الجسر الروماني في عين ديوار :
الجسر الروماني في عين ديوار :
Matta Roham
٩ أكتوبر ٢٠٢٠ ·
يعود بناء الجسر الروماني القريب من بلدة عين ديوار (حوالي 15 كم من مدينة المالكية/ديريك) إلى القرن الثاني الميلادي . وقد أنشأه الرومان من أجل تسهيل عبورهم إلى شرق الأناضول .
أُعيدَ بناء الجسر في فترة حكم الزنكيين Zengid dynasty ، وتم الانتهاء من البناء في آواخر عام 1164 .
يَزدانُ الجسرُ بالزخارف والكتابات العربية ، ورسوم الأبراج الفلكية .
يُعتبر موقعُه مثالياً لمن يريد مراقبة ظاهرتي الكسوف والخسوف . وكان كسوف الشمس كلياً في عين ديوار لمدة دقيقتين وسبع ثوان ، وذلك في 11 آب 1999 . ففي هذا المكان تجمع العلماء لدراسة الظاهرة ، ونقلت وسائل الإعلام الحدث إلى كل أنحاء العالم . أذكر جيداً عندما حلَّ الظلام في وضح النهار بسبب الكسوف الكلي ، آوت الحيوانات (البقر والدجاج) إلى مأواها ظناً منها بحلول الليل.
في بداية الانتداب الفرنسي على سوريا ، كانت عين ديوار مركزاً إدارياً رئيسياً لكل المنطقة ، وكانت حينها ديريك/ المالكية مزرعة صغيرة . العائلات السريانية النازحة من آزخ وقراها إستقرت أولاً في عين ديوار ، ولهذا سجل عائلات كثيرة ما زال مكتوب في عين ديوار . ولما صعدت المالكية لتكون بلدة فمدينة ، إنتقل السريان من عين ديوار إلى المالكية .
قراءة المزيد
لماذا تل براك أكبر التلال في منطقته ؟
لماذا تل براك أكبر التلال في منطقته ؟
Matta Roham
٤ أكتوبر ٢٠٢٠ ·
عندما كانت الناس تسافر بين الحسكة والقامشلي على الطريق القديم ، كانت تمر في منتصف الطريق بتل كبير يدعى (تل براك).
وأنا كنت أتساءل دوماً ما الذي يجعل هذا التل أكبر التلال في تلك المنطقة؟
وفي إحدى المرات توقفت عند البعثة الأثرية هناك لأتعرف على معالم التل الأثري، فإلتقيت رئيس البعثة الذي شرح لي مشكوراً عن آخر أعماله التنقيبية. ولما سألته عن سبب تجمع السكان قديماً في تل براك أكثر من بقية التلال في المنطقة ، قال :
لو نظرنا إلى سلسلة جبال طوروس بقرب ماردين لوجدنا فتحة هناك ( ولحسن الحظ كان الطقس صافٍ جداً فكانت الرؤية واضحة) ، ثم إلتفت إلى سلسلة جبال سنجار وأشار إلى فتحة في الجبل أيضا” . وتابع رئيس البعثة قائلاً :
دارا : المدينة الحصنيَّة . Matta Roham
دارا : المدينة الحصنيَّة .
Matta Roham
Dara, A Fortess City In North Mesopotamia (Please read below)
هذا النص اهداء للدكتور الهمام عامر داراوي المبارك ،
والى كل من ينتسب الى مدينة دارا التاريخية.
Matta Roham
تقع مدينة دارا على بعد 30 كم من ماردين و 18 كم من نصيبين . كانت مدينة حصنيَّة بناها الإمبراطور الروماني أناستاسيوس الأول (431- 518) . وتدعى دارا في اليونانية Daras ، ولكن اسم دارا أصله سرياني إذ أن كلمة دارا ܕܪܐ تعني “ساحة المعركة ، أو نضال وكفاح “.
هناك مجرد تكهنات بأن دارا سميت على اسم الملك الفارسي داريوس الكبير (550-486 قبل الميلاد) أو داريوس الثالث الذي حكم في فترة (336-330 قبل الميلاد). الاسم اليوناني Darius داريوس مشتق من “داريوش” بالفارسية القديمة ، و يعني ”يملك”.
يذكر المؤرخ السرياني زكريا الفصيح ( تولد 465) أن جنرالات الرومان أرجعوا فشلهم في الدفاع عن حدود شمال بلاد ما بين النهرين من هجمات الفرس إلى عدم وجود قاعدة قوية في المنطقة ، حيث في عام 363 ، سقطت نصيبين في أيدي الفرس.
العرب في الهلال الخصيب قبل الاسلام
العرب في الهلال الخصيب قبل الاسلام
Matta Roham
لما كانت بيئة شبه الجزيرة العربية صحراوية ، وقليلة مواردها المائية ، كان لا بد لسكانها أن يفتشوا على المروج الخضراء لرعي قطعان الجمل وغيرها من الحيوانات الأليفة. مجاورةُ شبه الجزيرة العربية لبلاد الرافدين والشام جعل قبائلَ عربية كثيرة أن تترك مواطنها الاصلية في شبه الجزيرة العربية لتتجه نحو بلاد الشام والرافدين الغنية بمصادر المياه، حيث على أنهارها قامت أقدم الحضارات والامبراطوريات .
يعود الفضل في اطلاق تسمية عرب على العرب الى سكان بلاد الرافدين. فمصطلح عرب ܥܪܒܐ في القاموس السرياني يُفيد معنيين أساسيين هما : ( غرب ) و (صحراء) . ففي مدن بلاد الرافدين تقع الصحراء الى الغرب . وأعتقد بأن المعنى الأول لكلمة عرب كان الغرب. وثم كان معنى الصحراء لأنها تقع الى الغرب من مدنهم. وتوسع المعنى فيما بعد فشمل سكان الصحراء. وهكذا أطلق سكان بلاد الرافدين مصطلح عرب على العرب سكان الصحراء . وهذا جائز ان تسمى شعوب بأسماء من قِبل أمم أخرى . ومثال على ذلك ، تسميةُ الآراميين بالسريان إنما هي تسمية أطلقها اليونانيون أولاً على أرض غرب الفرات، ثم شمل المعنى السكان القاطنين فيها.
لم تكن بلاد الشام والرافدين غريبة على كثيرٍ من قبائل الجزيرة العربية لقرون عديدة قبل ظهور الإسلام . فقد انتشرت قبائل عربية كثيرة في مناطق عديدة من الهلال الخصيب الواسعة وشكلت تجمعات بشرية ، تعيش في ظل الممالك والامبراطوريات السائدة فيها. تمكنت هذه التجمعات من تأسيس ممالك محلية تتمتع بحكم ذاتي يمنحه لها الملك الفارسي او الإمبراطور اليوناني أو الروماني. تعاظم شأن هذه الممالك المحلية عسكرياً وسياسياً وثقافياً وتجارياً ، وتضمنت أعداداً بشرية كبيرة أطاحت بأعظم إمبراطوريتين عندما عندما توحدت تحت راية العرب المسلمين.