سيرة القديس إليان الشيخ وديره في القريتين

سيرة القديس إليان الشيخ

وديره في القريتين
نقله   Jano Battah
(بناء على طلب البعض وهي تختلف عن قصة مار اليان الحمصي الطبيب)
المهندس جورج فارس رباحية
وُلِدَ القديس إليان في الرُّها ( أورفا حالياً ) (1) في بداية القرن الرابع الميلادي وإن أهم المصادر التي تُعرِّفنا عن سيرة حياته هي أناشيد للقديس أفرام السرياني (2) وهو أحد تلامذة القديس إليان . كما كتب سيرته تيودوريتس (3) أسقف قورش (4) في كتابه ” تاريخ أحباء الله” الذي يعود إلى القرن الخامس الميلادي . والجدير بالذكر إن هذا القديس ليس هو نفسه القديس إيليان الحمصي المُكَرَّم في حمص الذي استشهد سنة 284 م .
إن القديس إليان الشيخ ( أو اليان الرهاوي ) الذي كان يُدعى من أهل بلاده بالشيخ لأجل عظيم كرامته كما يُسمّونه ( سابا ) إجلالاً له والتي تعني شيخاً باللغة السريانية . وقد اشتهر بتنسّكه وصومه وعُزلته في أحد الكهوف من جبال الرُّها ،ويتلو المزامير الداوودية وكان يصرخ دائماً ويقول : ( يارب كلامك طيّباً في مذاقي أحلى من الشهد في حنكي ) وكان طعامه من السبت إلى السبت دفعة واحدة ( خبز شعير بنخالته بالإضافة إلى الملح والماء ) ولم يلبس أكثر من ثوب واحد طيلة حياته وقد جمع حوله ما يزيد عن مائة رجل ليعيشوا على مثاله حياة نُسْكٍ وتعَبُّد . كما عُرِفَ عنه الكثير بصنع المعجزات باسم الرب يسوع . وكان يذهب كل سنة مع بعض تلاميذه في بداية الصوم الأربعيني ( بداية الربيع ) في رحلة حج يقطعون البادية سيراً على الأقدام مدة اربعين نهاراً وأربعين ليلة ليصلوا إلى القدس ويحتفلوا بأحد الشعانين وبأسبوع الآلام والقيامة ثم يعودوا إلى مناسكهم .كما ذهب إلى أنطاكية لنجدة المؤمنين لإبعادهم عن شِباك الهرطقة وتثبيت الديانة المسيحية فاختلى في الكهوف القريبة من المدينة حيث يُقال أن الرسول بولس قد أوى إليها واختبأ فيها . وفي إحدى السنوات أراد القديس إليان متابعة الطريق مع تلاميذه نحو سيناء ليصعدوا الجبل الذي أنزل الله فيه الوصايا العشر على النبي موسى ، ورغب مع تلاميذه ببناء كنيسة على الجبل وتمّ لهم ذلك .
وما أن دنت المنيّة من القديس إليان حتى جمع تلاميذه وأوصاهم ألاّ يضعوه في قبر ، إنما يضعوه على عربة تجرّها الخيول وحيث ينتهي الطعام فيدفنوا الجثمان في ذلك المكان ويعودوا مناسكهم . وكان إذ رقد بالرب سنة 364 م أن تمّ ذلك قرب مدينة القريتين (5) حيث توقفت العربة فدَفَنَ الرهبان القديس وعادوا إلى ديارهم . إلاّ أنهم ما لبثوا أن عادوا إلى القريتين مروراً بجوار حلب حيث حملوا معهم قبراً من الرّخام الروماني المنحوت ووضعوا فيه جثمان القديس وبنوا كنيسة صغيرة حول القبر لا تزال قائمة حتى اليوم .
تـاريخ الــــدير
لقد ابتنوا تلاميذ القديس إليان ديراً حول الكنيسة سكنوا فيه وكانت الانطلاقة لحياة رهبانية نسكية في البريّــة . يقع الدير القديم في الشمال الغربي من القريتين ويبعُد عنها 3 كم . يزوره المرضى والمشلولون للاستشفاء ويلتجئ إليه أهل المنطقة من الحضر والبدو في كل عاهاتهم وله احترام كبير عند المسلمين ويُسمّى عندهم ” أحمد الحوري ” .
يعود تاريخ بناء الدير إلى نحو القرن الخامس والسادس الميلادي استناداً لمعطيات أثرية ثابتة كبوّابة الدير الصغيرة التي تعلوها زخارف جميلة وهي بهذا الحجم الصغير كسائر أبواب الأديرة القديمة وذلك لغايتين : الأولى تحصيناً للمكان ولحمايته من الغزوات والثانية تخشّعاً عند دخول الدير . وعلى باب الكنيسة كتابة عربية من عام1473م للأمير سيف يحظرعلى أهل البادية أن يتعرَضوا لسكان الدير بالأذى . وللمقام باب من خشب الأرز ( ارتفاعه 177سم وعرضه 99 سم )والذي يعود إلى القرن السابع الميلادي هو جميل النقش يمثّل صوَر لبعض النباتات والحيوانات التي كانت متواجدة في ذلك العصر كسنابل القمح وأغصان كروم العنب والغزلان . وهو معروض حالياً في متحف دمشق وداخل المقام يوجد ناووس (6) من رخام قديم عليه نقوش يُقال أن فيه ذخائر القديس إليان وعلى الناووس كتابة سريانية بالقلم السطرنجيلي وكان على يمين الناووس مقام صغير يُقدِّم فيه الكهنة الذبيحة الإلهية ويوجد أيضاً عدة كوى محفورة بالحائط تدلّ على أنها كانت سابقاً مدافن لأهل الدير . تم حالياً بناء كنيسة حديثة داخل الدير وبالقرب من الضريح وبناء غرف عديدة لأعمال الدير .
إن مساحة الدير تقارب 1800 م2 مع مساحة 65 هكتار من الأرض التي تُحيط بالدير وتتبع له . كانت هذه الأراضي مزروعة بكروم العنب لثلاثين سنة خلت وتُسقى من النبع الذي استخدمه الرُهبان على مر العصور . وفي عام 1978 جف النبع وانتهت بذلك الحياة الزراعية في تلك البقعة . في عام 1997 تم حفر بئر في الناحية الشرقية من الدير ، وبدأ أفراد الرعية بزراعة الأراضي المحيطة بالدير على مراحل بأشجار الزيتون والمشمش واللوز والعنب وإحاطتها بسياج من الأشجار الحراجية كما تم زراع قسم من الأرض بنباتات رعوية : ( رغل : Atriplex sp. و روثة : Salsola sp. ) واتّبع نظام الري بالتنقيط من مياه البئر توفيراً للمياه .
وقد اهتمّت المديرية العامة للآثار والمتاحف بدمشق بهذا الصرح التاريخي فأقرّت مشروعاً للتنقيب بتعاون مشترك سوري ـ بريطاني ملتزم بالعمل بصيف كل عام ، كان بدايته مع الدكتورة إيما لوسلي والآنسة ورود ابراهيم . وتم تخصيص بعض الغرف في الدير لحفظ ما يتم جمعه من عمليات التنقيب .
يُعْتَبَر القديس مار اليان الشيخ نعمة لحياة سكان المنطقة إذ إنه مُكَرَّم من الجميع وتزوره العائلات المسيحية والمسلمة .
يتبع الدير لطائفة السريان الكاثوليك ويُعَيَّد له في / 9 / إيلول من كل عام . حيث تُقام احتفالات كبيرة في هذا اليوم ويهتف المؤمنون أمام الدير :
مار اليان دستورَكْ زُوَّارْ وجينـا نزوركْ
ولمّا وصِلْنا ع بابَكْ طِلْعِتْ ريحة بَخُّـورَكْ
المهندس جورج فارس رباحية؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

معلومات اغفلها التقرير…..القديس اليان الشيخ الناسك من ارزون ببلادفارثيا بالقرب من الرها أواخر القرن الثالث الميلادي (٢٦٠/٢٧٥) حياته النسكيةمعروفةللجميع من اتباع الكنيسةالسريانية…. ومن المعلومات التي لاتعرف عن قديسنا انه يوجدفي بلدة الضمير بريف دمشق برج نسكي تتبع له ثلاث اديرة في دوما تدعى اديرة الغساني شيده فلافيوس المنذاروس (المنذر الغساني) تكريما للقدوس يوليان لتخليصه الأخير فيما يعرف بصلح الرصافة مع القائد الروماني جرمانيكوس موقعا بنفسه على المعاهدة ((يوليان اوبيلا اورهايا دعمر انا بعربية)) يوليان الرهاوي الناسك الساكن بالعربية نصيبين)) وتكشف الوثيقة جانبامن حياته لكنها موقعة٥٧٧م دمر داعش الدير ١٥ أيار ٢٠١٥ ثم نقلت رفاته وذخيرته الطاهرة لكنيسة سيدةالنجاة زيدل. …….. وفي حمص يوجد كنيسة جميلة تؤرخ للعام٤٣٢م طرازها بيزنطي في حي الورشة مكرسة لمار ليان الحكيم الطبيب المعالج ابن حمص والذي قتل في أوج المذابح والاضطهادات الرومانية للمسيحيين يحتفل بعيده ٦ شباط من كل عام وله اسبوع ثقافي ومهرجان ….وبالبحث تجد ان تواريخ ولادة وموت القديسين ….متقاربة Edwar Barakat

المفـــردات :
(1) ـ الرُّها أو أورفا حالياً : مدينة شمال شرق حلب في الأراضي التركية قريبة من
الحدود السورية . نشأت في النصف الأول من القرن الثالث اشتهرت بمدرستها
اللآهوتية … فتحها العرب سنة 639 م .
(2) ـ القديس أفرام السرياني ( 306 ـ 373 ) من آباء الكنيســـة الشرقية وُلِدَ
في نصيبين ( تقع في الأراضي التركية شمال القامشلي ) وعلَّمَ في الرُّها .
لُقِّب بكنارة الروح القدس له مؤلفات وقصائد تعليمية دينية .
(3) ـ تيودورتس ( 393 ـ توفي بين 458 و 466 ) أسقف قورش .
(4) ـ قورش : أو خورس قديماً موضع في سوريا شمال إعزاز قرب الحدود التركية .
(5) ـ القريتين : مدينة تقع في بادية حمص ( مركز ناحية ) وتبعد عن حمص حوالي
100 كم باتجاه جنوب شرق حمص وترتفع عن سطح البحر 759 م . عدد
سكانها يقارب32000 نسمة يقيم منهم فعلياً حوالي 14500 نسمة .
(6)ـ الناووس : جمع نواويس : عبارة عن قبر من حجر منحوت توضع به جثة الميت .
العالم السرياني سر جيس الراس عيني
العالم السرياني سر جيس الراس عيني
ولد في مدينة رأس العين الواقعة على ضفاف نهر الخابور في الشمال الشرقي من سوريا
تلقى تعليمه الاساسي في موطنه رأس العين ثم سافر الى الاسكندرية عاصمة العلوم آنذاك تلقى فيها علوم الطب والفلسفة على يد الفيلسوف يوحنا فيلونوس ونقل الثقافة من اليونانية الى السريانية واصبح قسيسا سريانيا ارثوذكسيا في راس العين وكان رجلا بليغا فصيحًا واسع الاطلاع والتبحر
عين رئيسا للاطباء في مدينته لانه كان طبيبا لامعا وكاتبًا موهوبًا ومترجما أمينًا وعالما بالفلك والكيمياء
مات في ربيع عام 536
ܝܘܣܦ
AĞLAK VE DİRENGEN SES

 

AĞLAK VE DİRENGEN SES

Araştırmalarımın neticesinde fark ettim ki, aydınlığı kararmış ve bulanıklaşmış olsa da, Süryani kültürü, yüzyılları kucaklayan bir tefekkürün çağdaş bir sesi gibidir. Günümüzün yaralı idrakine seslenen ağlak bir SES’tir. Kendine yabancılaşmaya direnen bir SES…

İnsan onurunu yücelten Süryani kültürünün temelinde “değer vermek ve faydalı olmak” vardır. Ana gayesi, asma ve çubuk ilişkisinde olduğu gibi, yaşamın bütünlüğüne ve sosyal sürekliliğine katkı sunmaktır. Bütün mesele var olmanın tamlığı olunca, ana hedefi -içsel dünyayı- tamamlayıcılığa, birliğe ulaştırmaktır. Burada iç dengenin yakalanması, eylemlerde ölçülü olunması, ayrıca akış ile ahenk ilk öncelikler arasındadır. Gerekçeleri ise hakikat, adalet, hakkaniyet, tevazû, vicdan, mantık, ahlak, ölçülü olma, doğruluk, denge, ahenk, edep, adap, kibarlık, nezaket, doğallık, meşruiyet cömertlik, bağışlama, tolerans, güven, kendini bilmek, özgünlük, özgürlük, dinginlik, eşitlik, çalışkanlık, tutumluluk, vefa, metanet, şefkat, samimiyet, sadakat, sorumluluk, diğerkâmlık, dayanışma ve yardımlaşmadır.

Bu kültürün ana bileşimini oluşturan ve birbirini tamamlayan bu ve bunun gibi diğer etik kavramlar, insani değerlerin bankasında miadı/süresi dolmayan birer kredi kartı gibidir. Süryani kültürü, bu kartları iki kıstasa göre kullanmayı zorunlu kılar: Birincisi mantık, ikincisi ahlaktır. Birincisi, neler yapmamızı, ikincisi ise neler yapmamamız gerektiğini öğretir. Mantıklı ve ahlaklı bir yaşam için özün (ruhun) gürleşmesini/gelişmesini şart koşar. Çünkü özün gürleşmesi/gelişmesi, hayatın yükünü hafifletir. Yaşamı kolaylaştırır. Tamamlayıcı ve geliştirici/dönüştürücü sevginin hazzını yaşatır. Bu da yaşam enerjisine ve yaşamın iyileşmesine güç katar.

İlahi armağanları nefsin mülkiyetine ve yetkisine bırakmamayı gözeten Süryani kültüründe kibirlenmek, böbürlenmek; insanı, negatif amaçlar için sahiplenmek, baskı altında tutmak, sömürmek-istismar etmek, zapturapt altına almak yoktur.  Büyüklük, bilgiçlik ve sahiplik taslamak hiç yoktur. Tamamlayıcı anlayış ile insanı, geliştirmek-büyütmek, özgünlüğü, sevgiyi, saygıyı, samimiyeti, sorumluluğu, sadakati, tutarlılığı sağlıklı kılmak, güçlendirmek ve özgürleştirmek vardır. Ve bunlara pozitif anlamda hizmet etmek ve katkı sunmak vardır. Zira bu kültürün ana referans kaynağı, büyük ölçüde Rabbin kelamına ve ahlaki donanımlarına dönüktür. Lezzetli bir tat için nasıl tuz bütün yemek çeşitleri için gerekliyse, aynı şekilde sağlıklı birey ve sağlıklı toplum için de, tevazû, olmazsa olmazlardandır. Çünkü tevazû hakikatin kendisidir. Ruhun dingin ve yaratıcı hâlidir. Bu hâl, bütün idareler, tutumlar, davranışlar için zorunlu ve hayatidir. Bunun farkındalığıyla yaşam sürdüğümüzde, özümüz büyür ve çoğalırız. Bu farkındalıkla, özden verdiklerimizin karşılığını mutlak surette alacağımızı unutmamalıyız. Sahip olduklarımız bize sahip olmadan biz onlara sahip olmalıyız. Bu yürekliliği ve bu cesareti gösterebilenler ve bunu başarıyla yürütenler, yaşamda varılabilecek en büyük makama ulaşırlar. Bu doğrultuda ne kadar çok sevgi ve iyi niyet varsa, yaşam o kadar anlamlı, doyumlu ve nitelikli olur. Uzun ve yorucu olsa da, en basit anlatımla bu durum, beynimizden/zihnimizden, yüreğimize/ruhumuza yapacağımız yolculukla anlam kazanır.

Sorumlu ve nitelikli yaşamda, keyfiliğe yer yoktur. Tıpkı trafiğin seyri gibi, daima dikkat ve farkındalık gerektiren durumlar ve haller vardır. Arabayı kullanan şoför(ler) kadar, yayaların da nerede nasıl yürüyeceğini, nasıl davranacağını bilmesi çok önemlidir. Şoför ve yayanın trafik kurallarını bilmemesi ve o kurallara riayet etmemesi, radarların veya polisin devreye girmesine, kaza veya ölüme neden olabilir. Bu nedenle trafik kurallarını bilmemek mazeret değildir. Yasayı bilmemek hâkim karşısında nasıl özür kabul edilmiyorsa, trafik kuralları konusundaki farkındalık eksikliği de özür değildir.  Onun için belki de, bir anlık hedeften ve hedeflerden ziyade yolun kendisine ve yolun kurallarına odaklanmalıyız. Düşünür Epiktetos’a (MS 55-135) göre, ‘‘Mutluluk gidilen yolun üzerindedir, yolun sonunda değildir.’’

Yayaların trafikteki dikkatsizliği veya dengesizliği, şoförler kadar tehlikeli olmasa da bu durum yine belli başlı bazı riskler taşımaktadır. Ancak büyük tonajlı araç kullanan şoförlerin (yani büyük makam sahiplerinin) dikkatsizliği her zaman daha büyük ve daha tahripkâr riskler barındırır.

Motorlu araçlarda fren sistemi ne anlama geliyorsa, insandaki özdenetim ruhunu geliştiren ve tahripkâr zararlardan sakındıran kültür de, sosyal yaşamda o anlama gelir. Bunlar aynı zamanda radar veya trafik polisi gibi uyarıcı işlevlere sahiptirler.

Her şeyi şoför(ler)den bekleyen psiko-sosyal ortamlarda araçtaki fren sistemi kadar, radarın veya trafik polisinin uyarıları da büyük önem taşır. Dolayısıyla kültür, özdenetim ruhunu geliştirirken, günlük akış içerisinde radar ve polis gibi, o da uyarıcı telkinlerini aksatmadan yapar. Dalgınlığa mahal vermeden (yani sahip olunanları putlaştırmadan) dengede kalabilmenin yolunu farklı didaktik mantıklarla ortaya koyar.

Her ne hikmetse, günlük sohbetlerde, yayaların yükümlülükleri hep göz ardı edilir. Herkes iyi şoför olmanın zorunluluğunu konuşur, dile getirir. Fakat kimse ‘‘iyi şoför ve iyi yaya’’ nasıl olunur, iyi şoförün ve iyi yayanın sahip olması gereken donanımlar hakkında fikir yürütmez. Fikir yürütülse de, bu tema devamlı surette aksak ve eksik bırakılmaktadır.

Yusuf  Beğtaş

Süryani Dili-Kültürü ve Edebiyatı Derneği / Mardin

ܝܘܣܦ
Süryani Kültürü Ve Kendini Bilmek 

Süryani Kültürü Ve Kendini Bilmek 

Kendine özgü folklorik özellikler taşıyan Süryani kültürü, insanın yeteneklerini, yaratıcılığını kullanarak, iç dünyasının renklerini, duygularını en estetik bir sunuşla ifade etme ve başkalarına aktarabilme gücüne değer verir. Açılımcı-paylaşımcı karakteristik yapısıyla hayatın enerjisini zayıflatan her şeyden kaçınmayı öğretir. Esas gayesi, ruhani gerçeklikten yola çıkarak insanın ‘‘içsel büyüklüğünü’’ yaşamın bütün alanlarında ortaya çıkarmaktır. Bilmekten yapmaya ve sonrasında yapmaktan olmaya doğru devam eden yolculukta insanın kendi içine dönmesi, kendine bakması, kör noktalarını görmesi, kör noktalarını aydınlatması, bu doğrultuda doğru soruları sorması, bunları yaparken içsel büyüklüğünü keşfetme sürecinde doğru yöntemleri kullanmasını bir zaruret olarak görür.

Günümüzün artan bilgisine ve gelişmelerine rağmen farkındalık, erdem, ahlak, samimiyet, dürüstlük, bilgelik, adalet bilinci, hak bilinci ve emek bilinci hala ‘‘kendini bilmek ve tanımak’’ yolculuğu ile kazanılmaktadır. Çünkü kendini bilmek, tüm bilmelerin kök hücresidir. Ana rahmidir. Bireysel ve toplumsal gelişim için kendimizi bilmeliyiz ve hak yiyen değil, hak bilen olmalıyız.

Kendini bilmek ve kendini tanımak, farklı kavramlardır. Bilmek daha genel, tanımak ise kişiye özeldir. Ayrıca tanınmayan bir şeyin bilinmesi de beklenemez. İnsanın önce kendini tanıması, sonra da tanıdığı kendisini bilmesi gerekir. Kendini bilmek, davranışlarının farkında olmak, aydınlanmayı ve bilinçlenmeyi de içeren bir özdenetim ruhunda ilerlemek demektir. Bu nedenle kendisini, yani kendi düşüncelerini, hareketlerini, önyargılarını ve tutumlarını, öz benliğini bilip kendini kontrol eden kişi, yaptığı her şeyin sorumluluğunu üstlenmiş demektir. Bu da, zıtlıklardan tamamlayıcılığa yani denge yolunda iyiye, doğruya, güzele gidiştir[1] .

Düşünce tarihinin değişmeyen bu temel gerçeği, bu kendini bil mottosu birçok dilde farklı şekillerde devamlı kullanılmaktadır.

Ancak ‘‘Ey insan, kendini tanı!’’ deyişiyle dile gelen bu düşüncenin tarihsel arka planı, antik Mezopotamya’da gelişen çok eski bir felsefeye ve onun mirasçısı olan Süryani kültürüne aittir.

Ey insan, kendini tanımalısın[2] ܐܘ ܒܪܢܳܫܐ܆ ܗܘܰܝܬ ܝܳܕܰܥ ܢܰܦܫܳܟ Sözünün tarihsel arka planı Mezopotamya’da gelişen felsefeye ve Süryani filozoflarına aittir. Bu anlamlı söz  ܒܪ ܚܰܘܫܳܐ ܒܳܒܠܳܝܐ Babilli Bar Havşo ismiyle bilinen ama hiç tanınmayan Mezopotamyalı bir filozofa aittir. Bu sözü tarihte ilk defa kendisi kullanmıştır. M. Ö 5. Yy’da (430-450’lerde) yaşamış olan bu Süryani filozof, felsefe ve bilgelik konusunda çok üretti ve yazdı. Aynı zamanda Sokrates, Aristo ve Platon gibi Yunan filozoflarının bilgi kaynağıdır. Hocasıdır. Literatüre, bildik Süryani ismiyle değil de, daha çok Yunanlıların kullandığı ‘Biros’ ismiyle geçmiştir [3].

Aziz Mor Afrem (306-373) ‘‘Kendine odaklanırsan, yasaya ihtiyacın olmaz. Kâinatı anlarsan, düzene ihtiyacın olmaz’’ deyişiyle insanı kendini tanımaya yönlendiren bu düşüncenin boyutlarını daha üst bir aşamaya taşıyarak mana dünyasına katkıda bulunmaktadır.

Bu özelliğiyle, Süryani kültürü, medeniyet birikiminin ve düşünce tarihinin antik bir hafızası olarak tanımlanabilir.

Yusuf Beğtaş

Süryani Dli-Kültürü ve Edebiyatı Derneği / Mardin

[1] Yüksel, Berk, İnanç Sistemleri ve Kendini Bilmek, 4. Baskı, Akılçelen Kitaplar, Ankara, 2020, s. 240-244.

[2] Bu temel yaklaşımı Sokrates ile ilişkilendiren Kierkegaard şöyle yazar: ‘‘Sokrates’in bakış açısına göre her birey kendi merkezini oluşturur ve dünyanın geri kalanı onu merkeze alır. Çünkü kendine dair sahip olduğu bilgi aynı zamanda Tanrı bilgisidir.’’ 

Bknz: https://1000kitap.com/meister-eckhart–205867/alintilar.

[3] Felsefe tarihinde devrim niteliği taşıyan bu örtük ve ilginç bilgi, Suboro TV’nin bir programına konuk olan Cebel Lübnan Metropoliti Mor Theofilos Corç Saliba’dan alıntıdır. 

Kaynak: https://youtu.be/yPeYOmfwe0w

كاتدائية القديس يوحنا المعمدان في دمشق
في يوم تذكار قطع رأسه Fadi Hanna
كاتدائية القديس يوحنا المعمدان في دمشق
بُنيت الكاتدرائية في عهد الملك الروماني ثيوذوسيوس سنة ٣٧٩ م، وكانت تحفة فنية تزينها اللوحات الفسيفسائية والإيقونات والرسومات وكان سكان دمشق الأصليون من المسيحيين يصلون فيها ويفتخرون بها كونها أكبر كنائس مدينتهم ومن معالمها المشهورة.
في سنة ٦٣٤ دخل المسلمون الغزاة دمشق واحتلوها بعد حصارها وذبح من قاوم من سكانها، لتصبح عاصمة لدولة الخلافة الأموية.
استولى المسلمون في بادئ الأمر على مباني الكاتدرائية وحولوها لمسجد وأبرموا عهداً مع سكان دمشق المسيحيين بأن جزءاً من حرم الكاتدرائية سيبقى كنيسة لهم، لكن هذا العهد لم يصمد طبعاً ونكثه الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك واستولى بالقوة على الجزء المسيحي وأمر بهدمه، حيث صعد بنفسه إلى البرج الغربي للكاتدرائية وكان فيه صومعة بداخلها راهب يصلي، فأمره الخليفة بالنزول منها، وعندما رفض الراهب، ركله بقدمه ليتدحرج من فوق ويموت شهيداً لإيمانه وتمسكه بكنيسته.
ثم وقف الوليد على أعلى مكان من الكنيسة فوق المذبح الأكبر وأخذ فأساً وحطم حجراً وألقاه على الأرض وسط صيحات الجنود والأمراء الذين بدأوا يهدمون وهم يصرخون الله أكبر … الله أكبر !!!
أما المسيحيون فتجمعوا وبدأوا بالبكاء والعويل فأمر الخليفة رئيس الشرطة أن يضربهم ويفرقهم، وهدم المسلمون في ذلك اليوم المشهود الكثير من المذابح التاريخية والرموز المسيحية العريقة.
أرسل الوليد إلى ملك الروم في القسطنطينية يطلب منه عمالاً في الرخام والأحجار ليغيروا بناء الكاتدرائية ويجعلوا منها مسجداً مع مآذن، وكتب له رسالة يهدده فيها ويتوعده بإنه إن لم يفعل فسيغزو بلاده بالجيوش ويخرب كنائسها، وأيضاً كنيسة القيامة في القدس وكنيسة الرها وجميع الكنائس تحت سيطرته.
بعث ملك الروم عمالاً كثيرين وكتب إلى الوليد :
لقد هدمتَ الكنيسة التي رأى أبوك تركها، فإن كان حقاً فقد خالفت أباك، وإن كان باطلاً فقد أخطأ أبوك .
فلم يعرف الوليد كيف يجيبه.
وجد العمال الروم خلال عملهم مغارة وأخبر الجنود الخليفة بذلك، فأتى ليلاً ومعه شمع فإذا هي كنيسة أخرى صغيرة وفيها صندوق ففتح الصندوق فإذا فيه إناء وفي الإناء رأس لم يكن سوى رأس القديس العظيم يوحنا المعمدان الذي وضع أساساً لكاتدرائيته المهيبة في دمشق، فأمر الوليد بإعادته إلى مكانه وتشييد مقام فوقه بإسم مقام النبي يحيى.
في ستينات القرن العشرين واثناء عمليات الترميم والحفر التي كانت تجري لتوسيع وترميم كنيسة الروم الأرثوذكس المعروفة بالمريمية في دمشق القديمة والواقعة بين الجامع الأموي (كاتدرائية يوحنا) وكنيسة حنانيا، ظهرت أجزاء من نفق قديم كان يربط الكنيستين ببعضهما البعض، وكذلك في باحة الجامع هناك بقعة من الأرض تحت فناء مسقوف، إذا ما وقف الزائر في منتصفها وضرب عليها بقدمه، فإنه يسمع صدى عميق للضربات يشير إلى وجود نفق في الأسفل.
لم يبقى اليوم من الرموز المسيحية داخل الجامع (الكاتدرائية) سوى جرن المعمودية، والكتابة الرومية (اليونانية) الموجودة على الباب الجنوبي والتي ترجمتها:
ملكك أيها المسيح إلى أبد الدهور وسلطانك إلى جيل فجيل.
واكتشف مؤخراً أيضاً رسم للسيد المسيح وعلى رأسه إكليل شوك.
لوحات وواجهات المسجد يقول المسلمون أنها رسومات عربية تمثل مشاهد الجنان في القرآن، لكنها ليست سوى لوحات وفنون بيزنطية من الكاتدرائية الأصلية رسمها الروم وكانت مذهبة ومرصعة بالحجارة الكريمة قبل أن يزيل العرب هذه الحجارة ويسرقوها ويطلوا اللوحات بالطين حيث بقيت محجوبة حتى عام ١٩٢٨ عندما كشف عنها الفرنسيون بجهود مضنية خلال فترة الانتداب على سوريا………………………………
Ghanim Betti
قصة خروج الدم من قبر القديس العظيم مار يوحنا المعمدان بالجامع الاموى فى دمشق
نرجو المشاركه ليعلم الجميع الكثير من الحقائق المخفية
🔺داخل الجامع الأموي الكبير في دمشق وتحت هذه القبّة يُحفظ جزءٌ من رفات القديس يوحنا المعمدان، وهو على الأرجح من رأس القديس، وذلك منذ أن كان كنيسة كبيرة شيّدها الروم البيزنطيين في القرن الرابع الميلادي على اسم هذا القديس، وقبل أن يتمّ تحويله الى “الجامع الأموي” في القرن الثامن الميلادي، بعد احتلال العرب لبلاد الشام!
في العهد الخلافة الفاطمية، وهو أشدّ العهود قهراً واضطهاداً للمسيحيين في بلاد الشام، أمر والي دمشق بإزالة قبر القديس يوحنا المعمدان من مكانه داخل الجامع الأموي. فما أن باشر العمّال المُكلّفون عملهم، ومع ضربات المطرقات والمعاول الأولى لإزالة المقام، حتى نَفرَ من الضريح سيلٌ غزيرٌ من الدماء وجرى باتّجاه منطقة “باب مصلى” التي كانت عبارة عن ميدان الحَصى الذي كانت تجري عليه سباقات الخيل في الماضي، وتقع عند تقاطع شوارع ابن عساكر – المجتهد – الميدان – الزاهرة. فأُصيب العُمّال بالذُعر الشديد والذهول! وسرعان ما انتشر الخبر في دمشق كلّها، وجاء والي الشام بنفسه لينظر ما حدث، وسارع الأئمّة والمشايخ الى المكان وبدأوا بالأدعية والصلوات من أجل ايقاف جريان الدم، ولكن دون جدوى…! عندها أُبلغَ مطران دمشق الذي توجه إلى المكان يرافقه رجالٌ من الكهنة والشمامسة والرهبان الأرثوذكس، فلمّا وصلوا الى المكان بدأوا يتلون الصلوات… عندئذ توقف الدم عن الجريان والامتداد، وبدأ بالانكفاء والانقطاع تدريجياً حتى دخوله الضريح… بعد ذلك تراجع الوالي عن قراره وأمر بإبقاء المقام داخل الجامع الأموي على حاله. ويقال أيضاً بأن سبب تسمية المقهى المعروف قرب الجامع الأموي ب “مقهى النوفرة” يعود إلى هذه الحادثة أي نسبةً الى “نفور الدم” من داخل القبر، وأن “باب مصلّى” أُطلقت عليه لاحقاً هذه التسمية نسبةً الى “صلوات” الأساقفة والكهنة الأرثوذكسيين التي أُقيمت بقربه من أجل إيقاف سيل الدماء.
هذا ما حفظته الذاكرة الشعبية المسيحية الدمشقية، وورد ذكره أيضاً في مخطوط تاريخي موجود في دير سيدة البلمند البطريركي في لبنان.
من أين جاءت تسمية سوريا؟
إلى كل قارئ مهتم لمعرفة من أين جاءت تسمية سوريا؟
هنري بدروس كيفا Henri Bedros Kifa

-لقد ترك ملوك أشور كتابات أكادية عديدة و نرى إنهم كانوا يطلقون على “سوريا القديمة” هذه التسميات: “بلاد حاثي” و “بلاد عمورو” و “بلاد آرام “.

ملاحظة مهمة جدا:
الأشوريون لم يطلقوا إسم ” بلاد أشور” أو ” بلاد سور أو سوريا ” -كما يردد بعض السريان المضللون- على “سوريا القديمة”!
٢ – بكل تأكيد الشعب الأشوري لم يستوطن لا في الجزيرة و لا في بلاد آرام (سوريا القديمة) و على القارئ المثقف أن يعرف أن القبائل الآرامية قد إستوطنت في بلاد أكاد و صارت تشكل أكثرية السكان فيها!
علماء الآثار قد ذكروا الشعب البابلي و ها هي كتب التاريخ في المناهج المدرسية علمتنا (و لا تزال تعلمنا معلومات خاطئة) حول شعب بابلي و لغة و حضارة بابلية مع أن سكان بلاد أكاد في الألف الأول ق٠م كانوا بأكثريتهم الساحقة من الآراميين.
هؤلاء الآراميين قد حافظوا على أسمهم القومي و الجغرافي لأكثر من ١٥٠٠ سنة و كانوا يسمون بلادهم “بيت آرامايا” أي بلاد الآراميين !
٣- لقد قضى الفرس سنة ٥٣٨ ق٠م على الإمبراطورية التي إصطلح علماء الأثار في القرن التاسع عشر على تسميتها “البابلية الثانية”؟
و هي في الحقيقة آرامية.
و قد إستولى الفرس على بلاد مصر و وسعوا إمبراطوريتهم شرقا و غربا حتى وصلت بلاد اليونان .
٤- لقد ترك الفرس عدة كتابات و نقوش تذكر أسماء المرزبانات أي الولايات التي كانت تضمها إمبراطوريتهم الواسعة. هذه الكتابات تذكر ولاية إسمها “أسورستان” و ولاية جديدة إسمها “بابل “!
٥ لا شك إن إسم سوريا مشتق من إسم الولاية الإدارية الفارسية “أسورستان” و ليس من شعب أشوري كان يسكن في سوريا القديمة كما يردد بعض السريان المخدوعون بالتسمية الأشورية المزيفة .
٦ – قد يطرح أحد القراء هذا السؤال ” لماذا أطلق الفرس إسم بابل على بلاد أكاد القديمة؟
و خاصة لماذا أطلقوا إسم “أسورستان” على الشرق القديم و من ضمنه إسرائيل و جزيرة قبرص؟
و أغلبية سكان هذه المنطقة هم من الآراميين ؟
نحن لا نملك اليوم نصوص أو كتابات تشرح لنا “الأسباب التي دفعتهم الى إستخدام هذه التسميات” و لكنني أعتقد أن الفرس قد عانوا من جبروت الإمبراطورية الأشورية و قد أطلقوا إسم “أسورستان” على كل المنطقة التي كانت خاضعة للأشوريين, و بعد سنوات أطلقوا تسمية” بابل ” على بلاد أكاد القديمة أي وسط و جنوب العراق !
٧ – لقد أخذ قدامى اليونان إسم سوريا من التسمية الإدارية أسورستان و خلال أكثر من ٢٠٠ سنة كانوا يطلقون إسم Assyria أو Syria على الشرق القديم .
و لقد أخذ قدامى اليونان التسمية البابلية من التسمية الإدارية الفارسية و صاروا يكتبون عن شعب و لغة بابلية و للأسف لنا أن علماء الآثار لا يزالون حتى اليوم يستخدمون هذا التعبير ” بابلي “بمعنى شعب بابلي حقيقي و هذا خطأ تاريخي عظيم.
٨- بعد إحتلال الإسكندر للشرق و خاصة بعد تأسيس سلوقس لمملكة” سوريا ” فإن الإسم سوريا قد أصبح محددا جغرافيا و تاريخيا.
و قد جرت بين السلوقيين و البطالسة ملوك الإسكندرية عدة حروب عرفت في المصادر اليونانية “بالحروب السورية” !
و كان السلوقيون يحكمون مناطق واسعة و لكن ضعفهم قد أدى الى إنحسار مملكتهم الى سوريا الحالية.
٩ – لقد طلب بطليموس من اليهود في الإسكندرية أن يترجموا أسفار التوراة من اللغة العبرية القديمة الى اللغة اليونانية.
هذه الترجمة ستعرف بالترجمة السبعينية و هي من بداية القرن الثالث ق٠م و هي مهمة جدا لنا.
فبلاد آرام في اللغة العبرية تترجم الى بلاد سوريا و الشعب الآرامي قد ترجم الى الشعب السرياني !
١٠ – من المدهش إننا وجدنا في تواريخ يوسيفوس المشهور بأنه قد إستخدم تعابير ” سوريا العليا ” و” سوريا السفلى ” و ” سوريا كولن” و لا شك إن القراء يعرفون جيدا ما معنى العليا و السفلى !
و لكن العلماء حتى بداية القرن العشرين لم يعرفوا ما معنى “سوريا كولن”؟
لأن لفظة “كولن” هي غير يونانية !
و لكن بعد إكتشاف نصوص سفيرة الآرامية عرف العلماء أن تعبير “سوريا كولن” هو ترجمة حرفية ل” كول آرام”! أي جميع المناطق الآرامية !
الخاتمة
١ -إن مصدر إسم سوريا ليس لغزا و لا يسمح للمغامرين أن يطلقوا نظريات مضحكة من نوع ” إسم سوريا هو باللغة ” السنسكريتية وتعني الشمس” !
٢ – إن إسم سوريا و منذ القرن الثالث قد أصبح مرادفا لإسم أجدادنا الآراميين و إن كان مشتقا من إسم سورستان الفارسي الإداري !
٣ – نحن مسيحيو هذا الشرق مع قسم كبير من إخوتنا المسلمين نتحدر من الآراميين و هذا يعني-بكل بساطة نحن أقدم شعب لا يزال يعيش في أوطانه التاريخية .
٤ – ردي هنا حول إشتقاق الإسم سوريا ليسا رأيا أو مغامرة جديدة و لكنه بحث أكاديمي مبسط و كل أخ يريد أن يستفسر فنحن مستعدون لتزويده بالمراجع العلمية و الدراسات الأكاديمية .
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏تحتوي على النص '‏إن الآر الآراميين هم الذين أعطوا إسم سوريا و إن كان مشتقا من التسمية الإدارية أسو :رستان النصوص اليونانية القديمة كانت تستخدم تعبير سوريا" کولن" كلمة كولن غير موجودة في اللفة اليونانية و قد عرف العلماء بعد إكتشاف نصوص سفيرة-أن أن سوريا كولن هي الباحث ترجمة ل" کلآرام !" آرام هنري بدروس كيفا شبيبة السريان_لÛ‏'‏‏
كاتدائية القديس يوحنا المعمدان في دمشق

في يوم تذكار قطع رأسه

كاتدائية القديس يوحنا المعمدان في دمشق
بُنيت الكاتدرائية في عهد الملك الروماني ثيوذوسيوس سنة ٣٧٩ م، وكانت تحفة فنية تزينها اللوحات الفسيفسائية والإيقونات والرسومات وكان سكان دمشق الأصليون من المسيحيين يصلون فيها ويفتخرون بها كونها أكبر كنائس مدينتهم ومن معالمها المشهورة.
في سنة ٦٣٤ دخل المسلمون الغزاة دمشق واحتلوها بعد حصارها وذبح من قاوم من سكانها، لتصبح عاصمة لدولة الخلافة الأموية.
استولى المسلمون في بادئ الأمر على مباني الكاتدرائية وحولوها لمسجد وأبرموا عهداً مع سكان دمشق المسيحيين بأن جزءاً من حرم الكاتدرائية سيبقى كنيسة لهم، لكن هذا العهد لم يصمد طبعاً ونكثه الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك واستولى بالقوة على الجزء المسيحي وأمر بهدمه، حيث صعد بنفسه إلى البرج الغربي للكاتدرائية وكان فيه صومعة بداخلها راهب يصلي، فأمره الخليفة بالنزول منها، وعندما رفض الراهب، ركله بقدمه ليتدحرج من فوق ويموت شهيداً لإيمانه وتمسكه بكنيسته.
ثم وقف الوليد على أعلى مكان من الكنيسة فوق المذبح الأكبر وأخذ فأساً وحطم حجراً وألقاه على الأرض وسط صيحات الجنود والأمراء الذين بدأوا يهدمون وهم يصرخون الله أكبر … الله أكبر !!!
أما المسيحيون فتجمعوا وبدأوا بالبكاء والعويل فأمر الخليفة رئيس الشرطة أن يضربهم ويفرقهم، وهدم المسلمون في ذلك اليوم المشهود الكثير من المذابح التاريخية والرموز المسيحية العريقة.
أرسل الوليد إلى ملك الروم في القسطنطينية يطلب منه عمالاً في الرخام والأحجار ليغيروا بناء الكاتدرائية ويجعلوا منها مسجداً مع مآذن، وكتب له رسالة يهدده فيها ويتوعده بإنه إن لم يفعل فسيغزو بلاده بالجيوش ويخرب كنائسها، وأيضاً كنيسة القيامة في القدس وكنيسة الرها وجميع الكنائس تحت سيطرته.
بعث ملك الروم عمالاً كثيرين وكتب إلى الوليد :
لقد هدمتَ الكنيسة التي رأى أبوك تركها، فإن كان حقاً فقد خالفت أباك، وإن كان باطلاً فقد أخطأ أبوك .
فلم يعرف الوليد كيف يجيبه.
وجد العمال الروم خلال عملهم مغارة وأخبر الجنود الخليفة بذلك، فأتى ليلاً ومعه شمع فإذا هي كنيسة أخرى صغيرة وفيها صندوق ففتح الصندوق فإذا فيه إناء وفي الإناء رأس لم يكن سوى رأس القديس العظيم يوحنا المعمدان الذي وضع أساساً لكاتدرائيته المهيبة في دمشق، فأمر الوليد بإعادته إلى مكانه وتشييد مقام فوقه بإسم مقام النبي يحيى.
في ستينات القرن العشرين واثناء عمليات الترميم والحفر التي كانت تجري لتوسيع وترميم كنيسة الروم الأرثوذكس المعروفة بالمريمية في دمشق القديمة والواقعة بين الجامع الأموي (كاتدرائية يوحنا) وكنيسة حنانيا، ظهرت أجزاء من نفق قديم كان يربط الكنيستين ببعضهما البعض، وكذلك في باحة الجامع هناك بقعة من الأرض تحت فناء مسقوف، إذا ما وقف الزائر في منتصفها وضرب عليها بقدمه، فإنه يسمع صدى عميق للضربات يشير إلى وجود نفق في الأسفل.
لم يبقى اليوم من الرموز المسيحية داخل الجامع (الكاتدرائية) سوى جرن المعمودية، والكتابة الرومية (اليونانية) الموجودة على الباب الجنوبي والتي ترجمتها:
ملكك أيها المسيح إلى أبد الدهور وسلطانك إلى جيل فجيل.
واكتشف مؤخراً أيضاً رسم للسيد المسيح وعلى رأسه إكليل شوك.

لوحات وواجهات المسجد يقول المسلمون أنها رسومات عربية تمثل مشاهد الجنان في القرآن، لكنها ليست سوى لوحات وفنون بيزنطية من الكاتدرائية الأصلية رسمها الروم وكانت مذهبة ومرصعة بالحجارة الكريمة قبل أن يزيل العرب هذه الحجارة ويسرقوها ويطلوا اللوحات بالطين حيث بقيت محجوبة حتى عام ١٩٢٨ عندما كشف عنها الفرنسيون بجهود مضنية خلال فترة الانتداب على سوريا.

Fadi Hanna

إنقراض الشعوب القديمة و إستمراية شعبنا الآرامي !

إنقراض الشعوب القديمة و إستمراية شعبنا الآرامي !

هنري بدروس كيفا

Henri Bedros Kifa

سؤال بسيط و مهم من أحد الإخوة الغيورين و جواب سريع :
“سؤال استاذ هنري كيف لي ان افهم وابرهن للاخرين واقنعهم بان شعوب وادي الرافدين من سومريين وبابليين واشوريين وغيرهم قد انقرضوا ولم يبقى غير الاراميين ماهي الدلائل التس تستند عليها في انقراض كل الشعوب ماعدى الشعب الارامي وشكرا”
١ – إنني قد أجبت على هذا السؤال في أبحاث عديدة و أتمنى من الاخوة
المهتمين أن يطلعوا عليها من خلال موقع التنظيم الآرامي.
٢ – بكل محبة أنت لا تستطيع أن تقنع الآخرين لأنه الموضوع هو تاريخي و ليس سياسي : هنالك عشرات البراهين العلمية التي أنت غير
مطلع عليها و” الآخرين ” أيضا هم غير مطلعين … أتمنى منك – إذا كنت
مهتما – هو إعتماد التاريخ العلمي و ليس الشعبي أو السياسي المزيف
و أرجو كنك أن تطالب المؤسسات السريانية بإعتماد التاريخ الأكاديمي!
٣ – تعبير ” وادي الرافدين ” هو حديث و خاطئ . لقد كان العراق القديم
مقسما الى عدة مناطق تاريخية و جغرافية و بكل تأكيد تسمية بيت نهرين
أو بلاد ما بين النهرين أو Mesopotamia لم تطلق على العراق و لكن
على الجزيرة السورية ( نهريما / آرام نهرين ).
٤- لقد كتبت ” من سومريين وبابليين واشوريين وغيرهم…”
أ- صحيح لقد سكن العراق القديم عدد كبير من الشعوب القديمة و منها من
كان شرقيا مثل الشعب الأكادي و العموري و الآرامي و منها من كان
من الشعوب الهندو أوروبية مثل السومريين و الغوتيين و الشعب الكاشي
و الشعب الحوري و الشعب الميتني …
ب – لم يسكن العراق شعبا إسمه ” بابلي ” و لكن التسمية البابلية هي
تسمية إدارية فارسية أطلقت على بلاد أكاد القديمة و قد نقلها قدامى اليونان من التسمية الفارسية . الكتابات الأكادية لم تذكر وجود شعب
بابلي و للأسف لنا أن العلماء في القرن التاسع عشر قد إستخدموا هذه
التسمية ” البابلية ” بمعنى ” أتنية ” و لغة و حضارة .
ج – الشعب الأشوري هو خليط من شعوب أكادية و عمورية شرقية
مع شعوب حورية و ميتنية …
٥ – لقد ذكرت في النقطة رقم ٢ بأن السرياني المثقف لا يستطيع أن
يقنع الآخرين لأنه ربما هو نفسه يردد طروحات تاريخية خاطئة مثل
” شعب بابلي ” و في كثير من الاحيان ” الأخرون ” هم أخوة سريان
و لكنهم من السريان المضللين الذين يقسمون شعبنا السرياني الآرامي
من أجل هوية أشورية منقرضة منذ حوالي ٢٥٠٠ سنة …
٦ – كيف إنقرض الشعب السومري ؟
أقدم ذكر للشعب السومري هو حوالي ٣٥٠٠ سنة ق٠م و العلماء اليوم
يقسمون تاريخ الإنسان الى مرحلتين :
* مرحلة ما قبل التاريخ و هي منذ ظهور الإنسان حتى إكتشاف الكتابة !
* مراحل التاريخ و هي منذ تاريخ السومريين حتى اليوم : معظم المؤرخين يقسمون هذه المراحل الى ثلاث فترات زمنية .
أولا – التاريخ القديم : منذ إكتشاف أقدم كتابة ( و هي سومرية ) حتى سقوط روما سنة ٤٧٦م .
ثانيا – التاريخ الوسيط منذ سقوط روما سنة ٤٧٦م حتى سقوط القستنطينية
سنة ١٤٥٣م .
ثالثا – التاريخ الحديث منذ سقوط القستنطينية سنة ١٤٥٣م حتى اليوم .
لا أحد يحق له أن يتنكر لتاريخ الشعب السومري و منجزاته و لكن للأسف كثير من السريان و عن جهل مطلق يرددون أن شعبنا يتحدر من
شعوب عديدة قديمة , ومنهم الشعب السومري ؟ علما إن الكتابات السومرية ( اللغة السومرية ) قد إضمحلت في بداية الألف الثاني ق٠م
و ذلك لإنتشار الشعبين الأكادي و العموري في بلاد سومر القديمة !
إن أغلب الكتابات السومرية التي وجدت في مدينة أشور و بابل هي
منقولة عن كتابات أقدم و بعبارة أوضح أن اللغة الأكادية هي التي كانت
محكية منذ بداية الألف الثاني حتى إنتشار أجدادنا الآراميين في بداية
الألف الأول ق٠م .
في الألف الثاني و الألف الأول لم يعد هناك أي ذكر للشعب السومري
كشعب مستمر و كشعب حافظ على إستمراريته .
هنالك عدد كبير من القراء قد سمعوا بتاريخ الشعب السومري و للأسف
قد إنخدعوا بطروحات بعض الأحزاب العروبية أو الحزب القومي السوري التي تتنكر لتاريخ الشرق العلمي و تدعي تارة أن الشعوب القديمة قد خرجت من شبه الجزيرة العربية و طورا أن الهوية و التسمية
” السورية ” تشمل بقايا شعوب قديمة ؟
٧ – من هو الشعب ” البابلي ” ؟
لا يوجد شعب بابلي في تاريخ العراق القديم و قد شرحت مرارا أن التسمية البابلية في الكتابات الأكادية تشير الى سكان مدينة بابل أو الى
أحد ألهتها و لم تكن تشير الى ” بلاد بابل ” أو ” هوية بابلية “!
عندما إحتل الفرس بلاد أكاد و قضوا على حكم الكدانيين سنة ٥٨٣ ق٠م
عمدوا إلى إطلاق تسمية ” بلاد بابل ” على بلاد أكاد القديمة .
ملاحظات مهمة :
أ – خلال الألف الثاني ق٠م قد سكنت عدة شعوب في بلاد أكاد أي وسط
و جنوب العراق و مع أن الكتابات الأكادية في هذه الفترة كانت تستخدم
تسمية ” بلاد سومر و أكاد ” فإن بقايا الشعب السومري قد ذابت و إنصهرت ضمن الشعبين الأكادي و العموري !
ب – الشعب الكاشي Cassite قد سكن في بلاد أكاد بين القرنين السادس
عشر و الثاني عشر ق٠م و هو شعب غير شرقي . و مع أنه لم يعد لهم
أي ذكر خلال الألف الأول ق٠م نرى ملوك قد حافظوا على تسمية بلاد
أكاد ببلاد كردونياش و هذا لا يعتبر إستمرارية الشعب الكاشي حتى
الألف الأول ق٠م .
ج – نحن نعلم من الكتابات الأكادية – خاصة التي تركها ملوك أشور –
كيف إنتشرت عشرات القبائل الآرامية في كل بلاد العراق القديمة .
هذه الكتابات الأكادية تؤكد وجود تسميتين جغرافتيين ” مات كلدو “
و ” مات أريمي ” منذ أواسط القرن الثامن ق٠م .
كثيرون من القراء لا يعرفون أن الآراميين قد صهروا بقايا الشعوب
القديمة في بلاد أكاد أو بلاد بابل بعد سنة ٥٣٨ ق٠م , و أن المصادر
السريانية الشرقية القديمة قد إستمرت في إستخدام الإسم القومي و الجغرافي ” بيت آرامايا ” أي بلاد الآراميين !
د – عندما يتحدث قدامى اليونان عن شعب “بابلي ” في الألف الثاني ق٠م
فإن هذه التسمية البابلية تبقى غامضة و لا نعرف من هو الشعب المقصود
هل هو الشعب الأكادي أم العموري أم الكاشي أو غيرهم ؟
بينما التسمية البابلية إذا كانت تعود الى الألف الأول ق٠م فإن – بدون شك- تقصد الشعب السرياني الآرامي .
٨ – كيف إنقرض الشعب الأشوري ؟
أ – على القارئ أن يعرف أن شعوب عديدة قد سادت ثم بادت أي غاب
ذكرها عن مسرح التاريخ و من تلك الشعوب الشعب الأشوري ! .
ب – كان الآراميون يشكلون أكثرية عددية في الإمبراطورية الأشورية
قبل زوالها : لقد كان الآراميون يشكلون أكثرية ساحقة في بلاد نهريما
أي الجزيرة السورية و في بلاد آرام ( سوريا القديمة ) و شرقي الأردن
و خاصة في بلاد أكاد التي ستعرف في المصادر السريانية النسطورية
ببلاد الآراميين . و حتى بلاد أشور نفسها كان الآراميون يتفوقون عدديا
على الأشوريين أنفسهم ( أبحاث حاييم تدمر و غارللي ).
ج – القبائل الآرامية و تحت قيادة نبوخدنصر قد إستقلت سنة ٦٢٦ ق٠م
ثم هاجمت و دمرت بمسادة الميديين الإمبراطورية الأشورية سنة ٦١٢ ق٠م .
د – بقايا الأشوريين قد إنصهروا بالأكثرية الآرامية بعد خسارتهم للحكم
و إنتشار اللغة الآرامية بينهم التي محت اللغات الأكادية و العبرية و
الكنعانية .
ه – المصادر السريانية الشرقية و الغربية معا تؤكد لنا أن العلماء السريان
قد إفتخروا ” فقط ” بالهوية الآرامية . العلماء السريان لم يفتخروا بهوية
سومرية أو بابلية أو كنعانية أو أشورية ! من له أذنان سامعتان فليفهم !
و – المصادر السريانية و العربية لم تذكر الأشوريين كشعب معاصر !
فقط بعض السريان المنافقين قد إدعوا في بداية القرن العشرين بتسمية
أشورية مزيفة و هوية أشورية منقرضة !
ز – وجود أحزاب و كنيسة تدعي بإنتماء تاريخي أشوري اليوم لا و لن
يستطيع إحياء هوية أشورية منقرضة : هذه الأحزاب تفضح نفسها
وتتعامل سياسيا مع كل حزب يقبل ” أشوريتها المزيفة “. أكبر برهان
على زيف هذه الأحزاب هو إدعائها بوجود لغة أشورية و العمل على
نشر طروحات تاريخية مزيفة تدعي أن ” السورث ” هي لغة مستقلة
تتحدر من اللغتين الأكادية و الآرامية ؟
٩ – إستمرارية شعبنا الآرامي .
المصادر السريانية هي المنارة و هي التي تؤكد لكل سرياني غيوربأن
العلماء السريان من مار افرام الى ابن العبري قد أكدوا أن هويتنا هي
الهوية الآرامية . إنتشار طروحات غير علمية قد إدعت في الماضي بأن
أجدادنا قد تخلوا عن إسمهم الآرامي هي بسبب وجود إيديولوجيات
مزيفة لهويتنا الآرامية : السريان لم يتخلوا عن إسمهم و هويتهم الآرامية !
فقط السريان الضالون ير
ددون هذه الطروحات الخاطئة من أجل مصالحهم أو من أجل مفاهيم حزبية منافقة .
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏
مار فلابيانوس ميخائيل ملكي سنة 1858 – 1915
ذكرى ٧ سنوات على تطويب مار فلابيانوس ميخائيل ملكي سنة 1858 – 1915!
ولد ميخائيل ملكي سنة 1858 في قلعتمرا، قرية في طور عابدين
تعمّد في الكنيسة السريانيّة الارثوذكسيّة…
هو من عائلة كهنوتية، فوالدته ابنة كاهن، وشقيقها كاهن.
ترعرع في جو مفعّم بالايمان وروح الخدمة
في سنّ العاشرة أرسله والده إلى دير الزعفران.
مكث في الحياة الرهبانيّة مدة عشر سنوات.
سنة 1879 رقّاه البطريرك بطرس الرابع إلى رتبة الشماس الإنجيلي.
في نفس العام دخل إلى دير الشرفة نتيجة صداقة تربطه مع القس متى أحمر دقنو.
دخل في الأخوية الافرامي عام 1882.
في 13 أيار 1883 رقّاه البطريرك جرجس شلحت إلى الدرجة الكهنوتية على اسم الاخوية الرهبانيّة.
عينّه البطريرك المذكور مديرًا ومعلمًا للرهبان المبتدئين في دير مار أفرام بماردين.
دعي للخدمة في ديار بكر في فترة الاضطهاد ونجا من الموت بأعجوبة…
وقد استشهدت امّه على يد السفاحين الذين أرغموها على دخول الإسلام قائلة:” وكيف أنكر دينًا قدحافظ عليه آبائي وأجدادي؟
رقّاها لمطران ماروثا بطرس إلى رتبة خورأسقف سنة 1897.
في عام 1899 عاد إلى مسقط رأسه بدعوة من البطريرك أفرام الرحماني.
فاستأجر بيتًا صغيرًا جعل منه مكانًا للصلاة ومدرسة يجمع فيها الأولاد ويلقي عليهم الدروس.
كان يقدم كل ما يحتاجه التلاميذ مجانًا ومن أقواله “لا يمكنني ردّ مطلوبهم ولو وصلتُ إلى آخر مرحلة من العوز:
بعد سنوات عديدة من خدمة النفوس في ديار بكر وقراها، ورغم الصيت العطرالذي تركه حيثما حلّ، شعر الخوري مخائيل بتوقٍ إلى الهدوء والصلاة بعيدًا عن المسؤوليات الراعوية، لذلك وجّه إلى غبطة البطريرك كتابًا يلتمس منه بإلحاح أن يعفيه من خدمته كراع لقطيع المسيح، وطالبًا أن يسمح له بالعيش في دير الشرفة ليعمل في التدريس أو في المطبعة كراهب بسيط.
فيما كان ينتظر الجواب، إذ بكتاب يصله من البطريرك عام 1901 يطلب منه مغادرة مسقط رأسه والتوجّه إلى مدينة جزيرة ابن عمر للقيام بخدمة النفوس وإدارة إكليروسها بصفة نائب بطريركي. بعد تردّد كثير واستلهام روح القدس، ردّ على البطريرك:” مولاي الأثيل، ما لي إلاّ التسليم للأمر الإلهي، فلا أريد مشيئتي بل مشيئة من يرسلني…باسم يسوع وبمؤازرة أدعيتكم المستجابة، ألقي شبكتي هذه”.
وطفق يزور قرى الجزيرة ويتفقّد العائلات للوقوف على أحوالها الاجتماعية والروحيّة. وعلى مثال الراعي الصالح، كان يبّث بإرشاده ونصائحه روح المحبّة والسلام. فيما كان يجاهد لتذليل تحدّيات رسالة الجزيرة، إذ برقيم بطريركي يتسلّمه، يقلّده الوكالة البطريركية على مرعيث ماردين. وقد انتقل إلى ماردين في اوائل سنة 1911 ليباشر مهامه الجديدة. خلال هذه الفترة أتمّ بناء البطريركية الجديدة في ماردين.
وبسبب غيرته وشغفه في الخدمة الكهنوتية اقترح البطريرك رحماني على البابا بيوس العاشر وبصورة استثنائية جعله مطرانًا على كرسي الجزيرة وجرت مراسيم السيامة الاسقفية في كاتدرائية مار جرجس في الخندق الغميق في بيروت عام 1913 واتّخذ المطران اسم الشهيد مار فلابيانوس، رئيس أساقفة أنطاكية (498-512) شفيعًا لأسقفيته.
بعد سنة ونصف من أسقفيته أعلنت الحرب العالمية الأولى، وعندما استلم حزب “تركيا الفتاة” دفّة الحكم في تركيا، أصدر الآوامر بالتخلّص من المسيحيّن. وفي حزيران 1914، ابتدأت مجازر المسيحيين في ماردين وضواحيها، وبعد شهرين، امتدت مأسيها إلى جزيرة ابن عمر.علم المطران أن أجله قد دنا، ولم يرغب في النجاة، لأنّه أراد أن يبقى مع رعيته.
ألقي القبض على المطران ميخائيل ووضع بالسجن،وهناك لم ينقطع عن الصلاة من أجل أبناء أبرشيته كي ثبتوا في الإيمان.وقد أرسل من سجنه سرًا إلى شماسه جبرائيل هندو هذه الأسطر الاخيرة التي خطّها بيده المباركة:
“نشكر الله لا نزال على قيد الحياة، اتكلنا على القلبين الأقدسين. إن متنا وإن عشنا فلله نحن، كما يقول الإنجيل. إنّ العبادة زادت في الجزيرة. أستودعك العناية الربّانيّة يا ابني الحبيب”.
وفي اليوم التاسع والعشرين من شهر أب عام 1915، نزعوا عنه ثيابه، وصليبه الأسقفي الذي كان يزيّن صدره، وعُذّب حتى الموت.فرمي بالرصاص، ثمّ قطع رأسه، وفاضت روحه الطاهرة. فاستشهد، وألقي جسده في نهر دجلة.
مات شهيد الإيمان، لكي يثبّت أبناءه في إيمانهم إزاء الموت…! وكان لسان حاله يردّد قوله الشهير: “أبذل دمي عن خرافي”.

من إعداد المطران يوسف ملكي

Jano Battah

قد تكون صورة ‏شخص واحد‏
بابنيان عظيم سرياني سوري .. من حِمص

ببابنيان عظيم  سرياني سوري .. من حِمص

أعطى للعالم القوانين التشريعية الّتي يعُمل بها حتّى اليوم

إنّه الحقوقي السرياني سوري الأول .. بابنيان

هذه البقعة من الأرض والّتي تُدعى سوريا السريانية خرج منها من أعطى للعالم التشريعات والقوانين الّتي تُعدّ مصدر الحقوق حتى يومنا هذا .

المدهش أنّ قلّة قليلة من السوريين تعلم ذلك ، في الوقت الذي يتباهى الغرب بما قدّمته سوريا السريانية  للبشرية

هؤلاء الذين في المغترب ، على وجه التحديد من هم في العاصمة الإيطالية روما ،

هناك أمام دار العدل يقف تمثال شامخ ،

وهو ليس بشخصية رومانية بل سرياني سوري،

هذه الشخصية السريانية السورية هي أيضاً موضوع جداريه معنونه باسمه موجودة اليوم أمام مبنى الكونغرس الأمريكي تكريماً لدوره القانوني الكبير وقد كُتب عليها :

“مؤلف لأكثر من ستّة وخمسين مؤلفاً في الحقوق كانت أساس التشريعات الحقوقية العالمية”.

إنّه بابنيان ، الحقوقي السرياني السوري وشهيد العدالة التي أرسى قوانينها . اسمه Aemilius Papinianus إميليوس بابينوس (بابنيان) ،

وُلِد في العام 140 للميلاد في حِمص السرياني سورية و درس الحقوق في بيروت التي كانت تُعتبر حينها ( الأُمّ المُرضِعة للحقوق) ،

وقد بقيت حتى منتصف القرن السادس مِن أشهر مدارس الحقوق في الإمبراطورية الرومانية

شغل عدّة مناصب هامة في عهد الإمبراطور Septimius Severus سبتيموس سيفيريوس زوج السرياني سورية التي حكمت روما لاحقاً جوليا دومنا Julia Domna وقد كان مقرّباً من هذا الإمبراطور .

شاء الأقدار أن يقوم ابنه بقتل ايميليوس وإنهاء حياته .

لكن قبل أن يغيّب الموت هذا الحقوقي قدّم للعالم تشاريع صاغت لاحقاً قوانينهم ،

حيث كان ضمن “الفقهاء السريان السوريين الخمسة” اللّذين صاغت تشاريعهم 80% بالمائة من مدونات جوستنيان في القانون والّتي تتألف من خمسين كتاباً ،

مؤلف من 2462 فقرة قانونية تُعد المصدر الرئيسي الّذي استمدت منه الدّول الأوربّية الحديثة قوانينها كـ ” فرنسا اسبانيا المانيا ايطاليا ” .

تلك القوانين التي صاغها الحقوقيّون السرياني السوريون ومن بينهم “بابنيان” ساهمت في تخليص التشريع الروماني من فظاظته قسوته ،

بعد أن أسبغوا روحهم ” الرّواقية المشرقيّة على مجمل ما شرّعوا ” .

الجدير بالذكر أنَّ بانيان وغيره من المشرّعين السرياني السوريين في ذلك الزمان صاغوا قوانينهم و مؤلّفاتهم القانونيّة بالّلغة اللاتينية ،

الأمر الذي جعلهم يصنّفون تاريخياً تحت اسم :

الفُقهاء الرومانيين ، الاسم انسحب كذلك على القوانين التي وضعوها ، ليطلق اسم” التشريع الروماني”لمجموعة القوانين الّتي ساهم السريان السوريون بنسبة كبيرة في محتواها ، لكن التاريخ حفظ الجميل لأولئك كسريان سوريين ،

قال المؤرّخون في ذلك : “في القرن الثالث الميلادي كانت سوريا السريانية تعكس على العالم تقاليدها الحقوقيّة الّتي تعد مصدر الحقوق” .

ألف بابنيان “19” مؤلف في المناقشات القانونية و”37″ مؤلفاً في المسائل القانونية .

أما كُتبه فله عدّة كتب أشهرها “الأسئلة” و “الأجوبة” وقد كان الكتاب الأخير مقرّراً دراسياً في مدارس الحقوق الرّومانية ومن كتبه الذائعة الصيت أيضاً كتاب “الفتاوى” .

قيل فيه بِإنّ التراث العظيم الذي تركه ، لم يتركه أي روماني فقيه آخر”.

أدخل بانيان لوحده ما لا يقل عن 596 فقرة من كتاباته في “موجز جستنيان القانوني” وذُكر اسمه فيه 153 مرة .

النهاية جاءت بعد صراع كراكلّا و غيتا أولاد الامبراطور سبتيموس و جوليا دومنا الذي انتهى بمقتل غيتا على يد أخيه كراكلّا .

جاء كراكلّا إلى المشرّع “بابنيان” طالباً منه صوغ رسالة يتلمّس فيها الأعذار لفعلته التي ارتكبها و يجد فيها مخرجاً لما قام به أمام مجلس الشيوخ ، الأمر الّذي رفضه “بابنيان” !

في تلك الأزمنة وقف رجل العدالة “بانيان” رافضاً طلب الإمبراطور كراكلّا قائلاً جملته الشهيرة الّتي ترن في أروقة المحاكم حتى يومنا هذا :

“إن ارتكاب جريمة قتل أهون من تسويغ هذا القتل”

فما كان من الإمبراطور إلّا أن أمر بقتل “بانيان” بالبلطة فانتهره لاستعمال البلطة بدلاً من السيف ، فكان له ذلك ، لتنتهي حياته دفاعاً عن العدالة التي لم يكتفي بسنّ القوانين اللازمة لها بل آمن فيها وعمل بِها حتى آخر أيام حياته .

يقول المؤرّخ جيبّون في مقتله :

“لقد كان إعدام بابنيان محزناً بوصفه كارثة عامة” .

ونقول نحن :

السرياني السوريون إن الكارثة العامة أن لا نعرف رجل العدالة السرياني السوري هذا ، ونفتخر به كمشرّع القوانين الأول الّتي يعمل بها العالم حتى اليوم .