وكذا العرب فإنهم تعلموا الكتابة من السريان … والخلاصة: أن جميع الأمم القديمة المشهورة تعلَّمت صناعة الخط الشريفة من الأمة السريانية
Anton Racho

علم الطب عند السريان ( الحلقة الأولى ) .

علم الطب عند السريان ( الحلقة الأولى ) .

اهتم السريان اهتماماً خاصاً بالطب ، فأبدعوا فيه وعلا صيتهم في الشرق ، وسنتناول الفترة الممتدة من القرن الخامس وحتى القرن الخامس عشر .
فقد ذكر أبن العبري في كتابه ( تاريخ الزمان ) الطبيب سرجيس الرأسعيني وأطناس الآمدي ( آثنوس ) ، وفيلغريوس وشمعون طيبوثة والأسقف غريغوريوس وثاودوريوس بطريرك أنطاكية وهم سريان غربيين ، وحنين بن اسحق وشمعون من السريان الشرقيين .
لقد نقل سرجيس من اليونانية إلى السريانية مؤلفات جالينس الطبية والفلسفية ، ومنها كتاب الفن الطبي وكتاب خواص الأغذية .
وكتب الأسقف غريغوريوس كنّاشاً ذكره ابن أبي أصيبعة ، وألّف البطريرك ثاودوريوس كنّاشا في الطب وكان ذا قيمة .
لقد قام المستشرق بونيون بنشر ترجمة سريانية لأفوريسم أبقراط وناقلها مجهول .
وفي خزانة الكتب البطريركية ( للسريان الأرثوذكس ) يوجد كتاب طبي قديم كبير الحجم ويزيد عن 600 صفحة مكتوب بإنشاء سهل واسلوب متين، ويحوي في نهايته مقال لحنين ابن اسحق، بخط الشماس باسيل ابن القس يوحنا الملطي عام 1224 .
ووضع الفيلسوف جبرائيل الرهاوي بالسريانية كتبا شتى في الطب والفلسفة سنة 1227 وكان ابن العبري طبيبا لامعا ومشهورا جدا في مجال الطب وقام بنقل كتاب ديوسقوريدس في الأدوية المفردة وأربعة كراريس من قانون ابن سينا إلى السريانية .
وألف ابن العبري كتابا مطوّلا ضم جميع الآراء الطبية ، كما شرح فصول أبقراط ، وكتاب منفعة أعضاء الجسد ، وشرح مسائل حنين بن اسحق حتى باب الترياق .
ولمعت أسماء كثيرة في علم الطب عند السريان ، وسنكتفي بذكر البعض منهم لكثرتهم :
1- ماروثا اسقف ميافارقين 2 – سرجيس الرأسعيني 3 – جبرائيل السنجاري 4 – ابراهيم بن نكوس 5 – يحي بن عدي 6 – علي بن بكوس 7 – عيسى بن زرعة 8 – أبو الخير حسن ابن الخمّار
9 – أبو بشر السرياني 10 – الفضل ابن جرير التكريتي .
ونكتفي بهذا القدر علما أن جميع المذكورين من السريان الغربيين( الأرثوذكس ) يتبع في الحلقة القادمة .
المرجع : كتاب اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والآداب السريانية ، تأليف قداسة البطريرك مار أغناطيوس أفرام الأول برصوم . نقله صبري مسعود