Matta Roham
ماردين حاضرة سريانية عريقة Matta Roham

ماردين حاضرة سريانية عريقة
Matta Roham
ماردين حاضرة سريانية عريقة


اسم ماردين مشتق من السريانية ܡܪܕܝܢ ويفيد معنى (الحصون ٬ القلاع) .
اهلها يلفظون الاسم – مردين – (بكسر الميم)، وفقا للفظ السرياني.
موقعها في أعالي جبال ايزلا ، ووجود الحصون فيها ، أعطاها المناعة لتستمر منذ العهد الآشوري على الأقل ، والى يومنا هذا.
في نهاية القرن الثالث عشر نقل البطريرك ابن وهيب الكرسي الانطاكي من ملاطية الى ماردين ، لوجود كثافة سريانية فيها . استمر الكرسي فيها إلى عام 1933 ٬ وبعدها نقله البطريرك افرام الاول برصوم الى حمص ، وثم نقله البطريرك يعقوب الثالث الى دمشق في عام 1957.
تشبه ماردين في بنائها على سفح الجبل مدينة زحلة اللبنانية.
عاش فيها السريان الأرثوذكس والكاثوليك، والكلدان، والأرمن الكاثوليك ، والبروتستانت. وسكنت فيها المبشرة البروتستانتية (ميس فرانكا) وكانت تدير مدرسة للأيتام .
لم يسكنها اليهود بل سكنوا نصيبين ، لأنه على ما يروى بأن اهل ماردين كانوا اذكياء جداً فلم يجد اليهود لهم مصلحة في السكن بينهم .
ويروون بأن يهوديا جاء الى ماردين ، فسأل صبيا فيها بأن يأتيه بشيء يطعمه، ويؤنسه، ثم يطعم حماره أيضاً. ذهب الصبي وجاءه ببطيخة حمراء ( الجبزة بلهجة اهل الجزيرة) . وقال له : اعطيك الجبزة لتاكلها، وتتسلى ببذورها، وثم تعطي قشورها لحمارك لتطعمه. افتكر اليهودي في نفسه وقال : هؤلاء لا يرمون شيىئا لاستفيد منه. فلا منفعة للبقاء بينهم .
عرفت ماردين حارات قديمة فيها ، مثل حارة ام الأربعين وكانت مقرا مطرانيا للسريان الأرثوذكس، وحارة مار ميخائيل، وحارة مارت شموني، وحارة باب المشكية، وحارة الشمسية وغيرها .
حارة الشمسية أخذت اسمها من عبادة الشمس، لأن سكانها كانوا يعبدون الشمس قبل دخولهم في المسيحية.
عرف اهل ماردين طريقهم إلى أمريكا الجنوبية اولا ثم الشمالية قبل الحرب العالمية الأولى وبعدها .
ونزح كثير من أهل ماردين إلى سوريا الدولة الحديثة تحت الانتداب الفرنسي.
وعرف سكانها هجرة واسعة الى استنبول بعد منتصف الخمسينات من القرن العشرين. عدد المسيحيين فيها تضاءل ليكون الآن عشرات العائلات بعد أن كان أكثر من خمسة آلاف عائلة.
ما زالت اللغة العربية محكية بين سكانها، ولهجتهم قريبة من لهجة أهل الموصل. ويعود السبب لهذا التقارب العلاقات التجارية القوية بين المدينتين عبر التاريخ القديم.
اهل ماردين يتميزون بالحكمة وروح الدعابة، ولهم من الأمثال والاغاني الشعبية الكثير ، مما يعبر عن تراث عريق ما زال له دور في حياة اهل البلاد . ونشر الاب اسحق ارملة عن أمثالها في كتاب اسمه : (سلوى الرائدين في امثال ماردين ). وهو متوفر على الانترنت.
من أمثال ماردين:
١- الله يستر على العذراء ، ل سترت على مار يعقوب.
هو مثل لا يستعمل في أيامنا هذه ،
ويعني توجيه المديح لشخص ، بدونه لا حياة لغيره .
المثل مستوحى من واقع الحياة في منطقة دير الزعفران. كان في أعلى جبله دير صغير باسم السيدة العذراء ، وكان غنيا بالمياه والزراعة.
وفي الجبل المقابل وجد دير باسم مار يعقوب ، وكان فقيرا بالمياه والزراعة وموارد الغذاء.
فكان الرهبان في دير مار يعقوب يعتمدون في اكلهم وشربهم على دير السيدة العذراء. فلولا دير العذراء يستر على رهبان مار يعقوب لما استطاعوا الاستمرار في عبادتهم.
فشكرا لكل مكتفي يستطع ان يستر على عيشة المحتاج.

سمات شكل الرب يسوع المسيح له المجد

سمات شكل الرب يسوع المسيح له المجد
أبريل 20, 2020samir
سمات شكل الرب يسوع المسيح له المجد

تريد أن تعرف سمات شكل الرب يسوع من وصف الذين عاصروه ! ؟
وردت تفاصيل السيد يسوع المسيح في وثيقة وصف مشهور ل ( بابليوس لينيتلوس )
الذي بعث به إلى صديقه بيلاطس البنطي قال فيه :
+ يوجد في وقتنا هذا ( إنسان ) لا يزال على قيد الحياة يصنع عجائب

ويدعوه الناس نبياً قديراً أسمه ( يسوع المسيح ) ويدعوه تلامذته ( إبن الله ) .
+ إنه يقيم الموتى .
+ ويشفي المرضى بكل الأنواع .
+ هذا الإنسان نبيل .
+ ذو قوام معتدل جميل .
+ وجهه مملوء لطيف مع حزم .
+ من ينظر إليه يحبه ويهابه أيضاً .
+ شعره مموَج بلون الخمر تقريباً منسدل على الكتفين إلى خصلتين مع غرَّة كعادة المنذورين .
+ جبهته مسطّحة تحمل صفاء وهدوء بغير تجعيد .
+ يشع حيوية ونشاط .
+ أنفه معتدل .
+ فمُه لا عيبَ فيه .
+ لحيته كاملة وغزيرة تحمل ذات لون الشعر ومتشعبة .
+ عيناه زرقاوتان براقتان جداً .
+ ما نُظر قط ضاحكاً لكن كثيرون رأوه باكياً .
+ مرهب في إنذاره وتوبيخه .
+ رقيق وجذاب في إرشاده وتعليمه .
+ يداه وذراعاه غاية في اللطف والجمال تتوق إلى رؤيتهم .
+ فارع الطول ونحيف .
+ ومتّزن .. هادىء وبسيط في لغته وسلوكه .
+ جميل بين البشر ..
+ إنه الرجل الأجمل ويشبه أمَّه التي هي أحسن ما وُجد بين نساء تلك النواحي .
+ ثم إنه من جهة العلوم أذهل مدينة أورشليم بأسرها لأنه يفهم كافة العلوم بدون أن يدرس شيئاً فيها البتة .

ويمشي حافياً عريان الرأس نظير المجانين ..

فكثيرون يرونه يهزأون منه .. لكن بحضرته والتكلم معه يُرجف ويُذهل .
+ وقيل أنه لم يُسمع قط عن مثل هذا الإنسان في التخوم

رسالة الملك السرياني أبجر عكامة ملك مملكة الرها السورية الآراميةإلى السيد المسيح،

رسالة الملك السرياني أبجر عكامة ملك مملكة الرها السورية الآراميةإلى السيد المسيح،

مارس 24, 2020samir

نص رسالة الملك السوري أبجر عكامة ملك مملكة الرها السورية الآراميةإلى السيد المسيح،

مملكة الرها
مملكة الرها
وثيقة نادرة تعرّب وتنشر لأوّل مرّة…

نص الرسالة التي وجهها الملك السوري أبجر عكامة ملك مملكة الرها السورية الآرامية، والذي عاصر المسيح.

ونص الرسالة بالإضافة إلى جواب المسيح على الرسالة وثيقة تاريخية هامة جدًّا، ولكن، وكالعادة، ندر من تكلّم عنها في بلادنا وندر من عرف مثل هذه الوثائق العالية الأهمية .

وتبيّن مدى ترحيب السوريين آنذاك، في أرجاء بلاد الشام والعراق كافة، بالمسيح ودعوته التي وجدوا إرثهم الروحي فيها، فلم تكن غريبة عنهم. كما أن الرسالة تبيّن مدى انتشار خبر المسيح في بلاد الشام، بحيث أن الملك الآرامي السوري أبجر يسمع عنه ويوجّه له الرسالة التي نتحدث عنها، ويعرض عليه أن يأتي إلى مملكته في الرها (اليوم تدعى أورفا وتقع في الأراضي السورية التي احتلتها تركيا ، وكان اسمها السومري أورهاي، والذي يعني المدينة المقدّسة أو المباركة). ونص الرسالة الأصلي مدوّن باللغة الآرامية السريانية السورية.

ونقرأ في النص الذي يسبق الرسالة:

أنه في سنة 343 بالتقويم اليوناني، ويعادل السنة الثلاثين بالتقويم الميلادي المعتمد اليوم وعلى زمن الإمبرطور الروماني تيبر وعلى أيام الملك أبجر ابن الملك معنو، وفي شهر تشرين الأول- أوكتوبر أرسل الملك أبجر رسوله الخاص الذي يدعى موري إيهاب أو مور ياب مع الأمير شام شجرام برفقة رئيس ديوانه وكاتبه الخاص في القصر الملكي المدعو حنّان إلى مدينة بيت جبرين وحمّلهم بعض الرسائل الخاصة بشؤون المملكة إلى حاكم بعض المناطق من سوريا وفينيقيا وفلسطين وما بين النهرين -العراق. وكان الحاكم الروماني لتلك المناطق يدعى سابينوس.

وفي طريق العودة، وبعد أداء المهمة، توقفوا في مدينة أورشليم، حيث سمعوا الناس يتحدثون عن عجائب رجل اسمه يسوع، وكيف أنه يشفى المرضى ويحيي الموتى. ولقد لاحظ رسل الملك أبجر أثناء إقامتهم في أورشليم_ القدس للراحة لمدة 10 أيام، قبل متابعة السفر إلى مملكة الرها، استياء اليهود المقيمين في أورشليم من إعجاب الناس من غير اليهود بيسوع وإيمانهم به. وكان حنان خلال تلك الفترة في أورشليم يسجّل ويكتب كل ما يسمعه عن يسوع.

وعند عودة الوفد إلى الرها قصّ حنان على الملك أبجر كل ما سمعه عن يسوع، وقرأ عليه ما دوّنه من ملاحظات، فدهش الملك أبجر وكل رجال الحاشية. وقال الملك إن معجزات كهذه لا تأتي إلا من إنسان وهبه الله نعمة شفاء المرضى وإحياء الموتى.

ولقد فكّر الملك أبجر أن يقصد بنفسه إلى أورشليم ليتعرّف على المسيح، ولكن، ولانشغاله بأمور المملكة، قرر أن يكتب رسالة إلى يسوع ويرسلها له مع كاتبه الخاص حنان.

غادر حنان الرها حاملًا الرسالة في 14 اذار/ مارس، ووصل إلى أورشليم في 12 نيسان/ أبريل، حيث التقى بيسوع، وعرّفه على نفسه، وقرأ عليه رسالة الملك أبجر.

وها هو نص الرسالة الحرفي:

“من الملك أبجر عكامة إلى يسوع الطبيب العظيم

يا سيّدي عليك مني السلام

أمّا بعد. فقد بلغني أنك تشفي المرضى بقوة كلامك ودونما دواء أو ترياق، وأنك تجعل الأعمى بيصر والمقعد يمشي والأصم يسمع، وكل ذلك بقوّة كلامك، ولقد بلغني أنك تحيي الموتى أيضاً. ولمّا سمعت كل ذلك يا سيدي على لسان رسولي إليك حنان، فقد قلت في نفسي إنك نزلت من السماء بلا شك، وإنك ابن الله.

لذلك أطلب منك في رسالتي هذه أن تأتي إلى مملكتي وتشفيني من مرض البرص، لأن إيماني بك كامل.

ولقد بلغني يا سيّدي أن اليهود يتآمرون عليك ويسعون إلى صلبك وقتلك، وأنهم على وشك أن يفعلوا ذلك ،ولذلك أقول لك إن مدينتي ليست كبيرة، ولكنها جميلة وتتسع لنا نحن الاثنين معاً لنعيش فيها بسلام.”

انتهى نص رسالة الملك أبجر.

وعندما تسلّم يسوع نص الرسالة من حنان، قرأها، ثم قال لحنان:

“عُدْ إلى الرها وقل لسيّدك إنني أقول له طوبى لك لأنك آمنت بي قبل أن تراني

لأنه مكتوب عنّي أن الذين يرونني لا يؤمنون بي،

والذين لا يرونني يؤمنون بي.

إنك أيها الملك (أبجر) تسألني أن آتي إليك. إنما ما جئتُ من أجله قد تمّ، ولكن ما إن أصعد إلى الذي أرسلني، أي أبي الذي في السماوات،حتى أرسل إليك أحد تلامذتي ليشفيك من مرضك. وكذلك سوف أمنح الحياة الأبدية لكل الذين حولك.

وإني أبارك مملكتك، فلا يغلبك عدوّ أبدا”

انتهى نص رسالة المسيح

** ملاحظات وهوامش:

*ذكر المؤرخ القديم المعروف (أوزيب) حكاية هذه الرسالة في كتابه (حكايات لاهوتية) وهي معروفة جدا عند السريان ولها عمل مسرحي

* تأسست مملكة الرها الآرامية السورية، واسمها بالأصل الآرامي أور- هاي، في القرن الثاني قبل الميلاد، في أعالي مابين النهرين في الجزيرة السورية، ودامت حتى منتصف القرن الثالث بعد الميلاد، وأُطلق عليها فيما بعد اسم أديسا ثم أورفا.

* والملك أبجر المقصود في الحكاية هو أبجر الخاكس، وجلس على العرش حوالى السنة 4 قبل الميلاد، وأُقصي عن العرش سنة 13 ثم عاد إلى الحكم وبقي حتى سنة 50 ميلادية. أي أنه تاريخياً كان معاصرا للمسيح.

* يسمّي الملك أبجر يسوع بالطبيب العظيم، لأن هذه هي دلالة اسم يسوع بكل اللغات السورية القديمة.

والاسم في الأصل السومري اس ومنها الاسي …

** للتوسع في الموضوع يمكن مراجعة بحث مطوّل للدكتور فايز مقدسي بعنوان “دمشق في تاريخ المسيحية“ منشور في العدد 568 من مجلة المعرفة السورية سنة 2011

***الصورة لمدينة اورهاي

القديسة كورونا(استيفاني) السوريَة ـ السريانية.

القديسة كورونا(استيفاني) السوريَة ـ السريانية.

مارس 24, 2020samir

Saint Corona (Stephani),the Syrian.

S:ta Corona – Stefani av Syrien.

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
ܩܰܕܝܫܬܳܐ ܟܘܪܘܢܰܐ(ܐܶܣܬܝܺܦܰܐܢܝܺ) ܣܘܽܪܝܬܳܐ܇ܣܘ̣ܪܝ̣ܝ̣ܬܳܐ

القديسة كورونا(استيفاني) السوريَة ـ السريانية.

Saints Victor and Corona – Stephanie.
S:t Viktor & St:a Corona.
ܩܕ̈ܝܫܶܐ:ܦܝܺܟܬܘܽܪ ܘܟܘܽܪܘܢܰܐ ـ ܐܶܣܬܝܦܰܐܢܝ
القديسان: فيكتور وكورونا ـ إستيفاني.
قرأت اليوم وأعجبني.!!
I read today
Jag läste i dag
ܩܪܝܬ̣ ܝܘܡܢܐ: ܡܰܢ ܐܝܺܬ̣ܶܝܗ̇ ܩܰܕܝ̣ܫܬܳܐ ܟܘ̣ܪܘܽܢܰܐ(ܐܶܣܬܝܦܰܐܢܝܺ)
من هي القديسة كورونا(إستيفاني).؟
Who is Saint Corona(Stephani).?
Vem är S:ta Corona.?
ܪܒܢ ܪܒܘܠܐ ܕܝܪܝܐ ܘܩܫܝܫܐ ܣܘܪܝܝܐ
Fr.Rabola.

………………..
نعم! هناك أيضاً قديسة أسمها كورونا (استيفاني). هي شفيعة ضد الأوبئة، وهي من سوريا وقصتها مذهلة..
مباشرة في وسط منطقة عدوى الكورونا، توجد مدينة انتزو في شمال إيطاليا. في انتزو بازيليك نجد فيها ذخائر القديسين فيكتور وكورونا منذ القرن التاسع.
كلمة كورونا من اللاتينية تعني التاج. وللصدفة، القديسة كورونا هي من القديسين الشفعاء ضد الأوبئة.
قليل ما نعرفه عن القديسة كورونا، ولكنها والرجل الذي صلّت من اجله – القديس فيكتور- اندرج اسماهما في كتاب الشهداء الروماني في الكنيسة.
تم إعلان الاثنين قديسين قبل أن تبدأ الكنيسة الكاثوليكية في تقليد إعلان القديسين على المذابح. معظم المراجع تقول إن القديسة كورونا والقديس فيكتور كانا من سوريا أو انطاكيا، وتوفيا هناك في عهد الأمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس، وامر بقتلهما آنذاك الحاكم الروماني سيباستانوس الذي كان يكره المسيحيين. كان ذلك حوالي السنة ١٧٠م.
وتخبر القصة ان جندياً رومانيا اسمه فيكتور كان مسيحياً، فأمر سيباستانوس بجلده على عمود الى أن انفصل جلده عن جسده، ثم أمر باقتلاع عينيه. ورغم كل ذلك، لم ينكر فيكتور ايمانه وثبت في المسيح.
هناك، كانت شابة بعمر ١٦ سنة، مسيحية بالسر متزوجة من جندي لم يكن يعرف بمسيحيتها. عند رؤيتها ما يحصل لفيكتور لم تحتمل المشهد فأعلنت ايمانها امام الجميع وانطلقت الى العمود المربوط عليه فيكتور وركعت تصلي له وتعزيه.
تم نقلها فوراً الى الحاكم سيباستيانوس الذي أمر بسجنها وتعذيبها. وعندما لم يفلح بإقناعها بترك المسيح أمر بإنزال شجرتي بلح بالحبال، وربط طرفيها بين الشجرتين وأمر بقطع الحبال، فعادت الشجرتان الى موضعهما الطبيعي شاطرتين جسد القديسة الى اثنين. ويقال بان كورونا شاهدت إكليلين يحملهما ملائكة ينزلان من السماء واحد لها وواحد لفيكتور.
ذخائر القديسين هي في البازيليك في انتزو منذ القرن التاسع.
عام ١٩٤٣ ومن جديد عام ١٩٨١، تم الكشف عن الذخائر والتأكيد أن العظام هي عظام رجل وامرأة، كما وتم التأكيد على أن اللقاح على العظام هو لقاح الأرز وهو من خصائص منطقة المتوسط. وقد أكد علماء الآثار أن هذا اللقاح يأتي من منطقتي سوريا وقبرص.
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بعيد كورونا وفيكتور في ١٤ مايو.
“طوني عساف”
هناك ذخائر للقديسة أيضاً في كاتدرائية آخن في ألمانيا
صلاة القديسين الشهيدين فلتكن عوناً وسوراً لنا.
……………………
ܨܠܘܬ̣ܗܘܢ ܫܘܪܐ ܬܗܘܶܐ ܠܰܢ
وأختم من طلبَة القومة الأولى ليوم الخميس من صلاة الليل”كتاب الإشحيم الصلاة الفرضية لدى كنيسة السريان” لمار يعقوب السروجي الملفان باللغة السريانية :” ܒܰܪ ܐܠܗܳܐ ܐܰܥܒܰܪ ܡܶܢܰܢ ܫܰܒܛܳܐ ܕܪܘܽܓ̣ܙܳܐ ـ أقصِ عنا يا ابن الله ضربة الغضب.
…………………….
Saints Victor and Corona (also known as Victor and Stephanie) are two Christian martyrs. Most sources state that they were killed in Roman Syria during the reign of Marcus Aurelius (170s AD). However, various hagiographical texts disagree about the site of their martyrdom, with some stating that it was Damascus, while Coptic sources state that it was Antioch. Some Western sources state that Alexandria or Sicily was their place of martyrdom. They also disagree about the date of their martyrdom. They may have been martyred during the reign of Antoninus, or Diocletian, while the Roman Martyrology states that it was in the third century when they met their death.[1] Saint Corona was popular in folk treasure magic, being called upon by a treasure hunter to bring treasure, and then sent away through a similarly elaborate ritual.[2]

تاريخ اضطهادات المسيحيين الأرمن والآراميين التي حصلت عام 1915.

تاريخ اضطهادات المسيحيين الأرمن والآراميين التي حصلت عام 1915.
أبريل 27, 2018samir
الدكتور أسعد صوما أسعد
باحث متخصص في تاريخ السريان ولغتهم وحضارتهم
ستوكهولم / السويد

كتاب كلداني هام جداً لكنه غير معروف

اسم الكتاب :تاريخ اضطهادات المسيحيين الأرمن والآراميين في ماردين وآمد وسعرت والجزيرة ونصيبين التي حصلت عام 1915.

تأليف :المطران اسرائيل اودو

Mgr. Isra‘l Audo, Žvque chaldŽen de Mardine
1 مقدمة:
ظهر على الساحة مؤخرا كتاب بالسريانية في غاية الاهمية يبحث في المجازر التي نفذت بحق المسيحيين في الدولة العثمانية عام 1915 وذلك في مناطق ماردين، ومديات، وطور عابدين، وسعرت، وديار بكر، وجزيرة ابن عمر، ونصيبين وغيرها من المناطق المجاورة في جنوب وشرق تركيا الحالية.

مؤلف الكتاب هو “اسرائيل أودو” الذي كان مطراناً على الطائفة الكلدانية في مدينة ماردين اثناء وقوع المجازر عام 1915.
أما مخطوطة الكتاب فهي محفوظة ضمن مجموعة مخطوطات الكنيسة الكلدانية في بغداد. وقد استطعنا بعد جهد الحصول على نسخة مصورة عنها. وكل ما نذكره في مقالنا هذا من معلومات ودراسة وتحليل فهو مستند على صورة المخطوطة المذكورة التي بحوزتنا، وكذلك فان ارقام الصفحات التي نستشهد بها فهي ارقام صفحات المخطوطة.
2. كتاب كلداني هام جدا لكن غير معروف:

ورغم اهمية الكتاب القصوى في موضوع المجازر التي تعرَّض لها شعبنا في بداية القرن العشرين وابيد الكثير منه، ورغم كون مؤلفه احد اعلام الكنيسة الكلدانية، الا ان الكتاب مجهول تماماً لدى غالبية الكلدان وبقية افراد شعبنا لكونه مكتوب باللغة السريانية الفصحى التي يجهلها اليوم معظم ابناء شعبنا وخاصة من الطوائف الكلدانية والاشورية والمارونية. ان غالبية افراد شعبنا فقدوا الاهتمام بكتب اجدادهم وبمخطوطاتهم السريانية القديمة والحديثة، وهذا جاء كنتيجة مباشرة لهجرانهم السريانية الفصحى وعدم التعاطي بها كما فعل اجدادهم على مر الاجيال. وامام هذه التحديات اضحت هذه اللغة المسكينة لغة يتيمة ومهجورة، واصبحت كتبها القديمة وتراثها الكتابي الغني ومخطوطاتها منسية على رفوف خزائن الكتب بعد ان تجمَّع عليها غبار النسيان والتناسي والاهمال، فليس لها اليوم لا قرّاء ولا

كتَّاب ولا من يهتم لحالها الا في حالات نادرة.

وعندما يتعرف ابناء شعبنا على شيء من تراثنا المدون فانهم يتعرفون عليه من خلال ترجماته الى لغات اخرى يتقنونها. لكن كتابنا المذكور عن المجازر ليس مترجماَ الى العربية او الى اية لغة اخرى ليتعرف عليه القارئ العام الذي لا يعرف السريانية الكلاسيكية لذلك بقي نسياً منسيا.

وبما ان هذه السنة 2015 تصادف الذكرى المئوية الاولى للمجازر المروعة التي تعرض لها شعبنا عام 1915 لذلك اراها مناسبة موفقة الان لتقديم الكتاب ومحتواه لجميع القراء الاعزاء ليتعرفوا عليه فيدركون اهميته، وربما يلجأوا اليه ليستعملوه كمرجع عن موضوع مجازر الابادة بحق شعبنا.

ومساهمة متواضعة مني في إحياء الذكرى المئوية لشهداء شعبنا الذين سقطوا في مجازر الابادة عام 1915، فانني اقوم الان بترجمة الكتاب المذكور الى ثلاث لغات معاً وبينها العربية، وانشاء الله ستصدر طبعة ترجمتي السويدية في نهاية الصيف 2015.

محتوى الكتاب:
يفتتح سيادة المؤلف كتابه بمقدمة يقدم لنا فيها وجهة نظره عن سبب اضطهاد وهلاك الارمن عام 1915 ويلخصها ان المجازر حصلت بسبب مساعي الارمن وطلبهم للحرية والحقوق (ص 5). ويشرح لنا كيف ان جمعية الاتحاد والترقي التركية وعدت الارمن بالحرية والحقوق، لكن ما ان وصل اعضاء هذه الجمعية للسلطة وعزلوا السلطان عبدالحميد الذي كان قد وجه ضربة عنيفة للأرمن واقاموا اخيه رشاد بدلا عنه انقلبوا بعدئذ على الارمن وبدأوا حرب الابادة ضدهم وضد باقي المسيحيين.

ثم يقدم لنا المؤلف مقدمة ثانية عنوانها “سبب اضطهاد الآراميين الكلدان اي السريان” (ص 26)، ويوجه فيها السؤال التالي ܡܢܐ ܗܘܬ ܥܠܬܐ ܕܪܕܘܦܝܐ ܕܐܪ̈ܡܝܐ اي “ماذا كان سبب اضطهاد الآراميين”؟ ويجيب عن سؤاله بقوله “لا انا ولا غيري يستطيع مهما اجهد نفسه ومهما بحث في الماضي والحاضر ان يجد خطيئة ما او عصيانا او خلافا او حماقة ما قام بها هذا الشعب ضد الدولة …” (ص 27). ويضيف قائلاً: “اية عداوة بمقدوره ان يقوم بها هذا الشعب الذي منذ عهود سحيقة لا بل منذ بداية المسيحية ولغاية الان يُضطهد ويُسحق، وهو مثل الغنم بين الوحوش الكاسرة ومثل الخراف بين الذئاب. فلا الغريب ولا القريب الذين يسكن معهم ومنتشر بينهم منذ القدم يستطيع ان يقيم حجة مهما صغرت ضد الشعب الآرامي” (ص 27).

ويقدم لنا رأي بعض القيادات العثمانية عن سبب مقتل المسيحيين بقوله: “ان البعض من الامراء والحكام الذين لا يملكون الحجة لتبرئة انفسهم من هذه الجريمة يقولون: ان سكان المدن تبددوا بسبب خطأ القوّاد وغلطهم، واما سكان القرى فان الاكراد بسبب وحشيتهم المعروفة قتلوهم لما كنا منهمكين في الحرب. لكن هذه حجة ضعيفة وسقيمة وتستحق السخرية ولا يؤمن بها الطفل الصغير” (ص 28).

ثم يبدأ المؤلف اولا في سرد اخبار مجزرة نُفذت بآمد بحق 85 عائلة كلدانية اقتيدوا وقتلوا (ص 29).

ثم يبدأ اسرائيل اودو بسرد موضوع المجازر في كل بلدة وقرية ويبدأ بأخبار اضطهاد مسيحيي ماردين (ص 30). ولضيق المكان سنكتفي بذكر عناوين الفصول والمحتوى ومنوهين الى رقم صفحاتها حسب المخطوطة.

عن تهجير القافلة الاولى (ص 40)؛

عن انقراض اليعاقبة (ص 44)؛

عن مزايا يعاقبة ماردين (ص 46)؛

عن تهجير القافلة الثانية (ص 48)؛

اسماء الكهنة الذي ذبحوا (ص 53)؛

عن انواع العذابات التي قاسها البعض (ص 56)؛

الكوميسر ممدوح ينهب البيوت (ص 64)؛

تهجير النساء في القافلة الاولى (ص 67)؛

تهجير القوافل (ص 74)؛

عن تهجير النساء واسر الرهبان الافراميين للسريان الكاثوليك (ص 78)؛

ايضا عن تهجير النساء (ص 81)؛

ايضا عن تهجير النساء والرجال (ص 83)؛

عن هروب البعض الى جبل سنجار (ص 87)؛

عن قافلة النساء من ارمينيا من ارزروم وما يجاورها ومن المدن الاخرى (ص 92)؛

عن قوافل النساء الاربع من آمد (ص 96)؛

عن مقتل مسيحيي نصيبين ودارا وعن القس حنا شوحا الشهيد (ص 101)؛

عن قتل المسيحيين في مديات وقراها (ص 112)؛

عن اسر عينورد وأنحل وعن الشدة التي احتملها القس كيوركيس بهلوان (ص 119)؛

عن القتل الذي حصل حوالي ماردين (ص 124)؛

عن مقتل مسيحيي الجزيرة (ص 133)؛

نبذة عن المطران مار يعقوب اسقف الجزيرة (ص 139)؛

عن مقتل المسيحيين في سعرت والقرى المجاورة وعن الاسقفين ادي شير وتوما رشو الكلدانيين (ص 140)؛

نبذة عن مار ادي شير مطران سعرت (ص 146)؛

عن مقتل الاسقف توما رشو (ص 150)؛

المحبة الجميلة تستهزأ بالموت (ص 151)؛

عن هروب القس يوسف تفنكجي الى جبل سنجار وعودته واسره (ص 153)؛

عن تهديم كنيسة الكلدان في ماردين (ص 160)؛

عن الانتقام والعدالة الالهية (ص 164)؛

نبذة عن ابرشية امد (ص 166)؛

نبذة عن المطران مار سليمان برصباعي مطران آمد (ص 170)؛

عن القرى والكنائس بجوار آمد (ص 174)؛

عن ميفرقط (ص 177)؛

عن القس حنا ملوس (ص 182)؛

عن قرية بوشاط (ص 183)؛

نبذة عن مدينة الرها (ص 185)؛

عن مصادرة كنائس واديرة جميع المسيحيين عدا اليعاقبة (ص 187)؛

انتقام الهي من الاكراد لقساوة قلوبهم (ص 188)؛

عن القس بنيامين المرجي (ص 190)؛

عن الارمن الغريغوريين في آمد (اي دياربكر) وجوارها (ص 191)؛

عن الارمن الكاثوليك في آمد وجوارها (ص 196)؛

عن السريان الكاثوليك في آمد (ص 198)؛

عن اليعاقبة في آمد وجوارها (ص 199).

هذا وتضم المخطوطة قصيدة سريانية مطولة عن المجازر تشمل الصفحات 202-230 من المخطوطة، وكذلك ملحق مفيد عن المجازر (صفحة 231-262). وتتبعها قصيدة سريانية اخرى عن مريم العذراء (صفحة 263-265) الفها لما كان كاهنا في البصرة.

وفي النهاية ترد نبذة عن حياة اسرائيل اودو كتبها هو عن نفسه (صفحة 266-269).

مخطوطة الكتاب:
ان مخطوطة كتاب المجازر، التي نملك نسخة مصورة عنها، مذكورة في جدول المخطوطات السريانية التابعة للكنيسة الكلدانية في بغداد والمسمى “المخطوطات السريانية والعربية في خزانة الرهبانية الكلدانية في بغداد، تأليف الاب “المرحوم” بطرس حداد (1937-2010) والمطران جاك اسحق، صدر في بغداد عام 1988، الجزء الاول هو عن المخطوطات السريانية والجزء الثاني عن المخطوطات العربية. واسم جدول المخطوطات بالسريانية هو ܟܬܝ̈ܒܬܐ ܣܘܪ̈ܝܝܬܐ ܘܥܪ̈ܒܝܬܐ ܕܒܝܬ ܐܪ̈ܟܐ ܕܕܝܪܝܘܬܐܕܟܠܕܝ̈ܐ ܒܒܓܕܕ ، اما اسمه بالإنكليزية
Syriac and Arabic Manuscripts in the Library of the Chaldean Monastery in Baghdad, Part I: Syriac Manuscripts, by Petrus Haddad and Jacque Isaac, Iraqi Academy Press, 1988,
ويرد اسم مخطوطة كتابنا المذكور في الصفحة 220 من جدول المخطوطات هذا تحت اسم “مخطوطات آرامية” وتحمل الرقم 573.

ان قياس مخطوطة كتاب “مجازر الأرمن والآراميين” هو 20x 15 سم وتقع في201 صفحة، وحوالي 18 سطرا في كل صفحة. كما ان المخطوطة تتضمن بعض اشعار المطران اسرائيل وهي ايضا عن المجازر.

أما لغة المخطوطة فهي السريانية الفصحى ومدونة بالقلم السرياني الشرقي المعروف بالكلداني و النسطوري. لكن جودة الخط متوسطة لان الناسخ/الكاتب كتبها بسرعة دون الالتفات الى جمال الخط حيث وردت فيه بعض الحروف مثل حرف الشين بشكل غريب، كما ان نظام التنقيط المتبع في نهاية الجمل واشباه الجمل ليس جيداً.

أما اسم مخطوطة الكتاب في السريانية حسب جدول المخطوطات فهو ܡܟܬܒܢܘܬܐ ܥܠ ܪ̈ܕܘܦܝܐ ܕܟܪ̈ܣܛܝܢܐ ܐܪ̈ܡܢܝܐ ܘܐܪ̈ܡܝܐ ܒܡܪܕܐ ܘܐܡܕ ܘܣܥܪܕ ܘܓܙܪܬܐܘܢܨܝܒܝܢ ܕܗܘܐ ܫܢܬ 1915، أي “تاريخ اضطهادات المسيحيين الأرمن والآراميين في ماردين وسعرت والجزيرة ونصيبين التي حصلت عام 1915″، لكن حسب نسخة اخرى للمخطوطة فهو “تاريخ اضطهادات المسيحيين في ماردين وامد وسعرت والجزيرة ونصيبين التي حلت بالأرمن عام 1915”.
ان المخطوطات السريانية بشكل عام تضم صفحة في نهايتها تسمى في الاوساط الاكاديمية “كولوفون” ويدوِّن فيها ناسخ المخطوطة اسمه وتاريخ نسخه المخطوطة واسم بلدته ومكان نسخه المخطوطة وعلى اية مخطوطة اعتمد في نسخ مخطوطته، كما يذكر بعض الاحداث الهامة المعاصرة كنسية كانت ام سياسية.

لكن في حال مخطوطتنا المذكورة فان “الكولوفون” مختصر جداً ليس فيه اية معلومات غير اسم كاتب المخطوطة الذي هو ܗܘܪܡܝܙܕ ܟܕܘ ܐܠܩܘܫܝܐ “هرمز كادو الالقوشي”، وقد كتبها يوم الثلاثاء في الثالث والعشرين من شهر نيسان لسنة 1968 ميلادية.

وحسب علمنا هناك مخطوطات اخرى مختلفة لنفس الكتاب لكن بسبب ضيق الوقت لم يسعفنا الحظ للحصول على نسخ منها لنطلع

عليها ومقارنتها ببعضها لنحقق النص تحقيقا علميا وطباعته اي ما نسميه بلغة العلم critical edition لكن ربما في المستقبل قد نفعل ذلك.

مؤلف الكتاب شاهد عيان:
مؤلف الكتاب كاهن كلداني يتحدر من احدى ارقى العائلات الكلدانية الالقوشية التي لها الكثير من الخدمات والافضال على اللغة السريانية والكنيسة الكلدانية ألا وهو المطران إسرائيل أودو الالقوشي الكلداني (1859-1941) الذي كان مطرانا على ابرشية ماردين (في جنوب شرق تركيا) اثناء فترة المجازر 1915، فكتب عن المجازر التي حصلت في مدينة ماردين مركز ابرشيته وكذلك عن المجازر في باقي المدن القريبة والبعديدة.

وكل ما كتبه اسرائيل اودو في كتابه عن المجازر كان قد شاهده بأم عينه او سمعه من شهود عيان كما صرح كقوله مثلا: ܘܒܥܝܢܝ̈ܢ ܚܙܝܢ ܕܡܢ ܫܘܩ̈ܐ ܘܡܢ ܚܢܘ̈ܬܐܘܡܢ ܕܪ̈ܬܐ ܢܓܕܝܢ ܠܟܠܕܝ̈ܐ ܘܠܣܘܪ̈ܝܝܐ ܟܢܫܝ̈ܢ ܟܢܫܝ̈ܢ. ܘܡܢ ܥܕ̈ܬܐ ܡܦܩܝܢ ܠܟܗܢ̈ܐ ܘܠܡܫܡܫܢ̈ܐ ܘܡܥܪܡܝܢ ܒܒܝܬ ܐܣܝܪ̈ܐ. ܘܒܬܪ ܕܣܒܠܝܢܬܡܢ ܢܓܕ̈ܐ ܘܒܙܚ̈ܐ ܕܙܢܝ̈ܢ ܙܢܝ̈ܢ܆ ܕܒܪܝܢ ܠܗܘܢ ܒܦܘܩܕܢ ܡܕܒܪܢܐ ܕܐܝܬܘܗܝ ܡܢ ܒܢ̈ܝ ܡܕܝܢܬܐ ܘܪܫ ܟܪܟܐ ܘܩܛܠܝܢ. (ص 28-29 من المخطوطة). “وقد شاهدنا بأم اعيننا كيف كانوا يسحبون الكلدان والسريان من الاسواق والدكاكين والبيوت، ويخرجون الكهنة والشمامسة من الكنائس ويرموهم في السجون. وبعد ان يشبعوهم هناك ضرباً وتعذيباً بأشكال متنوعة، كانوا يسوقوهم بأمر المدبر الذي كان من ابناء المدينة ورئيس البلدية، ويقتلوهم). وكذلك قوله: ܠܐ ܐܪܗܛܬ ܩܢܝܐ ܒܟܬܘܒܘܬܗܢܐ ܣܦܪܐ ܐܠܐ ܥܠ ܗܘ ܡܐ ܕܚܙ̈ܝ ܥܝܢ̈ܝ ܘܫܡܥ̈ܝ ܐܕܢ̈ܝ ܚܬܝܬܐܝܬ. ܘܡܢ ܪܘܪܒܐ ܣܓܝ ܐܬܪܚܩܬ. ܫܡܥܐ ܕܝܢ ܕܠܐ ܒܨܬܐ ܘܒܘܚܢܐ ܣܟ ܠܐ ܩܒܠܬܗܐܦܠܐ ܪܫܡܬܗ “لم المس القلم في تدوين هذا السفر إلا عما رأته عيناي وسمعته اذناي، ولقد ابتعدت كثيرا عن المبالغة في القول، حيث ان الاخبار التي لم اتحقق من صحتها او التحري عنها فانني لم اقبلها ولم ادونها” (ص 3).

وفي موضع اخر يستشهد بالمصدر الذي زوده ببعض المعلومات عن دياربكر فيقول ܟܠܡܐ ܕܟܬܒܢ ܗܪܟܐ ܥܠ ܐܝܟܢܝܬ ܪ̈ܕܘܦܝܐ ܕܡܫܝܚܝ̈ܐ ܕܐܡܝܕ ܘܕܩܘܪ̈ܝܐܕܚܕܪ̈ܝܗ̇ ܡܢ ܦܘܡ ܟܗܢܐ ܟܠܕܝܐ ܐܡܝܕܝܐ ܩܫܝܫܐ ܛܝܡܬܐܘܣ ܦܨܠܝ ܬܩܢܐ ܫܡܥܢܝܗܝ ܘܡܗܝܡܢܐܝܬ ܟܬܒܢܝܗܝ ܒܠܥܕ ܬܘܣܦܬܐ ܐܘ ܒܘܨܪܐ… “ان كل ما قمنا بتدوينه هنا عن اضطهادات المسيحيين في آمد والقرى التي حولها، فأننا سمعناه من فم الكاهن الكلداني القس طيمثاوس فضلي، وقد دوناه بامانة بدون زيادة او نقصان” (ص 201).

والمؤلف “اسرائيل أودو” هو ابن القس هرمز شقيق البطريرك الكلداني يوسف السادس أودو (1792- 1878) وشقيق العلامة اللغوي الشهير المطران الشهيد توما أودو (1855-1918) مطران اورميا الذي وقع نفسه ضحية المجازر اثناء مساعدة شعبه المتعرض للفناء في اورميا، والعلامة اللغوي توما اودو هو مؤلف القاموس السرياني الشهير ܣܝܡܬܐ ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ “كنز اللغة السريانية” الذي يعتبر اوسع واشهر قاموس سرياني سرياني، وقد طبع لأول مرة في مطبعة الدومينيكان في الموصل عام (1897)، وثم اعيدت طباعته في السويد عام (1979) وفي هولندا عام (1985). ولهذا القاموس فضل علينا شخصيا لأننا نعود اليه كلما دعت الحاجة الى استقصاء كلمة سريانية ما.
ولد “اسرائيل اودو” في القوش في الخامس من آب عام 1859، ودرس في المدرسة الكهنوتية في الموصل وارتسم كاهنا في الثاني من ايار عام 1886 على يد البطريرك الكلداني ايليا الثاني. وانتقل بعدها الى بغداد للخدمة الكهنوتية ثم الى البصرة. عام 1898 سافر الى بومباي وملبار في الهند للاستجمام وعاد بعدها الى البصرة ومكث فيها 17 سنة، وبنى فيها كنيسة على اسم مار توما وقد سدد معظم

نفقاتها من ماله الخاص، ثم بنى مدرسة. كما بنى كنيسة بإحدى القرى بجوار البصرة على اسم السيدة مريم وشيد فيها مدرسة ايضا. عام 1910 اختير لأسقفية ماردين وارتسم فيها في 22 من شهر شباط على يد البطريرك الكلداني مار عمانوئيل الثاني (1900-1947) في كنيسة مسكنتا مقر الكرسي البطريركي آنذاك. وسافر الى ابرشيته في ماردين فوصلها في 19 اذار من نفس السنة فشمر عن ساعد الجد والعمل 1910. خدم ابرشيته احدى وثلاثين سنة، وقد عانى كثيرا بعد قتل الكثير من ابناء رعيته وكهنتها، حيث يخبرنا بانه بقي وحيدا لم يجد من يتحدث اليه . توفي عام 1941 في ماردين ودفن فيها.

لقد دوَّن المؤلف قصة حياته بالسريانية بايجاز شديد في نهاية كتابه مبتدئا “ولدتُ انا اسرائيل اودو مطران ماردين… (صفحة 266 من مخطوطة الكتاب).

اهمية كتاب مجازر الأرمن والآراميين:
تبرز اهمية كتاب مجازر الارمن والآراميين في عدة محاور منها:

أولاً: اهميته في موضوع المجازر التي يوثقها لنا، وخاصة ان هذه السنة 2015 تصادف ذكرى مرور مئة سنة كاملة عل المجازر.

ثانياً: أهميته في اعتباره الكلدان والسريان والاشوريين شعباَ واحداً.

ثالثاً: أهميته بأطلاقه تسمية قومية واحدة موحدة على الكلدان والسريان والاشوريين، وهي تسمية “آراميين”.
أولاً: أهمية الكتاب عن موضوع الـمـجـازر بحـق شعـبـنـا:

لقد تعرض شعبنا بمختلف طوائفه لمجازر بشعة تقشعر لها الابدان اوصلته الى حد الفناء، نفذها به الاتراك وبعض الاكراد في المنطقة الواقعة جنوب شرق تركيا عام 1915 فذهب ضحيتها مئات الالاف من شعبنا معظمهم من طائفة السريان.

وكان مؤلف الكتاب مطرانا على الكلدان في مدينة ماردين اثناء وقوع المجازر وكان شاهدا لما جرى بحق شعبنا. فكتب مما شاهده، كما انه جمع بعض الاخبار من الاشخاص الذين عاينوا المجازر وعاشوها ونجوا منها. لذلك ما دونه يعتبر كلاما هاما من شاهد عيان ورجل مسؤول يعرف خفايا الامور وما يجري خلف الكواليس كونه مطران وفي قلب الحدث. وقد صرح بقوله ܥܠ ܗܘ ܡܐ ܕܚܙ̈ܝ ܥܝܢ̈ܝ ܘܫܡܥ̈ܝ ܐܕܢ̈ܝ اي انه كتب فقط “ما شاهدته عيناي وسمعته اذناي” (صفحة 3).
لكن صورة المجازر الاجمالية التي نفذت بحق شعبنا ناقصة لدى كل من كتب عنها حينها بسبب صعوبة الاحاطة بكل جوانب الموضوع وذلك لفقدان الاخبار ووسائل الاعلام والتواصل والتنقل السريع آنذاك، بالإضافة الى المخاطر الجمة التي كانت تنتظرهم. كما لا توجد ارقام صحيحة عن عدد الشهداء الذين سقطوا من ابناء شعبنا في كل طائفة.
والجدير ذكره ان مجازر الابادة هذه طالت جميع طوائف شعبنا. وحتى ابناء شعبنا من الطائفة المارونية في جبل لبنان طالتهم الابادة رغم بعدهم، وذلك عندما اوقف المجرم جمال باشا الامدادات التموينية عن جبل لبنان فتعرض شعبنا هناك الى مجاعة رهيبة سقط على اثرها ثلث سكان الجبل ضحية التجويع.

وكتاب “مجازر الأرمن والآراميين” لإسرائيل اودو ليس الوحيد في موضوعه عن المجازر التي تعرض لها شعبنا. فقد ظهرت حينها عدة كتب وألفت بعض الاشعار عن هذا الموضوع منها الكتاب الهام “القصارى في نكبات النصارى” بالعربية من تأليف الاب العلامة اسحق أرملة المارديني (1879-1954)، طبع في بيروت عام 1919، واعيد طبعه 1970، وكذلك كتاب ܕܡܐ ܙܠܝܚܐ “الدم المسفوك”

بالسريانية من تأليف أمير اللغة السريانية في القرن العشرين الملفونو عبدالمسيح قرباشي (1903-1983). طبع الكتاب عام 1997، وترجم الى العربية وطبع عام 2005، وترجم الى الالمانية وطبع عام 1997،

كما ظهرت بعض الدراسات العلمية الحديثة عن موضوع المجازر ومن اهمها:

Sebastian de Courtois, The Forgotten Genocide: Eastern Christians, The Last Arameans, New Jersey 2004.

David Gaunt, Massares, Resistance, Protectors: Muslim-Christian Relations in eastern Anatolia during World War I, New Jersey 2006.

لكن كتاب المطران اسرائيل أودو مهم كونه ايضا شاهد عيان للمجازر بالاضافة ما جمعه من خلا ما سمع وقرأ ودوَّن. لذلك حان الوقت لخروج هذا الكتاب الى النور وترجمته.

ثانياً: أهمية الكتاب في اعتباره الكلدان والسريان والاشوريين شعباَ واحداً،

كان المطران اسرائيل اودو يعرف ان الكلدان والسريان والاشوريين هم شعب واحد بأثنيته ولغته وتراثه المدون. ويبدو انه كانت لديه نظرة وحدوية حينما كتب عن الكلدان والسريان والاشوريين معتبرا اياهم شعبا واحداً رغم انقساهم كنسيا طالما ان السفاح الذي قتلهم لم يكن يميز بينهم الا ما ندر. ففي الكثير من المدن والقرى التي تعرضت للمجازر مثل دياربكر وغيرها سكن فيها الكلدان والاشوريون الى جانب السريان. ورغم كون اسرائيل اودود كاهنا كلدانيا كاثوليكيا ورغم التحيز لكنيسته وطائفته ومذهبه الى انه اعتبر الكل شعبا واحدا.

ثالثاً: أهمية الكتاب في اطلاقه تسمية قومية واحدة موحدة على الكلدان والسريان والاشوريين، ألا وهي تسمية “آراميين”.
لقد اطلق مؤلفنا اسرائيل اودو تسمية “آراميين” على الكلدان والسريان والاشوريين. وبإطلاقه تسمية “آراميين” عليهم فان المؤلف اسرائيل اودو ساهم ولو اسميا في توحيد شعبنا في تسمية واحدة مستقاة من تراثه المدون، وهذه باعتقادي نظرة قومية جيدة وخطوة توحيدية رائدة خطاها في ذلك الوقت الطائفي، وهذا يشبه الى حد كبير ما يحاول غبطة البطريرك الكلداني الحالي مار لويس ساكو في مسعاه الان باختيار التسمية الآرامية كإحدى الحلول لتوحيد التسمية لدى الكلدان والسريان والاشوريين وتوحيدهم ولو اسمياً.

فعندما يتحدث اسرائيل اودو عن المجازر التي طالت كل فئات شعبنا فانه يسميه بالشعب الارامي او الامة الآرامية، لكن عندما يذكر ما حل بإحدى طوائف شعبنا فانه يستعمل اسم الطائفة والكنيسة فيذكر اسم الكلدان مثلا او السريان. لكن عندما يقصد الجميع فيسميهم آراميين. وقد أورد الاسم الارامي الى جانب الاسم الارمني لتشابهما اللفظي كقوله المجازر بحق “الامة الارمنية والامة الآرامية”، وكذلك قوله “اضطهادات الارمن والآراميين”.

وقد استعمل المؤلف اسرائيل اودو العديد من التعابير والجمل التي اطلق فيها التسمية الآرامية على الكلدان والسريان والاشوريين، منها بقوله ܥܡܐ ܐܪܡܝܐ ܕܥܡܪܒܣܥܪܕ ܘܒܐܡܝܕ ܘܒܓܙܪܬܐ ܘܡܪܕܐ ܘܚܕܪ̈ܝܗܝܢ اي “الشعب الارامي الساكن في سعرت وديار بكر والجزيرة وماردين وما حولهما” (صفحة 2 من المخطوطة التي اعتمدت عليها)؛

وكذلك ܡܘܒܕܢܘܬ ܢܦ̈ܫܬܐ ܕܠܐ ܡܢܝܢ ܡܢ ܥܡܐ ܕܐܪ̈ܡܢܝܐ ܘܥܡܗܘܢ ܥܡܐ ܐܪܡܝܐ اي “اهلاك نفوس كثيرة لا تحصى من الشعب الارمني ومعه الشعب الآرامي” (صفحة 3 من المخطوطة)؛
وكذلك ܪܕܘܦܝܐ ܡܪܝܪܐ ܕܬܪ̈ܬܝܗܝܢ ܐܡܘ̈ܢ ܕܐܪ̈ܡܢܝܐ ܘܐܪ̈ܡܝܐ اي “اضطهاد الأمتيين الأرمنية والآرامية” (صفحة 4 من المخطوطة)؛

ويقول ايضا ܐܬܓܪܦ ܙܪܥܐ ܕܐܪ̈ܡܝܐ ܕܒܛܘܪ̈ܝ ܩܪܕܘ ܕܒܡܢܬܐ ܥܠܝܬܐ ܕܒܝܬ ܢܗܪܝܢ ܙܪܝܥ اي “ابيد نسل الآراميين في جبال جودي في بلاد ما بين النهرين العليا” (صفحة 141 من المخطوطة)؛
وكذلك ܡܢܐ ܗܘܬ ܥܠܬܐ ܕܪܕܘܦܝܐ ܕܐܪ̈ܡܝܐ اي “ماذا كان سبب اضطهاد الآراميين” (صفحة 27 من المخطوطة)؛
وفي الفصل الذي يتناول فيه الاضطهادات والمجازر ضد الكلدان يقول: ܥܠܬܐ ܕܪܕܘܦܝܐ ܕܐܪ̈ܡܝܐ ܟܠܕ̈ܝܐ ܟܐܡܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ اي “سبب اضطهاد الكلدان الآراميين اي السريان” (صفحة 26 من المخطوطة).

ان الغالبية العظمى من افراد شعبنا اليوم ليس لهم ثقافة ومعرفة بتاريخنا وبتراثنا المدون لذلك عندما يسمعون الاسم الآرامي فانهم يندهشوا ويعتبروه غريباً عنهم ويرفضوه. لكن معظم كتّاب شعبنا من مختلف الطوائف والذين ظهروا على مر العصور كتبوا دائما ذاكرين الانتماء الارامي في كتاباتهم السريانية، وهذا الامر معروف لدى العلماء من اهل الاختصاص باللغة السريانية الفصحى وتراثها. الا ان شعبنا البسيط لا يعرف هذه الحقيقة لأنه لا يعرف قراءة كتب اجداده القديمة وما تتضمنه. فعجباً لأمر هذا الشعب الذي بسبب جهله يعادي ما كتبه اجداده.

لقد كان المطران اسرائيل اودو كاهناً مثقفاً وعارفاً بتاريخنا وتراثنا لذلك اطلق الاسم الآرامي على الكلدان والسريان والاشوريين مثلما يحاول غبطة البطريرك مار لويس ساكو ان يفعل الان لأنه ايضا عالم جليل بتاريخنا وتراثنا ويعلم جيدا ان معظم علمائنا القدماء استعملوا الاسم الآرامي في كتاباتهم وقالوا عن انتماء شعبنا الى الامة الآرامية.
ولا يخفى على القارئ ما للتسمية الآرامية من محاسن كثيرة وقوة تجميعية لكونها حيادية طائفيا وكنسيا، اي لعدم وجود كنيسة من كنائس شعبنا تسمى بالآرامية، ولعدم وجود طائفة أو مجموعة دينية او اثنية تسمى آرامية على غرار طائفة الاشوريين وطائفة الكلدان وطائفة السريان وطائفة الروم.

لغة الكتاب السريانية:
ان لغة الكتاب السريانية من الدرجة الجيدة، وهذا ليس غريباً كون مؤلف الكتاب كاهن مثقف درس هذه اللغة منذ صغره وكبر عليها وعلى كتبها ومخطوطاتها. كما انه من “القوش” التي كانت احدى المراكز الهامة للغة السريانية الفصحى في القرون الماضية، حيث دونت فيها العديد من المخطوطات السريانية وبرزت فيها بعض العائلات التي اشتهرت في خدمتها للغة السريانية والتراث السرياني كعائلة اسرائيل الالقوشي وعائلة اودو. ان مقدرة المؤلف اسرائيل اودود باللغة السريانية ليست اقل من مقدرة اخيه الذائع الصيت المطران الشهيد توما اودو (توفي 1918) مؤلف اكبر واوسع قاموس سرياني سرياني، وله الفضل في الحفاظ على السريانية من الاندثار. ويعتبر اسرائيل اودو مع اخية المطران توما أودو من عمالقة اللغة السريانية. فلغته جملية للغاية وفيها الكثير من التعابير والصور والمصطلحات الجميلة. كما ان الكتابة بالسريانية عن مواضيع سياسية ليس بالأمر السهل ومع ذلك استطاع مؤلفنا ان يطاوع السريانية لتكون اداة ممتازة لتدوين افكاره.

وفي كتابه يُعتبر اسرائيل أودو من باعثي مجد السريانية ومجدديها حيث صاغ عدة تعابير سريانية جديدة وترجم بعض العبارات واسماء الوظائف والاحزاب من التركية والعربية الى السريانية فأغناها مثل عبارة “جمعية الاتحاد والترقي التركية” حيث ترجمها

الى ܟܢܘܫܬܐ ܕܚܘܝܕܐ ܘܕܥܠܝܐ.

بعض الكتب الاخرى عن المجازر التي نفذت بحق شعبنا:
وختاما لهذا الموضوع الشيق عن المجازر التي اقترفت بحق شعبنا المسالم فلا بد ان نذكر بعض الكتب والدراسات التي كتبت عن هذه المجازر. وهذه بعضها:

1-القصارى في نكبات النصارى، تأليف اسحق أرملة (بالعربية)، طبع في بيروت 1919. تُرجم الى السويدية وطبعه في السويد جان بيث صاووعى عام 2005.

مجازر الأرمن والآراميين ܪ̈ܕܘܦܝܐ ܕܟܪ̈ܣܛܝܢܐ ܐܪ̈ܡܢܝܐ ܘܐܪ̈ܡܝܐ، للمطران الكلداني اسرائيل أودو (بالسريانية) طبع في السويد 2004.
الدم المسفوك ܕܡܐܙܠܝܚܐ، تأليف عبدالمسيح قرباشي (بالسريانية) طبع في السويد عام 1997، ترجمه الى العربية المطران جورج صليبا وطبعت الترجمة في بيروت 2005.
كتاب عن مجازر المسيحيين بالفرنسية بعنوان “المسيحيون يُلقون الى الوحوش” تأليف جاك ريطورِه (بالفرنسية)، ترجمه الى السويدية إينغفار ريدباري بعنوانTurkarnas heliga krig mot kristna i norra Mesopotamien 1915 طبعه في السويد جان بيث صاووعىعام 2008.
كتابSvärdets år “سنة السيف” بالسويدية، تأليف برتيل بنكتسون، طبع في السويد عام 2004.
6. كتاب بالفرنسية وترجم للإنكليزية من تأليف سبسطيان دى كورتوا بعنوان The Forgotten Genocide: Eastern Christians, The Last Arameans “الابادة المنسية…” طبع الترجمة في نيو جوزي جورج كيراز عام 2004.
6. كتاب بالإنكليزية بعنوان Massares, Resistance, Protectors: Muslim-Christian Relations in eastern Anatolia during World War I, “مجازر ومقاومة وحماية…” تأليف دافيد غاونت، طبع في نيو جرزي عام 2006.
7.كتاب أين شوكتك سفر برلك، من تأليف أفرام نجمة (بالعربية)، طبع في لبنان 1995.

كتاب سرياني ܓܘ̈ܢܚܐ ܣܘܪ̈ܝܝܐ “غونحى سوريويى” (مآسي سريان طور عابدين) تأليف الخوري شليمون حنو، طبع في هولندا 1987.
كتاب سرياني ܨܘ̈ܠܬܐ ܩܫܝ̈ܬܐ”صولفوثو قشيوثو” (الضربات القاسية) تأليف الملفونو اسمر خوري، طبع في السويد 1998.
كتاب بالسريانية المحكية “سيفو بطور عابدين” تأليف جان بيث صاووعى، طبع في السويد عام 2006.
11 كما هناك بعض الكتب والدراسات الاخرى عن موضوع الابادة منها كتب جاك ريطورِه، وآرنولد توينبي، وجوزف يعقوب ، ويونان شهباز، وبول شمعون، وهنري مورغنثاو، وجون جوزف، ويوجين غريسل، ويوسف اليخوران، الخ.

انتهى المقال
الدكتور اسعد صوما

١٦ تشرين الثاني نوفمبر تذكار القديس جوسيبي موسكاتي

١٦ تشرين الثاني نوفمبر تذكار القديس جوسيبي موسكاتي
Fadi Hanna

طبيب الفقراء الرحوم، الباحث الأكاديمي الفذ، الأستاذ الجامعي القدير … والقديس شفيع الأطباء

من أقواله:

العلم لن يغير العالم, بل المحبة.

أحبب الحق، أظهر حقيقتك دون إدعاء أو مخاوف أو اعتبارات.
إذا جلبت الحياة الإضطهاد، اقبلهُ
إذا أتت بالعذاب، تحمله
إذا كان عليك أن تضحي ولو بنفسك و حياتك لأجل الحق، فكن قوياً في تضحيتك.

ليست الحياة سوى لحظة
الكرامة والانتصارات، الثروة والعلم كلها تسقط، كل مفاتن الحياة تمضي، المحبة الأبدية فقط التي تبقى فهي علة كل عمل صالح. تظل المحبة حية بعد أن نموت لأن المحبة هي الله.

إن كنت أعالج الأمراض فقط فسوف ألقى الفشل حتماً، لأنني سوف أفكر في محدوديات العلم وأشعر بالعجز. إن عمل الطبيب أكثر من هذا بكثير، أريد أن اقدم كل قوتي، نفسي كلها.
يجب ألا ننظر الى الألم على أنه تشنج جسدي فقط، إنه صرخة أخ يحتاج للمساعدة ويجب أن نساعده بمحبة.
قراءة المزيد

رحيل الأستاذ الموًقر مربي الأجيال السيد ألياس يوحانن أبو مالك ..

مَن أَمن بي وإن مات فسيحا ..

بسرعة البرق خطف الموت قامة سريانية آرامية من مدينة قبره حيووره وكان صدى رحيله صاعقاً على كل من سمعه ليس لرهبة الموت بل لقامة تركت محبة في قلوب كل من عرفها وقدمت الكثير في تربية الأجيال بتلك المدينة.

نعم رحل الأستاذ الموًقر مربي الأجيال السيد ألياس يوحانن أبو مالك ..

وبرحيله خسارة للشعب السرياني ولكل أبناء المنطقة عامة .

لقد خسرنا المربي الفاضل وصاحب الأيادي البيضاء بفعل الخير والرجل المميز بالمجالس العامة والخاصة .. لفخر لنا كسريان عندما كنت تمثلنا بالمجالس والمحافل .

وسيبقى ذكره خالداً في وجدان من عرفه وأحبه لن تفي وصفك ومدحك كل الصفحات والكتب
– نطلب من رب المجد أن يتغمده برحمته ويغفر له ويسكنه فسيح جناته مع الأبرار والقديسين ويلهم أهله ومحبيه وما أكثرهم الصبر والسلوان .
رحلت بالجسد وخالد في وجدان الكل .
بأسمي وأسم آل روهم نتقدم بأحر التعازي القلبية لأسرته وأهله وأخوته ولكل المحبين ونطلب له الرحمة ولكم الصبر والسلوان وطول العمر

صور أكتشاف كنيسة آرامية سريانية ومدينة تحت الارض في تركيا

صور أكتشاف كنيسة آرامية سريانية ومدينة تحت الارض في تركيا تتسع لعشرين الف انسان تعود لأكثر من 1500 عاماً
واحدة من أعظم المدن التي صُممت في التاريخ، تصل سعتها إلى 50 ألف ساكن ويُقال إنه عاش فيها 20 ألف بالفعل، وهي مصممة بعبقرية شديدة جعلتها أكثر المدن تعقيدًا في التصميم، حيث تحتوي على كل شيء تحتويه أي مدينة أخرى، من ممرات وقنوات للمياه وآبار ومنازل بداخلها أثاثها ومدارس ومقابر وكنيسة، ولكن كل ذلك تحت الأرض.

مدينة “ديرينكويو” الموجودة بالقرب من منطقة “كابادوكيا” السياحية الشهيرة في تركيا في مدينة “نيو شهير” بمركز الأناضول، أول مدينة لها تصميم داخلي معقد يسع 20 ألف شخص تحت الأرض، حيث يُقال إن لها عمقًا تحت الأرض يصل إلى 85 مترًا إلا أن ما اكتُشف منها فقط يُقارب الـ50 مترًا وذلك منذ اكتشاف المدينة الأثرية عام 1963.

تتكون مدينة “ديرينكويو” من طبقات أو مستويات تحت الأرض، بلغ عدد المستويات التي اكتشفت نحو 18 طابقًا، إلا أنه من المتوقع أن بها مزيدًا من المستويات لم تُكتشف بعد، حيث وُصف تصميم تلك المدينة بالمعجزة الحضارية التي لا تقل أهمية عن تصميم الأهرامات في الحضارة الفرعونية في مصر.
ما جعل المؤرخين يصفون المدينة بالمعجزة الحضارية أن الممرات التي حُفرت في عمق الأرض لم تتعرض للانسداد ولا للهدم، فرغم مرور آلاف السنوات على وجودها تحت الأرض، فإنها ما زالت تحتفظ بالمنازل والمطابخ والكنائس كما هي محفوظة داخل الممرات والقنوات كما كانت وقتما عاش فيها سكانها.
تحتوي المنطقة على عدة مدن تحت الأرض تكون مدينة “ديرينكويو” أعمقها، ومعناها في العربية “الفتحة العميقة”

المثلث الرحمات البطريرك أفرام الأول برصوم

Fadi Hanna

فخر الشرق في زمانه
العلامة الكبير
المؤرخ الشهير
الأديب القدير
الشاعر المبدع
الراعي الصالح
أبي الإصلاح
هذه بعض ألقاب المثلث الرحمات البطريرك أفرام الأول برصوم الذي انتقل في مثل هذا اليوم ٢٣ حزيران من العام ١٩٥٧ الى الأمجاد السماوية

مؤلف اللؤلؤ المنثور الذي يعد بحراً من أي النواحي جئته، سهل الغوص، ميسور الصيد من لآلئ الألفاظ الفصيحة وفنون البيان وضروب المعاني، والبديع المستملح السائغ دونما تكلف أو معاناة، فهو معجم بذاته فريد، ودائرة معارف سريانية زاخرة.

كان واعظاً بليغاً كيوحنا الذهبي الفم، مؤثراً في سامعيه كيوحنا المعمدان. يأتي بالابن الشاطر إلى بيت الآب السماوي، وبالخروف الضال إلى حظيرة الخراف. ويثبّت المؤمنين على التمسك بالعقيدة القويمة والفضائل المسيحية السامية التي كان هو ذاته يتحلّى بها.

بطل من أبطال الإيمان، وأحد فطاحل السريان، وركن متين من أركان الدين والعلم والوطن. خطّ بأحرف من نور أول صفحة مجيدة في سجل تاريخ كنيسة السريان الأرثوذكس الحديث، بعلمه الغزير وأعماله الراعوية الصالحة.

عاش سبعين عاماً كانت بمثابة سبعمائة عام عوّض خلالها كنيسته ما خسرته في الحقبة الزمنية الواقعة بين أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن العشرين، أي منذ فقدت العلامة ابن العبري وحتى ظهوره.
وهبه اللّه ذكاءً خارقاً، وجلداً على الدرس والتحصيل، فكان منكبّاً على ذلك بياض نهاره وسواد ليله، وكان خصب الإنتاج الأدبي والديني فمن اطّلع على ما تركه من مؤلفات بلغات شتّى أقرّ بما كان عليه من عبقرية فذة، فهو كان حقاً وحيد دهره، وفريد زمانه، ونسيج وحده.

————————–
‏syrian-orthodox-com

صلاته مع جميع طالبيها

ܝܘܣܦ
التواضع حسب الثقافة السريانية

التواضع حسب الثقافة السريانية
التواضع حسب الثقافة السريانية

” الشخص الذي يدرك ضعفه يصل إلى قمة التواضع ”

ماراسحاق النينوي(613-700)

“Makāku” إذا كانت هذه المفردة تنحدرمن اللغة الأكادية, فلها دلالات متعددة منها الرحابة والاتساع, والانتشار والتمدد, وكذلك بمعنى النمو والقيادة. ‘Makaḫu’ إذا تم قبول الكلمة على هذا الأساس, فإنها تتفرع دلالياً إلى معان متعددة, منها الإحاطة والاحتضان بمعنى المجاورة والحماية. حرف الكاف كحرف صامت يتقارب صوتياً من مخارج الحروف التالية القاف والخاء والحاء وحتى الهاء في اللغة الأكادية.

وهذه الظاهرة تستمر في اللغة السريانية من خلال ست حروف وهو ما يعرف بأحرف (البجد كبت) وذلك بالتقسية والتليين(قوشيو,روكخو) بحيث تتحول هذه الأحرف عن طريق التليين إلى( البغذ خفث) وهي ظاهرة الحرف الواحد بشكل صوتي مختلف في اللفظ.’makû’, ‘māku(m) ‘makiûte’

لهذا السبب إن معاني هذه الكلمات تعني: المحروم الفقير الذي يعاني من النقصان, المحتاج كذلك بمعنى المعدوم الذي لا يملك شروى نقير, وهذه هي المعاني التي يمكن اشتقاقها إيتمالوجياً من هذا الجذر وتلك هي القرابات الدلالية لهذا الجذر. “makû (m)” و”makûtu” . لأن هذه الكلمات تعني غياب شيء / أو غياب شيء ما، حالة الغياب. بشكل أكثر وضوحا، تتبلور معانيها في ثنايا التناخ وفي مقاطع وأسفار العهد الجديد.’saqoᵓ wᵊ-qeṭmoᵓ moᵓ(y)eḵ leh’ ܣܰܩܳܐ ܘܩܶܛܡܳܐ ܡܳܐܟ ܠܗ ) و (ܕܢܰܡܶܟ ܐ̱ܢܳܫ ܢܰܦܫܗ) سفر إشعيا 58( . ‘maḵ’ إن هذا الفعل ذو الجذر الثنائي والثلاثي واشتقاقاته تدل على معنى أحنى برأسه وهذا لجدير بالاهتمام لدرجة أنه في مزمور 44:26 ܡܛܠ ܕܡܶܟ݂ܰܬ݁ ܥܠ ܥܰܦܪܐ ܢܰܦܫܰܢ. ܘܕܶܒܩܰܬ ܟܰܪܣܰܢ ܠܐܪܥܐ ” ننحني/ ترقد نفوسنا على التراب, وتلامس أجسامنا الأرض” في هذه العبارة التي سنترجمها إلى “الأرض” التعبير المجازي، التمرغ بالأرض، دلالة على النقص، تعطي معنى خصوصية التواضع.

دون الخوض في الكثير من أصول الكلمات، دعنا ننهي هذا العنوان وننتقل إلى الموضوع الرئيسي من خلال ذكر كلمة أخيرة في سياق العلاقة بين الأكادية والسريانية. في اللغة الأكادية الكلمة المنتهية بحرف الهاء “ماه, ماح” كذلك الحرف الأوسط (حيث) في الكلمة السريانية “محيلو” يشتركان في نفس المعنى: ضعيف، مريض, منهك القوى .

على الرغم الوجود العديد من الكلمات التي يمكن مقارنتها بين الأكادية والسريانية أود القول في هذه المقالة إن لفظة هي مشتقة من الجذر الأكادي (ماك)mûkoḵo” ܡܽܘܟܳܟܳܐmakîḵûṯo ܡܰܟܺܝܟܽܘܬܐ التواضع .”

هذا المفهوم هو أحد المفاهيم الأكثر استخدامًا وتعبيراً في المواضيع ذات المستوى الرفيع في الأدب الاجتماعي السرياني.

يكمن أصل الكلمة الإيتمولوجي في الأعماق التاريخية لبيت نهرين القديمة (بلاد ما بين النهرين)، كما أوضحنا أعلاه. كما يتبين، تصبح التقاليد ذات معنى من خلال استمرار الترابط بعضها ببعض. وبالمثل، ماكيو (ܡܰܟܺܝܟܽܘܬܐ) هو استمرار لكلمة “ماكو”، ” ماكيو” ، ” ماكوتو” في الأكادية .

مع المعنى المضاف والعديد من المعاني الإضافية للغطرسة، الكبرياء، الغرور، العظمة، التفوق، التفاخر، الاشمئزاز والطبقات الدلالية الناشئة عنها وعولمة الكلمة كمفهوم والمغامرة التاريخية الإيتمولوجية سواء بوعي أو دون وعي لا يعني البتة أن يستحوذ علينا المفهوم السلبي لهذا الموضوع ونفتقر للمغزى الدلالي للكلمة.

إن هذ الطاقة المعنوية والروحية تمثل ثروة تعكس التردد الروحي الداخلي. في الوقت نفسه، تمتلك هذه الحالة أدوات يمكنها أن ترتقي بالأنا وبقيمها الأخلاقية العالية. كما يقال، “تمامًا كما يكشف الظلام عن النور، وكذلك التواضع يكشف أيضًا أنوار السماء في الشخص.”

“كل مفهوم كل كلمة ” …

مثل الروح البشرية، فإن اللغة لها روح خاصة بها تشكل بها روح الكلمات. المفاهيم في اللغة هي جذور العالم المعنوي والثقافي. كما يقال؛ “كل مفهوم وكل كلمة تفتح نافذة على الثقافة. ”

إذا كان ولابد يمكن لنا التأكيد على المقولة الاجتماعية؛ “أولئك الذين أوجدوا الكلمة ولا يمكنهم الوصول إلى المعنى لا يمكنهم فهم الكلمة أو المعنى أيضاُ.”

كما هو واضح، في اللغة السريانية القديمة، هناك تاريخ طويل وعميق وتراكم ثقافي وجد معناه في الحياة يكمن وراء مفاهيم المحتوى الاجتماعي.

أحيانًا تقف هذه (المعاني) في صمت أمامنا، لأن في ظل هذا التراكم الثقافي يصبح المعنى غير مفهوم. على هذا النحو، يصبح من الصعب إدراك وفهم الكلمة ومعناها.

لذلك، من الممكن فهم عالم المعنى للكلمة في الثقافة السريانية من خلال فهم المغامرات التاريخية للكلمات / المفاهيم في اللغة.

يتطلب فهم معاني اللغة والثقافة القديمة مثل السريانية, إلى حد ما, يشبه كيفية الوصول إلى لب ثمرة الجوز من خلال تكسير القشرة ونزعها، لننزل إلى عمق المعنى في وراء الكلمات / المفاهيم في هذه اللغة.

لدينا الفرصة للحفاظ على عالم الفكر/ بشكل معنوي مناسب وقوي، وذلك إلى الحد الذي يمكننا من خلاله إعطاء المعاني للكلمات / المفاهيم وعمقها الخاص.

لا تكن شغوفاً “بالأنا”

إن فهم ومعرفة ما هو التواضع في الثقافة السريانية هو موضوع بحث في حد ذاته. هذا الموضوع، الذي يتطلب قوة داخلية ورأس مال روحي، كذلك هو موضوع للبحث العلمي.

ومع ذلك، ليس من السهل على الإطلاق وضع تعريف نهائي للمفهوم النسبي لـ “التواضع”. لأن هذا المفهوم محدد بعدة طرق مختلفة.

إن كلمة “إذا كان الشخص الذي تم خلقه من التراب ليس لديه تواضع مثل التراب، هو خارج عن انسانيته أصلاً” هي الكلمة الأكثر ملائمة للتذكر حول التواضع بشكل عام.

في المصادر السريانية، نجد طرقًا عديدة لتوليد معان خاصة بالتواضع: أولاً وقبل كل شيء، التواضع هو الشرط الاساسي للرفعة. وهو دعوة إلى المرونة وعبور تعقيدات الحياة.

إنه مثل الترفع عن الشغف “بالانا”، الخروج من سيطرة الأنا يعني إعطاء القيمة للجوهر، وليس التباهي. وهو مؤشر على الحشمة والأدب.

من أجل أن يجد المفهوم مساحة معيشية لنفسه في الحياة اليومية، يجب على المرء أولاً تطوير الوعي الذاتي بنقصه وهذا يعتمد على الوعي وتصرفاته.

لذلك، يقول مار اسحاق النينوي (613 – 700) ، “الشخص الواعي لضعفه يصل إلى قمة التواضع”. لقد كتب هذ الكاتب الغزير الإنتاج الكثير عن التواضع لدرجة أنه يفصل ويشرح بطريقة لا تتعارض مع منطق ومنهج هذه الأيام.

الإدراك الواعي والإدراك الرحيم

يوصف “التواضع” في المصادر السريانية بأنه فهم لطيف وناعم للحياة, ضروري في كل إطار وفي كل مجال من مجالات الحياة.

إنه أعظم الفضائل الإنسانية والأكثر تفضيلاً بين المقومات الأخلاقية.

وهو نهج يجسد معنى ضروريًا وصادقًا للحفاظ على الأصالة البشرية وتنميتها بالإضافة إلى الإدراك الواعي والإدراك الرحيم..

وفقًا لعالم التواضع، لا يمكن تحرير أولئك الذين لا يمكنهم التحرر. والذات الغير ثرية كذلك أيضاُ لا يمكن أن تتحرر.

لأن وجود الشخص في ذاته وقدرته على العيش / تكمن في قدرة الذات على أن تجعل جوهرها أكثر ثراءً.

يجد الإنسان معنى وهدف الحياة فقط عندما يجعل جوهره أكثر ثراء وإدراكاً. سيكون سعيدا. لأنه مبدع وخلاق. ويتقاسم جوهره مع الآخرين. هذا الجوهر هي الشموع التي أشعلها التواضع. إنها الحقيقة!

تقدم الأعمال الأدبية للثقافة السريانية معلومات غنية عن التواضع. وفقًا لهذه الأعمال، ” التواضع هو فكر طاهر تمامًا مرتبطً بالقيم الإلهية وهو في اتصال حيوي معها. الشخص المتواضع يعرف الشر ويستطيع القيام به بحرية ولكن ينأى بنفسه عن ذلك. ”

“لأسمعك علي أن أصمت”

التواضع والانضباط بارزان في الأعمال السريانية كذلك في تعاليم المسيح، لذلك يتم تفسيرالتواضع على أنه حالة الخروج عن سيطرة الأنا أي عدم الرضوخ لها.

إنه مرادف لامتلاك أنوارداخلية. غالبًا ما يتم التأكيد على أنه مزين بالفضائل والحكمة كأساس للخير.

إذا كانت الحرارة / درجة الحرارة مرغوبة ضد برودة الروح، فيجب إعداد مكان مناسب / مريح في أعماق القلوب / النفوس. لأن الحكمة والفضيلة دائما رفيقتان للتواضع.

كما يمكن فهمه من هذه التعريفات، فإن التواضع هو شكل حقيقي من الفهم والاستيقاظ الذي يتطور مع حب الذات. وهي أيضًا قوة توازن بين “الشخصية” والروح .

” من أجل سماعك” علي أن أصمت، لإبقاء الأنا في دائرة النور. يجب لجم الأنا إلى حدودها. يجب أن تعرف حدودها .

إنه احترام لك وللآخرين وللكائنات كلها. إنه تحقيق الإنسان لذاته. إنها دعوى لفناء الأنا.

التواضع ليس تقليل قيمتنا الخاصة، بل تقديرالآخرين. هو فتح باب القلب لكل الكائنات بإفناء أنفسنا.

يجب على المرء أن لا يختال بتفوقه، غير فخور، لا يتباهى، بغض النظرعن العرق، الطبقة / المركز والتمييز في الهوية، يعرف المرء نفسه على أنه مكافئ للآخرين وحتى المخلوقات الأخرى.

إنه سماع الهمس الإلهي الفريد الذي يحيط بالكون، ويبحر في أعماق نفسه، داخليًا، ويؤوب إلى ذاته.

تتمازج الروح المتواضعة مع اللطف والرحمة. لذلك، حيثما يوجد الاستغلال / الإساءة؛ لا يمكن للتواضع أن يعيش ويتطور في مكان الاستغلال / الإساءة.

لأن روح الشخص المتواضع سلمية للغاية ومتماهية مع نفسها لذلك، يصبح متحداً مع كل ذرة في الحياة.

يسعى جاهداً لمساعدة ومد يد العون للكائنات كلها بروح متناسقة. إنها مستوحاة من الحياة، والناس الآخرين، والكون كله ويحاول إلهام الآخرين قدرالإمكان.

وفقًا للثقافة السريانية، فإن التعرف على نفسك يتطلب التواضع. لهذا السبب يقول العزيز أنطونيوس (251-356) “يجب أن تعرف نفسك أولاً لتعرف الله” (من عرف نفسه عرف ربه)

لأن طريقة الحصول على المفاتيح السحرية للتواضع، والتي هي تعبير تعاوني للقوى الإيجابية في الإنسان، هي من خلال معرفة أنفسنا والتعرف على أنفسنا. العزيز مار إفرام النصيبيني (306-373) يؤكد على الأهمية الحيوية لذلك من خلال دعم هذا النهج، قائلاً: “يجب عليك دائمًا اتخاذ مواقف متواضعة حتى لا تفقد ثمار الأعمال الصالحة! ”

يجب أن تتخذ موقفا متواضعا! ويؤكد على الأهمية الحيوية لذلك.

بينما الحكيم أفراهاط الفارسي (260-345) ، الذي يعتبرمن أوائل الكتاب المهمين بالثقافة السريانية يقول مدققاُ بتفاصيل الموضوع: “التواضع بيت العدالة وهي أس الفضائل كلها” موضحاُ بذلك رفعة التواضع, بينما يقول العزيز مار إسحاق النينوي: “التواضع ثوب إلهي ة ….. ، التواضع قوة لا يمكن تفسيرها باللغة ولا يمكن اكتسابها بالقوة البشرية.

وفي ذات المضمار يعبر مار إسحاق الأنطاكي المتوفى491 م, وهو أحد النجوم الساطعة في سماء الثقافة السريانية عن أضرار الغطرسة والتكبر شعرا فيقول: “ترك الفلاح خلفه في الحقل كومتين من التراب, بدأ التناحر بينهما لمعرفة من هو الأقوى. أنهال عليهما مطر غزيرمنهياُ بذلك صراعهما المرير وأصبحت الكومتين كالعدم اليسير. كذلك هو جنس البشر حينما يمتطيهم الغرور, ويعتقد بأنه انتصر يتلقفه الموت ويسجنه في القبر.”

في الثقافة السريانية، تسيطر على الأذهان الحكمة القائلة “الأقرب إلى الله هو الذي يخدم البشرية بتواضع”

ومع ذلك، يكون أحيانًا أكثردقة أن نتصرف بدافع العناية الذي لا يخالجه الاستغلال / لنكون محصنين ضد خيبات الأمل. رمز التواضع العزيزمارأفرام 303 -370 حينما توجد أرضية لذهنية البقرة الحلوب بين البشر والمجتمعات, ستكون هناك تجارب للتواضع يساء فهمها وتقديرها.

” إذا تصرفت بشكل متواضع، فإنهم يعتقدون أنك غير لائق” هذا تنبيه تاريخي هام, بهذا المعنى، هو في الواقع فعل حب أن تتصرف بإحساس بالتواضع بعيد عن سوء المعاملة والاستغلال، وتجنب الأذى أو الأشياء الضارة. إنه الحب الذي نمتلكه لذواتنا.

” المفتاح أيضاً هو ال ا تواضع ”

كما يتضح، فإن التواضع أمر أساسي في حقيقة الحياة وفي مركز الكون. إذا فقدت معاني التواضع، المصفاة من القيم الإلهية، معناها وتأثيرها، فإن كل شيء في حياة الإنسان سيفقد معناه مع مرور الزمن.

لأن التواضع هو مفتاح داخلي يفتح الناس على الناس والعالم. من أجل فتح أبواب مغلقة بشريط الجمال يتم استخدام هذا المفتاح، يحتاج المرء إلى معرفة وفهم نفسه. لا يمكن للشخص المنغلق على نفسه / لا يعرف نفسه أن يعرف ويفهم الآخرين. يؤكد خبراء الاختصاص (علماء الاجتماع، علماء النفس، الأطباء النفسيون) هذه الحقيقة أيضًا.

ليس من السهل على الإطلاق فهم الحياة وإدراكها بدون فهم نفسك والآخرين. عندما يتعرف الإنسان على نفسه، يدرك نوره الداخلي.

عندما يستطيع أن يضيء طريقه الخاص وطريق الآخرين بالضوء، يكون لديه المفاتيح السحرية لتواضعه.

تختلف سلطة “الكبر / المجد / العظمة” التي يمكن للناس الوصول إليها وفقًا لمعدل التواضع والغطرسة في الشخص.

لأن الغطرسة والتواضع تتناسبان عكسياً. كلما زاد معدل التواضع، انخفض معدل الغرور. كلما زاد معدل الغرور، انخفض معدل التواضع.

الإعجاب بالذات هو الخطوة الأولية للغطرسة والعظمة. يصبح الشخص الذي يكون كذلك غير قابل للتعلم أو التطور.

لذا، لا يمكن لمثل هذا الشخص أن يكون لديه تواضع ولا أن يكون صاحب مفاتيح سحرية للتواضع.

بالتوازي مع ذلك، توضح التفسيرات العلمية أن التواضع يؤثرعلى بنية الدماغ البشري وجميع العمليات النفسية المتعلقة بعمله. يشرح الكتاب المعاصرون الذين يخلقون أفكارًا اجتماعية, هذا بطريقة مؤثرة و بأبعاد مختلفة.

المفكرالألماني غيرهارد أولينبروك، الذي تنبأ بأن التواضع هو مفتاح للتعلم والنمو والتطور، كتب، “التكبر يمنع التعلم، والتعلم يمنعك أن تكون متعجرفاً”.

ينقل ولفجانج فون جوته (1749-1832) فكرة “أنه لا تظن بأنك شيء كبير، في الواقع هذا الظن أكبر منك.”

المفكر الفرنسي أنطوان دو سان أوكسيبري (1900-1944) يشرح التواضع بطريقة جميلة جداً فيقول: “الحياة لا تتطلب الخضوع, بل الانفتاح وهذا هو مفتاح التغيير, عندها فقط يمكنك الأخذ والعطاء.”

وفقا للكاتب الإنجليزي جون روسيكن (1819-1900) ، وهو عالم اجتماع بارز، “إن الرجل المتواضع ليس شجاعًا فحسب، بل أيضًا لديه وعي رفيع ومتسقً وحكيم. الاختبار الأول على طريق أن تصبح شخصًا مؤهلاً هو التواضع. ما أعنيه بالتواضع ليس أن المرء يشك في قوته الخاصة أو لا يخشى أن يقول رأيه، ولكنه يفهم الرابط بين ما يمكنه قوله والقيام به.”

هذا يدل على أنه، حيث التواضع، تكون الأدوات الأخلاقية أكثر تعقيدًا. الحكمة والاجتهاد والإيثار والإخلاص والجدية والتضحية والفضيلة والاتساق والصدق والمشاركة تصبح حتمية.

كما يتبين، فإن العادات السيئة والأنماط التقليدية والعدوى الفكرية / العقلية والعدوى الروحية تجعل الحياة صعبة …

من ناحية أخرى، فإن نور التواضع الذي يسهل الحياة كوسيلة للتخلص من هذه الأنماط والعدوى العقلية / الروحية, يشبه الجسم المضاد والترياق ضد التسمم في جسم الإنسان..!

لذلك، بينما يستمر الشخص المتواضع في طريقه بنور الحكمة المنبثق من التواضع، فإنه دائمًا ما يضع في اعتباره الكلمات التالية “السنبلة الكاملة مائلة، السنبلة الفارغة منتصبة”.

هناك اعتقاد بأن ذوي التفكيرالمرن، أثناء الإبحار في طريق الحياة، عندما يقابله شخص ما، إذا كان بإمكانه إضافة أي شيء إلى شخص يمر بالطريق الذي يمشي فيه، إذا كان بإمكانه تقديم أي مساهمة لذلك الشخص، فيمكنه الحصول على سلام دائم. هذا هو النجاح الحقيقي في الحياة للشخص المتواضع.

لأنه يدرك أن عدم العطاء من القلب هو مرض عقلي، فإن اليوم الذي يتوقف فيه عن بذل نفسه من أجل الآخرين هو اليوم الذي يبدأ فيه الموت.

كلما زاد تقديرنا للتواضع الذي يعتبرعاملاً في جميع مراحل الحياة الانتقالية، كلما ترقينا بسلوكنا النبيل، كلما زادت الظروف الإيجابية, ستكون هناك مساهمة بشكل إيجابي في التفاعل البشري والسلام الاجتماعي.

لهذا السبب، مع التأكيد على التواضع الصادق، وهو بزوغ الحب والحشمة، “الذين يكبرون يصبحون أصغر، أولئك الذين يصغرون يتمجدون. كل من يريد أن يكون الكبير بينكم، فليكن خادماً للجميع ” (متى 20:26 ) .

ملفونو يوسف بِكتاش