صور أكتشاف كنيسة آرامية سريانية ومدينة تحت الارض بتركيا تعود لأكثر من 1500 عاماً

صور أكتشاف كنيسة آرامية سريانية ومدينة تحت الارض في تركيا تتسع لعشرين الف انسان تعود لأكثر من 1500 عاماً
واحدة من أعظم المدن التي صُممت في التاريخ، تصل سعتها إلى 50 ألف ساكن ويُقال إنه عاش فيها 20 ألف بالفعل
وهي مصممة بعبقرية شديدة جعلتها أكثر المدن تعقيدًا في التصميم، حيث تحتوي على كل شيء تحتويه أي مدينة أخرى، من ممرات وقنوات للمياه وآبار ومنازل بداخلها أثاثها ومدارس ومقابر وكنيسة، ولكن كل ذلك تحت الأرض.
مدينة “ديرينكويو” الموجودة بالقرب من منطقة “كابادوكيا” السياحية الشهيرة في تركيا في مدينة “نيو شهير” بمركز الأناضول، أول مدينة لها تصميم داخلي معقد يسع 20 ألف شخص تحت الأرض
حيث يُقال إن لها عمقًا تحت الأرض يصل إلى 85 مترًا إلا أن ما اكتُشف منها فقط يُقارب الـ50 مترًا وذلك منذ اكتشاف المدينة الأثرية عام 1963.
تتكون مدينة “ديرينكويو” من طبقات أو مستويات تحت الأرض، بلغ عدد المستويات التي اكتشفت نحو 18 طابقًا، إلا أنه من المتوقع أن بها مزيدًا من المستويات لم تُكتشف بعد، حيث وُصف تصميم تلك المدينة بالمعجزة الحضارية التي لا تقل أهمية عن تصميم الأهرامات في الحضارة الفرعونية في مصر.
ما جعل المؤرخين يصفون المدينة بالمعجزة الحضارية أن الممرات التي حُفرت في عمق الأرض لم تتعرض للانسداد ولا للهدم، فرغم مرور آلاف السنوات على وجودها تحت الأرض، فإنها ما زالت تحتفظ بالمنازل والمطابخ والكنائس كما هي محفوظة داخل الممرات والقنوات كما كانت وقتما عاش فيها سكانها.
تحتوي المنطقة على عدة مدن تحت الأرض تكون مدينة “ديرينكويو” أعمقها، ومعناها في العربية “الفتحة العميقة”

ܝܘܣܦ
Yaldo Brikho: Merry Christmas

Yaldo Brikho: Merry Christmas

Christ is the way. Christ is the truth. Christ is the life.

Through his birth, he revealed the way, the truth, and the life.

He is the embodiment of divine love.

In the current fixed opinions and negativity prejudice, everyone makes sense of this way, this truth, and this life according to their own vessel. Everyone takes action according to their own vessel.

Advancing in this way depends on the steps one takes.

Christ does not want wrong intentions, thoughts, or actions on the relative true way.

Christ does not want right intentions, thoughts, or actions on the wrong way.

He wants the right intentions, thoughts, and actions to take place on the way of truth, which lays bare the true personality and core identity of that person.

He has declared these words to the entire world from the cave of Bethlehem.

He has rescued the negativity prejudice from the cave of darkness.

He has set it free from the captivity and imprisonment of ego/self.  

The LIGHT that was born in Bethlehem is Immanuel. The Lord is with us. The Lord is among us.

Christ, who was born in in a manger in a cave in Bethlehem, later said “Take heart, I have overcome the world.” The world he is talking about is the ego/self. Because he is Hanila. He is divine compassion.

While elevating simplicity/naturalness by being born in an animal manger in cave, he has cast from life’s table all forms of superiority/inferiority, uninhibited conceit, supremacy, and vanity that exist in the world of the ego. For those who partake of these things not only harm themselves but also cloud life by creating negative waves in the flow.

We must meditate really intensely on what all of this means.

We must break free from the mental molds overwhelming us and strive to understand really well!

We must be sure that we will discover ways of further securing our balance in the highs and lows of life, which consists of cycles and balance. It will be easier to learn the purpose of our creation, which is “The second birth.”

This offers positive contributions for our zest for life. And it raises our spirit to God. There, it develops and nurtures the spirit.

This is a way. This is an intensifying way. We must cleanse our spirit of the mud of the ego in order to enter this way and advance on it.

In the words of the great genius of Syriac literature Barebroyo (1226-1286), “We cannot drink from the fountain without being cleansed of mud.”

When we begin to drink from said fountain/spirit, we attain certain virtues/merits that our families and others in our social life do not have. These virtues/merits are the foundations of life. Love, respect, sincerity, responsibility, loyalty, and simplicity are the foremost of these foundations. These virtues/merits are the freedom of the spirit. They open all the locks of the spirit.

The way to wash off the mud is a way of disciplinary humility. The person who takes this way is certainly a giver and a taker. He has complementary interactions with others. Thus, he attains and imparts depth and maturity.

In this longwinded way, wealth is increased through sharing; poverty is decreased through sharing. The widening of the way requires effort, compensation, solicitude, sagacity, and patience. There is no becoming someone or getting somewhere in this way. It is essential to take this way with literary/spiritual truths. It is valuable to be in its service. According to this way, morality begins by speaking truth and recognizing one’s faults. Morality revives and develops by appreciating the beautiful, thanking the helpful, and apologizing when necessary. It matures and affects society when paired with justice and grace.

I wish you health and inner peace in 2022.

Yours respectfully,

Yusuf Beğtaş

Syriac Language-Culture and Literature Association – Mardin

Note: This text is an expression of communion with the interactions of Yaldo/Christmas

الشعر الفلسفي السرياني

الشعر الفلسفي السرياني
Bashir M Altorle
بقلم المثلث الرحمات المطران مار غريغوريوس بولس بهنام مطران بغداد:-

الشعر السرياني ، شعر الروعة والعظمة والجلال ، وروضة تتماوج فيها أزاهير الدين والفضيلة والتقوى ، متأثرة بنسيمات لطيفة هبت عليها من نفوس ،هبطت الى هذه الارض، شعلا من القداسة والنور، وارتفعت عنها بعد ان عبقت الخافقين بعبيرها المنعش ، ذاك العبير الذي لا زال الى الآن يتضوع في قلوبنا ، ونفوسنا ، ويتمشى بلطف ودلال في كنائسنا ومكاتبنا ومدارسنا ، وقصورنا واكواخنا .
هذا ، اذا القينا نظرة عامة الى الشعر السرياني . أما اذا أردنا حصر أنظارنا في شعرنا الفلسفي ، فلا نعدم شعرا يرفع نفوسنا من حضيض المادة الى الملأ الأعلى لما يتخلله من الافكار الروحية السامية ، والفكر الفلسفية العالية ، والآراء الحكمية العجيبة ، الى ما هنالك من معاني ، السمو والعظمة والكمال .
وشعرنا الفلسفي ثلاثة اقسام كبرى ، قلما جمع بينها شاعر بمفرده ، لذلك نراها مبثوثة هنا وهناك في دواوين شعرنا منذ القرن الرابع الى انصرام القرن الثالث عشر .
القسم الاول :يشمل القصائد الحكمية ، والامثال ، والمواعظ الشعرية ، والتزهيد ، وهذه أمور تتعلق بالدين والأخلاق ، وقد أكثر منها شعراؤنا الاقدمون اكثارا مدهشا بحيث اصبحت كأنها الهدف الوحيد لمعظم الشعر ، اعتبارا من القرن الرابع الى نهاية العصر الذهبي للشعر السرياني .
وفرسان هذا الميدان ثلاثة ، لا يجارون ، ولا يشق لهم غبار ، وهم وان كانوا يتفاوتون بالانتاج ، الا انهم يسيرون في طليعة الرعيل الاول بين جميع شعرائنا الاقدمين والمتأخرين، وهم مار افرام السرياني ، واسحق الآمدي ، ومار يعقوب السروجي .
ان مار افرام السرياني ، يحمل المشعل الشعري الوضاء امام جميع شعرائنا لما هبط عليه من الوحي الالهي في هذا المضمار ، فأصبح قبلة الانظار ،في الاوساط الادبية والروحية للغة السريانية ، فتراه تارة ،كأنه يناجيك من بين ذرات النسيم ، مازجا بين عباراته ارجا عباقا قلما نستطيع تصوره في رياض هذا العالم ، وطورا ، يهدر كالبحر الخضم ، فيملأ قلبك رهبة وخشوعا واحيانا يناديك من أعالي السماء ، كالبوق الرهيب تتبعه صاغرا ، وتود لو تستطيع ترك جسدك هنا ، على حضيض الحياة ، وفوق حطام الدنيا لتطير معه بروحك الى الملأ الأعلى .
أما شعره الحكمي والروحي ، فتراه مبثوثا في معظم قصائده الغزيرة مثل ميمره في
” العلم ” حيث يرسل فيه الحكمة سائغة كالماء السلسبيل ،ويقدمها للشباب صافية عذبة بكؤوس من نور ، وفيها من الآيات البينات ن والعظات البالغات ، ما لانستطيع حصره في ابحاث طويلة مشبعة ، وقصيدة ” الجوهرة ” ويريد بها الايمان ، وقصيدته في سمو الخالق ، وقصيدته في التثليث والتوحيد التي يورد فيها امثالا حكمية مدهشه تصلح ان تسير بين الناس كانفس الاقوال واعلى الحكم ، وبعض ما يقول فيها :ـ
” انى للملاح ان يخضع البحر لإرادته ، لان الملاح يأمل شيئا واللجة تعمل شيئا آخر ، وكأني بالشاعر العربي سرق منه فكرته عند قوله :
” ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ”
الى ما هنالك من الامثال ، والحكم ، والمواعظ ، الامور التي يستحيل حصرها بسطور مثل هذه .
ونرى اسحق الملفان يسير في ركاب استاذه مار افرام ، ويتحفنا بقصائد لا تقل روعة وجلالا عن قصائد معلمه ، لايسعنا في سطورنا هذه المرور على شئ من روعته الشعرية الحكمية ، ومن قرأ قصائده يدرك ذلك .
اما مار يعقوب السروجي فهو الشاعر العجيب الغزير الذي يمسك الطرف الثاني من علم الشعر السرياني تجاه مار افرام ، وقصائده في الاخلاق والمواعظ والتزهيد تدهشك عندما تدخل رياضها العابقة بالارج والسحر الحلال ، او عندما تنزل الى بحره الخضم ، فتهبط الى اعماقه مصعوقا مسحورا لا تلبث ان تنسى نفسك وتتصور ذاتك روحا طاهرة ، مجنحة طائرة بين ارواح الملائكة ، وابطال الحقيقة الخالدين .
أما القسم الثاني من الشعر الفلسفي . وهو الشعر المنطقي ، فيحمل لوائه اسحق وحده، ويتصرف به كيف شائت العبقرية الفذة ،بل ما أمره الوحي الشعري ان يفعل ، وينذرع بهذا النوع من الشعر في قصائده الايمانية التي قرع بها المبتدعين ونعى عليهم افكارهم السقيمة وآرائهم المضادة للحق القويم ، وهذه قصيدته في الايمان تريك شعرا عذبا جميلا تتخلله اقيسة منطقية باشكال كثيرة .
اما القسم الثالث من الشعر الفلسفي ، وهو الدائر حول النفس وحالاتها الروحية ، واصلها، وسيرها في الحياة ، وعروجها الى السماء الى خالقها بشوق وحب عارمين ، وتطهيرها من اردان هذا العالم ، فنرى لدينا فارسين في هذا الميدان ، وهما شاعرنا الفيلسوف ابن المعدني ، والشاعر العبقري الفذ ابن العبري ، وكلاهما يجري فيه نحو الذروة العليا مرتفعا على اجنحة الروح ،حتى يبلغا الى اوج السماء .
ابن المعدني شاعر مفكر،يطلق العنان لتفكيره ، فيظهر لك آفاقا سحرية من الروحية والسمو والجمال ، وابن العبري فيلسوف محلق ، وشاعر مبدع ،لاتسعه آفاق هذه الحياة ،لذلك يطلب في عوالم الروح آفاقا جديدة مشرقة تتلامع فيها شموس الحقيقة ومصابيح الهدى .

متى
10 اختراعات من بلاد ما بين النهرين

10 اختراعات من بلاد ما بين النهرين
Matta Georges
10. الطوب
كان سكان بلاد ما بين النهرين أول من أنتجوا الطوب بكميات كبيرة، مما سمح لهم ببناء أعظم حضارة شهدها العالم حتى الآن.
وتعود أقدم الأمثلة على هذا الاختراع في بلاد ما بين النهرين إلى الألفية السابعة قبل الميلاد، عندما شكَّل سكان ما يُعرف الآن بشمال العراق مستوطنات بها مبانٍ مبنية من كتل من الطين، شُكلت يدوياً وجُففت في الشمس.
9. المدن
مع كل هذه الأحجار، كانت إمكانات البناء في بلاد ما بين النهرين عملياً لا نهاية لها، وقد طبقوها على نطاق لم يسبقه مثيل من قبل.
قد تبدو المدن الآن كأنها جزء طبيعي وواسع الانتشار من حياة الإنسان، لكنها لم تظهر إلى الوجود إلا عندما أجبرت التحولات الطبيعية الشعوب البدوية والشعوب مختلفة الأصول على الاختلاط معاً في مجموعات أكبر.
من هذه الضرورة وُلدت ليس فقط المستوطنات نفسها ولكن أيضاً العديد من زخارف الحياة الحضرية التي لا تزال قائمة حتى اليوم.
هذه المجموعات الأكبر التي استقرت معاً نظمت تدريجياً الحكومات، وسنت القوانين، وبدأت في تشكيل التسلسل الهرمي الاجتماعي.
وأصبحت المدن نفسها أكثر من مجرد مجموعات من المنازل، فقد بُنيت المعابد والحدائق العامة والأماكن التجارية والمراكز الإدارية، مع استخدام الأراضي المحيطة بشكل أساسي في الزراعة لتزويد السكان بالطعام.
وكانت أعظم مدينة في بلاد ما بين النهرين بلا شك، مدينة بابل، التي يعود تاريخها إلى نحو عام 1800 قبل الميلاد، وبعد فترة وجيزة وسَّعت حدودها لتصبح دولة مدنية قوية للغاية.
وقد اشتهرت بحدائقها المعلَّقة، التي بناها نبوخذ نصر الثاني لزوجته، والتي كانت واحدة من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم.
8. الجعة ( البيرة)
من السجلات المكتوبة، نعلم أن مدن بلاد ما بين النهرين كانت موطناً للنُّزل والخمارات والحانات، حيث اجتمع المسافرون والمقيمون بالمدينة معاً للتواصل الاجتماعي وتناول الطعام والشراب.
وكانت هذه المشروبات هي الجعة، التي كانت متوافرة بشكل متنوع، فكان منها الذهبي والداكن والأحمر والمصفى.
وصنع هذا الاختراع في بلاد ما بين النهرين بقاعدة الشعير المخمر نفسها، مع تعديل المذاق بإضافة القمح المر، أو شراب التمر، أو عدد من النكهات الأخرى.
في الواقع، يأتي أقدم دليل على الجعة من قرص حجري قادم من بلاد ما بين النهرين عمره 6 آلاف عام، والذي يُظهر المحتفلين يشربون من وعاء كبير من خلال قشة شرب طويلة.
7. الألعاب اللوحية
لعبة أور الملكية/ المتحف البريطاني
ابتكر سكان بلاد ما بين النهرين عدداً من الأنشطة الترفيهية الجديدة، من ضمنها ألعاب الشرب والعروض الموسيقية والراقصة والألعاب اللوحية. وعُثر على دليل على هذا الأخير في عشرينيات القرن الماضي، عندما اكتشف عالم آثار بريطاني يدعى السير ليونارد وولي، العديد من الأمثلة المحفوظة جيداً للعبة لوحية قديمة في بعض مقابر بلاد ما بين النهرين.
صُنعت لعبة أور الملكية في منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد، وتعتبر أول لعبة لوحية استراتيجية في العالم. وكان يلعبها لاعبان يتسابقان لإيصال عملتهما الرمزية الخاصة بهما إلى نهاية الدورة، وهما يحركانها في كل مرة يرميان فيها النرد ويحاولان التقاط عملة بعضهما البعض عن طريق الهبوط على المربع نفسه.
6. الإبحار بالشراع
شكلت المراكب البدائية والسفن العائمة وسائل أساسية للنقل والسفر طالما كان البشر يتحركون حول العالم، لكن بلاد ما بين النهرين هي التي أحدثت ثورة في السفر المائي من خلال اختراع الأشرعة.
وكانت أهمية نهري دجلة والفرات تعني أن من مصلحة بلاد ما بين النهرين إيجاد طريقة للتنقل فيها بسرعة وكفاءة.
في حين كانت الهياكل لا تزال مصنوعة من الخشب وتُشيَّد في تصميم مماثل للقوارب بالماضي، كانت سفن بلاد ما بين النهرين تحتوي على إضافة لا مثيل لها من الأشرعة، وهي مربعات كبيرة من القماش كانت تصدُّ الرياح وتدفع السفينة إلى الأمام.
إضافة إلى تسهيل التجارة من خلال السماح بنقل البضائع الثقيلة، مكنت المراكب الشراعية أيضاً بلاد ما بين النهرين من تطوير ممارسات صيدٍ أكثر تعقيداً.
وإلى جانب الفرص التجارية المتزايدة، أدى ذلك إلى ازدهار وتحسين نوعية حياة أولئك الذين يعيشون في بلاد ما بين النهرين القديمة. وكانت المراكب الشراعية مهمة جداً للثقافة لدرجة أنها أعطيت إلهها الخاص، وهو شمش.
5. رسم الخرائط
مع تنامي قوة المجتمعات الفردية أكثر من أي وقت مضى، وسفر الناس إلى أبعد ما يمكن، بدأ سكان بلاد ما بين النهرين في النظر إلى العالم ككل ومكانهم فيه.
ونتج عن هذه التأملات أول خريطة للعالم تعود إلى القرن السادس قبل الميلاد وتُظهر العالم كقرص ثنائي الأبعاد محاط بحلقة من الماء.
وحُدد عليها العديد من المدن والمناطق الجغرافية، وضمنها بابل وآشور، وكذلك العديد من الجبال ونهر الفرات العظيم، الذي اكتُشف اللوح بجانبه بعد ألفي سنة ونصف.
4. الزمن
بعد أن اكتشفوا كيفية التقاط مفهوم الفضاء ونقله فيما بينهم، انتقل سكان بلاد ما بين النهرين إلى الزمن.
طوَّروا النظام الستيني الذي تُقسم بواسطته الوحدات الزمنية إلى 60 جزءاً وعواملها، والتي أعطتنا في النهاية الدقيقة 60 ثانية والساعة 60 دقيقة.
ومن بلاد ما بين النهرين أيضاً ورثنا 24 ساعة في اليوم و12 برجاً، والتي تتوافق مع الأشهر القمرية. ولجعلها تتناسب مع عدد الأيام في السنة الشمسية، لم يضف سكان بلاد ما بين النهرين أياماً كبيسة بل شهوراً كبيسة!
3. الكتابة والأدب
يمكن القول إن اختراع بلاد ما بين النهرين الأكثر أهمية في التاريخ كان تقديم وتطوير الكلمة المكتوبة، التي تعود أصولها إلى النصف الأخير من الألفية الرابعة قبل الميلاد.
فقد اخترع السومريون الكتابة المسمارية، التي يشير اسمها إلى الأدوات المستخدمة لكتابة الحروف على سطح الكتابة. وفي البداية بدأت هذه الكتابة كنظام تصوير، حيث يمثل كل رمز شيئاً معيناً أو شخصاً أو فعلاً أو فكرة، لكنه تطور لاحقاً إلى مزيج من الرموز الأبجدية والمقطعية والتصويرية.
ويُعتقد أن الكتابة المسمارية قد أثرت لاحقاً على الكتابة الهيروغليفية المصرية.
وقد كشفت الحفريات الحديثة عن أكثر من مليون لوح مسماري، معظمها أكبر حجماً بقليل من جهاز iPhone، ولم يُقرأ أو يُترجم أو يُعرض سوى جزء صغير منهم.
وتعد ملحمة غلغامش أشهر النصوص المسمارية والتي دُرست على نطاق واسع، وهي قصيدة عظيمة تعتبر بشكل عام، أقدم أعمال الأدب الباقية.
2. الإدارة والمحاسبة
لم تُصمم الكتابة المسمارية بقصد مباشر لإنتاج بعض أعظم القِطع الأدبية في العالم. عكس ذلك، كانت القوة الدافعة وراء اختراع الكلمة المكتوبة هي الحاجة إلى الاحتفاظ بسجلات دقيقة لمبيعات الأغنام.
مع تزايد فرص السفر وتوسع التجارة في وقت لاحق، احتاج التجار والمزارعون طريقةً أكثر موثوقية لتتبُّع منتجاتهم. وباستخدام قلم على شكل إسفين ولوح مصنوع من الطين أو الحجر أو المعدن أو الشمع، كان التجار الأوائل يدوّنون منتجاتهم ومبيعاتهم، مع سرد ما تم بيعه والكمية والتاريخ والمشتري.
1. العجلة ( الدولاب)
الشيء الأكثر إثارة للدهشة في اختراعات بلاد ما بين النهرين، وهو العجلة، إذ صُممت في البداية لتكون أفقية.
فبدلاً من وضعها بشكل قائم أسفل عربة أو مركبة، وُضعت العجلة الأولى بالفعل على جانبها واستُخدمت لمساعدة الحرفيين على تشكيل الفخار.
وترجع أصول عجلة الفخار إلى الوقت نفسه الذي نشأت فيه الكتابة المسمارية، في النصف الأخير من الألفية الرابعة، مما يثبت أن هذه كانت فترة من الإبداع الهائل في الفكر والتصميم البشري.
لا بد أن تكون إمكانات العجلة قد ظهرت لسكان بلاد ما بين النهرين على الفور تقريباً، فسرعان ما اخترعوا أولى المركبات ذات العجلات على شكل عربات خشبية بدائية. وكانت العجلات أيضاً مصنوعة من الخشب، لكنها تطورت تدريجياً لتصبح أكثر كفاءة.
في النهاية، صنعوا أيضاً المحور، الذي وفَّر قدراً كبيراً من الوقت والطاقة، من خلال تدوير كلتا العجلتين في وقت واحد.
ومن عربات بسيطة، تمكن سكان بلاد ما بين النهرين من صنع مركبات، مما جعلهم قوة هائلة في النزاعات العسكرية. وهناك العشرات من الاختراعات الأخرى مثل المحراث وحجر السنج وهو حجر بركاني كان يستخدم بصناعة الحلي والمجوهرات .

ܝܘܣܦ
The Book of Syriac Mysticism

The Book of Syriac Mysticism

I am writing to announce to those who are curious about and interested in the philosophy that lies in the depths of Syriac culture.

In the previous months, I began working on a book project titled “Syriac Mysticism.” The project was completed. However, priority was given to the literary Syriac book published in August 2021, so the publication affairs of said book are only recently completed.

The cover and interior design of this Turkish book named “Syriac Mysticism” has been completed. In the first weeks of 2022, publication will have been completed as well. When it is published, information will be shared separately on the matter of how to procure it.

I am grateful to all who contributed.

I believe this book will impart new mental activity to the perception and conception of life, as well as the perception and conception of the self. It contains knowledge that is especially formative and transformative for minds under the influence of a negativity prejudice. This priceless knowledge cannot by discovered through any other way. This knowledge strengthens the foundations of life. For to live, one must know; to know, one must ask; to ask, one must answer.

As mentioned in said book, true life is shaped according to spiritual laws. Just as ignorance of the law is unacceptable as an excuse before the judge, unawareness of the divine truths/spiritual laws that shape true life is not an excuse for anyone. It is not a matter of excuses.

Unawareness affects everything in our lives. Recognizing this unawareness causes us to delve into and become established in an occupation that gratifies us. This occupation, which cleanses our spirit from the dust and mud of daily life is a very noble pursuit. This pursuit heals and develops us. It carries us forward. It imparts depth and maturity. Otherwise, ignorance of spiritual laws causes us to flounder and waste time. This constantly drains our energy. It ruins our health. It always leaves us behind.  

For this reason, the famous genius of Syriac literature Bar Ebroyo (1226-1286) originated the saying “Without cleansing of mud, we cannot drink from the spring.”

Yes, the fundamental thing in life, which consists of cycles and balance, is to stay in balance. It is keeping the balance between matter/body and meaning/spirit.

The fundamental thing is empathy. It is facilitating life.

It is searching for the ‘You’ in ‘Me’.

It is being able to offer services to the ‘Us’ in ‘Me’.

This is how the successful succeeded. Those who reached it, did so with decency and etiquette.

They did so with the love and respect of completing insights, and not with oppression, exploitation and abuse.

They did so by seeing another as themselves, and accepting them as they are…

They did so by meeting these requirements!

Have a blessed 2022. Have a bountiful, worthwhile, and peaceful year.

Yours respectfully…

Yusuf Beğtaş

Syriac Language-Culture and Literature Association / Mardin

ܝܘܣܦ
كتاب جديد

كتاب جديد

أكتب لأعلن لمن لديهم فضول حول الفلسفة في عمق الثقافة السريانية وللمهتمين بهذه الفلسفة.

بدأت في الاشهر الماضية العمل على كتاب بعنوان “التصوف السرياني” في اللغة التركية. انتهى العمل. ومع ذلك، بما أنه تم إعطاء الأولوية للكتاب الأدبي السرياني الذي نُشر في آب 2021، فقد اكتملت أعمال طباعة هذا الكتاب للتو.

فقد تم الانتهاء من تصميم الغلاف والتصميم الداخلي لهذا الكتاب التركي المسمى “التصوف السرياني”، وستنتهي أعمال الطباعة في الأسابيع الأولى من عام 2022. وعند نشره سيتم تبادل المعلومات حول طريقة  العرض.

شكرا لكل من ساهم في ذلك.

بالنسبة لتصورهذا الكتاب ورؤيته للحياة ؛ أعتقد أنه سيضيف حركات فكرية جديدة لتصور الذات والخيال. فيه تطويروتحويل المعلومات خاصة للعقول التي تحت تأثير التحيز السلبي. معلومات لا تقدر بثمن لا توجد في الملاحق الأخرى. المعلومات التي تقوي أسس الحياة. لأننا نحتاج أن نعرف كيف نعيش، أن نطلب أن نعرف، أن نجيب ونسأل.

كما ورد في الكتاب المعني، تتشكل الحياة الواقعية وفقًا للقوانين الروحية. مثلما لا يُقبل الجهل بالقانون كعذرأمام القاضي، فإن نقص الوعي بالحقائق الإلهية / القوانين الروحية التي تشكل الحياة الواقعية ليس عذراً لأحد. إنها ليست مسألة أعذار.

هذا النقص في الوعي يؤثرعلى كل شيء في الحياة. يدفعنا الافتقارإلى هذا الوعي إلى الغوص والتعمق في مهنة تفيدنا. هذا الاحتلال، الذي يطهر أرواحنا من غبار(وطين) الحياة اليومية، هو عمل جيد للغاية. هذا الاحتلال يشفينا ويطورنا. إنها تحركنا إلى الأمام. يضيف العمق والنضج. والعكس صحيح (أي عدم الوعي بالقوانين الروحية) هو التخبط والتسويف. هذا يستهلك طاقتنا باستمرار. إنه يفسد صحتنا. دائما يتركنا في الخلف.

لهذا السبب، طورعبقري الأدب السرياني الشهيربارعبرويو (1226-1286) خطاب “لا نستطيع أن نشرب من النبع دون أن نتطهر من الوحل”.

نعم، الشيء الأساسي في الحياة، والذي يتكون من الدورة والتوازن، هو البقاء في حالة توازن. هو الحفاظ على التوازن بين المادة / الجسد والمعنى/ الروح.

الشيء الرئيسي هو التعاطف. هو جعل الحياة أسهل.

إنه فهمك لك وفهمك لي.

إنه لخدمة نحن في الأنا !َ

هكذا نجحوا. والذين بلغوا وصلوا بالاداب واللياقة.

ليس عن طريق الهيمنة والاستغلال. من خلال الحب والاحترام وبفهم  تكاملي.

رؤية الشخص الآخر على طبيعته، وقبوله كما هو …

من خلال الوفاء بمتطلباتهم!

اتمنى عام 2022 أن يكون مزدهرًا. وأتمنى أن تكون سنة مجزية وذات قيمة وسلمية للجميع

مع اخلاصي …

 

ملفونو يوسف بكداش

رئيس جمعية الثقافة واللغة السريانية وادبها / ماردين

 

ܝܘܣܦ
Süryani Mistisizmi Kitabı

Süryani Mistisizmi Kitabı

Süryani kültürünün derinliğindeki felsefeyi merak edenlere ve bu felsefeyle ilgilenenlere duyurmak için yazıyorum.

Geçen aylarda, ‘‘Süryani Mistisizmi’’ başlığıyla bir kitap çalışmasına başlamıştım. Çalışma bitmişti. Ancak öncelik Ağustos 2021’de yayınlanan Süryanice edebi kitaba verildiğinden bahse konu bu kitabın baskı işleri ancak yeni tamamlanmıştır.

Görüldüğü gibi, “Süryani Mistisizmi” isimli bu Türkçe kitabın kapak ve iç tasarımı tamamlandı. 2022 yılının ilk haftalarında baskı işleri de bitmiş olacaktır. Yayınlanınca, temini konusunda ayrıca bilgi paylaşımı yapılacaktır.

Emeği dokunan herkese teşekkür ederim.

Bu kitabın, yaşam algısına ve tasavvuruna; benlik algısına ve tasavvuruna yeni düşünsel  devinimler katacağına inanıyorum. Özellikle olumsuzluk önyargısının etkisinde kalan zihinler için geliştirici ve dönüştürücü bilgilere sahiptir. Başka arayışlarda bulunmayan paha biçilmez bilgiler. Yaşamın dayanaklarını güçlendiren bilgiler. Çünkü yaşamak için bilmeye, bilmek için sormaya, sormak için cevaplamaya ihtiyaç vardır.

Söz konusu kitapta geçtiği üzere, gerçek yaşam, ruhani yasalara göre şekillenir. Hukuksal yasayı/yasaları bilmemek hâkim karşısında nasıl özür kabul edilmiyorsa, gerçek yaşamı şekillendiren ilahi gerçeklerin/ruhsal yasaların farkındalık eksikliği de hiç kimse için özür değildir. Mazeret meselesi değildir.

Bu farkındalık eksikliği yaşamdaki her şeyimize etki yapar. Bu farkındalığın eksikliğine varmak, bize iyi gelen bir uğraşın içine dalmamıza ve orada derinleşmemize neden olur. Ruhumuzu gündelik hayatın tozlarından (ve çamurlarından) temizleyen bu uğraş, çok iyi bir meşguliyettir. Bu meşguliyet bizi iyileştirir, geliştirir. İleriye taşır. Derinlik ve olgunluk kazandırır. Öbür türlü (yani ruhsal yasaların farkındasızlığı) debelenme ve oyalanmadır. Bu da devamlı enerjimizi tüketir. Sağlığımızı bozar. Bizi hep geride bırakır.

Bu nedenden dolayı Süryani edebiyatının ünlü dehası Bar Ebroyo (1226-1286) ‘‘Çamurdan arınmadan, pınardan içemeyiz’’ söylemini geliştirmiştir.

Evet, döngü ve dengeden oluşan yaşamda esas olan dengede kalmaktır. Madde/beden ve mana/ruh arasındaki dengeyi gözetmektir.

Esas olan empati yapmaktır. Hayatı kolaylaştırmaktır.

Ben’deki Seni anlamaktır.

Ben’deki Biz’e hizmet sunabilmektir!

Başaranlar, bu şekilde başardı. Ulaşanlar, adap ve edep ile ulaştı.

Tahakküm-sömürü ve istismarla değil. Tamamlayıcı anlayışın sevgi ve saygısıyla.

Bir başkasını kendisi gibi görmekle, olduğu gibi kabul etmekle…

Bunun gereklerini yerine getirmekle!

2022 yılı bereketli olsun. Herkes için getirisi çok, değer yüklü ve huzurlu bir yıl olsun!

Saygılarla…

Yusuf Beğtaş

Süryani Dili-Kültürü ve Edebiyatı Derneği / Mardin

الآراميون شعب أستقر في سورية ومنطقة الجزيرة السورية

الآراميون شعب أستقر في سورية ومنطقة الجزيرة السورية و ربما في شمالي شبه الجزيرة العربية, وله لغته الخاصة وهي اللغة الآرمية بلهجات متعددة. وقد استطاعت هذه المجموعات الآرامية ما بين القرنين الثاني عشر والثامن قبل الميلاد أن تسيطر على بلاد واسعة في الجزيرة السورية أو جزيرة الرافدين بين دجلة والفرات, وأن تؤسس مجموعات زراعية مستقرة ودولاً وممالك وأسر حاكمة في سورية . وقد أُطلق اسم الآراميين على البلاد التي سكنوها فدُعيت باسم بلاد آرام قروناً عدة قبل أن تعرف منذ العصرالهلنستي السلوقي باسم سورية في (القرن الرابع قبل الميلاد).

فهرست
1 تاريخ
2 مملكة آرام دمشق
3 امتداد النفوذ الآرامي
4 اللغة الآرامية
5 الأدب الآرامي
6 نقوش غوزانا وتل الفخارية و سمآل
6.1 نص دير علا
6.2 نصوص فيلة
6.3 نقش بهيستون
6.4 نصوص قمران
7 الحضارة الآرامية
7.1 الدين
8 الفنون الآرامية
9 الصناعة والتجارة في العصر الآرامي
10 المصادر

تاريخ
ما يزال التاريخ الآرامي الباكر غامضاً لقلة الوثائق والمصادر المعاصرة. ويختلط ذكر الآراميين في المراحل الأولى من تاريخهم (أواخر الألف الثاني ق.م) بتاريخ الأقوام التي سبقتهم إِلى استيطان المشرق العربي القديم, ولاسيما الأموريين الذين استقروا في حوض الفرات وفي المناطق الواقعة إِلى غربيه, وقد حلّ الآراميون بينهم واختلطوا بهم.

ويعد الآراميون من الشعوب القديمة التي عاشت حياة بدوية زمناً طويلاً. ويبدو أنهم تجولوا قروناً في البوادي الغربية الشمالية إِلى أن استقروا في المناطق الواقعة بين تدمر وجبل البشري قبل أن يتبسطوا, في أواخر الألف الثاني ق.م, في أنحاء «الهلال الخصيب» شرقي الفرات وغربه, وذلك بعد انهيار التوازن في بلاد المشرق القديم بتزايد حدة غارات شعوب البحر وتحركاتهم, وحدوث فراغ جيوسياسي في المنطقة بسبب انهيار الامبراطورية الحثية في الأناضول وسورية الشمالية, وانحسار النفوذ المصري عن بلاد كنعان في سورية وفلسطين وضعف بابل الكاشية. ويرتبط اسم الآراميين في هذا العصر المبكر بجماعات من البدو الرحل كان يُطلق عليهم اسم «الأخلامو» الذين ينتمي إِليهم «الحانيون» و«السوتو» من قبائل مناطق الفرات الأوسط. ويمكن تتبع تحركات هذه القبائل منذ القرن الرابع عشر ق.م من المصادر الحثية (حوليات حاتوشيلي الثالث) والآشورية (حوليات الملك أددنيراري الأول 1307-1275 ق.م), ومن الوثائق المعروفة برسائل تل العمارنة (أخيت – أتون) التي عثر عليها في مصر, وهي رسائل مكتوبة بالأكدية البابلية وبخط مسماري تبادلها بعض أمراء سورية وفلسطين وغيرهما من بلاد المشرق القديم, والفراعنة المصريين من الأسرة الثامنة عشرة (القرن 14ق.م). وقد ورد ذكر الأخلامو الآراميين في بعض رسائل تل العمارنة من عهد أَخناتون (نحو 1375ق.م) عندما كانوا يتجولون على ضفاف الفرات. وبعد أن تمكن هؤلاء من الاستيطان والاستقرار على ضفاف نهر الخابور وعند مجرى الفرات الأوسط في المنطقة التي عرفت باسم «آرام النهرين» بدؤوا يؤسسون إِمارات ودويلات سرعان ما تصدى لها الملوك الآشوريون.[1]

ذكر الآراميون لأول مرة في وثائق الملك الآشوري تكلات بلاصّر الأول (1116-1076ق.م) للدلالة على قوم من البدو الأعراب وعلى منازلهم من دون أن يقرن اسمهم بالأخلامو. ويتباهى هذا الملك بأنه شن عليهم وعلى الأخلامو أيضاً ثمانية وعشرين حملة على جبهة امتدت من جبل باسار (البشري) وتدمر إِلى عانة ورابيقو على ضفاف الفرات. وفي نهاية القرن الحادي عشر ق.م أسس الآراميون مملكة «بيت عديني» على ضفتي الفرات في المنطقة الواقعة جنوبي كركميش (جرابلس) وأسسوا في وادي الخابور إِمارات لاقي وبيت بخياني (تل حلف), وبيت خالوب واستقرت قبيلة «تمناي» في نصيبينا (نصيبين), وحزيرانا وحيدادا جنوب غربي ماردين في الجزيرة العليا. أما الحد الأقصى للتوسع الآرامي في الشمال فهو «صورو» (أي الجبل), والمقصود هنا هضاب طور عابدين. أمّا في غربي الفرات, فقد تبسط الآراميون بالتدريج غرباً حتى جبال الأمانوس واستوطنوا في سمأل (زنجرلي في تركية). وكثر عددهم حول «أرفاد» قرب «أعزاز» حيث تأسست مملكة بيت أجوشي التي امتدت على منطقة حلب كلّها. كما انتشروا في حوض العاصي, وصارت حماة في أيدي حكام آراميين. ويلفت النظر أن الاستيطان الآرامي كان يزداد كثافة باتجاه الجنوب. ففي سهول البقاع وعلى سفوح جبال لبنان الشرقية قامت «مملكة صوبة» التي ضمّت أراضي البقاع الجنوبي وجزءاً من وادي بردى وعنجر (عين جر), ويمكن أن تكون قد أقامت اتحاداً مع مملكة «بيت رحوب» على نهر الليطاني، و «بيت معكة» على سفوح حرمون, و«جشور» شرق بحيرة طبريا ومملكة دمشق في حوضي بردى والأعوج وسفوح قاسيون والغوطة.

وعند منعطف الألف الثاني إِلى الألف الأول ق.م انتقل مركز الثقل إِلى دمشق التي أضحت أهم موقع سياسي في سورية, وعلى هذا النحو تمكن الآراميون من الاستقرار في كل أنحاء الجزيرة وأرض النهرين وسورية.

وفي نحو 1030 ق.م تصدى تحالف من هذه الدول الآرامية بقيادة هدد عزر ملك صوبة مع العمونيين في شرق الأردن والأدوميين في منطقة البحر الميت والنقب ومع آراميي بلاد آرام النهرين لتحالف قبلي تتحدث عنه المصادر الإِخبارية التوراتية وحدها تألف من بني إِسرائيل ويهوذا في أرض كنعان (بلاد فلسطين القديمة) بقيادة الملك داود (مطلع القرن العاشر ق.م). وتروي هذه المصادر نفسها أخباراً عن انتصارات ملحمية على شعوب المنطقة المحيطة ببلاد كنعان ودولها وممالكها, ولكن لم يعثر على ما يؤيد هذه الأخبار في مصادر أخرى, وهذا ما يثير الشكوك في دقتها ومبلغ صحتها. أما سليمان ابن داود (973-936ق.م) فقد أعلن امتداد دائرة نفوذه إِلى كل هذه المناطق الآرامية ما عدا بيت عديني على الفرات, بعد مقاومة عنيفة من الممالك الآرامية المتحالفة: صوبة (في البقاع) وحماة ودمشق. لكن مملكة آرام دمشق بزعامة رصين الأول (نحو 950 ق.م.) هي التي استطاعت أن تنهض بسرعة وأن تؤلف تحالفاً تصدّى لمطامع مملكة إِسرائيل التي انقسمت على نفسها لأسباب قبلية ـ اجتماعية ـ دينية بعد موت الملك سليمان. ولا توجد مصادر تاريخية مقابلة لهذه المرويات الإِخبارية في أسفار العهد القديم.

أما خلفاء رصين فقد دعي كل منهم بلقب برهدد (أي ابن هدد). ويرد ذكر الملك الآرامي في الوثائق الآشورية باسم أدد ـ إِدري (هدد عزر). وقد تصدى هؤلاء الملوك لمطامع ملوك آشور التوسعية ولغارات ملوك إِسرائيل من بيت عمري التي تتحدث عنها أسفار التوراة, ولاسيما في أيام الملك آخاب بن عمري (875-852ق.م). واضطر آخاب إِلى الانسحاب والتراجع من بعض المواقع في حوض الأردن عندما بدأ الآشوريون يتوسعون غربي الفرات منذ أيام آشور ناصر بال الثاني (884-859ق.م) ثم في زمن ابنه شلما نصر الثالث الذي نجح في ضم مملكة بيت عديني الآرامية على الفرات (856ق.م) إِلى مملكته, وتقدم بعدئذ غرباً إِلى حوض نهر العاصي ليواجه عند قرقر شمال حماة تحالفاً كبيراً بزعامة برهدد ملك آرام دمشق ضمّ اثني عشر ملكاً وأميراً في سورية وفلسطين الساحلية والداخلية وذلك سنة 853ق.م. واستطاع الجيش الآرامي الذي قيل إِن عدده زاد على ستين ألف جندي, وجهز بالمركبات الحربية والفرسان والمشاة المدججين بالسلاح, أن يتصدى لحملة شلما نصر الثالث واضطره إلى التراجع أمام المقاومة العنيفة, ولعوامل داخلية في العاصمة الآشورية اضطر الملك الآشوري إِلى التعجيل في العودة إِلى عاصمة ملكه من دون تحقيق نتيجة حاسمة. ومع أن البيانات الرسمية الآشورية المعاصرة تتحدث عن انتصارات مبالغ فيها, ومغايرة للحقائق التاريخية التي تلت المعركة, إِلا أن الآشوريين تمكنوا بالمقابل من فرض نفوذهم على القبائل الآرامية في حوض الفرات.

وبعد إِبعاد الخطر الآشوري عن العالم الآرامي في غرب الفرات أحرزت مملكة آرام دمشق مكانة مهمة في النصف الثاني من القرن التاسع ق.م عندما تولى الحكم فيها حزائيل ويعني اسمه «ايل يرى» (841-805ق.م) الذي أنهى حكم أسرة برهدد وأصبح أعظم محارب في التاريخ الآرامي. وقد دب الذعر في مملكة إِسرائيل, كما يتضح من مواعظ النبي اليشع المنذرة بخطر داهم. وكان من نتائج الانتصارات التي حققها ملك دمشق على جبهة اليرموك بذر الخلاف في إِسرائيل عندما نادى اليشع بالقائد «باهو» ملكاً, وكان أول ما أقدم عليه ياهو هذا أن قتل سلفه يورام (الملوك الثاني, 9و10) ثم ارتمى على أقدام شلما نصر الآشوري عدو حزائيل, ويثبت ذلك نحت على المسلة السوداء يبدو فيها باهو ملك إِسرائيل وهو يقبل الأرض عند أقدام العاهل الآشوري. ومع ذلك فقد بقي ملك آرام دمشق سيد الموقف في معظم أصقاع العالم الآرامي فبسط سلطانه على شرق الأردن, ومدّ نفوذه من وادي اليرموك إِلى أرنون (نهر الموجب), ثم دخل أراضي فلسطين ووصل إِلى بلدة جات الفلسطينية شرق عسقلان. ويبدو أنه اجتاح معظم أراضي فلسطين. ولا تتوافر مصادر آرامية تفصل ما حدث في هذه الحقبة, كما تصمت المصادر العبرية التوراتية عن ذكر الوقائع: إِلا أن سفر الملوك الثاني يعترف بالحصار الذي ضربه حزائيل على أورشليم (بيت المقدس) ولم يرفع عنها إِلا بعد أن قدم أهلها الذهب إِلى عاهل آرام. ثم تجددت هجمات مملكة إِسرائيل وغاراتها التوسعية بعد ذلك على أراضي آرام في مناطق حوض الأردن الأعلى, وتتابعت الحروب المتقطعة التي امتدت نحو قرن حتى الثلث الأخير من القرن الثامن ق.م. تتخللها أوقات هدوء وتوقف, ولكن حزائيل نجح في فرض سيادة آرام على معظم أرض كنعان, وشهدت إِسرائيل في أيام يوأحاز, الذي خلف ياهو أوضاعاً شديدة وعصيبة (أواخر القرن التاسع قبل الميلاد) بعد أن فرض عليها حزائيل تقييد تسلحها. وجاء وصف ذلك في سفر الملوك الثاني, (الإِصحاح 7:13) كما يلي: «لم يكن لجيش إِسرائيل إِلا خمسون فارساً و10 عربات وعشرة آلاف من المشاة لأن ملك دمشق أباد بني إِسرائيل وجعلهم كالغبار الذي تطؤه الأقدام).

ظلت آرام دمشق منيعة على أعدائها معظم القرن الثامن ق.م وهي ترد الهجمات الآشورية من الشرق وتحمي جبهتها الجنوبية الغربية في حوض الأردن. ولكن سلطة الملك الآرامي بعد حزائيل تضعضعت بسبب قوة الهجمات الآشورية, ولاسيما في حملة أددنيراري الثالث (810-783ق.م) فلم يتمكن برهدد الثاني (806ق.م) من المحافظة على إِنجازات حزائيل على الجبهة الجنوبية, وعادت مملكة إِسرائيل إِلى مواقعها السابقة بعد أن تولى يربعام الثاني العرش في السامرة (783-743ق.م). وراح يهاجم أهم الممالك الآرامية في دمشق وحماة.

بلغ الصراع الآرامي – الآشوري ذروته في أواسط القرن الثامن ق.م عندما تولى تكلات بلاصر الثالث عرش آشور (745-729ق.م) فقاد سلسلة من الحملات نحو الغرب انتهت إِلى القضاء على تحالف آرامي كبير بزعامة «متع إِل» ملك أرفاد وحليفه «برجاية» ملك «كتك» (لم يحدد موقعها وأسماء ملوكها إِلى اليوم), وضمن هذا الحلف «آرام كلها» كما ورد في نصوص سفيرة. وهو تعبير له دلالته, ولا يرد في أي نص آخر ويشمل كل العالم الآرامي القديم في سورية وحوض الفرات. إِلا أن الآراميين لم يتمكنوا عملياً من توحيد صفوفهم, واستطاعت القوات الآشورية الزاحفة القضاء على دولتهم تباعاً. فبعد احتلالها أرفاد والقضاء على حكم بيت أجوشي (740ق.م), مركز المقاومة في سورية الشمالية, سنحت الفرصة للتحرك جنوباً, عندما طلب ملك يهوذا «فقح» نجدة الملك الآشوري لحمايته من مملكة آرام دمشق وغيرها (734ق.م) واستجاب تكلات بلاصر الثالث للطلب فاجتاح المقاطعات الست عشرة التابعة لدمشق مع مئات القرى والمدن وأعمل الخراب فيها. وقتل بنامو الثاني ملك شمأل (سمأل), الذي انضم إِلى قوات آشور, أمام أسوار دمشق وحوصر رصين الثاني آخر ملوك آرام دمشق (740-732ق.م) إِلى أن سقطت المدينة بعد مقاومة ضارية امتدت إِلى الغوطة. ولاقت السامرة في شمالي فلسطين مصير دمشق في سنة 722ق.م. ثم حماة في سنة 720 ق.م. وبعدها عسقلان الفلسطينية في سنة 711 ق.م. وهكذا انتهى دور الآراميين السياسي في التاريخ القديم وأعيد تنظيم البلاد إِدارياً بتقسيمها إِلى ولايات تابعة للسلطة المركزية في نينوى عاصمة آشور.

ولكن الآراميين وحلفاءهم من الكلدانيين تمكنوا من الاحتفاظ باستقلالهم مدة أطول في حوض دجلة الأدنى, إِذ استولى أمراء آراميون على عرش بابل ووقفوا في وجه الهجمات الآشورية مدة ربع قرن ومنهم نابو مكين زيري (731-729ق.م) ومردك أبلا إِدينا (721-705/703ق.م). وفي خضم هذا الصراع المرير سبى الآشوريون عشرات الألوف من السكان الآراميين الذين نقلوا معهم لغتهم وعقائدهم كما تعرضت بابل للتدمير والتخريب وقضت الحرائق على أهم معالمها القديمة وقصورها ولاسيما على يدي سنحريب ملك آشور, ثم إِبان النزاع بين الأخوين آشور بانيبال (668-627ق.م), وشمش شوم أوكين (668-648ق.م). ومع ذلك فإِن الآراميين لم يقروا بالهزيمة, فأعيد بناء بابل التي سرعان ما استأنفت تصدّيها لمطامع ملوك آشور, واستطاع الأمير الكلداني نابو بلاصّر أو نابو أبلا أصّر (625-605ق.م) أن يعلن نفسه ملكاً على بابل وأن يشن على آشور حرباً لا هوادة فيها متحالفاً مع أعدائها المحيطين بها من الشرق والشمال (الميديون والسكيثيون). وانتهت هذه الحرب بالقضاء على مملكة آشور قضاءً مبرماً (609ق.م). وقامت على أنقاضها الدولة البابلية الثانية الكلدانية (605-539ق.م) التي كان من العسير التفريق فيها بين الكلدانيين والآراميين والعرب إِضافة إِلى البابليين, فقد اختلط الجميع وتمازجوا بقوة وعمق في إِطار ثقافة مزدوجة بابلية – آرامية كانت اللغة الآرامية أهم عناصرها, وظل الأمر على هذا النحو إِلى أن انتقلت السيادة السياسية إِلى ملوك الأسرة الفارسية الأخمينية (539-332ق.م) الذين عرف المشرق القديم في أيامهم وحدة ثقافية لغوية ـ اقتصادية قامت على أكتاف الآراميين لم يشهد لها مثيل بهذا الاتساع من قبل . وبعد سقوط الأخمينيين على يد الاسكندر المقدوني وقيام الممالك الهلنستية (السلوقيون والبطالمة) طغت الثقافة الهلينية على بلاد المشرق. إِلا أن اللغة الآرامية ظلت على الرغم من هذه المؤثرات أهم عامل في وحدة المشرق العربي القديم حتى الفتح العربي الإِسلامي (القرن السابع الميلادي).

مملكة آرام دمشق
ازدهرت مملكة آرام دمشق وازدادت قوة ونفوذ بعد إِبعاد الخطر الآشوري عن العالم الآرامي في غرب الفرات أحرزت مملكة آرام دمشق مكانة مهمة في النصف الثاني من القرن التاسع ق.م عندما تولى الحكم فيها حزائيل ويعني اسمه «ايل يرى» (841-805ق.م) الذي أنهى حكم أسرة برهدد ،و بقي ملك آرام دمشق سيد الموقف في معظم أصقاع العالم الآرامي فبسط سلطانه على جنوب سوريا, ومدّ نفوذه من وادينهر اليرموك إِلى (أرنون) نهر الموجب, و فلسطين ووصل إِلى بلدة جات شرق عسقلان . وامتدت مملكة ارام دمشق لتضم مناطق كثيرة من بلاد آرام

امتداد النفوذ الآرامي
سيطر الآراميون وحلفاءهم من الكلدانيين على منطقة حوض دجلة الأدنى وازداد النفوذ الآرامي في اتجاهات عديدة ، إِذ استولى أمراء آراميون على عرش بابل ومنهم نابو مكين زيري (731-729ق.م) ومردك أبلا إِدينا (721-705/703ق.م). وفي خضم هذا النزاعات، نقل الآشوريون عشرات الألوف من السكان الآراميين في مختلف أرجاء الهلال الخصيب، والذين نقلوا معهم لغتهم وعقائدهم كما تعرضت بابل للتدمير والتخريب وقضت الحرائق على أهم معالمها القديمة وقصورها ولاسيما على يدي سنحريب ملك آشور, ثم إِبان النزاع بين الأخوين آشور بانيبال (668-627ق.م), وشمش شوم أوكين (668-648ق.م). ومع ذلك فإِن الآراميين لم يقروا بالهزيمة, فأعيد بناء بابل التي سرعان ما استأنفت تصدّيها لمطامع ملوك آشور, واستطاع الأمير الكلداني نابو بلاصّر أو نابو أبلا أصّر (625-605ق.م) أن يعلن نفسه ملكاً على بابل وأن يشن على آشور حرباً لا هوادة فيها متحالفاً مع أعدائها المحيطين بها من الشرق والشمال (الميديون والسكيثيون). وانتهت هذه الحرب بالقضاء على مملكة آشور (609ق.م). وقامت على أنقاضها الدولة البابلية الثانية الكلدانية (605-539ق.م) التي كان من العسير التفريق فيها بين الكلدانيين والآراميين إِضافة إِلى البابليين, فقد اختلط الجميع وتمازجوا بقوة وعمق في إِطار ثقافة مزدوجة بابلية – آرامية كانت اللغة الآرامية أهم عناصرها, وظل الأمر على هذا النحو إِلى أن انتقلت السيادة السياسية إِلى ملوك الأسرة الفارسية الأخمينية (539-332ق.م) .

اللغة الآرامية
تنتمي الأرامية وهي احدى لغات سورية القديمة إِلى أسرة لغوية كبيرة عرفت في أوساط الباحثين باسم اللغات السامية وأقرب اللغات القديمة إِليها الكنعانية, وبينها وبين العربية عناصر مشتركة كثيرة في النطق والمفردات والتصريف وعرف المشرق القديم في ايامهم وحدة ثقافية لغوية و اقتصادية قامت على أكتاف الآراميين لم يشهد لها المشرق مثيل من قبل بهذا الاتساع وبهذه القوة ، وحتى بعد دخول الاسكندر المقدوني وقيام الممالك الهلنستية ( السلوقيين والبطالمة ) انتشرت الثقافة الهلينية في بلاد المشرق ، رغم ذلك بقيت اللغة الآرامية برغم التأثيرات الجديدة ظلت منتشرة ومن أهم عوامل وحدة المشرق القديم واستمرت بقوتها حتى دخول العرب المسلمين المنطقة ، وقد تأثرت الكثير من اللغات ومنها العربية بعد ذلك ب اللغة الآرامية .

الأدب الآرامي
لم تؤد التنقيبات الأثرية التي أجريت حتى اليوم إِلى العثور على الكثير من اثار الأدب الآرامي القديم في مناطق سورية بلاد ( آرام ) من أهم ما عثر علية من الآدب الارامي نقش كيلاموا ملك سمأل ونقش اخر يمثل ملك غوزاتا ( تل حلف ) ونقش تل الفخارية وهم من الاثار الارامية في سوريا على نهر الخابور وهي بلاد ارام الجزيرة السورية قلب العالم الارامي القديم ولعل مرد قلة المكتشفات يعود إِلى عوامل مناخية لم تبق على شيء كثير من هذه الآداب القديمة لأن أكثرها كتب على لفائف من البردي أو على الجلد, وهي مواد لا تصمد لعوادي الزمن كالحجر. أما أهم ما بقي من التراث الأدبي الآرامي القديم, فيمكن تعرّفه من المواقع التالية:

نقوش غوزانا وتل الفخارية و سمآل
غوزانا وسمآل وتل الفخارية

تعتبر غوزانا احدى الممالك الآرامية في سوريا ويعتبر نقش ملك غوزاتا من صلب الآدب الارامي اضافة للنصوص الملكية الارامية والتى تعود إلى منتصف القرن الثامن والتاسع ق.م في بلاد ارام في الجزيرة السورية نقش هدد ملك غوزاتا وكذلك نقش كيلاموا ملك سمأل والنقوش الآرامية في تل الفخار ، وقد تبلور الآب الآرامي في عدد من مدن آرام السورية ، وينبغي القول ان سيفوس المؤرخ الروماني كتب كتابه المعروف في التاريخ القديم اولا باللغة الأرامية السورية القديمة في عام 75 م وبعد ذلك باليونانية وهو النص الذي وصل إلى ايدى الباحثين ، ويتضح ان اللغة الارامية تطورت واصبحت لغة الادارة والتجارة والادب وغدت فيما بعد لغة عالمية .

نص دير علا
أو نبوءة الكاهن بلعم بن بئور.

مع ما يعتري النقوش على بعض جدران دير عّلا في الأردن من شكوك في ارتباطها بالآرامية لغوياً, فهي على الأرجح نصوص بلهجة آرامية قديمة كتبت بالحبر الأحمر والأسود على الجدران المكسوة بالكلس. وإِن وضع النص المؤطر ومحتواه يدعوان إِلى التفكير بأنه نسخة عن نص أدبي كتب مبدئياً على ورقة أو ملف من البردي أو من الجلد. ويذكر استخدام الحبر الأحمر من أجل كتابة العنوان أو بعض مقاطع العرافة . ولما كان هذا النقش قد أصيب بتلف شديد, فإِن محتواه يبقى عصياً على الإِيضاح, ويمكن أن يثير تفسيرات مختلفة. ومع ذلك فإِن البداية تتضمن حديثاً عن رؤيا تلقاها في الليل كاهن متنبئ يدعى بلعم بن بئور وفيها خبر سيء. وفي اليوم التالي نقل الكاهن متأثراً هذه الرؤيا إِلى الناس الذين يحيطون به… ولا يعرف شيء آخر من مضمون هذه الرؤيا.

نصوص فيلة
أو سيرة الحكيم أحيقار.

بين المخطوطات الكثيرة التي عثر عليهافيجزيرة فيلة (وهي إِلفنتين) مقابل أسوان (سيين)في الصعيد يمكن تعرف عدد من النصوص الآرامية من عصر آرامية الامبراطورية . أما أهم هذه النصوص فهي أمثال الحكيم أحيقار وقصته, وكانت هذه النصوص متداولة زمناً طويلاً في المدارس الآرامية في العصر الفارسي, وقد بقيت سيرة أحيقار أثراً شعبياً معروفاً في الشرق الأدنى القديم كله كما يتضح من الترجمات المأثورة في عدد من الآداب الشرقية, ولاسيما في الأدب السرياني. أما النواة الأساس في كتاب أحيقار فتتألف من مجموعة أمثال باللغة الآرامية الغربية من مصدر سوري قديم. وقد انتظمت هذه الأمثال في قصة تروي ما أصاب أحيقار من سعد ومن نحس, وهو «الحكيم البارع مستشار آشور كلها, وحامل أختام سنحريب ملك آشور».

وبقي اسم أحيقار مشهوراً في عصور لاحقة, لأنه يرد في لوح مسماري من العصر الهلنستي أدرجت فيه قائمة بأسماء عدد من المشهورين وفيهم أخوقار وهو أحيقار المذكور هنا على الأرجح. وقد عاش في مطلع القرن السابع ق.م . أما النسخة الأخرى لسيرة هذا الحكيم الآرامي فكتبت بلغة آرامية وبلهجة شرقية رافدية ( لهجة الجزيرة السورية ) ، وكان هدفها ترسيخ قيم الشرف والأمانة والإِخلاص لتربية أجيال من الكتّاب والموظفين الذين كانوا يعدّون للعمل في خدمة الدولة في آشور وبابل وفارس .

نقش بهيستون
أو تعاليم الملك داريوس بالآرامية.

ويتضمن هذا النقش نصاً تعليمياً لتأهيل الموظفين, وهو في الأصل نقش ملكي حُوّل إِلى نص مدرسي. وهذه وسيلة من الوسائل التي كانت تتبع لترسيخ الفكرة الملكية والإِخلاص في رؤوس أولئك الذين يعدّون للعمل في الدواوين في أنحاء الامبراطورية. يعود هذا الأثر إِلى الأيام الأولى من حكم العاهل الفارسي داريوس الأول (522/521 ق.م). وهو النسخة الآرامية من نقش تاريخي أعدّ بالخط المسماري وبلغات مختلفة كانت معروفة في بلاد الامبراطورية, هي الفارسية والعيلامية والبابلية, ليعمم ويعلن في مختلف الأصقاع.

ويمكن تأريخ النص الآرامي لنقش بهيستون في الربع الأخير من القرن الخامس ق.م أي بعد قرن تقريباً من اعتلاء داريوس الأول العرش, وهو يؤكد إِضافة إِلى ملاحظات أخرى, استخدام النص الآرامي في تعليم سيرة الملك ومآثره في مدارس الامبراطورية الفارسية وفي تربية أتباعه على الولاء له.

وقد كتب النص الآرامي لنقش بهيستون على ملف بردي طوله نحو ثلاثة أمتار, ويتألف من 190 سطراً, وفيه رواية لأخبار الحملات الأولى التي قام بها داريوس الأول لتوطيد أركان عرشه وقمع عدد من الثورات. وتتضمن الخاتمة وصايا وتعاليم أخلاقية موجهة إِلى من يتولى الحكم بعده, وفيها تحذير من الكذب والكذابين ودعوة إِلى الصدق وقول الحق, وتبشير بمباركة الإِله أهورا مزدا للصادقين ولأبنائهم من بعدهم.

نصوص قمران
أو مخطوطات البحر الميت الآرامية.

فىمخطوطات كتبت بالآرامية والعبرية عثر على عدد منها في مغاور قريبة من البحر الميت في فلسطين (1947) وقد أدى العثور عليها إِلى كشف النقاب عن نصوص آرامية مهمة يمكن تعرف مضمونها بمقارنتها بنصوص موازية في لغات شرقية أخرى معاصرة. ويبدو لأول وهلة أن معظم هذه النصوص الآرامية كتب ما بين القرنين الثالث والثاني ق.م. ومن أهم هذه النصوص أربع مخطوطات من سفر طوبيا. وليس من شك لدى الباحثين اليوم في أن هذا السفر كان قد كتب, أول الأمر باللغة الآرامية, ومن المحتمل أن ذلك كان ما بين القرنين الرابع والثالث ق.م بتأثير قصة أحيقار التي يفترض أن كاتب السفر قد عرفها. وهناك أيضاً سفر أخنوخ, الذي يضم الكتاب السماوي وكتاب الحرّاس وكتاب الأمثال وكتاب الحكماء ورسالة أخنوخ ويمكن أن يضاف إِليها كتاب العمالقة. كان سفر أخنوخ معروفاً بفضل الترجمة الحبشية, ولكن بعد العثور على إِحدى عشرة نسخة مخطوطة بالآرامية من هذا السفر في المغارة رقم 4 في موقع قمران, غدا من الواضح أن الآرامية كانت اللغة الأصلية للنص.

عثر على نصوص أدبية متنوعة من مصادر مختلفة مثل نص صلاة نابونيد, ونص مزيّف عن التكوين من الممكن أن يعود إِلى القرن الثاني أو الأول ق.م. وكذلك ترجوم سفر أيوب. واستخدمت اللغة الآرامية إِلى جانب اللغة المصرية الديموطيقية في كتابة بعض النصوص. ويوجد نص سحري مزدوج اللغة كتب بالمسمارية البابلية وبالآرامية ويعرف بنص أوروك (الوركاء), وكان أول من قرأه وترجمه فرانسوا ثورو ـ دانجان, ثم نشره أندره دوبون ـ سومر.

الحضارة الآرامية
الدين
يضم مجمع الأرباب عند الآراميين آلهة من كنعان وبابل وآشور, إِضافة إِلى آلهتهم الخاصة بهم. وللإِله عند الآراميين اسم عام هو بعل بمعنى سيّد, ويدعونه أحياناً بعل شميين (رب السموات) كما في نص زكر ملك حماة ولعش . وعبدت إِلى جانب بعل الربة الأنثى بعلت التي كانت تدعى ملكة شميين (ملكة السموات) ولبعض المناطق والمدن بعلها الخاص بها كبعل حمون وبل تدمر(بعل الأمانوس) وبعل البقاع (بعلبك). واتخذ الآراميون هدد إِلهاً للطقس كما في دمشق يرسل الأمطار فيخصب الأرض وينبت الزرع ويسبب الكوارث عندما تنحدر السيول من الجبال إِلى الوديان. وكان مقر بعل حمون في الجبل الأقرع (كاسيوس) في اللاذقية الذي كان له في حضارة سورية القديمة ما لجبل الأولمب عند اليونان في تاريخهم القديم. وكانوا يعتقدون أن الزوابع والرعود والبرق من الظواهر التي تدل على هدد الذي كان يطلق عليه في بعض اللهجات اسم أدد أو أدّو ويدعى أيضاً رمّون/ وبتأثير الحوريين أدمج هدد برب العاصفة عند الحوريين تيشوب ورشف عند الحيثيين. وكما تدل الشواهد الفنية يبدو هدد في نحت بارز من سمأل الواقعة في أعالي الأمانوس, في صورة رجل محارب حاملاً الشوكة الثلاثية والمطرقة رمز البرق والرعد. وفي ملاطية يبدو واقفاً على ظهر ثور. ثم اعتنق الآراميين الديانة المسيحية إلى أن جاءت الغزوات الاسلامية فارضةً عليهم الدين الجديد وما زال بعض سكان سورية الحالية يتكلمون اللغة الآرامية ويعتنقون الدين المسيحي مثل صيدنايا و معلولا قرب العاصمة دمشق

الآلهة السورية القديمة

وأهم معابد هدد في دمشق و حلب ومنبج (هيرابوليس) وبعلبك (هليوبوليس). وفي العصر الروماني عبد هدد في بعض المعابد بتأثير الثقافة الكلاسيكية اليونانية ـ الرومانية باسم جوبيتر, وعرف في دمشق باسم جوبيتير الدمشقي. وفي منبج عبدت الربة السورية أثارغاتيس إِلى جانب هدد, وكانت هذه الربة صورة مطبوعة بالهلينية لعشتارت وعنات, وكانت تدعى أيضاً «بنيت» أي ربة الذرية والنبوة وقد حمل الآراميون عبادتها من جبل سمعان وجبل بركات في سوريا إِلى وادي النيل ، ووصف الكاتب السوري لوقيان السميساطي (125-192م), الذي كتب باليونانية, معبدها في منبج في كتابه عن الآلهة السورية .

واختلطت عبادات الآراميين بعبادة آلهة أخرى عند جيرانهم, مثل إِل الكنعاني الذي كان يعد أباً لكل الآلهة, وأقاموا لهم بيوت العبادة حيثما حلوا, و سن إِله القمر عند الرافديين ويدعى بالآرامية شهر، ونابو رب الحكمة في بابل الذي حملوا عبادته حتى أسوان, وشمش إِله الحق والعدل في آشور وبابل.

الفنون الآرامية
شجع أمراء بيت بخياني وغوزانا في الجزيرة السورية وسمأل في كيليكية والأمانوس فناً تشكيلياً سوريا بأمتياز وابداع واضح ، ويوجد تشابه بين الفن ألآرامي والفن الحوري ـ الحيثي. ومن المؤكد أن السوريين في هذه المنطقة الشمالية من البلاد كانوا يرتدون ملابس تشابه مع ملابس الحوريين الميتانيين والحثيين من الممالك السورية الشمالية ، وقد انعكس ذلك على الفن التشكيلي, ومع ذلك فإِن الفنانين الآشوريين الذي زينوا القصر الآشوري في تل برسيب (تل أحمر) صوروا الآراميين بملابس مميزه . كما صوروا آراميي بابل ملتحين ويرتدون مآزر قصيرة ويضعون عمائم على رؤوسهم, أما النساء فكنّ يرتدين أثواباً طويلة. وهكذا فإِن الفن التشكيلي الآرامي ، والتصوير والنحت, عكس البيئات المختلفة للمجتمعات الآرامية ، في سوريا وفي المناطق الاخرى التابعة لحضارة الآراميين .

وتبدو الخصوصية في الفن الآرامي في العمارة, فالقصور تتصف بالغرف الواسعة, وتؤدي إِليها أبهاء تحمل أسقفها أعمدة منقوشة ومزينة بالنحت الجميل ولها شرفات واسعة من نموذج حيلاني, كما في تل حلف وعين دارة ( وسط سوريا ). ويبرز تطور فن العمارة في الأبواب وإِكساء الجدران. وفي بناء العتبات بالحجر البازلتي . أما التماثيل الكاملة المكتشفة فقليلة, وأهم المنحوتات عثر عليها في القبور الملكية في تل حلف وسمأل. أما التصوير فإِن الرسوم الجدارية تمثل مشاهد من الحروب والصيد والرحلات النهرية والبحرية وموضوعات ميثولوجية. وفي رسوم عن الطبيعة تختلط صورة الإِنسان بمخلوقات أخرى كما في الإِنسان ـ العقرب (من تل حلف). مسلّة برهدد ألآرامية التي نذرها للإِله ملقرت (من القرن التاسع ق.م).

الصناعة والتجارة في العصر الآرامي
الصناعة :

وبرع الآراميون في الصناعات المختلفة مثل صناعة الملابس الصوفية والكتانية والقطنية الجميلة, والأثاث الخشبي والجلود, وأدوات الكتابة, وفي صناعة الحليّ من الفضة والذهب والحفر على المعادن والعاج, وقد عثر على نماذج من العاج في أرسلان طاش (حداتو في شمالي سوريا), هي موجودة اليوم في متحف اللوفر. واشتهرت بعض المدن السورية القديمة منذ عصر أوغاريت وإِبلا وحماة وكركميش بالحفر على عاج الفيل الذي كانت قطعانه تعيش في سورية الشمالية في غاب العاصي حتى أواخر الألف الأول ق.م وقد صنع منه الحرفيون المهرة الأختام التي نقش عليها صور من الحياة اليومية والدينية والتماثيل والعلب والأمشاط واللوحات التزيينية واستخدموه لتطعيم الخشب كالموزاييك وغيرها الكثير من الصناعات التي برع فيها الانسان في فترة الحضارة الآرامية في سورية والمشرق القديم .

التجارة:

للتجارة في سورية القديمة ماض عريق يرقى إِلى إِبلا وأغاريت وماري وغيرهم من الممالك السورية القديمة . ولكن التجارة بلغت ذروة مجدها في العصر الآرامي. وكان التجار الآراميون يبعثون قوافلهم إِلى جميع بلاد المشرق القديم لتصل إِلى منابع دجلة والفرات شمالاً وإِلى مصر والحجاز جنوباً. واكتشف في العاصمة الآشورية نينوى بعض الأوزان البرونزية التي خلّفوها. واحتكر الآراميون التجارة الداخلية في البلاد ،كما سيطر الكنعانيون على التجارة البحرية في المتوسط والبحر الأحمر. ومن دمشق حاضرة البلاد السورية كانت تنطلق قوافل كبيرة باتجاهات مختلفة. وعمل ملوك آرام ولاسيما حزائيل على فتح طرق التجارة مع مدن فلسطين ومصر وشبه الجزيرة العربية.

واحتل التجار الآراميون مكاناً مهماً في البنية الاقتصادية للامبراطورية الفارسية الأخمينية فيما بين القرنين السادس والرابع ق.م فحملوا الأرجوان من مدن الساحل السورى (الفينيقي) وتاجروا بالأقمشة المطرزة والكتان والحجر الكريم واليشب, وجلبوا النحاس من قبرص, وخشب الأبنوس من إِفريقية واللؤلؤ من الخليج, ونقلوا العطور والعقاقير والزيوت والتمور والثمار المجففة, واتصلوا في رحلاتهم ببلاد بعيدة استوردوا منها التوابل والبخور. وكان يرافق التجار في رحلاتهم المسافرون والمغامرون وقد تميز التجار الاراميون بشكل كبير عن غيرهم . وهكذا تحركت في عالم الشرق العربي أسر وتنقلت من سوريا جاليات حاملة معها حضارتها ومعتقداتها وثقافاتها وعاداتها ولغاتها وهو ما أدى إِلى تفاعل بين أقطار المشرق العربي القديم وثقافاته وانتشار الثقافة والفن والتجارة الارامية في مناطق قريبة وبعيدة ، وهذا يوضح مدى ما كان علية الاراميون من حضارة وتقدم استمر مع تعاقب الحضارات بعد ذلك .

المصادر
^ محمد حرب فرزات. “الآراميون”. الموسوعة العربية. Retrieved 2009-04-27.
علي أبو عساف, الآراميون (1989).
محمد محفل, اللغة الآرامية (جامعة دمشق 1991).
https://www.marefa.org/%D8%A2%D8%B1%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%88%D9%86