قصة طريفة:أتكل على الرب

قصة طريفة:أتكل على الرب

كانت الساعة العاشرة ليلاً بينما أمرأة تحاور زوجها
المرأة : يا رجال غداً هل تذهب لفلاحة الأرض
الرجل: لو جاء مطر لا أما لو لم ينزل أكيد( بثقة)
المرأة: قل يا رجل بأذن الله
الرجل: لماذا أقول لأنه لا يوجد غيرهما.. أما أن أذهب
أو لا أذهب بحسب الجو..
حاولت كثيراً أن تقنعه بأن يذكر الله قبل أي عمل أي لو شاء الرب سيعمل ويسمح له لكنه أصر على قراره وخلد للنوم.
وفجأة بمنتصف الليل قرع بابه فصرخت زوجته
المرأة : قم يا رجل هناك من يقرع على الباب
الرجل: من يكون هذا قليل الذوق ويأتي بهذا الوقت
المرأة: ربما شخص محتاج هيا أفتح لقد تجمد من البرد
يفتح الباب وإذ برجل غريب قد أضاع طريقه لقريته
الضيف: أرجو المعذرة لقد أضعت الطريق لقريتي هل يمكنك أن تدلني على الطريق؟
قال الرجل: أكيد سوف أدلك هيا بنا ..
المرأة: إلى أين يا رجل ؟؟
الرجل: سوف أوصل الغريب لمفرق الطريق المؤدي لقريته
و أعود .
المرأة: قل بأذن الله سأعود
الرجل: يكفي ياأمرأة هل أضيع في قريتي أكيد سأعود بسرعة
خلال دقائق معدودة المفرق قريب من هنا
الضيف: المعذرة مرة ثانية منكم ( يذهبون)
بعد أن يدله على الطريق ويهم بالعودة فجأة تحدث عاصفة قوية
وتصعب الرؤية ويفقد هذا الرجل الطريق للعودة لبيته برغم قربه
منه فيدور في حلقة لا يعرف بأي أتجاه يسير حتى أدركه الصباح
فعرف الطريق وعاد لبيته فقرع الباب
سألت الزوجة: من القارع ؟؟
أجاب الزوج: بأذن الله زوجك.
أخوتي ليكن كل شيئ في حياتنا بأمر وبأذن الرب فهوالذي يسمح بحدوثه وبه يكون كل شيئ
تحيات أخوكم بالرب ابن السريان

الراهب والصياد قصة وعبرة
الراهب والصياد

أعتصم راهب في صومعة على جبل بعد أن قرر أن يتفرغ لربه وتكريس حياته له فكان يقضي
معظم وقته بالصوم والصلاة لربه وحيداً لا يقابل أحد منعزلاً عن العالم الخارجي ومرت السنون وغز الشيب لحيته وأثلج رأسه فطلب من ربه ذات مرة:
أن يعرفه إلى أي درجة من التعبد والصلاح وصل بعينه بعد أربعين عاماً من التعبد على الجبل
فظهر له ملاك الرب وقال له : يقول لك الرب أنزل للشاطئ سترى هناك صياداً يصيد سمكاً
فدرجتك هي كدرجة ذاك الصياد فأقضي يومك هناك ستعرف كل شيئ.
ورحل الملاك مودعاً الراهب .
على الفور نزل الراهب لشغفه لمعرفة ما توصله بعد أربعين عاماً من التعبد والصلاة والصوم
ما أن وصل الشاطئ شاهد رجلاً قد وضع سنارته في البحر وثبتها بحجر وفي رقبته خرج .
قال الراهب لنفسه: أي عمل مميز يقوم به هذا الصياد فقط يصيد السمك أي تعبد أو صلاة يقدمها
للرب دعني أنتظر ربما هناك شيئ يقوم به! .
بعد أن ثبت الصياد السنارة بدأ يلتقط الحجارة من الشاطئ ويرميها نحو السماء قائلاً:
أين رأسك يا رب حتى أكسره ولن أقف حتى تعطيني رزقي…
وهكذا في كل حجرة يرميها يقول هذه العبارة.
أحتار الراهب من هذا الموقف رجل كبير السن يقوم بهذا العمل ودرجته لدى الرب كدرجته هو
الذي تعب أربعين عاماً بالصوم والصلاة والوحدة.
قال في نفسه ربما هناك ما يفعله يستحق أن يذكره الرب له
لكن يمر الوقت وهو يستمر بقذف الحصى نحو السماء ويكرر تلك العبارة .
لم يتحمل الراهب هذا وكان قد جاع كثيراً وعطش أيضاً فذهب للصياد وألقى التحية عليه فرد الصيادعليه بأفضل منها سأله الراهب لما تفعل هذا أليس حرام أن تقول ما قلت:
فرد عليه الصياد : إن الرب صديقي وليس لي سواه هنا كما ترى نحن لوحدنا فقط
لا يخلى الأمر من بعض الناس أمثالك يمرون من هنا قاصدون القرية .
سأله الراهب: هل لك أولاد؟
أجاب: نعم لقد أنعم الرب علي بخمسة لذا أطلب منه المعونة في رزقي لأنه هو من أعطاهم لي.
الراهب: أهكذا تطلب المعونة من الر ب!!
الصياد: هذا ربي وأنا وهو أحرار نفعل ما نشاء ولا أحب أن يتدخل بيننا أحد!
أستغرب الراهب من هذا الحب ومن هذا التصرف !
جاع لدرجة تغلب الجوع على تفكيره والعطش فطلب من الصياد قائلاً: هل معك ماء لأشرب
الصياد: نعم تفضل ناوله المطرة( أناء مصنوع من الجلد لحفظ الماء به) لكن بقي بها القليل جداً
الراهب: ليس فيها ما يكفينا يا أخي؟
الصياد: أنت أشرب لا عليك أنا أعرف كيف أتدبر أمري فأنت غريب عن هنا !
شرب الراهب الماء وأعاد القربة أو المطرة له فارغة
الراهب : لقد جعت كثيراً هل عندك ما يسد جوعي
الصياد: أجل فخير الله كثير تفضل . ناوله رغيف خبز
أكل الراهب الرغيف كله وبعد أن شبع سأله لما لا تأكل أنت ألم تجوع؟؟
الصياد: بلا لقد جعت لكن لا يوجد لدي ما أكله لقد أعطيتك كل ما عندي من الخبز
هنا بدأ الراهب يضرب على رأسه قائلاً: ماذا فعلت بنفسي الآن عرفت ما قصد الرب بالعبادة
العبادة ليست فقط بالصوم والصلاة والتنسك بل تكون مقرونه بالأعمال .
فقرر الراهب النزول من صومعته للعالم ليخدمهم في النهار ويتعبد ربه في الليل .
قائلاً الصوم والصلاة لا تكتمل بدون الأعمال…
تحيات أخوكم بالرب
م: سمير روهم 17.08.2009

أخوكم: أبن السريان
الليرات الذهبية السبع (قصة)

الليرات الذهبية السبع (قصة)

جلس زوج مع زوجته بجانب المدفأ يتسامران بعد تعب يوم شاق بينما خارجاً المطر ينهمر بغزارة ويهب الهواء من كل صوب فجأة يقرع الباب الخارجي للدار بقوة كمن يطلب نجدة أو حاجة .
سألت الزوجة من عسى يكون هذا في هذه الساعة ؟
أجاب الزوج: ربما أحد الجيران يحتاج شيئ
أجابت الزوجة بهذه الساعة المتأخرة من الليل وبهذه الأثناء أرتفع صوت االقرع أكثر فقالت هيا يا رجل يكاد أن يكسر الباب من كثرة القرع
فهب الرجل وفتح الباب وإذ برجل عجوز منهك وثيابه مبتلة ويرجف من برده فدعاه الزوج ليدخل: هيا تفضل يا عم فقال له العجوز: المعذرة منكم لقد جئتكم بوقت متأخر لأنني أضعت السبيل لقريتي .وعندما لمحت نوركم أتجهت نحوه لطلب الأحتماء من المطر والبرد .وبالغد أستهل الرحيل
قال له الزوج: تفضل يا عم البيت بيتك لا عليك
دخل العجوز بعد أن خلع معطفه المبتل وحذاءه الملوث بالطين
هرعت نحوه الزوجة قائلة: أهلاً بك يا عم أسترح ريثما أحضر لك ماءً ساخناً لتغتسل ثم أحضر الطعام لتأكل أهلاَ بك
فجلس العجوز أمام المدفأة لتغزو الحرارة جسده فيرحل عنه البرد
مرت لحظات أحضرت الزوجة الماء الساخن وبينما أغتسل العجوز كانت قد أحضرت له الطعام فكان يأكل بشراهة من كثرة جوعه.
وشاهد العجوز نظرات الاستغراب منه فقال: أراكم تنظرون لي بأستغراب فأنا منذ الصباح خرجت من قريتي وحتى الآن لم أذق زاداً
قال الزوج: بالهناء يا عم الطعام كثير الحمد لله
كانت الزوجة تحضر الشاي فجلبته بعد أنتهاء العجوز من طعامه وبينما يشربون الشاي قال لهما العجوز: أريد أن أشكركما على معروفكم معي
سوف أعطيكم ست ليرات ذهبية على ما قمت به
الأثنان: ماذا فعلنا؟؟
قال : 1- أستقبالكما ليرتان 2- تحضير الماء الساخن والطعام ليرتان
3- تحضير الشاي والنوم عندكما ليرتان أي ست ليرات .أشكر الله لأنني أملك هذه الليرات ويبقلا معي ليرة واحدة لغدر الزمان
شكرا الزوجان عطيته وخلدا الجميع للنوم
لكن الزوج دخل الطمع قلبه قال في نفسيه سوف أسرق هذه الليرة الباقية منه وغداً سيرحل ولن يعرف بها إلا مؤخراً ولن يقدر أن يثبت شيئ علي
بعد أن فكر ملياً وعرف بأن العجوز قد غرق في نوم عميق من شدة التعب أقترب منه خلسة وسرق منه الليرة .
في الصباح الباكر أستيقظ الزوج وطلب من زوجته أن تحضر الفطور بسرعو لهم لكي يتناول العجوز ويرحل بأسرع وقت قبل أن يشعر أهل القرية به كانت الزوجة قد عرفت بما قام به زوجها فكانت متوترة ومرتبكة خجلاً من الضيف.لاحظ هذا العجوز فقال مبتسماً:
لما كل هذا التوتر يا أبنتي البارحة لم تكوني هكذا هل لأجل الليرة الباقية
كنت قد نويت أن أقدمها لكما اليوم جزاء هذا الفطور لا عليك .يدخل يده في جيبه. أسرعت بالعتذار : يا عم أرجو المعذرة وأغفر لزوجي ما فعله معك البارحة توقف العجوز عن البحث وقال: ماذا فعل ؟
أجاب الرجل لقد سرقت منك الليرة الباقية. أنت لم تشعر بي
أجاب العجوز: يا ولدي كنت أعرف بأن الطمع سيدخل قلبك وشاهتدك تسرقها لكن ما أردت أن تعرف خوفاً من أن ترتكب خطأ أكبر وتقتلني
الزوجة : سامحنا يا عم وخذ هذه الليرات أيضاً نحن لا نريدها الله هو يجازينا على عملنا.
سر العجوز بقولهم فقال: أبنائي أعطيتكم ست ليرات هي ست أيان الأسبوع التي وهبها الله للبشر للعمل بها
أما السابع فهو لي أي لله لكن طمع البشر فاق حده حتى هذا اليوم أخذوه من الله .
يوم الرب هو اليوم الذي تستريح من العمل لنفسك وتعمل ما لله تصلي به وتشكره على عطاياه وتقوم بواجبك الديني نحوه أما أنتم ياه تقضونه في اللعب والتسلية والتجارة وووو…..وتنسون الله بهذا اليوم.
خذوا كل الليرات لكن لا تهملوا يوم الرب
وغادرهم العجوز وترك لهم المال لربما لن يعود للعمل بيوم الرب
أخوكم: سمير روهم

أخوكم: أبن السريان
الضفدع والعقرب والأفعى قصة غريبة

 

الضفدع والعقرب والأفعى
كان صياد سمك ينتظر رزقه بعد أن رمى بالسنارة في النهر.
شاهد عقرباً يمر من جانبه لم يرغب في قتله فقال هذا أيضاً مخلوق مثلي يبحث على رزقه.
وتمر لحظات قليلة في سكون وترقب لتعلق سمكة بسنارته وفجأة.
أخترق السكون والصمت المخيم على ضفه النهر مشهد لا يوصف إلا بالخيال.
شاهد ضفدعاً يحمل على ظهره العقرب الذي لم يشأ قتله ويسبح به للضفه الثانيه من النهر .
غمر الصياد شعور بالأستغراب والحيرة من هذا المشهد العجيب ربما لا يصدقه المرء.
لو رواه له آخر أكيد كان سيكذبه أو لا يصدقه , وهذا ما دفعه لترك السنارة ويسبح بسكوت لكي
لا يخيف الضفدع ليعرف ما السر من هذا العمل العجيب والغريب.
ما أن وصل الضفدع الضفة الثانية حتى نزل العقرب وتابع سيره نحو منزل الصياد وهنا أصابه
شعور بخوف منه اراد قتله لربما يلدغ أبنه الوحيد وعمره سنتين أو زوجته الحبيبة لكن ذلك المشهد حال دون فعل ذلك فتركه ليعرف القصد من كل هذا تابع العقرب طريقه كأنه بمهمة يسرع من خطواته
فدخل البيت حيث يرقد الطفل وهنا أزداد خوف الصياد فأسرع وأخذ رفشاً لتفادي الكارثة وأنقاذ أبنه
فدخل مسرعاً للغرفة فشاهد مشهداً أغرب من ذي قبل .
شاهد أفعى كبيرة كادت تقترب من طفله النائم تتصارع مع العقرب الذي يمنع وصولها له فوقف مصدوماً
بلا حركة من غرابه المشهد كأنه في فلم سينمائي أو في حلم أو كابوس يريد اليقظة قبل حدوث مكروه
لوحيده.وتمر لحظات عصيبة عليه وموقف لا يحسد عليه .لم يفكر قط في مساعدة العقرب بمعركته
أو يحاول قتل الأفعى لصدمته الكبيرة .
هو في غيبوبة شبه كاملة والعقرب المسكين غارق بمعركة حاميه ما أن مرت دقائق حتى شاهد الأفعى تلتوي من األمها لقد أمسك العقرب برأسها ولدغها وبعد أن تأكد العقرب من موت الأفعى عاد أدراجه لضفة النهر .هنا وقف الصياد مذهولاً من حمكة ربنا وسبل الخلاص عنده فترك أبنه والأفعى الميته
وتبع العقرب ليكمل بقيه السر لقد شاهد الضفدع هناك كان ينتظره ليعيده للطرف الآخر أو ربما له
مهمة آخرى لا يعلم بها غير الله .هنا شكر الرب على أنقاذ أبنه وعاد للبيت ناسياً الصنارة والصيد
ليخبر زوجته بما حصل بالطبع لم تصدقه زوجته لو لم ترى بأم عينها الأفعى مطروحة على الأرض.
أخبروا أهل القرية وحافظوا فترة طويلة على دليل قصتهم ليصدقها الناس .
أخوتي ربنا لا يفقد سبيلاً لخلاصنا جسدياً وروحياً.
تحيات أخوكم بالرب
م: سمير روهم
أخوكم: أبن السريان
زمن الله وزمن البشر

زمن الله وزمن البشر

في أحدى الأحياء بمدينة أختلطت فيه الأديان من مسيحي ومسلم وموسوي حيث
يجتمع رجالها في المقهى يتسامرون ويتحادثون بكل محاور الحياة ومنها الدين
ذات مرة قال مسيحي لأخيه المسلم هل تعلم إن لحظة من الزمن عند الله تعادل
سنين لدى البشر أستغرب من قوله هل يعقل أن يكون الاختلاف بهذا الحجم فسأل المسلم : من قال لك هذا ؟
أجاب هذا ما ذكره لنا الكاهن في الكنيسة بالأمس قائلاُ مكتوب أن سنة لدى الله تعادل ألف سنة من حياتنا على الآرض.
المسلم: هل صدقت هذا القول فالزمن هو واحد بكل مكان هنا وعند الله أيضاً
أجاب المسيحي : أنا أؤمن بأختلافه وحسب.. لكن كيف لا يهمني.
غادرالمسلم قائلاً أنا لا أصدق هذا القول يا رجل وداعاً
ذهب المسلم لكنه يفكر بهذا القول برغم عدم تصديقه لكن أراد معرفة هل يختلف
وإن أختلف فكيف يكون هذا .
في اليوم التالي صباحاً ألتقى بجاره وهو ذاهب للجامع ليصلي وبينما المسيحي ذاهب للكنيسة .ألقى التحية وقال يا اخي قل لي كيف يكون الفرق بين الزمنين ؟
أجاب المسيحي أنا لا أعرف لكن الذي كتبه في الكتاب المقدس هو يخبرك به وذهب
تابع المسلم طريقه للجامع ودخل ليغتسل قبل الصلاة كالعادة وكان هناك آخرون يغتسلون ألقى التحية وبدأ يغسل يديه ثم وجهه وعندما رمى الماء على وجهه رحل لعالم آخر بلمح البصر فرأى نفسه فتاة تغتسل على نبع ماء وحولها الشجر فقالت ماذا أفعل هنا لوحدي لا أحد غيري؟
فسمعت صوت راعي للغنم يعزف على الناي أختفت خوفا منه فكان الراعي شاب وسيم وحميد الأخلاق كان قد شاهدها من بعيد لم يشأ أن يخيفها أقترب من النبع وشرب وملئ قربته ماء وقال أشربوا يا خرافي المباركة فهنا هدية من الله لنا .
هيا أخرجي يا بنت الحلال وعليك الأمان لن يمسك مكروه مادمت حياً فخرجت الفتاة خائفة أرجوك لا تمسني وأستر علي .
أجاب قلت عليك الأمان لكن من أنت وكيف أتيت إلى هنا
أجابت لا أعرف ما أسمي ولا كيف أتيت
فقال الشاب: هيا معي لنذهب لمنزلنا ليس بعيداً من هنا وسوف تسر أمي بك كثيراً
ذهبا للمنزل القريب من النبع من الطرف الآخر له دخل الشاب على أمه فرحاً
أمي لقد جلبت لك هديه من الله .
سألته ما الهدية يا ولدي ؟
قال: هذه أليست جميلة أجابت الأم: أهلاً بك يا بنتي في بيتك الله يستر عليك
أنها رائعة الجمال كيف وجدتها بهذا القفر
أجاب : هي سوف تجيب عليك .فسمع الحوار والده فدخل عليهم قائلاً: هل مسستها بسؤ
أجاب الشاب لا يا أبي أنت تعرفني
قال الأب : هذا ما توقعته منك هيا معي لنتحدث ودعها ترتاح مع أمك
خرجا وتركا الفتاة مع الأم لتهتم بها
الأب: قل لي يا أبني من أين عثرت عليها ؟
الأبن : لقد وجدتها على النبع تغتسل وجلبتها لهنا خوفاً من الحيوانات البرية
الأب : حسناً فعلت . أسمع يا ولدي أنت وحيدي وبلغت العشرين وحان موعد زواجك ما قولك بهذه الهدية التي أرسلها الرب لك أن تتزوجها
الأبن أنها هدية رائعة وكلي يقين أن هدية الرب طاهرة وفتاة صالحة لكن هل تقبل؟
الأب سوف تسألها أمك لكن بعد أيام ومرت الأيام فقالت الأم : يا بنتي ما قولك هل تقبلين أبني زوجاً لك لأنك غريبة ولا تعرفين ناسك ولا السبيل للوصول لهم
الفتاة : أجل أقبل فهو شاب رائع وشهم وصان كرامتي .
تزوج الشاب الفتاة ومرت سبع سنوات على الزواج أنجبت له أربع أولاد .
ذات يوم ذهبت لتغزل الأولاد على النبع مثل كل مرة فغسليتهم وطلبت منهم الرجوع للدار لكي تغتسل هي وعندما رمت الماء على رأسها فجأة وجدت نفسها في الجامع
وعادت رجلاً يغتسل قبل الصلاة هنا قال يا جماعة أين نحن؟
فرد عليه رجل بقربه ماذا أصابك يا رجل أنك من لحظة رميت الماء على وجهك
هنا أدرك أنه في لحظة أقل من ثانية أمض فيها سبع سنوات
الآن عرف قصد جاره المسيحي والاختلاف بالزمن بعد أن أتم صلاته ذهب لجاره
قائلاً : لقد صدقت يا أخي بقولك بأن الزمن عند الله غير زمننا نحن وأنا عشته
أجابه ألم أقل لك من كتبه في كتابه يعلمك وها هو أخبرك بل عشته بنفسك
شكر الرجل الله على كل شيئ وعاد ليخبر أخوته بما حدث معه.
أخوكم:  ابن السريان سمير روهم

الساعه اللأخيرة قصة قصيرة

الساعه اللأخيرة

دانت ساعه الوداع الأب مطروح الفراش والأبناء والأحفاد من حوله جمعهم بعد ترجي طويل
الجميع خير بابا لما دعوتنا جميعاً
الأب : أسمعوني ولا تقاطعوني .
الجميع: أجل كما تريد
أصغرهم: جدوا أخاف على صحتك
الأب: لن تخاف عليها بعد ألان..( ظهرت بوادر حزنٍ على أغلبهم ).. فقال لا تحزنوا علي
فأنا لا أستحق أن تذرفوا دمعه علي .
الجميع: لا تقول هذا.
الأب : لا تقاطعوني.. قلت هذا لأنني أخطأت لكم جميعاّ وأخطأت لأخوتي وأقاربي وأصحابي
وأضعت شبابي وحياتي دون أن أستمتع بها مع من أحبوني .
– لقد أضعت أيام وسنين ولم أستغل فيها الأستمتاع مع من أحبتني أمكم قضيتها بالقال والقيل
ولم أحسب لمثل هذه الساعه سامحيني زوجتي الحبيبه.
– وأنت يا أبني الأكبر.. لقد أجبرتك على دراسه ما كنت أحب أنا وحرمتك من دراسه ما تحب
وحاولت أن تنجح بما أخترته أنا لك.سامحني يا ولدي.
– أما أنت يا من فرقتك عن ما تحبها وتزوجت على رغبه أهلك ودفنت مشاعرك في قلبك.
سامحنا يا أبني.
– وأنت يا حبيبه أبوك من حبنا لك حجزنا حريتك حتى جاء الفرج بزواجك سامحيني لأنانيتي.
– أما أخوتي فرقنا المال وحرمنا من لحظات السعادة معهم لو تنازلت قليلاً عن كبرياء لعشت
بحبهم وسعدت بقربهم..بلغوهم ندمي و ليسامحوني.
– أما جاري ورفيقي وأصحابي لم أعرف كيف أحبهم وأن أسعد برفقتهم كنت أغضبهم مني
كل مرة نلتقي بالعناد على ما أريد و كنت أريدهم كما أحب أنا ولم أقبلهم كما هم بلغوهم
ندمي وأعتذاري وليسامحوني ..
– أكبر ندم هو لم أعرف كيف أستثمر الوزنات التي وهبها الرب لي والنعم التي منحها لي
أعظمها حبه لنا ونصحه الدائم بالرجوع عن الخطأ ولكن لا حياة لمن تنادي..بقيت على
أخطائي وعيوبي ولم أتوب له في شبابي والآن حانت الساعه والندم لا يفيد بعد فوات الأوان.
ربما ..ربما سامحني الله على ندمي المتأخر ….
أسمعوا كلمه أخيرة مني ربما تكون عبرة لكم ..
– لا تتأخر في الأعتذار من من تحب لكي لا تندم مثلي.
– لا تبخل بالتنازل لمن تحب لتكسبه بقيه الحياة.
– أحب الآخرين كما هم لا كما تحب أنت أن يكونوا.
– أسلك في طريق الرب وأستثمر الوزنه المعطاة لك.
– عش يومك بحب الآخر لن تندم آخر عمرك.
– لا تضيع ساعه من عمرك في زعل من تحب (والدين – حبيبه – أهل – أصحاب -……).
أودعكم أنا راحل لا تبكون على من عاش في الباطل..
لقد رحل و الندم ينخر في لحمه وعظامه ..
أخوتي لا تجعلوا الندم ينخر فيكم ولا تضيعوا لحظه من الحياة بحقد أو خصام .
عيشوا الحياة كلها بحب وهناء مع من تحبون….
تحيات أخوكم بالرب لبن السريان
م:سمير روهم

الحلم والحقييقة قصة قصيرة

الحلم والحقيقة
قاربت الساعه الواحده صباحاً أدركني النوم أخيرا ً ذهبت للفراش ونمت كالعادة .
هذا شيئ طبيعي أما غير الطبيعي هو أنني أستيقظت من النوم بعد ذلك فوجدت نفسي في مدينه
عجيبه وغريبه رائعه الجمال فيها الهواء نقي عليل وأخضرار الشجر ليس له مثيل فتشعر بسعادة
لاتوصف وحب جارف لا يتوقف , فتسألت أين أنا ؟ وما هذه المدينه وأين تقع في العالم؟
هل يعرفها الآخرون؟
تكاثرت الأسئله في ذهني وفجأة رأيت ناسها يتمشون في شوارعها الخاليه من المركبات ومن حولهم الحيوانات بكافه أشكالها البرية والأليفه .
أسرعت لسؤال أحدهم. بالله عليك قل لي أين أنا؟
أجاب أنت هنا في مدينتك.
قلت لكن هذه أول مرة أراها وأنا من كوكب الأرض هل هذا المريخ أم عالم آخر؟
أجاب لا هذا ولا ذاك هذه الأرض الثانيه
قلت هل يوجد أرض غير التي أعرفها؟
أجاب: نعم.. وهنا قاطعنا صوت من السماء لقد حضر ملك الملوك ..
تجمع الناس بلمح البصر وبسرعه الصوت وربما أكثر وهنا كان العجب الأكبر
سطع نور عظيم وفاض حب ملء الكون منه وسمعت ألحان موسيقيه لم ولن يستطيع البشر تلحينها
تدخل القلب وتسر الخاطر وتبهج النفوس ثم تصاعدت ترانيم وتسابيح لتمجيد الملك..وسجد له كل من في المدينه , و بلا شعور سجدت أنا أيضاً لعظمه هذا المشهد الرائع.
سجد الجميع حباً وليس خوفاً من جبروت, هذا لا وجود له في مدينتهم .
سمعت صوتاً ينادي يا بني … رفعت رأسي لأنني شعرت بأن النداء لي.. أنا يا سيدي
أجاب الصوت : أجل أنت ماذا تفعل هنا ؟
قلت : لا أعرف يا سيدي لقد وجدت نفسي فجأة عندكم .
الصوت هدر مثل الرعد قائلاً: أنظر ألا ترى أنك مختلف عن الجميع
وهنا أنتبهت بأن الجميع كان بزي واحد ( ثوب ناصع البياض) أما أنا كنت مرتدياً لباسي العادي
فقلت له هل أذهب وأبدل لباسي ثم أرجع لهنا..
قال ضاحكاً: حتى لو لبست لباساً أبيض لن يكون مثل هذا البياض.
فقلت: المعذرة سيدي لماذا؟
قال: بكل حب وحنان يا بني هذا البياض من الداخل وليس من الخارج فالخارج يعكس ما في الداخل
هنا حزنت كثيراً لأن داخلي كان ملوث مثل ماء المجارير النتنه وتفوح مني رائحة كريهه.
قال الملك سوف أعطيك فرصة كما أعطيت من قبلك لكل البشر أذهب ونظف داخلك وترانا جميعاً
في أنتظارك .
فقلت أنت يا سيدي تنتظرني ….
أجاب بكل حنان أجل يا بني فأنا أنتظركم جميعاً منذ زمن لقد أعددت لكم أرضاً وسميتها الفردوس..
هنا عرفت أين أنا وما هذه السعادة وهذا الحب العظيم بين الجميع..لذا ما كنت أريد أن أتركه لحظة.
قال لي هيا يا بني عد لموطنك ونظف نفسك ..
فقلت بسرعه سيدي كيف أنظف نفسي ..
قال: عندك الكتب السماوية والمرسلين وعلى رأسهم أبني الحبيب .
هنا دق جرس المنبه فقت من نومي مذعوراً ومندهشاً من هذا الحلم فقلت الحمد لله أنني عائش ..
وهرعت مسرعاً أرتدي ملابسي وأطهو قهوتي لأذهب لعملي بدون تأخير..
وضعت ثانيه بين مشاغل الحياة ولم أعد أتذكر المنام أو الوحي ونسيت تنظيف نفسي .

أخوتي لا تنسوا أنفسكم بين مشاغل الحياة وهمومها تذكروا تنظيف داخلكم للسعادة الأبديه.
تحيات أخوكم بالرب ابن السريان
م: سمير روهم

شجرة التوت قصة قصيرة

شجرة التوت
هل تعلمون قصة شجرة التوت أنها الشجرة التي كبرت معي فكبرت ذكرياتي معها
كانت صغيرة في وسط الدار أعتنى بها والدي كما كان يعتني بي فكبرنا سوية
ومرت الأيام فكان يكبر حلمي مع كبر الشجرة وتزرع ذكرياتي في كل غصن ينمو ويحمل أوراق ناعمة كبرت الشجرة وكبرنا تلاحمت أحلامنا وتعانقت ذكرياتنا عبر الزمن بفرح وترح فكانت ملاذي من خوف أن تضربني أمي لخطأ وقعت به فكانت تحتضنني بحنان وتخفيني بين أغصانها وأوراقها وكأنها تقول لي لا تخاف يا صديقي أنا هنا لحمايتك وكانت تتلقى الضربات من أمي عوضاً عني وتتقاذفها الشتائم بسببي لأن أمي لم تتمكن مني
كيف أنساها وكانت تسمع شكوتي من الحياة وتحميني من حر الصيف اللاذع وتلعبني بين أغصانها فأتنقل من غصن لأخر دون أن تتذمر أو تشكي حملي وشقاوتي كانت تسمعني وأنا أنشد لها قصيدة للتو تعلمتها فكانت تطرب لها فتتراقص أغصانها وتهز بأوراقها فرحاً بي كأنها تقول لي ممتاز يا شاطر
لم أجد من يسمعني لأن أمي كانت منهمكة في أعمال المنزل ورعاية أخوتي الصغار ووالدي منهمك في عمله وعند العودة للمنزل كان يخلد للراحة فكانت تقول أمي بلا صوت يا أولاد أبوكم تعبان وبدو ينام لم أجد من يسمعني غيرها
كيف أنساها وكانت الصديق الوفي . لكن لم أكن الوفي معها لقد تركتها وحيدة وهاجرت للغربة أبحث عن راحة وتركتها لقدرها مع الزمن وذات مرة سمعت خبراً قاتلاً وحز في نفسي لقد نحرت وألقيت في نار لتسلق حنطة الجيران حتى بعد موتها قدمت لنا آخر خدمة لم يعلم الجيران وأهلي بأنهم حرقوا معها ذكرياتي الحلوة..
كيف أنساها … هل بهذا الزمان صديق مثلها
لقد رحلت عن العالم لكن في قلبي خالدة ذكراها
أخوكم: أبن السريان 28.01.2010

قصة الملك: الحلقة 1-2-3
قِصَّةُ المَلِكِ
يُحْكَى فِيْ قَدِيِمِ الْزَّمَانُ كَانَ هُنَاكَ مَلِكٌ ظَالِمٌ جَدَّا لِشَعْبِهِ لَا رَحْمَةَ فِيْ قَلْبِهِ وَلَا يُؤْمِنُ بِالْرَّبِّ خَالِقُ الْكَوْنِ
وَكَانَ يَعْتَقِدُ بِخُلُودِهِ وَلَنْ يَمَسُّهُ الْمَوْتِ يَوْمَا .
ذَاتَ لَيْلَةٍ فِيْ نَوْمٍ عَمِيْقٍ شَاهِدٌ حُلْمَا غَرِيْبَا وَفِيْ الْصَّبَاحِ الْبَاكِرِ أَسْتَيْقِظُ عَلَىَ غَيْرِ عَادَتِهِ فَرَأَهُ الْخَدَّمَ يَتَجَوَّلُ فِيْ الْحَدِيْقَةِ قَلْقْ وَتَبْدُوَ عَلَيْهِ عَلَامَاتُ الْتَّعَبِ وَالأِرْهَاقٍ فَهُرِعَ نَحْوَهُ الْخَدَّمَ لِتَّقْدِيْمِ الْطَّاعَةِ وَالْخَدَمَاتِ لَهُ
قَائِلِيْنَ بِمَاذَا يَأْمُرُنَا جَلَالَ الْمُلْكِ .. قَالَ هَلْ سَمِعَ أَحَدٌ مِنْكُمْ صَوْتِيّ لَيْلَا
أَجَابَ خَادِمُهُ لَا يَا سَيِّدِيْ فَقَدْ كُنْتَ غَارِقّا فِيْ نَوْمٍ عَمِيْقٍ ..
فَطَلَبَ الْمَلِكُ أَحْضَارٍ افُطُّوّرِ كَالْعَادَةِ وَبَعْدَهَا تَنَاوَلَ الْفُطُوْرَ لَكِنْ بِشَهِيَّةٍ شِبْهُ مَعْدُوْمَةٍ فَكَانَ يُفَكِّرُ بِهَذَا الْحِلْمِ
الْغَرْيِبَّ الَّذِيْ عَكِرَ مِزَاجُهُ وَأُدْخِلَ الْرُّعْبَ لِقَلْبِهِ لَكِنْ كِبْرِيَائِهِ جَعَلَهُ يَتَنَاسَىْ الْحُلُمَ وَيَعِيْشُ يَوْمَهُ طَبِيْعِيا وَمَرَّ الْنَّهَارِ بَيْنَ صِرَاعٍ الْأَسْوَدِ وَرِجَالُ جَبَابِرَةَ مِنْ مَمْلَكَتِهِ وَجَوْلَةً فِيْ صَيْدِ الْغِزْلَانِ مُحَاوِلَا أَنْهَاكَ جَسَدِهِ لِيَنَامَ.
أَسْتَسْلِمُ لِلْنَّوْمِ لَكِنْ فِيْ هَذِهِ الْلَّيْلَةِ أَيْضا شَاهِدٌ الْحُلُمَ ذَاتِهِ لَكِنْ هَذِهِ الْمَرَّةَ أَفَاقَ عَلَىَ صُرَاخَهُ بِطَلَبِ الْنَّجْدَةِ
فَذَهَبَ إِلَىَ الْقَاعَةِ يَتَمَشَّى فِيْهَا ذَهَابَا وَأَيَّابا بِقَلَقِ بَادٍ عَلَيْهِ مُفْتَكِرُا مَا عَسَىَ أَنْ يَكُوْنَ هَذَا الْحُلْمَ الْمُتَكَرِّرَ ؟؟؟
فَكَانَتْ تَمْرٍ عَلَيْهِ اللَّحَظَاتِ كَأَنَّهَا سَاعَاتٍ وَقُرُوْنٍ عَلَيْهِ وَلَا يُعْرَفُ مَتَىَ يَنُدْليّ الْظَّلامِ وَيَطْلَعْ الْصَّبَاحِ.
وَمَا أَنْ بَدَأَتْ الْشَّمْسُ فِيْ الْشُّرُوْقِ حَتَّىَ دَعَا كُلَّ رِجَالِهِ مِنْ قَادَةِ حَرْبٍ وَشُيُوْخُ وَمُسْتَشَارِينَ عَلَىَ عَجَلٍ .
فَحَضَرَ الْجَمِيْعُ بِسُرْعَةٍ الْبَرَقْ خَوْفا مِنْ حُدُوْثِ مَكْرُوْهِ أَوْ هُنَاكَ أَمْرٌ هَامٌّ وَجَلَّلْ حَدَثَ لِذَا دَعَاهُمْ بِهَذَا الْنَّحْوِ
فَطَلَبَ الْمَلِكُ مِنْهُمْ الْجُلُوْسِ بَعْدَ تَقْدِيْمِ الْتَّحِيَّةِ عَلَيْهِ ثُمَّ سَأَلَهُ مُسْتَشَارُهُ الْأَوَّلِ : سَيِّدِيْ جَلَالَةَ الْمُكِلٌّ مَا عَسَىَ أَنْ
يَكُوْنُ الْخَطْبُ أَرَاكَ قَلِقَا وَمُتَوَتِّرُ ؟
أَجَابَ الْمَلِكُ الْآَمِرُ يَخُصُّ الْمِلْكَ وَلَيْسَ الْمَمْلَكَةِ . هُنَا أَرْتَاحُ الْجَمِيْعِ فَقَالَ آَخَرُ مَا الْأَمْرُ سَيِّدِيْ ؟؟
أَجَابَ الْمَلِكُ بِأَخَتَصَارْ هُوَ حُلْمٌ أَزْعَجَنِي لِلَيْلَتَيْنِ مُتَتَالِيَتَيْنِ بِلَا زِيَادَةٍ وَنُقْصَانٍ .. لِذَا أُرِيْدُ مِنْ يُفَسِّرُهُ لِيَ !!
هُنَا دَارَ نِقَاشَ جَانِبِيٍّ بَيْنَ الْحَاضِرِيْنَ مِنْ يَسْتَطِيْعُ أَنْ يُفَسَّرَ لَهُ الْحِلْمُ وَإِنْ لَمْ يُعْجِبْهُ الْتَّفْسِيْرِ سَيَقْطَعُ رَأْسِهِ
ثُمَّ سَادَ صَمْتٌ عَلَيْهِمْ وَيَنْظُرُوْنَ لِلْمَلِكِ .
فَقَالَ الْمَلِكُ أَلَا يُوْجَدُ بَيْنَكُمْ مَنْ يُفَسِّرُهُ ؟؟ فَأَجَابُوْا جَمِيْعَا بِالْنَّفْيِ لَا يَا جَلَالِةُ الْمَلِكِ
فَقَالَ: أَلَا يُوْجَدُ فِيْ الْمَمْلَكَةِ مِنْ يُفَسِّرُهُ لِيَ ؟
هُنَا قَامَ أَحَدٌ الْشُّيُوخِ الْكِبَارِ قَائِلا : أَجْلِ يَا سَيِّدِيْ هُنَاكَ رَجُلٌ عَجُوزحَكِيمٌ فَقِيْرٌ يَشْهَدُ لَهُ بِحِكْمَتِهِ أَعْتَقِدُ أَنَّهُ قَادِرٌ عَلَىَ تَفْسِيْرِ حِلْمُكُمْ سَيِّدِيْ .
فَقَامَ الْمَلِكُ وَطَلَبَ أَحْضَارِهُ عَلَىَ عَجَلٍ لَكِنْ بأحتِرَامِ لَا مِثْلَمَا كَانُوْا يَجْلِبُوْنَ الْنَاسْ فِيْ كُلِّ مَرَّةٍ .
أَنْصَرِفُ الْجُنُوْدِ لِجَلْبِ الْعَجُوزِ .. مَا هِيَ إِلَا لَحَظَاتِ حَتَّىَ حَضَرَ الْعَجُوزِ فِيْ حَضْرَةِ الْمَلِكِ فَأَلْقَىَ الْتَّحِيَّةِ
أَسْعَدَ صَبَاحْ جَلَالِةُ الْمَلِكِ الْمُعَظَّمِ .
فَرَدَّ الْمَلِكُ عَلَيْهِ الْتَّحِيَّةِ وَطَلَبَ مِنْهُ الْجُلُوْسِ فَجَلَسَ الْعَجُوزِ وَسَأَلَ الْمَلِكُ : مَا الَّذِيْ يَأْمُرُهُ جَلَالَتِهِ مِنِّيْ
أَنَا الْعَجُوزِ الْفَقِيْرَ عَلَىَ هَذِهِ الْعَجَلَةَ وَأَرَاكُمْ فِيْ قَلَقٍ عَسَىَ أَنْ يَكُوْنَ خَيْرَا أَخْبِرُوْنِيْ بِأُذُنِ أَلَهَيَّ سَنَجِدُ الْحَلِّ .
فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : أَنَّ جَلَالَتِهِ رَأَىَ حُلْمَا مُزْعِجا لِلْمَرَّةِ الْثَّانِيَةِ وَيُرِيْدُ مِنْ يُفَسِّرُهُ لَهُ
فَقَالَ الْعَجُوزِ: سَيِّدِيْ الْحُلْمُ هُوَ ذَاتُهُ تُكَرِّرُ مَعَكُمْ بِلَا زِيَادَةٍ وَلَا نُقْصَانٍ.. أَلَيْسَ كَذَلِكَ
أَجَابَ الْمَلِكُ: صَدَقْتَ هُوَ كَذَلِكَ وَهْنَا سَرَىْ الْأَمَانَ بِقَلْبِهِ وَهَدَأَتْ نَفْسِهِ لِثِقَتِهِ بِهَذَا الْرَّجُلِ الْحَكِيْمِ
فَقَالَ الْرَّجُلُ الْعَجُوزِ : رُبَّمَا تَكُوْنُ هَذِهِ أَشَارَةً مِنْ خَالِقٍ الْكَوْنِ لَكُمْ سَيِّدِيْ لَتَعْلَمُ الْغَيْبِ وَالْمُسْتَقْبَلِ الْقَرِيْبُ .
هُنَا طَلَبَ مِنَ الْحَاضِرِيْنَ مُغَادَرَةِ الْقَاعَةِ بَقِيَ هُوَ وَالْعَجُوْزُ وَمُسْتَشَارُهُ الْكَبِيْرُ فَقَطْ
وَكَيْفَ يَكُوْنُ ذَلِكَ أَيُّهَا الْحَكِيْمُ؟؟؟
فَقَالَ الْعَجُوزِ: الْأِلهُ أَرَادَ أَنْ يُعَلِّمُكَ بِمَا سَيَكُوْنُ فِيْ الْمُسْتَقْبَلِ بِحُلْمٍ أَوْ رُؤَىً فِيْ الْنَّهَارِ أَخْبَرَنِيْ بِالْحُلْمِ سَيِّدِيْ
وَقُصْى الْمَلِكِ عَلَيْهِ حِلْمِهِ كَمَا شَاهَدَهُ قَائِلا:
يَتَّبِعْ فِيْ الْحَلْقَةِ الْقَادِمَةِ
أبن السريان

الحلقة 2
قِصَّةُ مَلِكِ

رَأَيْتُ نَفْسِيْ فِيْ رِحْلَةٍ صَيْدُ لِلْغِزْلَانِ مَعَ جُنُوْدِيَ وَفَجْأَةً خَافَ جَوَادِيْ فَجَرَىَ بِيَ فِيْ الْغَابَةِ بَيْنَ الْأَشْجَارِ
مُبْتَعِدَا عَنْ الْجُنُوْدِ فَلَمْ أَرَىَ أَمَامِيْ لِسُرْعَتِهِ وَمَا هِيَ أَلَّا لَحَظَاتِ رَمَىَ بِيَ الْجَوَادُ فِيْ بِئْرِ عَمِيْقٍ جَدَّا فَسَقَطَتْ
عَلَىَ شَجَرَةِ كَانَتْ جُذُوْرُهَا ضَارِبَةً فِيْ جِدَارِ الْبِئْرِ وَبَعْدَ أَنْ عَرَفْتُ بِأَنَّنِيْ بِأَمَانِ عَلَىَ الْشَّجَرَةِ فَبَدَأَتْ أَصْرُخُ
عَلَىَ جُنُوْدِيَ لِيُخْرَجُّوْنِيّ مِنْ الْبِئْرِ فَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ وَهُمْ يَبْحَثُوْنَ عَنِّيْ وَأَقْتَرِبُ بَعْضُهُمْ مِّنَ الْبِئْرِ وَيَنْظُرُوْنَ
فِيْهِ وَيَصْرُخُوْنَ عَلَيَّ فَكُنْتُ أَرَاهُمْ وَأُسْمِعَهُمْ وَأُجِيبَ عَلَيْهِمْ لَكِنْ يَبْدُوَا هُمْ لَا يَسْمَعُوْنِيْ وَلَا يَرَوْنِيَ حَتَّىَ فَقَدُوْا الْأَمَلْ بِجَوَابِيْ فَرَحَلُوا فَبَقِيَّتُ أَنَا وَقَدَرِي فِيْ الْبِئْرِ فَتَوَقَّفَتِ عَنِ الْصُّرَاخِ بَعْدَ أَنْ غَابَ صَوْتْ الْجُنُوْدِ
فَتَأَمَّلْتُ الْمَوْضِعِ الَّذِيْ أَنَا فِيْهِ فَلَمْ يُفِدْني لَا تَاجِيَّ الْمَلَكِيِّ وَلَا مَكَانَتِيْ وَلَا الْذَّهَبِ الَّذِيْ أَحْمِلُهُ مِنَ أِخْرَاجِيّ مِنْ الْبِئْرِ أَسْتَسْلَمْتَ لِلْوَاقِعِ وَتَفَحَّصَتْ الْمَكَانِ الَّذِيْ سَقَطَتْ بِهِ .
أَجَابَ الْعَجُوزِ : هَيَّا أَكْمَلَ يَا سَيِّدِيْ فَهُوَ عَلَامَةٌ لَكُمْ وَبِأُذْنِ أَلَهَيَّ سَيَكُوْنُ خَيَّرَا لَكُمْ
فَقَالَ الْمَلِكُ: أَيُّ خَيْرٍ وَأَنَا فِيْ حَالٍ لَا أَحْسُدَ عَلَيْهِ الْمُهِمْ بَيْنَمَا أَتَفَحَّصُ الْمَكَانِ سُمِعَتْ أَصْوَاتُ مِنْ قَاعِ الْبِئْرِ
تَصْرُخُ وَتَطْلُبُ الْنَّجْدَةِ وَفَجْأَةً دِوُى صَوْتْ كَالْرَّعْدِ قَائِلا هَذَا مَا جَنَتْهُ أَيْدِيَكُمْ وَتَسْتَحِقُّوْنَ هَذَا الْعِقَابَ ثُمَّ اخْتَفَتْ كّلْ الْأَصْوَاتِ فَدَبَّ الْخَوْفُ وَالْفَزَعُ مِنْ سُقُوُطِي فِيْ قَاعِ الْبِئْرِ وَسَتَكُوُنُ نِهَايَتِيِ مَثَلُهُمْ . لَكِنْ قُلْتُ فِيْ قَرَارٍ نَفْسِيْ سَوْفَ يَعُوْدُ جُنُوْدِيَ مَرَّةً ثَانِيَةً لِلْبَحْثِ عَنِّيْ وَأَكِيدُ سَيَجِدُوْنِيّ وَيُخْرَجُّوْنِيّ وَبَيْنَمَا أُصَارِعُ أَفْكَارِيِ شَاهَدْتُ مَشْهَدَيْنِ غَرِيْبَيْنِ أَحَدُهُمَا سَارَ وَالْآخَرُ ضَارَّ
فَقَالَ الْعَجُوزِ: مَا هُمَا سَيِّدِيْ الْمَلِكُ ؟
الْسَّارَّ كَانَتْ الْشَّجَرَةُ تُحَمِّلَ أَنْوَاعِا كَثِيْرَةٌ مِنَ الْثِّمَارِ فَأَخَذْتُ أَكَلَ مِنْهَا لِأَنَّهَا تِبْقِيْنَيْ عَلَىَ قَيْدِ الْحَيَاةِ
أَمَّا الْضَّارُّ وَالْمُخِيفُ هُوَ فِأْرَانٌ أَحَدُهُمَا أَبْيَضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ كَانَا يَدُوْرَانِ حَوْلَ جُذُوْرُ الْشَّجَرَةِ وَيَأْكُلُوْنَ مِنْهَا أَثْنَاءَ دَوَرَانِهُمْ مِمَّا أَخَافِيّ سَيَأْتِيَ يَوْمٌ وَيَقْطَعُوْنَ الْجُذُوْرُ كُلَّهَا وَهْنَا سَأُسْقِطُ فِيْ قَاعِ الْبِئْرِ الْمُخِيْفُ
مَا هِيَ لحَطَاتِ حَتَّىَ تَسَارِعَ دَوَرَانِ الْفَأْرَيْنِ فَدَبَّ فَيَّ الْخَوْفِ أَكْثَرَ وَخَاصَّةً بِّوُصُوْلِهِمْ لِآِخَرَ جِذْرُ حَامِلٌ الْشَّجَرَةِ فَيَكُوْنُ مَصِيْرِيٌّ الْعَذَابِ فَصَرَخَتْ بِأَعْلَىْ صَوْتِيّ فَسَمِعْتُ صَوْتَا حَنُونَأَ يُنَادِيْ أِدْعُونِيْ سَأُنْقِذُكَ
لَكِنْ لَمْ أَعْرِفْ صَاحِبِ هَذَا الْصَّوْتُ وَلَمْ أَرَاهُ أَبَدا وَأَخَتَفَى ثُمَّ صَرَخَتْ بِكُلِّ قُوَّةٍ أَّنْقِذُوْنِيْ وَأَسَتَيَقَّظَتْ مِنْهُ.
أَجَابَ الْعَجُوزِ : كَمَا تَوَقَّعَتْ أَنَّهَا أَشَارَةً لَكُمْ يَا سَيِّدِيْ الْرَّبَّ أَرَادَ أَنْ يُنْقِذَ حَيَاتِكْ مِنْ الْهَلَاكِ الْآتِيَ
فَقَالَ الْمَلِكُ: كَيْفَ هَذَا أَيُّهَا الْحَكِيْمُ ؟؟
أَجَابَ : أَنَّهُ أَرَادَ أَنَّ تَرَىَ نِهَايَتُكْ إِنَّ لَمْ تَعُدُّ لَهُ وَتَسْمَعُ كَلَامِهِ لِيُنْقِذَكَ كَمَا سَمِعْتُ فِيْ الْحُلْمِ .
الْمَلِكُ : مَا تَفْسِيْرُ الْحُلُمَ هَيَّا أَخْبَرَنِيْ فَأَنَا عَلَىَ أَحَرِّ مِنَ الْجَمْرِ
فَقَالَ لَهُ الْعَجُوزِ: يَا جَلَالَةَ الْمَلِكُ لِكُلِّ إِنْسَانٍ حَيَاةً يَعِيِشُهَا عَلَىَ الْأَرْضِ ثُمَّ تَأْتِيَ نِهَايَتِهِ وَيَنْتَقِلُ لْحَيَاةِ أُخْرَىَ
الْمَلِكُ: هَلْ الْمَوْتُ يَمَسَّ الْمُلُوْكِ الْعِظَامَ مِثْلِيّ مِثْلَ بَقِيَّةِ الْنَّاسِ
قَالَ الْعَجُوزِ: إِنَّ الْمَوْتَ لَا يُفَرِّقُ بَيْنَ مُلْكِ أَوْ خَادِمٌ بَيْنَ سَيِّدٍ وَعَبْدُ الْجَمِيْعَ تَحْتَ سُلْطَانِهِ مُتَسَاوُونَ
الْمَلِكُ: هَذَا يَعْنِيْ مَوْتِيَ لَا مَحَالَةَ ؟؟
الْعَجُوزِ: أَجَلٍ سَيِّدِيْ كُلُّنَا سَنَمُوتُ وَلَنْ يَبْقَىْ سِوَىْ وَجْهِ الْلَّهْ خَالِقُ الْكَوْنِ
الْمَلِكُ: هَيَّا أَخْبَرَنِيْ أَوَّلَا تَفْسِيْرِ الْحُلْمِ الَّذِيْ أَرْهَقَنِيْ وَيُقْلِقُنِيْ جَدَّا وَالْآنَ أَكْثَرَ مِنْ قَبْلَ
الْعَجُوزِ: لَا تَقْلَقْ يَا سَيِّدِيْ سَأَشْرَحُ لَكِ وَأُفَسِّر حِلْمِكَ ,كنت في رحلة الحياة…… يَتَّبِعْ فِيْ الْحَلْقَةِ الْقَادِمَةِ

الحلقة 3 والأخيرة
قِصَّةِ الْمَلِكُ

الْعَجُوزِ: لَا تَقْلَقْ يَا سَيِّدِيْ سَأُفَسِّرُ حِلْمِكَ الْبِئْرِ هُوَ الْحَيَاةُ لِكُلِّ مِنَّا لَهُ بِدَايَةٌ وَنِهَايَةٌ مِثْلَ الْبِئْرِ
وَالْشَّجَرَةَ هِيَ عُمُرِكَ بِكُلِّ مَتَاعُ الْحَيَاةِ فَتَأْخُذُ مِنْهُ كُلَّ مَا تُرِيْدُ مِنْ ثِمَارِ أَمَّا الْفِئْرَانِ فَهُمَا الْلَّيْلُ وَالْنَّهَارُ
الَّذِيْ يَأْكُلانِ مِنْ عُمُرِكَ أَثْنَاءِ دَوَرَانِهُمْ حَوْلَ الْجَذَعُ وَيَأْتِيَ يَوْمٌ لَا يَبْقَىْ مِنْهُ رَابِطُ فَتَكُوْنُ الْنِّهَايَةُ
قَاعِ الْبِئْرِ هِيَ الْهَاوِيَةِ الَّتِيْ تَنْتَظِرُ أَهْلَهَا الْسَّالِكُوْنَ فِيْ أَعْمَالِ الْشَّرَّ وَالْظُّلْمَ وَالْبَطْشِ فَهُمْ يَتَعَذَّبُونَ وَيَصْرُخُوْنَ كَمَا سَمِعْتَ وَيَطْلُبُوْنَ الْنَّجْدَةِ وَالْمَغْفِرَةِ لَكِنْ بَعْدَ فَوَاتِ الْأَوَانِ فَالنَّدَمُ هُنَا لَا يُفِيْدُ وَكَمَا قَالَ صَاحِبُ الْصَّوْتِ الْقَوِيُّ الْكَائِنُ وَالدَّائِمُ إِلَىَ الْأَبَدِ رَبِّ الْكَوْنِ هَذَا مَا أَقَتَرَقْتِهُ أَيْدِيَكُمْ وَتَسْتَحِقُّوْنَ الْعِقَابِ
أَمَّا الْصَّوْتُ الْحَنُونْ الْآِخِرِ الَّذِيْ سَمِعْتُهُ فَهُوَ صَوْتُ الْمَسِيْحِ الَّذِيْ فَدَّانَا بِدَمِهِ وَصَالَحْنا مَعَ الْآبِ بِمَوْتِهِ
غَلَبَ الْمَوْتُ وَكُلُّ سُلْطَانْ الْشَّرْ عَلَىَ الْبَشَرٍّ وَهُوَ يُنَادِيْ عَلَيْكَ لِيُنْقِذَكَ مِنْ هَلْاكٍ مَحْتُومٌ .
قَاطِعَهْ الْمَلِكُ : وَكَيْفَ الْسَّبِيلِ لِذَلِكَ أَيُّهَا الْحَكِيْمُ الْطَّيِّبِ مَاذَا أَفْعَلُ لِكَيْ لَا أُهْلِكُ أَنَا وَمَنْ أَحَبَّهُمْ
فَقَالَ الْعَجُوزِ: أَسْلُكُ طَرِيْقِ الْرَبِّ فَهُوَ يُنْقِذَكَ مِنَ كُلِّ هَلْاكٍ وَيُرْشِدَكِ لِطَّرِيْقِ الْخَلَاصِ وَحَمْلُهُ هَيِّنٌ وَنِيْرَهُ خَفِيَفٌ فَقَطْ آَمَنَ بِأَنَّهُ قَادِرٌ عَلَىَ تَغْيِيْرِ حَيَاتِكَ وَهُوَ سَيَكُوْنُ مَعَكَ وَلَنْ يَتَخَلَّىْ عَنْكِ فَتَعَيَّشُ الْأَمَانَ وَالْسَّعَادَةِ
قَالَ الْمَلَكُ: كَالَّتِي أَرَاهَا عَلَىَ وَجْهِكَ فَعُيُوْنُكَ لَا تَعْرِفُ الْخَوْفِ وَلَا الْقَلَقْ
أَجَابَ الْعَجُوزِ: أَجَلٍ فَأَنَا أَتْرُكُ كُلِّ هَمِّيْ وَغَمِّي وَكُلُّ مُصَابٌ لَهُ لِيُنْقِذَنِيَ مِنْهُ فَأَعِيْشُ بِسَلَامٍ دَاخِلِيَّ
قَالَ الْمَلَكُ أَيُّهَا الِحَيْكُمْ أَطْلُبُ مِنَ رَبُّكَ أَنْ يُسَاعِدْنِيْ وَيُرْشِدُنِي لِطَرِيْقِهِ وَيُبَدِّلُ حَيَاتِيْ كَمَا يُحِبُّ هُوَ
فَقَالَ الْعَجُوزِ: أَنْتَ مِنَ يَطْلُبُ هَذَا مِنْهُ وَهُوَ يَسْمَعُكَ وَتَرَىَ هَذَا بَعْدَ طَلَبُكَ وَالْحِلْمُ لَنْ تَرَاهُ ثَانِيَةً بَعْدَ
وَطَلَبَ مِنْهُ الِانْصِرَافِ لِأَنَّ مُهِمَّتِهِ أَنْتَهَتْ وَالْمَلَكُ لَيْسَ بِحَاجَةٍ لَهُ بَعْدَ
فَقَالَ الْمَلِكُ سَوْفَ أَهَبُكَ مَا تَطْلُبُ مِنْ مَالِ وَكُنُوْزٍ فَقَطْ أَطْلُبُ أَيُّهَا الْحَكِيْمُ
أَجَابَ الْعَجُوزِ : فَقَطْ أُرِيْدُ أَنْ تَحْكُمَ بِالْعَدْلِ بَيْنَ شَعْبِكَ وَلَا تَظْلِمْ أَحَدٌ وَتُمْنَحُ شَعْبِكَ الْسَّلَامُ الْحَقِيقِيَّ وَالْأَمْنِ
أَجَابَهُ الْمَلِكُ : سَيَكُوْنُ مَا تُرِيْدُ مِنْ الْآَنَ فَنَادَىْ عَلَىَ حُرَّاسُهُ وَرِجَالُهُ هَيَّا تَعَالَوْا يَا رِجَالَ مَمْلَكَتِيْ الْمُخْلِصُوْنَ
فَحَضَرَ الْجَمِيْعْ عَلَىَ عَجَلٍ أَمْرِكَ مَوْلَايَ
قَالَ الْمَلَكُ : لَقَدْ أَرَادَ الْرَّبُّ خَيْرَا لَنَا جَمِيْعَا مِنْ خِلَالِ حُلُمِيْ رَأَيْتُهُ وَفَسَّرَهُ هَذَا الْشَّيْخِ الْحَكِيْمُ مُفَادُهُ الْآتِيَ
تَفَتَّحِ كُلِّ أَبْوَابِ الْقَصْرِ أَمَامَ كُلِّ مُحْتَاجٍ وَكُلْ مَنْ لَهُ حَاجَةٌ أَوْ شَكْوَةٍ وَيُسْتَجَابُ لِطَلَبِهِ وَتُقَامُ كَافَّةً طُقُوْسَ الْعِبَادَةِ لِرَبِّ الْكَوْنِ وَهُوَ الْدَّائِمُ وَالْبَاقِيْ وَنَحْنُ عَبِيْدُهُ وَصَنَعَ يَدَيْهِ وَلَا تُرَدُّ شَكْوَةٍ أَيُّ أَنْسَانَ وَلَوْ كَانَتْ عَلَىَ
جَلَالِةُ الْمَلِكِ وَيُعَادُ الْحَقِّ لِكُلٍّ صَاحِبُ حَقٍّ وَيُكْرِمُ هَذَا الْرَّجُلِ الِحَيْكُمْ وَتُنَفَّذُ كُلِّ طَلِبَاتِهِ لِخَلَاصِ الْجَمِيْعُ
أَسْتَغْرِبُ الْحَاضِرُوْنَ مِنْ هَذَا الْتَّغْيِيْرِ الْكَبِيْرِ عَلَىَ الْمُلْكِ فَظَنَّ الْبَعْضِ أَنَّهُ مَجْنُوْنٌ أَوْ أَصَابَهُ مَسَّ
فَقَالَ الْمَلِكُ لَا تَسْتَغْرِبُوْا لَوْ رَأَيْتُمُ مَا شَاهَدْتَهُ فِيْ الْحُلْمِ سَتَفْعَلُوْنَ أَكْثَرَ مِمَّا أَفْعَلُهُ الْآَنَ
وَمُنْذُ ذَلِكَ الْحِيْنِ عَاشَ الْمَلِكْ وَرَعِيَّتِهِ بِحُبِّ الْرَّبِّ وَرِعَايَتِهِ وَلَكِنَّ قُوَىً الْشَّرِّ لَنْ تُقْبَلَ بِهَذَا سَتُعِيْدُ لِلْمَمْلَكَةِ
مُلْكَا جَبَّارِا آَخَرَ طَاغِيَا أَكْثَرَ مِمَّنْ قَبْلَهُ وَهَكَذَا يَسْتَمِرُّ الْصِرَاعِ بَيْنَ قِوَىَ الْشَّرِّ وَالْخَيْرَ لِيَوْمِ الْدِّيْنِ
أَرْجُوْ أَنْ تَنَالَ أُعْجَابِكُمْ قِصَّتِيْ هَذِهِ
الْنهايَةِ …..

أخوكم: أبن السريان
قصة طبيب

قصة طبيب

يحكى في قديم الزمان كان طبيباً يعالج أهل البلدة بما أكتسبه من خبرة عن والده فكانت مهنة التداوي ولا نقول الطب مهنة يتوارثها الأبناء مثل بقية المهن في ذلك الزمان فطلب الأب بدوره من أبنه الكبير أن يراقبه في معالجة المرضى ليتعلم منه هذه المهنة . فكان الأبن يراقب الأب بكل صغيرة وكبيرة .
ذات يوم جاءه رجل يشكو من نمو شعرة على لسانه فطلب الطبيب من أبنه أن يجلبله المقص فقام هو بدوره بقص تلك الشعرة وقال له متى نمت عد ثانية وأنا أقصها لك فخرج الرجل مسروراً لأنه أرتاح منها .
وفي مرة أخرى حضرت إليه إمرأة نمت في عينها شعرة فطلب الطبيب من أبنه ملقط ونزع تلك الشعرة وذهبت.
وذات يوم تم أستدعاء الطبيب لمنزل الملك لأن أبنه أصيب بجنون بعد أن رفض الملك زواجه من أبنة الراعي لأنهم ليسوا بمقامهم وكان قد أعد له زواجاً ميموناً من أبنة أحد الملوك لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فقد أصيب الشاب الأمير بجنون لما قرره والده وفقد الملك الصفقة بما خططه فما كان عليهم إلا أستدعاء الطبيب للنظر بحاله ومعالجته وحضر الطبيب مع ولده ليساعده في عمله وليتعلم منه وليكون في علم الملك من سيحل محله في المستقبل فدخل الطبيب وأبنه على القاعة وقدما الطاعة والاحترام للملك ثم أستئذنا الدخول على الأمير للنظر بحاله بعد أن سمعا قصته وما أصابه فسمح لهما الملك فدخلا فشاهدا الأمير بحال يرثى لها فهو في عالم آخر ليس في هذه الدنيا بل بدنيا أحلامه وهنا بدأ الطبيب بالحوار معه قائلاً:
أيها الأمير العظيم ما تفعله بنفسك لا يجوز لأنك ستكون في المستقبل ملك هذه البلاد ونحن بدونك سنكون في ضياع وستتحول حياتنا لجحيم وفوضى يجب أن تعرف مكانتك بين الجميع فهم بأمس الحاجة لوجودك وأستمر في رفع معنوياته وأخراجه من حالة الأكتئاب التي وقع فيها وتدريجياً تمكن الطبيب من زرع حب الحياة فيه وأهمية وجوده بين الناس وهكذا عاد الأمير لحالته الطبيعية كأمير له مكانته وأهميته بين الجميع
فكرمه الملك كثيراً وخرج الطبيب وأبنه بمال وفير .. فقال الطبيب لأبنه هل تعلمت يا ولدي أجاب أجل تعلمت
ومرت الأيام والطبيب يعالج الناس والأبن يراقب مع تقديم بعض المساعدة .
وفي ليلة قمراء جاءهم زائر من بلدة مجاورة يطلب من الطبيب بزيارة بلدته لأنها بحاجة له لأنتشار مرض بين أبناء الشعب فوافق الطبيب على تقديم العلاج لهم فطلب من أبنه أن يحل محله في معالجة الناس بغيابه فأخذ عدته ورحل لتلك البلدة مع الضيف بعد تقديم واجب الضيافة المعهودة عندهم ..
وفي صباح أحد الأيام جاء ذاك الرجل الذي نمت بلسانه شعرة يشكو من نموها ثانية فقال له الأبن بسيطة
سوف أنزعها ولن تنمو ثانية فأحضر الملقط ونزعها وناوله ما أتفق عليه من أجرة وذهب فرحاً لتخلصه
منها نهائياَ .وكان يعالج الناس بما حفظه من والده وعندما تأتيه حالة لم تمر عليه فكان يؤجلها لحين قدوم والده
وذات ليلة جاء إليه راعي البلدة يطلب منه علاج أبنه المصاب بالجنون لأنه وقع في عشق أبنة الملك و الملك رفض تزوجه أبنته وهدده بالقتل لو فكر مرة ثانية بها فكان متيماً بجبها وعندما فقد الأمل بها أصيب بجنون فذهب معه قائلاً: ولا يهمك يا عم لقد تعلمت من والدي علاج مثل هذه الحالات لأنه عالج أمامي حالات بهذا المرض فذهب لمنزل الراعي ودخل على الأبن وبدأ بمعالجته كما فعل والده مع الأمير من قبل في المدح والتعظيم من شأنه قائلاً: أنك أهم رجل بهذه البلدة فبدونك تموت كل المواشي ونحن بعد ذلك سنفقد مورد الغذاء من لبن ولحم وأنت أهم من الكثير في البلدة وجودك هام لنا وووو
فعندما سمع الراعي هذا الكلام جن جنونه أكثر لأن مقامه قاب قوسين من مقام الملك في أهميته وتدهورت حالته أكثر فأكثر وعجز الطبيب الصغير في علاجه. فقرر تأجيل أكمال علاجه لحين قدوم والده
وما هي إلا أيام قليلة جاء والده وبعد أن أستراح من سفره سأل أبنه عما فعله بغيابه فلم يخطر ببال الأبن غير قصة الراعي وعدم جدوى علاجه له كما فعل الوالد فقال له الطبيب يا ولدي الناس مقامات فتعامل كل حسب مقامه هيا لن أنتظر الغد لنذهب لمنزل الراعي المسكين فأخذ معه عصا غليظة فقال الأبن لما هذه يا أبتي قال ستعرف مفعولها لاحقاً فدخل على الراعي وألقى التحية وشاهد الأبن منزوٍ في زاوية الغرفة ويهدد ويتوعد الحاضرين فتقدم منه وبدأ يضربه بالعصا ويقول له أنت لست سوى راعي حقير في هذه البلدة من تظن نفسك لتعشق أبنة الملك أنت لست من مقامهم والعين لا تعلو عن الحاجب وأنت يجب أن تفكر في أهلك وتتزوج فتاة من ثوبك ويضربه بكل قوة ويهينه وما هي دقائق حتى عاد رشد الفتى وقال أجل أيها الطبيب أضرب فأنا أستحق هذا بل أكثر هنا توقف الطبيب وبدأ يوبخه بتهذيب وهدوء يا بني الناس مقامات هكذا خلقها الله أنظر أين يعيش والدك وأنظر الآخرون كيف يعيشون كل بمقامه ..
وخرج الطبيب وأبنه بعد علاج المريض وشكرهما الوالد. وبينما هما في طريق العودة سأله الأبن لما أنا لم أفلح في علاجه يا أبي ؟
أجاب الأب لأنك بدلاً من أن تعيده لرشده والواقع جعلته يطير في أحلامه ورفعت من شأنه أكثر مما يستحق
ولا يجوز أن تعامل المرضى بنفس الأسلوب لأن لكل منهم مكانته ومقامه و طريقة عيش مختلفة ..
ومرت الأيام أستفقد الطبيب ذاك الرجل صاحب الشعرة بلسانه فسأل أبنه ألم يأتيك ذاك الرجل فقال أجل
لقد جاء بغيابك ونزعت الشعرة بالملقط .فقال الأب لقد أخطأت بهذا يا أبني هذه كانت رزقة لنا بيوم الضيق
لقد خسرتها.. لأنني كنت قادراً على نزعها لكنلم أفعل بل كنت أقصها ليعود مرة ثانية وهكذا .
فقال له لكن لماذا نزعت الشعرة من عين المرأة ولم تعد ثانية؟ فقال الأب : الشعرة التي نمت في العين تكون مزعجة وخطرة ولا يمكن قصها خوفاً من أصابة العين بجروح أو غيرها فكان الأسلم لي هو نزعها .
وهكذا كان يتعلم الأبن الخبرة والمعرفة من والده بالأضافة للحكمة ..
أخوكم أبن السريان