ܠܶܥܙܳܐ ܕܺܝܠܢ ܒܰܣܺܝܡܳܐ لغتنا الحلوة
قصيدة شعرية نظمتها بلغتي السريانية الأم والتي كنت قد ألقيتها في احدى مهرجانات اللغة السريانية في القامشلي وتحدثت فيها عن حال وواقع لغتي السريانية المريضة والتي دواء علاجها بيد ابنائها وشفاؤها الحتمي مضمون بارادتهم وأنني إذ أنقلها لكم مدونة بالحرف السرياني وكذلك بالحرف اللاتيني ليتمكن من ليس لديه أحرف سريانية على جهازه ليقرأها بالحرف اللاتيني . هذا وقد قمت بترجمتها للعربية بتصرف لزيادة معرفة مضمونها وذلك على الشكل التالي :
ܠܶܥܙܳܐ ܕܺܝܠܢ ܒܰܣܺܝܡܳܐ
ܠܶܥܙܳܐ ܕܺܝܠܰܢ ܒܰܣܺܝܡܳܐ ܥܰܠ ܠܶܒܰܢ ܣܰܓܺܝ ܪܚܺܝܡܳܐ
ܒܰܝܢܳܬ݂ ܠܶܥ̈ܙܶܐ ܩܰܕܺܝܡܳܐ ܒܡܰܣܰܬܳܐ ܠܰܝܬ ܠܶܗ ܛܺܝܡܳܐ
ܒܠܶܒܰܢ ܚܾܘܒܳܟ݂ ܚܰܡܺܝܡܳܐ ܘܝܰܩܺܝܪ ܡܶܢ ܕܰܗܒܳܐ ܘܣܺܐܡܳܐ
ܒܟܾܠ ܦܢܺܝܬ݂ܳܐ ܫܡܳܟ݂ ܗܘ ܚܬ݂ܺܝܡܳܐ ܘܥܰܠ ܟܾܠ ܫܾܘܥܳܐ ܗܘ ܪܫܺܝܡܳܐ
ܟܾܠܗܘܢ ܝܳܕܥܺܝܢ ܠܳܟ݂ ܥܪܺܝܡܳܐ ܡܰܢ ܗܘ ܕܫܰܦܠܳܟ݂ ܠܰܫܚܺܝܡܳܐ
ܡܾܘܢ ܟܘܾܪܗܳܢܳܐ ܐܰܠܺܝܡܳܐ ܦܓܰܥ ܒܳܟ݂ ܒܓܶܕܫܳܐ ܛܳܒ ܟܬܺܝܡܳܐ
ܐܰܪܰܐ ܓܕܳܟ݂ ܗܘ ܛܠܺܝܡܳܐ ܕܰܗܘܰܝܬ ܗܳܟ݂ܰܢ ܬܰܡܺܝܡܳܐ
المطران غريغوريوس يعقوب حلياني : 1797-1876م
المطران غريغوريوس يعقوب حلياني : 1797-1876م
قسم مخطوطات المكتبة الاهلية في باريس
مخطوط رقم 196
—تحت عنوان الفصل الثامن تآليف ومنسوخات بعض الذين انضموا
الى الكثلكة ودرسوا في الشرفةجاء ما يلي:
– المطران غريغوريوس يعقوب حلياني : 1797-1876م
رئيس أساقفة دمشق للسريان الكاثوليك
غريغوريوس يعقوب الحلياني
كتب هذا الحبر عدة مخطوطات سريانية وعربية ضمها الى مخطوطات
خزانة المطرنة الدمشقية القديمة العهد . وقد بلغ عدد مجلداتها
ثلاثمائة واثنين وخمسين مخطوطا وأكثر من اربمائة كتاب مطبوع .
يضاف اليها كتب منسوخة على رق الغزال وبعض سوسطا تيقونات مصورة
حافظ عليها هو وأسلافه في الكرسي الدمشقي . فهذه المخطوطات
الأثرية وهذه المطبوعات برمتها التهمتها النار في السنة 1860 م
ولم يبق شيئا منها . وقد قدرت قيمتها حين ذاك بثلاثة آلاف
وثمانمئة ليرة عثمانية ذهبا.
” هل كان لأجدادنا الآراميين أبجدية خاصة لهم؟ “
” هل كان لأجدادنا الآراميين أبجدية خاصة لهم؟ “
هنري بدروس كيفا
من المؤسف بعض السريان صاروا في بداية القرن العشرين يدعون
بإنتماء أشوري غير علمي و اليوم يحاولون بكل الطرق إيجاد حجج واهية
( و ليس براهين أكاديمية ) كي يثبتوا هويتهم الأشورية المزعومة .
يظهر أن قسما من هؤلاء السريان المدعين بالهوية الأشورية المزيفة
صاروا يسمون ” ظاهريا ” لغتهم الأم باللغة السريانية و لكنهم باطنيا
و في بيوتهم لا يزالون يسمونها ” أشورية “! و من المؤسف إن كثيرين
من السريان قد إنخدعوا بطروحات هذه الإيديولوجية الأشورية المزيفة
لهوية أجدادهم الآراميين .
الشيئ المعيب على بعض هؤلاء المتطرفين هو محاولاتهم الدائمة
من تشويه تاريخ أجدادهم الآراميين و لفرط جهلهم و إبتعادهم عن
الجامعات التاريخية و المكتبات المتخصصة صاروا يتوهمون أن
السريان – الأوفياء لهوية أجدادهم الآراميين – لا يعرفون أو لا يتحققون
في تاريخ إجدادهم الحقيقي.

قراءة المزيد

الموسيقا من بابل إلى أوغاريت أول من أوجد السلم الموسيقي السباعي

الموسيقا من بابل إلى أوغاريت

أول من أوجد السلم الموسيقي السباعي

السلّم الموسيقي السباعي الدياتوني

 منإشارة إلىعجم إلى إيوني إلىماجور(1)

 بقلم . سلمى قصاب حسن

مقدّمة

يهدف هذا البحث الى تسليط الإضاءة على نتائج دراسات قام بها علماء في الآثار والموسيقا على رُقم وآلات موسيقية عثر عليها في منطقة شرقي المتوسط وانتهت دراستها في  الثمانينات من القرن العشرين ونرجّح أنَّ نشرها اقتصر لمدة أربعين عاماً على دور البحوث الأثرية. هذه الدراسات تُثبت أسبقية السلّم السباعي البابلي على ما يُدعى بالسلّم الفيثاغورثي بأكثر من ألف عام. كما تُحدّد أنَّ السلّمين البابليين الطبيعيين إشارة يتطابق مع مقام العجم أي الماجور/ و فيت يتطابق مع النهوند أي المينور.

كما يلقي البحث الإضاءة على مسار هذا السلّم بدوزانه الطبيعي من شرقي المتوسط إلى العالم، ليأخذ اسم السلّم الموسيقي المعدّل ويسيطر على الموسيقا العالمية بتعديل دوزانه في القرن الثامن عشر بدعمٍ من أهم موسيقيي الباروك يوهان سيباستيان باخ Johan Sebastian Bach (1685 – 1750) .

السلم الموسيقي السباعي الدياتوني، سلمى قصاب حسن 2

” سرجون الأكادي لم يكن كلدانيا أبدا “
” سرجون الأكادي لم يكن كلدانيا أبدا “
هنري بدروس كيفا
إن أقدم ذكر للتسمية الكلدانية – حسب المؤرخ إدوارد ليبنسكي _ هو في
حوالي ١١٠٠ سنة قبل الميلاد . المشكلة هي أن إخوتنا من السريان
المشارقة أبناء الكنيسة الكلدانية اليوم صاروا يرددون طروحات تاريخية
غير علمية و صدقوا أكاذيب الفنان عامر فتوحي الذي إدعى أن الكلدان
كانوا متواجدين في العراق منذ ٧٥٠٠ سنة !
أ – سرجون كان أكاديا و لم يذكر أو يفتخر بكلدانيته لأن الكلدان لم
يكونوا متواجدين في الألف الثالث ق٠م .
ب – إذا كان البسطاء يصدقون أن سرجون الأكادي كان كلدانيا فنحن
نتمنى على المثقفين أن يطابوا بنشر أية كتابة تاريخية سومرية أو أكادية
وردت فيها التسمية ” الكلدانية ” ؟
ج – من المؤسف أن علماء الكنيسة الكلدانية اليوم يؤكدون أن هوية
أبناء الكنيسة الكلدانية هي سريانية آرامية و لكن بعض الإخوة الكلدان
لا يزالون يرددون طروحات تاريخية مزيفة متوهمين أن تفوقهم العددي
في العراق على بقية إخوتهم المسيحيين يسمح لهم بتزييف تاريخ
الكلدان العلمي !
د – نحن لم نقبل من بعض إخوتنا من السريان الضالين المدعين بالهوية
الأشورية المنقرضة أن يرددوا أن سرجون الأكادي كان أشوريا و لذلك
لن نسمح لأي مغامر متطفل على علم التأريخ أن يدعي أن سرجون
قد إفتخر بالإسم الكلداني و – يا للسخرية – قد سمى إمبراطوريته
” كلدانية ” !
ه – ملاحظة مهمة : نحن لن نطلب من المتطفلين الحالمين أن يقدموا
كتابة أو وثيقة من آيام سرجون الأكادي تؤكد وجود الإسم الكلداني و ذلك
لسببين :
* المتطفل على العلوم ليس بمقدوره البحث التاريخي و لا يملك منهجية
علمية و إنني أعتقد أن الذي ذكر أن سرجون هو كلداني هو أول إنسان
يدعي بهذه النظرية المضحكة !
*لا أحد من العلماء المتخصصين في تاريخ الشرق القديم قد إدعى أن
سرجون الأكادي كان كلدانيا لأنه لا يوجد أي ذكر للكلدان في أواسط
الألف الثالث !
أخيرا إن نبوخدنصر الملك العظيم الذي إنتصر على الأشوريين و على
المصريين و أنشأ إمبراطورية واسعة لم يحمل لقب ” ملك الكلدان ” و لكن ” ملك أكاد ” و طبعا هذا لا يعني أن الأكاديين كانوا كلدانيين !
” لا تتسرعوا في الحكم على أجدادنا الذين أسلموا في الماضي “

 

” لا تتسرعوا في الحكم على أجدادنا الذين أسلموا في الماضي “
هنري بدروس كيفا
كتب الأخ الياس ما يلي و هذا تعليقي !
Elias Hadad
“كان التلفزيون السوري يبث برنامجا لست اذكر مااسمه بالضبط
(اسم البرنامج سؤال على الماشي للمذيع المرحوم يوسف مهران)
ولكنه كان مختصا بتبيان اسم كل بلدة وضيعة ومدينة من سوريا عن طريق اسئلة لمواطنين من هذه المناطق وكان على الاغلب دائما اسما سريانيا آراميا وللمفارقة فان اسم المكان يكون ذو دلالة مسيحية ومواطني هذا المكان مسلمون ان كان هذا يدل على شئ فانما يدل على اننا كآراميين اطلقنا اسمائنا على اراضينا وجاء من يحتلها ويسرح ويمرح بها ولم يعر ذلك الاسم المشتق من ارضنا التي قسم لنا الاله ولن يطول الامر فان الزمن يعيد نفسه وتجربة اسبانيا مع الاحتلال العربي خير دليل على ان الحق سيظهر على رؤوس الاسنة والسيوف “
محبتي للأخ الياس و المعلقين حول الموضوع :
موضوع حساس جدا و بصراحة لا يوجد دراسات أكادمية حول نسبة السريان الذين دخلوا الإسلام في القرن السابع بعد إحتلال العرب
المسلمين لأراضي و مواطن أجدادنا .

قراءة المزيد

الأشوري و أكاذيبه ؟
الأشوري و أكاذيبه ؟
هنري بدروس كيفا
أولا – السريان المغاربة و ما يعرف بالدورونيه !
قبل الجواب أحب أن أذكر الأخوة السريان الذين يطلبون مني ألا أرد على
السريان المضللين و أن أكتفي بنشر معلومات حول تاريخنا السرياني الآرامي . للأسف هنالك بعض السريان ( المدعين بالغيرة و النضال من
أجل شعبنا السرياني و هم حلفاء اليوم للأحزاب الكردية ) يتوهمون أن
التسمية السريانية قد ” شملت ” عدة شعوب قديمة و هم اليوم يعددون
ثلاثة شعوب : الأشوريون و الكنعانيون و الآراميون ؟
أمر عجيب مع هؤلاء السريان حلفاء الأكراد :
١- المتطرفون الأكراد يؤكدون بأنهم أحفاد : السومريين و الغوتيين و الكاشيين و الميتنيين و العيلاميين و هم من سكان الأصيلين لهذا الشرق!
٢- من المضحك المبكي أننا نحن – السريان أحفاد الآراميين – الشعب
الأصيل لهذا الشرق و بكل تأكيد نحن متواجدون يه قبل العرب بحوالي
٢٥٠٠ سنة و قبل لأكراد بأكثر من ٣٠٠٠ سنة ! و لكن السريان المؤيدون للدورونيه لا يردون على إدعاءات الأكراد المتطرفة !
و لا يزالون يفتخرون بأنهم حملوا البندقية و دافعوا عن السريان ؟
٣- لماذا هؤلاء السريان المنافقون يتلاعبون في تحديد الهوية السريانية
التاريخية ؟ التسمية السريانية قد أطلقت على أجدادنا الآراميين . الشعب
الأشوري قد زال مئات السنين قبل إنتشار الديانة المسيحية . السؤال هو
لماذا هؤلاء السريان يعندون بالإدعاء بأن التسمية السريانية قد أطلقت
على عدة شعوب قديمة ؟

قراءة المزيد

ملاحظات حول تسمية اليونانيين لبلاد سوريا القديمة
ملاحظات حول تسمية اليونانيين لبلاد سوريا القديمة .
هنري بدروس كيفا
منذ حوالي ١٠٠ سنة و العلماء و الباحثين و الكتاب يحاولون معرفة من أين جائت التسمية سوريا ؟ من المؤسف في أكثر الأحيان هؤلاء الباحثين
لم يستخدموا المصادر السريانية و هم يجهلون أن التسمية السريانية قد
أصبحت منذ القرن الثالث قبل الميلاد مرادفة لأجدادنا الآراميين !
بعض المغامرين يرددون أن إسم سوريا هو هندي و يعني بلاد الشمس!
و المضحك أن هؤلاء المغامرين لا يذكرون بأي لغة هندية و في أي
زمن ألقيت التسمية الهندية على سكان سوريا ؟ و هل يوجد براهين في
المصادر السريانية تؤكد أن التسمية سوريا أصلها هندي ؟
الأستاذ تيسير خلف هو باحث قدير و إن إختلفنا معه في الرأي فهو
ليس من الباحثين المسيسين و لذلك نتمنى أن يستفيد الجميع من هذا
النقاش حول التسمية سوريا و علاقتها بالتسمية الإدارية أسورستان.
أولا – كتب الأستاذ تيسير ” من الواضح أن اليونانيين هم أول من أطلق تسمية سوري منذ القرن الثامن قبل الميلاد، هناك كلمة سوري في كتابات اللويان Luwian، وكانوا يقصدون بها الاراميين.”
العلاقات التاريخية بين الآراميين و الحثيين .
العلاقات التاريخية بين الآراميين و الحثيين .
هنري بدروس كيفا
صفحة مسماريات قد طرحت فكرة رائعة و هي نشر مواضيع و أبحاث
تاريخية حول الشعب الحثي. و بما أن متحف اللوفر يعرض حاليا آثارات
حثية و آرامية أحببت أن أشارك في هذا الموضوع .
لا شك إن القارئ المطلع يعرف أن الشعب الحثي قد زال ذكره في التاريخ
و قد ورد ذكر هذا الشعب في أسفار التوراة و لكن بدون أن نعرف من هو و أين هي بلاده ؟.
اليوم بعد فك رموز الكتابات الهيروغليفية و المسمارية و الليفية صار
العلماء يعرفون أكثر حول تاريخ هذا الشعب الهندو أوروبي.
لا أحد من العلماء يعرف بالتحديد من أين جاء الشعب الحثي و في أي
وقت وصل الى أسيا الصغرى ؟ هنالك عدة نظريات و دولة تركيا تحاول
الأستيلاء على التاريخ الحثي و الإدعاء أن الشعب التركي يتحدر من قدامى الحثيين !
بإختصار إن الشعب الحثي قد إستوطن في أواسط أسيا الصغرى في
بداية الألف الثاني ق٠م . بدأ يتوسع نحو الشرق و نشأ صراع قوي
مع الميتنيين من جهة و االفراعنة المسيطرين على بلاد كنعان من جهة
ثانية. في أواسط الألف الثاني كانت منطقة حلب خاضعة تارة للميتنيين
و طورا للحثيين .

قراءة المزيد

السوري المدهش والمفكر لوقيان
السوري المدهش والمفكر لوقيان
السوري المدهش والمفكر لوقيان
لا احد يعرفه من السوريين ..!؟
عندما ولد لوقيان في مدينة سميساط على الفرات في شمال سوريا عام 125 م. كان قد مضى على خروج اليونانيين من سورية 61 عاماً، لكن الرومان الذين خلفوهم، كانوا رجال سيف وحرب، لذا استمرت الثقافة اليونانية في ظل السيف الروماني، وأطلق على تلك الفترة العصر الهلنستي. ينحدر لوقيان من عائلة سورية فقيرة من مدينة سميساط، وقد تحدث كثيراً في أعماله عن الفقر والجوع والإهانة التي يلاقيها الفقير في حياته، لكنه رغم ظروف عائلته الصعبة تمكن من إتمام دراسته في سورية وعمل في أرجائها كعالم وكاتب وفيلسوف ومعلم. كما أمضى الكثير من وقته متنقلاً بين بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، فعمل مدرساً في أثينا، ومديراً ومعلماً في مصر… الخ. كان لقيان يتمتع بمواهب وقدرات مدهشة، فقد أتقن اللغة اليونانية التي كانت لغةَ الفكر والأدب والفن آنذاك، أكثر من الكتّاب اليونانيين أنفسهم. وقد أثبتت الدراسات أن لوقيان استعمل في الكتب التي ألفها باللغة اليونانية القديمة، حوالي عشرة آلاف كلمة، وهذا الرقم لم يصله أي فيلسوف إغريقي على الإطلاق عدا أفلاطون. وقد تفتح لوقيان عن مواهب عديدة بحيث أصبح من أشهر الفلاسفة والعلماء والكتاب الساخرين في عصره، وبعد وفاته في عام 180 م. لم يمت فكره معه، بل ظل حاضراً عبر القرون. وقد تأثر به كثيرون من الفلاسفة والكتاب في مختلف أنحاء العالم وعلى رأسهم شكسبير وفولتير وموليير. والأهم من كل ما سبق أن الدراسات العلمية أثبتت بشكل قاطع أن لوقيان السوري هو أول من أبدع رواية الخيال العلمي في تاريخ البشرية. وتعتبر روايته “القصـَّـة الحـقيقيَّــة” التي ترجمها إلى العربية الدكتور عادل داود وصدرت عن الهيئة العامة السورية للكتاب أواخر العام الماضي، أول رواية في تاريخ الخيال العلمي. في روايته هذه يحلّق لوقيان في عوالم من الغرابة الأسطورية يخترع فيها العديد من المخلوقات الخرافية والنباتات العجيبة وأنهار الخمر والبحار المسحورة، كما يتناول بعمق وسخرية وخيال مجنح قضايا الحياة، ويتهكم على الإنسان وطموحاته المجنونة، ويعرَّي تناقضات الفلاسفة وينتقد المجتمع انتقاداً لاذعاً. سافر لوقيان بخياله إلى القمر قبل ج. ه. ويلز بسبعة عشر قرناً، كما وصل إلى أرض العمالقة والأقزام قبل أن يكتب جونا ثان سويفت روايته “رحلات جوليفر” بستة عشر قرناً.
يقول لوقيان: ” وأمسكت الساحرة حينئذ بالمكنسة التي كانت وراء الباب، وركبتْ عليها، ثم حلّقت عبر النافذة، تاركة في الغرفة نتانةً فظيعة.” وهذا يعني أن ركوب الساحرة على المكنسة ليس من بنات الخيال الأوروبي، بل من إبداع خيال لوقيان! وفي مقطع آخر يقوم لوقيان بإحياء الصور، إذ يجعل الآلهة ديانا وحورياتها العاريات يخرجن من اللوحات ويشرعن في الرقص: “وكانت الغرفة مزدانة برسومٍ في غاية الجمال، للربة ديانا وحورياتها شبه العاريات، تُرى فيها الربة وهي تقطِف الورود في مكان، وتعوم في مكان آخر، أو تتبع ظبية لتصيدها. ولكن، بينما كنت أستمتع بالتأمّل فيها، إذ تحرَّكت جميع هذه الشخصيات، وانفصلت عن اللوحات، لتَشرَع في الرقص حولي مُصدِرةً جلبة كبيرة”. المدهش في الأمر أن لوقيان السوري مشهور في الغرب” كواحد من أكبر الفلاسفة التي عرفهم التاريخ وله مكانة كبيرة بين العلماء” لكنه عندنا يكاد يكون مجهولاً!